تأملات روحية عن الــــــروح القــــــدس (بمناسبة بدء صوم الرسل )

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
إن عربون الروح يملأ قلب المؤمن بالثقة والسلام من جهة أبديته، ويقوده فعلاً للسجود. فنحن حين آمنا، أصبحنا ملكًا للرب، فختمنا الله لضمان وصولنا إليه ( أف 1: 13 ، 14)، لكن لاحظ أن الله لم يطلب منا عربونًا لضمان سيرنا القويم، أو لضمان جدية توبتنا، بل يا للعجب، فإنه هو الذي خلَّصنا، وهو الذي أعطانا العربون، عربون ميراثنا!

يسوع يباركك ويفرح قلبك
الموضوع من بدايته
ومع أستمراره
سبب بركه لينا
شكرا جداا


c2-n11.jpg

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
إن عربون الروح يملأ قلب المؤمن بالثقة والسلام من جهة أبديته، ويقوده فعلاً للسجود. فنحن حين آمنا، أصبحنا ملكًا للرب، فختمنا الله لضمان وصولنا إليه ( أف 1: 13 ، 14)، لكن لاحظ أن الله لم يطلب منا عربونًا لضمان سيرنا القويم، أو لضمان جدية توبتنا، بل يا للعجب، فإنه هو الذي خلَّصنا، وهو الذي أعطانا العربون، عربون ميراثنا!

يسوع يباركك ويفرح قلبك
الموضوع من بدايته
ومع أستمراره
سبب بركه لينا
شكرا جداا


c2-n11.jpg

آميـــــــــــــــــــــــــــــن
ربنا يخليك يا استانا وميرسى لتشجيع حضرتك
انا بتعلم منكم وبستفاد من مشاركاتكم
ربنا يبارك حياتكم وخدمتكم
آمين
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
قسمة للرسل
قسمة تقال في صوم الرسل وسنوي

ما أبعد أحكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء كما بعدت (علت) السموات عن الأرض كذلك أيضاً بعدت أفكارك عن بني البشر إذ أخفيت هذه عن حكماء وفهماء وأعلنتها للأطفال الصغار. نعم أيها الآب هكذا قد صارت المسرة أمامك أخترت جهلاء العالم لتخزي بهم الحكماء وأخترت ضعفاء العالم لتخزي بهم الأقوياء أخترت بطرس هذا وكان صياداً للسمك فصيرته صياداً للناس. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها هذا الذي عندما سألت تلاميذك الأطهار قائلاً لهم: من يقول الناس أني أنا ؟ صرخ قائلاً: أنت هو المسيح ابن الله الحي مخلص العالم طوباك يا بطرس فإن دماً ولحماً لم يعلن لك ذلك لكن روح الله الحال فيك. والذي أنكرك امام الجارية أعترف بك أمام الملوك والولاة أما بولس هذا الذي ظل طارداً زماناً طويلاً صيرته إناءاً مختاراً يحمل اسمك القدوس، فيما هو ذاهب إلى دمشق ليقبض على المسيحيين ويعذبهم، بغتة أشرق نور من السماء حوله وسمع صوتاً من السماء يقول به: شاول شاول لماذا تضطهدني، صعب عليك أن ترفس مناخس. لسان العطر هذا الذي كرز وبشر وعلم وأسس كنيستك المقدسة وفي أخر الكل أنعمت على رسوليك بطرس وبولس بما لم تره عين وما لم تسمع به أذن مالم يخطر على قلب بشر فإستشهد بطرس مصلوباً منكساً الرأس وبولس بحد السيف فنالا إكليل الرسولية وإكليل الشهادة يا الله الذي أنعم على رسوليه بتلك النعم الجزيلة أنعم علينا نحن الخطاة بغفران خطايانا وذنوبنا وآثامنا كي ندعوك بشكر: ابانا الذى فى السماوات… الخ
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
صوم الرسل
ومكانته الروحية في الكنيسة

صوم الرسل من الأصوام التي تحمل معاني روحية غاية في الأهمية بالنسبة للكنيسة. وبالرغم من أنه ثابت فيها منذ العصر الرسولي كصوم يتعلق بوجودها ذاته وباستمرارها على مدى الزمان، إلا أنه صار أحياناً سواء في الماضي أو في الحاضر موضوع حوار ونقاش، وذلك بسبب الجهل بمعناه الأصيل، وبسبب فقدان قيمته الروحية العملية في الكنيسة؛ وهذا مما يؤسف له. لذلك، وقبل أن نعرض لتحقيق وضعه التاريخي، يلزمنا أن نرسِّخ في الأذهان أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة.
أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة

فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني . . . ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 و8)
هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء.» (يو 26:15 و27)
أما المصدر الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً في كون الرسل صاموا فعلاً بعد حلول الروح القدس حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهو قول الرسل أنفسهم في الدسقولية، حيث تقول في هذا الصدد:
[ومن بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيِّدوا أيضاً أسبوعاً آخر… ثم نصوم بعد الراحة (أي بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد العنصرة) … ومن بعد هذا (أي بعد صوم الرسل) نأمركم أن تصوموا كل أربعاء وكل جمعة وما أمكنكم أكثر من هذا فصوموا] (مج 20:15). إذاً، فصوم الرسل حقيقة تاريخية تستمد قوتها وديمومتها من كيان الكنيسة القائم الآن، وليس ذلك فحسب، بل إن كيان الكنيسة نفسه يستمد بداية وجوده تاريخياً وروحياً من هذا الصوم عينه! فالكنيسة كلها وفي كل العالم مديونة لصوم الرسل كيوبيل حي دائم، تعيِّد له على ممر الأجيال ونقطة انطلاق مضيئة تبدأ منها رحلتها لتجديد نشاطها وكرازتها كل عام.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تبعوه وتركوا كل شيء:

هناك شيء جميل فيمن تبعوا السيد المسيح: أنهم تبعوه وتركوا كل شيء. كما قيل عن إبراهيم أبو الآباء أنه سار وراء الرب وهو لا يعلم إلى أين يذهب. والرسل عندما ساروا وراء السيد المسيح لم يكن له بيت، فقد كان يسير من بلد إلى بلد، ومن حقل إلى حقل، ومن مدينة إلى مدينة.. ويقول عنه الكتاب: "لم يكن له أين يسند رأسه" (فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ) (إنجيل متى 8: 20؛ إنجيل لوقا 9: 58). ولم يسأله الرسل أين سنذهب، فهذا لا يهتمون به، بل المهم أنهم يمشون وراءه.. وكان عندهم الإيمان بأن كل شيء سيكون كما ينبغي أن يكون.



سندتهم قوة الرب يسوع:

وبهذا الشكل أخذ الرسل قوة كبيرة. قوة من معاشرتهم للرب وقوة من مساندة الرب لهم. فكانوا يتكلمون ويسند الله كلامهم بالمعجزات، كما ورد في آخر إنجيل مارمرقس.

ومن قوة الآباء الرسل نجد أن عظة واحدة قالها القديس ماربطرس آمن بها 3000 واحد من اليهود، وتَعَمَّدوا في ذلك اليوم كما ورد في سفر الأعمال إصحاح اثنين من آية 38. ويقول الإنجيل: "وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو" (سفر أعمال الرسل 6: 7). وبعد أن كانوا يعلِمون في أورشليم بدأوا يُعَلِّمون في السامرة وفي كل مكان. والسيد المسيح قال لهم: "متى حل الروح القدس عليكم حينئذ تكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض" (مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ) (سفر أعمال الرسل 1: 8).

هذه هي القوة التي كانت عند الآباء الرسل. ليس فقط عند الاثنى عشر رسول. فمار مرقس عندما جاء مصر كان فيها عبادات لا تحصى، العبادات الفرعونية الكبيرة، والعبادات اليهودية (فقد كان في اثنين من أحياء الإسكندرية عبادات يهودية)، والعبادات اليونانية التي انتشرت من بعد الإسكندر المقدوني وخلفائه من البطالمة وأيضاً عبادات رومانية منذ بدء الحكم الروماني على مصر من عهد اكتاڤيوس قيصر (أكتافيوس) واستمروا في الحكم حتى الفتح الإسلامي، أي كان هناك عبادات كثيرة.. وكان مارمرقس لا يملك شيئاً، ولكنه استطاع بنعمة الله أن يحوِّل الإسكندرية إلى بلد مسيحية قبل أن ينال إكليل الشهادة.

جماهير كثيرة كانت تتبع الإيمان ومن ضمنهم الكهنة أيضاً اليهود. ومَنْ يدرس تاريخ الكنيسة منكم في العصر الرسولي يرى عجباً. حيث كانوا ينادون باسم المسيح فيمنعهم الكهنة ورؤساء الكهنة ويحذروهم من نطق اسم السيد المسيح، فيرد عليهم بطرس الرسول ويقول "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (سفر أعمال الرسل 5: 29). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذه العبارة نرددها باستمرار ونؤمن بها. كانت سمة الكنيسة في العصر الرسولي هى سمة الانتشار على الرغم أنه كان هناك حكام في منتهى العنف مثل نيرون وحتى القرن الرابع، حيث كان هناك دقلديانوس وبعض الولاة في مصر في منتهى العنف، مثل أريانوس والي أنصنه.. ولكن المسيحية وقفت ضد كل هذا قوية بمعونة الله لها.






 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


الآباء الرسل
www-St-Takla-org--Sventyd.jpg

لقداسة البابا شنودة الثالث

صوم الرسل:


نحن الآن نصوم صيام الرسل، وبمناسبة صوم الرسل أود أن أكلمكم عن الآباء الرسل..

وصوم الرسل كان أول صيام صامته الكنيسة المسيحية لأن الرسل صاموا هذا الصيام. ولكن هو ليس أهم صيام. هو أول صيام من جهة التاريخ، لكن ليس أهم صيام. أهم صيام في الكنيسة الصوم الذي صامه السيد المسيح نفسه (الأربعين المقدسة وإسبوع الآلام ويتبعهم الأربعاء والجمعة).


أول شيء يجب أن تعرفوه عن الآباء الرسل أن السيد المسيح هو الذي اختارهم بنفسه وقال لهم: "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (إنجيل يوحنا 15: 16).

وهذا يرينا أن الوظيفة الكهنوتية تكون باختيار الرب. "لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم" "وأرسلتكم لتصنعوا ثمراً ويدوم ثمركم" (وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ) فجميعهم كانوا مختارين من الرب.

icon-169x300.jpg


تباين الصفات الشخصية للرسل:

وقد اختارهم الله من نوعيات مختلفة ومتعددة، اختار يوحنا الحبيب الرقيق الذي يتكئ على صدره، واختار بطرس الرسول الشديد الذي يتدخل في كل مناسبة ويتكلم سواء كان كلامه خطأ أم لا. مثلما حدث عندما قال السيد المسيح للتلاميذ: "كلكم تنكرونني هذه الليلة" (كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ) (إنجيل متى 26: 31؛ إنجيل مرقس 14: 27)، فتدخل بطرس وقال: "أبداً. ولو أدى الأمر أن نموت معك". كان بطرس يتكلم بحماس وكلامه حلو. ومرة أخرى عندما قال السيد المسيح: "من يقول الناس أني أنا؟" فرد بطرس قائلاً "أنت المسيح ابن الله الحي" فقال له السيد المسيح: "طوباك يا سمعان". وفي مرات أخرى عندما قال السيد المسيح: "سيقبِض علي رؤساء الكهنة.... وغيرهم، ويقتلونني وفي اليوم الثالث أقوم" فرد بطرس سريعاً: "حاشاك يا رب" "لن يحدث هذا أبداً". فرد عليه السيد المسيح: "اذهب عني يا شيطان أنت تفكر فيما للناس وليس فيما لله" (اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ) (إنجيل متى 16: 23؛ إنجيل مرقس 8: 33). أي أن السيد المسيح اختار هذا الرجل القوي المندفع الذي أحياناً يكون على حق في كلامه وأحياناً يخطئ واختار يوحنا الهادئ الناعم. واختار توما الشكاك الذي قال: "لا يمكن أن أصدق إلا عندما أضع إصبعي مكان المسامير". أي اختار أنواع مختلفة من الناس. منهم أيضاً يهوذا الخائن. واختار أيضاً أناس ضعفاء مساكين صيادي سمك. لذلك بولس الرسول قال كلمة عجيبة في هذا الأمر حيث قال: "اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 27).. أي الله اختار أناساً بسطاء.. ويقصد بذلك، أنه إذا كانوا جميعاً حكماء ربما إذا تكلموا كلام حكمة سَيُقَال أن هذا الكلام منهم؛ لكن إذا كانوا بسطاء وتكلَّموا هذا الكلام العميق، سيَعْلَم الناس أن هذا الكلام من الله وليس منهم.

2981493100_77a365339e.jpg


الرسل يمكن تقسيمهم لثلاثة فرق:

أولاً: الاثنى عشر رسولاً.

ثانياً: السبعون رسول الذين اختارهم السيد المسيح بعد ذلك. الذين منهم مارمرقس، ومنهم لوقا الإنجيلي، ومنهم برنابا،...إلخ. أيضاً يضاف للرسل فيما بعد النوع الثالث.

ثالثاً: شاول الطرسوسي الذي كان مضطهداً للكنيسة وأصبح عمود من أعمدة الكنيسة.

وإلى جوار الناس الذين كانوا بسطاء في تعليمهم مثل مار بطرس ومار يوحنا كان أيضاً من ضمن الرسل من كان لهم ثقافة كبيرة. خاصة من الرسل السبعين. فمرقس الرسول يقال عنه أنه كان مثقفاً جداً وكان إلى جوار اللغة العبرانية التي يتقنها يعرف أيضاً اللغة اليونانية ويعرف أيضاً اللغة اللاتينية لغة الرومان

www-St-Takla-org___Proclamation-of-the-Apostles-01.gif


الرسل أحبوا السيد المسيح محبة فائقة جداً:

هؤلاء الرسل كانوا يحبون السيد المسيح محبة فائقة جداً.. وأكبر دليل على هذه المحبة أن بطرس الرسول قال له: "هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ" (إنجيل متى 19: 27؛ إنجيل مرقس 10: 28؛ إنجيل لوقا 18: 28). فقد رآهم السيد المسيح وهم يصطادون في السفينة وقال لهم: "هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ" (إنجيل متى 4: 19؛ إنجيل مرقس 1: 17) فتركوا السفينة وتركوا الشباك وتركوا الدنيا كلها وساروا ورائه. أيضاً هذا يذكرنا بإبراهيم أب الآباء عندما قال له الله "أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك وتعال معي إلى الجبل الذي أريك إياه هناك أجعلك شعباً" (اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً) (سفر التكوين 12: 1)، وفعلاً ترك أهله وترك عشيرته وترك بيت أبيه وذهب وراء الرب. كانوا يحبون الرب جداً وتركوا كل شيء من أجله.

هذا يعطينا فكره عما يجب أن يكون عليه الرعاة، فعندما نختار أحدهم للكهنوت لا يجب أن يتكلم فيما يخص السكن والعائلة والماديات وما يكفيه وما لا يكفيه. بل يتمثل بالرسل الذين تركوا كل شيء وتبعوه.

Apostles.jpg


الرسل تسلموا العقائد واللاهوتيات والطقوس من الرب يسوع :

وهؤلاء الرسل الذين تبعوا السيد المسيح أمضوا فترة إعداد خدام أكثر من ثلاثة سنوات. ففترة خدمة السيد المسيح على الأرض كانت أكثر من ثلاثة سنين. وقد ساروا وراءه في الثلاثة سنوات، يسمعون عظاته ويروا معجزاته ويروا مواقفه مع الأعداء والمؤيدين يلاحظوا كل شيء. فكانت فترة تدريب قوية جداً مع المسيح، ومع ذلك المسيح لم يكتفي بها. فبعد القيامة مكث معهم أيضاً أربعين يوماً يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله. . أي كل ما لدينا من عقائد ولاهوتيات وطقوس تعلمها التلاميذ في فترة الأربعين يوم ونقلوها إلينا. نقلوها إلينا بأن السيد المسيح قال لهم إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وعمدوهم وعلموهم جميع ما أوصيتكم به. لذلك الرسل فيما كتبوا لنا كانوا يعلموننا ما قاله السيد المسيح لهم.

Apostles_01.jpg


القوانين التي وضعها الآباء الرسل:

من المؤكد أنكم قرأتم الإنجيل والرسائل لكن هناك أمر آخر أيضاً هو القوانين التي وضعها الآباء الرسل. ومنها الدسقولية وهي تقع في 38 باب عن الرعاية من كل جوانبها. وأيضاً قوانين الرسل حيث أصدر الرسل 127 قانون في كتابين أحدهما به 71 قانون والآخر به 56 قانون. هذه القوانين نشرت في مجموعة باترولوجيا أورينتاليس The Patrologia Orientalis أي "أقوال الآباء الشرقيين". هناك أناس كثيرين ممن يتكلمون عن الكنيسة والقوانين لم يقرأوا هذه ولا تلك، (وينطبق عليهم المثل القائل: إللّي على البَرّ عوَّام)!

كانت قلوبهم متفتحة وعقولهم متفتحة وكلها مُرَكَّزَة في الربَ وفي وصاياه. وأيضاً طوال مدة إعدادهم كانوا متفرغين تفرغ كامل للسير وراء الرب.

أما حالياً، فأرى الكثير من الخدام لم يتم إعدادهم للخدمة بطريقة سليمة. وأحياناً ينحرفون في تعاليمهم وينحرفون في تصرفاتهم. وسيكون لنا معهم موقف ليتعلموا ويفهموا، وإذا لم يتعلموا فليمضوا بسلام!

12apostles1.jpg


تبعوه وتركوا كل شيء:

هناك شيء جميل فيمن تبعوا السيد المسيح: أنهم تبعوه وتركوا كل شيء. كما قيل عن إبراهيم أبو الآباء أنه سار وراء الرب وهو لا يعلم إلى أين يذهب. والرسل عندما ساروا وراء السيد المسيح لم يكن له بيت، فقد كان يسير من بلد إلى بلد، ومن حقل إلى حقل، ومن مدينة إلى مدينة.. ويقول عنه الكتاب: "لم يكن له أين يسند رأسه" (فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ) (إنجيل متى 8: 20؛ إنجيل لوقا 9: 58). ولم يسأله الرسل أين سنذهب، فهذا لا يهتمون به، بل المهم أنهم يمشون وراءه.. وكان عندهم الإيمان بأن كل شيء سيكون كما ينبغي أن يكون.

r99.jpg


سندتهم قوة الرب يسوع:

وبهذا الشكل أخذ الرسل قوة كبيرة. قوة من معاشرتهم للرب وقوة من مساندة الرب لهم. فكانوا يتكلمون ويسند الله كلامهم بالمعجزات، كما ورد في آخر إنجيل مارمرقس.

ومن قوة الآباء الرسل نجد أن عظة واحدة قالها القديس ماربطرس آمن بها 3000 واحد من اليهود، وتَعَمَّدوا في ذلك اليوم كما ورد في سفر الأعمال إصحاح اثنين من آية 38. ويقول الإنجيل: "وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو" (سفر أعمال الرسل 6: 7). وبعد أن كانوا يعلِمون في أورشليم بدأوا يُعَلِّمون في السامرة وفي كل مكان. والسيد المسيح قال لهم: "متى حل الروح القدس عليكم حينئذ تكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض" (مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ) (سفر أعمال الرسل 1: 8).

هذه هي القوة التي كانت عند الآباء الرسل. ليس فقط عند الاثنى عشر رسول. فمار مرقس عندما جاء مصر كان فيها عبادات لا تحصى، العبادات الفرعونية الكبيرة، والعبادات اليهودية (فقد كان في اثنين من أحياء الإسكندرية عبادات يهودية)، والعبادات اليونانية التي انتشرت من بعد الإسكندر المقدوني وخلفائه من البطالمة وأيضاً عبادات رومانية منذ بدء الحكم الروماني على مصر من عهد اكتاڤيوس قيصر (أكتافيوس) واستمروا في الحكم حتى الفتح الإسلامي، أي كان هناك عبادات كثيرة.. وكان مارمرقس لا يملك شيئاً، ولكنه استطاع بنعمة الله أن يحوِّل الإسكندرية إلى بلد مسيحية قبل أن ينال إكليل الشهادة.

جماهير كثيرة كانت تتبع الإيمان ومن ضمنهم الكهنة أيضاً اليهود. ومَنْ يدرس تاريخ الكنيسة منكم في العصر الرسولي يرى عجباً. حيث كانوا ينادون باسم المسيح فيمنعهم الكهنة ورؤساء الكهنة ويحذروهم من نطق اسم السيد المسيح، فيرد عليهم بطرس الرسول ويقول "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (سفر أعمال الرسل 5: 29). وهذه العبارة نرددها باستمرار ونؤمن بها. كانت سمة الكنيسة في العصر الرسولي هى سمة الانتشار على الرغم أنه كان هناك حكام في منتهى العنف مثل نيرون وحتى القرن الرابع، حيث كان هناك دقلديانوس وبعض الولاة في مصر في منتهى العنف، مثل أريانوس والي أنصنه.. ولكن المسيحية وقفت ضد كل هذا قوية بمعونة الله لها.

thursday-300x164.jpg


لولا الرسل ما كنا نعرف الإيمان وما كنا مسيحيين:

أقول بعد كل هذا أن الرسل كان لهم فضل كبير علينا ولولاهم ما كنا نعرف الإيمان، وما كنا صرنا مسيحيين. ومع ذلك يَنْدُر وجود كنائس على أسماء هؤلاء الرسل! فقليل جداً الكنائس التي تحمل اسمهم.. ففي القاهرة توجد كنيسة البطرسية، والمفروض أنها على اسم بطرس الرسول. وأحياناً تكون كنيسة على اسم بولس وبطرس ومارمرقس.. ولكن أين الباقين؟! يَندُر وجود كنائس على أسماء باقي الرسل الإثني عشر.
1713fe143d.jpg

الرسل سلمونا التقليد الكنسي كما تسلموه من الرب يسوع:

الرسل سلموا إلينا جميع التفاصيل.

فلو سأل أحدهم: أين في الإنجيل تفاصيل ما يحدث في التناول أو المعمودية؟

فأجيب: الإنجيل كان يقدم الخلاص للناس، أما تفاصيل الطقوس فأعطاها الرب للرسل، والرسل هم الذين سَلَّموها إلينا.. ومن هنا نشأت التقاليد الكنسية، وبها نتمثَّل بالرسل، ونعمَل كما عمل الآباء الرسل.

مثلاً الإنجيل يقول: ترسم قسوس. مثلما أرسل القديس بولس لتلاميذه برسامة قسوس. ولكن كيف نرسم القسوس، هذه لا تُذكَر في الإنجيل لأنه ليس كتاب طقوس. ولكنه كتاب المبادئ الأساسية السامية.

أو يسأل شخص: ما الآية التي توصي بعدم شرب السجائر؟

فأقول له:

الإنجيل لم يدخل في هذه الأشياء الصغيرة، ولكنه قال لنا: كل شيء يضرك أو يضر غيرك لا تفعله. كل شيء يسيطر على حريتك وإرادتك وتُسْتَعبَد له لا تسير فيه.. هذه هي المباديء العامة التي يدخل ضمنها أشياء كثيرة لن أستطيع حصرها. لكن المبدأ موجود في الإنجيل، بينما التفاصيل تُرِكَت لنا

thomas.jpg

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
سؤال: ما هو الفرق بين التلميذ والرسول؟



الإجابة:

التلميذ


التلميذ هو من يدرس أو يتعلم، وتستعمل عادة للدلالة على من يتبع معلما معينا تمييزا له عن المعلم نفسه (مت 10: 24، لو 6: 40)، وهي لا تعني قبول التعليم فحسب، بل والسير بمقتضاه في الحياة. وكان لاشعياء تلاميذ (أش 8: 16)، وليوحنا المعمدان (مت 9: 14، لو 7: 18، يو 3: 25)، وكذلك للفريسيين (مت 22: 16، مرقس 2: 18، لو 5: 33) ولموسى (يو 9: 28). ولكنها اكثر ما تستخدم للدلالة على اتباع يسوع:

(أ) ــ بالمعنى الواسع (مت 10: 42، لو 6: 17، يو 6: 66) وهي اللقب الوحيد لاتباع يسوع في الأناجيل.

(ب) ــ تستخدم بشكل خاص للدلالة على الاثني عشر (مت 10: 1، 11: 1، 12: 1.. الخ).

(ج) ــ تطلق بعد صعود المسيح على كل من يعترفون بيسوع ربا ومسيحا (أع 6: 1 و2 و7، 9: 36). وقد " دعى التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولا " (أع 11: 26).


الرسول

الكلمة اليونانية المترجمة "رسول" فى العهد الجديد هى "أبوستولوس" (apostolos) وهى مشتقة من الفعل أبو ستِّلين (apostellein) بمعنى يرسل " فمعناها: "رسول مرسل، مبعوث" وقد استعملت الترجمة السبعينية للعهد القديم نفس الكلمة اليونانية لترجمة كلمة "أرسل" (انظر تك 45: 4 – 8، 1 مل 14: 6).



واصل الرب يسوع الكثير من خدمته من خلال الرسل، فكان مركزهم فريدا لم ينتقل إلى غيرهم، فلم يحل أحد محل الرسل الذين رقدوا (اع 12: 2)، ولم يأخذ بولس مكان يهوذا الاسخريوطي، كما لم يحل يعقوب أخو الرب محل يعقوب بن زبدى، لقد ظهر الرسل فى مرحلة فاصلة فى التاريخ، وبقوة الروح القدس أسسوا الكنيسة، وتركوا لنا هم ورفقاؤهم العهد الجديد ليكون مرجعا للكنيسة فى كل شئ.

منقول

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
القوة الروحية

135704006.jpg


ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم ( أع 1: 8 )
نحن بحاجة ليس فقط إلى الروح القدس ساكناً فينا، وهو ما تم عندما آمنا بالمسيح ( أف 1: 13 )، بل أيضاً إلى روح القوة مستقراً علينا ليمتلكنا ويسيطر على أفكارنا وعواطفنا ويحركنا ويستخدمنا الاستخدام الناجح والفعَّال.

وكل مؤمن يتوق إلى هذه القوة في حياته وسلوكه وشهادته وخدمته. وهذا قد تحقق في أروع مثال في الرب يسوع المسيح نفسه الذي "مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" ( أع 10: 38 ).

وبالطبع نحن لا نتكلم عن قوة معجزية تُمنَح لنا مثل أيام الرسل، فهذا قد انتهى دوره. لكن يجب أن لا نتطرف فنتجاهل أهمية مسحة الروح القدس وقوته التي يحتاجها كل خادم لكي تكون خدمته مؤثرة، عندما يكون ممتلئاً من الروح القدس.

إننا نحتاج إلى هذه القوة لكي نمثل المسيح هنا على الأرض ونكون مُشابهين صورته أمام العالم. ونحتاج إلى هذه القوة في حربنا الروحية ضد إبليس، فيقول الرسول "تقووا في الرب وفي شدة قوته ... لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس: ( أف 6: 10 ،11).

وكذلك نحتاج إلى هذه القوة الروحية لكي نحتمل التجارب والآلام بصبر. فيقول الرسول: "متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح" ( كو 1: 11 ). فالقوة الروحية لا تظهر في الخدمة والنشاط الكثير بقدر ما تظهر في الاحتمال بروح الشكر والرضى.

كما أن القوة الروحية تظهر في الاكتفاء والقناعة والتعايش مع أي وضع وبأي إمكانيات وتحت أي ظروف، دون شكوى أو تذمر. وهذا ما قاله بولس "قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص.
أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" ( في 4: 12 ،13).

كذلك تظهر هذه القوة في ضبط النفس وضبط الانفعالات وضبط اللسان وضبط الرغبات. إنه يستطيع أن يتحكم في هذه الأمور وليس أن تتحكم هي فيه.

أخيراً نقول إن هذه القوة تظهر في احتمال ضعفات الآخرين وقصورهم وأخطائهم وإساءاتهم وتجريحهم، والغفران الأخوي ونسيان ما مضى.
وهذا ما قاله بولس "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نُرضي أنفسنا" ( رو 15: 1 ).

وهذا ينطبق على كل مجالات الحياة بما في ذلك الحياة الزوجية.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
حلول الروح القدس في الكنيسة
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير



mngol.gif

mngol.gif

mngol.gif


وكان لابد أن يحل الروح القدس عليهم لكى يتذكروا كلامه ويفهموا ويدركوا مغزاه "يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم" (198)، "يرشدكم إلى جميع الحق" (199).

وقد حقق الرب القائم من الموت والصاعد إلى السماء وعده فى يوم الخمسين "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع (الرسل) معاً بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وأبتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (200). وبعد ذلك ظهر عمل الروح القدس مع التلاميذ، كما يقول الكتاب، فى كل مكان بكل قوة:

حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس وقال لهم يا رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل" (201)،

"ولما صلوا تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه. وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون كلام الله بمجاهرة" (202).

ولما وقف القديس أستيفانوس يشهد للمسيح أمام مجمع اليهود الذين كانوا من جنسيات مختلفة "الليبرتينيين والقيروانيين والإسكندريين ومن الذين من كيليكيا وأسيا" وأخذوا يحاورونه، يقول الكتاب "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به" (203).

وكان الروح القدس هو القائد العام للكنيسة من خلال الرسل، معه وفيهم وبهم، يوجههم ويرشدهم ويقودهم ويقويهم ويتكلم بهم وعلى لسانهم ويحركهم ويرسلهم للكرازة فى بعض الأماكن ويمنعهم عن أماكن أخرى؛ فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة" (204)، مركبة الخصى الحبشى، وبعد أن انتهت مهمته، يقول الكتاب "خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصى أيضاً وذهب فى طريقه فرحاً. وأما فيلبس فوجد فى أشدود. وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء إلى قيصرية" (205)، ووجه بطرس للذهاب إلى بيت قائد المئة الرومانى كرنيليوس ليبشره بالمسيح "قال له الروح… فقال لى الروح أذهب معهم" (206)، أى رجال كرنيليوس.

وكشف الروح القدس عن المجاعة التى صارت على المسكونة فى العصر الرسولى "وأشار (أغابوس) بالروح أن جوعاً عظيماً عتيد أن يصير على المسكونة" (207)، وأمر بإرسال بولس وبرنابا للكرازة "وبينما هم (الأنبياء والمعلمون) يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لى برنابا وشاول (بولس الرسول) للعمل الذى دعوتهما إليه… فهذا إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية" (208).وهناك آيات كثيرة تتحدث عن عمل الروح القدس المتواصل فى قيادة الكنيسة وتوجيه الرسل:

"لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نصنع عليكم ثقلاً غير هذه الأشياء الواجبة" (209)،

"وبعدما اجتازوا فى فريجيه وكورة غلاطية منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة فى أسيا.
فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح… وظهرت لبرولس رؤيا فى الليل رجل مكدونى قائم يطلب إليه ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا. فلما رأى الرؤيا للوقت طلبنا أن نخرج إلى مكدونية متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم" (210)،

"كان بولس منحصراً بالروح وهو يشهد لليهود بالمسيح يسوع" (211)،

"ها أنا أذهب إلى أورشليم مقيداً بالروح لا أعلم ماذا يصادفنى هناك. غير أن الروح القدس يشهد فى كل مدينة قائلاً أن وثقاً وشدائد تنتظرنى" (212)،

"احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة" (213).

وأعلن الروح القدس لرسله وأنبيائه سر المسيح، سر الفداء والخلاص "أنه بإعلان عرفنى بالسر… سر المسيح الذى فى أجيال أخر لم يعرف به بنو البشر كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح" (214).

وكان الرب يكلم الرسل فى رؤى الليل ويوجههم لعملهم الكرازى:

"فقال الرب لبولس فى رؤيا فى الليل لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لأنى معك لا يقع بك أحد ليؤذيك لأن لى شعباً كثيراً فى هذه المدينة" (215)،

"وفى الليلة التالية وقف به الرب وقال ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لى فى أورشليم هكذا ينبغى أن تشهد لى فى رومية أيضاً" (216)،

"ولكن الرب وقف معى وقوانى لكى تتم بى الكرازة ويسمع جميع الأمم" (217).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
شفاعة الروح القدس فينا

96389546.jpg


ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنَّات لا يُنطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين ( رو 8: 26 ، 27)

لنا في رومية 8: 26- 34 حق ثمين ومُعزِ للغاية، ألا وهو الشفاعة المزدوجة الجارية باستمرار فينا ولأجلنا.

فنحن لنا شفيعان: الشفيع الأول الذي في السماء هو الرب يسوع المسيح (ع34). لكن لنا أيضًا الروح القدس الذي هو شفيعنا هنا على الأرض (ع26)، بل هو ساكن في قلوبنا.
ولأن الأرض مليئة بالأنّات والتنهدات، ولأننا نحن لا نقدر في كل الأحوال أن نعبِّر التعبير الدقيق عما نريده، فإن لنا تعزية كُبرى في أن الروح القدس الذي هو الله، يشفع في داخل قلوبنا، بأنّات قد لا يقدر المؤمن أحيانًا، نظرًا لضعفه، أن يعبِّر التعبير الصحيح عنها، لكن الله يعلم ما هو اهتمام الروح، الذي يشفع في قلوب القديسين بحسب مشيئة الله.

وهكذا، فإن الروح القدس عندما نصلي ولا نعرف ماذا نطلب، ولا كيف نعبِّر عما يدور في داخلنا، يأتي ليساعدنا في ضعفاتنا، مُتشفعًا فينا بأنّات لا يُنطق بها.

وهذه الأنّات هي عمله فينا، وهي عبارة عن صلوات لا يُنطق بها، يُنشئها الروح القدس في داخلنا، ويتولى ترجمتها كصلاة صحيحة إلى الله أبينا، متوافقة مع مشيئته «لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين» ( رو 8: 27 ).

ولهذا، فلا يمكن لهذه الصلوات إلا أن تُستجاب ( مز 38: 9 ؛ 77: 3؛ 34: 15؛ 2أخ 16: 9).

وإن كان لا بد لنا من الأنين طالما نحن في هذا العالم الذي تسوده الخطية، فكم هو أفضل أن نسكب أنّاتنا على مسامع أبينا ونحن في روح الصلاة!

وعندما يقول الرسول إن الروح القدس «يشفع فينا بأنّات لا يُنطق بها» فهو لا يقصد أن هذه الأنّات يستحيل التعبير عنها، بل يقصد أنه لا لزوم للنُطق بها، فالروح القدس يُنشئها في داخل قلوبنا، والله الذي يفحص القلوب يعلم ماذا تعني تلك الأنّات، ويستجيبها.

لهذا، فليست الصلاة هي فقط ما يمكن لآذان البشر أن تلتقطه، بل الكثير جدًا مما يسمعه الله ويستجيبه، يكون في الدموع ( إش 38: 3 ، 5؛ لو7: 38)، والصراخ ( خر 14: 15 مز 38: 9 )، والتنهدات ( مز 102: 20 )، والأنّات ( 1صم 1: 15 ؛ مر7: 34)، وسكب النفس أمام الله (1صم1: 15)، عندما تكون هذه ليست مجرد انفعالات النفس البشرية الطبيعية، بل من عمل الروح القدس فينا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
روح الله يرّف

708291027.png


"وكانت الأرض خربة وخالية، وعلي وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه"
(تك 1: 2 )

هذا العدد من الإصحاح الأول من سفر التكوين، كبقية الإصحاح كله، لا يعطينا المعنى الحرفي فقط، ولكنه يستحضر أمامنا عمل الروح القدس؛ ذاك الذي شغل نفسه بالإنسان وهو في حالة الخراب والفراغ - كما ينظر إليه الله.

لقد خلق الله الإنسان في حالة البراءة، ولكن الإنسان تحوَّل عن الله، وصار عبداً للشيطان.
وفى جميع الأحوال - سواء في تدبير الحكومات أو تدبير الناموس وغيره، برهن الإنسان أنه لا يريد أن يعبد الله. ولكن الله في محبته غير المحدودة "كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو 5: 19 ) .

أما الإنسان فقد رفض الله وصلب الرب يسوع. وبهذا برهن أنه في خراب وفراغ، وليس فيه شيئاً يُسرّ الله.
ولقد شغل الروح القدس نفسه بهؤلاء الناس. وعلى أي حال فإننا نجد أن الروح القدس مشغول بالأفراد، مستحضراً أمامها هذه الثلاثة الأشياء:

إنه يستحضر الخطية في كل رُعبها - خاصة كما ظهرت في رفض الرب، لعل الضمير يُمس ويشعر الشخص بحقيقة حالته الضائعة بدون تمتع بالفداء.
فبدون التمتع بالفداء سيُدان الإنسان على خطيته وسيمكث عليه غضب الله.

كما يشهد الروح القدس عن شيء آخر وهو أنه يُرينا أن عمل المصالحة قد تم. وأن المسيح "أُسلم من أجل خطايانا". وبناءً على هذا العمل، فإن الله يمكن أن يغفر خطايا كل مَنْ يؤمن بهذه الذبيحة.
ولكن يتبع هذا أيضاً أنه "أُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25 ) - أي أن قيمة عمل الرب يسوع تُحسب للذي يقبل هذا العمل بالإيمان. فإذا كان بر الله قد أقام الرب يسوع من بين الأموات، فإن ذات البر يُقيمنا نحن أيضاً، مُبررين أمام الله بلا خطية. وهنا يستحضر الروح شيئاً ثالثاً وهى الدينونة النهائية التي ستتخذ مجراها بالقضاء على كل مَنْ يقاوم الله (رو 4: 25 -11) .
إننا نرى هذه الأشياء في خطاب بطرس يوم الخمسين (أع2).
أما النتائج المجيدة لعمل الروح القدس فإنه ضم إلى الكنيسة ثلاثة آلاف نفس.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كيف نفهم كلمة الله ؟

363320184.jpg


ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله ( 1كو 2: 12 )

إن إدراك وفهم كلمة الله ليس كفهم ما يكتبه البشر، وذلك واضح من المكتوب "لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب" ( إش 55: 8 ).
وعلى ذلك فإن الرب لا يريدنا أن نتكل على فهمنا، إذ يقول الوحي "توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سُبلك" ( أم 3: 5 ،6). وهنا يواجهنا السؤال: كيف نفهم كلمة الله؟

أولاً: الروح القدس هو الذي يعلمنا، وقد رأيناه يحرضنا ألا نعتمد على فهمنا، بل على الفهم الذي يمنحنا الرب، وحيث أنه اختار كلمته لكي يكلمنا من خلالها، فعلينا أن ندرك ذلك ونعيه. والسر يكشفه الرسول بولس في 1كورنثوس2: 9-16 حيث نجد في هذا الجزء مفتاحين لذلك الحق:

(1) الروح القدس يعلم ويكشف الأمور الإلهية للمؤمنين إذ يسكن فيهم.

(2) الروح القدس لا يعلّم غير المؤمنين (الإنسان الطبيعي).

إذاً فلا بد من الإيمان للفهم، إن الروح القدس يستخدم الكلمة لتبكيت غير المؤمنين على خطيتهم ( يو 16: 9 )، في حين يعلّم المؤمنين. لكن هناك حقيقة أخرى، وهي أن الخطية تحول دون فهم المؤمن لكلمة الله، رغماً عن سُكنى الروح فيه ( أف 4: 20 ؛ 1تس5: 19).

إنه لأمر مُحزن أن ندع الخطية غير المُعترف بها سبباً لحزن ذلك الأقنوم الإلهي الساكن فينا والذي يرغب في أن يُعلن لنا إرادة الرب، وفي هذا تحذير لنا لنتخلص من كل خطية في حياتنا لم نعترف بها.

أما ثانياً: فنحتاج إلى الحالة الصحيحة. وهذا أمر هام حين نتأمل كلمة الله. فالمرنم في مزمور119 لديه إدراك كبير ووعي بأهمية فهم كلمة الله وكلمته وطرقه، ولديه إدراك فاق معلميه وكل القدماء.

تأمل معي ما يشع من ذلك المزمور من حالة روحية فُضلى فيما يلي:

(1) إنه يعترف بالخطأ (إن وجد).

(2) يثق في الرب لمعونته (3) لديه رغبة للتجاوب مع كلمة الله (4) يقدِّر كلمة الله كثيراً (5) عنده ثقة شديدة بها.

ليتنا نجتهد في الكلمة، ونطبِّق ما نتعلمه في حياتنا
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
لا تحزنوا روح الله القدوس

581926233.jpg

لا تُحزنوا روح الله القدوس، الذي به خُتمتم ليوم الفداء ( أف 4: 30 )

قبل أن يوصينا الرسول ألا نُحزن روح الله القدوس، ذكر أربع خطايا من شأنها أن تُحزن الروح القدس فينا، فيقول:

1ـ «اطرحوا عنكم الكَذب، وتكلموا بالصدق كل واحدٍ مع قريبه». فالروح القدس يُسمى «روح الحق»، بينما الشيطان هو «كذاب وأبو الكذاب» ( يو 8: 44 ).
فعندما أُظهر في حياتي صفات الشيطان، وأتنكّر لصفات المسيح، فإن الروح القدس يحزن. فلنحذر إذًا من الحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية التي تقول إن الكذب أنواع وألوان، منه الجيد ومنه الشرير، ومنه الأبيض ومنه الأسود، فالكتاب يقول: «تكلموا بالصدق».

2ـ «اغضبوا ولا تُخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تُعطوا إبليس مكانًا». أن يكون في قلبي مرارة من جهة شخص ما، فهذا يُحزن روح الله القدوس. يمكن للمؤمن أن يغضب، بل من واجبه في بعض الأحيان أن يغضب ( مر 3: 5 ؛ خر32: 22)، لكن لنحذر أثناء الغضب من أن نخطئ.

ولا يجب أن نترك الشمس تغرب على غيظنا، بمعنى أن نذهب إلى النوم ونحن في حالة غضب، حتى لا يُقاسمنا الشيطان وسادتنا، عارضًا علينا مشوارته المُهلكة.

3ـ «لا يسرق السارق فيما بعد، بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديه ليكون له أن يُعطي مَنْ له احتياج». على ضوء كلام المسيح في الموعظة على الجبل، يمكن القول إن السرقة ليست فقط هي التعدي على ممتلكات الغير، لكنها حُب التملك. لقد وُجد شخص فريد كان شعاره: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 ). وعلينا أن نتمثل به، فهو قدوتنا. لكن أين نحن من سيدنا؟ أين نحن من التعب، عاملين الصالح بأيدينا، ليكون لنا أن نعطي مَنْ له احتياج؟ نعم: أين نحن من حب العطاء للآخرين؟ ليته يظهر فينا!

4ـ «ولا تخرج كلمة ردية من أفواهكم، بل كل ما كان صالحًا للبنيان، حسب الحاجة».

لا يليق بنا أن تخرج من أفواهنا كلمات سفاهة، أو كلام هَزَل، أو كلام قباحة. إن أية كلمات لا تمجد الرب، تُحزن الروح القدس الساكن فينا.
وعلينا، ليس فقط ألا نقول ما لا يليق، بل أن نقول كل ما كان صالحًا حسب الحاجة، كي يُعطي نعمة للسامعين.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


thcross01lm7.gif


صوم الرسل

ومكانته الروحية في الكنيسة​


ابونا متى المسكين


thcross01lm7.gif


صوم الرسل من الأصوام التي تحمل معاني روحية غاية في الأهمية بالنسبة للكنيسة. وبالرغم من أنه ثابت فيها منذ العصر الرسولي كصوم يتعلق بوجودها ذاته وباستمرارها على مدى الزمان، إلا أنه صار أحياناً سواء في الماضي أو في الحاضر موضوع حوار ونقاش، وذلك بسبب الجهل بمعناه الأصيل، وبسبب فقدان قيمته الروحية العملية في الكنيسة؛ وهذا مما يؤسف له. لذلك، وقبل أن نعرض لتحقيق وضعه التاريخي، يلزمنا أن نرسِّخ في الأذهان أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة.
أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة

فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني . . . ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 )
هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء.» (يو 26:15 و27)
أما المصدر الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً في كون الرسل صاموا فعلاً بعد حلول الروح القدس حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهو قول الرسل أنفسهم في الدسقولية، حيث تقول في هذا الصدد:
ومن بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيِّدوا أيضاً أسبوعاً آخر… ثم نصوم بعد الراحة (أي بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد العنصرة) … ومن بعد هذا (أي بعد صوم الرسل) نأمركم أن تصوموا كل أربعاء وكل جمعة وما أمكنكم أكثر من هذا فصوموا (مج 20:15). إذاً، فصوم الرسل حقيقة تاريخية تستمد قوتها وديمومتها من كيان الكنيسة القائم الآن، وليس ذلك فحسب، بل إن كيان الكنيسة نفسه يستمد بداية وجوده تاريخياً وروحياً من هذا الصوم عينه! فالكنيسة كلها وفي كل العالم مديونة لصوم الرسل كيوبيل حي دائم، تعيِّد له على ممر الأجيال ونقطة انطلاق مضيئة تبدأ منها رحلتها لتجديد نشاطها وكرازتها كل عام.

thcross01lm7.gif
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تقديس الروح

556741426.jpg


أن الله اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق ( 2تس 2: 13 )
المختارين .. في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح ( 1بط 1: 1 ،2)

ليس من شك في أن "تقديس الروح" يعني عمل الروح القدس الذي بمقتضى قوته الفاصلة، تُفرز النفس أولاً بإحيائها لله، وهذا يقترن بتصديق الحق، أي بالإيمان. أما القداسة العملية فهي نتيجة لاحقة ( 1تس 4: 3 ـ7، 5: 23).

لكن المقصود هنا بتقديس الروح، هو تلك القوة العظيمة التي ترافق الرجوع إلى الله، وذلك العمل الإلهي الذي يصل للإنسان وهو بعد خاطئ ليجعل منه بالنعمة قديساً، وهو أمر أغفلته المسيحية الاسمية.
فقد يعترف الناس بعمل الروح بعد الإيمان في السلوك، ولكنهم يخافون من قبول الحق المختص بعمل عند نقطة البداءة. وهم في ذلك بعيدون عن فكر الله وعن إدراك فاعلية نعمته، وحكمة طرقه.

إن عمل الله في النفس يصاحبه بالطبع تصديق الحق والاعتراف بالرب من جانب الشخص الراجع إلى الله. قد يكون إلى جانب هذا ـ في تلك المرحلة ـ صعوبات كثيرة وفحص عميق للقلب، الأمر الذي يستخدمه الرب لتثبيت النفس، فالنعمة تهب اليقين. وكلما تعمق فحص القلب كلما ازدادت النفس فائدة ما دام المسيح واضحاً أمامها.

والحقيقة الواردة في 1بطرس1: 2 تؤكد معنى التقديس بالروح المُشار إليه، وتعيننا على فهم ما ورد في 1كورنثوس6: 11 حيث نرى التقديس يتبع الغسل، ويسبق التبرير "... اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا".
وفي 1بطرس1: 1،2 نجد المُباينة بين الشعب القديم المُفرز لله بطقوس خارجية لإطاعة الناموس بواسطة دم الذبيحة الذي رُش على كتاب العهد وعلى الشعب، واضعاً بذلك أمامهم الموت كعقوبة التعدي، وبين المؤمنين في العهد الجديد "المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس (أو بتقديس) الروح للطاعة" بمعنى طاعتهم لله كأبناء (على نمط طاعة يسوع المسيح لأبيه التي لا مثيل لها)، وكمُبررين من الذنب بدمه.

ولذلك فالقول "للطاعة" له جماله هنا في إعلانه الغرض المبارك الثابت الذي أُفرز له المؤمن المسيحي بالروح القدس، أن يطيع ليس تحت ناموس العبودية وسيف الموت مُسلط عليه إن أخطأ، بل في حرية المسيح الذي دمه يطهره من كل خطية.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
وحدانية الروح

1355389889.jpg

مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام ( أف 4: 3 )

ما أعظم غبطة جماعة القديسين!
لقد افتُدوا من الدينونة، وفُصلوا عن طريق هذا العالم الشرير بواسطة دم المسيح الثمين، وأصبح لهم أن يتمتعوا بفرح الخلاص المشترك.

إنهم إخوة في عائلة واحدة لأنهم أبناء لأب واحد، وهم أيضاً أعضاء بعضهم لبعض لأنهم إذ "اعتمدوا بروح واحد إلى جسد واحد" صاروا جميعاً أعضاء في جسد المسيح على السواء وإذ قُطعوا من محجر العالم، ونالوا الحياة بواسطة صوت ابن الله أصبحوا حجارة حية في الهيكل المقدس الواحد "مبنيين معاً مسكناً لله بالروح".

وإذ خُتموا بالروح القدس صارت لهم شركة مع الآب والابن وشركة مع بعضهم البعض أيضاً.
وقد أخذوا نعمة فوق نعمة من الملء الذي في المسيح فامتلأت قلوبهم بالفرح وفاضت بالمحبة وانطلقت بالتسبيح المشترك.
وبذلك تمثل شركة القديسين على الأرض سعادة السماء بصورة حقيقية مصغّرة.

وأفراحهم تتضاعف بتقاسمهم إياها، كما أن أحزانهم تخفف بمشاركة بعضهم لبعض فيها.
وبحسب المقياس الإلهي كل ما للفرد يمتلكه لحساب الجماعة، وكل ما للجماعة هو للفرد. لكل واحد نصيب في أفراح المجموع، وإذ صاروا جميعهم واحداً، وأصبحوا شركاء المسيح في ميراثه، يُقال عنهم بحق "كل شيء لكم". وإذ اندمجوا في "جسد واحد" وسُقوا "روحاً واحداً".
فقد ارتبطوا معاً بعواطف ومشاعر ذلك الروح الحي الواحد، وبذلك صار الفرد يصلي لأجل المجموع، والمجموع يصلّون لأجل الفرد.

والجسد كله يتغذى بما يقدمه كل عضو وكل مفصل "لبنيانه في المحبة".
ولا مجال للتفاخر أو التنازع بين القديسين، لأني لماذا أحسد ما هو لي؟ لماذا أحتقر ما يخدم مصلحتي؟
وكيف أحاول أن أكيد لمن أذيّته تؤذيني؟ هل يمكن أن ينشأ خصام بين أعضاء الجسد الطبيعي؟ كلا، لأن جميعها تخدم بعضها البعض، فإذا تألم عضو شاركته بقية الأعضاء وعملت على تخفيف آلامه بغير ضجر.

يا رب أتحد قديسيك هكذا في شركة قلبية وعاطفة رقيقة نحو بعضهم البعض.
ابعد يا رب عنا كل شقاق واربط قلوبنا بروحك القدوس بالمحبة الأخوية.
لا تسمح أن يؤثر العُجب أو روح التحزب أو الروح العالمية في أعضاء جسدك.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسحة

166172765.jpg


"يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس"
(أع 10: 38 )
في لوقا 4: 18يقول المسيح: "روح الرب علىَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين"، وفى يوحنا6: 27"لأن هذا الله الآب قد ختمه". وفى أعمال4: 27"يسوع الذي مسحته"، وفى أعمال10: 38"كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة"، وفى يوحنا3: 34"لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله. لأنه ليس بكيل يعطى الله الروح".

هذه النصوص كلها تتكلم عن الرب يسوع، فذاك الذي ولد بالروح القدس (متى1: 20) مُسح وخُتم بالروح. وكما أن الله ملأه بالروح، فإنه استطاع أن يتكلم بأقوال الله. وقبل أعمال2 فإننا لا نقرأ عن آخرين مُسحوا أو خُتموا بالروح القدس، فيما عدا الرب يسوع وحده الذي كان ممسوحاً.

ولا أحد أمكنه أن يقبل الروح القدس بدون تتميم عمل الكفارة، وهذا يتفق أيضاً مع رموز العهد القديم. ففي الخروج29 واللاويين8 نقرأ عن تكريس الكهنة، فكان هرون يُمسح بدون ذبيحة أو قبل تقديم الذبائح، أما بنو هرون فيُمسحون بعد تقديم الذبائح، فكانوا يُرشون بالدم وبزيت المسحة.
وبحسب الرسالة إلى العبرانيين، فإن هرون يرمز إلى الرب يسوع، أما بنو هرون فيرمزون إلى العائلة الكهنوتية (انظر مثلاً : العبرانيين 2: 11-13، 3: 1-6،1بطرس2: 4، 5).

وفى الرسائل نجد ثلاثة نصوص تتحدث عن مسحتنا. "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا" (2كو 1: 21 ، 22).

"وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء ... وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهى حق وليست كذباً. كما علمتكم تثبتون فيه" (2كو 1: 21 ، 27).

من هذه الفقرات يتضح لنا معنى هذه المسحة. فنحن نعلم كل شيء لأن المسحة تعلمنا كل شيء. وفى كورثنوس الأولى، يشرح الرسول بولس هذا الكلام. فروح الله يعرف أمور الله، ونحن أخذنا "الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (ع10-12).

ولذلك فإن مسحة الروح القدس تعنى أننا في علاقة مباشرة وشركة مع الله بسكنى الروح القدس، ولذلك فإننا نعرف أفكاره ونعرف ما يضاد هذه الأفكار.

وبالتالي فإننا بقوة نفرح بحق الله في السماء.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
السجود المسيحي
530915716.jpg


تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو 4: 23 )
غني عن البيان أن السجود هو امتياز أولاد الله، فهم وحدهم يقدمونه بالروح والحق إلى ذلك الذي لا يطيق الخطية في محضره. والذين اغتسلوا بدم الحَمَل وقَبِلوا الروح، هؤلاء وحدهم في استطاعتهم أن يدنو من الله ويعبدونه، ومن المُحال أن يقدم غير المؤمن سجوداً لله "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه".
ربما يظفر مثل هذا ببركات زمنية، وقد يتحنن الله عليه كإنسان خاطئ، ومع كلٍ فهو لا يعرف الله ولم يقبل الروح ولم يغتسل بدم المسيح، لذلك من المستحيل أن يسجد مثل هذا لله، وإذا ظن أن في ميسوره أن يدنو من الله، فذلك برهان على جهله بنفسه وجهله بالله الذي يظن أنه يعبده.

مَنْ في قدرته أن يدخل المَقدِس إلا الذي تقدَّس؟ مَنْ يخاطب الآب كآب إلا الابن، فضلاً عن أن السجود يُقدَم على مبدأ وحدة جسد المسيح وبالروح الذي كوَّن هذا الجسد، وكل مَنْ ليس من الجسد فهو طبعاً خارج عنه.

أما الزعم بأنه يمكن للشخص الذي ليس له الروح القدس أن يكون من أعضاء الجسد، هو بمثابة إنكار الجسد ـ جسد المسيح ـ وغايته وطبيعته، لأنه إذا أمكن أن يدخل شخص غير مؤمن إلى حضرة الله مقدماً السجود، لم يكن هناك حاجة إلى جسد يسكن فيه روح الله، ولا إلى الفداء الذي هو أساس كل شيء، ولا لزوم إلى شعب مفدي إذا أمكن لأهل العالم أن يعبدوا الله في حضرته.

وما الداعي إلى السجود لله بالروح طالما كان في الإمكان تقديم السجود من شخص خالِ من الروح؟

فالسجود المشترك يفرض وجود أشخاص متحدين في جسد واحد بروح واحد وكلٍ منهم يستطيع بإخلاص أن يعبِّر عن الجماعة كلها حينما يخاطب الله قائلاً "نحن"، فالمؤمنون هم الساجدون لله.

أما مَنْ ليس له معرفة حقيقية عن فاعلية دم المسيح فلا بد أن يضطرب حينما يدنو من الله لأن محضر الله عوضاً أن يهبه فرحاً، يُشعره بالخطية، لأن الفرح نصيب مَنْ فاز بالسلام الذي يهبه المسيح، ومركز الساجد الحقيقي هو الوجود في حضرة الله بيقين مُطهراً من كل خطية بدم المسيح والقيام في النور كما هو في النور.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

n873815326_936853_4149.jpg


قداسه البابا شنودة
صوم الرسل ونشر الكرازة المسيحية
*السيد المسيح هو مَن أختار الرسل لنشر الكرازة المسيحية واستأمنهم على ملكوت السموات.
*كانوا الرسل صيادي الناس .
*من أحد أهم فضائل الآباء الرسل فضيلة الافتقاد للرعية.
*تسلمت الكنيسة الأرثوذكسية العقيدة من الإنجيل والرسل.


 
أعلى