تأملات في قراءات يوم الجمعة الموافق 8 مسرى 1736 ش

Mrmrgogo

New member
إنضم
14 أغسطس 2020
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
سنكسار اليوم : 8 مسرى 1736 ش
استشهاد القديس اليعازر وزوجته سالومى واولادهما (8 مسرى)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون التسعة: - أليعازر الشيخ وزوجته سالومي وأولادهما أبيم وأنطونيوس وعوزيا وأليعازر وأنيانا وسامونا ومركلوس. كان أليعازر أحد معلمي الشريعة اليهودية وكان أبوه أحد السبعين شيخا الذين ترجموا التوارة بأمر بطليموس ملك مصر وقد أدب أليعازر أولاده بعلوم الشريعة الموسوية.
ولما ملك أنطيوخس ملك الروم بلاد الشام وحاصر أورشليم استعمل القسوة مع الآمة اليهودية بمخالفة شريعة آبائهم بأن يأكلوا ما كان محرما عليهم مثل لحم الخنزير وغير ذلك فخاف كثيرون من سطوته وأطاعوه. أما هؤلاء الأبرار فقد ظلوا محافظين علي الشريعة المعطاة لهم من الله، فعذبهم كثيرا بالضرب والصلب والحرق وتمشيط الجسم بأمشاط حديدية وكانت البارة سالومي تشجعهم إلى أن تنيحوا ثم ألقت هي أيضا نفسها في النار غير منتظره من يلقيها فيها وهكذا نال الجميع إكليل الشهادة.
صلاتهم المقدسة تكون معنا. آمين.

نلاحظ هنا أن أليعازر و زوجته اهتموا بتربية أولادهم بأن يظلوا متمسكين بالشريعة و الأم كانت تشجع أولادها بأن يظلوا متمسكين بالشريعة

و هذا ما نجد إنجيل القداس يشير إليه

Mat 18:20 لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ».

اثنان = الزوج و زوجته / ثلاثة = الزوج و الزوجة و الأبناء

و نجد إشارة في البولس ( عب 11 : 32 - 12 : 1-2 )

Heb 11:33 الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ،
Heb 11:34 أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
Heb 11:35 أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ.
Heb 11:36 وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ.
Heb 11:37 رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ،
Heb 11:38 وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ.


و الكاثوليكون يشير إلى تألم المؤمنين كمشيئة الله و سماحه الذي يدبر كل الأمور و يحولها إلى خير
( 1 بط 4 : 12 - 19 )

1Pe 4:14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ.


الإبركسيس ( أع 19 : 23 - 40 )

Act 19:23 وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا الطَّرِيقِ


الطريق = المسيحية

قرار بولس الرسول بترك أفسس نفذ بأكثر سرعة، حيث حدث شغب ليس بقليل بسبب الإيمان المسيحي والتعاليم المسيحية التي كان يكرز بها الرسول بولس. فقد كانت أفسس مركز عبادة الآلهة العظيمة أرطاميس (وتدعى باللاتينية ديانا). يحسبونها الإلهة الأم لآسيا الصغرى، تعرف سبلة Cybele، وكان البعض يعتبر هيكل أرطاميس أحد عجائب الدنيا السبع. "لأن إنسانًا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس،

كان يكسب الصناع مكسبًا ليس بقليل". [24]

كانت هذه الهياكل الصغيرة على شكل الهيكل، وتوضع فيها الآلهة ديانا. تُصنع من الخشب أو المعادن النفيسة ويضعها المتعبّدون في رقابهم كتعويذة لحمايتهم. كان الهيكل به باب واحد من الجنب يُغلق لحفظ الآلهة في الداخل(790).

كان صناعة هياكل صغيرة من الفضة أو تماثيل للإلهة أرطاميس تجارة مربحة للغاية. وإذ نجحت خدمة الرسول بولس انهارت هذه التجارة، لذلك عقد شخص يدعى ديمتريوس اجتماعًا لصانعي التماثيل الفضية، وأوضح لهم الخطر الذي يحدق بهم. لقد عرف الوثنيون بحمل تماثيل صغيرة، تمثل آلهتهم أينما ذهبوا، كما اشتهر الرومانيون بوضع تماثيل الآلهة في بيوتهم. أشير إلى هذه العادة في أيام لابان (تك 31: 19) حيث سرقت راحيل ابنته تماثيله. وجاء في سفر القضاة عن ميخا الذي كان له بيت آلهة (قض 17: 5). وذكر مثل هذا في 1 صم 19: 13 ؛ هو 3: 4. هذه التماثيل كانت غالبًا ما توضع في صندوق صغير من الخشب أو الحديد أو الفضة.

أرطاميس: أحد أشهر اثني عشر إلهًا تدعى في السماء لونا Luna أو ميو Meui وتعني القمر، وعلى الأرض أرطاميس أو ديانا، وفي جهنم Hecate. أحيانا كانت تُمثل بهلال يوضع على يدها، وترتدى ثياب صيد، وأحيانا تصور بثلاثة وجوه، معها أدوات تعذيب. ينظر إليها بأنها إلهة الصيد. تُعبد خلال أسماء متنوعة مثل بروسيربين Proserpine وتريافا Triavia إلخ. تصور بعديد من الثدي إشارة إلى أنها مصدر البركات، توزعها لكل واحد حسب حالته. كانت تعبد في مصر وأثينا وكيليكية وفي وسط أمم كثيرة، لكن مركزها الرئيسي هو أفسس.

"فجمعهم والفعلة في مثل ذلك العمل، وقال:أيها الرجال،أنتم تعلمون أن سعتنا إنما هي من هذه الصناعة". [25]

لم يلجأ ديمتريوس إلى الحكام أو القضاة، بل إلى أصحاب المصالح المادية والعمال الذين كل ما يشغلهم في هذه العبادة مكسبهم المادي. إنه الطريق السهل للكسب وأحيانا للغنى أن يسيء الإنسان استغلال الدين، فيصير مصدر غنى وسعة.





مزمور القداس : ( مز 66 : 12 - 14 )

Psa 66:12 رَكَّبْتَ أُنَاساً عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ.
Psa 66:13 أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ أُوفِيكَ نُذُورِي
Psa 66:14 الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي.


رَكَّبْتَ أُنَاسًا عَلَى رُؤُوسِنَا.
دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ
ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ [12].
صورة مرعبة لما قد يحل بالإنسان لأجل تأديبه أو تزكيته، إذ يبدو كأن الأشرار يركبون على رؤوسهم، أي يتسلطون عليهم بلا رحمة. يعاني أحيانًا من الحريق وأحيانًا من الغرق، أي من الضدين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لكن الله يحول كل هذه المرارة إلى عذوبة وراحة. "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلدغ، واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (إش 43: 2-3). "أخرجني إلى الرحب. خلصني، لأنه سُرّ بي" (مز 18: 19).
"دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب" [12]. إن كان الله يسمح بنيران التجارب ومياهها، فإنها تؤول بالأكثر إلى إكليلنا. بالتجارب نَعبُر إلى الراحة الإلهية.
والعجيب إن كانت التجارب تُشبَّه بالنار والماء، فإن الله من جانبه يسمح بحلول روحه القدوس على شكل ألسنة نارية، لنصير على صورته ومثاله "النار الآكلة"، ونتشبه بخدامه "اللهيب نار". ننعم بروحه القدوس في مياه المعمودية، حيث ننعم بالميلاد الثاني، ويصير لنا الخصب العجيب: "ورثة الله، ووارثون مع المسيح".
* النار والماء خطيران في هذه الحياة. بالتأكيد يبدو أن الماء يطفئ النار، والنار تجفف الماء. لكن النار تحرق، والماء يُهلك، يلزم الخوف من كليهما، من الاحتراق بالتجارب ومن مياه الفساد...
انظروا فإن النار لن تحرقكم، والمياه لن تهلككم. تعبرون خلال النار إلى الماء، حتى تعبروا من الماء أيضًا. لهذا فإنه في الطقوس السرائرية... تُستخدَم أولًا النار... وبعد ذلك تأتون إلى المعمودية، حتى تعبروا من النار إلى الماء ومن الماء إلى التجديد.
القديس أغسطينوس
* "رفعت الناس على رؤوسنا" معناه سلطتهم على خلاف إرادتنا...
لقد دعا الأحزان نارًا لأنها تحرق الفؤاد، والاغتصاب ماء لجريانه بلا توقف، كقول الله في نبوة إشعياء النبي: "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك، وإذا مشيت في النار فلا تُلدغ، واللهيب لا يحرقك لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (إش 43: 2-3).
جزنا في النار والماء معناه نجيتنا من الحريق والغرق. هذا القول كأنه صادر عن الرسل الأطهار وكافة القديسين والشهداء الذين دخلوا في فخاخ، أي في الحبس والنيران والمياه كما نقرأ في سيّرهم. لكن بعد هذا كله أخرجهم الله إلى الراحة الأبدية التي هي ملكوته، لقوله له المجد إنه بأحزان كثيرة تدخلون إلى ملكوت الله.
الأب أنثيموس الأورشليمي
* ولا تدخلنا في تجربة". هل هذا ما يعلمنا الرب أن نصلي لكي لا نُجرَّب أبدًا؟ فكيف إذن يُقال في موضع آخر: "الرجل غير المُجرَّب، يعلم قليلًا" (سي 34: 10، رو 5: 3-4)، وأيضًا يقول يعقوب: "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2).
لكن هل يعني الوقوع في التجربة ألا يدع التجربة تغمرنا وتجرفنا؟ لأن التجربة كسيل الشتاء يصعب عبوره. لذا فهؤلاء الذين لا يغرقون فيها يمرّون مظهرين أنفسهم سبّاحين ممتازين، ولم يُجرفوا في تيارها أبدًا. بينما الآخرون يدخلون فيها ويغرقون. مثلًا دخل يهوذا الإسخريوطي في تجربة حب المال، فلم يَسبح فيها بل غَرق، وشنق نفسه بالجسد والروح (مت 27: 5). وبطرس دخل في تجربة الإنكار، لكنه دخل ولم يُسحق بها. لكن كرجل سبح فيها ونجا منها. أنصت ثانية في موضع آخر إلى جماعة من القديسين لم يُصابوا بضررٍ يقدمون الشكر لنجاتهم من التجربة. جربتنا يا الله - جربتنا بالنار كتجربة الفضة - وضعتنا في الشبكة، وضعت عذابات على ظهورنا. جعلت الناس يركبون على رؤوسنا. "جزنا في النار والماء لكن أخرجتنا إلى موضع راحة" (مز 65: 10-12). فخروجهم إلى موضع راحة يعني نجاتهم من التجربة(46).
القديس كيرلس الأورشليمي





8206794522.jpg
 

Mrmrgogo

New member
إنضم
14 أغسطس 2020
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
سنكسار اليوم : 8 مسرى 1736 ش
استشهاد القديس اليعازر وزوجته سالومى واولادهما (8 مسرى)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون التسعة: - أليعازر الشيخ وزوجته سالومي وأولادهما أبيم وأنطونيوس وعوزيا وأليعازر وأنيانا وسامونا ومركلوس. كان أليعازر أحد معلمي الشريعة اليهودية وكان أبوه أحد السبعين شيخا الذين ترجموا التوارة بأمر بطليموس ملك مصر وقد أدب أليعازر أولاده بعلوم الشريعة الموسوية.
ولما ملك أنطيوخس ملك الروم بلاد الشام وحاصر أورشليم استعمل القسوة مع الآمة اليهودية بمخالفة شريعة آبائهم بأن يأكلوا ما كان محرما عليهم مثل لحم الخنزير وغير ذلك فخاف كثيرون من سطوته وأطاعوه. أما هؤلاء الأبرار فقد ظلوا محافظين علي الشريعة المعطاة لهم من الله، فعذبهم كثيرا بالضرب والصلب والحرق وتمشيط الجسم بأمشاط حديدية وكانت البارة سالومي تشجعهم إلى أن تنيحوا ثم ألقت هي أيضا نفسها في النار غير منتظره من يلقيها فيها وهكذا نال الجميع إكليل الشهادة.
صلاتهم المقدسة تكون معنا. آمين.

نلاحظ هنا أن أليعازر و زوجته اهتموا بتربية أولادهم بأن يظلوا متمسكين بالشريعة و الأم كانت تشجع أولادها بأن يظلوا متمسكين بالشريعة

و هذا ما نجد إنجيل القداس يشير إليه

Mat 18:20 لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ».

اثنان = الزوج و زوجته / ثلاثة = الزوج و الزوجة و الأبناء

و نجد إشارة في البولس ( عب 11 : 32 - 12 : 1-2 )

Heb 11:33 الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ،
Heb 11:34 أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
Heb 11:35 أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ.
Heb 11:36 وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ.
Heb 11:37 رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ،
Heb 11:38 وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ.


و الكاثوليكون يشير إلى تألم المؤمنين كمشيئة الله و سماحه الذي يدبر كل الأمور و يحولها إلى خير
( 1 بط 4 : 12 - 19 )

1Pe 4:14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ.


الإبركسيس ( أع 19 : 23 - 40 )

Act 19:23 وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا الطَّرِيقِ


الطريق = المسيحية

قرار بولس الرسول بترك أفسس نفذ بأكثر سرعة، حيث حدث شغب ليس بقليل بسبب الإيمان المسيحي والتعاليم المسيحية التي كان يكرز بها الرسول بولس. فقد كانت أفسس مركز عبادة الآلهة العظيمة أرطاميس (وتدعى باللاتينية ديانا). يحسبونها الإلهة الأم لآسيا الصغرى، تعرف سبلة Cybele، وكان البعض يعتبر هيكل أرطاميس أحد عجائب الدنيا السبع. "لأن إنسانًا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس،

كان يكسب الصناع مكسبًا ليس بقليل". [24]

كانت هذه الهياكل الصغيرة على شكل الهيكل، وتوضع فيها الآلهة ديانا. تُصنع من الخشب أو المعادن النفيسة ويضعها المتعبّدون في رقابهم كتعويذة لحمايتهم. كان الهيكل به باب واحد من الجنب يُغلق لحفظ الآلهة في الداخل(790).

كان صناعة هياكل صغيرة من الفضة أو تماثيل للإلهة أرطاميس تجارة مربحة للغاية. وإذ نجحت خدمة الرسول بولس انهارت هذه التجارة، لذلك عقد شخص يدعى ديمتريوس اجتماعًا لصانعي التماثيل الفضية، وأوضح لهم الخطر الذي يحدق بهم. لقد عرف الوثنيون بحمل تماثيل صغيرة، تمثل آلهتهم أينما ذهبوا، كما اشتهر الرومانيون بوضع تماثيل الآلهة في بيوتهم. أشير إلى هذه العادة في أيام لابان (تك 31: 19) حيث سرقت راحيل ابنته تماثيله. وجاء في سفر القضاة عن ميخا الذي كان له بيت آلهة (قض 17: 5). وذكر مثل هذا في 1 صم 19: 13 ؛ هو 3: 4. هذه التماثيل كانت غالبًا ما توضع في صندوق صغير من الخشب أو الحديد أو الفضة.

أرطاميس: أحد أشهر اثني عشر إلهًا تدعى في السماء لونا Luna أو ميو Meui وتعني القمر، وعلى الأرض أرطاميس أو ديانا، وفي جهنم Hecate. أحيانا كانت تُمثل بهلال يوضع على يدها، وترتدى ثياب صيد، وأحيانا تصور بثلاثة وجوه، معها أدوات تعذيب. ينظر إليها بأنها إلهة الصيد. تُعبد خلال أسماء متنوعة مثل بروسيربين Proserpine وتريافا Triavia إلخ. تصور بعديد من الثدي إشارة إلى أنها مصدر البركات، توزعها لكل واحد حسب حالته. كانت تعبد في مصر وأثينا وكيليكية وفي وسط أمم كثيرة، لكن مركزها الرئيسي هو أفسس.

"فجمعهم والفعلة في مثل ذلك العمل، وقال:أيها الرجال،أنتم تعلمون أن سعتنا إنما هي من هذه الصناعة". [25]

لم يلجأ ديمتريوس إلى الحكام أو القضاة، بل إلى أصحاب المصالح المادية والعمال الذين كل ما يشغلهم في هذه العبادة مكسبهم المادي. إنه الطريق السهل للكسب وأحيانا للغنى أن يسيء الإنسان استغلال الدين، فيصير مصدر غنى وسعة.





مزمور القداس : ( مز 66 : 12 - 14 )

Psa 66:12 رَكَّبْتَ أُنَاساً عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ.
Psa 66:13 أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ أُوفِيكَ نُذُورِي
Psa 66:14 الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي.


رَكَّبْتَ أُنَاسًا عَلَى رُؤُوسِنَا.
دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ
ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ [12].
صورة مرعبة لما قد يحل بالإنسان لأجل تأديبه أو تزكيته، إذ يبدو كأن الأشرار يركبون على رؤوسهم، أي يتسلطون عليهم بلا رحمة. يعاني أحيانًا من الحريق وأحيانًا من الغرق، أي من الضدين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لكن الله يحول كل هذه المرارة إلى عذوبة وراحة. "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلدغ، واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (إش 43: 2-3). "أخرجني إلى الرحب. خلصني، لأنه سُرّ بي" (مز 18: 19).
"دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب" [12]. إن كان الله يسمح بنيران التجارب ومياهها، فإنها تؤول بالأكثر إلى إكليلنا. بالتجارب نَعبُر إلى الراحة الإلهية.
والعجيب إن كانت التجارب تُشبَّه بالنار والماء، فإن الله من جانبه يسمح بحلول روحه القدوس على شكل ألسنة نارية، لنصير على صورته ومثاله "النار الآكلة"، ونتشبه بخدامه "اللهيب نار". ننعم بروحه القدوس في مياه المعمودية، حيث ننعم بالميلاد الثاني، ويصير لنا الخصب العجيب: "ورثة الله، ووارثون مع المسيح".
* النار والماء خطيران في هذه الحياة. بالتأكيد يبدو أن الماء يطفئ النار، والنار تجفف الماء. لكن النار تحرق، والماء يُهلك، يلزم الخوف من كليهما، من الاحتراق بالتجارب ومن مياه الفساد...
انظروا فإن النار لن تحرقكم، والمياه لن تهلككم. تعبرون خلال النار إلى الماء، حتى تعبروا من الماء أيضًا. لهذا فإنه في الطقوس السرائرية... تُستخدَم أولًا النار... وبعد ذلك تأتون إلى المعمودية، حتى تعبروا من النار إلى الماء ومن الماء إلى التجديد.
القديس أغسطينوس
* "رفعت الناس على رؤوسنا" معناه سلطتهم على خلاف إرادتنا...
لقد دعا الأحزان نارًا لأنها تحرق الفؤاد، والاغتصاب ماء لجريانه بلا توقف، كقول الله في نبوة إشعياء النبي: "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك، وإذا مشيت في النار فلا تُلدغ، واللهيب لا يحرقك لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (إش 43: 2-3).
جزنا في النار والماء معناه نجيتنا من الحريق والغرق. هذا القول كأنه صادر عن الرسل الأطهار وكافة القديسين والشهداء الذين دخلوا في فخاخ، أي في الحبس والنيران والمياه كما نقرأ في سيّرهم. لكن بعد هذا كله أخرجهم الله إلى الراحة الأبدية التي هي ملكوته، لقوله له المجد إنه بأحزان كثيرة تدخلون إلى ملكوت الله.
الأب أنثيموس الأورشليمي
* ولا تدخلنا في تجربة". هل هذا ما يعلمنا الرب أن نصلي لكي لا نُجرَّب أبدًا؟ فكيف إذن يُقال في موضع آخر: "الرجل غير المُجرَّب، يعلم قليلًا" (سي 34: 10، رو 5: 3-4)، وأيضًا يقول يعقوب: "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2).
لكن هل يعني الوقوع في التجربة ألا يدع التجربة تغمرنا وتجرفنا؟ لأن التجربة كسيل الشتاء يصعب عبوره. لذا فهؤلاء الذين لا يغرقون فيها يمرّون مظهرين أنفسهم سبّاحين ممتازين، ولم يُجرفوا في تيارها أبدًا. بينما الآخرون يدخلون فيها ويغرقون. مثلًا دخل يهوذا الإسخريوطي في تجربة حب المال، فلم يَسبح فيها بل غَرق، وشنق نفسه بالجسد والروح (مت 27: 5). وبطرس دخل في تجربة الإنكار، لكنه دخل ولم يُسحق بها. لكن كرجل سبح فيها ونجا منها. أنصت ثانية في موضع آخر إلى جماعة من القديسين لم يُصابوا بضررٍ يقدمون الشكر لنجاتهم من التجربة. جربتنا يا الله - جربتنا بالنار كتجربة الفضة - وضعتنا في الشبكة، وضعت عذابات على ظهورنا. جعلت الناس يركبون على رؤوسنا. "جزنا في النار والماء لكن أخرجتنا إلى موضع راحة" (مز 65: 10-12). فخروجهم إلى موضع راحة يعني نجاتهم من التجربة(46).
القديس كيرلس الأورشليمي





http://files.arabchurch.com/upload/images2020/5109136803.jpg
 
أعلى