تأملات وقراءات فى اللص اليمين الجزء الأول

fikry

Member
عضو
إنضم
6 يونيو 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
9
النقاط
18
الإقامة
الولايات المتحدة
تأملات وقراءات فى اللص اليمين
الجزء الأول
مقدمة
الحقيقة موضوع اللص اليمين من الموضوعات التى قد يساء فهمها ويعتقد بعض الناس وللأسف بعض رجال الدين أيضا على مختلف رتبهم الكهنوتية أنه من الممكن لأى أحد أن يخلص فى لحظة كما يصورون للناس خلاص اللص اليمين وكأنه هو المثال على ذلك ومش مهم تيجى الكنيسة ومش مهم تمارس طقوسها ومش مهم تتوب وممكن تكون زى اللص اليمين وتتوب فى آخر لحظة وتسرق الملكوت! أيضا فى آخر لحظة ويعتبرون أن اللص اليمين هو أول من دخل الفردوس مع السيد المسيح سابقا كل الآباء القديسين ! لدرجة أن قداسة البابا شنودة الثالث مثل الرحمات كان قد حظر بشدة من أن من يسمع عن أن أى قس أو أسقف يقول هذا التعليم أن يبلغ قداسته فورا ليتم تحويله للمجلس الأكليريكى وهذا ما كتب فى صفحة قداسة البابا, وهذا يدعونا أن نتعرض بقدر دقيق لهذا الموضوع ونتأمل فى كل الكلمات التى قيلت كما ذكرها لنا القديسان متى ولوقا لنخرج إلى أستنارة روحية تجعلنا نسمتع أكثر بدلا من الكلمات السطحية التى يقولها الآخرين للأسف.
الحقيقة كان اللصان يعيران السيد المسيح وأحدهم أو لص الشمال جدف على السيد المسيح والحقيقة أنه من الأمور النادرة إن إنسانا مذنبا ومشرفا على الموت يصرف وقته بالتجديف على واحد آخر أو على حالة كحالته وكان يليق به أن يخاف الله ويتذكر أنه واقع تحت حكم الموت بعدل , ولكن لما أمتلك سلطان الظلمة قوته العظمى على البشرأنساهم تماما خوف الله وجعل هذا اللص الشقى أن يجدف على السيد المسيح , وهى دى الحقيقة المؤسفة , يوجد فى كل قلب غير متجدد بالحياة الجديدة ميل طبيعى ضد السيد المسيح , فإذا تحرك فينا ننسى الموت وجهنم ونصرف وقتنا بالكلام الباطل ضد شخص السيد المسيح وعمله , الكفر موجود فينا من ساعة سقوط آدم لأن أصل سقوطه كان الكفر بكلمة الله وجحد جوره , ولا يخفى علينا أن حضور ابن الله فى العالم قد قدم فرصة للجميع أن يظهروا حالة قلوبهم نحو الله , وقد رأينا موضوعا لسقوط وقيام كثيرين وعلامة تقاوم ومنظر تواضعه وأعمال قوته ورحمته قد هيّج شرور مقاوميه وزادهم بغضة نحوه حتى أن اللص المصلوب معه إحتقره وجدف عليه , وهكذا قد ظهرت وإنكشفت تماما حالة قلوبنا جميعا إن كانت غير متغيرة بعد بعمل النعمة , وينبغى أن لا نظن جميعا أننا افضل من ذاك اللص الشقى أو أننا كنا قد تصرفنا أحسن منه لو كنا فى مكانه فى هذه الساعة , لأن الكتاب المقدس نفسه يشهد علينا جميعا قائلا فى رومية 3: 10- 12 10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. "أنه ليس بار ولا واحد" وبالإختصار لا يوجد فرق فنحن واللص المجدف من جنس واحد ونحن أعداء الله وأبنه ولا نزال نرفض نعمته ونحتقرها , إلا أنه يعمل من أجل أن ينبهنا ويأتى بنا إلى التوبة فلننظر الآن إلى العمل النعمة فيه قبل فوات الآوان .
وموضوع اللص اليمين ذكره البشيرين متى ولوقا , طيب تعالوا نشوف كتبوا أيه ونبدأ بأنجيل معلمنا متى البشير.
متى (27: 38- 44 )
الصلب
38حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ،وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ.39وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ 40قَائِلِينَ: «يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ،خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!». 41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا»! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! 43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ،فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!». 44وَبِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ.
38* 38حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ،وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ.صلبوا مع السيد المسيح لصان واحد على اليمين وواحد على اليسار والسيد المسيح فى المنتصف , والعجيب أن بولس الرسول يقول فى العبرانيين 7: 26 26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ السيد المسيح أنفصل عن الخطاة ولكن فى موته كان متحد بيهم وكان فى وسطيهم ويمكن اللى جعل السيد المسيح فى المنتصف وكلنا عارفين دايما أن اللى بيكون فى المنتصف بين المصلوبين بيكون هو الأشر والأكبر فى المجرين شرا , وكأن السيد المسيح هو أشر المجرمين أو هو علة الأجرام كله وسبب الأجرام كله , وكان ممكن أن السيد المسيح يصلب بمفرده لكن هم أرادوا بصلب أتنين معاه أن الأتنين أيضا يضايقوه لأن الأتنين اللى جنبه حايشوشوا عليه ويفضلوا يصوتوا ويتآوهوا ويتألموا ويسبوا ويلعنوا , يعنى مش بس كمان أن السيد المسيح حايجوز آلام جسدية لكن كمان عاملين آلام من حواليه دوشة , ونعرف إن الإنسان لما بيبقى تعبان مابيبقاش مستحمل الدوشة اللى حواليه , وهم أرادوا أنهم يعملوا ليه دوشة مؤلمة وما تتخيلوش صوت الآهات المستمرة اللى صادرة من اللصين وأيضا صوت الزعيق والشتيمة , ويمكن نعرف أن واحد بيتصلب يعنى خلاص مفيش أمل من نجاته وهو عارف كده بيبقى سلوكه سلوك عدوانى جدا وبيفضل يشتم فى الدنيا وفى الناس وفى اللى بيصلبوه , ماهو خلاص بقة أصله مش خايف على حاجة يخاف منها فبيشتم فى كله من أول الملك لحد العساكر لحد الناس اللى واقفة بكلمات مخزية جدا كانوا عمالين يتكلموا ولكن السيد المسيح أشفق على آلام الخطاة ولما جاز هو تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين .
39* 39وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وأبتدأ يفوت على السيد المسيح ناس ,وكان مكان الجلجثة فى الطريق ما بين أورشليم وما بين مدينة أسمها جبعة , يعنى كل اللى بيعدى عليه كان بيستهزأ بيه ويهز رأسه , يعنى الإنسان المعدى وعابر قدام آلام السيد المسيح فينظر كده له ويضحك عليه ويستهزأ بيه , وكانوا بيعملوا حركة كأنه ملك وهم بيقدموا له السجود وهذا معنى يهزون رؤوسهم يعنى بيستهزأو بيه , والحاجة العجيبة أن هذه الحركة اللى عملوها مازالت ملتصقة بيهم حتى الآن ونفس الحركة دى بيعملوها قدام حائط المبكى واللى يروح يتفرج عليهم يجدهم واقفين بيعملوا كده أمام حائط المبكى يهزوا رؤوسهم , وهم أستهزأوا بالسيد المسيح مرة فصارت تلك الحركة ليهم إلى الأبد ولكن أمام حائط المبكى , فالأنسان المجتاز العابر اللى بينظر كده على آلام السيد المسيح بسطحية وبشكلية , ولكنهم لو كانوا وقفوا للنهاية كان المنظر حايتغير خالص زى ما بيقول لينا معلمنا متى أن بعد ما السيد المسيح أسلم الروح حصلت الزلزلة والصخور تشققت ومعلمنا لوقا بيقول رجعوا يقرعون صدورهم بعد ما شافوا ما حدث , أحبائى آه من اللى بيأخذ آلام السيد المسيح بسطحية ومجرد إجتياز وعبور لأن الصليب عند الهالكين جهالة وإستهزاء , تصلبوا ربنا وتفضحوه وتعروه ! ده أنتم كفرة , لكن اللى يقف للنهاية يكتشف فى ذلك الصليب قوة الله وخلاص الله , وكان العابرين بيهزوا رؤوسهم قدامه والعجيب لما نرجع نقرأ الأناجيل الأربعة تلاقوا أن السيد المسيح وهو على الصليب نطق بسبعة كلمات وأيضا قيل للسيد المسيح سبعة كلمات .
40* 40قَائِلِينَ: «يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ،خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!». وأول كلمة نشوفها قالوا له يا ناقض الهيكل وبانية فى ثلاثة أيام , يعنى أنت ناقض الهيكل وأنت تقدر تفك الهيكل وتقدر تهده وكمان تبنيه فى ثلاثة أيام أهو أنت محطوط على الصليب ورينا بقى قوتك وشطارتك , فلا حاتقدر تفك أيديك علشان تنقض ولا حاتقدر تفك أيديك علشان تبنى , وثانى كلمة قالوا إن كنت أنت أبن الله فأنزل من على الصليب , ونلاحظ ملاحظة عجيبة جدا أن كل الكلام اللى بيوجه للسيد المسيح سواء من الناس العابرين أو من رؤساء الكهنة أو من الجنود كلهم بيقولوا ليه أنزل من على الصليب ! لأن ده نطق الشيطان ومش عايز أن السيد المسيح يكمل على الصليب أبدا وكان بيحاول كما رأينا من أول التجربة على الجبل أنه يعفيه من الصليب وأنه يزيح الصليب من طريقه وكأن الشيطان بينطق فى هؤلاء جميعهم "أنزل من على الصليب ".
41*و42* 41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا»! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! وثالث كلمة خلص آخرين أما نفسه فلم يقدر أن يخلصها , وشفنا السيد المسيح فى محاكمة قيافا وهم بينزعوا منه النبوة لما بيضربوه وبيقولوا له تنبأ لنا من لطمك ونزعوا منه النبوة يعنى أنت مش نبى , وشفناه أيضا وهم ملبسينه الإرجوان وواضعين القصبة فى يده وهم بينزعوا منه الملك يعنى أنت مش ملك , وهنا بينزعوا منه الكهنوت ,يعنى ما تقدرش تخلص " خلص آخرين أما نفسه فلم يقدر أن يخلصها " , يعنى لو كان يقدر يخلص نفسه إن كان فعلا خلص آخرين لكن ده مش قادر يخلص نفسه إذا الخلاص اللى عمله للآخرين ده مالوش أى قيمة ! وده مجرد تمثيلية يبقى هو كمان لم يخلص الآخرين , وعلشان كده نزعوا الكهنوت منه , فلا هو خلص نفسه ولا اللى خلصهم أو ظنوا أنه خلصهم بالحقيقة خلصوا وأن كنت أنت المسيح أنزل من على الصليب , طيب ينزل من على الصليب أزاى هم مش فاهمين خالص أنه لازم يفضل على الصليب , ولما قالوا أن كنت أنت المسيح أنزل من على الصليب , ولكن أتضح لأنه هو المسيح لم ينزل من على الصليب , لأن فكر الشيطان بإستمرار بيحاول دايما يجعل الناس تتخلى عن الصليب ومش عايز الصليب لأن فى الصليب هزيمته والناس ما بتحبش الصليب وما بتحبش الألم وما بتحبش الضيق وعايزة تتخلى بإستمرار عن الصليب لكن الوحيد الذى يثبت على الصليب هو أبن الله , وكان هذا الشعب مش فاهم أنه طلع على الصليب من أجل الخلاص , ورابع كلمة أن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به , يعنى الصليب ده ما يتفقش بملك إسرائيل , يعنى صليب العار والخزى هذا لا يليق مطلقا بملك إسرائيل , وعلشان كده أنزل من عليه فنؤمن بيك ونعترف أن هو ملك إسرائيل لكن كان شعب غير فاهم , ولو كان نزل من على الصليب لكان لم يتم خلاص العالم , وعارفين حتى لو كان نزل من على الصليب أيضا ماكانوش حايؤمنوا بيه , يعنى لو كان نزل من على الصليب علشان يثبت لهم أن هو أبن الله فكان ممكن يقولوا أصل الجنود لم يسمروه كويس وقدر يفك نفسه , الحقيقة لو الإنسان مش عايزها حايقدر يزيفها ألف ألف مرة وبألف شكل .
43* و44* 43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ،فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!». 44وَبِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ. و خامس كلمة أتقالت له أتكل على الله فلينقذه إن أراده , مش بيقول أن هو أبن الله والله أبوه وبيتكل عليه طيب ينجيه بقى لو كان هو فعلا عايزه ونلاقى الآية دى فى مزمور 22 اللى هو أوله إلهى إلهى لماذا تركتنى , فهم نطقو بالآية بدون أن يفهموا معناها , وسادس كلمة كانت من اللص الشمال , أن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا , ويمكن اللص الشمال كان عمال يسب فى كل اللى حواليه وحتى فى شخص السيد المسيح فى الظروف اللى هو موضوع فيها ولسان حاله بيقول ليه أنا من دون الناس أنى أتحمل العقاب ده كله , ما كل الناس بتغلط وكل الناس بتسرق وكل الناس بتقتل وبتزنى وكل الناس بترتشى , ده حتى رؤساء الكهنة بيرتشوا , فأشمعنى أنا يعنى اللى ربنا يضعنى على الصليب , فهو طلب خلاص , وهو أمر ملح على البشر أنهم يتخلوا كلهم عن الصليب وظن أن السيد المسيح سيستجيب لمجرد أن فى نداء أتقال له علشان يثبت أن هو إله , ما هو فى أوقات كده بنصلى صلوات ونقول لربنا أن كنت أنت موجود يارب طيب أعمل الحكاية دى ,لأ ربنا مش إنفعالى ويقول علشان أثبت لهم أن أنا موجود طيب أنا أعملها , الحقيقة لأ فربنا لا يستجيب لأى صلاة , وبعكس سابع كلمة وجهت ليه أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك , والكلمة دى هى الكلمة الوحيدة اللى رد عليها السيد المسيح , فالستة كلمات الأولانيين السيد المسيح ماردش خالص لكن الكلمة الوحيدة التى صرخ بيها اللص اليمين هى اللى رد عليها بجواب" اليوم تكون معى فى الفردوس " , وكأن اللص اليمين لما نظر للحاجات الكثيرة اللى حواليه والكلام اللى بيقوله السيد المسيح والظروف وأنتهر زميله وقال نحن بعدل جوزينا وأعترف بخطيته وإستحقاقه للموت ونظر للسيد المسيح وقال له أذكرنى متى جئت فى ملكوتك ولم يقل له أنزلنى من على الصليب ولكن قال أنا مش عايز أرجع للحياة القديمة مرة تانية أو حياة الخطية ومش عايز أنزل للعالم وأنا غلطت وبأعترف لكن أنا عايزك تنقلنى لملكوتك للحياة الجديدة وعلشان كده السيد المسيح أعطاه لأنه آمن بشخص السيد المسيح فى ظروف صعبة جدا وماشافهوش بيعمل معجزة ولكن ده وجده فى موقف عار وفضيحة والكل يستهزىء به , ويمكن فى كلمة واحدة قالها السيد المسيح حانشوفها دلوقتى هى التى لمست قلب اللص اليمين وقلب قائد المئة وقلب يوسف الرامى وقلب الناس اللى آمنوا بيه ساعة الصليب , ولكن هو أكتشف تلك الحقيقة وأنه طلب خلاصه , فاللصان كانوا فى نفس الظروف والأثنين طلبوا الخلاص ولكن فرق كبير جدا بين مفهوم الخلاص عند اللص اليمين وبين مفهوم الخلاص عند اللص الشمال , فواحد عايز خلاص علشان يعيش على الأرض ويكمل خطيته فيها , والثانى عايز خلاص لكى ما يحيا فى الملكوت ومش عايز الحياة القديمة دى تانى , وعارفين قصة ديماس وكل قصص التقليد بتاعته أنه يقال أنه تقابل مع السيد المسيح وهو طفل هارب إلى أرض مصر مع مريم العذراء ويوسف النجار وتذكر ذلك المنظر وتلك الرائحة عندما كان معلق مع السيد المسيح على الصليب , وبعدين كل الأناجيل بتقول لنا كانت ظلمة على الأرض كلها من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة , فهل هى ظلمة غضب الطبيعة ؟ لدرجة أن فى واحد أسمه ديونسيوس الأريوباغى فى ميمره وبيقول أنه كان فى مصر فى الوقت ده أو فى لحظة صلب السيد المسيح ولما حصل كسوف الشمس صرخ وسجل هذه الحادثة وقال أن ده لا يمكن يحصل إلا إذا كان فى حاحة من الإثنين 1- أن إله الطبيعة غاضب أو 2- إله الطبيعة متألم , طيب ليه هو قال كده لأن علميا وفلكيا لا يمكن يحدث كسوف للشمس فى يوم 14 والقمر مكتمل بدرا , والكسوف بيكون نتيجة دوران القمر حول الأرض وحول الشمس ومش ممكن الأثنين يحدثوا فى وقت واحد , يعنى ممكن كسوف الشمس يحصل والقمر هلال لكن لا يمكن أنه يحصل والقمر بدر لأن القمر فى هذا الوضع لا يمكن أنه يعمل إنحجاب إذا كان هو بدر وممكن يحجب أشعة الشمس وعلشان كده هو تحير كيف يحدث كسوف للشمس فى يوم 14 والقمر مكتمل بدر , والحقيقة أن الظلمة التى عمت الأرض كلها قالها السيد المسيح هذه ساعتكم وسلطان الظلمة وحانشوف اللى عمله السيد المسيح فى ساعة الظلمة هذه , والعجيبة أن السيد المسيح أتولد بالليل ولكن فى ولادته أشرق نور ومجد الرب أضاء حولهم , ولما مات كان نهار ولكن النهار تحول إلى ظلمة , يعنى سبعة كلمات أستلمها السيد المسيح من الناس اللى حواليه وأيضا سبعة كلمات قالهم السيد المسيح للى حواليه , وهذه السبعة كلمات منهم ثلاثة كلمات قالهم قبل ما الظلمة تيجى على الأرض وكلمة فى نهاية الظلمة على الأرض والثلاث كلمات الآخرين بعد إنقشاع الظلمة والعمى , وكان عادة الناس أن أى أنسان بيصلب كما قلت أنه بيبقى فى غضب وهياج شديد جدا وعمال يلعن فى كل اللى حواليه لكن أول كلمة يقولها السيد المسيح , يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون , وهو طلب المغفرة أول ما نطق , نطق بكلمة الغفران وكأن السيد المسيح فضل طول حياته على الأرض منتظر لحظة الصليب وأول ما يوصل للصليب ويطلع عليه ينطق بالغفران وعلشان كده بنشوف آية لطيفة فى أشعياء 53 : 12 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.يعنى ده هو ما غفرش فقط لكن هو شفع أيضا فى المذنبين , وتشفع للبشرية كلها , فياترى يارب بتغفر لمين , ليهوذا أو لبيلاطس أو لرؤساء الكهنة أو للتلاميذ أو لكل العالم , يعنى بتغفر لمين والا لمين والا لمين , يعنى هو غفر وشفع ومش بس كده ده كمان ألتمس العذر وألتمس الخير لناس لم تعرف الخير لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون , ويمكن الكلمة دى هى اللى حركت قلب اللص اليمين وقلب قائد المئة وقلب يوسف الرامى أنهم وجدوا أن السيد المسيح بدلا ما بيشتم ويلعن الناس اللى بتعامله كده بيقدم مغفرة , فقالوا هذا فوق الطبيعة , وفى هذا الغفران يستعيد السيد المسيح وظيفته ككاهن يشفع ويغفر ويخلص , وثانى كلمة نطقها على الصليب اليوم تكون معى الفردوس , يعنى تكون معى فى ملكوتى لأنك عايز تتغير وكان ليك هذا الإيمان العجيب وصحيح أنت من أصحاب الساعة الحادية عشر لكن أنت ليك إيمان عجيب بشخصى , وهنا يسترد السيد المسيح موقفه كملك , تكون معى فى ملكوتك , وبيثبت أن هو ملك , والعجيب هنا أن واحد مائت يسأل مائت آخر معاه أن يعطيه حياة! , وهذا اللص عارف وشايف أنه بيموت وأن السيد المسيح بجواره بيموت أيضا , فكيف يجرؤ أنه يطلب حياة من ذلك المائت الذى بجانبه , وظل لص لآخر لحظة لكى ما يسرق الملكوت , ولكن سرقه بطريقة لطيفة قوى فى صلاة صغيرة رفعها وكانت أول صلاة فى حياته على الأرض وآخر صلاة , فقرع بخبطة واحدة ففتح له إلى الأبد والحقيقة أن اللص مر فى لحظة واحدة بالثلاثة مراحل اللى لازم أى أنسان فينا يمر بيهم وهم 1- مرحلة التبرير والغفران , يعنى فى بداية حياتنا مع ربنا لازم نتبرر وتتغفر خطيتنا , 2- مرحلة التقديس , يعنى أن الإنسان يتقدس بعد الغفران والتبرير ويحيا فى حياة القداسة , 3- مرحلة التمجيد , يعنى أن الله يمجد ذاته فى ذلك الإنسان , يعنى بعد ما يجوز التبرير ويجوز التقديس فتأتى مرحلة التمجيد , والحقيقة أن هذا اللص أخذهم كلهم فى لحظة , يعنى أتبرر وأتقدس وأتمجد فى لحظة واحدة , وثالث كلمة قالها السيد المسيح قبل دخول الظلمة أنه نظر تحت الصليب لمريم ويوحنا وقال لمريم أمه , يا إمرأة هوذا أبنك وقال ليوحنا هوذا أمك , كما أنه فى مرة من المرات فى بداية خدمته فى قانا الجليل قال لها يا أمرأة لم تأت ساعتى بعد , وكأنه فى تلك اللحظة بيقول لها أن ساعتى موجودة الآن , ولكن العجيب فى شخص السيد المسيح أن وحتى وهو على الصليب كان مشغولا بالآخرين , مشغول بأمه ومشغول بيوحنا وحتى فى آلامه مشغول بالآخر ونظر السيد المسيح ولم يجد شىء يعطيه لأمه لأنه حتى ملابسه أخذوها ولكنه كان يملك قلب يوحنا فأعطى قلب يوحنا للعذراء مريم , وأحب أنه يكافىء هذا البتول اللى تبعه لآخر لحظة وماكانش يملك حاجة أيضا غير قلب أمه فأعطى قلب أمه ليوحنا , يعنى أعطى البتول للبتول , السيد المسيح كان يملك قلوب فقط ولم يكن يملك أى شىء , وبعدين دخلت الظلمة وأستمرت ,فى أنجيل معلمنا متى بيقول ولما قاربت الساعة التاسعة من الإنتهاء والظلمة تنقشع وهو لسة فى الظلمة صرخ بصوت عظيم رابع كلمة , أيلى أيلى لماذا شبقتنى أو إلهى إلهى لماذا تركتنى , وكأن الظلمة اللى كانت موجودة فى هذه الثلاثة ساعات تمثل واقع أمر السيد المسيح على الصليب .
وسنتعرض فى الجزء التالى لأنجيل معلمنا لوقا ونستمتع معا بهذا الإيمان العظيم لللص اليمين ونستمتع بصلاته القصيرة التى تحمل كثيرا من المعانى ويجب علينا أن نتمعن بتدقيق فى كل كلمة لنخرج بفهم روحى كامل ونأخذ رجاء كنا نحسبه رجاء ميؤوس منه ونبطل كلمة أنا خطايايا لا تمحى وخطايايا كثيرة وثقيلة لأن فى السيد المسيح لا يوجد مستحيل على الإطلاق.
والى اللقاء مع الجزء الثانى والأخير من التأملات والقراءات فى اللص اليمين راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
أخوكم +++ فكرى جرجس

 
أعلى