تأمل شخصي في ميلاد المسيح

[حياة بالمسيح]

من انا لاتكلم عن اله فائق المحبة والمعرفة والرحمة بل اجد نفسي انحني عند قدميه لهيبته ولوقاره ولجبروته العظيمين فخالق الاكوان صار كأنسان وولد من القديسة العذراء مريم بجسمي كتراب رب الارباب جسد حب الله الاب العظيم لنا ولد كطفل صغير في مذود فقير الاله القدير ترك عرشه في السماء ليمنحنا الخلاص والرجاء كخطة الله الاب لفدائنا نحن جميعاً جنس بني البشر وهو عمانوئيل( Emmanuel) متكونة من ثلاث مقاطع Emm وتعني ( مع) وan وتعني (معنا او لنا) وuel وتعني المخلص اي (المخلص معنا او المخلص لنا )وهو الرب المشير اله قدير اباً ابدياً رئيس السلام واسمه يسوع اي يهوة يخلص او يهوة المخلص الذي تجسد وولد وعاش بيننا لكي يشفي كل مرض في الشعب ويعمل كل خير ولكي يتألم على الصليب ويموت ويقوم في اليوم الثالث لكي يصبح فديةً لنا نحن جنس بني البشر خلائقه هذا الاله القدوس البار حمل الله المذبوح الحامل خطايا العالم بأسره احبنا للمنتهى وبلا حدود حتى الممات وأجد نفسي اتهلل وارنم مع الملائكة( المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة) إمين
ولد الرب يسوع المسيح وهو الاله الكلي الغنى
والقدرة والسلطان متواضعاً مفتقراً في مذود فقير في حظيرة حيوانات ولم يوجد سرير ينام فيه ولا اغطية ولا شرشف ولا بطانيات تقيه من البرد بل قمطته بخرمة امه القديسة العذراء مريم واضجعته في المذود ولم يوجد هناك مأوى له حتى يولد فيه
وهذه رسالة من الله لنا كلنا بان حبه الشديد اللامتناهي واللامحدود قد دفعته لان يتجسد من الروح القدس الذي ظلل القديسة العذراء مريم وليولد منها فهو الاله الخالق المتواجد منذ الازل وللابد قد انحنى ودخل رحم القديسة العذراء مريم ليولد منها طفلاً صغيراً وهو صاحب الامجاد فلم تتواجد انذاك ملابس العيد الجديدة ولا مخبوزات وما لذ من الطعام والشراب كما تتوفر حالياً ولم يوجد من يحتفل بمولده ولا حفلات ولا موسيقى سوى الملايكة فحبه بدا لنا في ليلة الميلاد التي قد اكتست بنوره وبنجمه المضئ الذي ارشد الرعاة والمجوس لمكان الطفل المولود
فبيتك ربي يسوع المجيد في قلوبنا فأتولد فيها فمن اجلنا ذقت العنا المرير وسرت كل ذا الطريق فلنقدم له كل السجود والتسبيح والتعظيم والتمجيد والاكرام ورنموا مع الملايكة في هذه الليلة المقدسة ( المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة) وغنوا له باعذب الاناشيد وباحلى الالحان فانه هو صاحب العيد ويستحق منا كل الاكرام والسجود والتمجيد وادعوه لكي يولد في قلوبنا ويصفي نياتنا ولنجعلها مذوداً له يستريح وينام فيه ولنبارك ولنشكر الله القدوس على الدوام على هديته المجانية لكل واحد منا وادعوه ليستيد على قلبك وليملك عليها وليقود سفينة حياتك الى بر الامان تبارك اسمه القدوس للابد امين
اروع واعظم قصة انقاذ في تاريخ البشرية على الاطلاق هي قصة ميلاد المسيح فالله ازلي ابدي والمسيح هو الله الذي هو روح الظاهر في الجسد والله ارسل ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين هم تحت الناموس الذين هم نحن جنس البشر فالمسيح تجسد وولد بقوة الروح القدس التي ظللتها كطفل صغير كانسان يشبهنا في كل شئ ما خلا الخطية وهو اله كامل قدوس وبار والله اعد خطة انقاذه الالهية منذ الازل وكان على المسيح يتجسد ويولد حتى يعيش بشريتنا وليفدينا نحن الخطاة المكبلين بقيود خطايانا فكان لازم حد من خارج سجننا وحد اله وقدوس وبار وانسان مثلنا فتنبأ اشعيا قبل 700 سنة قبل ميلاد المسيح حيث قال
"وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّد فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»." (مت 1: 21)دُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»." (إش 7: 14)
السيد يعني الله نفسه الاية وتعني المعجزة وهي ولادة المسيح المعجزية من عذراء وعمانوئيل اي الله معنا
وكما في رسالة بولس الرسول الى افسس والاصحاح الاول
3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ،
4 كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ،
5 إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ،
6 لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ،
7 الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،
8 الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ،
كلنا نفرح عندما ينقذنا احد من مأزق خطير يهدد حياتنا فكم بالحري فرحنا بانقاذ الله لنا وفداؤه لنا لفرط محبته العظيمة لكل واحد منا من دون استثناء الذي انقذنا بخطته الالهية العظيمة الرائعة الذي خلصنا وفدانا بدماء وحياة ابنه الوحيد شخص رب المجد يسوع فهو فرح ابدي ومجيد لا ينطقان بهما اعظم واسمى وابهى مما يعطيه العالم الفاني الباطل من افراح وقتية سرعان ما تنتهي وتزول
فيا لهنانا ويا طوبانا بالهنا العظيم المبارك الذي يستحق منا اعظم شكر وحمد وتسبيح وتمجيد تبارك اسمه القدوس لابد امين
ميلادك يا ربي يسوع المجيد ميلاد الفرح والسلام للعالم كله
ربي القدوس أتولد في قلبي ولتشهد افعالي واقوالي عن ميلادك الميمون
اجعلني اعيش ما اقوله وامح كل شئ في قلبي يحزن قلبك الوديع والمتواضع القدوس
اجعل حياتي مرآة لمجدك واعيش كشبهك بمعونتك ونعمتك فبدونك لا استطيع شيئاً ولست انا بشئ ابداً
اجعل كل العالم بسبعة مليارات انسان الذين يعيشون الان فيه يعرفوك ويؤمنوا بك ويعبدوك وليكن عيد ميلادك هذا العام عيد خلاص وتحرير الملايين من النفوس الضالة بك وفيك ومن اجل مجدك ولينضموا للحظيرة من مشارق الارض ومغربها من كل الامم
ها انذا استخدمني يا رب هئ لي سبل التبشير بك وسبل الخدمة من اجل حصاد النفوس الضالة لانها مغلقة امامي ففي بلاد الغربة اقام الشيطان حصوناً قوية فهناك الملايين لا يؤمنون بوجودك يا رب ازل القشور من اعينهم واجعلهم يرون مجدك ويعرفوك انت الحق والطريق والحياة وانت الله الوحيد الذي يجب عليهم ان يؤمنون بك ويعبدونك فتتقلب اوثانهم بمذابح كنائس حيث هنا الكنائس تهدم ويبنى محلها محلات تجارية فانت العالم بقوة حصون الشيطان هنا كيف لي ان اساهم في خلاص النفوس الضالة اعيني يا رب وامنحني معونتك لكي اعمل في كرمك تبارك اسمك القدوس للابد امين
ونحن في زمن الحياة المليئة بالحروب والازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والكوارث الطبيعية والخوف من المستقبل لغير المؤمنين بالمسيح لان المؤمنين بالمسيح لا يخافون شيئاً فالمسيح مغطيهم بالمحبة الكاملة الاي تذرح الخوف خارجاً وحاضرهم ومستقبلهم مضمونان بشخص المسيح نفسه وهم عايشين يومهم بفرح وابتهاج حتى وهم يتألمون وسر فرحهم وثباتهم هو ايمانهم بشخص المسيح وعليه كل اتكالهم وفيه وحده كل رجاؤهم وامالهم فلا شئ مما يحصل في هذا العالم يزعزعهم او يهزهم لان المسيح هو حارسهم ومسيج حواليهم وعيونهم مرفوعة لشخص المسيح وعلاه وملكوته الابدي
وميلاد المسيح المخلص فقد اهميته وبريقه ونجمه عند الكثير من الناس حتى عند بعض المسيحيين فهم ينتظروه من عام للعام التالي ليتبادلوا الهدايا فيما بينهم وصاحب العيد بعيد عنهم ويتسابقون في حضور الحفلات المقامة لهذا الحدث الجليل عوضاً عن حضور القداس الاحتفالي بهذا الحدث المجيد فعندما تسأل المسيحيين في الشرق الاوسط كما في الغرب عن معنى ميلاد المسيح بالنسبة اليهم فمعظهم يجيب بانه مناسبة اجتماعية يجتمع فيها الاهل والاحباء وللاسف القليل منهم يقول انه ميلاد المسيح المخلص في قلبي وروحي وكياني ففي الظاهر تدين واعمال صالحة خيرية وفي الداخل مليان كره وحسد وغيرة وكراهية بل تصل ابعضهم بالحج الى كنيسة المهد ويعودون كما قبل حجهم لكنيسة المهد في داخلهم لم يتغير شئ فيهم بينما يجب ان نفرغ انفسنا من ذواتنا ونملئها بحب شخص المسيح وحده وان نطّهر قلوبنا ونعود كالاطفال نحب بعضنا البعض ونسامح بعضنا البعض كلما اخطأوا الينا وميلاد المسيح المخلص حدث تاريخي جايل ومحيد قسم التاريخ ما قبله وما بعده يجب ان نحتفل بميلاد شخص المسيح المخلص في قلوبنا وكياننا ويتربع على عرش قلوبنا ويتملك ويستيد على حياتنا وحياة اسرنا وان يكون حدث الميلاد تغيير روحي جذري في طريقة حياتنا وتصرفاتنا فنكون كمرآة تعكس نور ومجد المسيح للاخرين ووجودنا يجب ان يحّلي الجو المحيط بنا كما يحّلي الملح الطعام فنكون ملح ونور للعالم