تاريخ الطب في لوحات.. كيف نقل الفن آلام المرضى وعلاج الأطباء؟

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
جستنيان.jpg


لوحة تبرز تفشي مرض الطاعون في القرن 17 (مواقع التواصل)


بعد أن أصبح الطب والأطباء في الوقت الحاضر جزءا من حياتنا اليومية، خاصة مع انتشار فيروس كورونا وتحوله إلى وباء عالمي، أصبح الجميع يتابعون الأخبار الطبية وأحدث الاكتشافات والعقاقير والأمصال، وأصبحت الأسماء المركبة الصعبة للعقاقير متداولة على ألسنة الجميع.
لكن كيف نقل الفن آلام المرضى الجسدية ودور الأطباء في العلاج؟ وكيف كان شكل الأطباء وتجهيزات العيادات والمستشفيات وأجواء العمليات دون عقاقير مسكنة؟ هنا جولة مع تاريخ الطب في اللوحات الفنية.


زيارة عيادة طبيب الأسنان

وهي لوحة للفنان لوتشيانو نيزو عام 1856، إذ يبدو أن زيارة طبيب الأسنان حدث يستحق التسجيل على مر التاريخ.
وتوضح لوحة نيزو صورة امرأة شابة على وشك خلع سنها، ولسوء الحظ كانت تستخدم آلات طبية مؤلمة منذ بداية القرن 18 وحتى القرن 20، ومن دون مضادات حيوية أو مسكنات للألم أثناء العملية الجراحية. وغالبا ما كانت تتسبب تلك العمليات في كسور في الفك أو تلف شديد في اللثة. وكانت الطريقة الوحيدة لضمان تعاون المريض هي إخفاء الآلة عنه قبل البدء بخلع الأسنان.


images13.jpg


لوحة طبيب الأسنان للفنان لوتشيانو نيزو

جرّاح يقطب جرح مريض

وهي لوحة للفنان يوهان جوزيف هوريمان عام 1722، وكان هوريمان رساما رائدا للحياة اليومية لعامة الناس في مدينة أنتويرب ببلجيكا.
التقط الفنان هذا المشهد من عيادة أحد الجراحين، ويبدو أن الجراح ذو السترة الحمراء، قد بدأ تقطيب جرح الرجل، مما تسبب في انزعاج السيدة الجالسة. علامات الألم تبدو واضحة على وجه الرجل، إذ لم يكن هناك أي نوع من العقاقير المخدرة أو المسكنة يستعمل في ذلك الوقت.


images15.jpg


جراح يقطب جرح مريض للفنان يوهان هوريمان

عيادة الدكتور غروس

تصور اللوحة الفنان توماس إيكنز، الطبيبَ صموئيل غروس البالغ من العمر 70 عاما وهو يرتدي معطفا أسود اللون، ويحاضر في مجموعة من طلبة كلية جيفرسون للطب. وتتضمن اللوحة الطبيب وهو يشرح العملية الطبية، والطلبة يتابعونه، بالإضافة إلى شخص ما في خلفية اللوحة يدوّن ما يقوله الطبيب.
وتندرج اللوحة تحت الأسلوب الواقعي، وتعتبر توثيقية ضمن لوحات أخرى لتوثيق تاريخ الطب، لأنها تظهر أن الجراحة تحولت إلى مهنة شفاء بعد أن كانت مهنة البتر قديما، كما أنها توضح كيف كان يبدو مكان الجراحة دون تجهيزات تذكر في القرن 19.


images16.jpg


توضح اللوحة كيف كان يبدو مكان الجراحة بتجهيزات بدائية قديما

طبيب يعالج مصابا بالسل

في عام 1816، وجد الطبيب الفرنسي رينيه ثيوفيل لانيك صعوبة في فحص قلب فتاة، بسبب سمنتها الشديدة، بالإضافة إلى رفضها أن يلامس الطبيب جسدها بشكل مباشر. وجد ثيوفيل صحيفة إلى جواره، لفها على شكل أسطواني، واستمع إلى دقات القلب بشكل أوضح.
كان ذلك الحدث سببا في اختراع ثيوفيل أول سماعة طبية، وهي عبارة عن أسطوانة خشبية طولها قدم واحد، مع نهاية مستدقة توضع قرب الصدر.
ويظهر في تلك اللوحة الطبيب رينيه لانيك وهو يفحص مريضا مصابا بالسل، باستخدام السماعة الخشبية التي اخترعها، والتي تعتبر النسخة الأولى من السماعة الطبية الحالية.


images12.jpg


يظهر في اللوحة الطبيب رينيه لانيك وهو يفحص مريضا مصابا بالسل

قناع وزي أطباء الطاعون

عندما ننظر إلى زي أطباء القرن 17 في وقت اجتياح الطاعون، نجد أن أشكالهم توحي بالرعب إلى حد كبير.
كانت الملابس عبارة عن عباءة طويلة من الجلد أو القماش المغطى بطبقة من الشمع لمنع نفاذ الرذاذ أو الهواء المحمل بالمرض، وقفازات من جلد الماعز مع قبعة عريضة الحواف، وقناع مرتبط بغطاء رأس ومنقار كبير، توضع داخله النباتات العطرية لحماية من يرتديه من الروائح الكريهة المرتبطة بمرض الطاعون.

Paul_Fuجˆrst_Der_Doctor.png

Paul_Fuجˆrst_Der_Doctor.png

1274398332.jpg



ملابس الأطباء أثناء تفشي الطاعون في القرن 17


وعند النظر إلى الملابس الوقائية التي يرتديها الأطباء حاليا في زمن انتشار فيروس كورونا، كالبذلات البلاستيكية الواقية والقفازات وأغطية الرأس مع أقنعة الوجه، نجد أن تلك الملابس هي التطور الزمني الطبيعي لملابس أطباء الطاعون في وقت سابق.
 
التعديل الأخير:
أعلى