جالسٌ أمام كشكـِ الشّويِ

[gaser2]

جالسٌ أمام كشكـِ الشّويِ الذي أعملُ فيه
صباحاً
أُمسكـُ كوبَ الشاي الممتلئُ لنِصفِهْ
ثائرٌ شعري ،مُتّسخةٌ ملابسي ببعض البقعِ من الفحم
ذقني طويلةٌ بعضَ الشيء
أحتسي كوبي وأنا أتوهّمُ نفسي
مُرتدياً جاكيتاً رماديّاً لا معاً على قميصٍ أسودْ
ومنديلٌ أحمرٌ يزيّنُ الجاكيتَ في جيبهِ العلويْ
وسروالٌ أسودٌ فاخرٌ وجوارب بيضاءَ وحذاءٌ أسودٌ لامعْ
وأحتسي فنجانَ قهوةٍ بالحليب
أو قهوةٍ مضافٌ لها بعض الخمرِ قدر غِطاءَ قارورهْ
وأنا أُبادلكـِ الحديثْ
وأستمعُ إليكـِ وعينيَّ تراقبُ شفتيْكـِ الجميلتينِ الرقيقتينْ
وأنا أتأمّلُ قسماتِ وجهكـِ وجمالكـْ
وأنتِ تخشينَ من جموحي
وأنا أؤمنُ أنْ لا شيءَ سيءٌ سيحدثْ
وكأنّي أقرأُ القدرْ
لكنْ حقيقةً أنا مؤمنٌ بالحبْ
مؤمنٌ بكـِ عزيزتي
أستفيقُ على نداءِ أحدِ الزبائنْ
يُسلّمني قطعةَ لحمٍ أو دجاجٍ لنشويها
أُعطيهِ موعدَ الإستلامِ وأقومُ بما يلزمْ
ثمّ أعودُ إلى كرسيّ الذي على الرصّيفْ
أعودُ إليكـِ مرّةً أخرى عزيزتي
لنحلمَ من جديدْ
لأنّكـِ الواقع الحقيقي
فبدونكـِ لا تُطاقُ الحياةُ ولا تستمرْ