- إنضم
- 23 يناير 2012
- المشاركات
- 5,276
- مستوى التفاعل
- 1,807
- النقاط
- 0
رأيتها لأول مرة بعد فراق سنوات لا اذكر عددها .. لم استطع تبين ملامحها فقد ارتمت فى أحضانى و قالت من الكلمات الكثير لكن لم يعلق بذهنى سوى تنهيدة قد أتت من أعماقها لتخترق أعماقى وتشعرنى بقسوة الزمان ..
لقد تبدلت بها الاحوال .. فلم ارى تلك الفتاة الطائشة كثيرة الكلام ذات الكبرياء .. لم ارى بريق نظرة العند الذى عهدته بعينيها .. حتى ابتسامتها قد شابها شيئًا .. أين شعرها الطويل الكثيف ؟ كيف استبدلته بهذا الشعر القصير .. ماذا حدث لكل هذا ؟
اكتفيت ببعض الاسئلة الفاترة عن أحوالها و بعض كلمات الثناء على مظهرها الجديد و ساد الصمت لثوانٍ قبل أن تلومنى لبعدى و ابحث بين الاعذار عن معين لائق فلا أجد .. انا حقًا لا اعلم كيف ابتعدنا كل هذا الوقت .. اتهرب بالسؤال عن أحوالها بقليل من الاهتمام فترمقنى بنظرة موجعة وتبدأ فى الحديث بمرارة و تنفجر بكاءًا ..
جلست عاجزة لا تسعفنى الكلمات .. حتى الدموع قد تخلت عنى فلم ابك حالها .. كانت الصدمة أعظم من أن تترجمها كلمات و تدركها دموع .. أخذتها فى حضنى و اكتفيت بكلمة واحدة " انا هنا "
" الحياة وحشة أوى " هكذا بدأت قصتها .. و إن كانت قصة الكثيرين .. تتشابه الكلمات و تختلف التفاصيل .. تطايرت الافكار و تداخلت الاحداث .. فلحظة تحدثنى عن اعتزالها الناس و توحدها بغرفتها .. ثم تطمئنى بأنها تحاول العودة للحياة .. لكنها تتذكر كيف كانت تكره نفسها حتى انها مزقت جلدها بأظافرها و تصف كيف كان يتساقط جلدها و ينزف دمًا و ينزف معه قلب أمها حزنًا .. فتشكر الله انها قد تخطت تلك المرحلة و انه لازال يساندها .. و تكشف عن ذراعيها لارى علامات قد تبقت جراء ما فعلته بنفسها .. ثم تشير إلى رسغيها و تحدثنى عن محاولات انتحار مبررة فعلها بانها لا تريد الحياة .. تعود بالاحداث لذكرياتنا سويًا و تبتسم .. و سرعان ما تتحول ابتسامتها المكسورة لبكاء من جديد حين تذكر تعليقات الناس السخيفة عن مظهرها بانها قد اصبحت قبيحة لفقدانها الوزن و تلف تاجها .. لكنها لاتزال تبحت عن امل فتسألنى إن كانت ستعود لطبيعتها بعد العلاج .. و إن كنت صادقة فى مجاملتى الرقيقة بانها صارت اجمل ؟ ..
كانت قد عادت إلىّ بحثًا عن شئ .. لم تخجل أن تعترف به .. كانت تبحث عن الحب و الأحتواء .. تبحث عن رفيق لا يطالبها بشئ سوى أن تكون سعيدة .. تريد من يشاركها آلامها و لو بمجرد سماع ما يؤلمها .. تريد من يراها مريضة نفسية ولا ينعتها بالجنون .. من يتفهم أنها تحتاج المساعدة و أن مرضها ليس عارًا .. فقد أعادها مرضها طفلة بلا رياء .. تطلب ما تحتاجه ببساطة .. تعبر عن مشاعرها ببراءة .. تبتسم لسماع كلمة التشجيع و يذبحها سماع النقد فتبكى و تغضب .. قد اسقط المرض كل الاقنعة التى نرتديها نحن الأصحاء لنخفى مشاعرنا ..
هدّأت من روعها بكلمات قليلة وقطعت لها وعدًا لاكون رفيقتها فى طريقها إلى الشفاء .. فهدأت و ابتسمت فى خجل ..
و ما بين الم و امل كانت تتأرجح .. كورقة شجر فى فصل الخريف تتمسك بالحياة و إن كانت للحظات .. تحلم بربيع قادم لعل نضارتها تعود يومًا ..
لقد تبدلت بها الاحوال .. فلم ارى تلك الفتاة الطائشة كثيرة الكلام ذات الكبرياء .. لم ارى بريق نظرة العند الذى عهدته بعينيها .. حتى ابتسامتها قد شابها شيئًا .. أين شعرها الطويل الكثيف ؟ كيف استبدلته بهذا الشعر القصير .. ماذا حدث لكل هذا ؟
اكتفيت ببعض الاسئلة الفاترة عن أحوالها و بعض كلمات الثناء على مظهرها الجديد و ساد الصمت لثوانٍ قبل أن تلومنى لبعدى و ابحث بين الاعذار عن معين لائق فلا أجد .. انا حقًا لا اعلم كيف ابتعدنا كل هذا الوقت .. اتهرب بالسؤال عن أحوالها بقليل من الاهتمام فترمقنى بنظرة موجعة وتبدأ فى الحديث بمرارة و تنفجر بكاءًا ..
جلست عاجزة لا تسعفنى الكلمات .. حتى الدموع قد تخلت عنى فلم ابك حالها .. كانت الصدمة أعظم من أن تترجمها كلمات و تدركها دموع .. أخذتها فى حضنى و اكتفيت بكلمة واحدة " انا هنا "
" الحياة وحشة أوى " هكذا بدأت قصتها .. و إن كانت قصة الكثيرين .. تتشابه الكلمات و تختلف التفاصيل .. تطايرت الافكار و تداخلت الاحداث .. فلحظة تحدثنى عن اعتزالها الناس و توحدها بغرفتها .. ثم تطمئنى بأنها تحاول العودة للحياة .. لكنها تتذكر كيف كانت تكره نفسها حتى انها مزقت جلدها بأظافرها و تصف كيف كان يتساقط جلدها و ينزف دمًا و ينزف معه قلب أمها حزنًا .. فتشكر الله انها قد تخطت تلك المرحلة و انه لازال يساندها .. و تكشف عن ذراعيها لارى علامات قد تبقت جراء ما فعلته بنفسها .. ثم تشير إلى رسغيها و تحدثنى عن محاولات انتحار مبررة فعلها بانها لا تريد الحياة .. تعود بالاحداث لذكرياتنا سويًا و تبتسم .. و سرعان ما تتحول ابتسامتها المكسورة لبكاء من جديد حين تذكر تعليقات الناس السخيفة عن مظهرها بانها قد اصبحت قبيحة لفقدانها الوزن و تلف تاجها .. لكنها لاتزال تبحت عن امل فتسألنى إن كانت ستعود لطبيعتها بعد العلاج .. و إن كنت صادقة فى مجاملتى الرقيقة بانها صارت اجمل ؟ ..
كانت قد عادت إلىّ بحثًا عن شئ .. لم تخجل أن تعترف به .. كانت تبحث عن الحب و الأحتواء .. تبحث عن رفيق لا يطالبها بشئ سوى أن تكون سعيدة .. تريد من يشاركها آلامها و لو بمجرد سماع ما يؤلمها .. تريد من يراها مريضة نفسية ولا ينعتها بالجنون .. من يتفهم أنها تحتاج المساعدة و أن مرضها ليس عارًا .. فقد أعادها مرضها طفلة بلا رياء .. تطلب ما تحتاجه ببساطة .. تعبر عن مشاعرها ببراءة .. تبتسم لسماع كلمة التشجيع و يذبحها سماع النقد فتبكى و تغضب .. قد اسقط المرض كل الاقنعة التى نرتديها نحن الأصحاء لنخفى مشاعرنا ..
هدّأت من روعها بكلمات قليلة وقطعت لها وعدًا لاكون رفيقتها فى طريقها إلى الشفاء .. فهدأت و ابتسمت فى خجل ..
و ما بين الم و امل كانت تتأرجح .. كورقة شجر فى فصل الخريف تتمسك بالحياة و إن كانت للحظات .. تحلم بربيع قادم لعل نضارتها تعود يومًا ..
التعديل الأخير: