أحبائي سلام المسيح لكم جميعا ً ( مسلمين و مسيحيين )
هذه القصة حقيقية لشاب مُسلم إسمه الحقيقي أحمد
من منطقة في سوريا
يبلغ من العمر @ ( أسف لعدم ذكر المعلومات بشكل صحيح و السبب معروف )
على كل حال :
جاء الشاب أحمد إلى بلدتنا و هو يتقن مهنةالصيانة و الإصلاح للأجهزة الكهربائية ، شاب يملك رأس مال معين يريد إستثماره في مشروع ناجح ، و فعلا ً إستطاع في زمن قياسي و نظرا ً لمهنته المهمة أن يؤسس لنفسه موطيء قدم ثابت .
عاش الشاب أحمد 7 سنوات يعمل بنشاط دون كلل أو ملل و طور نفسه كثيرا ً ، كنت في زيارة إلى بيت عمتي التي كانت شديدة الإيمان بيسوع لدرجة أنك من الصعب أن تدخل إلى منزلها دون الخروج بمئات المواعظ .
تفاجئت بوجود أحمد عندها و قد كان يجلس كتلميذ المدرسة المسمر من الخوف . و بجانبه زوج عمتي و أولادها .
إبتسموا لدى دخولي و قال أبنائها : تعال حضار الدرس !! ( كانوا لا يحبون كثيرا ً إسلوب العمة الكبيرة بالسن ، و يظنون أن الدين للكبار فقط و العجزة ! )
إبتسمت و بدأت أسمعها تقول لأحمد : لن تطول ملكوت الله إلا بيسوع .
إذا صمت و تصدقت و عملت ما عملت لتطهر نفسك لن تنتفع شيء لأن دم المسيح هو الوحيد من يطهرك .
و .. و .. و .. إلخ ( فالمحاضرة كانت موجهة لأحمد و طويلة و بصراحة لا أذكر منها إلا هذه الكلمات التي علقت بذهني )
كانت عمتي ملمة بالكتاب المقدس بالكامل ، لا بل كان محفورا ً في قلبها فهي قلما تقرأ لأنها حفظته عن ظهر قلب .
المهم ظننت أن الجلسة كغيرها من الجلسات التي إعتادت عمتي أن تلقيها على الناس ، لكنني لاحظت بعد إنتهاء الكلام أن أحمد وضع رأسه على ركبتيه و بدأ يبكي .
عندئذ علمت أن القضية ليست قضية جلسة عابرة بل أكبر و ما أن ذهب أحمد حتى سألت عمتي عن قصته و تفاجئت بما جرى للرجل .
هذا الشاب و بكل بساطة عانى من ألم في رأسه عجز الأطباء عن معرفة السبب ، بقي أياما ً لا ينام و لا يغمض له جفن من شدة الألم .
لم يترك طبيبا ً يعتب عليه و لا مشفى ، لا بل قرر بيع كل مايملك لينقذ نفسه و يهنأ بيوم في سريره .
كان صراخه إذا أتاه الوجع يبكي من البناء و يشعرهم بالأسى فالكل عاجز عن المساعدة .
و في يوم من الأيام قرر الأنتحار و ذهب إلى منطقة في لبنان ليرمي نفسه في البحر من أعلى صخرة و يرتاح ، وقف طويلا ً على الصخرة يترجى الله :
يا إلهي أرجوك ساعدني ، يا رسول الله ألهمني الصبر و العافية .... دون جدوى .
لكن خوفه من عقاب الله زعزع ثقته بما جاء من أجله ( الإنتحار ) و قرر العودة إلى العذاب الدنيوي فهو خير من عذاب لا ينتهي في جهنم ! مجرد حسبة بسيطة جعلته يفضل المرض و ألامه على العذاب الأبدي .
مرت الأيام القليلة بعد تجربته القاسية فأجتمع برجل دين مسيحي و من دون أن يدري سأله أن يصلي له : فضحك رجل الدين و قال إسأل يسوع يا حبيبي فهو من قال :
تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم .
حفرت العبارة في ذهن أحمد كما يحفر النقش على الحجر لكنه لم يعرف المطلوب منه بالتحديد !!
عاد للمنزل و في تلك الليلة عاوده الألم فبدأ يتخبط و يصرخ من شدة الألم . و بدأ بتناول المهدئات التي لم تكن تنفع .
و بين الصراخ و العذاب لم يشعر بنفسه و هو يصرخ : يا يسوع .. يا عيسى .. أرجوك يا يسوع !
أنت قلت تعالوا إلي !! ساعدني إن كنت تسمع ، تشفع لي عند الله أن يساعدني !
يا عيسى أنت قلت : تعالول إلي أنا مترجيك تساعدني .
هبط ثقل شديد على أحمد و غط بنوم عميق ، لكن المفاجئة كانت عكس المتوقع فلقد ظهر له الشيطان بنور أخضر و قد بدت فيه أحقاد لا تنتهي و هو يقول ملعون أنت من بين الناس الله أراد لك الهلاك !
ليصحوا أحمد فزعا ً مرتجفا ً من الخوف و بدأ يصلي و يتعوذ بالله من الشيطان و يقرأ آيات القرآن .
مرت أيام نام فيها أحمد هنيئا ً من دون ألم ، إلى أن صادف رجل الدين المسيحي و روى له ماجرى بالحرف الواحد !
إبتسم الرجل و قال لأحمد : من عيسى ؟ هل أنت مُسلم ؟
فقال أحمد : إسمي أحمد !
فتبسم الرجل و قال في المرة القادمة أطلب يسوع ! لا تنسى . . تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم .. إطلبه بإيمان و ثق أنه سيساعدك .
و بعد أيام أيضا ً ، عاد المرض و عاد الصراخ لكن أحمد لم يكن يذكر كلام الرجل له فلقد نسيه من الألم و إذ بعمتي العجوز تمر بالصدفة من الشارع و تسمع صراخ أحمد .
دفعها الفضول لأن تقرع الباب !! فلقد كانت في نفس الشارع الذي يسكن فيه أحمد و قد سمعت بمرضه الكثير .
قرعت الباب !! و قرعت .. وقرعت دون جدوى ، فأحمد لم يكن يرغب بمقابلة أحد .
و بينما تهم لمتابعة المسير صرخت على الباب : إذكر يسوع !! . . إذكر يسوع يا حبيبي !! ( و ذهبت لمنزلها )
و كان أحمد في الداخل و سمعها لكنه لم يفهم حتى كررت للمرة الثانية ، فصرخ قائلا ً :
يا يسوع . . يا يسوع أرجوك !
أنا تعبان . . أنا يئسان ! أرجوك ساعدني
يا يسوع أنا لا شيء !!
يا يسوع إنت قلت و وعدت أنا واثق فيك .. أرجوك
إنت قلت : تعالوا إلي أنا تعبان .. أنا ثقيل الأحمال .
إنت قلت : لأريحكم .. ريحني أرجوك .
صرخها و هو يبكي و ينكسر ، صرخها و هو مليء بالثقة و الإيمان .لم يصلي بكبرياء بل صلى و قال (أنا لا شيء ) . .ظهر له المسيح و هو يقظ ، لمس رأسه و قال له عبارته الجميلة جدا ً : إيمانك خلصك .
يقول أحمد و هو يبكي : لقد تمنيت لو أنني تمسكت بالمسيح حين ظهر لي و أن لا أتركه لأذهب معه أينما يذهب .
شفي أحمد بعدها و لم يعرف ما هو مرضه و لا أحد إلى الآن يعرف ما سبب الألم الذي كان يأتيه ، لكن الشكر لك يارب على شفائه .
فهمت من القصة سبب تردد أحمد إلى منزل عمتي العجوز و فهمت لما كانت تؤنبه و تعاتبه بمحبة المسيح ، فهي كانت تعاتبه على نسيان المسيح .
أحمد المذكور شخصية حقيقية ، أنا رأيته و شاهدت دموعه تمسح قلبه و تطهره .
بعد فترة ، آمن أحمد و ذهب إلى لبنان و أصبح إسمه ( عبد المسيح ) و هو إلى الآن يدرس اللاهوت ، يصلي ، يتشكر الرب الذي خلصه .
أتمنى من الجميع أن يتعلم من أحمد ( عبد المسيح حاليا ً ) :
الثقة بيسوع
التواضع و أن لا يقول أنا بل أن يقول يسوع لأن يسوع هو القادر
أن لا ننسى الرب مهما كنت الظروف
الصدق مع الآخرين .
أهديكم محبتي و الشكر للأخ challenger الذي تحمل عناء الكتابة .
و تنسيق الموضوع . . . بمعونة الرب سأقوم بتحميل تسجيل صوتي بشهادته الجميلة على هذا الرابط .