رسالة من البرزايل إلى الحكّام!

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
bishop-george-khoury-web.jpg


إلى "لبنان الجريح الّذي لا يزال ينزف مثلما نزف المسيح على الصّليب"، توجّه متروبوليت سيّدة الفردوس في البرازيل للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج خوري برسالة في عيد انتقال السّيّدة العذراء إلى السّماء، قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام":
"أتوجّه إلى جميع أبناء أبرشيّة سيّدة الفردوس في البرازيل وأعايد الجميع بهذه المناسبة السّعيدة، وأطلب من سيّدة الفردوس شفيعتنا أن تبارك وتحمي جميع عائلاتنا أينما كانوا. في عيد انتقال السّيّدة العذراء إلى السّماء، هذا العيد الّذي له خصوصيّته في شرقنا الحبيب، أتوجّه إلى كلّ مسيحيّي الشّرق وأعايدهم معايدة ملؤها الفرح والسّرور، ولكن هي معايدة حزينة ويدمع القلب لها، بسبب ما يمرّ به شرقنا الحبيب الّذي ما زال يتألّم منذ عهود وعهود.
نوجّه رسالة معايدة إلى لبنان الجريح الّذي لا يزال ينزف مثلما نزف المسيح على الصّليب، وإلى سوريا المتألّمة بآلام المسيح، وإلى فلسطين الحزينة كحزن مريم على ابنها يسوع. لقد رقدت والدة الإله وصعدت إلى السّماء، ولكن الضّمير الإنسانيّ ما زال راقدًا من شدّة الفساد والإهمال والنّسيان. صعدت العذراء إلى السّماء ولكن النّفس البشريّة ما زالت متشبّثة ومتمسّكة بهذا العالم الفاني. صعدت العذراء وأعطتنا رجاء للخلاص، أمّا حكّامنا فقد سرقوا منّا الخلاص. صعدت العذراء بالنّفس والجسد ولكنّها باقية معنا لنتغلّب على أهوال ومصائب هذا الدّهر، أمّا حكّامنا فقد زادوا علينا المصائب والأحزان بسبب فسادهم وغشّهم وجشعهم. طلبت مريم من ابنها يسوع أن يحوّل الماء إلى خمر لكي يبقى فرح أبنائها عامرًا، أمّا حكّامنا فقد سرقوا الفرح من عائلتنا ومن أبنائنا ومن أحفادنا وسرقوا أحلامنا لأنّهم لم يهتمّوا يومًا بأبناء أوطانهم.
إنّ انتقال أمّنا مريم إلى السّماء هو دعوة لحكّامنا لكي يقوموا بمراجعة نقديّة لإيمانهم ورجائهم وصلاتهم وسلوكهم ومحبّتهم لأوطانهم على ضوء ما عاشته مريم- هذا إن كان لديهم ذرّة إيمان ومحبّة... هكذا فقط، يستطيعون إزالة الحواجز والعقد من أعماقهم المظلمة وينفتحوا على الله وعلى أبناء أوطانهم، وأن يصغوا إلى كلمة الله ويجسّدوها في حياتهم مثلما فعلت مريم. وأن يحافظوا على نقاوة ضمائرهم، وأن يكونوا شهودًا لبشرى الله وليسوا شهودًا للفساد. أن يكونوا وجه مريم، الأُمّ والعذراء، أمام كلّ عائلة فقدت عزيزًا. هذا العيد، يعطينا الأمل إن سرنا على طريق مريم بعزيمة ومثابرة وننشد معها: تبتهج روحي بالله مخلّصي.
أطلب من الأمّ البتول، أمّ الكنيسة جمعاء، أن تبارك الّذين يكرّمونها ويحتفلون بعيدها الإلهيّ، أن تبارك أبرشيّتنا المحبوبة من الله، أبرشيّة سيّدة الفردوس في البرازيل، وتبارك شعوب العالم وتحمي شرقنا الحبيب وبخاصّة لبنان وسوريا وفلسطين".
 
أعلى