سائق الامبراطور

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
سائق الإمبراطور


.​
فجأة مات سائق الإمبراطور وكان لابد للإمبراطور أن يختار سائقًا لمركبته الملوكية. نادى في وسط شعبه أن من يجد في نفسه الكفاءة ليصير سائقًا لمركبته يتقدم .
في اليوم المحدد لاختبار المتقدمين جاءت الجموع إلى فناء قاعة الاحتفالات الرسمية لتشاهد المتقدمين لهذا المركز.
تقدم سائق واحتل مركز قيادة المركبة، وانطلق بها من جوار القاعة نحو القصر الإمبراطوري الذي على قمة جبلٍ عالٍ، واستطاع بمهارة فائقة أن يقودها بسرعة شديدة في طرق الجبل الوعرة والمنحدرة ويعود.
فصرخت الجماهير: "هذا هو الرجل! هذا هو الرجل!"
تقدم سائق آخر وقام بذات الدور لكنه كان أكثر مهارة منه وقاد المركبة بسرعة أكثر، وأبرز قدرته على التحكم في المركبة وسط الانحدارات. عندئذ صرخ الشعب للمرة الثانية: "هذا هو الرجل! هذا هو الرجل!"
تقدم سائق ثالث واحتل مركز قيادة المركبة، وسار بها في هدوءٍ شديدٍ، وكان يتحاشى المنحدرات، وأخذ وقتًا طويلًا حتى بلغ قمة الجبل ثم عاد، فصار الكل يسخر! أنه بطيء بلا خبرة! أما الإمبراطور فأعلن: "هذا هو الرجل الذي أثق فيه، يقود مركبتي، واطمأن لحياتي في يديه".
تعجب الشعب لقرار الإمبراطور الذي علَّم شعبه درسًا أن يسلك الإنسان بروح الاتزان والحكمة بغير عجلة!
إلهي نزلت إلينا، لا تصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوتك.
بحبك بعثت سلامك في كثيرين.
هب لي روح الوداعة والاتزان والتعقل !
اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ . (مت 11: 29)
بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ . (1بط 3: 4)
 
أعلى