رد: فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
لماذا تدعونني صالحًا؟ ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله"، إذ مكتوب: "الأخذ الحكماء بحيلتهم" (أي 5: 13). ها أنت ترى كيف برهن السيد أن (الشاب) لم يكن حكيمًا ولا متعلمًا مع أنه رئيس لليهود (لو 18: 18). كأنه يقول له: أنت لا تؤمن إني الله، وارتدائي للجسد قد ضللك، فلماذا تنعتني بما يليق بالطبيعة العلوية وحدها مع أنك لا تزال تحسبني إنسانًا مثلك، وليس أعظم من الطبيعة البشرية؟ فإن الله وحده بطبيعته التي تسمو على الكل يُنسب إليه الصلاح بالطبيعة، الصلاح غير المتغير. أما الملائكة ونحن الذين على الأرض فصالحون بتمثلنا به أو بالحري بشركتنا معه... هو بالحق صالح، صالح مطلقًا، أما الملائكة والبشر فصالحون بكونهم خلقوا هكذا مشاركين في صلاح الله كما قلت... على أي الأحوال كأنه يقول له: أبدو لك إني لست حقًا الله، وها أنت بجهل وغباوة تنسب لي ما يخص الطبيعة الإلهية، في الوقت الذي فيه تحسبني إنسانًا مجردًا، الكائن الذي لا ينسب له الصلاح كطبيعة غير متغيرة، إنما يقتنيه حسب الإرادة الإلهية.]
هناك سبب محتمل دعا يسوع إلى قول ما قاله للرجل، ألا وهو قياس عمق وعي الرجل لهوية المسيح وشخصه، ومدى جديته في اتباعه. فبعد أن أعلم يسوع الرجل أنه لا صالح إلاّ اللـه وحده، طلب منه أن يبيع كل ممتلكاته ويتبعه كتلميذ. لاحظ أنه لـم يقل له "اتبع اللـه" وإنما "اتبعني." وهكذا تنتهي هذه الفقرة بانطباع مخالف للانطباعات الأولى لبدايتها فهي تدعم لاهوت المسيح دعماً قوياً.
واصل القصة التى بها تلك الله التى انت مقتبسها يا اخي
اقترب أحدهم من يسوع وقال له، "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له يسوع، لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلاّ واحد وهو اللـه" (مرقس 17:10-18). قد يبدو للوهلة الأولى أنّ يسوع كان بقوله هذا ينفي لاهوته. وواقع الأمر مختلف. فقد كان يشدد على أنّ اللـه وحده صالح. والكتاب المقدس واضح حول صلاح المسيح. فالكتاب المقدس يدعوه "القدوس" و"البار" و"البريء" و"المنفصل عن الخطاة" و"بلا عيب" (أعمال 14:3؛ 2كورنثوس 21:5؛ عبرانيين 15:4، 26:7؛ 1بطرس 22:2؛ 1يوحنا 5:3). إذاً يسوع صالح بكل مقاييس الصلاح الحقيقية. وبهذا يشترك يسوع في إحدى صفات اللـه، ألا وهي الصلاح.
وفي تلك الاية تكلم المسيح بالاستفهام وليس النفى