قبل ان احكي لكم العوده من الجحيم دعوني اعرفكم بنفسي
اسمي ساندرا ابلغ من العمر 25عام، ولدت في اسره تعيش حياة مسيحيه روتينيه بحته، لم أتذكر طوال حياتي اننا جلسنا سويا لقراءة الكتاب المقدس كان كل منا يعيش حياته الدينيه بمفرده ولا أحد يسأل الاخر عن نموه الروحي، كنت دائما اذهب الي الكنيسه ولكني كنت مسيحيه بالاسم فقط لم اعرف الكثير عن المسيحيه فكل ما اعرفه انني ولدت مسيحيه ، وأذهب للكنيسه لأعترف وأتناول من جسد الرب ودمه ، واحضر الاجتماعات ، فلا اعرف غير ذلك .
ابي رجل تخطي الخمسين عام كان مدير احدي البنوك
وامي تبلغ من العمر 45 عام ربة منزل،
اختي الاكبر كاترين متزوجه منذ ما يقرب من 4 اعوام ، اخي الاصغر مينا يبلغ من العمر 20 عام ،
تزوجت كاترين وتركت لنا البيت كنا دائما نفتقد وجودها معنا فقد كانت الأم الثانيه لي وبعد زواجها تغيرت حياتنا تماما فهي كانت الروح الحقيقه لهذا البيت ، بعد زواجها لم يبقي لي سوي المذاكره وغرفتي،
اجتهدت في الثانويه العامه وكنت اولي محافظتي فيها.
كانت امي في قمة سعادتها حينما عرفنا بخبر نجاحي لم اري مثل هذه السعاده علي وجه امي قط وقدم لي ابي لاب توب هدية نجاحي ، اما مينا كانت امنيته ان التحق بكلية صيدله , فهذه الكليه هي ايضا امنيته ويريد ان يلتحق بها ،
ودائما كنا نتحدث عن صيدلية مينا و ساندرا،
كانت هذه الصيدليه مشروع المستقبل.
ظهر التنسيق وبالفعل ألتحقت بكلية صيدله جامعة القاهره،
كنت دائما اذهب لأحضر المحاضرات واعود سريعا للبيت لأقوم بالاعمال المنزليه لأخفف العبء من علي امي استمريت بهذا الحال لفتره،
وقبل امتحانات الترم الأول للسنه الأولي تعرفت علي مجموعه من الشباب والشبات لحاجتي الي أوراق مراجعات،
كان من ضمنهم شاب وسيم الملامح يدعي رامز ،
رامز كان في نفس دفعتي ولكنه كان يعيد السنه،
كان دائما حزين لم اراي قط الابتسامه علي وجهه ، حاولت التقرب منه اكثر وليتني ما تقربت !!!
فهو شاب مات والده في العام الماضي وترك له أمه و اخته الأصغر منه ليعولهما، وكان مُصر علي تكملة دراسته،
تقربت اكثر الي رامز فقد كان الشاب الوحيد المسيحي في تلك المجموعه التي تعرفت عليها ،
اعجبت به فهو انسان حساس جدا ورجل بكل ما تحمل الكلمه من معني ،
بدأت ان اتعلق به، وبدء يتعلق بي.
ولكن وقف القدر امامنا أصيبت امه بفشل كلوي،
وكان يجب عليه ان يترك الدراسه بلا عوده ليعمل طوال اليوم ليكفي مصاريف علاج امه،
قرر رامز ان يترك الدراسه ويتفرغ للعمل فقط.
وبالفعل ترك الدراسه والكليه، حاولت أن اقنعه بأن يظل في الكليه ولكنه قالي لي:
كانت وصية ابي قبل وفاته هي امي واختي .
قالي لي هذه الكلمات ولأول مره في حياتي أري دموعه لم اتعود ان أري رامز بهذا الضعف ،وبدءت الدموع تسيل من عيني.
وحينها مسح دموعي بيده ونظر لي وقال لا تبكي فالمستقبل امامك، لا تعلقي نفسك بالمحال،عاهديني ان تنظري لدراستك فقط .
عاهدته.
فقال لي:
ان احتاجتي رامز في اي وقت ستجديه
قال لي هذه الكلمات وتركنى وذهب لاحزانه ، تركنى وذهب لمستقبل غامض لا يعلم مصيره فهو كالقشه التى تذريها الرياح عن وجه الارض
فاليوم كان معنا فى الكليه ، اما غدا فلا يعلم عنه شىء سوى امه واخته فهو اختار طريق واحد لا سواه ان يعمل بكل طاقته من أجل امه واخته.
عدت الي البيت وكانت صدي كلماته لا تزال في أذني فقد كان مُصر علي الا أنظر الا لمستقبلي فقط ، أحترمته اكثر جدا وكنت دائما ادعو له بالتوفيق ولوالدته بالشفاء.
أقتربت أيام الامتحانات، ومرضت والدتي فبقيت بجانبها حتي تماثلت الشفاء.
عدت الي كليتي فعرفت أنه فاتني الكثير من المحاضرات المهمه، سألت احدي الصديقات التي تعرفت عليها علي ورق مراجعات،
فعرفتني بأحمد طالب معنا في كلية صيدله ولكنه في الفرقه الثالثه، ويعمل بأحدي مكتبات المرجعات
كان احمد مشهور جدا ، فهو في حقيقة الامر وسيم جدا وخفيف الظل.
تعرفت عليه وتبادلنا ارقام الهواتف وقال لى غدا سأحضر لكِ جميع ما فاتك من محاضرات ، شكرته واستأذنته لأعود الي المنزل.
ولكنه رفض وصمم علي ان نشرب سويا مشروبا فى الكفاتيريا، ومع الألحاح وافقت واثناء حديثنا تعرفت عليه أكثر فهو الابن الوحيد لأمه و أسرته ميسورة الحال ، والده رجل متدين و سكرتير في أحدي الجمعيات الدينيه .
عدت الي المنزل وكان أحمد يشغل تفكيري بعض الشئ .
ذهبت تاني يوم الي الكليه وأتصل بي وقال أحضرت لكِ جميع المحاضرات التي طلبتيها امس فتقابلنا واخذت المحاضرات ولم يوافق علي ان يأخذ ثمنها ،أعجبت به كثيرا وأعجبت بشخصيته الرجوليه معي.
اخذت الاوراق منه وطلب أن يوصلني الي المنزل بسيارته ولكنني رفضت في بادىء الأمر ولكنه أصر علي توصيلي فوافقت ولكن قلت له حتي محطات القطار فقط ، وافق وأوصلني لمترو الانفاق.
وأنا بداخل المترو كنت أتصفح الأوراق التي اخذتها منه لأخذ فكره سريعه عن ما فاتني ولكن اثناء تصفحي للمحاضرات وجدت ورده حمراء بين الاوراق وبعد تفكير لا أعلم أخذ كم من الوقت.
وجدت مكالمه علي هاتفي فأخرجته من حقيبة يدي ووجدته يتصل بي ،
فقومت بالرد عليه وما ان فتحت الخط عليه ووجدته يقول اتمني ان تكون الورده أعجبتك ، لم أجد كلاما لأقوله أحسست نفسي ملبده وعاجزه عن النطق
فكل ما قولته له اشكرك .
عدت إلي المنزل في قمة سعادتي فهذه الورده هي أول ورده احصل عليها من رجل، وبمجرد ان عدت للمنزل توجهت إلي غرفتي وجلست علي مكتبي واخرجت الورده من حقيبتي وظليت لسعات استنشقها ، ولم ادري بنفسي إلا حينما سمعت صوت باب الغرفه فكانت امي أرادت ان تطمئن علي محاضرات اليوم.
مرت الايام وكنت كل يوم اتقرب أكثر الي أحمد .
وحان موعد ألامتحانات أجتهدت جدا في المذاكره ، وبالفعل حصلت علي امتياز في الترم الاؤل .
ومع بداية الدراسه في الترم الثاني كنت متشوقه جدا لرؤيته فبمجرد عودتنا للدراسه أتصلت به وتقابلنا وجلسنا سويا وصارحني بحبه لي وصارحته بحبي له ومدي تعلقي وانشغالي به.
أخذني إلي والده في الجمعيه التي يعمل بها ليعرفني به،
فسئلني عن اشياء كثيره ، منها مهنة والدي واين يعمل ، واسئله اخري كثيره استغربتها جدا !!!
وبمجرد خروجنا من هذه الجمعيه سألت أحمد عن هذه الاشياء فأخذ الامور ضاحكا وقالي مهنته السكرتاريه فضحكنا سويا وانتهي الامر.
ومرت السنه الأولي من الكليه وحصلت علي تقدير عام امتياز، وعدنا بعد الاجازه الصيفيه للكليه .
بدأت السنه وبدأت معها التنازلت فبدأت اتنازل عن اشياء معه لم افكر اطلاقا في التنازل عنها.
وبدء يسألني عن بعض الاشياء في المسيحيه وكانت هذه الاشياء تبدو لي بلا اجابه !!!
لم يمضي بنا اسبوعا واحدا الا وأجده يعاود ويسألني عن أشياء اخري في الكتاب المقدس التي لا اجد لها تفسير.
استمر هذا الوضع الي أخر الترم الأول وللأسف حصلت علي تقدير جيد في هذا الترم.
عدنا إلي الدراسه مره أخري بعد ان مضت الأجازه،
وكنت متلهفه لرؤيته فهو أصبح كل شئ في حياتي او بالأحري هو اصبح حياتي كلها.
كُنت أنام علي صوته وبمجرد أن أستيقظ من النوم لا أفكر في شئ الا سماع صوته.
ومرت الأيام وبقي شهر واحد علي الأمتحانات ، وكان أحمد يشغل تفكيري طوال الوقت وكنت غير قادره علي الأبتعاد عنه طوال فترة الاجازه الصيفيه ،
فقلت له هل سيستمر وضعنا هكذا فقال لي أنا علي أتم الاستعداد للزاوج بكِ من يوم غد ، ولكن يجب أولاً أن تشهري اسلامك،
فقولت له لا يمكنني ان أفعل ذلك.
فقال لي معي ستفوزين بكل شئ ، سنكون سويا طوال العمر وستدخلي الجنه ، هل نسيتي كل ما سألته لكِ عن كتابك المدعو مقدسا ! ولم تجيبيني وكنتي تقولي لي هذه الاشياء غير موجوده بكتابكم ، وتعودي الي منزلك لتفتحي ذلك الكتاب وتجديها بالنص كما ذكرت لكِ.
صدقيني أنا أحبك بصدق وأتمني أن تخرجي من هذه الديانه الضاله ، فيعلم الله وحده أنني أحبك بصدق وأتمني ان تعرفي حقيقه كتابكم المحرف،
واكمل حديثه: معي ستفوزي بكل شئ في هذه الدنيا ، وستفوزي ايضاً بالأخره ولكن إن أستمريتي علي كفرك هذا لن أضمن لكِ هذه الدنيا ولا الأخره ايضا.
فقولت له ارجوك الا تتركني.
فقال لي انا لن أتركك ولكن عليكي ان تختاري بيني وبين ديانتك المحرفه وإن أختارتي ديانتك فسيكون اختيارك الرحيل عني، وان أختارتيني فستكوني أختارتي ألزواج مني علي سُنة الله ورسوله.
فقلت له سأفعل كل ماتريد.
وفي الحال أتصل بوالده وذهبنا أليه وأخذنا والده الي مشيخة الازهر،
وهناك أشهرت أسلامي وخرجنا الي قسم الشرطه وأستخراجت من القسم اوراقي الجديده.
والعجيب في الأمر إن بطاقتي الشخصية الجديده لم تستغرق سوي أسبوع واحد فقط !!!
وعندما سألته عن سر هذه السرعه في انهاء الأوراق فقال لي إن والده لديه معارف كثيره جدا وبأمكانه ان يفعل اي شئ،
وسالته عن الزواج فقال لي سنتزوج في اليوم الأخير من امتحاناتك، وسنعيش مع اسرتي.
ومرت الأيام حتي أتي اليوم الأخير من أمتحاناتي وذهبنا الي منزل أسرته وكان والده أحضر المأذون والشهود،
وكتب كتابنا ، واخذ والده الشهود والمأذون ووالدته وخرجو من المنزل.
وقالي لي اخيرا قد تحقق حلمنا واصبحتي لي وحدي ،
فقلت له هذا اليوم كنت انتظره منذ زمن طويل ، فقال لي وها هو قد تحقق.
وبدء من تاني فى زواجنا يعلمني طريقة الصلاه و اشياء اخرى كثيره عن الاسلام.
ومرت الايام وفي الشهر الرابع من زواجنا كان عيد الفطر وكنت اقوم بتنظيف المنزل،
كعادتي أيام ما كنت في بيت ابي ،
واثناء تنظيف أحد الدواليب في غرفة والده ،
وقعت من علي الكرسي وفقدت الوعي ،
وأخذني إلي الطبيب وكانت المفاجأة بالنسبه لنا ،
فالطبيب اكد لنا أنني حامل في الشهر الثالث ،
عدنا الي المنزل وشعرت بأنه حزين وقلق حيال الأمر.
فسألته فأكد لي انه في قمة سعادته ولكنه يفكر في مستقبل المولود.
ومن وقت الحمل بدءت معاملته تتغير معي وبدء والده يعاملني معامله سيئه جداً ووصلت هذه المعامله الى الضرب والمهانه حتى أثناء فترات حملى ، ولكني كنتُ أتحمل كل هذه المهانات لأني ليس لي أحد لأشتكي ، له فقد تركت كل شئ من اجله ،فقد تركت أبي وامي واخواتي، تنازلت عن كل شئ من اجله فيجب ان أصمد.
حان وقت الولاده فأنجبت طفله في غاية الجمال وأسميتها شيماء ولكن الأسف مع أول كشف للدكتور علي شيماء أكد لنا أنها مولوده بثقب في القلب ويجب ان يجري لها عمليه جراحيه ونسبة نجاح العمليه ضئيل جدا لا يتعدي ال 5 %
واكد علي سرعة أجراء العمليه خلال شهر علي الأكثر.
عدنا للمنزل وأزدادت المعامله السيئه والقسوه ورفضو ان يدفعو تكاليف العمليه لأن الطبيب قال لنا ان نسبة نجاحها ضئيله جدا ، وتدخلت والدته وقالت لوالده بأمكانك ان تستخرج لنا قرار علاج علي نفقة الدوله ووافق والده ان يتصل بأحد معارفه ليستخرج لحفيدته القرار.
وأثناء أجراءت إستخراج القرار كنت أذهب للطبيب لمتابعة حالة شيماء واثناء أحد الزيارات للطبيب إلتقيت هناك برامز كان يحمل علي يده طفل غايه في الجمال وكانت بجانبه سيده.
أقتربت منه ونظر لي نظره عميقه وقدمنى لها ، ودخلت بالطفل الي الطبيب .
وجلست بجانبه فقالي لي توفيت والدتي بعد صراع شديد مع المرض وتزوجت هذه السيده من اجل اختي الصغيره فمن الصعب أن تجلس وحدها في المنزل طوال فترة عملي.
وأنتي ماذا حدث معكي طوال هذه الفتره؟
حكيت له كل ما مريت به من يوم فراقه حتي هذه اللحظه لا أعرف من اين جائتني كل هذه الجراءه لأحدثه عن كل شي ولكن بمجرد ان رأيته شعرت بأنني وجدت طوق النجاه . أعطيت له هاتفي الجديد ولكن أكدت عليه الا يتصل بي ابدا،
فأنا من سيبدأ في الاتصال وقبل ان يتركني قال لي تكلمي مع المسيح اطلبي منه ان يرشدك للحق اطلبي منه ان يستعيدك لحضنه فهو قال "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" وقال ايضا "لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" وقال البشير لوقا " تُبْ مِنْ شَرِّكَ هذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ "، وكلمنى كثيرا عن التوبه والعوده للمسيح وقالى لى اطلبى منه هو الأجدر بأن يرد ضالتك ويعيدك الى حظيرته
"فالسماء تفرح بخاطى واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون لتوبه"
خرجت زوجته من غرفة الطبيب وسألتها عن حالة الطفل فقالت نشكر المسيح حالته في تقدم ببركة العذراء مريم.
واخذ زوجته وابنه وغادر العياده
ووجدت نفسي تائه وحائره وسئلت نفسي اين انا مع الحق !!! ام اين الحق واثناء تفكير عميق وجدت الممرضه أمامي وقالت لى يا مدام الطبيب في إنتظارك دخلت إلي غرفة الطبيب وبعد الكشف أكد علي ضرورة وسرعة إجراء الجراحه.
عدت الي المنزل وأبلغتهم بقول الطبيب وفي الصباح اتصل والده من مكتبه وقال قرار العلاج في الطريق أليه، ذهب أحمد الي والده ورجع لنا وفي يده القرار، تنفست الصعداء من أجل أبنتي ، وفي نفس اليوم اتصلت بالطبيب وأبلغته بأن قرار العلاج جاهز ، وجهز الطبيب كل الأجراءت وحدد لنا موعد بعد يومين لنذهب إلي المستشفي لأجراء العمليه ، وبالفعل ذهبنا الي المستشفي وبدءت العمليه واستمرت اكثر من ساعه ونصف وأخيراً خرج الطبيب من غرفة العمليات وقال لنا البقاء لله،
سقطت علي الارض ومن شدة المفاجأه بدءت في الصراخ والعويل ولكن أحمد انتهرني بشده، واخذنا جثمان الطفله واتصل بوالده ليخبره وذهبنا الي مدفن الاسره الخاصه بهم ودفناها وعدنا الي المنزل ، استأذنتهم ودخلت غرفتي فكان يوم شاقً وطويلاً جدا.
مر أسبوع علي الوفاه وبدأت معاملتهم تزداد سوءاً وكانو يهددانى برمى كالكلبه فى الشوارع ،
تذكرت كلام رامز وبدأت أصلي بدموع وطلبت من الرب ان يعرفني طريق الحق.
وفي كل مره كنت اصلي فيها وأطلب من الرب ان يعرفني طريق الحق اجد كلمات رامز تتردد علي اذني مرات ومرات ( انا هو الطريق والحق والحياه)( انا هو الطريق والحق والحياه)( انا هو الطريق والحق والحياه).
أتصلت برامز وأخبرته بوفاة أبنتي وأنا أبكي من شدة الحزن فقال لي لا تبكي هذه تدابير المسيح فالعوده بمفردك أسهل بكثير من العوده وإنتي تحملين طفله بين يديكي، وأخبرني بأنه اخبر اب كاهن عني وسألني عن عنوان منزل ابي ليمهد هو والأب الكاهن ألطريق للعوده فقلت له لو عُدت ابي سيقتلني ، وأن لم يفعل لن أسلم من مضايقات زوجى اهلى فهم يعرفون كل كبيره وصغيره عن حياتي السابقه. فقال لي لا تخافي الرب يسوع القادر علي إستعادتك قادر علي حمايتك من كل شر وشبه شر. وقال سأنتظر مكالمه منكِ بعد أسبوع ولا تنسي ابدا الصلاه ليُسهل الرب طريق عودتك.
وبالفعل كنت دائمة الصلاه وبعد اسبوع عاودت الاتصال برامز فقال لي غدا الساعه الثانية عشر ظهرا تقابليني في ميدان رمسيس لنسافر الي عائلاتك في الأسكندريه فالأب الكاهن الذي حدثتك عنه ذهب الي أسرتك وأخبرهم بكل شئ وأخذ لكم منزل في الأسكندريه وأكد لي إنني متزوجه من شخص عضو في جمعية أسلمة الفتيات المسيحيه وذكر لي اسم الجمعيه التي يعمل فيها والده .
ولكني كنت مرتعبه من العوده الي أسرتي كيف سأريهم وجهي بعد ذلك ودارت بتخيلاتي أسئله ليس لها حصر أو أجابه ، والغريب في الأمر أنني حينما تركت منزل أسرتي لم يخطر علي بالي كل هذه المخاوفات، ولكن عند العوده أجد من يمنعني. واثناء تفكيري، لا اعلم ان كنت نائمه او مستيقظه ظهر لي المسيح وقال لا تخافي وتكررت هذه الرؤيه ثلاث مرات واستيقظت وبداخلي سلام نفسي لا يمكن وصفه.
وأتصلت برامز وحكيت له ما حدث وجدته يقول ما أروعك يا مخلصنا الصالح وقالي لي عليكي بالأسراع في الخروج من المنزل سنتقابل بعد ساعه واحده فقط.
وإستأذنت من والدة أحمد أن اخرج الي الشارع لأشتري بعض متطلبات البيت وافقت وخرجت من المنزل ووجدت احمد ووالده امامي ارتعدت كثيييرا فسألني اين انتي ذاهبه فقلت له والدتك تريد شراء متطلبات للمنزل فأرسلتني فقال لي لا تتأخري وأوصاني ببعض الأشياء الاخري.
كنت أتحدث معه وقلبي ينبض سريعا فهذه أول مره يأتي فيها أحمد ووالده قبل الخامسه مساءاً ولكني تمالكت أعصابي جيدا وخرجت إلي الشارع وأوقفت تاكسي وذهبت الي رامز ووجدته ينتظرني وأخذني وتحركنا متجهين الي الأسكندريه وبعد تحرُكنا بخمس دقائق فقط وجدت أحمد يتصل بي فأخذا رامز الموبيل وأغلقه، وقال لى بمجرد خروجنا من القاهره عليكى الا تتذكرى اى شىء بداخلها فكرى فقط بحياتك الجديده مع المسيح.
وبدأت طوال السفر ان أصلي للرب وأشكره لانه إنتشلني من هذا الطريق ، وصلنا إلي الأسكندريه واتصل رامز بالأب الكاهن و جاء الينا بسيارته وطلب من رامز ان يقود السياره وجلست انا والأب الكاهن في الكرسي الخلفي وبدء الأب الكاهن ان يشرح لي محبة المسيح لنا وبدأت اساله الاسئله التى كان احمد يشككنى بها فى مسيحيتى اجبانى على اغلبها وقال لى بمجرد رجوعى الى مصر سأرسل لكى تفسيرات للكتاب المقدس اقرئيها جيدا وان احتاجتى الى تفسيرات اكثر اذهبى الى كاهن الكنيسه التى بجواركم فهو يعرف عنكم كل شىء وأساليه وسيجيبك عن كل تساؤلاتك ، شكرته وقبلت يده .
وصلنا الي المنزل الجديد وبمجرد ان توقفنا بالسياره تحت المنزل بدأت بالبكاء وصعدنا الي أسرتي ووجدت امي منتظره رجوعي ودخلت إليهم فوجدت ابي وامي وكاترين ومينا يتسارعون ليحضنوني كم اشتاقت اليكم جميعا ، وركعت علي الارض لأبوس اقدامهم جميعا ولكن أنتشلتني امي وهي منغمسه في البكاء و أحتضنتنى بشده لم يكن بوسعي ان اتفوه بكلمه واحده (فأعتقد ما فعلته بهم لا يمكن ان يمحوه ندم العمر بأكلمه وانا اعيش خدامه تحت أرجلهم)، فكل ما كنت افعله انني كنت ابكي وابكي وابكي. وكان كل من فى البيت فى حالة بكاء رهيبه لم اشهد فى حياتى منظر مثل هذا،
وقال لنا الأب الكاهن يجب أن تأتي غدا للكنيسه للتوبه والاعتراف والتناول
وأوصنا جميعا بعدم التحدث في الماضي ونبدء كلنا حياه جديده بمفهوم مسيحي جديد ومختلف بحياه مسيحيه تعتمد فى اساسها على قوام المسيح والايمان الفعلى به ،
وتقدم والدى الى رامز والاب الكاهن وشكرهم ودموعه تنسكب بشده (لا يمكننى ان اصف لكم مدى حبى لأبى فى تلك اللحظه فأنا الانسانه الحقيره الذى وضعته فى اسوء مكانه فى المجتع وهو هنا الان يبكى من اجلى فيا لروعتك ومحبتك يا أبى ليتنى ما جئت الى هذه الدنيا ليتنى توفيت مثل ابنتى ولا تزرف دمعه واحده من اجلى انا ) وقال لهم لا يمكننى ان اوفيكم حقكم ،
وتقدمت الى رامز وقلت له مهما قدمت لك أو فعلت لن أقدم لك سوى الضئيل جدا جدا جدا ممن قدمته لى فمن كل قلبي أشكرك وأتمني لك حياه سعيده.
وذهبنا في اليوم التالي إلي الكنيسه وصلي الكاهن تحليل التوبه وأعترفت وتناولت وعدنا للمنزل، ومرت السنين وتغيرت حياتنا تماما فأصبحنا نذهب جميعا كل أسبوع للكنيسه ونقرء يومياً في الكتاب المقدس ونحضر اجتماعات وركزنا علي تفاسير الكتاب المقدس.
وانا الان خادمة لرب المجد يسوع في إحدي كنائس الأسكندريه ، وتعرفت علي خادم معنا في الكنيسه وحكيت له قصتي كامله و تقدم لخطبتى وتزوجنا وأنجبنا طفل أسميته رامز فهذا إقل ما يمكن ان أقدمه لهذا الشخص الذى غير مجرى حياتى وإنتشلنى من ألظلمات وعرفنى طريق الحق والحياه فهو قال لى ان المسيح الطريق والحق والحياه وهو حقا الطريق والحق والحياه. فالمسيحيه هى اعظم طريق بل هى الطريق الوحيد المؤدى للملكوت ، والمسيح طريقه واحد ولا يمكن ان نذهب الى الملكوت بدون المسيح.فكم احبك يا مخلصى الصالح.
*******************
اسمي ساندرا ابلغ من العمر 25عام، ولدت في اسره تعيش حياة مسيحيه روتينيه بحته، لم أتذكر طوال حياتي اننا جلسنا سويا لقراءة الكتاب المقدس كان كل منا يعيش حياته الدينيه بمفرده ولا أحد يسأل الاخر عن نموه الروحي، كنت دائما اذهب الي الكنيسه ولكني كنت مسيحيه بالاسم فقط لم اعرف الكثير عن المسيحيه فكل ما اعرفه انني ولدت مسيحيه ، وأذهب للكنيسه لأعترف وأتناول من جسد الرب ودمه ، واحضر الاجتماعات ، فلا اعرف غير ذلك .
ابي رجل تخطي الخمسين عام كان مدير احدي البنوك
وامي تبلغ من العمر 45 عام ربة منزل،
اختي الاكبر كاترين متزوجه منذ ما يقرب من 4 اعوام ، اخي الاصغر مينا يبلغ من العمر 20 عام ،
تزوجت كاترين وتركت لنا البيت كنا دائما نفتقد وجودها معنا فقد كانت الأم الثانيه لي وبعد زواجها تغيرت حياتنا تماما فهي كانت الروح الحقيقه لهذا البيت ، بعد زواجها لم يبقي لي سوي المذاكره وغرفتي،
اجتهدت في الثانويه العامه وكنت اولي محافظتي فيها.
كانت امي في قمة سعادتها حينما عرفنا بخبر نجاحي لم اري مثل هذه السعاده علي وجه امي قط وقدم لي ابي لاب توب هدية نجاحي ، اما مينا كانت امنيته ان التحق بكلية صيدله , فهذه الكليه هي ايضا امنيته ويريد ان يلتحق بها ،
ودائما كنا نتحدث عن صيدلية مينا و ساندرا،
كانت هذه الصيدليه مشروع المستقبل.
ظهر التنسيق وبالفعل ألتحقت بكلية صيدله جامعة القاهره،
كنت دائما اذهب لأحضر المحاضرات واعود سريعا للبيت لأقوم بالاعمال المنزليه لأخفف العبء من علي امي استمريت بهذا الحال لفتره،
وقبل امتحانات الترم الأول للسنه الأولي تعرفت علي مجموعه من الشباب والشبات لحاجتي الي أوراق مراجعات،
كان من ضمنهم شاب وسيم الملامح يدعي رامز ،
رامز كان في نفس دفعتي ولكنه كان يعيد السنه،
كان دائما حزين لم اراي قط الابتسامه علي وجهه ، حاولت التقرب منه اكثر وليتني ما تقربت !!!
فهو شاب مات والده في العام الماضي وترك له أمه و اخته الأصغر منه ليعولهما، وكان مُصر علي تكملة دراسته،
تقربت اكثر الي رامز فقد كان الشاب الوحيد المسيحي في تلك المجموعه التي تعرفت عليها ،
اعجبت به فهو انسان حساس جدا ورجل بكل ما تحمل الكلمه من معني ،
بدأت ان اتعلق به، وبدء يتعلق بي.
ولكن وقف القدر امامنا أصيبت امه بفشل كلوي،
وكان يجب عليه ان يترك الدراسه بلا عوده ليعمل طوال اليوم ليكفي مصاريف علاج امه،
قرر رامز ان يترك الدراسه ويتفرغ للعمل فقط.
وبالفعل ترك الدراسه والكليه، حاولت أن اقنعه بأن يظل في الكليه ولكنه قالي لي:
كانت وصية ابي قبل وفاته هي امي واختي .
قالي لي هذه الكلمات ولأول مره في حياتي أري دموعه لم اتعود ان أري رامز بهذا الضعف ،وبدءت الدموع تسيل من عيني.
وحينها مسح دموعي بيده ونظر لي وقال لا تبكي فالمستقبل امامك، لا تعلقي نفسك بالمحال،عاهديني ان تنظري لدراستك فقط .
عاهدته.
فقال لي:
ان احتاجتي رامز في اي وقت ستجديه
قال لي هذه الكلمات وتركنى وذهب لاحزانه ، تركنى وذهب لمستقبل غامض لا يعلم مصيره فهو كالقشه التى تذريها الرياح عن وجه الارض
فاليوم كان معنا فى الكليه ، اما غدا فلا يعلم عنه شىء سوى امه واخته فهو اختار طريق واحد لا سواه ان يعمل بكل طاقته من أجل امه واخته.
عدت الي البيت وكانت صدي كلماته لا تزال في أذني فقد كان مُصر علي الا أنظر الا لمستقبلي فقط ، أحترمته اكثر جدا وكنت دائما ادعو له بالتوفيق ولوالدته بالشفاء.
أقتربت أيام الامتحانات، ومرضت والدتي فبقيت بجانبها حتي تماثلت الشفاء.
عدت الي كليتي فعرفت أنه فاتني الكثير من المحاضرات المهمه، سألت احدي الصديقات التي تعرفت عليها علي ورق مراجعات،
فعرفتني بأحمد طالب معنا في كلية صيدله ولكنه في الفرقه الثالثه، ويعمل بأحدي مكتبات المرجعات
كان احمد مشهور جدا ، فهو في حقيقة الامر وسيم جدا وخفيف الظل.
تعرفت عليه وتبادلنا ارقام الهواتف وقال لى غدا سأحضر لكِ جميع ما فاتك من محاضرات ، شكرته واستأذنته لأعود الي المنزل.
ولكنه رفض وصمم علي ان نشرب سويا مشروبا فى الكفاتيريا، ومع الألحاح وافقت واثناء حديثنا تعرفت عليه أكثر فهو الابن الوحيد لأمه و أسرته ميسورة الحال ، والده رجل متدين و سكرتير في أحدي الجمعيات الدينيه .
عدت الي المنزل وكان أحمد يشغل تفكيري بعض الشئ .
ذهبت تاني يوم الي الكليه وأتصل بي وقال أحضرت لكِ جميع المحاضرات التي طلبتيها امس فتقابلنا واخذت المحاضرات ولم يوافق علي ان يأخذ ثمنها ،أعجبت به كثيرا وأعجبت بشخصيته الرجوليه معي.
اخذت الاوراق منه وطلب أن يوصلني الي المنزل بسيارته ولكنني رفضت في بادىء الأمر ولكنه أصر علي توصيلي فوافقت ولكن قلت له حتي محطات القطار فقط ، وافق وأوصلني لمترو الانفاق.
وأنا بداخل المترو كنت أتصفح الأوراق التي اخذتها منه لأخذ فكره سريعه عن ما فاتني ولكن اثناء تصفحي للمحاضرات وجدت ورده حمراء بين الاوراق وبعد تفكير لا أعلم أخذ كم من الوقت.
وجدت مكالمه علي هاتفي فأخرجته من حقيبة يدي ووجدته يتصل بي ،
فقومت بالرد عليه وما ان فتحت الخط عليه ووجدته يقول اتمني ان تكون الورده أعجبتك ، لم أجد كلاما لأقوله أحسست نفسي ملبده وعاجزه عن النطق
فكل ما قولته له اشكرك .
عدت إلي المنزل في قمة سعادتي فهذه الورده هي أول ورده احصل عليها من رجل، وبمجرد ان عدت للمنزل توجهت إلي غرفتي وجلست علي مكتبي واخرجت الورده من حقيبتي وظليت لسعات استنشقها ، ولم ادري بنفسي إلا حينما سمعت صوت باب الغرفه فكانت امي أرادت ان تطمئن علي محاضرات اليوم.
مرت الايام وكنت كل يوم اتقرب أكثر الي أحمد .
وحان موعد ألامتحانات أجتهدت جدا في المذاكره ، وبالفعل حصلت علي امتياز في الترم الاؤل .
ومع بداية الدراسه في الترم الثاني كنت متشوقه جدا لرؤيته فبمجرد عودتنا للدراسه أتصلت به وتقابلنا وجلسنا سويا وصارحني بحبه لي وصارحته بحبي له ومدي تعلقي وانشغالي به.
أخذني إلي والده في الجمعيه التي يعمل بها ليعرفني به،
فسئلني عن اشياء كثيره ، منها مهنة والدي واين يعمل ، واسئله اخري كثيره استغربتها جدا !!!
وبمجرد خروجنا من هذه الجمعيه سألت أحمد عن هذه الاشياء فأخذ الامور ضاحكا وقالي مهنته السكرتاريه فضحكنا سويا وانتهي الامر.
ومرت السنه الأولي من الكليه وحصلت علي تقدير عام امتياز، وعدنا بعد الاجازه الصيفيه للكليه .
بدأت السنه وبدأت معها التنازلت فبدأت اتنازل عن اشياء معه لم افكر اطلاقا في التنازل عنها.
وبدء يسألني عن بعض الاشياء في المسيحيه وكانت هذه الاشياء تبدو لي بلا اجابه !!!
لم يمضي بنا اسبوعا واحدا الا وأجده يعاود ويسألني عن أشياء اخري في الكتاب المقدس التي لا اجد لها تفسير.
استمر هذا الوضع الي أخر الترم الأول وللأسف حصلت علي تقدير جيد في هذا الترم.
عدنا إلي الدراسه مره أخري بعد ان مضت الأجازه،
وكنت متلهفه لرؤيته فهو أصبح كل شئ في حياتي او بالأحري هو اصبح حياتي كلها.
كُنت أنام علي صوته وبمجرد أن أستيقظ من النوم لا أفكر في شئ الا سماع صوته.
ومرت الأيام وبقي شهر واحد علي الأمتحانات ، وكان أحمد يشغل تفكيري طوال الوقت وكنت غير قادره علي الأبتعاد عنه طوال فترة الاجازه الصيفيه ،
فقلت له هل سيستمر وضعنا هكذا فقال لي أنا علي أتم الاستعداد للزاوج بكِ من يوم غد ، ولكن يجب أولاً أن تشهري اسلامك،
فقولت له لا يمكنني ان أفعل ذلك.
فقال لي معي ستفوزين بكل شئ ، سنكون سويا طوال العمر وستدخلي الجنه ، هل نسيتي كل ما سألته لكِ عن كتابك المدعو مقدسا ! ولم تجيبيني وكنتي تقولي لي هذه الاشياء غير موجوده بكتابكم ، وتعودي الي منزلك لتفتحي ذلك الكتاب وتجديها بالنص كما ذكرت لكِ.
صدقيني أنا أحبك بصدق وأتمني أن تخرجي من هذه الديانه الضاله ، فيعلم الله وحده أنني أحبك بصدق وأتمني ان تعرفي حقيقه كتابكم المحرف،
واكمل حديثه: معي ستفوزي بكل شئ في هذه الدنيا ، وستفوزي ايضاً بالأخره ولكن إن أستمريتي علي كفرك هذا لن أضمن لكِ هذه الدنيا ولا الأخره ايضا.
فقولت له ارجوك الا تتركني.
فقال لي انا لن أتركك ولكن عليكي ان تختاري بيني وبين ديانتك المحرفه وإن أختارتي ديانتك فسيكون اختيارك الرحيل عني، وان أختارتيني فستكوني أختارتي ألزواج مني علي سُنة الله ورسوله.
فقلت له سأفعل كل ماتريد.
وفي الحال أتصل بوالده وذهبنا أليه وأخذنا والده الي مشيخة الازهر،
وهناك أشهرت أسلامي وخرجنا الي قسم الشرطه وأستخراجت من القسم اوراقي الجديده.
والعجيب في الأمر إن بطاقتي الشخصية الجديده لم تستغرق سوي أسبوع واحد فقط !!!
وعندما سألته عن سر هذه السرعه في انهاء الأوراق فقال لي إن والده لديه معارف كثيره جدا وبأمكانه ان يفعل اي شئ،
وسالته عن الزواج فقال لي سنتزوج في اليوم الأخير من امتحاناتك، وسنعيش مع اسرتي.
ومرت الأيام حتي أتي اليوم الأخير من أمتحاناتي وذهبنا الي منزل أسرته وكان والده أحضر المأذون والشهود،
وكتب كتابنا ، واخذ والده الشهود والمأذون ووالدته وخرجو من المنزل.
وقالي لي اخيرا قد تحقق حلمنا واصبحتي لي وحدي ،
فقلت له هذا اليوم كنت انتظره منذ زمن طويل ، فقال لي وها هو قد تحقق.
وبدء من تاني فى زواجنا يعلمني طريقة الصلاه و اشياء اخرى كثيره عن الاسلام.
ومرت الايام وفي الشهر الرابع من زواجنا كان عيد الفطر وكنت اقوم بتنظيف المنزل،
كعادتي أيام ما كنت في بيت ابي ،
واثناء تنظيف أحد الدواليب في غرفة والده ،
وقعت من علي الكرسي وفقدت الوعي ،
وأخذني إلي الطبيب وكانت المفاجأة بالنسبه لنا ،
فالطبيب اكد لنا أنني حامل في الشهر الثالث ،
عدنا الي المنزل وشعرت بأنه حزين وقلق حيال الأمر.
فسألته فأكد لي انه في قمة سعادته ولكنه يفكر في مستقبل المولود.
ومن وقت الحمل بدءت معاملته تتغير معي وبدء والده يعاملني معامله سيئه جداً ووصلت هذه المعامله الى الضرب والمهانه حتى أثناء فترات حملى ، ولكني كنتُ أتحمل كل هذه المهانات لأني ليس لي أحد لأشتكي ، له فقد تركت كل شئ من اجله ،فقد تركت أبي وامي واخواتي، تنازلت عن كل شئ من اجله فيجب ان أصمد.
حان وقت الولاده فأنجبت طفله في غاية الجمال وأسميتها شيماء ولكن الأسف مع أول كشف للدكتور علي شيماء أكد لنا أنها مولوده بثقب في القلب ويجب ان يجري لها عمليه جراحيه ونسبة نجاح العمليه ضئيل جدا لا يتعدي ال 5 %
واكد علي سرعة أجراء العمليه خلال شهر علي الأكثر.
عدنا للمنزل وأزدادت المعامله السيئه والقسوه ورفضو ان يدفعو تكاليف العمليه لأن الطبيب قال لنا ان نسبة نجاحها ضئيله جدا ، وتدخلت والدته وقالت لوالده بأمكانك ان تستخرج لنا قرار علاج علي نفقة الدوله ووافق والده ان يتصل بأحد معارفه ليستخرج لحفيدته القرار.
وأثناء أجراءت إستخراج القرار كنت أذهب للطبيب لمتابعة حالة شيماء واثناء أحد الزيارات للطبيب إلتقيت هناك برامز كان يحمل علي يده طفل غايه في الجمال وكانت بجانبه سيده.
أقتربت منه ونظر لي نظره عميقه وقدمنى لها ، ودخلت بالطفل الي الطبيب .
وجلست بجانبه فقالي لي توفيت والدتي بعد صراع شديد مع المرض وتزوجت هذه السيده من اجل اختي الصغيره فمن الصعب أن تجلس وحدها في المنزل طوال فترة عملي.
وأنتي ماذا حدث معكي طوال هذه الفتره؟
حكيت له كل ما مريت به من يوم فراقه حتي هذه اللحظه لا أعرف من اين جائتني كل هذه الجراءه لأحدثه عن كل شي ولكن بمجرد ان رأيته شعرت بأنني وجدت طوق النجاه . أعطيت له هاتفي الجديد ولكن أكدت عليه الا يتصل بي ابدا،
فأنا من سيبدأ في الاتصال وقبل ان يتركني قال لي تكلمي مع المسيح اطلبي منه ان يرشدك للحق اطلبي منه ان يستعيدك لحضنه فهو قال "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" وقال ايضا "لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" وقال البشير لوقا " تُبْ مِنْ شَرِّكَ هذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ "، وكلمنى كثيرا عن التوبه والعوده للمسيح وقالى لى اطلبى منه هو الأجدر بأن يرد ضالتك ويعيدك الى حظيرته
"فالسماء تفرح بخاطى واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون لتوبه"
خرجت زوجته من غرفة الطبيب وسألتها عن حالة الطفل فقالت نشكر المسيح حالته في تقدم ببركة العذراء مريم.
واخذ زوجته وابنه وغادر العياده
ووجدت نفسي تائه وحائره وسئلت نفسي اين انا مع الحق !!! ام اين الحق واثناء تفكير عميق وجدت الممرضه أمامي وقالت لى يا مدام الطبيب في إنتظارك دخلت إلي غرفة الطبيب وبعد الكشف أكد علي ضرورة وسرعة إجراء الجراحه.
عدت الي المنزل وأبلغتهم بقول الطبيب وفي الصباح اتصل والده من مكتبه وقال قرار العلاج في الطريق أليه، ذهب أحمد الي والده ورجع لنا وفي يده القرار، تنفست الصعداء من أجل أبنتي ، وفي نفس اليوم اتصلت بالطبيب وأبلغته بأن قرار العلاج جاهز ، وجهز الطبيب كل الأجراءت وحدد لنا موعد بعد يومين لنذهب إلي المستشفي لأجراء العمليه ، وبالفعل ذهبنا الي المستشفي وبدءت العمليه واستمرت اكثر من ساعه ونصف وأخيراً خرج الطبيب من غرفة العمليات وقال لنا البقاء لله،
سقطت علي الارض ومن شدة المفاجأه بدءت في الصراخ والعويل ولكن أحمد انتهرني بشده، واخذنا جثمان الطفله واتصل بوالده ليخبره وذهبنا الي مدفن الاسره الخاصه بهم ودفناها وعدنا الي المنزل ، استأذنتهم ودخلت غرفتي فكان يوم شاقً وطويلاً جدا.
مر أسبوع علي الوفاه وبدأت معاملتهم تزداد سوءاً وكانو يهددانى برمى كالكلبه فى الشوارع ،
تذكرت كلام رامز وبدأت أصلي بدموع وطلبت من الرب ان يعرفني طريق الحق.
وفي كل مره كنت اصلي فيها وأطلب من الرب ان يعرفني طريق الحق اجد كلمات رامز تتردد علي اذني مرات ومرات ( انا هو الطريق والحق والحياه)( انا هو الطريق والحق والحياه)( انا هو الطريق والحق والحياه).
أتصلت برامز وأخبرته بوفاة أبنتي وأنا أبكي من شدة الحزن فقال لي لا تبكي هذه تدابير المسيح فالعوده بمفردك أسهل بكثير من العوده وإنتي تحملين طفله بين يديكي، وأخبرني بأنه اخبر اب كاهن عني وسألني عن عنوان منزل ابي ليمهد هو والأب الكاهن ألطريق للعوده فقلت له لو عُدت ابي سيقتلني ، وأن لم يفعل لن أسلم من مضايقات زوجى اهلى فهم يعرفون كل كبيره وصغيره عن حياتي السابقه. فقال لي لا تخافي الرب يسوع القادر علي إستعادتك قادر علي حمايتك من كل شر وشبه شر. وقال سأنتظر مكالمه منكِ بعد أسبوع ولا تنسي ابدا الصلاه ليُسهل الرب طريق عودتك.
وبالفعل كنت دائمة الصلاه وبعد اسبوع عاودت الاتصال برامز فقال لي غدا الساعه الثانية عشر ظهرا تقابليني في ميدان رمسيس لنسافر الي عائلاتك في الأسكندريه فالأب الكاهن الذي حدثتك عنه ذهب الي أسرتك وأخبرهم بكل شئ وأخذ لكم منزل في الأسكندريه وأكد لي إنني متزوجه من شخص عضو في جمعية أسلمة الفتيات المسيحيه وذكر لي اسم الجمعيه التي يعمل فيها والده .
ولكني كنت مرتعبه من العوده الي أسرتي كيف سأريهم وجهي بعد ذلك ودارت بتخيلاتي أسئله ليس لها حصر أو أجابه ، والغريب في الأمر أنني حينما تركت منزل أسرتي لم يخطر علي بالي كل هذه المخاوفات، ولكن عند العوده أجد من يمنعني. واثناء تفكيري، لا اعلم ان كنت نائمه او مستيقظه ظهر لي المسيح وقال لا تخافي وتكررت هذه الرؤيه ثلاث مرات واستيقظت وبداخلي سلام نفسي لا يمكن وصفه.
وأتصلت برامز وحكيت له ما حدث وجدته يقول ما أروعك يا مخلصنا الصالح وقالي لي عليكي بالأسراع في الخروج من المنزل سنتقابل بعد ساعه واحده فقط.
وإستأذنت من والدة أحمد أن اخرج الي الشارع لأشتري بعض متطلبات البيت وافقت وخرجت من المنزل ووجدت احمد ووالده امامي ارتعدت كثيييرا فسألني اين انتي ذاهبه فقلت له والدتك تريد شراء متطلبات للمنزل فأرسلتني فقال لي لا تتأخري وأوصاني ببعض الأشياء الاخري.
كنت أتحدث معه وقلبي ينبض سريعا فهذه أول مره يأتي فيها أحمد ووالده قبل الخامسه مساءاً ولكني تمالكت أعصابي جيدا وخرجت إلي الشارع وأوقفت تاكسي وذهبت الي رامز ووجدته ينتظرني وأخذني وتحركنا متجهين الي الأسكندريه وبعد تحرُكنا بخمس دقائق فقط وجدت أحمد يتصل بي فأخذا رامز الموبيل وأغلقه، وقال لى بمجرد خروجنا من القاهره عليكى الا تتذكرى اى شىء بداخلها فكرى فقط بحياتك الجديده مع المسيح.
وبدأت طوال السفر ان أصلي للرب وأشكره لانه إنتشلني من هذا الطريق ، وصلنا إلي الأسكندريه واتصل رامز بالأب الكاهن و جاء الينا بسيارته وطلب من رامز ان يقود السياره وجلست انا والأب الكاهن في الكرسي الخلفي وبدء الأب الكاهن ان يشرح لي محبة المسيح لنا وبدأت اساله الاسئله التى كان احمد يشككنى بها فى مسيحيتى اجبانى على اغلبها وقال لى بمجرد رجوعى الى مصر سأرسل لكى تفسيرات للكتاب المقدس اقرئيها جيدا وان احتاجتى الى تفسيرات اكثر اذهبى الى كاهن الكنيسه التى بجواركم فهو يعرف عنكم كل شىء وأساليه وسيجيبك عن كل تساؤلاتك ، شكرته وقبلت يده .
وصلنا الي المنزل الجديد وبمجرد ان توقفنا بالسياره تحت المنزل بدأت بالبكاء وصعدنا الي أسرتي ووجدت امي منتظره رجوعي ودخلت إليهم فوجدت ابي وامي وكاترين ومينا يتسارعون ليحضنوني كم اشتاقت اليكم جميعا ، وركعت علي الارض لأبوس اقدامهم جميعا ولكن أنتشلتني امي وهي منغمسه في البكاء و أحتضنتنى بشده لم يكن بوسعي ان اتفوه بكلمه واحده (فأعتقد ما فعلته بهم لا يمكن ان يمحوه ندم العمر بأكلمه وانا اعيش خدامه تحت أرجلهم)، فكل ما كنت افعله انني كنت ابكي وابكي وابكي. وكان كل من فى البيت فى حالة بكاء رهيبه لم اشهد فى حياتى منظر مثل هذا،
وقال لنا الأب الكاهن يجب أن تأتي غدا للكنيسه للتوبه والاعتراف والتناول
وأوصنا جميعا بعدم التحدث في الماضي ونبدء كلنا حياه جديده بمفهوم مسيحي جديد ومختلف بحياه مسيحيه تعتمد فى اساسها على قوام المسيح والايمان الفعلى به ،
وتقدم والدى الى رامز والاب الكاهن وشكرهم ودموعه تنسكب بشده (لا يمكننى ان اصف لكم مدى حبى لأبى فى تلك اللحظه فأنا الانسانه الحقيره الذى وضعته فى اسوء مكانه فى المجتع وهو هنا الان يبكى من اجلى فيا لروعتك ومحبتك يا أبى ليتنى ما جئت الى هذه الدنيا ليتنى توفيت مثل ابنتى ولا تزرف دمعه واحده من اجلى انا ) وقال لهم لا يمكننى ان اوفيكم حقكم ،
وتقدمت الى رامز وقلت له مهما قدمت لك أو فعلت لن أقدم لك سوى الضئيل جدا جدا جدا ممن قدمته لى فمن كل قلبي أشكرك وأتمني لك حياه سعيده.
وذهبنا في اليوم التالي إلي الكنيسه وصلي الكاهن تحليل التوبه وأعترفت وتناولت وعدنا للمنزل، ومرت السنين وتغيرت حياتنا تماما فأصبحنا نذهب جميعا كل أسبوع للكنيسه ونقرء يومياً في الكتاب المقدس ونحضر اجتماعات وركزنا علي تفاسير الكتاب المقدس.
وانا الان خادمة لرب المجد يسوع في إحدي كنائس الأسكندريه ، وتعرفت علي خادم معنا في الكنيسه وحكيت له قصتي كامله و تقدم لخطبتى وتزوجنا وأنجبنا طفل أسميته رامز فهذا إقل ما يمكن ان أقدمه لهذا الشخص الذى غير مجرى حياتى وإنتشلنى من ألظلمات وعرفنى طريق الحق والحياه فهو قال لى ان المسيح الطريق والحق والحياه وهو حقا الطريق والحق والحياه. فالمسيحيه هى اعظم طريق بل هى الطريق الوحيد المؤدى للملكوت ، والمسيح طريقه واحد ولا يمكن ان نذهب الى الملكوت بدون المسيح.فكم احبك يا مخلصى الصالح.
*******************
شكر خاص جدا واهداء الى دونا نبيل وكل فتاه مسيحيه