ليس الله الا محبة (2)

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
ليس اللّه الاّ محبة

المسألة كلها في "ليس الاّ" . ادعوكم الى المرور بنار النفي ، لأن الحقيقة لا تنجلي الا ما وراءها. هل اللّه قدير ؟ كلاّ ، ليس اللّه الاّ محبة ، فلا تقولوا لي انه قدير. وهل اللّه لامتناه ؟ كلاّ ، ليس اللّه الاّ محبة ، فلا تحدثوني عن شيء آخر. وهل اللّه حكيم ؟ كلاّ ، هذا ما أسميه المرور بنار النفي ، ولا بدّ من المرور بها. عن جميع الاسئلة التي تطرحونها عليّ ، أجيبكم : كلاّ ثم كلاّ ، ليس اللّه الاّ محبة.
ان قلنا ان اللّه قدير ، جعلنا في الخلفية قدرة قد تمارس بالسيطرة والتدمير . هناك كائنات قديرة للتدمير (اسألوا هتلر ، فقد دمّر ستة ملايين من اليهود !). كثير من المسيحيين يجعلون من القدرة خلفية ، ثم يضيفون ، بعد فوات الاوان : اللّه محبة، اللّه يحبنا. هذا خطأ ! قدرة اللّه هي قدرة المحبة ، فالمحبة هي القديرة !
يقال أحيانا" : ان اللّه على كل شيء قدير ! كلاّ ، ليس اللّه على كل شيء قديرا" ، فلا يقدر اللّه الاّ ما تقدر عليه المحبة. اذ ليس هو الاّ محبة. وكل مرة نخرج فيها من دائرة المحبة ، نخطىء في اللّه ونضع لنا الها" من الآلهة.
أظن أنكم تدركون الفارق الاساسي القائم بين قدير يحبّنا ومحبة قديرة. فالمحبة القديرة لا تعجز عن تدمير اي شيء فحسب ، بل تقدر على البلوغ حتى الموت. أحب عددا" من الناس ، لكن محبتي ليست قديرة ، لأني اعلم بأني غير قادر على اعطاء كل شيء للذين احبهم ، اي على الموت في سبيلهم.
ليس في اللّه قدرة غير قدرة المحبة ، وقد قال لنا يسوع (وهو الذي كشف لنا من هو اللّه) : "ليس لأحد حب اعظم من ان يبذل نفسه في سبيل أحبّائه" (يو ١٥\١٣). وقد كشف لنا قدرة المحبة بأن قبل أن يموت في سبيلنا. ولمّا قبض الجنود على يسوع وأوثقوه في بستان الزيتون ، قال لنا نفسه انه كان يستطيع ان يستغيث بفيالق من الملائكة لينتشلوه من ايدي الجنود. لكنه تحاشى ان يفعل ذلك ، لأنه لو فعله ، لكشف لنا الها" كاذبا" ، لكشف لنا قديرا" بدل ان يكشف لنا الحقيقي ، ذاك الذي يبلغ حتى الموت في سبيل احبّائه. موت المسيح يكشف لنا ما هي قدرة اللّه: ليست قدرة سحق وسيطرة ، ليست قدرة اعتباطية تحملنا على هذا القول : ماذا يدبّر هناك في أزليته ؟ كلاّ ، ليس هو الاّ محبة ، لكن هذه المحبة قديرة.
أستعيد صفات اللّه (من قدرة وحكمة وجمال ...) ، لكنها صفات المحبة. ومن هنا هذه العبارة التي أقترحها عليكم :" ليست المحبة صفة من صفات اللّه ، لكن صفات اللّه هي صفات المحبة".


المحبة

قديرة

حكيمة


جميلة


لامتناهية


ما هي المحبة القديرة ؟ هي محبة تبلغ غاية المحبة. قدرة المحبة هي الموت : فبلوغ غاية المحبة هو الموت في سبيل الاحبّاء ، وهو ايضا" الصفح عنهم. ان كان فيكم من اختبروا ألم الخلاف في داخل عائلة او حلقة اصدقاء ، عرفوا ما أشقّ الصفح الحقيقي. تحتاج المحبة الى قدرة شديدة جدا" لتتمكن من الصفح ، ممّا يسمّى الصفح الحقيقي. ما اشدّ الحاجة في هذه الحال الى القدرة الى المحبة !
ما هي المحبة اللامتناهية ؟ هي محبة لا حد لها. انا اصطدم بحدود في حبي البشري ، في صداقاتي البشرية ، لكن محبة اللّه هي لامتناهية ، فهي قادرة ان تصبح انسانا" ، وتبقى الها" في الوقت نفسه. انها تحقق ما لا ننجح في تحقيقه ، حتى في أوثق العائلات اتحادا" (لا يخفى عليّ ان في الحياة الزوجية ما يشبه "الفلاش" اي لحظات خاطفة يشعر فيها الرجل والمرأة بأنهما واحد ، لكن هذه اللحظات لا تطول : فأنهما يفترقان ويعودان الى اثنين). لذلك قلت لكم انه يستحيل الدخول في المحبة من دون الدخول في الألم ، ان كان الانسان يحب حبا" حقيقيا" ووعى ما هو الحب ، اي كان واحدا" مع الآخر. ليست لانهاية اللّه لانهاية" في المكان ، ومحيطا" لا قعر له ولا شواطىء ، بل هي محبة لا حد لها.
 
التعديل الأخير:

فادية

ديفيد حبيبي
مشرف سابق
إنضم
19 أكتوبر 2006
المشاركات
9,073
مستوى التفاعل
44
النقاط
0
الإقامة
منقوشة على كفيه
رد على: ليس الله الا محبة (2)

موضوع رائع اخي العزيز ارزنا
ربنا يبارك حياتك​
 
أعلى