---------------------------------
الزمان : السادس عشر من أبريل / نيسان 2007
المكان : جامعة " Virginia Tech " للعلوم التكنولوجية مدينة Blacksburg ولاية فيرجينيا – الولايات المتحدة الأمريكية ...
صباح الاثنين 16 أبريل كان صباحاً بارداً هبت به ريح قوية على مدينة بلاكسبيرغ الهادئة ولعل هذه الرياح وصوتها كانت تتنبأ بعاصفة من نوع آخر تلوح في الأفق ....
الطلاب والأساتذة خرجوا من منازلهم وأماكن سكنهم متوجهين إلى جامعتهم " Virginia Tech " وكل منهم مشغول على طريقته سواء بالحديث والدردشة مع الأصدقاء أو التفكير في مواد اليوم أو التحضير للمحاضرات والدروس ... لكن لم يكن يدور في بال أحد منهم أن هدوء ذلك اليوم البارد سينقلب في لحظات ليشهد واحدة من أبشع الحوادث التي شهدتها المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة عبر تاريخها ..
في تمام الساعة 7.15 صباحاً بدأت أحداث ذلك اليوم الدموي وتحديداً في سكن الطلاب المعروف بـ (West Ambler Johnston Residence Hall ) حيث اقتحم المكان شاب مسلح آسيوي الملامح وقام بإطلاق النار على إحدى الطالبات وتدعى (Emily Hilscher ) عمرها 19 سنة وعلى طالب آخر يدعى (Ryan Clark ) وعمره 22 سنة وأرداهما قتلى كما أصاب عدد من الأشخاص بجروح قبل أن يسارع بالهرب ...
ظن رجال الأمن أن الحادث ذو دوافع شخصية وأن القاتل قد هرب بعد أن نفذ جريمته ، وكان قرار بعدم إبلاغ بقية الطلبة في الجامعة بما حدث حيث كان التفكير بأن يتم السيطرة على الوضع بهدوء بدلاً من إثارة البلبلة والفوضى والذعر بين الطلبة وما قد ينجم عن ذلك ، وكان الظن أن الجميع آمنون في أماكنهم بعد مشاهدة القاتل يغادر المكان ، ولم يتصور أحد أن ما جرى كان فقط البداية ، لتنتقل فصول المأساة بعد ذلك بنحو ساعتين إلى جامعة "Virginia Tech " نفسها ...
وأفادت التحقيقات التي تم الكشف عنها لاحقاً أن القاتل وفي الساعة 9 ودقيقة واحدة كان في مركز للبريد يرسل طرد إلى محطة NBC الإخبارية ....
وفي هذه الأثناء لم يكن نبأ الحادث في السكن الطلابي ليبقى سر فقد حاولت إدارة الجامعة عبر البريد الإلكتروني تنبيه الطلاب لما جرى وطالبتهم بالإبلاغ عن أي شخص مشبوه ..
لكن في تمام الساعة 9,41 وبعد نحو ساعتين من الحادث الأول كان القاتل يجتاز بوابة مبنى (Norris Hall ) وهو قسم الهندسات والعلوم التقنية وهو من أهم أقسام الجامعة و بمثابة قلبها إن جاز التعبير ، وقام السفاح بإغلاق الأبواب بالسلاسل وقفلها من الداخل واندفع نحو القاعات الدراسية واقتحم أكثر من غرفة وهو يحمل مسدسين آليين وأخذ يطلق النار على كل من يصادفه في طريقه و كل من يجده في القاعات من الطلبة والمدرسين ...
وتنبه الطلاب في القاعات الأخرى لأصوات لإطلاق النار فسارعوا لإغلاق الأبواب وسدها بالطاولات أو القفز من النوافذ ، وفي هذه الأثناء كان رجال الشرطة وأمن الجامعة يحاولون اختراق البوابة المغلقة وتفجير الأقفال كي يتمكنوا من الدخول وعندما نجحت العملية تمكنوا من سماع صوت آخر طلقات السفاح قبل أن تتوقف وأثناء البحث تم العثور على جثة السفاح بعد أن أطلق النار على نفسه وانتحر ...
أسفرت هذه المذبحة المروعة عن سقوط 32 ضحية بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وجرح نحو 30 شخصاً .......
وكان ما حدث صدمة مروعة هزت المجتمع الأمريكي وظلت الخبر الرئيسي في تغطيات جميع الشبكات التلفزيونية الأمريكية والصحف لعدة أيام ، واعتبر يوم المجزرة يوم حزن للأمة الأمريكية كما قال الرئيس جورج بوش الذي أمر بتنكيس الأعلام حدداً على الضحايا الذين تم تشييعهم يوم الثلاثاء بحضور الآلاف من طلبة جامعة فيرجينيا وأهلهم ..
كان أغلب الضحايا من الأمريكيين من سكان ولايات مختلفة إلا أنه كان هناك طلبة أجانب من الهند وكندا وبورتو ريكيو و إندونيسيا وفيتنام و كان من بين الضحايا البروفيسور الإسرائيلي ليفيو ليبريسكو (Liviu Librescu) البالغ من العمر 76عاماً و من الشرق الأوسط كان هناك طالبة لبنانية أمريكية هي ( ريما جوزيف سماحة ) 18 سنة ولبناني آخر هو روس عبد الله علم الدين وكذلك كان من بين الضحايا باحث مصري هو وليد شعلان ...
---------------------------------------
يبقى السؤال من هو القاتل ؟ وما دوافعه؟
إنه الطالب : تشو سونج - هوي ( Cho Seung-hui ) يبلغ من العمر 23 عاماً وهو بالأصل من كوريا الجنوبية وهاجر أهله إلى الولايات المتحدة والتحق بجامعة فيرجينيا وهو في سنته الأخيرة في قسم اللغة الإنجليزية ....
أما دوافع الجريمة فلم تتضح حتى الآن بصورة واضحة ، وتناقلت وسائل الإعلام معلومات ومعطيات عديدة إلى أنها اتفقت أن القاتل تشو كان يعاني من اضطرابات نفسية وكان يعالج في نهاية العام 2005 ، وكان مصاب بنوع من الاكتئاب الحاد ويعيش في عزلة عن بقية زملائه ، وكان يضايق الطالبات في فصله ويقوم بتصويرهن ، فقدمت أستاذة جامعية شكوى ضده إلى إدارة الجامعة ليتم نقله من الفصل ، وكان أساتذته يجدون في موضوعاته وواجباته الدراسية التي يكلف بإنجازها دائماً حديث عن القتل والانتحار والعنف والوحشية و الدماء و إطلاق النار على الرؤوس وفي العيون وقطع الأعناق بالمناشير الحادة ، ولوحظ على سلوكه في آخر فترة العنف والشراسة وقام بإشعال نار في إحدى الغرف في السكن الجامعي كما تناقلت بعض وسائل الإعلام ...
كما وردت أنباء تحدثت أنه كان على علاقة مع طالبة اسمها إيميلي (أول الضحايا ) وقد تركته فقام بالانتقام وقتلها هي وصديقها لكن التحريات أثبتت عدم صحة هذه الفرضية وأكد شهود أنه لم يكن على علاقة معها
وبعد وقوع الحادثة عثر رجال الشرطة على رسالة يتحدث فيها عن الموت والانتقام وعن مبررات ما سيقدم عليه و أنه يكره أبناء الأغنياء والفسوق وسوء الأخلاق المتفشي في العالم كما شبه نفسه بالمسيح ...
التعديل الأخير: