الابن مولود من الآب قبل الدهور ولادة طبيعية، أي كخروج الشعاع من المصباح، أو ولادة الحرارة من النار. ونقصد بعبارة (الولادة الطبيعية) أنها بدون إرادة، فالشمس يخرج منها النور والحرارة تلقائيًا، ولا تكون شمس إن لم يخرج منها نور وحرارة، وكذلك الآب يخرج منه تلقائيًا الابن المولود والروح القدس المنبثق،
ولا يكون آبًا إن لم يكن له ابن وروح خارجان منه باستمرار وبدون انفصال.
هنا يجب أن أوضح مرة أخرى أن الفروق بين ولادة الابن من الآب، وبين ولادة أي كائن من كائن آخر هي:
(1) بدون زواج.. فالآب قادر أن يلد بدون مساعدة من أحد.
(2) بدون أقدمية.. فالآب أزلي والابن أزلي.
(3) بدون انفصال.. فالآب والابن ليسا إلهين منفصلين بل أقنومان متحدان.
(4) باستمرار.. فالولادة من الآب مستمرة منذ الأزل وإلى الأبد.
(5) بدون إرادة.. لأن خروج الابن من الآب هو خروج طبيعي تلقائي.