ماهو الصليب فى فكر السيد المسيح ؟
لعلكم تذكرون حديث صباح الأحد عن دخول السيد المسيح أورشليم راكبا آتانا وجحشا، لقد دخل كملك ولكن فى مظهر بسيط جدا ليس فيه أى مظهر من مظاهر الملوك، من لبس ملوكى، أو تاج، أو حاشية من الجند والضباط، أو خيل مطهمة...ألخ. فلماذا ؟ لماذا لم يتخذ مظهرا فخما كملك ؟ أو بريستيج معين ؟ هل هذا من باب الوداعة والتواضع فقط ؟ أم هناك شيء آخر ؟
أعتقد هناك شيء آخر وهام جدا جدا. فبالنسبة للإنسان الذى يصير ملكا، ولكى يعرف أنه ملك، ينبغى أن يأخذ مظهر الملك، فرداء الملك، وتاجه، وصولجانه، وحاشيته، ومطيته...ألخ هى من مستلزمات الملك، فبدونها لن يعرف أنه ملك. فهى تضفى عليه عظمة أو مجدا فيظهر ملكا فهو فى حاجة إلى المظهر، أى أن المظهر ضرورى وحتمى له كملك، وتجريده من هذه المستلزمات يعنى تجريده من ملكه.
أما السيد المسيح له المجد، فليس هو ملك فحسب، بل هو ملك الملوك ورب الأرباب. هو ملك كل ملوك الأرض بطبيعته، لم يكن إنسانا وصار ملكا، بل هو ملك حقبقى، أو هو الملك الحقيقى الوحيد. هذا بالطبع وليس بالوضع، إذا هو ليس فى حاجة إلى مظاهر خارجية ليصير ملكا. فالمظاهر الخارجية مهما كانت، وإن استبدل مركبة الملك بمركبة نارية, وإن ارتدى السحاب أو النور كثوب، كل هذا لن يضيف إليه مجدا، فلا شيء فى الوجود كله يمكن أن يضيف عظمة أو مجدا للسيد، بل هو له المجد الذى يضفى عظمة وبهاء ومجدا وجلالا على كل من أو ما يقترب منه أو يقترن به.
أى أن السيد لم يكن محتاجا لشيء من هذه مطلقا ليتمجد به.
ولكن ياأحبائى ماذا يقول الكتاب !؟ " من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد " ( يو 7 : 38 ، 39 )
وأيضا " و هذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا و لكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه و انهم صنعوا هذه له " ( يو 12 : 16 )
وأيضا " و اما يسوع فاجابهما قائلا قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان. الحق الحق اقول لكم ان لم تقع حبة الحنطة في الارض و تمت فهي تبقى وحدها و لكن ان ماتت تاتي بثمر كثير " ( يو 12 : 23 ، 24 )
ما معنى هذا ؟ أقول فى تحفظ شديد جدا، بل وفى رعدة، هل احتاج السيد المسيح إلى شيء لكي يتمجد ؟ ولا شك أن المفهوم من الآيات السابقة كلها أن هذا الذى كان ضروريا لكى يتمجد السيد له كل المجد هو الصليب !!
الصليب كان الوسيلة الضرورية الوحيدة ليتمجد بها السيد. الصليب الذى نسجد له، ونحبه، ونضعه على أيدينا، وعلى صدورنا، ونقبله فى كل وقت، ولكن متى جاء إلينا صليبا حقيقيا نرفضه !!!
هذا ياأحبائى هو ما يقدمة لنا السيد له المجد، الصليب الذى مجده، فلماذا ؟ لكى نتمجد نحن أيضا به معه. ياللعجب !!
ياأحبائى، الصليب مجد السيد له المجد لأنه كان الوسيلة الوحيدة التى أظهرت حقيقة محبة الله لنا. وهل هناك مجد أعظم من مجد المحبة ؟؟!!
الصليب الذى يعطيه لنا السيد له المجد لسنا نحن الذين نحمله أو نرفعه حقا. نحن نحمله شكلا، ولكن الحق أنه هو الذى يرفعنا.
ماذا لو انفتحت السماء الآن ورأينا سمعان القيروانى، كيف سيكون ؟ ومن منا لن ينذهل من عظم بهائه ومجده ؟ ومن الذى رفع الآخر سمعان القيروانى أم الصليب ؟
ومارجرجس العظيم فى الشهداء، ودميانة الشهيدة العفيفة، والقديس العظيم الأنبا بيشوى العظيم فى جهاده وتعبه، كم رفعوا الصليب ؟ وكم رفعهم الصليب ؟!!
يا أحبائى، ليس الصليب شيئا هينا يعطيه السيد لكل أحد. إنما إن كان أحد يقبل السيد ويحبه ويلتصق به فقد يمد السيد يده الإلهية لينزع من غلى رأسه، من إكليله، شوكة يهبه إياها. فإن قبلها بفرح متصاغرا أمام عظم هذه العطية، معبرا عن مدى صغره أمامها، وعدم استحقاقه لها، ومن على الأرض كلها يستحق هذه البركة العظمى ؟ فقد يقول له السيد : طيب ياحبيبى إذا تعال معى، ضع كتفك بجانب كتفى تحت صليبى، ياللعظمة، ياللمجد !!!
يا أحبائى، لقد احتار الفلاسفة على مدى العصور فى مشكلة الألم، ولكن السيد له المجد حل هذه المشكلة الحل النهائى، ليس بالكلام، ولكن بأن تبناها!! لقد تبنى السيد الألم، فصار اسمه العبد المتألم، فهو رفيق وصديق ومعين وحبيب كل متألم، لذلك صار الألم هبة.
منقوووووول
لعلكم تذكرون حديث صباح الأحد عن دخول السيد المسيح أورشليم راكبا آتانا وجحشا، لقد دخل كملك ولكن فى مظهر بسيط جدا ليس فيه أى مظهر من مظاهر الملوك، من لبس ملوكى، أو تاج، أو حاشية من الجند والضباط، أو خيل مطهمة...ألخ. فلماذا ؟ لماذا لم يتخذ مظهرا فخما كملك ؟ أو بريستيج معين ؟ هل هذا من باب الوداعة والتواضع فقط ؟ أم هناك شيء آخر ؟
أعتقد هناك شيء آخر وهام جدا جدا. فبالنسبة للإنسان الذى يصير ملكا، ولكى يعرف أنه ملك، ينبغى أن يأخذ مظهر الملك، فرداء الملك، وتاجه، وصولجانه، وحاشيته، ومطيته...ألخ هى من مستلزمات الملك، فبدونها لن يعرف أنه ملك. فهى تضفى عليه عظمة أو مجدا فيظهر ملكا فهو فى حاجة إلى المظهر، أى أن المظهر ضرورى وحتمى له كملك، وتجريده من هذه المستلزمات يعنى تجريده من ملكه.
أما السيد المسيح له المجد، فليس هو ملك فحسب، بل هو ملك الملوك ورب الأرباب. هو ملك كل ملوك الأرض بطبيعته، لم يكن إنسانا وصار ملكا، بل هو ملك حقبقى، أو هو الملك الحقيقى الوحيد. هذا بالطبع وليس بالوضع، إذا هو ليس فى حاجة إلى مظاهر خارجية ليصير ملكا. فالمظاهر الخارجية مهما كانت، وإن استبدل مركبة الملك بمركبة نارية, وإن ارتدى السحاب أو النور كثوب، كل هذا لن يضيف إليه مجدا، فلا شيء فى الوجود كله يمكن أن يضيف عظمة أو مجدا للسيد، بل هو له المجد الذى يضفى عظمة وبهاء ومجدا وجلالا على كل من أو ما يقترب منه أو يقترن به.
أى أن السيد لم يكن محتاجا لشيء من هذه مطلقا ليتمجد به.
ولكن ياأحبائى ماذا يقول الكتاب !؟ " من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد " ( يو 7 : 38 ، 39 )
وأيضا " و هذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا و لكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه و انهم صنعوا هذه له " ( يو 12 : 16 )
وأيضا " و اما يسوع فاجابهما قائلا قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان. الحق الحق اقول لكم ان لم تقع حبة الحنطة في الارض و تمت فهي تبقى وحدها و لكن ان ماتت تاتي بثمر كثير " ( يو 12 : 23 ، 24 )
ما معنى هذا ؟ أقول فى تحفظ شديد جدا، بل وفى رعدة، هل احتاج السيد المسيح إلى شيء لكي يتمجد ؟ ولا شك أن المفهوم من الآيات السابقة كلها أن هذا الذى كان ضروريا لكى يتمجد السيد له كل المجد هو الصليب !!
الصليب كان الوسيلة الضرورية الوحيدة ليتمجد بها السيد. الصليب الذى نسجد له، ونحبه، ونضعه على أيدينا، وعلى صدورنا، ونقبله فى كل وقت، ولكن متى جاء إلينا صليبا حقيقيا نرفضه !!!
هذا ياأحبائى هو ما يقدمة لنا السيد له المجد، الصليب الذى مجده، فلماذا ؟ لكى نتمجد نحن أيضا به معه. ياللعجب !!
ياأحبائى، الصليب مجد السيد له المجد لأنه كان الوسيلة الوحيدة التى أظهرت حقيقة محبة الله لنا. وهل هناك مجد أعظم من مجد المحبة ؟؟!!
الصليب الذى يعطيه لنا السيد له المجد لسنا نحن الذين نحمله أو نرفعه حقا. نحن نحمله شكلا، ولكن الحق أنه هو الذى يرفعنا.
ماذا لو انفتحت السماء الآن ورأينا سمعان القيروانى، كيف سيكون ؟ ومن منا لن ينذهل من عظم بهائه ومجده ؟ ومن الذى رفع الآخر سمعان القيروانى أم الصليب ؟
ومارجرجس العظيم فى الشهداء، ودميانة الشهيدة العفيفة، والقديس العظيم الأنبا بيشوى العظيم فى جهاده وتعبه، كم رفعوا الصليب ؟ وكم رفعهم الصليب ؟!!
يا أحبائى، ليس الصليب شيئا هينا يعطيه السيد لكل أحد. إنما إن كان أحد يقبل السيد ويحبه ويلتصق به فقد يمد السيد يده الإلهية لينزع من غلى رأسه، من إكليله، شوكة يهبه إياها. فإن قبلها بفرح متصاغرا أمام عظم هذه العطية، معبرا عن مدى صغره أمامها، وعدم استحقاقه لها، ومن على الأرض كلها يستحق هذه البركة العظمى ؟ فقد يقول له السيد : طيب ياحبيبى إذا تعال معى، ضع كتفك بجانب كتفى تحت صليبى، ياللعظمة، ياللمجد !!!
يا أحبائى، لقد احتار الفلاسفة على مدى العصور فى مشكلة الألم، ولكن السيد له المجد حل هذه المشكلة الحل النهائى، ليس بالكلام، ولكن بأن تبناها!! لقد تبنى السيد الألم، فصار اسمه العبد المتألم، فهو رفيق وصديق ومعين وحبيب كل متألم، لذلك صار الألم هبة.
منقوووووول