مديوغوريه تجمع شبيبة العالم والبابا يراسلهم

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
medugorje-web.jpg


إنطلق يوم السّبت في مديوغوريه، تحت عنوان "تعالوا وانظروا"، لقاء الصّلاة الدّوليّ للشّباب الّذي يستمرّ لغاية السّادس من الجاري، بمشاركة شبّان وشابّات من مختلف أنحاء العالم، من أجل الصّلاة والتّأمّل والتّعليم الدّينيّ وعيش الأخوّة.
وللمناسبة، منح البابا فرنسيس بركته للمشاركين في اللّقاء ووجّه إليهم رسالة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ تجمّع الشّباب هذا يشكّل أيضًا مناسبة للالتقاء بيسوع المسيح الحيّ، لاسيّما من خلال الإفخارستيّة الّتي يُحتفل بها ويُسجد لها، وأيضًا من خلال سرّ المصالحة. وهكذا يتمكّن الشّبّان من اكتشاف نمط آخر للعيش يختلف تمامًا عمّا تقدّمه ثقافة اليوم الّتي تشدّد على أهمّيّة أن يتمتّع الإنسان باللّحظة الّتي يعيشها وتعتبر أنّه لا يوجد أيّ شيء دائم وأبديّ.
"تعالوا وانظروا"... إنّ الرّبّ وجّه هذه العبارة لتلاميذه، وهو يوجّهها اليوم أيضًا إلى الشّبيبة طالبًا منهم أن يرافقوه ويمكثوا معه. إنّ الرّبّ يسوع حيّ ويريد من كلّ واحد منّا أن يحيا، وفيه يكمن جمال هذا العالم وفتوّته. وكلّ ما يلمسه الرّبّ يصبح فتيًّا وجديدًا، ويمتلئ بالحياة والمغزى... إنّ إنجيل القدّيس يوحنّا يحدّثنا عن التّلميذين اللّذين تبعا يسوع ومكثا معه. وظلّت محفورة في ذهنهما خبرةُ اللّقاء مع الرّبّ يسوع، حتّى أنّ أحدهما يتذكّر السّاعة الّتي دعاه فيها الرّبّ، إذ كانت الرّابعة من بعد الظّهر.
إنّ الإنجيل يخبرنا أنّ التّلميذين صارا "وسيطين" إذ مهّدا الطّريق أمام أشخاص آخرين كي يلتقوا بالرّبّ ويتعرّفوا عليه ويتبعوه. فقد توجّه أندراوس فورًا إلى شقيقه سمعان وقاده إلى يسوع، وسرعان ما أعطاه الرّبّ اسم "بطرس". وهذا الأمر يُظهر أنّ اللّقاء مع يسوع يجعل من الشّخص إنسانًا جديدًا، وينال رسالة نقل هذه الخبرة إلى الآخرين مبقيًا الأنظار موجّهة صوب الرّبّ. ولفت فرنسيس بعدها إلى أنّ الشّبّان المشاركين في لقاء الصّلاة في ميديوغوريه سمعوا صوت الرّبّ يقول لهم "تعالوا وانظروا"، وقد شعروا برغبة السّير قدمًا. وشجّعهم على أخذ الوقت اللّازم ليمكثوا مع الرّبّ، وليمتلئوا بروحه ويكونوا جاهزين لهذه المغامرة المدهشة.
إنّ عبارة "تعالوا"، لا تعني الانتقال جسديًّا وحسب إنّما تحمل معنى روحيًّا عميقًا. إنّها تدلّ إلى مسيرة الإيمان الّتي تقود إلى الفعل الثّاني أيّ "انظروا"، أيّ أن نختبر الرّبّ، ونرى– بفضل– المعنى التّامّ والنّهائيّ لوجودنا. إنّ العذراء مريم تشكّل نموذجًا ومثالاً للكنيسة المستعدّة لاتّباع المسيح، بنضارة ووداعة. والقوّة الكامنة وراء كلمة "نعم" الّتي قالتها للملاك تؤثّر فينا دومًا. كلمة "نعم" تعني أنّها كانت مستعدّة للمجازفة، مدركة أنّها ستحمل وعدًا، ولم تحصل على أيّ ضمانات أخرى. وعبارة "ها أنا أمة الرّبّ" الّتي تفوّهت بها تخبرنا بما يحصل مع الإنسان عندما يقرّر أن يضع نفسه بين يدي الله وبحرّيّة تامّة.
إنّ العذراء مريم تسهر على أبنائها الّذين يسيرون بتعب لكن يأملون بألّا تنطفئ شعلة الرّجاء. وهذا ما نريده، وأمّنا تنظر إلى هذا الشّعب الحاج، إلى الشّبّان الّذين تحبّهم ومن يبحثون عنها محافظين على الصّمت في قلوبهم على الرّغم من الضّجيج والصّخب المحيطَين بنا."
وفي الختام، شجّع البابا فرنسيس الشّبّان والشّابّات على متابعة السّير إلى الأمام، سائلاً الرّوح القدس أن يعضدهم، فالكنيسة تحتاج إلى زخمهم وحدسهم وإيمانهم.
 
أعلى