من درر الأباء والقديسين متجدده

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
قال السيد المسيح عن مرض لعازر "هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به (215)" وقال عن المولود أعمى "لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه.. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار.. مادمت في العالم فأنا نور العالم (216)". وأكد للفريسيين أن أعماله هي برهان تراجع مملكة إبليس أمامه كما أنها برهان ملكوت الله "إن كنت أنا بروح الله، بإصبع الله (217)" أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله (218)"، ولما "رجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء (219)".
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
التوبة هي استعادة لدَفَقَات النور التي تاهَت من قلوبنا حينما ترجَّلنا أرض الشقاء والأحزان بالسقوط. إنها اغتسالٌ ممَّا عَلِق بوجداننا المخلوق على الصورة الإلهيَّة، من شوائب الظلمة والتي نسجتها شهواتنا وغرائزنا، تلك التي تلقَّفها الشيطان وصيَّرها غابة كثيفة لحجب نور الحياة عن وعينا وبصائرنا.

* التوبة هي عودةٌ لله الذي يترقَّب بشريَّته المحبّوبة التي شكَّلها أيقونة بهيَّة نقيَّة مُتسربلة بمجد البرّ، قبل أن تتشَّوه بسهام الخطيئة، التي حوَّلتها إلى جرحٍ كبيرٍ يسير على قدمين.

الراهب سارافيم البرموسي
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


"خير لكم أن أنطلق" (يو16: 7)


قال السيد المسيح عن صعوده إلى السماء: "لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم.. خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" (يو16: 6، 7).

لم يكن أحد من التلاميذ يتصور أن في انطلاق السيد المسيح من هذا العالم خيرًا بالنسبة لهم. ولكنه بعد أن قضى معهم أربعين يومًا بعد القيامة وهو يظهر لهم ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله (انظر أع 1: 3)، حوّلت القيامة وظهورات السيد المسيح وأحاديثه نفوس التلاميذ إلى التطلع نحو الحياة بعد الموت وإلى الأمور الروحية والأمور السمائية.

فحديثه معهم عن الأمور المختصة بملكوت الله قد شمل ملكوت الله على الأرض في حياة الكنيسة وأسرارها وملكوت الله في السماء حيث الأبدية الممتلئة فرحًا وسعادة للقديسين.

لهذا نرى أن التلاميذ بعد ذلك قد فرحوا بصعود السيد المسيح إلى السماء كما ورد في إنجيل معلمنا القديس لوقا البشير "وأخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء، فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم، وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. آمين" (لو24: 50-53).

لقد فهم التلاميذ الخير في انطلاق السيد المسيح إلى السماء كسابق للبشر الذين آمنوا به وقبلوه كمخلِّص لحياتهم.


إنه قد مضى ليعد لهم مكانًا. وسيأتي أيضًا ليأخذهم ليحيوا معه إلى الأبد في منازل الآب السماوي.

نيافه الانبا بيشوى
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الخدمة في حياة مريم أم مرقس الرسول


† مريم أم مارمرقس قيل عنها أنها كانت من النساء اللاتي يتبعن يسوع ويصرفن عليه من أموالهن. ما الذي يدفعها لذلك إلا محبة الخدمة. فهي امرأة غنية ولديها إمكانيات فأحبت أن تخدم بها السيد المسيح الذي لم يكن لديه أين يسند رأسه وكان يجول المدن بلا بيت أو موضع أو مصدر للمعيشة.

† أيضًا أم مارمرقس خصصت العلية التي في بيتها لربنا يسوع.

ويجب ألا نأخذ هذا الموضوع ببساطة، لأن المسيح كان مرفوض من الرؤساء بل كان موضع غضبهم وحقدهم ومقاومتهم. فعندما تعلن مريم أم مارمرقس بكل جرأة انتمائها لهذا المعلم الجليلى وتهبه مكانًا في بيتها فهي بذلك تعرض نفسها إلى العديد من المشاكل لأن كما قلنا الكهنة ورؤساء الكهنة والسنهدريم ضده.

† "مريم أم مارمرقس" كانت تستضيف السيد المسيح وتلاميذه في بيتها وتتكفل بكل احتياجاتهم. كانت تفعل ذلك دون أن يطلب منها أحد لأنها إنسانة محبة للخدمة.

† "مريم أم مارمرقس" تكفلت بعمل الفصح الأخير في العلية في بيتها ودبرت كل الاحتياجات اللازمة لاستضافة الرب يسوع وتلاميذه الاثنى عشر.

† مارمرقس يا أحبائي نشأ في هذا المنزل الذي وجد فيه أمه بهذه الصفات فغرست هذه الصفات في مارمرقس فأصبح يحب الخدمة.

† مارمرقس يا أحبائي نشأ في هذا البيت الذي وجد فيه القدوة حيث رأى أمه المحبة للخدمة بهذه الصفات، فغُرست هذه الصفات في مارمرقس وتأصلت فيه، فأصبح مارمرقس محب للخدمة وغيور على الخدمة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. يخدم دون أن يُطلب منه. ولذلك بولس الرسول شهد له "مارمرقس نافع لي للخدمة".

القس مرقس ميلاد
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


اربح الناس بالحكمة

لقداسة البابا شنودة الثالث


السيد المسيح يهمه أن نكون حكماء حتى أنه مدح وكيل الظلم، لأنه بحكمة صنع (لو16: 8). مدح الحكمة التي فيه، وليس الظلم.

يقول الكتاب "الحكيم عيناه في رأسه، أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا2: 14).

ولأن الشمامسة يعلمون أيضًا في ربح النفوس، اشترط الآباء الرسل -في اختيار الشمامسة السبعة- أن يكونوا مملوءين من الروح القدس والحكمة" (أع6: 3).

كان يمكن الاكتفاء بشرط الامتلاء من الروح القدس، علي اعتبار أنه روح الحكمة والمشورة والفهم (أش11: 2) ولكنهم شددوا علي صفة الحكمة هذه.


قال بولس الرسول: "إننا نتكلم بحكمة بين الكاملين. ولكنها حكمة ليست من هذا الدهر" (1كو2: 6).

وقد تحدث القديس يعقوب الرسول باستفاضة عن الحكمة النازلة من فوق (يع3: 13- 17).

إنها حكمة تصلح لربح النفوس، لأنها طاهرة مسالمة مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة.. وقال "من هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة".

أما الحكمة العالمية فنسميها أحيانًا بالدهاء والخبث إذ تحوى تدابير شريرة.

وكم من أشخاص فكروا أن يربحوا الناس بالخداع والكذب، وبالانحراف، وبأن يكونوا ذوي وجهين، وذوي لسانين، وبارعين في سبك الخطط!! وفي سبل الإغراء والتشويق. أما أنتم فلا تكن لكم هذه الحكمة، بل الحكمة الروحية النازلة من فوق..

أبيجايل إمراة نابال الكرملى، استطاعت بالحكمة أن تربح داود النبي وتمنعه عن الانتقام من زوجها وعن إرتكاب القتل (1صم 25).

وأعجب داود بأسلوبها الحكيم الذي يمتزج فيه الاتضاع، بالتوبيخ المشبع بالمديح؟

وقال لها "مبارك الرب الذي أرسلك اليوم لاستقبالي. ومبارك عقلك. ومباركة أنت، لأنك منعتني عن إتيان الدماء". وكانت لما مات زوجها، أن تزوجها داود، الذي قبل منها التوبيخ دون أن يغضب..

الإنسان الحكيم يعرف متي يتكلم، وكيف يتكلم؟ ومتي يصمت، وكيف يتصرف؟

ويعرف المداخل التي يدخل بها إلي نفوس الناس، وكيف يقول لهم ما يمكنهم قبوله، وكيف ينصحهم بما يمكنهم عمله وكيف يدرجهم في الوصول إلي الفضيلة بل وإلي الكمال.. ولذلك اتصف آباؤنا القديسون بالإفراز.

الرجل الحكيم يزيد عدد أصدقائه.

أما الجاهل فيخسر أعز أحبائه..

الحكيم يعرف كيف يكسب الناس. والذين قد كسبهم، يعرف كيف يحتفظ بهم أيضًا..

والمرأة الحكيمة لا تخسر زوجها، ولا تخسر أقارب زوجها أيضا: أمه وأخوته. وحيث توجد الحكمة، يمكن أن تحل كل المشاكل الزوجية، وكل الخلافات العائلية.. وبالحكمة كل فريق يربح الآخر.. قال القديس يوحنا ذهبي الفم:

"هناك طريقة تتخلص بها من عدوك وهي ان تحول العدو إلي صديق".

طبعًا، لا نستطيع أن ننكر أن هناك أشخاصًا ليس من السهل كسب صداقتهم. ويكون السبب راجًا إليهم هم. مثلما حدث للسيد المسيح نفسه مع الكهنة والفريسيين والصدوقيين ورؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. ولو ان عددًا كبيرًا منهم قد آمن فيما بعد.

ولأن كسب جميع الناس ليس سهلًا لذلك قال الرسول: "إن كان ممكنًا، فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" (رو12: 18).

لذلك فإن ربح الناس قد يحتاج إلي صبر وإلي احتمال، وقد يحتاج إلي وقت.

وهو لا يأتي بالإلحاح الكثير وبالإسراع.. فربما الإلحاح والإسراع يأتيان بنتيجة عكسية، لأنهما ربما يتعبان أعصاب ونفسية الشخص الذي تريد كسبه، أو تريد مصالحته. وربما يسببان له العناد.. أو أنه يشعر بإصرارك فيتثاقل ويعتز ويفرض شروطًا وحلولًا صعبة..!

بالحكمة في التصرف، يمكن أن تكب الناس في العلاقات الاجتماعية وفي الروحيات أيضا..

أليس من المخجل أن كثيرين من أهل العالم، يكونون حكماء ويكسبون الناس بينما أولاد الله يفشلون فيما نجح فيه أولئك؟

مشكلة تقابل إنسانًا، فيرتبك لها، أو يتصرف فيخطئ. ونفس المشكلة تقابل شخصًا آخر، فيحلها بمنتهي السهولة.. إنها الحكمة..

ولكن ليست الحكمة أن تربح الناس علي حساب المبادئ والروحيات، أو تربحهم وتخسر الله.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus





الله خلق الإنسان حرًا على صورته وبهذه الحرية تكون للإنسان كرامة. لذلك كان لا بد أن يعطي الله لآدم وصية إن التزم بها، يثبت محبته لله وإنه -بكامل إرادته- يختار أن يطيعه ويحيا معه.

ونحن نرى بعض الناس في العالم حولنا، تنكر وجود الله ولم يفرض الله عليهم أن يؤمنوا به بل يحترم حرية اختيارهم رغم إنهم مخطئون. أما لو كان الله فرض نفسه على الإنسان فرضًا، كما فرض الغرائز على الحيوانات والقوانين الطبيعية على المادة، لكان الإنسان مجرد آلة دقيقة، بديعة، متقنة وما كان إنسانًا أي كائنًا عاقلًا على صورة الله. ولأن المحبّة الحقة تحترم حرية المحبوب، فالحبّ لا يُفرض فرضًا. وإلا لم يعد حبًا بل عبودية والله لم يرد أن يخلق عبيدًا يخدمونه برعب وذل بل أبناء يحبونه بالحق.

من مطبوعات صوت الراعي
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الله معك وأنت معه

قداسه البابا شنوده الثالث


ما أجمل أن تشعر أن الله معك، وأنه ممسك بيدك، وهو أمامك، وعن يمينك، ومحيط بك..

أنت في يده اليمنى (رؤ 2: 1). وقد نقشك على كفه (أش 39: 16). ولا يستطيع أحد أن يخطف من يده شيئًا (يو 10: 28). بل حتى جميع شعور رأسك محصاة (لو 12: 7). إن تذكرت هذا الإله المحب لك، وجعلته أمامك، فإنك لا بد ستحبه وتشعر بالأمان والاطمئنان لوجودك في حضرته.

أتستطيع أن تحبه، وأنت لا تشعر بوجوده معك ؟!

تحبه غيابيا، وأنت لا تشعر بوجوده؟! ليس هذا الأمر معقولًا.. إننا يا أخي لسنا نحب إلها مجهولا. بل هوذا الرسول يقول "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو 1: 1). فإن كان الرسل قد رأوه عيانا، فإننا نراه بالإيمان، مثلما قال داود النبي".. الرب أمامي في كل حين" (مز 16: 8).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

نبدأ كل شيء بالصلاة


ليتنا نبدأ بعمل الصلاة، فإننا شيئًا فشيئًا لا نجد فقط الرجاء بالله بل وننال الإيمان الثابت والحب الخالص، كما نطرد الحقد، وننال محبة الأخوة وضبط النفس، والاحتمال، والمعرفة الداخلية، ونتخلص من التجارب، وننال عطايا النعمة والعمل الخالص للإيمان والدموع الحارة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... كلها ينالها المؤمنون بالصلاة.

وليس فقط هذه العطايا، بل (وينالون بالصلاة أيضًا) احتمال الآلام والحب الخالص للقريب، معرفة الشريعة الروحية... وكل ما وعد به الله للمؤمنين في هذه الحياة أو الحياة الأخرى.

وباختصار، يستحيل على الإنسان أن يستعبد صورة الله بدون عمل النعمة الإلهية والإيمان، وهما يمنحان للإنسان الذي يبقى بتواضع عظيم في الصلاة بدون تشتيت (عقله).

من كتاب الفيلوكاليا، الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
إن الخليقة عندما تشكر اللَّه وتسبحه يفرح قلبه, وكلما يكثر عدد الذين يشكرون الله ويسبحونه؛ فهذا أمر يُفرح السماء كلها. فلا يقول أي راهبٍ {أنا إذا حضرت التسبحة فلن أزيد أو أنقص شيئًا}, طبعًا تُزيد أو تنقص؛ لأن المفروض أن الخليقة كلها تسبح اللَّه وتشكره, وإن كان الله غير محتاج لهذه الأمور, لكنه يفرح من أجل منفعة الذين يصلون والذين يشكرون؛ لأن هذا يمثل أنهم يدخلون في شركة مع الثالوث الأقدس وهذه الشركة تجعلهم يكتشفون أعماق اللَّه ويكتشفون أمورًا تسبب لهم سعادة وفرح وتعزية.
نيافه الانبا بيشوى
 
أعلى