موسوعة دراسية للتعريف بالعلامة اوريجانوس

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
موسوعة دراسية للتعريف بالعلامة اوريجانوس.
اشهر علامة القبط فى التاريخ

منقــــولـــــــــــ

www-St-Takla-org--Origen-Adamantius--Origanos.jpg


lst_origene.jpg


الفصل الأول

الإضطهاد الذى حدث فى عهد ساويرس


عندما بدأ ساويرس يضطهد الكنيسة قدم أبطال
المسيحية أرواحهم كشهداء أمجاد فى كل مكان , هذا كان هو الحال خاصة فى
الإسكندرية التى كانوا يحضرون إليها , مثل ما يفعلون فى أعظم مسرح - فمن كل أرجاء
مصر وثيبيس بأبطال الرب الإله كل منهم حسب إستحقاقة , فينالون الأكاليل من الرب
بصبرهم وإحتمالهم التعذيب الشديد وكل أنواع الموت , وكان بين هؤلاء ليونيدس الذى هو
أبا أوريجانوس , وقد قطعوا رأسه بينما كان أبنه لا يزال حديث السن , وهنا لا يفوتنا
أن نبين بإختصار : كيف كان ميل هذا الأبن عظيماً جداً للكلمة الإلهية بسبب تعليم
أبيه له , وذلك لأن شهرته قد فاقت كل حد عند كثيرين .


w6w2005042121361019119d1ca97.gif


الفصل الثانى
تربية أوريجانوس وتهذيبه (2) منذ الطفولة


1 - من الممكن ذكر كثير من التفاصيل عند محاولة
وصف حياة هذا الرجل وهو فى المدرسة , على أن هذا الموضوع وحده يحتاج إلى سفر (كتاب)
خاص , ومع ذلك , فإننا فى هذا الكتاب الذى يتطلب الإيجاز فى معظم ما نذكره , سوف
نذكر بعض الحقائق القليلة عنه على قدر ما يمكن الإيجاز به , بجمعها من بعض الرسائل
, ومن أقوال بعض أشخاص لا يزالون أحياء وكانوا على صلة به .


2 - وإن ما رووه عن أوريجانوس لهو حليق بالذكر ,
حتى منذ أيام طفولته الأولى .. حيث كان ذلك فى السنة العاشرة من ملك ساويرس , إذ
كان ليتوس والياً على مدينة الأسكندرية وسائر أرجاء القطر المصرى , وكان ديمتريوس
(البطريرك 12 نصب سنة 188 - 230 م ) قد أقيم أخيراً أسقفاً على أبروشياتها خلفاً
ليوليانوس (البطريرك 11نصب سنة 178 - 188 م)


3 - وعندما إزدادت نار الإضطهاد إشتعالاً , ونال
الكثيرون إكليل الشهادة , تملكت رغبة الإستشهاد فى نفس أوريجانوس بالرغم من
صغر سنه , فتقدم متحفزاً إلى النضال بغيرة متأججة وأقترب فعلاً من مرحلة الخطر .



4 - وفى الواقع ان نهاية حياته كانت قد أقتربت ,
لولا أنه لم تحن ساعته بعد وتدخلت العناية الإلهية السماوية لصدة عن إتمام رغبته ,
وذلك عن طريق أمه , وكان ذلك من اجل خير الكثيرين .


5 - وفى بداية الأمر توسلت إليه أن يشفق على
عواطفها من ناحيته كأم , ولكنها وجدت أنه إزداد ثباتاً فى عزمه , وإندفع بكل قوته
للإستشهاد عندما علم بإلقاء القبض على أبيه وسجنة , خبأت كل ملابسه , وهكذاً ألزمته
بان يظل فى المنزل ولا يقدر على مغادرته .


6 - وهكذا لم يكن فى إستطاعته عمل شئ آخر , ولكن
غيرته المتأججة ظلت تشتعل فيه وتجاوزت حدود سنه فلم تسمح له بالبقاء ساكناً , فأرسل
إلى أبيه رسالة مشجعة عن الإستشهاد , نصحه فيها قائلاً : " أحذر من أن تغير موقفك
بسببنا " هذا ما يمكن تدوينه وكتابته كأول دليل على حكمة أوريجانوس فى شبابه وعلى
محبته الصادقة للرب إلهه وأصراره على والتقوى


7 - وكان فى ذلك الوقت قد أكتنز محصولاً وافراً
من وصايا الإيمان , إذ كان قد تهذب فى الأسفار الإلهية منذ الطفولة , ولم يدرسها
بروح الإستهتار وعدم الإكتراث بل بالجد والمثابرة , وزيادة على أن والده قدم إليه
الثقافة الواسعة العادية , فإنه لم يجعل دراسة الأسفار الإلهية أمرا ثانويا بل
أمراً أساسياً فى حياته .

8 - ففى بادئ الأمر مرنه على الدراسات المسيحية
, قبل تعليمه العلوم اليونانية , وطلب منه أن يحفظ جزءاً معيناً كل يوم , ثم يتلوه
عليه .

9 - ولم يكن هذا عملاً صعباً لأوريجانوس وهو ما
زال ولداً , إذ كان شغوفاً جداً بهذه الدراسات , ثم انه لم يكتف بدراسة الأمور
السهلة والواضحة فى الأقوال المقدسة , بل طلب المزيد , وإنكب على التأملات العميقة
, وهو فى هذا السن المبكرة , لدرجة أنه كثيراً ما كان يربك أباه بأسئلته عن المعنى
الحقيقى والخفى للأسفار الإلهية .


10 - وكان أباه يوبخة - بحسب الظاهر - قائلاً له
: أن لا يبحث فوق حدود سنة , أن أن يذهب إلى أبعد من المعنى الظاهر , ولكنه فى واقع
الأمر كان مغتبطاً فى نفسه جداً , وشكر الرب لأنه مصدر كل صلاح , إذ حسبه أهلاً أن
يكون أباً لصبى كهذا .

11 - ويقال أنه كثيراً ما كان يقف بجوار الولد
وهو نائم , ويكشف صدره , كأن روح الرب قد أستقر فى داخله ويقبله بوقار , وفى هذا
يعتبر نفسه بأنه تبارك من ذريته الصالحة وأن أبنه هو عطية الرب له .


12 - ولما ختم أبوه حياته بالإستشهاد تركه مع
أمه وستة أخوة أصغر منه , وكان عمره لم يكتمل بعد 17 سنة .

13 - وما كانت ممتلكات أبيه قد صودرت لحساب
الخزانة الحكومية , فقد أصبح هو وأمه وأخوته محتاجين لضروريات الحياة , ولكن كانت
العناية الإلهية ترعاه , ووجد أوريجانوس ترحيباً من أمرأة غنية جداً , وممتازة فى
طريقة حياتها وفى نواح أخرى كثيرة , وكانت تعامل بإكرام عظيم شخصاً هرطوقياً
مشهوراً كان يعيش فى الإسكندرية وقتئذ , ولكنه من مواليد أنطاكية , وكان يعيش معها
لأنها كانت قد تبنته , وكانت تعامله بمنتهى الرفق واللطف .


14 - وكانت الضرورة تحتم أوريجانوس أن يختلط به
, ولكنه منذ هذا الوقت وما بعد ذلك قدم دلائل قوية على رسوخ قدمه فى الإيمان , وكان
بولس له مقدرة ( وهذا هو اسم الرجل المتبنى ) فى المناقشة وكانت تأتيه جموع كثيرة ,
ليس من الهراطقة فقط بل أيضاً من ابناء شعبنا , ومع ذلك لم يستطع غواية أوريجانوس
قط فى الإشتراك معه فى الصلاة , لأنه كان متمسك بقوانين الكنيسة (3) رغم أنه كان
صغير السن , وأبغض على حد تعبيره تعاليم الهراطقة , وإذ كان قد تعلم علوم
اليونانيين على يد أبيه فإنه بعد موته أنكب على دراسة الأدبيات بأكثر توسع وتعمق ,
حتى أنه حصل على أستعداد كبير فى فقه اللغة , وإستطاع بعد موت أبيه بفترة وجيزة أن
يعوض هذه الخسارة بالإنكباب على هذا الموضوع , فحصل على مايكفى إحتياجاته التى كانت
موجوده فى عصره .

w6w20050420124057976e5a7c.gif

210.gif

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الفصل الثالث
جهادة وتبشيره بكلمة الرب الإله رغم حداثة
سنه



1 - وبينما كان يلقى محاضراته فى مدرسة
الإسكندرية , كما يخبرنا هو بنفسه , لم يوجد فى ذلك الوقت من يعلم الإيمان ,
لأن الجميع كانوا قد تشتتوا (هربوا) بسبب الإضطهاد , وحدث أن حضر بعض الوثنيين
لسماع كلمة الرب .


2 - ويقول أن أولهم كان
بلوتارخوس (1) بعد أن عاش حياة طيبة مع الرب نال أخيراً أكليل الشهادة ,
والثانى هو أكلاس (2) أخو بلوتارخوس ,
بعد أن قدم براهين كثيرة عن الحياة النسكية الفلسفية أعتبر جديراً
بأن يخلف ديمتريوس فى أسقفية الإسكندرية .


3 - ولما عهدت إلي أوريجانوس إدارة المدرسة
اللاهوتية كان يبلغ من العمر 18 سنة وقد أشتهر فى وقت الإضطهاد الذى حدث فى عهد
أكيلا والى الإسكندرية , إذ برز أسمه بين قادة الإيمان , بسبب أنه لم يفرق بين
من يعرفه أو من لا يعرفه وكان يعامل الجميع بلطف وإهتمام ورقة اظاهر نحو
جميع الشهداء المقدسين .


4 - وكانت شجاعته نادره فريده فهو لم يمكث
مع الشهداء فقط وقت القيود حتى تنفيذ الحكم النهائى عليهم , وعندما كانوا
يساقون إلى الموت كان يتجاسر ويذهب معهم مخاطراً بنفسه , وكانت تظهر شجاعته
عندما النادرة عندما كان يقبلهم قبل حكم الموت , وكثيراً ما كانت
الجماهير الوثنية المحيطة بهم يثورون ويهمون بالهجوم عليه .

5 - وكان دائماً ينجوا بمساعدة اليد الإلهية
بطريقة إعجازية , وكانت نفس هذه القوة الإلهية السمائية تحرسه مراراً وتكراراً
عندما يتعرض لأى خطر بسبب شجاعته , ومن المستحيل أحصاء عدد المرات التى نجى
فيها بسبب غيرته الشديدة وجرأته من أجل نشر كلمة المسيح , كما أشتدت عداوة غير
المؤمنين بسبب تعليمه للجماهير الكثيرة فى الإيمان المقدس , حتى انهم وضعوا
فرقة من الجند حول البيت الذى يقيم فيه .


6 - وهكذا كان مرجل الإضطهاد يغلى يوماً بعد
يوم , حتى صارت الإسكندرية المدينة الوثنية لم تعد تطيقه , ولكنه كان ينتقل من
بيت إلى بيت , وكان يطاردونه فى كل مكان بسبب الجماهير الغفيرة التى كانت شغوفه
لسماع تعاليمه الإلهية التى كان يتفوه بها , إن حياته بلا شك تقدم المثل الأعلى
فى السلوك المستقيم المتفق مع الفلسفة الحقيقية .



7 - وكانوا يقولون عنه أن سلوكه كان يتفق مع
تعاليمه , وأن تعاليمه تتفق مع حياته , ولذلك فإنه بالقوة الإلهية التى تعمل
فيه أعطى قوة ومثلاً دفعت الكثيرين إلى تقليد غيرته فى الإيمان .

8 - ولما رأى أن عدداً كبيراً يأتون إليه فى
طلب العلم , وأن ديمتريوس رئيس الكنيسة عهد إليه إدارة المدرسة اللاهوتية ,
وأعتبر أن علم الإجرومية لا يتفق مع تعليم المواضيع الإلهية , فأبطل تعليم
الإجرومية على أساس أنها غير نافعة بل أنها معطلة للتعليم المسيحى الدينى .


9 - وأستقر تفكيره على أن يبيع كتب الأدب
القديمة الثمينة التى يمتلكها حتى لا يحتاج إلى مساعدة من أحد , وكان يقنع
بالحصول من المشترى على أربع أوبوليات (3) كل يوم , وقد ظل يمارس هذه المعيشة
الفلسفية (4) سنوات طويلة , وأبتعد فيها عن كل الرغبات والملذات الشبابية ,
وكان طول النهار يمارس الكثير من التدريب العنيف , وكان يقضى معظم الليل فى
دراسة الأسفار الإلهية , وكان يكبح جماح نفسه على قدر إستطاعته بالحياة
الفلسفية الصارمة , وأحياناً بالصوم , وأحياناً بلإقلال من النوم , وبسبب غيرته
وإذلال جسده فلم ينم على فراش قط , بل كان ينام على الأرض .


10 - وأكثر من الكل فكر بأن كلمات المخلص فى
الإنجيل يجب تنفيذها , وهى التى ينصح فيها بأنه يجب عدم إقتناء ثوبين أو
إستعمال أحذية (5) أو الإهتمام بالمستقبل (6)

11 - وبسبب غيرته فى الإيمان التى زادت عن
حدود سنة وكان يتحمل البرد والعرى وأحب حياة الفقر الإختيارى إلى أقصى حدوده ,
حتى أذهل كل من حوله , , ولكن كثيرون آخرون حزنوا من أصدقائه لأنهم أرادوا أن
يقاسمهم الثروة بسبب الجهد المضنى الذى رأوا أنه يبذله فى تعليم الإلهيات .


12 - ولكن لم يستطع أحداً أن يثنيه عن عزمه
وإرادته , ويقال أنه كان يمشى حافى القدمين لسنوات طويلة , وأتنع عن شرب الخمر
لسنوات طويلة أيضاً , وكذلك عن كل شئ عدا الطعام الضرورى , حتى أصبح جسده تحت
خطر إنهاك قواة , وإتلاف جسده .


13 - وهذه أمثال هذه الأدلة عن الحياة
النسكية لمن رأوه عياناً , فقد قام بتشجيع الكثيرين من تلاميذة على الإقتداء
بغيرته وإيمانه , وهكذا أندفع من تعليمه الكثيرين من أشخاص بارزين حتى من
بين الوثنيين غير المؤمنين , وهؤلاء الأشخاص كانوا يقتفون آثار العلم
والفلسفة , فقد قبل بعض منهم الكلمة الإلهية فى أعماق نفوسهم وبرزت
أسمائهم أثناء الإضطهاد الذى ساد فى هذا الوقت , فألقى القبض على بعضهم
فإستشهدوا .
210.gif

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
دراسة أوريجانوس العلامة القبطى
للأسفار الألهية


الكتاب السادس ليوسابيوس القيصرى الفصل
السادس عشر
دراسة أوريجانوس العميقة للأسفار الإلهية


1 - ولقد بلغت الغيرة
والمثابرة فى دراسة أوريجانوس للأقوال الإلهية درجة من الجدية الشديدة حتى أنه تعلم
اللغة العبرانية (1) وحصل على نسخة من الأسفار باللغة العبرية التى كانت بأيدى
اليهود , كما درس أيضاً ترجمات أخرى للأسفار المقدسة خلاف السبعين (2) علاوة على
ترجمات أخرى مشهورة جداً قام بها أكيلا (3) وسيماخوس (4) وثيودوتيون (5) , فقد
أكتشفت ترجمات أخرى كانت مختفية منذ وقت طويل مضى , لست أدرى فى أى ركن كانت منزوية
, وببحثة أظهرها إلى الوجود .

2 - ولآنهم لم يتمكن من
معرفة المترجمين فقد ذكر أنه وجد الواحدة فى نيكوبوليس بقرب أكتيوم , والأخرى فى
مكان آخر .

3 - وفى سداسيته
Hexapla عن المزامير أضاف الترجمات الأربعة المشهورة
لا ترجمة خامسة فحسب بل أضاف ترجمة خامسة وسادسة , وتحدث عن إحدى هذه الترجمات أنه
وجدها فى قدر فى أريحا فى عصر أنطونيوس بن ساويرس .

4 - وعندما جمع كل هذه الترجمات قسمها إلى أقسام
, ووضعها مقابل بعضها مع النص العبرانى نفسع , وهكذا ترك لنا ما يسمى بـ
السداسية
Hexapla .

ثم أنه رتب أيضاً نسخة مستقلة متضمنة ترجمات
أكيلا وسيماخوس وثيودوتيون مع الترجمة السبعينية فى المجلد المسمى الرباعى
Tetrapla


w6w2005042121222119103710901.gif


الكتاب السادس ليوسابيوس القيصرى الفصل
السابع عشر
سيماخوس المترجـــــــم
(1)


أما عن هؤلاء المترجمين فيجب
أن نذكر هنا أن سيماخوس كان ابيونياً .

على أن بدعة البيونيين _ كما
يلقبونها تؤكد أن المسيح كان أبن يوسف ومريم , معتبراً إياه مجرد إنسان , وتصر
البدعة الأبيونية على حفظ الناموس بطريقة يهودية , كما سبق أن رأينا فى هذا السفر (2) .
ولا تزال بين ايدينا تفاسير
لـ سيماخوس يدعم فيها هذه البدعة بمهاجمة أنجيل متى (3) , ويذكر أوريجانوس أنه حصل
على هذه التفاسير وتفاسير أخرى لـ سيماخوس عن الأسفار المقدسة من فتاة تدعى جوليانا
(4) يقول عنها أنها وصلت إليها هذه الكتب من سيماخوس نفسه عن طريق الميراث .


210.gif

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أوريجانوس فى قيصرية
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


لمحة
تاريخية عن قيسارية


قيسارية، مدينة التاريخ، وخميلة العلماء والحكماء، قطعت أبعاداً في عصور
الزمن، على قصرها، تبوأت فيها مكان الصدارة، وكانت أكاديمياتها للحقوق واللاهوت
عنوان شهرتها، وفعل الشيء نفسه أعلامها في انتشار شهرتهم وذيوع صيتهم في شتى أنحاء
المعمورة، وعلى مر العصور والأجيال.
نشأتها الأولى
قيسارية من مدن السهل الساحلي الفلسطيني، وتقع على بعد (42 كم) إلى الجنوب الغربي
من حيفا، وقد تعددت الآراء وتضاربت الأقوال حول نشأتها الأولى، ومرد ذلك إلى غرق
المدينة القديمة في البحر، مما نتج عنه صعوبة عمليات التنقيب فيها، إلى جانب أن
بعثات الآثار التي نقت في فلسطين، ودائرة الآثار الإسرائيلية لم يولوا جميعاً
المدينة حقه من العناية، لكونها لم تندرج ضمن المدن التي ورد ذكرها في التوراة كمدن
إسرائيلية.
وعلى أية حال،فهناك من الباحثين من يرى انها من أقدم المناطق التي سكنها البشر، وأن
الكنعانيون قد أنشأوا في موقعها مدينة لهم، وأطلقوا عليها اسم (برج ستراستون)
وستراتون تحريف للاسم الكنعاني (الفينيقي) عبد عشتروت.
وحسب رأي البعض الآخر أنه يمكن الاستدلال على انها كانت موجودة في الفترة الفارسية،
وأنشئت على أيدي الصيداويين في القرن الرابع ق. م، غذ يتضمن الاسم أن مؤسس المدينة
واحد من رهط سمي كل منهم (ستراتون)، وكانوا ملوكاً في صيدا في القرن الرابع ق.م،
وكان سهل سارون (سهل يافا) تابعاً يومئذ لصيدا، وقد يكون الاسم تحويلاً يونانياً
لاسم (برج ـ عشتروت) الفينيقي، ويدعمون رأيهم هذا ببعض الشذرات الواردة في المصادر
التاريخية، والتي تفيد بأن الفرس قد اتخذوا من قيسارية مركزاً ثانياً للدفاع عن
الساحل.
ومن الباحثين من يرى بان أحد قادة الملوك البطالمة هو الذي اسسها إبان القرن الثالث
ق. م، إلا أن الرأي الأكثر رجحاً هو القائل بأن هذه المدينة قد اسسها ملكان من
صيدا، أحدهما عاش ف القرن رابع ق. م، والثاني كان معاصراً للإسكندر الأكبر، وقد عرف
هذين الملكين باسم واحد وهو (عبد ـ عشتروت) والذي تحول إلى اليونانية إلى ستراتون،
وقد عرفت تلك المدينة بهذا الاسم في وثائق (زينون)، كما وجدنا إشارة إليها في إعمال
أحد الكتاب الإغريق (أرتيمودوروس).

w6w2005042121222119103710901.gif


اوريجانوس مؤسس اعظم
المدارس

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

رغم تعدد وعظمة مآثر قيسارية،
إلا أن أعظمها على الإطلاق أكاديميتها أو مدرستها
التي تعتبر من أقدم وأهم المدارس المسيحية في تلك الآونة،
ومؤسسها هو العلامة
المصري (أوريجانوس السكندري)

الذي ولد في الإسكندرية في عام 185م من أبو ين
مسيحيين، تعلم على أبيه، ثم تعلم مبادئ الفلسفة ونبغ فيها على الفيلسوفين الشهيرين
(أكليمنفس وأمونيوس)، قتل أبوه في اضطهادات الإمبراطور (سبيتموس سفيريوس)، فتولى
أوريجانوس العناية بأسرته فباشر التعليم، فلما اشتهر علمه وعرف فضله سلمه أسقف
الإسكندرية (ديمتريوس) مقاليد المدرسة اللاهوتية، فأعلى شأنها وأدخل لها (كاراكلا)
اضطهادها بسبب أوريجانوس، فاضطر إلى هجر بلاده قاصداً قيسارية فلسطين، حيث احتفل ه
المسيحيون هناك، ودعوه للوعظ والإرشاد.
وبعد سنتين استرجعه ديمتريوس إلى الإسكندرية لاستعادة مركزه في المدرسة اللاهوتية،
وسافر أرجانوس أكثر من خمس مرات ، عدة مرات أولها عندما استدعاه حاكم بلاد العرب طلباً لعلمه ، والثانية
لحضور مجمع العقد بسبب سقوط (بيرلس) أسقف بصري في الهرطقة ، واستدعته (ماميا) أم
الأمبراطور إسكندر إلى أنطاكية لتسمع وعظه، وفي عام 228م دعى إلى (إخائية) في بلاد
اليونان ليقاوم الهراطقة هناك، وعند رجوعه مر بفلسطين، حيث سيم كاهناً على يد
(تيوكتستوس) أسقف قيصرية و (إسكندر) أسقف القدس، اللذين استصوبا ألا يظل أستاذ
الأساقفة مجرداً من الدرجة الكهنوتية،
فاغتاظ أسقف الإسكندرية حسداً منه
لأوريجانوس (وهذا ما ذكره يوسابيوس القيصرى) .
وحصل نزاع، فجمع أسقف الإسكندرية لأجل ذلك مجمعين، في الأول حكم على أوريجانوس
بالنفي من الإسكندرية، وبالثاني بقطعة من وظيفته الكهنوتية، فالتجأ إلى قيسارية
فلسطين، وترك أرض مصر نهائياً، وودعها وداعاً لالقاء بعده، ولم يعبأ أسقف قيسارية
بقرارات الإسكندرية، وطلب إلى ضيفه الكبير أن يتابع أعماله، فأنشأ أوريجانوس مدرسة
جديدة في قيسارية، وأشرف عليها عشرين عاماً، ونظمها على غرار مدرسته في الإسكندرية،
فقد جاء في خطاب الوداع الذي ألقاه تلميذه (غريغوريوس العجائبي): إن اتساق الدروس
في مدرسة قيسارية، ابتدأ بالفلسفة وانتقل إلى المنطق والهندسة والفلك، ثم انتهى
بالفلسفة الأدبية واللاهوت... ويقول (الأب سويريوس توما) عن مدرسة قيسارية بفلسطين:
إنها فاقت مدرسة الإسكندرية في العلوم، تأسست عام 232م بمعية العلامة أوريجانوس،
الذي كان يدرس بها بالإضافة إلى اللاهوت والفلسفة، علوم الطبيعية والمنطق والهندسة
والرياضة والفلك والموسيقى.
وحفظاً لتسلسل الإرث الفكري، لابد لنا أن نشير إلى أن (أكلينمنفس) - أستاذ
أوريجانوس - كان أثينيا، تعلم في بلاده، وبرع في الآداب والفلسفة اليونانية، وفي سن
الثلاثين رحل إلى الإسكندرية، ورأس مدرستها المسيحية عام 190م، وقد اضطر بسبب
اضطهادات (سبتيموس) عام 193م إلى ترك الإسكندرية ماراً بفلسطين، حيث عمل بعض الوقت
في قيسارية، وبذلك يكون قد مهد الطريق لتلميذه في قيسارية.
لقد أنجز أوريجانوس في قيسارية وليس في الإسكندرية ذلك التراث الرائع ، فأخرج
(الهيكسايلا) وهذا اعظم عمل قام به في النقد، بدأه عام 231م وأتمه عام 243م، ومن
اروع ما دبج يراعه في قيسارية ايضاً عظاته وارشاداته ،فانها تلقي ضوءاً على حالة
الكنيسة في الصف الاول من القرن الثالث الميلادي، وباشر اوريجانوس التعليم في مدرسة
قيسارية، فكان يشرح الكتاب المقدس اولاً مرتين في الاسبوع الاربعاء والجمعة، وبعد
قليل كان سيقوم بهذا العمل يومياً، واحياناً اكثر من مره في اليوم الواحد.

ويقول المؤرخ يوسابيوس القيصرى عن وجوده (3) : " وفى السنة العاشرة من الحكم السابق
( أى فى السنة العاشرة من حكم الأسكندر ساويرس سنة 231 م ) أنتقل أوريجانوس من
ألسكندرية إلى قيصرية , تاركاً لـ هركلاس إدارة المدرسة التعليمية فى تلك المدينة ,
وبعد ذلك بوقت قصير مات ديمتريوس أسقف كنيسة ألسكندرية , بعد أن ظل فى مركزه 43 سنة
كاملة ( تبدأ من سنة 189 م وتنتهى 232 ), فخلفه هراكلاس , وفى ذلك الوقت أشتهر
فرمليانوس أسقف قيصرية ..


وكان ( اسقف قيصرية) يميل بكليته لأوريجانوس حتى أنه رجاه بإلحاح أن يأتى إلى
تلك المملكة من أجل خير الكنائس , وعلاوة على هذا زاره فى اليهودية للأستزادة من
الأمور الروحية , وكان يستمع إليه بصفة مستمرة الأسكندر أسقف أورشليم وثيوكتستوس
أسقف قيصرية كمعلمهما الوحيد , وسمحا له بتفسير الأسفار الإلهية , وتأدية الواجبات
الأخرى المتعلقو بالشعائر الكنسية " أ . هـ


ويعود الفضل لأوريجانوس في تأسيس مكتبة مدرسة قيسارية، التي كانت في عهد خلفه
(باميفيلوس القيساري) الاولى من نوعها في الحقل الكنسى، فقد ضمنها اوريجانوس
مؤلفاته والكتب التي جلبها معه من الاسكندرية، وروى انه عندما كان الإسكندرية، تبرع
احد أثريائها المسيحيين (امبروزيوس) بالإنفاق على مؤلفات اوريجانوس ونسخها، وحشد
لذلك جماعه من الناسخين المهرة، وقيل: إن صديقه هذا لحق به هو وعائلته وناسخيه الى
قيسارية، وكان (بامفيلوس) خليفة اوريجانوس في مدرسته قد ضم الى هذه المكتبة أكبر
مجموعة من الكتب المسيحية عرفت في ذلك الوقت، وذكر (القديس جيروم) في احدى رسائله
بأن ملفت البردي في مكتبه قيسارية أيام بامفيلوس استبدل بها تدريجياً الأسفار
المصنوعة من الرق.


210.gif




 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
من
هو اول سياسى كنسى فى تاريخ المسيحية
w6w20050420165328e2eb6eaf.gif

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


ومنذ اللحظة الأولى التي تأسست فيها مدرسة قيسارية، اشتهرت بأساتذتها وطلبتها،
الذين كانوا يؤمنوها من شتى انحاء الامبراطورية الرومانية، ومنهم من اصبح من اساطين
اّباء الكنيسة.


ولما استقر (بامفيلوس) خليفة أوريجانوس في قيسارية، سامة أسقفها (أغايوبوس) كاهناً،
وواصل عمل سلفه، وتطورت المدرسة على يديه، كما تطورت مكتبتها التي خدمت الفكر
المسيحي أجيالاً متواصلة، وكان يأمر ياستنساخ الكتب التي لا يمكن شراؤها، وينقله
بخطة في بعض الأحيان،قبض عليه عام 307م، واستشهد عام 309م.


وقد خلفه على مدرسة قيسارية ( اوسابيوس القيسارى) ابو التاريخ الكنسي، وأول سياسي
كنسي في تاريخ المسيحية، العلامة الموسوعي صاحب التاّليف النادرة، وأسقف أسقافة
فلسطين، وصديق الإمبراطور قسطنطين. أما خليفة أوسابيوس فكان ( أكاكيوس القيسارى)
وكان موهوباً في الفكر والقول يتعاطى الشؤون السياسية فضلاً عن أمور أسقيفيته
ومدرسته التي عمل على إغنائها وتوفي عام 366م.


ومن اساتذة المدرسة في القرن الرابع الميلادي اثنان هما: يوزيوس وجلاسيوس، أما
الأول فقد عده (جيروم) من كبار الكتاب المسيحيين، وذكر له احياء مكتبة أوريجانوس،
أما الثاني فقد اعتبره (جيروم) أحد رجال البلاغة في ذلك العصر.


ومما تجدر الإشارة إليه أن مدرسة قيسارية تأثرت منذ نشأتها بمدرسة الإسكندرية
وتبادلتا المعلمين والطلبة... وبالجلة فقد كانت هذه المدرسة من أعظم مدارس الفكر
المسيحي في العالم، وأمها الطلاب والباحثون من كافة أرجاء الإمبراطورية، جذبتهم
إليها شهرتها وذيوع صيت مدرسيها، ومن طلبتها نذكر منها: غريغوريوس العجائبي وأخيه
أثيندوروس، وفرميليانوس، وسوريانوس أسقف جبلة وغيرهم كثيرون... وممن علم في مدرسة
قيسارية (أوريون) وهو مصري من مواليد (طيبه) بالصعيد، وقد علم في الإسكندرية أولاً،
ثم في أنطاكية، وأخيراً حط رحاله في قيسارية.


ويبدو أن مدرسة قيسارية، ذلك الصرح التربوي العظيم ظل وفياً لرسالته التي أنشئ من
أجلها حتى الفتح العربي الإسلامي لقيسارية، حيث يستفاد من كتاب –فتوح البلدان-
للبلاذري أن الخليفة (عمر بن الخطاب) لما فتحت قيسارية أمر بتقسيم يتامى الأنصار
على أسرى قيسارية ليعلموهم القراءة والكتابة، وجعل بعضهم في الكتاب والأعمال
للمسلمين، وقد كان عدد الأسرى أربعة آلاف أسير، فإن دل هذا شيء إنما يدل على
المستوى الفكري الرفيع الذي كان يتمتع به أولئك الأسرى.


w6w200504210024396953031d.gif

مدرسة الاسكندرية
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

وتعتبر مدرسة الإسكندرية
المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190م، على يد
العَلاَّمة المسيحي "بانتينوس"، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في
المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في
تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت"، و"ديديموس"، والعلامة العظيم
"أوريجانوس"، الذي يُعتبر أب عِلم اللاهوت</a>، والذي كان نَشِطاً كذلك في تفسير
الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسيراً للكتاب
المقدس، بالإضافة إلى كتاب "هيكسابلا" الشهير. وقد زار العديد من العلماء المسيحيين
مدرسة الإسكندرية، مثل القديس "جيروم" ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالدارِسين. إن
هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصوراً على الأمور اللاهوتية، لأن علوم أخرى مثل
العلوم والرياضيات وعلوم الإجتماع كانت تُدَرَّس هناك. وقد بدأت طريقة "السؤال
والجواب" في التفسير بدأت هناك. ومن الجدير بالذِّكر، أنه كانت هناك طرق للحفر على
الخشب ليستخدمها الدارسون الأكفاء ليقرأوا ويكتبوا بها، قبل برايل بـ15 قرناً من
الزمان! وقد تم إحياء المدرسة اللاهوتية لمدرسة الإسكندرية المسيحية عام 1893م.
واليوم لديها مبانٍ جامعية في الإسكندرية، والقاهرة، ونيوجيرسي، ولوس أنجلوس، حيث
يدرس بها المُرَشَّحون لنوال سِرّ الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من
العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي.. بالإضافة إلى
الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة.


w6w20050420124057976e5a7c.gif





210.gif
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الجزء الثانــى

الفصل الأول

الإضطهاد الذى حدث فى عهد ساويرس

عندما بدأ ساويرس يضطهد الكنيسة قدم أبطال
المسيحية أرواحهم كشهداء أمجاد فى كل مكان , هذا كان هو الحال خاصة فى
الإسكندرية التى كانوا يحضرون إليها , مثل ما يفعلون فى أعظم مسرح - فمن كل أرجاء
مصر وثيبيس بأبطال الرب الإله كل منهم حسب إستحقاقة , فينالون الأكاليل من الرب
بصبرهم وإحتمالهم التعذيب الشديد وكل أنواع الموت , وكان بين هؤلاء ليونيدس الذى هو
أبا أوريجانوس , وقد قطعوا رأسه بينما كان أبنه لا يزال حديث السن , وهنا لا يفوتنا
أن نبين بإختصار : كيف كان ميل هذا الأبن عظيماً جداً للكلمة الإلهية بسبب تعليم
أبيه له , وذلك لأن شهرته قد فاقت كل حد عند كثيرين .


w6w2005042121361019119d1ca97.gif


الفصل الثانى
تربية أوريجانوس وتهذيبه (2) منذ الطفولة


1 - من الممكن ذكر كثير من التفاصيل عند محاولة
وصف حياة هذا الرجل وهو فى المدرسة , على أن هذا الموضوع وحده يحتاج إلى سفر (كتاب)
خاص , ومع ذلك , فإننا فى هذا الكتاب الذى يتطلب الإيجاز فى معظم ما نذكره , سوف
نذكر بعض الحقائق القليلة عنه على قدر ما يمكن الإيجاز به , بجمعها من بعض الرسائل
, ومن أقوال بعض أشخاص لا يزالون أحياء وكانوا على صلة به .


2 - وإن ما رووه عن أوريجانوس لهو حليق بالذكر ,
حتى منذ أيام طفولته الأولى .. حيث كان ذلك فى السنة العاشرة من ملك ساويرس , إذ
كان ليتوس والياً على مدينة الأسكندرية وسائر أرجاء القطر المصرى , وكان ديمتريوس
(البطريرك 12 نصب سنة 188 - 230 م ) قد أقيم أخيراً أسقفاً على أبروشياتها خلفاً
ليوليانوس (البطريرك 11نصب سنة 178 - 188 م)


3 - وعندما إزدادت نار الإضطهاد إشتعالاً , ونال
الكثيرون إكليل الشهادة , تملكت رغبة الإستشهاد فى نفس أوريجانوس بالرغم من
صغر سنه , فتقدم متحفزاً إلى النضال بغيرة متأججة وأقترب فعلاً من مرحلة الخطر .



4 - وفى الواقع ان نهاية حياته كانت قد أقتربت ,
لولا أنه لم تحن ساعته بعد وتدخلت العناية الإلهية السماوية لصدة عن إتمام رغبته ,
وذلك عن طريق أمه , وكان ذلك من اجل خير الكثيرين .


5 - وفى بداية الأمر توسلت إليه أن يشفق على
عواطفها من ناحيته كأم , ولكنها وجدت أنه إزداد ثباتاً فى عزمه , وإندفع بكل قوته
للإستشهاد عندما علم بإلقاء القبض على أبيه وسجنة , خبأت كل ملابسه , وهكذاً ألزمته
بان يظل فى المنزل ولا يقدر على مغادرته .


6 - وهكذا لم يكن فى إستطاعته عمل شئ آخر , ولكن
غيرته المتأججة ظلت تشتعل فيه وتجاوزت حدود سنه فلم تسمح له بالبقاء ساكناً , فأرسل
إلى أبيه رسالة مشجعة عن الإستشهاد , نصحه فيها قائلاً : " أحذر من أن تغير موقفك
بسببنا " هذا ما يمكن تدوينه وكتابته كأول دليل على حكمة أوريجانوس فى شبابه وعلى
محبته الصادقة للرب إلهه وأصراره على والتقوى


7 - وكان فى ذلك الوقت قد أكتنز محصولاً وافراً
من وصايا الإيمان , إذ كان قد تهذب فى الأسفار الإلهية منذ الطفولة , ولم يدرسها
بروح الإستهتار وعدم الإكتراث بل بالجد والمثابرة , وزيادة على أن والده قدم إليه
الثقافة الواسعة العادية , فإنه لم يجعل دراسة الأسفار الإلهية أمرا ثانويا بل
أمراً أساسياً فى حياته .

8 - ففى بادئ الأمر مرنه على الدراسات المسيحية
, قبل تعليمه العلوم اليونانية , وطلب منه أن يحفظ جزءاً معيناً كل يوم , ثم يتلوه
عليه .

9 - ولم يكن هذا عملاً صعباً لأوريجانوس وهو ما
زال ولداً , إذ كان شغوفاً جداً بهذه الدراسات , ثم انه لم يكتف بدراسة الأمور
السهلة والواضحة فى الأقوال المقدسة , بل طلب المزيد , وإنكب على التأملات العميقة
, وهو فى هذا السن المبكرة , لدرجة أنه كثيراً ما كان يربك أباه بأسئلته عن المعنى
الحقيقى والخفى للأسفار الإلهية .


10 - وكان أباه يوبخة - بحسب الظاهر - قائلاً له
: أن لا يبحث فوق حدود سنة , أن أن يذهب إلى أبعد من المعنى الظاهر , ولكنه فى واقع
الأمر كان مغتبطاً فى نفسه جداً , وشكر الرب لأنه مصدر كل صلاح , إذ حسبه أهلاً أن
يكون أباً لصبى كهذا .

11 - ويقال أنه كثيراً ما كان يقف بجوار الولد
وهو نائم , ويكشف صدره , كأن روح الرب قد أستقر فى داخله ويقبله بوقار , وفى هذا
يعتبر نفسه بأنه تبارك من ذريته الصالحة وأن أبنه هو عطية الرب له .


12 - ولما ختم أبوه حياته بالإستشهاد تركه مع
أمه وستة أخوة أصغر منه , وكان عمره لم يكتمل بعد 17 سنة .

13 - وما كانت ممتلكات أبيه قد صودرت لحساب
الخزانة الحكومية , فقد أصبح هو وأمه وأخوته محتاجين لضروريات الحياة , ولكن كانت
العناية الإلهية ترعاه , ووجد أوريجانوس ترحيباً من أمرأة غنية جداً , وممتازة فى
طريقة حياتها وفى نواح أخرى كثيرة , وكانت تعامل بإكرام عظيم شخصاً هرطوقياً
مشهوراً كان يعيش فى الإسكندرية وقتئذ , ولكنه من مواليد أنطاكية , وكان يعيش معها
لأنها كانت قد تبنته , وكانت تعامله بمنتهى الرفق واللطف .


14 - وكانت الضرورة تحتم أوريجانوس أن يختلط به
, ولكنه منذ هذا الوقت وما بعد ذلك قدم دلائل قوية على رسوخ قدمه فى الإيمان , وكان
بولس له مقدرة ( وهذا هو اسم الرجل المتبنى ) فى المناقشة وكانت تأتيه جموع كثيرة ,
ليس من الهراطقة فقط بل أيضاً من ابناء شعبنا , ومع ذلك لم يستطع غواية أوريجانوس
قط فى الإشتراك معه فى الصلاة , لأنه كان متمسك بقوانين الكنيسة (3) رغم أنه كان
صغير السن , وأبغض على حد تعبيره تعاليم الهراطقة , وإذ كان قد تعلم علوم
اليونانيين على يد أبيه فإنه بعد موته أنكب على دراسة الأدبيات بأكثر توسع وتعمق ,
حتى أنه حصل على أستعداد كبير فى فقه اللغة , وإستطاع بعد موت أبيه بفترة وجيزة أن
يعوض هذه الخسارة بالإنكباب على هذا الموضوع , فحصل على مايكفى إحتياجاته التى كانت
موجوده فى عصره .

w6w20050420124057976e5a7c.gif

يستكمل اسفله...>>>>



210.gif


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رحــــــــــــلات أوريجانوس التعليمية والتبشيرية


لم تكن رحلات أوريجانوس
رحلات ترفيهية بل
كانت رحلات مقدسة لعمل كلف به

أولاً :
الرحلـــــــــة إلى روما .
حوالى سنة 212 م ذهب أورجانوس إلى روما
عندما كان زوفيرينوس أسقفاً لها , وفى أثناء حضورة ألقى القديس هيبوليتس مقالاً عن
كرامة المخلص السيد المسيح



ثانيـــا :
رحلات أوريجانوس إلى العربية ..

بعد سنة 215 م بفترة من الزمن ذهب
أوريجانوس إلى بلاد العرب يناء على دعوة حاكم تلك البلاد الذى كان سمع عن نبوغه
فأراد أن يسمع ويتعرف على التعليم الصحيح - ويقول أبونا تادرس يعقوب الملطى أنه : "
دعى إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة "

وقد أشار المؤرخ يوسابيوس القيصرى : " إلى أثنين
من هذه المناقشات , نذكر منها أنه فى عام 244 م أنعقد أنعقد مجمع عربى لمناقشة وجهة
نظر بريلوس أسقف Bostra فى شخص السيد المسيح .

وقد أنعقد المجمع العربى على مستوى واسع أدان
الأسقف بسبب مناداته أن الرب أقنوم واحد , وقد حاولوا باطلاً إقناعه أن يعود إلى
الإيمان المستقيم , وأسرع أوريجانوس فى الذهاب إلى العربية , ونجح فى لإقناع الأسقف
الذى يبدو أنه بعث إليه رسالة شكراً

وكانت العلاقة بين مديرى مدرسة الأسكندرية
وأساقفة العربية فكانت علاقة أوريجانوس أكثر تحركاً من علاقة بنتبنوس التى أنشأها
.



الرحلة الثالثة :
الرحلة إلى أورشليم وقيصرية فلسطين ..

حوالى عام 216 م حدث إضطهاد
من ألأمبراطور الرومانى كاركالا وكان شديداً فى مدينة الأسكندرية فأغلق مدارسها
وأضطهد معلميها وذبحهم , فقرر أوريجانوس الذهاب غلى فلسطين , فرحب به صديقه القديم
الأسكندر أسقف أورشليم كما رحب ثيؤكتستوس أسقف قيصرية فلسطين به , ودعواه أن يشرح
فى الكنيسة الكتاب المقدس فى إجتماعات المسيحيين فى حضرتهما لأنهما أرادا أن
يستفادا بعلمه - وحدث أن عرف الأنبا ديمتريوس الإسكندرى فغضب جداً , فإنه حسب عادة
كنيسة الأسكندرية وتقليدها أنه لا يستطيع علمانى أن يعظ فى حضرة الأسقف , فأرسل له
أمراً بالعودة إلى الإسكندرية , فأطاع أوريجانوس أوامر بطريرك الكنيسة المرقسية فى
خضوع , وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلاً .. ولكن كان هذا الحدث هو مقدمة
لأجراء شديد بحرمانه بعد حوالى 15 سنة




الرحلة
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
الرابعة : الرحلة إلى أنطاكيا ..
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif


وفى بداية حكم أسكندر سويرس (222- 235 م) أرسلت ماميا والدة
الأمبراطور حامية حربية تستدعى أوريجانوس إلى أنطاكيا كى يجيب على بعض الأسئلة التى
لا تجد لها إجابة .. وقد ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى أن : " اوريجانوس بعد أن لبث
معها فى القصر الإمبراطورى بعض الوقت أظهر لها فيه أشياء كثيرة لمجد الرب , وأو ضح
لها سمو التعاليم الإلهية أسرع فى العودة إلى مدرسته - Ibid
143: 535


w6w2005042121222119103710901.gif


الرحلة
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
الخامسة : الرحلة إلى اليونان:
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif


وقد أستغرقت هذه الرحلة عامين , وكانت مهمته أن يذهب إلى
آخائية ليعمل صلحاً , وكان يحمل تفويضاً كتابياً من أسقفه , وفى طريقه عبر غلى
فلسطين , ويعتقد أنه دعى إلى الوعظ فرفض لأنه لا يحق له أن يعظ فى حضرة ألسقف وهو
علمانى فسيم قساً بواسطة أسقفها , فقد بدا للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحى مثل
أوريجانوس بلغ من العلم هذا مقداره أن يظل علمانياً , ولا يستفيد شعب الكنيسة منه ,
وفى الوقت نفسه أرادوا تجنب المخاطر التى يثيرها البابا ديمتريروس بسماحهم له أن
يعظ وهو علمانى , ولكن أعتبر البابا ديمتريوس هذه السيامة أكثر خطأً من التصرف
السابق , حاسباً إياها رسامة خطأ لسببين :

أ - أن أوريجانوس ينتمى إلى منطقة رعويته , وأنه
قبل السيامة من أسقف غير أسقفه وبدون أذنه .

ب - أن أوريجانوس قد خصى نفسه , الأمر الذى
يحرمه نوال درجة كهنوتية .



210.gif
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
ضلالات فى بلاد فى العرب

واريجانوس يواجه

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


ضلالة
بيرلوس
فى بلاد العرب


ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) فى عام 244م تحت عنوان
ضلالة بيريلوس : "

1 - وقد أنحرف بيريلوس (1) السابق التحدث عنه كأسقف لبوسترا
ببلاد العرب - عن تعاليم الكنيسة , وحاول ادخال آراء غريبة عن الإيمان , فقد تجاسر
على القول : أن مخلصنا وربنا لم يكن له وجود سابق بكيفية متميزة , وأنه لم يكن
موجوداً من تلقاء ذاته قبل حلوله بين البشر , وانه ليس فيه أى شئ من اللاهوت بذاته
, بل لاهوت حلول الآب فيه .

2 - وقد تناقش معه أساقفة كثيرون فى هذا الصدد , أما
اوريجانوس فإذ دعى مع غيره نزل إليه أولاً للتحدث معه للتأكد من آرائه الحقيقية ,
وإذ وقف على آرائه وعرف خطأها , وأقنعه بالحجج والبراهين المختلفة , رده إلى
العقيدة القويمة , وأعاده إلى أرائه السابقة السليمة .

3 - ولا تزال هنالك بقيه كتابات لـ بيليلوس , وكتابات عن
المجمع الذى عقد بسببه تتضمن الأسئلة التى وجهها إليه أوريجانوس , والمناقشات التى
تمت فى أبروشيته , وجميع المور التى حدثت وقتئذ .

4 - وقد سلم إلينا الأخوة المتقدمون فى السن بيننا حقائق
أخرى كثيرة عن أوريجانوس رأيت من المناسب تجنبها لأنها لا تمت بصلة إلى مؤلفنا هذا
, على أن كل ما رؤى ضرورياً تدوينه عنه يمكن أن يوجد فى " الدفاع " عنه الذى كتبناه
بالإشتراك مع بـ منيليوس , شهيد عصرنا المبارك , وقد كتبنا هذا بدقة , وأشتركنا فى
تاليفه بسبب الأشخاص الذين يتصيدون عيوب الناس .

w6w2005042101482515964c49b47.gif

w6w2005042101482515964c49b47.gif

w6w2005042101482515964c49b47.gif


ضلالة أخرى
فى بلاد العرب

ويذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (2) تحت عنوان "أنشقاق
العرب " فقال : " ونحو ذلك الوقت قام ىخرون فى بلاد العرب مناديين بتعليم غريب عن
الحق , إذ قالوا أن النفس البشرية فى الوقت الحاضر تموت وتبيد مع الجسد , ولكنهما يتجددان معاً وقت القيامة , وفى هذا القوت أيضاً أجتمع مجمع كبير , دعى إليه اوريجانوس أيضاً ’ فتكلم فى الموضوع بكل قوة , حتى تغيرت آراء الذين سبقوا ان سقطوا


. "
210.gif
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

كتابات أوريجانوس وتعاليمة

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


أولا غزارة كتاباته وشهرتها :

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


لم تشهَد المسيحية في تاريخها رجلاً غزير الإنتاج نظير أوريجانوس. فقد طرق كل
المجالات الفكرية من شرح للكتاب المقدس وتفسير العقائد ودحض البدع.


فأبيفانوس أسقف
سلمين ينسب إليهِ ستة آلاف مجلّد وأوسابيوس ألفين. بيد أن هذه الأرقام الخيالية
تبقى موضوع تساؤل الكثيرين , ولكن بمكن تفسير كتابتة هذا العدد الهائل بانه كان
يؤلف عدة كتب فى آن واحد حيث كان يجلس ستة أو سبعة كتبه يملي عليهم فى وقت واحد
كل كاتب مقطع أو مقاطع فى كتب مختلفة .
من أهم كتبهِ في شرح الكتاب المقدس "السداسي" و"السخولية" و"الفيلوكالية". أما في
مجال الدفاع عن الإيمان فلدينا "الرد على كِلس". في الحقل العقائدي تفرَّد
أوريجانوس في مؤلفاتهِ وكان أول لاهوتي أقحم الفكر المسيحي في قالبٍ منهجي منظَّم
فترك لنا "الحوار مع هراقليذس" و"حول القيامة" و"كتاب البسط".



ويروى المؤرخ يوسابيوس القيصرى عن
التفاسير التى ألفها أوريجانوس فى قيصرية فلسطين (1) فيقول : " 1 - ونحو هذا
الوقت أعد أوريجانوس تفاسيره عن أشعيا وحزقيال أما تفاسيره عن السفر الول فقد وصلنا
منها ثلاثون كتاباً , يصل فيها إلى الجزء الثالث من أشعيا (أى إلى أش 20 : 6) حتى
رؤيا بهائم البرية ( أى إلى أش 30 :6)

2 - وإذ كان وقتئذ فى أثينا أكمل
تفسيره لسفر حزقيال , وبدأ تفسيره لسفر نشيد الأنشاد , وصل فيه إلى الكتاب الخامس ,
وبعد عودته إلى قيصرية أكمل هذا أيضاً , فوصلت إلى عشرة كتب .


3 - ولماذا نقدم فى كتاب للتاريخ هذا
قائمة دقيقة عن مؤلفات الرجل التى تحتاج إلى مؤلف خاص , وقد فعلنا هذا فى حديثنا عن
حياة بمفيليوس وهوة شهيد مبارك من شهداء عصرنا , فبعد أن بينا كيف كان إجتهاد
بمفيليوس فى ألمور الروحية عظيماً , قدمنا قائمة عن المكتبة التى جمعها من مؤلفات
أوريجانوس , وغيره من الكتاب الكنسيين , وكل من أراد يستطيع أن يعرف من هذا ما وصل
إلينا من مؤلفات أوريجانوس , أما ألان فلنتقدم خطوة أخرى فى بحثنا التاريخى هذا .



وهنالك كتابات أخرى لأوريجانوس مثل:

"رسالة في التحريض على الإستشهاد"
يدعو فيها كل مسيحي إلى التمسُّك بإيمانهِ حتى ولو أدى ذلك
للإستشهاد، .....


ويروى
المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى (2)
سبب كتابة أوريجانوس كتابه
عن الإستشهاد ..عن فترة الإضطهاد الذى حدث فى عهد
مكسيموس فقال : " وإذ إنتهى حكم الأسكندر (3) الأمبراطور الرومانى بعد 13 سنة خلفه
مكسمينوس قيصر وبسبب بغضه لأهل بيت الإسكندر ( يقصد حاشيته والمقربين منه) الذى شمل
كثير من المؤمنين , فبدأ يضطهد الكنيسة , وأصدر أمراً بأن لا يقتل إلا قادة الكنائس
, على أساس أنهم هم المسئولون عن التعليم بالأنجيل .

وعلى أثر ذلك كتب أوريجانوس مؤلفه عن الأستشهاد (4) وأهداه
إلى أمبروسيوس , وبروتوكتيتس وهو قس فى إيبروشية قيصرية وذلك لأنهما أثناء الأضطهاد
تكبدا تعذيباً غير عادى , وقيل أنهما أعترفا إعترافاً مجيداً أثناء حكم مكسيمينوس
الذى لم يدم غير ثلاث سنوات , وقد دون أوريجانوس فى الكتاب 22 من تفسيره لإنجيل
يوحنا , وفى عدة رسائل , أن ذلك الوقت كان هو وقد الأضطهاد .



و"رسالة إلى تلميذه غريغوريوس العجائبي"
يحثه فيها على الأخذ من الفلسفة اليونانية بما هو مفيد

للمسيحية، مع التشديد على أولية الأسفار المقدسة كمرجع أول لك مسيحي،


و"وسالة إلى يوليوس الأفريقي"
وهي دراسة عن قانونية بعض الفصول اليونانية من سفر دانيال النبي.


وتحت عنوان مؤلفات أخرى لأوريجانوس كتب المؤرخ يوسابيوس القيصرى (5) : " 1 -
وفى هذا الوقت , إذ كان أفيمان قد أنتشر , وكان ينادى بتعاليمنا بجسارة أمام الجميع
, سمع أوريجانوس للكتاب أن يجونوا محاضراته العامة , الأمر الذى لم يكن يسمح به من
قبل , ويقال أنه كان وقتئذ قد تجاوز الستين عاماً وكان قد أكتسب مرونة عظيمة من
أختباره الطويل .


2 - وقد كتب أيضاً فى هذا الوقت
مؤلفاً من ستة كتب , رداً على المؤلف المعنون " بحث حقيقى " كتبه ضد ناكلسس
(6) الأبيكورى , كما كتب خمسة وعشرين كتاباً عن أنجيل متى , وعلاوة
على هذه الكتب تفسيراً عن الأنبياء الأثنى عشر , لم نجد منه
سوى خمسة وعشرين كتاباً

3 - ولا يزال أيضاً باقياً رسالة له
كتبها إلى المبراطور فيليب , وأخرى كتبها غلى سفيرا زوجته , مع رسائل أخرى عديدة
كتبها لأشخاص مختلفين , وقد جمعنا ما أمكن جمعه من هذه الرسائل ورتبناها فى
كتب مستقلة حتى وصل العدد إلى مائة كتاب , لكى لا تتبعثر أو تضيع , وكان قد حفظها
أشخاص مختلفين هنا وهناك .

4 - وكتب أيضاً إلى فابيانوس , أسقف
روما , كما كتب عن إستقامة رأيه غلى اشخاص كثيرين آخرين من قادة الكنائس , وفى
الكتاب الثامن من مؤلفنا " الدفاع" الذى كتبناه دفاعاً عنه , تجد أمثلة لهذه
الرسائل .

w6w_w6w_20050424230142a180a376.gif


ثانياً : تعاليمه:
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


تأثر أوريجانوس بالفلسفة الأفلاطونية فاستعارَ تحديد أفلاطون للكائن البشري
المركَّب من ثلاثة عناصر، الجسد والنفس والروح، وطبَّقه على تفسير الكتاب المقدس
بقولهِ أن للكتاب ثلاثة مفاهيم: المفهوم الحرفي والمفهوم الأخلاقي والمفهوم الروحي.
وقد كان أوريجانوس أول من ابتكر علم التأويل والإستعارة محمّلاً النصوص الكتابية
أبعاداً ورموزاً جديدة لا مثيل لها.
بالنسبة للعقيدة الثالوثية فقد شدَّد على المساواة بين الآب والابن لكنه كان يعتبر
الروح القدس أدنى مرتبة من الابن. لا شك أن هذا يخالف العقيدة المسيحية كما أعلنت
في المجامع المسكونية، لكن لا يغب عن بالنا بأن العقيدة المسيحية كانت في تلك
الآونة تتلمَّس طريقها لتجد صيغة تسبك فيها الأسرار المسيحية على أساس سليم.
في مجال علم المسيح (الكريستولوجيا) فقد ابتكر أوريجانوس مصطلحات ما نزال نستعملها
في أيامنا هذه مثل "طبيعة" و"جوهر" و"مساوٍ في الجوهر" و"إله ـ إنسان". وقد لعبت
هذه العبارات في النقاشات اللاهوتية دوراً مهمّاً خلال القرنين الرابع والخامس
الميلادي.
من التعاليم الجديدة التي أنشأها أوريجانوس هي فكرة "الإصلاح النهائي الشامل". فهو
يقول بأن الشرَّ بما أنه عنصر من عناصر العالم فهو زائل لا محالة، ولذلك فإن العالم
مدعو برمتهِ إلى الخلاص الشامل. هذه النظرية مرتبطة بنظرية الوجود السابق للنفس،
ككائن روحي، حكم عليها أن تعيش في الجسد كعقاب لها على خطيئة ارتكبتها. فالإصلاح
النهائي هو إذاً إعادة الصورة القديمة للنفس إلى أصلها بمعونة المسيح مخلص العالم.
لم تقبل الكنيسة هذا التعليم وشجبته في المجمع المسكوني الخامس (القسطنيطينة
الثاني) وحكمت على أتباعهِ.



210.gif

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
قضية الخلاف بين البابا ديمتريوس الـ 12 وأوريجانوس
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif
w6w200504210545221db92606.gif

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

نبدأ بالأحداث التى أدت إلى إلإتهامات التى وجهت إلى
العلامة أوريجانوس كما يلى :


أرسل البابا الأنبا ديمتريوس أوريجانوس فى رحلة إلى اليونان
حيث ذهب إلى آخائية ليعمل صلحاً , وكان يحمل تفويضاً كتابياً من أسقفه (1) وفى
طريقة عبر فلسطين , وفى قيصرية سيم قساً بواسطة أسقفها (2) , حيث رأى للأساقفة أنه
لا يليق بمرشد روحى مثل أورجانوس بلغ أعلى المستويات العلمية وتخرج من تحت يده كهنة
وأساقفة ورهبان أن يظل بدون درجة كهنوتية , كما أن البابا ديمتريوس أعترض على أنه
علمانى ويعظ فى الكنيسة فى حضرتهم حيث أنهم أساقفة , ولكن أعتبر البابا ديمتريوس أن
هذه السيامة أكثر خطأ من وعظه علمانيا فى حضورهم , وقد أعتبرها سيامة باطلة لسببين
:

ا - أن أوريجانوس قبل السيامة من أسقف غير أسقفه وبدون
أذنه .

ب - أن أوريجانوس خصى نفسه , الأمر الذى يحرمه من نوال
درجة كهنوتية !!


w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


كيف أدين أوريجانوس ؟


دعا البابا ديمتريوس مجمعاً من الأساقفة والكهنة فى
الأسكندرية وكانت قراراته هو رفض المجمع القرار السابق
وأكتفى بإبعاد أوريجانوس عن
الأسكندرية (3) .

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

عودة أوريجانوس من مهمته إلى مصر


وعاد أوريجانوس من مهمته التى أرسله فيها البابا ديمتريوس
إلى الإسكندرية ليفاجأ بقرار المجمع
بإبعاده عن الأسكندرية وأعتقد أنه
له فيها كهنوت ويفعل ما أراده فلم يقبله القديس ديمتريوس وقال له : " يوجب قانون
الآباء الرسل .. أن لا يفارق كاهن المذبح الذى قسم عليه , فإمضى إلى الموضع الذى
قسمت فيه قساً فإخدم فيه هناك بإتضاع كالقانون , وأنا فلن أحل قانون البيعة (
الكنيسة) لأجل مجد الناس " فظل مطروداً , فلم يقبله البابا ديمتريوس , ونفاة , فذهب
أوريجانوس إلى بلدة تمى من كوستانكية , وبقول ويذكر الأنبا
ساويرس (ابن المقفع ) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع
أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة
والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 18 : " وخدع أسقفها وأسمه
أمونة فجعل أوريجانوس يخدم فى أحدى البيع ( الكنائس) , فلما وصل الخبر إلى الأنبا
ديمتريوس ذهب بنفسه إلى تمى عن قصد ونفى أوريجانوس وقطع (حرم) الأسقف أمونة لأنه
قبل أوريجانوس وشفق عليه فى أسقفيته مع أنه عارف بأعماله وكذبه , ورسم الأنبا
ديمتريوس أسقفاً غيره أسمه فلا أس , وكان فلا أس رجلاً خائف من الرب وكان إيمانه
كبير .. فقال : لن أجلس على الكرسى وأمونة على قيد الحياة " وظل كذلك حتى مات أمونة
ثم جلس السقف فلا أس , ثم أستشهد بعد ذلك بزمان ومضى إلى الرب بسلام
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

لبابا ديمتريوس يصر على عقد مجمع آخر



ولكن قرارات المجمع المحلى السابق لم ترضى البابا ديمتريوس فدعا لعقد
مجمعاً آخر من الأساقفة فى سنة 232 م كان قرارة كالآتى

بطلان
كهنوتة وأعتبارة لا يصلح للتعليم .
ويقول ابونا القمص تادرس يعقوب الملطى أن أوريجانوس : حرم
أيضاً لأخطاء وردت فى كتاباته ( ملاحظة من الموقع : لم يذكر أبونا تادرس هل
الفقرات التالية وردت فى نص الحرم فى المجمع المنعقد أم لا - حيث أنه من المعروف أن
الكتب فى ذلك كانت تنسخ باليد وكان يمكن أضافة مقاطع إلى كتب المؤلفين إذا أراد
أحدا أن يفعل ذلك وليست مثل الكتب التى تطبع هذه الأيام حيث يذكر أبونا تادرس يعقوب
الملطى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة علم ولاهوت - القمص تادرس يعقوب ملطى -
طبعة تحضيرية 1986 م ص 36 : " والآن
أود أن أقدم فكرة مختصرة عن أخطائة التعليمية , وإن كان قد أعلن هو ( أوريجانوس)
بأنها قد أدخلت فى كتاباته بغرض تشوية صورتة ) - وعموماً هذه مجرد تساؤلات
فقط ونسرد الأخطاء التى
ذكرها تبعاً لسياسة الموقع)

1 - آمن بأن النفوس خلقت قبل الأجساد , وأنها أرتبطت
بالأجساد كتأديب عن خطايا سابقة أرتكبتها (4) وأن عالم الحس بالنسبة لها ليس إلا
مكاناً للتطهير .

2 - نفس المسيح لها وجود سابق قبل التجسد . أتحدت
باللاهوت (5) .

3- ستعود كل الخليقة إلى أصلها فى الرب , ويخلص كل
البشر (6) ( وأن العقوبة الأبدية لها نهاية )

4 - سيخلص الشيطان وكل الأرواح الشريرة , وإذ وجه إلي
اوريجانوس
اللوم على ذلك أعترض قائلاً : " أنها مجرد فكرة قد بلغت نظرية (7)

أنتشر القرار فى مصر كقرار من مجمع محلى ولكن
لشهرة العلامة أوريجانوس العالمية أنتشر فى الغرب وقد علق المؤرخ أوسابيوس القيصرى
قائلاً : " عندئذ إزدادت شهرته جداً , وأصبح أسمه معروفاً فى كل مكان , ونال صيتاً
عظيماً بسبب فضائلة وحكمتة , وأما ديمتريوس فإذ لم يكن لديه ما يقوله ضده سوى ذلك
العمل الصبيانى , أتهمه بمرارة , وتجاسر على أن يتهمه ويشرك معه فى هذه الإتهامات
أولئك الأساقفة الذين نصبوه قساً " ولكن تجاهلت الكنائس الشرقية قرار المجمع المصرى
ومنها كنائس فلسطين والعربية وفينيقية وآخائية حيث كان أوريجانوس شخصية معروفة
لأساقفتها .

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif



الروح
المسيحية النبيلة لأوريجانوس :

أطاع أوريجانوس قرار المجمع المحلى فى
مصر متحاشيا روح الفرقة والإنقسام بكل محبة مسيحية أبتعد عن مكان نشأته والموضع
الذى أحبه أكثر من أى بقعة أخرى على الأرض وهو الرجل الذى أعتقد أنه بخصى نفسه ضحى
بشئ وبإبتعاده هذا ليست بالتضحية العظيمة من أجل حفظ وحدة الكنيسة , فقد وصلت
علاقاته الشخصية قصر الأمبراطور ولأعماله ومركزه العلمى وصلت شهرته إلى
العالمية حيث كان يتعلم فى مدرسة الأسكندرية أبناء عظماء بلاد الشرق والغرب ,

ويقول ابونا القمص تادرس يعقوب الملطى :

فكان فى إمكانه قيادة حركة مضادة
للبابا لكنه لم يفعل هذا , ويشهد على صلاته فى موطنة قوله : " يحدث أحياناً أن
أنساناً يطرد خارجاً ويكون بالحق لا يزال فى الداخل , والبعض يبدون كما لو كانوا
بالداخل مع أنهم بالحقيقة هم بالخارج "

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif


لأنبا
ديمتريوس يطارد أوريجانوس

وذهب أوريجانوس إلى قيسارية فلسطين
وصار يقدس هناك أسقفاً , فكتب البابا ديمتريوس إلى الأكسندرس أسقف يورشاليم يقول له
: " لم نسمع أن مارقاً يعلم ( يقصد أوريجانوس) فى مكان فيه أساقفة قيام " وكان يعتب
على أسقف قيسارية وأسمه تاودكطس ويلومه لأن أوريجانس عنده ويصعب عليه الأمر ويقول :
" ما ظننت أن يكون هذا فى قيسارية (على هذا السقف) وقد وجدنا فى كتب أوريجانوس يقول
أن : الأبن مخلوق والروح القدس مخلوق " فقرأ أسقف قيسارية كتاب البابا ديمتريوس فى
البيعة ( الكنيسة ) لأن اسقف أورشليم أرسله إليه فقطع أوريجانوس (حرمه) وطرده من
كرسى قيسارية وعاد أوريجانوس إلى الإسكندرية ويقول الأنبا ساويرس : " فعاد (
أوريجانوس) بقلة حياء إلى الإسكندرية "

ولما صار على أنطاكية بطرك أسمه فيلتس
ظهر فى أيامه رجل مخالف آخر وكتب كتباً خارجه عن التعليم , ثم مات فيلتس ورسم بطرك
اسمه زابتوس .. فأمر أن لا تقرأ كتب هذا المخالف , كما لا تقرأ كتب اوريجانوس الذى
نفى من ألسكندرية لأن كتبه كانت قد أنتشرت وأشتهرت وقال : " من يحب أن يقرأ الكتب
فليقرأ الكتب المقدسة "

وكان البابا ديمتريوس عقد سينودسيَن
ومنعهُ على إثرهما من التعليم ومن الإقامة في الإسكندرية، وقد ثبَّت البابا
بونتيانوس هذا التدبير، ذلك أن أوريجانوس كان قد ارتكب خطأً فادحاً في خَصْي ذاتهِ،
مُفَسراً بشكل حرفي ما ورد في مت 19/12. لكن من المحتمل أن هناك أسباباً أبعد من
ذلك، تتعلَّقُ بصحة تعليمهِ.
بسبب هذه الأحداث انتقل أوريجانوس ليعيش في القيصرية تحت ظل الأسقف ثيوكتيستوس، حيث
باشر بتأسيس مدرسة لاهوتية على شاكلة تلك التي كان عمل بها في الإسكندرية، بمساعدة
صديقهِ أمبروسيوس الذي كان غنوصياً قد اهتدى إلى الإيمان. وأمضى أوريجانوس الباقي
من حياتهِ هناك حيث علَّم ووعظ.

w6w20050420124057976e5a7c.gif



210.gif
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الأسباب التى أوردها الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة
غن قضية الخلاف


w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

الأنبا ساويرس (ابن المقفع )

تاريخ البطاركة
: سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع
أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة
والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء
الأول ص 14- 15
يصف إدانه أوريجانوس فيقول : أوريجانوس الذى قطعه الأنبا ديمتريوس بسبب فعلة ما لا
يجوز من كتب السحر ورفضه كتب القديسين , وأنه وضع كتب كثيرة عن نفسه فيها تجديف
كثير منه :

** الأب خلق الإبن , وأن الأبن خلق الروح
القدس .. ولم يقل أن ألاب والأبن والروح القدس إله واحد
,
وأن الثالوث لا يعجزة شئ بل
قوته واحدة وربوبيته واحدة .

ولأجل سوء أعتقادة رفضته الكنيسة إذ
كان غريباً منها وليس هو من أولادها لفساد أقواله , فلما طرد منها وزال طقسه خرج من
الأسكندرية ومضى إلى فلسطين وأحتال حتى نال درجة الكهنوت وقسم قساً من يد أسقف
قيسارية فلسطين ,
ويذكر الأنبا ساويرس (ابن المقفع ) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه –
ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها
طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 17 : "
فلما رأى أوريجانوس الذى حرمه ديمتريوس بأن البيعة قد أبعدته مضى إلى اليهود وفسر
لهم آيات من الكتب العبرانية على غير جهتها , وأخفى ما فيها من نبوات الأنبياء عن
السيد المسيح .. حتى أنه لما جاء إلى موضع الشجرة التى كان فيها كبش أبراهيم (
عندما كان يريد أن يقدم أبنه محرقة) مربوطاً بقريبه ( شجيرة) , وقد فسرها ألاباء
أنها مثال خشبة الصليب , فأخفى أوريجانوس ذكرها , وأزاله , وفسر كتباً كثيرة كذباً
ليست صحيحة وشاركه مخالف آخر أسمه سيماخوس .. قال : " أن المسيح مولود من مريم
ويوسف .. وأنكر قوة الولادة العجيبة .. وأن السيد المسيح مولود بلا تعب .. لأنه
هكذا ولد من العذراء بلا تعب , هو الإله وهو الأنسان بالحقيقة واحد من أثنين , وكان
هذا المخالف يظهر انه مسيحيى مرة ومرة أخرى يقول أنه حكيم وقد قرأ كتب الصابئة
والمعتزلة .. ثم صادق أوريجانوس وأضل مجموعة من السذج , فقام أنسان
w6w20050420124057976e5a7c.gif


210.gif

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
جزء ثالــث



الفصل الأول

الإضطهاد الذى حدث فى عهد ساويرس

عندما بدأ ساويرس يضطهد الكنيسة قدم أبطال
المسيحية أرواحهم كشهداء أمجاد فى كل مكان , هذا كان هو الحال خاصة فى
الإسكندرية التى كانوا يحضرون إليها , مثل ما يفعلون فى أعظم مسرح - فمن كل أرجاء
مصر وثيبيس بأبطال الرب الإله كل منهم حسب إستحقاقة , فينالون الأكاليل من الرب
بصبرهم وإحتمالهم التعذيب الشديد وكل أنواع الموت , وكان بين هؤلاء ليونيدس الذى هو
أبا أوريجانوس , وقد قطعوا رأسه بينما كان أبنه لا يزال حديث السن , وهنا لا يفوتنا
أن نبين بإختصار : كيف كان ميل هذا الأبن عظيماً جداً للكلمة الإلهية بسبب تعليم
أبيه له , وذلك لأن شهرته قد فاقت كل حد عند كثيرين .


w6w2005042121361019119d1ca97.gif


الفصل الثانى
تربية أوريجانوس وتهذيبه (2) منذ الطفولة


1 - من الممكن ذكر كثير من التفاصيل عند محاولة
وصف حياة هذا الرجل وهو فى المدرسة , على أن هذا الموضوع وحده يحتاج إلى سفر (كتاب)
خاص , ومع ذلك , فإننا فى هذا الكتاب الذى يتطلب الإيجاز فى معظم ما نذكره , سوف
نذكر بعض الحقائق القليلة عنه على قدر ما يمكن الإيجاز به , بجمعها من بعض الرسائل
, ومن أقوال بعض أشخاص لا يزالون أحياء وكانوا على صلة به .


2 - وإن ما رووه عن أوريجانوس لهو حليق بالذكر ,
حتى منذ أيام طفولته الأولى .. حيث كان ذلك فى السنة العاشرة من ملك ساويرس , إذ
كان ليتوس والياً على مدينة الأسكندرية وسائر أرجاء القطر المصرى , وكان ديمتريوس
(البطريرك 12 نصب سنة 188 - 230 م ) قد أقيم أخيراً أسقفاً على أبروشياتها خلفاً
ليوليانوس (البطريرك 11نصب سنة 178 - 188 م)


3 - وعندما إزدادت نار الإضطهاد إشتعالاً , ونال
الكثيرون إكليل الشهادة , تملكت رغبة الإستشهاد فى نفس أوريجانوس بالرغم من
صغر سنه , فتقدم متحفزاً إلى النضال بغيرة متأججة وأقترب فعلاً من مرحلة الخطر .



4 - وفى الواقع ان نهاية حياته كانت قد أقتربت ,
لولا أنه لم تحن ساعته بعد وتدخلت العناية الإلهية السماوية لصدة عن إتمام رغبته ,
وذلك عن طريق أمه , وكان ذلك من اجل خير الكثيرين .


5 - وفى بداية الأمر توسلت إليه أن يشفق على
عواطفها من ناحيته كأم , ولكنها وجدت أنه إزداد ثباتاً فى عزمه , وإندفع بكل قوته
للإستشهاد عندما علم بإلقاء القبض على أبيه وسجنة , خبأت كل ملابسه , وهكذاً ألزمته
بان يظل فى المنزل ولا يقدر على مغادرته .


6 - وهكذا لم يكن فى إستطاعته عمل شئ آخر , ولكن
غيرته المتأججة ظلت تشتعل فيه وتجاوزت حدود سنه فلم تسمح له بالبقاء ساكناً , فأرسل
إلى أبيه رسالة مشجعة عن الإستشهاد , نصحه فيها قائلاً : " أحذر من أن تغير موقفك
بسببنا " هذا ما يمكن تدوينه وكتابته كأول دليل على حكمة أوريجانوس فى شبابه وعلى
محبته الصادقة للرب إلهه وأصراره على والتقوى


7 - وكان فى ذلك الوقت قد أكتنز محصولاً وافراً
من وصايا الإيمان , إذ كان قد تهذب فى الأسفار الإلهية منذ الطفولة , ولم يدرسها
بروح الإستهتار وعدم الإكتراث بل بالجد والمثابرة , وزيادة على أن والده قدم إليه
الثقافة الواسعة العادية , فإنه لم يجعل دراسة الأسفار الإلهية أمرا ثانويا بل
أمراً أساسياً فى حياته .

8 - ففى بادئ الأمر مرنه على الدراسات المسيحية
, قبل تعليمه العلوم اليونانية , وطلب منه أن يحفظ جزءاً معيناً كل يوم , ثم يتلوه
عليه .

9 - ولم يكن هذا عملاً صعباً لأوريجانوس وهو ما
زال ولداً , إذ كان شغوفاً جداً بهذه الدراسات , ثم انه لم يكتف بدراسة الأمور
السهلة والواضحة فى الأقوال المقدسة , بل طلب المزيد , وإنكب على التأملات العميقة
, وهو فى هذا السن المبكرة , لدرجة أنه كثيراً ما كان يربك أباه بأسئلته عن المعنى
الحقيقى والخفى للأسفار الإلهية .


10 - وكان أباه يوبخة - بحسب الظاهر - قائلاً له
: أن لا يبحث فوق حدود سنة , أن أن يذهب إلى أبعد من المعنى الظاهر , ولكنه فى واقع
الأمر كان مغتبطاً فى نفسه جداً , وشكر الرب لأنه مصدر كل صلاح , إذ حسبه أهلاً أن
يكون أباً لصبى كهذا .

11 - ويقال أنه كثيراً ما كان يقف بجوار الولد
وهو نائم , ويكشف صدره , كأن روح الرب قد أستقر فى داخله ويقبله بوقار , وفى هذا
يعتبر نفسه بأنه تبارك من ذريته الصالحة وأن أبنه هو عطية الرب له .


12 - ولما ختم أبوه حياته بالإستشهاد تركه مع
أمه وستة أخوة أصغر منه , وكان عمره لم يكتمل بعد 17 سنة .

13 - وما كانت ممتلكات أبيه قد صودرت لحساب
الخزانة الحكومية , فقد أصبح هو وأمه وأخوته محتاجين لضروريات الحياة , ولكن كانت
العناية الإلهية ترعاه , ووجد أوريجانوس ترحيباً من أمرأة غنية جداً , وممتازة فى
طريقة حياتها وفى نواح أخرى كثيرة , وكانت تعامل بإكرام عظيم شخصاً هرطوقياً
مشهوراً كان يعيش فى الإسكندرية وقتئذ , ولكنه من مواليد أنطاكية , وكان يعيش معها
لأنها كانت قد تبنته , وكانت تعامله بمنتهى الرفق واللطف .


14 - وكانت الضرورة تحتم أوريجانوس أن يختلط به
, ولكنه منذ هذا الوقت وما بعد ذلك قدم دلائل قوية على رسوخ قدمه فى الإيمان , وكان
بولس له مقدرة ( وهذا هو اسم الرجل المتبنى ) فى المناقشة وكانت تأتيه جموع كثيرة ,
ليس من الهراطقة فقط بل أيضاً من ابناء شعبنا , ومع ذلك لم يستطع غواية أوريجانوس
قط فى الإشتراك معه فى الصلاة , لأنه كان متمسك بقوانين الكنيسة (3) رغم أنه كان
صغير السن , وأبغض على حد تعبيره تعاليم الهراطقة , وإذ كان قد تعلم علوم
اليونانيين على يد أبيه فإنه بعد موته أنكب على دراسة الأدبيات بأكثر توسع وتعمق ,
حتى أنه حصل على أستعداد كبير فى فقه اللغة , وإستطاع بعد موت أبيه بفترة وجيزة أن
يعوض هذه الخسارة بالإنكباب على هذا الموضوع , فحصل على مايكفى إحتياجاته التى كانت
موجوده فى عصره .



210.gif


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الألام التى
عاناها أوريجانوس
وماذكر عن نياحته


w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif




ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) عن " الأضطهاد الذى حدث فى
عهد ديسيوس (2) - الألام التى تكبدها أوريجانوس " فقال : "

1 - وبعد أن حكم فيليب
سبع سنوات خلفه ديسيوس , ونظر لحنقة على فيليب بدأ فى أضطهاد الكنائس , وفى هذا
الإضطهاد أستشهد فابيانوس (3) فى روما , فخلفه كرنيليوس فى الأسقفية .


2- وفى فلسطين سيق الأسكندر أسقف كنيسة أورشليم ثانية
أمام كرسى الوالى فى قيصرية من أجل المسيح , وبعد أن برأ نفسه بشجاعته فى أعتراف
ثان ألقى فى السجن مكللة هامته بمشيب السن الوقور .

3 - وبعد أعترافه الجليل أمام ساحة الوالى رقد فى السجن
وخلفه مازابانس فى أسقفية أورشليم .

4 - ولما رقد بابيلاس الأنطاكى أيضاً فى السجن بعد
أعترافه مالأسكندر خلفه فابيوس فى كنيسة أنطاكية .


5 - أما مقدار البلايا التى حلت بأوريجانوس أثناء
الإضطهاد , ومقدار شناعتها , وماذا كانت نتيجتها النهائية ( فإن شيطان الشر جرد كل
قواته , وحارب الرجل بكل حيلة وبأقصى جهده , هاجماً عليه بعنف أشد من سواه ممن هجم
عليهم وقتئذ) ومقدار ما تحملة من أجل المسيح , والقيود , والتعذيبات الجسدية ,
والتعذيبات بالطوق الحديدى , وفى السجن , وكيف مدت قدماه فى المنطرة أياماً كثيرة ,
وكيف تحمل بصبر التهديد بالنار , وكل ما عذبه به الأعداء , وكيف وضع حد لآلامه
نظراً لأن قاضيه بذل أقصى جهده لإنقاذ حياته , وما هى الكلمات التى تركها بعد هذه
الشياء مليئة بالتعزية لكل من يحتاج إلى عون - كل هذه تبينها كثير من رسائلة بدقة
وأمانة .





w6w2005042015240916d134c1.gif

نيــــــــــــاحته


w6w200504201409582029b27d5c8.gif
نياحته
w6w200504201409582029b27d5c8.gif


ويذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (4) موت أوريجانوس فيقول :
" تحت عنوان" خبث ديسيوس وجالوس " : " وإذ لم يكد ديسيوس (5) يكمل سنتين فى الحكم
قتله اباؤه وخلفه جالوس , وفى هذا الوقت مات أوريجانوس وكان عمره تسعاً وستين سنة ,


w6w20050420124057976e5a7c.gif



210.gif

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
هل هناك
w6w20050420165328e2eb6eaf.gif

مؤيدين ومنصفيت
للعلامة اوريجانوس بالرغم من حرمه!!!!!!!

w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

أعجاب آباء الكنيسة بشخصسة وعلم العلامة أوريجانوس
يقول الأنبا غريغوريوس :
"ولم يكن أوريجانوس , ذلك العبقرى الفذ , هو أعظم قادة الفكر بين المصريين وحدهم
, ولا بين الجانب المقيمين فى مصر فحسب , بل كان أعظم أهل زمانه فى كل بلاد الشرق ,
والغرب أيضاً ... حتى أنك لا تفتح كتاباً أو دائرة معارف شرقية أو غربية إلا وتجد
أسم اوريجانوس يحوطه الإعجاب والإحترام والتقدير العظيم .. وهو يوصف عادة بأنه المع
لاهوتى فى زمانه , ومن أعظم قلة معدودة فى تاريخ المسيحية بأسرها , وأنه فاق فى
شهرته أساتذته الأفذاذ , وقفز أسمه إلى قمة الشهرة التاريخية ,
وصار يعرف بــ ( دكتور) الكنيسة الجامعة .

الأمر الذى لا شك فيه , ولا جدال حوله .. هو عبقرية أوريجانوس وشخصيته الفذة
التى .. جمعت فأوعت : روحانية عميقة , وعلماً واسعاً وعقلاً جباراً , وأستاذية
نادرة , ورجلاً مكملاً بالفضائل الأخلاقية والذهنية والعلمية , بصورة يتيمة لا
تتكرر فى الترايخ إلا فى حقب متباعدة تفصل بينها قرون واجيال

وأضاف قداسته : "
والمعروف عند جميع الدارسين , أن كل الذين تتلمذوا على العلامة أوريجانوس من
آباء الكنيسة الكبار , كانوا معجبين به كل الإعجاب , ولقد أثنوا عليه فى
كتاباتهم ثناء عاطراً نادراً , ومدحوه مدحاً سخياً وبغير تحفظ , ولقد حمدوا
صفاته الشخصية الروحية , كما حمدوا له عبقريته الفكرية اللاهوتية , وحمدوا له
أيضاً غيرته المسيحية الأرثوذكسية , وذكروا له بالأعجاب والفخر مقاومته
للآراء الهرطقية , فضلاً عن المذاهب الفلسفية الوثنية المنتشرة فى زمانه , ومن
بينها مذهب كلسوس Celsus الفيلسوف البيقورى الكبير ,
الذى تزعم مهاجمة المسيحية وكان يسخر منها , فإنبرى له أوريجانوس بالبيان
الشفاهى والكتابى حتى أنهزم كلسوس أمام قوة حجتة بل واعلن أقتناعه بالمسيحية ,
وأعتنق المسيحية ووضع فى تأييدها كتباً .

ومن بين الهرطقات التى
قاومها اوريجانوس بدعة ضد ضد خلود النفس أنتشرت فى بلاد العرب فى ايام فيلبس
العربى , فذهب إليها , وحضر فيها مجمعاً وأستطاع أن يهدى الضالين , وأن يواجه
الهراطقة بالدليل والبرهان , حتى أجهز على تلك البدعة وقضى عليها .. وغير ذلك
الكثير صنعة أورجانوس , وله الفخر أنه أستطاع أن يرد إلى الإيمان الأرثوذكسى
بريل أسقف البصرة

w6w2005042121222119103710901.gif

عبقرية أوريجانوس
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

على أن مشكلة أوريجانوس
الحقيقية هى عبقريته .. أن عبقريته جعلت أنتاجه الخصب أبعد من مناله , فلم يكن
له الوقت ليراجع أعماله ... وأكثر كتاباته وربما كلها لم يكتبها بقلمه .. ولكن
كان لها جيش من الهواة , والأتباع والتلاميذ , بعضهم يكتب بقلم سريع ما يمليه
عليهم الأستاذ العظيم , وبعضهم كان يأخذ ما يكتبه اصحاب القلم السريع (
الإختزال) وينسخونه فى صحائف بخط واضح وجميل ... ولم يكن لأوريجانوس الوقت
يراجع فيه اقواله والكتابات التى ينقلها عنه بعض تلاميذة , ولا المخطوطات
المنسوخة بالخط الواضح الجميل .. ومع أمتداد حياته زاد إنتاجه الخصيب حتى صار
يضم ألوفاً من الكتب , وقد قال عنه القديس أبيفانيوس أسقف قبرص : " أن قارئاً
مهما كان واسع الأطلاع , لا يسعه الإلمام بكل مؤلفات أوريجينيوس لأن له اكثر من
ستة الاف كتاب

w6w2005042121222119103710901.gif


مشكلة اوريجنيوس
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

إذاً فقد كان أمراً
متوقعاً أن تحتوى الكتابات التى تحمل أسم أوريجينيوس على أخطاء , ولا نعلم إذا
كانت هذه ألخطاء هى من عمل تلاميذه أصحاب القلم السريع ( الأخنزال) أم من عمل
تلاميذه النساخ , أم من عمل الفريقين معاً , كل فريق أسهم فى بعض تلك الأخطاء
التى نسبت إلى اوريجينيوس , مما أحتوته الكتابات التى تحمل أسمه .

ويضاف إلى هذا أنه كان
من عادة بعض الهراطقة فى ألزمنة القديمة أن يقحموا آرائهم الهرطقية فى صلب
كتابات عالم فذ مثل أوريجينيوس , فى النسخة الخطية التى ينسخونها من تواليفه ,
وذلك لكى يكسبوا تأييداً لأفكارهم عند جمهور عريض من الناس يحترمون أسم
أوريجينيوس .

وإنصافاً لأوريجينيوس ..
نقول .. أنه هو نفسه كان يتنبه أحياناً لبعض الأخطاء وقع فيها أو زل فيها لسانه
, من ذلك رأيه فى أن نفوس الناس , أى أرواحهم , كانت موجودة سابقاً قبل
حلولها فى أجسادها بالولادة , وأنها لأخطاء إرتكبتها فى حياتها السابقة , عوقبت
بأن حبست فى أجساد , لعلها بهذا الحبس فى الجسد ومعاناتها قى الأرض , تكفر عن
خطاياها السابقة و ثم بهذا تتطهر فتعود إلى العالم الآخر مطهرة ... نقول أن هذه
الفكرة أخذها أوريجانوس عن أفلاطون فى (نظرية المثل) وبرهن عليها من ألأنجيل
بسؤال تلاميذ المسيح لمعلمهم عن المولود أعمى : "

َفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ،
2 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ
قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ
أَعْمَى؟».(يوحنا 9: 1و2) ولكن اورجينيوس عاد وأعتذر عن هذا

ومهما يكن من أمر, فهناك آراء
خاطئة نسبت إلى أوريجينيوس ووجدت فى كتاباته , ولكننا لا نعلم على وجه اليقين
إذا كانت هذه الاراء الخاطئة مردها كلها أو بعضها إلى التلاميذ الذين كتبوا
ففاتهم فكر الرجل فعبروا عنه خطأ , أو فاتهم عبارات أو كلمات , فجاءت كتاباتهم
صورة شوهاء .. لما ما قاله العالم الكبير , أو أن هذه الأخطاء جائت من عمل
النساخ الذين بحسن نية أو بسوء نية أضافوا او حذفوا , فجاءت كتاباتهم مشتملة
‘لى أخطاء , وصار أوريجينيوس مسئولاً عنها , لأنه لم يكن لديه وقت
لمراجعتها وتصحيحها , ولقد أمكنه , كما قلنا , أن يصحح بعضها , ولكنه لم يمكنه
أن يصحح كل ما أتهمه به خصومه فيما بعد .

w6w2005042121222119103710901.gif


أوريجينيوس والتطبيق الحرفى للأنجيل
w6w20050419153529d5cec9d1.gif
w6w20050419153529d5cec9d1.gif

أما أنه خصى نفسه فهذه حقيقة ,
ولقد أضطرت الكنيسة أن تقف منه فى هذا الخطأ موقفاً حازماً , لقد تساهلت مع
سمعان الخراز أو الدباغ الذى خلع عينه بالمخراز عندما أعثرته أمرأة ساقطة عرت
ساقها أمامه , لكن سمعان رجل بسيط , ولا يقتدى بعمله أحد نظراً لبساطته , أما
أوريجينيوس فقد كان تصرفاً خاطئاً حتى لا يتبعه فى عمله آخرون فيخصون أنفسهم
مثله .




210.gif
 
التعديل الأخير:

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
اخيرا وليس اخرا



سيظل موضوع أوريجينيوس مشكلة
معقدة لا حل لها يرضى جميع الأطراف , وسيبقى مسألة غامضة لا يجلوها إلا الرب
نفسه فى يوم الحساب العظيم

إن حرم الكنيسة لأوريجينيوس
مأساة تاريخية , ومع ذلك ليس فى مقدورنا ألان أن نصنع شيئاً إعادة محاكمة
أوريجينيوس أو مراجعة الحكم عليه , لأن معلوماتنا عنه ناقصة فلم يبق من كتاباته
إلا القليل , وفقد منها الكثير , ولسنا نستطيع أن نستعيد أحداث التاريخ بصورتها
الحية التى عاشها المعاصرون لها , بما احاطها من ظروف وملابسات ومفاهيم
اجتماعية .



أن موضوع أوريجينيوس , إذا
أردنا إنصافاً له وللحقيقة , أن نستودعة يد الله الحاكم العدل , وهو الحق
والحقيقة .. وعزاؤنا أن أحكامنا على الأرض أحكام إبتدائية , ولكن هناك بعد
الموت محكمة أستئناف عليا , وفى يوم الحساب العظيم سيصير الحكم العدل الذى لا
نقص فيه , وأمامه :


"لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ
الإِله
(رومية 3: 19)

فلنترك قضية قضية أوريجينيوس بما
فيها من حق وظلم , بين يدى الديان الإله العادل :
"لَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.
(متى 16: 27) , ( رومية 2: 6)

أما نحن قلا نملك إلا الإعجاب
بكل صفات أوريجينيوس النبيلة والجميلة , ونحنى هامالتنا أمام عبقريته العظيمة ,
ونثنى على ما أسداه لنا ولكل الأجيال من خدمات ومعارف , مترحمين عليه , نسأل له
الغفران عنا عساة أخطأ فيه عن غير علم , فالرب وحده هو المعصوم من الخطأ




w6w2005042015240916d134c1.gif
w6w2005042015240916d134c1.gif



w6w_w6w_20050424161257ed487936.gif







210.gif


حياة أوريجانوس العلامة القبطى

مأخوذ من

مؤرخ كتبها فى القرن الثالث - الرابع الميلادى
تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى

(264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار
الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى ك
6 : 2و2و3 مع بعض التعديل فى لغته


210.gif


 
أعلى