- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,360
- النقاط
- 0
- ملحوظة لكل إخوتي لكي يفهموا معنى الإلحاد اليوم:
فالحقيقة أن الفكر الإلحادي يرفض أن يستقطب الله وجود الإنسان، لأنه يرى أن وجود الإنسان الكياني يتلاشى ويزول إذا استقطبه وجود آخر، لذلك يرون إن الإنسان يضيع في الله وكل ما ظهر من أحكام ووصايا هو تقييداً له تحت عبودية الخوف والعِقاب الذي ينتظره أن فعل عكس ما هو مكتوب من فرائض ووصايا، لأن كل ما يُفرض على الإنسان من خارج هو قيد للمزلة...
وهذا ليس معناه أن إلحاد اليوم يبحث عن الانحلال الخُلقي بل العكس لأنه يرى إنسانية الإنسان ولكن مستقله عن هذا الإله الذي اخترعه الناس، ويتحرك بموجب الضمير الإنساني من جهة الرحمة وتطبيق ما في الوصايا بدون أن يقر أنها من صنع إله بل هي صناعة ضمير بشر سموا بالفكر ليصلوا إليها ويدونوها في كتبهم التي يقدسونها...
فيرى الفكر الإلحادي اليوم أن فكرة الله تحول بينه وبين تحقيق ذاته على أكمل وجه، ويقول معظم مُلحدي اليوم أن أهواء والإنسان ومخاوفه هي التي تتخذ وجهاً إلهياً وتنقلب في النهاية على الإنسان لتستعبده. لذلك بحسب هذه النظرة فأن فرض الله يُصبح انتقالاً من الوهم إلى الحقيقة من جهة الحالة النفسية، لأن من كثرة ما يتصور الإنسان عن الله يدخل في وهم الحقيقة التي يصدق وجودها لكنها تربية فكر من الناحية النفسية التي لا تمت بالواقع بصلة، لأن الواقع يقول عكس ما يصدقه الذين يقولون أنهم مؤمنين بالله، لأن اعتماد الملحد عادة على الواقع العملي المُعاش في خبرات وجودية يجدها من حوله !!! لذلك رفض الإيمان بالله ليس منبعه الله في ذاته، إنما هو رفض صورة العبودية والأنانية والانحصار في الجزاء والعقاب...
أنا مش قصدي أحلل الموضوع على قدر أن أنضع صورة لكي نضعها في اعتبارنا كلنا حينما نرد في هذا الموضوع من جهة الخبرة، وانا لن أسهب في الكلام لكي لا أطيل لأن الموضوع طويل ولا أحب أن أدخل في كلام، بل وضعت هذه الفقرة القصيرة لكي يفكر فيها الجميع، مع الاعتبار أن الله الذي أعرفه ليس ما ينتقده الملحدين بل هو شخص حي وحضور مُحيي يرد للإنسان إنسانيته في اتساع معناها وكمالها المتسع التي كانت أساساً عليه منذ البداية، وهذه يختبرها كل إنسان اقترب من الله فعلاً وليس من إله الدين والتدين صاحب الصواب والعقاب بالمعنى المحصور في الدين المُسيس، ولا الدين الفكري الوهمي الذي يعيش فيه البعض، حتى أنهم لا يقدرون ان يقبلوا من يخالفهم الرأي ليقيدوه معهم بنفس ذات الأغلال النفسية والمعنوية الموضوعة عليهم.. لكم مني تحية محبة صادقة
التعديل الأخير: