رد: أبوكريفا العهد الجديد كيف كتبت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
الإصحاح الخامس والعشرون
إحياء سمكة مجففة
وأتمَّ يسوع عامه الثالث. وفيما رأى أطفالاً يلعبون، أخذ يلعب معهم؛ وإذ تناول سمكة مجفَّفة مُشبَعة ملحاً، وضعها في حوض ملئ بالماء، وأمرها بأن تختلج، فبدأت السمكة تختلج. وقال يسوع للسمكة، مخاطباً إياها ثانيةً: " اطرحي الملح الذي فيك وتحركي في الماء ". فحصل الأمر هكذا. وإذ رأى الجيران ماذا يحدث، انبأوا به الأرملة التي كانت تسكن مريم في بيتها. وحين علمت بهذه الأمور، طردتهم على عجل من بيتها.
الإصحاح السادس والعشرون
موت ابن إبليس
وحدث أن يسوع بعد عودته من مصر، حين كان في الجليل، في بداية عامه الرابع، كان يلعب يوم سبت، مع أطفال، عند ضفة الأردن. وإذ جلس يسوع، صنع سبع أحواض صغيرة بالطمي وصنع لكلًّ واحد منها ممرات صغيرة، كان ماء النهر يأتيها بحسب أمره ويعود ثانية. عندئذ أقفل أحد الأطفال، وهو ابن للشيطان، تدفعه الغيرة، المخرج الذي كان يمرُّ الماء عبره ودمَّر ما صنعه يسوع. فقال له يسوع: " الويل لك! يا ابن الموت، يا ابن إبليس. تجرؤ على تدمير العمل الذي صنعته! " وعلى الفور مات الذي فعل ذلك. حينئذ رفع أهل الميت الصوت بضوضاء ضد مريم ويوسف، قائلين: " أن ابنكما لعن ابننا وقد مات ". وعندما سمع يوسف ومريم ذلك، أتيا على الفور نحو يسوع بسبب شكاوى الأهل وجمهور اليهود الذين كانوا يتجمَّعون. لكن يوسف قال سراً لمريم: " لا أجرؤ على مخاطبته، أنما حذَّريه أنت وقولي: لماذا أثرت ضدنا حقد الشعب، ولماذا نحن معرَّضون لغضب الناس المزعج؟ " وعندما جاءت أُمه إليه، رجته، قائلةً: " يا سيَّدي، ماذا فعل الذي مات لتنتهي حياته هكذا؟ " لكنه أجاب: " كان مستحقاً الموت لأنه دمَّر الأعمال التي صنعتها ". وكانت أُمه ترجوه، قائلةً: " لا تتألَّم، يا سيَّدي، لأن الشعب يحتجُّ علينا ". أما هو، فضرب بقدمه اليمنى خاصرتَي الميت، رافضاً أن يُحزنَ أُمه، وقال له: " أنهَضْ، يا ابن الإثم، أنتَ لا تستأهل دخول راحة أبى، لأنك دمَّرت الأعمال التي صنعتها ". حينئذ نهض الذي كان ميتاً ومضى. لكن يسوع، بموجب قدرته، كان يُجرى المياه إلى البحيرات الصغيرة عبر الممرات التي صنعها.
الإصحاح السابع والعشرون
يسوع يخلق عصافير من الطين
وحدث، بعدما رأى الشعب كلّ هذه الأمور، أن يسوع أخذ طيناًً من الأحواض التي صنعها وصنع منه أثنى عشر عصفوراً. وكان يوم سبت عندما فعل يسوع ذلك، وكان معه أطفال كثرين. وعندما رأى أحد أطفال اليهود ماذا كان يفعل، قال ليوسف: " يا يوسف، ألا ترى الطفل يسوع يفعل يوم السبت ما لا يحل فعله؟ فقد صنع أثنى عشر عصفوراً من الطين ". ولما سمع يوسف ذلك وبخ يوسف يسوع، قائلاً: " لماذا تفعل يوم السبت ما لا َيحل فعله؟ " ولما سمع يسوع يوسف، صفَّق بيدَيه وقال لعصافيره: " طيري ". فبدأت بالطيران بناء على أمره لها. وقال للعصافير، في حضور جمهور كبير كان يراه ويسمعه: "هيّا وطيري في الأرض والعالم بأسره، وعيشي! " فصُعق الحضور كلّهم، وقد رأوا آيات كهذه، إعجاباً وذهولاً. وكان البعض يمتدحونه ويعجبون به؛ وآخرون يلومونه. وذهب البعض إلى رؤساء الكهنة ورؤساء الفريسيين، وبلغَّوهم أن يسوع، ابن يوسف، كان يفعل، في حضور شعب إسرائيل كلّه، معجزات كبرى وآيات. وبُلَّغ ذلك في أسباط إسرائيل الأثنى عشر.
الإصحاح الثامن والعشرون
ابن حنان الكاهن يدمر سدود المياه
ودمَّر ابن حنان، كاهن الهيكل، الذي كان قرب يوسف، حاملاً عوداً بيده، في حضور الشعب كلّه، وبحركة غضب عظيمة جداً، السدود التي صنعها يسوع بيدَيه، وأسال الماء الذي جذبه يسوع من مجرى الأردن. كما أقفل ثم دمَّر القناة التي كان الماء يأتي عبرها. وعندما رأى يسوع ذلك، قال للطفل الذي دمَّر ما فعله: " يا أكثر بذرة شريرة للشر، يا ابن الموت، يا خادم الشيطان، حقاً سوف تكون ثمرة بذارك بلا نشاط، وجذورك بلا عافية، وسوف تكون بذورك جافة، لا تعطى ثماراً ". وعلى الفور، وفي حضور الشعب كلّه، ذبل الطفل ومات.
الإصحاح التاسع والعشرون
يسوع يعيد الروح إلى طفل
ثم خاف يوسف، ولازم يسوع، وكان يذهب معه إلى بيته، وأمه معهما. وإذا فجأةً بطفل، خادم إثم، مسرعاً للقائهما، ارتمى على كتف يسوع، راغباً في شتمه وإيذاءه إذا استطاع ذلك. لكن يسوع قال له: " لن تعود سليماً معافى من الطريق التي تعبرها. وعلى الفور ركض الطفل قليلاً ومات. وأطلق أهل الميت، وقد رأَوا ما حدث، صيحات، قائلين: " من أين وُلد هذا الطفل؟ من الواضح أن كلّ كلمة يقولها لا مفرَّ منها، وغالباً ما تتمّ قبل أن يتلفّظ بها ". وجاء أهل الطفل الميت نحو يوسف وقالوا له: " أخرجْ يسوع من هذا الموضع، فلا يمكنه أن يسكن معنا في هذه القرية. أو علَّمْه أن يبارك لا يلعن ". وجاء يوسف إذاً نحو يسوع وحذَّره، قائلاً: " لمَ تفعل أُموراً كهذه؟ أن قوماً كثيرين يتذمَّرون منك ويحقدون علينا، بسببك، ونحن نعاني، بسببك، إزعاجات الناس ". فقال يسوع مجيباً يوسف: " ما من ابن عاقل سوى الذي ربّاه أبوه تبعاً لعلم هذا الزمن، ولعنة أبيه لا تؤذى أحداً، سوى الذين يرتكبون الإثم ". عندها تألَّب الجميع على يسوع، وشكَوه إلى يوسف. وعندما رأى يوسف ذلك، تملَّكه خوف عظيمة، خائفاً أن يثور شعب إسرائيل ويستخدم العنف. وفي الوقت نفسه، أمسك يسوع الطفل الميت بأُذنه ورفعه عن الأرض في حضور الشعب كلّه، الذي رأى يسوع يتحدَّث إليه كما أبّ إلى ابنه. فعادت روح الطفل إليه، ورجع إلى الحياة وكلّهم صُعقوا دهشةً.
الإصحاح الثلاثون
يسوع قبل الشريعة
وسمع معلَّم بين اليهود، اسمه زكّا يسوع يتلفَّظ بتلك الكلمات وإذ رأى الأمور التي كان يفعلها حزن وبدأ يتكلّم بجرأة، من دون تعقُل ومن دون تحفُّظ في حق يوسف، وكان يقول له: " ألا تريد أن تعهد إلى بابنك ليتهذَّب في العلم الإنساني ومخافة الله؟ لكنني أعلم أنكَ ومريم لديكما من المحبة له أكثر من الاعتبار لرأى قدامى الشعب. كان ينبغي إجلالنا أكثر، نحن كهنة كنيسة إسرائيل كلّها، لتكون له مع الأطفال محبة متبادلة ويتهذَّب بيننا في العقيدة اليهودية ". فأجابه يوسف: " ومَنْ يستطيع الإمساك بهذا الطفل وتهذيبه؟ إذا كنت تستطيع الإمساك به وتهذيبه، فلن نحول أبداً دون أن تعلَّمه ما يدرسه الجميع ". وإذ سمع يسوع ما قاله زكّا، أجابه وقال: " على الذين هم مهذَّبون بحسب نظام البشر أن يتقيَّدوا بمباديء الشريعة التي تحدَّثت عنها الآن وكلّ ما أشرت إليه، لكنني غريب عن شرائعكم، فليس لي قريب بشرى. أنتَ الذي تقرأ الشريعة وتعرفها، تظل في الشريعة؛ أما أنا، فقد كنتُ قبل الشريعة. أنما على رغم اعتقادك بأن لا مثيل لكَ في العلم، سوف تتهذّب على يدي، فما من أحد آخر يستطيع أن يعلَّم، اللهم إلا الأمور التي تحدّثت عنها فقط. وحده مَنْ هو أهلّ لإعطاء هذا التهذيب يستطيع أن يقوم به. حين أُرَبَّى على الأرض، أُوقف كلّ إشارةً إلى أصلك. أنتَ تجهل متى وُلدْتَ؛ أنا وحدي أعرف متى وُلدْتَ وما هي مدة حياتك على الأرض ". عندها صعقت المفاجأة كلّ الذين سمعوا هذه الكلمات وصاحوا، قائلين: " اُُوه! أُوه! هوذا سرًُ عظيم وباهر حقاً. أننا لم نسمع أبداً شيئاً مماثلاً. ما من شيء مشابه قاله آخر، لا الإيمان، ولا الفريسيون، ولا النحويون؛ أنه كلام خارق. أننا نعلم من أين وُلدَ هذا الطفل، ولا يكاد لا يبلغ الخامسة من العمر، فكيف يتلفَّظ بكلمات كهذه؟ " وأجاب الفريسيون: " أننا لم نسمع أبداً طفلاً بهذا الصَّغر يتلفَّظ بكلمات كهذه ". فقال يسوع، مجيباً إياهم: " أنتم مندهشون لأن طفلاً يقول أشياء كهذه. لمَ إذاً لا تؤمنون بي لما قلته لكم؟ ولأنني قلت لكم أنني أعلم متى وُلْدتم، أنتم مندهشون كلكم. أنني سأقول لكم أشياء أوسع لتزيد مفاجأتكم. لقد رأيت إبراهيم، الذي تقولون أنه أبوكم، وكلَّمتُه، ورآني ". وكل المستمعين صمتوا، وما من أحد منهم كان يجرؤ على المبادرة إلى الكلام. وقال لهم يسوع: " كنت بينكم مع أطفال، ولم تعرفوني. وكلَّمتكم كما قوماً عاقلين ولم تدُركوا صوتي، لأنكم دوني، وقليلو الإيمان ".هشون لأن طفلاً يقول أشياء كهذه.مر، فكيف يتلفَّظ بكلمات كهذه؟" وأجاب الفريسيون: "اننا لم نسمع أبداً
الإصحاح الواحد والثلاثون
دهشة المعلّم لاوي
وقال زكّا، أستاذ الشريعة، ليوسف ومريم: " أعطياني هذا الطفل، وسوف أعهد به إلى المعلّم لاوي، الذي يدرسه الأحرف ويهذَّبه ". عندها ملاطفَين يسوع، قاده يوسف ومريم إلى المدرسة حيث كان العجوز لاوي يعلَّم الأحرف, وحين دخل يسوع، لزم الصمت. وكان المعلَّم لاوي يشير إلى يسوع بحرف، وبادئاً بالحرف أَلف، كان يقول له: " أَجبْ ". لكن يسوع لا يُدلي بأي جواب. عندها تناول لاوي عوداً، غاضباً، وضربه على رأسه. فقال يسوع: " لمَ تضربني؟ إعلَمْ، في الحقيقة، أن المضروب يعلَّم مَنْ يضربه أكثر مما يتعلَّم منه. أنني أستطيع تعليمك الأشياء التي تعرضها بنفسك، لكن كلّ الذين يقولون ويسمعون هم عميان؛ أنهم كالفولاذ الطنّأن أو كصنج مُهْتَزًّ لا يُدركان ما معنى الصوت الصادر عنهما ". وقال يسوع لزكّا: " كلّ حرف، من الألف حتى الطيت، يتميَّز بترتيبه. قُلْ أولاً ما هي الطيت، فأقول لكَ ما هي الألف ". وقال لهم يسوع أيضاً: " أيها الخبثاء، كيف يستطيع الذين لا يعرفون ها هي الطيت؟ قولوا أولاً ما هي الألف، فأصدّقكم عندئذ حين تقولون بيْت ". وبدأ يسوع يسأل عن اسم الأحرف المختلفة وقال: " ليقُلْ معلَّم الشريعة ما هو الحرف الأول، ولمَ يحتوي مثلَّثات عدة ".
وعندما سمعه لاوي يتكلَّم هكذا، صعقته الدهشة. وقال للحضور كلّهم: " أَعلى هذا الطفل أن يعيش على الأرض؟ أنه يستحق أن يُعَلَّق على صليب عظيم، لأنه يستطيع إطفاء نار السماء. اعتقد بأنه كان قبل الكارثة الكبرى، وأنه كان مولوداً قبل الطوفان. ما هو البطن الذي حمله والأُم التي ولدته؟ أو ما هو الثديان اللذان أرضعاه؟ أنني أهرب أمامه، لأنني لا أستطيع الصمود أمام الكلمة التي تخرج من فمه؛ لكن قلبي يصعقه الذهول وأنا أسمع كلاماً كهذا. لا أطنُّ بأن أي إنسان يستطيع فهم كلمته إلا إذا كان الله معه ".
الإصحاح الثاني والثلاثون
شفاء طفل قطعت أصابعه
وعندما كان يسوع في الثانية عشرة من عمره، كان أحد أطفال القرية حيث كان يقيم مع أبَويه ينشر حطباً، وحين كان ينشره، قطع أصابع قدمه اليمنى كلّها. وإذ هرع الجيران حشداً نحوه، جاء يسوع؛ ودهن قدمه، فشفي المريض على الفور، ولم يبقَ أي أثر على قدمه. وقال له يسوع: " أنهَضْ وأنشُرْ حطباً، واذكرني ". وإذ رأى الحشد المعجزة التي صنعها يسوع، سجد له وهو يقول: " أننا نؤمن حقاً بأنه المسيح ".
الإصحاح الثالث والثلاثون
يسوع يجمع قطع الجَّرة المكسورة
وإذ أرسلت الطوباوية مريم خادمتها لتملأ جرَّة ماء، وبما أن حشداً من النساء كان قرب النبع، انكسرت الجرَّة وسط هياج الحشد. عندها توجَّه يسوع إلى النبع؛ وملأ رداءه ماءً وحمله إلى أمه. ومن ثمَّ، متناولاً قطَعَ الجرَّة، وجمعها معاً ولحمها بكلمته بحيث لم يكن يُرى أي أثر كسر. عندها قبَّلت الطوباوية مريم يسوع وهي تقول: " مباركٌ الله الذي أعطانا ابناً كهذا! ".
الإصحاح الرابع والثلاثون
معجزة القمح
وذات يوم قصد حقلاً وحمل إليه قليلاً من القمح الذي أخذه من مخزن أُمه، وبذره. ونبت القمح ونما، وتكاثر جداً. وحدث أن يسوع حصده بعد ذلك، وجنى منه ثلاثة أكر، ووهب منه الكثير.
الإصحاح الخامس والثلاثون
سجود الأُسود ليسوع
ثمة طريق تخرج من أريحا وتمضي إلى نهر الأُردن، وكان يسكنها أبناء إسرائيل، وهناك يُقال أن تابوت العهد وُضع. وكان يسوع في الثامنة من عمره، وقد خرج من أريحا ومضى نحو الأُردن. وكانت إلى جانب الطريق مغارة قرب الأُردن حيث كانت لبؤة تُرضع صغارها، وما أحد يستطيع سلوك تلك الطريق من دون خطر. وإذ قَدمَ يسوع من أريحا عالماً بأن اللبؤة وضعت صغارها في تلك المغارة، دخلها على مرأى من الجميع. وحين رأت الأُسود يسوع، ركضت إليه وسجدت له. وكان يسوع جالساً في المغارة، والأشبال تتدحرج عند قدمَيه، لاعبةً ومداعبةً إياه. وكان الشعب الواقف بعيداً، غير مُبْصر يسوع، يقول: " لو لم يكن قد ارتكب أخطاء عظمية، هو أو أبواه، لما أُسلم للأُسود. وحين كان الشعب منشغلاً بهذه الأفكار ويتملَّكه الألم، إذا بيسوع يخرج فجأةً من المغارة، والأُسود تتقدَّمه، والأشبال الصغيرة تلعب عن قدمَيه. وكان أبوا يسوع. خافضَي الرأس، يقفان بعيداً، مراقبَين ما كان يحدث؛ وكان الشعب يقف كذلك بعيداً بسبب الأُسود ولم يكن يجرؤ على الانضمام إليهما. عندها بدأ يسوع يقول للشعب: " كم الحيوانات المفترسة أفضل منكم! أنها تعرف سيَّدها وتمجَّده، وأنتم تتنكَّرون له، أنتم البشر المخلوقون على صورة الله ومثاله! أن الحيوانات تتعرَّف إليّ وتلين؛ والبشر يرونني ولا يعرفونني ".
الإصحاح السادس والثلاثون
انفصال ماء الأردن ليسوع
ثم جاز يسوع الأُردن مع الأُسود في حضور الشعب كلّه، فأنفصل ماء الأُردن عن يمينه وعن يساره. وعندها قال يسوع للأُسود، بحيث كانت كلماته مسموعة من الجميع: " أذهبي بسلام ولا تؤذي أحداً؛ أنما لا يؤذينَّك أي أنسأن حتى تكوني قد عُدْت إلى الموضع الذي خرجت منه ". وعادت الأُسود إلى مأواها، مسبَّحة إياه ليس بصيحاتها فقط، بل أيضاً بوقفة أجسادها، ورجع يسوع نحو أُمه.
الإصحاح الثالث والثلاثون
معجزة تمدد الخشب
وكان يوسف نجاراً وكان يشتغل الخشب، صانعاً أنياراً للثيران ومحاريث وأدوات خاصة بزراعة الأرضي، وأسرَّةً خشبيَّةً؛ وحدث أن شاباً طلب منه يوماً سريراً طوله ستة أذرُع. فأمر يوسف صبياً بقطع خشب بمنشار حديدي بحسب القياس الذي أُرسل إليه. فلم يتقيَّد هذا الأخير بالتوصية التي أُعطيت له، بل صنع أحد الخشبتَين أقصر من الأخرى. وبدأ يوسف يضطرب ويفكَّر بما عليه أن يفعله في هذا الصدد. وحين رآه يسوع يتصبَّب عرقاً على أثر قلقه، تحدَّث إليه لتعزيته وقال له: " تعال، لنأخُذْ طرفَي قطعَتي الخشب ولنضعْهما إلى جانب بعضهما بعضاً، ولنسحَبْهما نحونا؛ فنسطيع هكذا جعلهما متساويتَين ". فأطاع يوسف هذه النصيحة، لأنه كان يعلم أن يسوع كان يستطيع أن يفعل كلّ ما يريد. وتناول قطعتَي الخشب من طرف وركَّزهما إلى جدار، وأطال يسوع قطعة الخشب الأقصر، جاذباً إياهما من الجهة الأخرى، وجعلها مساويةً للأطول. وقال ليوسف: " أذهَبْ واعمَلْ واصنَعْ ما وعدت بانجازه ". فصنع يوسف ما وعد به.
الإصحاح الثامن والثلاثون
موت المعلَّم الذي ضرب يسوع
وسأل الشعب يوسف ومريم إرسال يسوع ليدرس الأحرف في المدرسة. فلم يرفضا القيام بذلك، وتبعاً لنصيحة الشيوخ، قاداه إلى معلَّم، ليهذَّبه في العلم الإنساني، وعندها بدأ المعلَّم تعليمه بطريقة متصلَّفة، قائلاً له: " قُل ألْفا ". فقال يسوع: " قُلْ لي أولاً ما هي بيْتا، فأقول لك من بعد ما هي ألْفا ". فضرب المعلَّم يسوع، غاضباً، وما أن ضربه حتى مات.
وعاد يسوع إلى البيت إلى أُمه. ونادى يوسف مريم مرتعشاً وقال لها: " اعلمي أن نفسي حزينة حتى الموت بسبب هذا الطفل. فمن الممكن أن يضرب أحدهم هذا الطفل بخبث ويموت ". فقالت مريم، مجيبةً يوسف: " يا رجل الله لا تصدَّقْ أن ذلك لا يمكن أن يحدث. صدَّقْ بالأحرى بثقة أن الذي أرسله بين البشر يصونه من كلّ خبث، ويحفظه باسمه في منأى من الشر ".
الإصحاح التاسع والثلاثون
سجود معلَّم آخر ليسوع
ثم سأل اليهود مريم ويوسف اصطحاب الطفل بملاطفاتها إلى معلَّم آخر ليتهذَّب. فقاده يوسف ومريم ثانيةً إلي المدرسة، خائفَين من الشعب، ووقاحة الأمراء، وتهديدات الكهنة، عالمَين أنه لا يستطيع أن يتعلّم شيئاً من أنسأن طالما أنه أخذ عن الله وحده العلم الكامل. وعندما دخل يسوع المدرسة، يقوده الروح القدس، تناول الكتاب من يد المعلَّم الذي كان يدرَّس الشريعة، وأمام الشعب كلّه الذي كان يراه ويسمعه، وأخذ يقرأ، لا ما كان مكتوباً في الكتاب، بل كان يتكلّم بروح الله الحي كان سيلاً من الماء من نبع جار وكان النبع كان يظل مملوءاً أبداً. وكان يعلَّم الشعب هكذا عظمة الله الحي، فخرَّ المعلَّم أرضاً وسجد له. وكانت جماعة الشعب الحاضرة والتي كانت تسمعه يتكلّم هكذا، مذهولة. وعندما علم يوسف بذلك، جاء راكضاً نحو يسوع، خائفاً أن يموت المعلّم. وإذ رآه المعلَّم قال له: " لم تُعطني تلميذاً بل معلَّماً، فمَنْ يستطيع الصمود أمام كلامه؟ " عندها تمَّ ما قاله صاحب المزامير: " أن نهر الله امتلأ ماءً. لقد هيَّأت طعامهم، فكذا هي تهيئته ".
الإصحاح الأربعون
قيامة يوسف الغني
ثم مضى يوسف مع مريم ويسوع ليقصدوا كفر ناحوم، المدينة البحرية، مبتعدين هكذا بسبب خبث الناس الذين كانوا أعداءه. وحين كان يسوع يسكن في كفر ناحوم، كان في المدينة رجل اسمه يوسف كان غنياً جداً. لكنه رزح تحت وطأة مرض، وكان ممدَّدا ميتاً على سريره. فقال يسوع ليوسف، وقد سمع في المدينة قوماً يبكون ويُطلقون صيحات عظيمة على أثر الحزن الذي كان يسبَّبه لهم ذلك الموت: " لمَ لا تُنجد بعطفك مَنْ يحمل اسمك نفسه ". فأجاب يوسف: " أي قدرة لي وأي إمكانيات أملك لأُقدم له خدمةً كهذه؟ "
وقال يسوع: " خُذ الكفن الذي فوق رأسك، وامض، وضعْه على وجه الميت، وقُلْ له: ليمجَّدك المسيح! وعلى الفور يشفي، وينهض من فوق سريره ". وإذ سمع يوسف هذه الكلمات، ومضى راكضاُ ينفَّذ أوامر يسوع، ودخل منزل الميت، ووضع على وجهه الكفن الذي كان يضعه عل رأسه، وقال للميت الذي كان يرقد على سريره: "ليمجَّدْكَ يسوع! " وعلى الفور نهض الميت من فوق سريره. وكان يبحث عمَّنْ كان يسوع.
الإصحاح الحادي والأربعون
شفاء يعقوب ابن يوسف
وخرجوا من كفر ناحوم ليذهبوا إلى مدينة تُدعى بيت لحم، وكان يوسف في بيته مع مريم، ويسوع كان معهما. وذات يوم نادى يوسف إليه ابنه البكر، يعقوب، وأرسله إلى بستان الخضار لجمع خضار من أجل صنع حساء. وتبع يسوع أخاه يعقوب إلى البستان، ولم يكن يوسف ومريم يعلمان بذلك. وفيما كان يعقوب يجمع خضاراً، خرجت أفعى من جحرها ولسعت يد يعقوب، فأخذ يصرخ على أثر الألم العظيم الذي كان يشعر به. وكان يقول بصوت ملؤه المرارة، وهو على وشك الغشيان: " وا أسفاه! وا أسفاه! أن أفعى خبيثة جداً جرحتني في يدي ". فهرع يسوع الذي في جهة أخرى نحو يعقوب، وقد سمع شكواه، وأمسك بيده، ولم يفعل شيئاً آخر سوى أنه نفخ في يد يعقوب وأنعشها. وعلى الفور شفي يعقوب، وماتت الأفعى. وكان يوسف ومريم يجهلان ما حصل، لذا ركضا إلى البستان، وقد سمعا صوت يعقوب وبأمر من يسوع، فوجدا الأفعى ميتة ويعقوب معافي تماماً.
الإصحاح الثاني والأربعون
يسوع الأوّل إلى المائدة
وعندما كان يوسف يأتي لتناول وجباته مع أبنائه يعقوب، ويوسف، ويوحنا، وسمعان وابنتَيه، كان يسوع ومريم أُمه يجتمعان مع أُختها مريم، ابنة كليوباس، التي أعطاها الربّ الإله لأبيها كليوباس ولحنة، أُمها، لأنهما قدَّما للربّ مريم، أُم يسوع. ومريم دُعيت باسم مريم نفسه لتقوم مقام تعزية لأبويها. وعندما كانوا يجمتعمون، كان يسوع يقدَّسهم ويباركهم، وكان يبدأ أولاً الأكل والشرب. ولم يكن أيٌ منهم يجرؤ على الأكل، والشرب، والجلوس إلى المائدة، وكسر الخبز، إلى أن يكون قد فعل أولاً هذه الأمور، مقدَّساً إياهم. وإذا كان غائباً صدفةً، كانوا ينتظرون إلى أن يكون قد فعل ذلك. وحين لا يريد المشاركة في الطعام، لم يكن يوسف، ومريم، وإخوته أبناء يوسف يشاركون فيه. وكان إخوته وحياته أمام أعينهم كمشاعل، يراقبونه ويخشَونه. وحين كان يسوع ينام، سواء نهاراً، وسواء خلال الليل، كان نور الله يسطع عليه. له كلّ تسبيح ومجد إلى أبد إلى الآبدين! آمين، آمين.