الأنبا كاراس السائح

نياحته 8 أبيب
اشتاق الأنبا الذي كفن جسد القديسة الطوبانية إيلارية ابنة الملك زينون. كان قد أشتاق لرؤية أحد الآباء السواح وطلب ذلك من الرب فأرشده الرب للدخول إلى البرية الداخلية بجبل شيهات وبعد مسيرة ثلاث أيام وصل إلى مغارة القديس سمعان القلاع وهذا القديس كان له ستون سنة في البرية يتقوت كل سبت بخبزة واحدة يجدها موضوعة على الحجر الذي خارج المغارة فتشبعه من السبت إلى السبت. وقد أخبر القديس الأنبا بموا "أنه يوجد في البرية قديس عظيم لا يستحق العالم كله وطأة قدميه أسمه الأنبا كاراس". فتبارك منه بفرح ومضى وبعد مسيرة ثلاث أيام أخرى وصل إلى مغارة القديس الأنبا بامون وهذا القديس كان له تسعة وستون سنة في البرية يتقوت من نخلة تعطيه طعامه طول السنة وقد أخبره أيضاً أنه "يوجد داخل البرية قديس عظيم، العالم بأسره لا يستحق منه وطأة قدميه، لأنه بصلواته يبطل إله السماء الغضب الآتي على العالم وهو ابا كاراس. ومضى الأنبا بموا إلى داخل البرية فسمع صوتا عظيما مهوبا ومرهوبا ووجد نفسه على باب مغارة فقرع بابها وسمع صوت القديس ابا كاراس يتكلم معه قائلا "حسن هو قدومك اليوم يا رجل الله الأنبا بموا يا من كفن جسد القديسة ايلارية ابنة الملك زينون البار، أدخل وسلام الله معك". فقبل الأنبا كاراس الأنبا بموا بالمحبة وقال له "يا أخي أتيت إلي وأحضرت معك الموت. ولي زمان كبير وأنا أنتظر ذلك اليوم فأنا لي في هذه البرية سبعة وخمسون سنة لم أرى خلالها وجه انسان قط. وقطعت هذه المدة وأنا منتظر هذا اليوم (يوم الانتقال لملاقاة الرب). وبينما هما يتحدثان أنتاب القديس حمى شديدة ومرض مرض موته الذي أنهك جسده النحيل. ولما أشرقت الشمس أشرق نورا عظيما على باب المغارة ودخل انسانا منيرا جدا، وجلس عند رأس القديس ووضع يده عليه وباركه وتحدث معه كثيرا ثم أعطاهم سلام وبارك عليهم واختفى. فسأل الأنبا بموا القديس كاراس "من هو ذا يا سيدي اللابس هذا المجد؟". فقال له "هذا هو ربي يسوع المسيح ابن الله الحي". فتعجب الأنبا بموا من هذه الدرجات الروحانية العالية ومجد الله. وفي اليوم الثامن من شهر أبيب وفجأة امتلأت المغارة بالنور ودخل إليهم مخلص العالم ومعه حفل من الملائكة وامتلأت المغارة رائحة طيبة وقال لهم "السلام لكما وكان القديس الأنبا كاراس في فراش الموت فقال له المخلص "يا حبيبي كاراس قد أتت ساعة انطلاقك من هذا العالم وليس هو موت بل هو انطلاق إلى الفردوس، وها أني دعوت إليك أنبا بموا لكي يشهد بسيرتك الكريمة ويتبارك بسيرتك الطاهرة كل من يسمعها". ونظر القديس الأنبا كاراس إلى المخلص وقال له "ياربي وإلهي ومخلصي أنني أخترت تلاوة المزامير طوال النهار وأثناء الليل فإجعلني مستحقا لكي أنظر معلمي وأبي داود النبي قبل أن تخرج روحي من جسدي". فأحضر المخلص إليه داود النبي بقيثارته لكي يشدو عليها بأنغامه مرتلا وفيما داود النبي يضرب أوتاره مع جمال صوته، خرجت نفس القديس إلى حضن المخلص الذي تقبلها بفرح عظيم وسلمها لميخائيل العظيم رئيس الجند... ونهض الأنبا بموا فقبل جسد القديس ثم أدرجه في مغارته بعد أن كفنه في عباءة كانت معه ثم أشار له المخلص بالخروج من المغارة ووضع السيد يديه الإلهية على باب المغارة فسدها وكأنه لم يكن هناك مغارة ثم بارك الأنبا بموا وأعطه السلام وصعد بمجد عظيم.