
الإيمان بخلاص الله يقودنا للتسبيح
لنيافة الأنبا رافائيل
على الجانب الآخر، عندما نشعر بخلاص الله في حياتنا نُعبِّر عن شكرنا وفرحنا بهذا الخلاص .. بأن يزداد تسبيحنا مثل الطغمات الملائكية في السماء، التي تسبِّحه تسبحة الغلبة والخلاص الذي لنا: "وهُمْ يترَنَّمونَ ترنيمَةً جديدَةً قائلينَ: مُستَحِقٌّ أنتَ أنْ تأخُذَ السفرَ وتفتَحَ خُتومَهُ، لأنَّكَ ذُبِحتَ واشتَرَيتَنا للهِ بدَمِكَ مِنْ كُل قَبيلَةٍ ولسانٍ وشَعبٍ وأُمَّةٍ، وجَعَلتَنا لإلهِنا مُلوكًا وكهنةً، فسَنَملِكُ علَى الأرضِ" (رؤ9:5-10).
وكذلك تسبحة الغالبين على الوحش وصورته .. "وهُمْ يُرَتلونَ ترنيمَةَ موسَى عَبدِ اللهِ، وترنيمَةَ الخَروفِ قائلينَ: عظيمَةٌ وعَجيبَةٌ هي أعمالُكَ أيُّها الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ علَى كُل شَيءٍ! عادِلَةٌ وحَقٌّ هي طُرُقُكَ يا مَلِكَ القِدِّيسينَ! مَنْ لا يَخافُكَ يا رَبُّ ويُمَجدُ اسمَكَ؟ لأنَّكَ وحدَكَ قُدّوسٌ، لأنَّ جميعَ الأُمَمِ سيأتونَ ويَسجُدونَ أمامَكَ، لأنَّ أحكامَكَ قد أُظهِرَتْ" (رؤ3:15-4).
فالتسبيح يُعبِّر عن شكرنا على نعمة الله ومحبته لنا، مثلما قال السيد المسيح للمجنون الذي شُفي: "اذهَبْ إلَى بَيتِكَ وإلَى أهلِكَ، وأخبِرهُمْ كمْ صَنَعَ الرَّبُّ بكَ ورَحِمَكَ. فمَضَى وابتَدأَ يُنادي في العَشرِ المُدُنِ كمْ صَنَعَ بهِ يَسوعُ. فتعَجَّبَ الجميعُ" (مر19:5-20).
لقد تعلَّمنا هذا التسبيح من زكريا الكاهن عند ولادة يوحنا المعمدان .. "وفي الحالِ انفَتَحَ فمُهُ ولسانُهُ وتكلَّمَ وبارَكَ اللهَ" (لو64:1). فميلاد يوحنا هو أول بادرة للخلاص، لذلك كان لائقًا بها أن نقابلها بالتسبيح .. وهو ما فعله سمعان الشيخ، وحَنَّة النَبيَّة، بل والعذراء مريم، وأليصابات عند سماع ورؤية تجسد الله.
إن الذي يُسبِّح الله يتمثل بالرجل الأبرص الذي عاد وحده ليشكُر المسيح على نوال نعمة الشفاء .. "فواحِدٌ مِنهُمْ لَمّا رأَى أنَّهُ شُفيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بصوتٍ عظيمٍ، وخَرَّ علَى وجهِهِ عِندَ رِجلَيهِ شاكِرًا لهُ" (لو15:17-16).
وقد انتقد السيد المسيح الباقين الذين لم يُسبِّحوه .. "فأجابَ يَسوعُ وقالَ: أليس العشَرَةُ قد طَهَروا؟ فأين التسعَةُ؟ ألَمْ يوجَدْ مَنْ يَرجِعُ ليُعطيَ مَجدًا للهِ غَيرُ هذا الغَريبِ الجِنسِ؟ ثُمَّ قالَ لهُ: قُمْ وامضِ، إيمانُكَ خَلَّصَكَ" (لو17:17-19).
كذلك آباؤنا الرسل بعد صعود المُخلِّص عبَّروا عن فرحتهم بهذا الخلاص بالتسبيح: "فسَجَدوا لهُ ورَجَعوا إلَى أورُشَليمَ بفَرَحٍ عظيمٍ، وكانوا كُلَّ حينٍ في الهيكلِ يُسَبحونَ ويُبارِكونَ اللهَ" (لو52:24-53) .. فسجودهم وتسبيحهم برهان فرحتهم بالخلاص الثمين الذي حصلت عليه البشرية.
x "أعطنا يا رب يقظة، لكي نفهم كيف نقف أمامك وقت الصلاة".
x "ونُرسل لكَ إلى فوق التمجيد اللائق، ونفوز بغفران خطايانا الكثيرة. المجد لك يا مُحب البشر".