- إنضم
- 29 يناير 2007
- المشاركات
- 50,816
- مستوى التفاعل
- 2,027
- النقاط
- 113
الذي يحب أن ينتفع
الذي يحب أن ينتفع، يبحث عن المنفعة، وليس الكلام الكثير هو الذي ينفعه، بل إن مجرد كلمة واحدة قد تغيِّر حياته كلها... بل أنه ينتفع أيضًا من الصمت، كما قال القديس بفنوتيوس عن أحد ضيوفه: "إن لم ينتفع من سكوتي فمن كلامي أيضًا لا ينتفع".
عبارة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس، كانت سببًا في رهبنته، وفي تأسيس هذا الطقس الملائكي. وعبارة أخرى كانت سببًا لدخوله في البرية الجوانية وحياة الوحدة.
إن الله لا يشترط أن يعلّمك بكلام كثير، إنما تكفي عبارة واحدة، والوصايا العشر عبارات قصيرة، ولكنها تحمل كل التعليم.
والصلاة الربانية عبارات قصيرة وتحمل عمق طلبات الصلاة. والذي يحب أن ينتفع، يسعى وراء المنفعة بأي ثمن.
كان السواح يتحمّلون أسفارًا طويلة، لكي يسمعوا مجرد كلمة من أحد الآباء، والآباء أنفسهم كانوا ينتفعون، من أي منظر، أو حتى من أبنائهم.
ولو في كلمة عابرة، من أي أحد. ولو في حادث عابر، حدث له أو لغيره. ينتفع حتى من أخطائه، ومن أخطاء الناس.
قال أحد القديسين "لا أتذكر أن الشياطين أطغوني في خطية واحدة مرتين" ذلك لأنه انتفع من سقطته الأولى، فاحترس من الثانية...
والسيد المسيح دعانا أن ننتفع من منظر زنابق الحقل، ومن طيور السماء، ونأخذ منها دروسًا في الإيمان وفي الرعاية.
إن مصادر المنفعة موجودة ليست في كلام الوعظ فقط، ولا في الكتب الروحية فحسب، وإنما في كل مكان، وفي كل وقت. والمهم هو هل تريد أن تنتفع أم لا؟!
وصوت الله يصل إلى كل أحد، بأنواع وطرق شتى. ولكن...
"من له أذنان للسمع فليسمع"
[ من كتاب (كلمة منفعة ج 2)
لقداسة البابا شنودة الثالث]
منقول