القديس إينوكنديوس رسول ألاسكا
كان اسمـه يوحنا بنيامينوف. ولد سنـة 1797 في قريـة في سيبيريا حيث رباه عمه بعد وفاة والده. بدا منذ الصغر ذو ذكاء حاد ومهارة تقنية في النجارة وصنع الساعات.. وبقي يعمل بنشاط حتى ايامه الاخيرة. بعد زواجه رسم كاهنا على رعية ايركوتسك عندما طلب المجمع المقدس مرسلين للتبشير في ألاسكا. لم يهتم الاب يوحنا اول الامر الا ان احد المهاجرين الروس كلمه عن تقوى شعب الألِيوت ورغبتهم في سماع كلمة الله، فالتهب قلبه وحماسة وقرر الذهاب الى اميركا مع عائلته.
بعد سفر دام 14 شهرا وصلوا الى جزيرة اونالاسكا ولم يجدوا فيها سوى كنيسة مهدمة لا يصلي فيها احد بسبب عدم وجود كاهن مع ان عددا كبيرا من السكان كانوا قد اقتبلوا المعمودية على يد مرسلين سابقين.. بنى الاب يوحنا كنيسة بيديه بمساعدة السكان وكان يعلمهم النجارة والتعليم المسيحي في نفس الوقت. تعلّم بسرعة اللغة المحلية وابتدأ يترجم اناجيل الآحاد والأعياد والصلوات الطقسية. كان يسافر من جزيرة الى اخرى على متن قارب صغير يعظ ويعمّد ويكتب ملاحظات حول الحيوانات والنبات وعادات الشعب. وكان يعامل الكل بمحبة ابوية وصبر كثير. في السنوات الاربع الاولى دوّن قواعد اللغة الأِليوتية التي كانت حتى ذلك الوقت محكية فقط، ونشر الانجيل والتعليم المسيحي وكتاب الصلوات، ووضع كتابا عنوانه "الطريق الى ملكوت السموات" وهو كتاب بسيط عميق يبيّن ان الطريق التي فُتحَت بالمعمودية هي وحدها تؤدي بالتأكيد الى الفرح الأبدي مع المسيح. اشتهر الكتاب حتى انه طبع 47 مرة وتُرجم الى عدة لغات.
بعد عشر سنوات لم يعد هناك وثني واحد في اونالاسكا.. فسافر الاب يوحنا الى سيتكا وهي مستوطنة روسية على ارض قبيلة المحاربين التلينجيت الذين كانوا يقاومون البشارة المسيحية. هنا ايضا تعلّم الاب يوحنا لغة الشعب وعاداتهم واكتشف عندهم ثقافة غنية. لكن لما مات نصف الشعب من مرض الجدري بالرغم من ابتهالات السحرة من أجلهم، ولم يصب اي من الروس بأذى اقتنع الناس بالتلقيح ضد الجدري وابتدأوا يحترمون الروس ويتقبلون تعليم الاب يوحنا. بعد بناء كنيسة الملاك ميخائيل كان الاب يوحنا يمضي وقته بالكتابة والترجمة واعمال النجارة والميكانيك وصنع آلات الموسيقى. وكانت الاشغال اليدوية اسلوبا بشاريا فريدا يعلّم الناس الايمان ومهنة يكسب منها عيشا كريما، فساهمت في جعل الاب يوحنا قريبا من الشعب. اهتم الاب يوحنا ايضا بتأسيس المدارس وتأمين الكتب للتلاميذ0
لما توسعت البشارة سافر الاب يوحنا الى روسيا بغية استدعاء كهنة وتدبير المال لبناء الكنائس. في موسكو التقى المتروبوليت فيلاريت وهو من أبرز الشخصيات الكنسية في روسيا في ذلك الوقت - وقد أُعلنت قداسته السنة الماضية - وكان لأخبار الاب يوحنا الوقع الحسن عند المجمع المقدس الذي قرر دعم الرسالة في ألاسكا.
اثناء ذلك، لما وصل خبر وفاة زوجة الأب يوحنا، ضغط عليه المتروبوليت فيلاريت ليقبل الاسقفية، فرُسم اسقفا على كامتشاتكا (اطراف سيبيريا) والاسكا باسم اينوكنديوس، واعتنت الكنيسة بتربية اولاده الستة0 عاد الى سيتكا بعد ثلاث سنوات ومعه مساعدون وتبرعات كثيرة، وشرع ببناء الكنائس والمدارس وأسس مدرسة اكليريكية0 ثم قام بجولـة رعائية طويلة في ابرشيته الواسعة يسافر في عربة تجرها الكلاب على الثلج او سيرا على الاقدام؛ وكان يتوقف مع مرافقه اياماً عديدة في ملجأ من الثلج بسبب العواصف، يشارك سكان البلاد الاصليين طعامهم ويبيت في خيمهم ويبشرهم ويبني الكنائس.
بقي عشر سنوات في المركز الاول في كنيسة روسيا محققا نهضة روحية ومنظما المؤسسات وبالأخص الجمعية الروسيـة التبشيريـة. لما فقد البصر نهائيا بقي نشيطا في الادارة الكنسية يقيم القداس والصلوات التي حفظها عن ظهر قلب. توفاه الله سنة قبل قداس الفصح بقليل..بركة صلواته فلتكن معنا جميعا".آمين
كان اسمـه يوحنا بنيامينوف. ولد سنـة 1797 في قريـة في سيبيريا حيث رباه عمه بعد وفاة والده. بدا منذ الصغر ذو ذكاء حاد ومهارة تقنية في النجارة وصنع الساعات.. وبقي يعمل بنشاط حتى ايامه الاخيرة. بعد زواجه رسم كاهنا على رعية ايركوتسك عندما طلب المجمع المقدس مرسلين للتبشير في ألاسكا. لم يهتم الاب يوحنا اول الامر الا ان احد المهاجرين الروس كلمه عن تقوى شعب الألِيوت ورغبتهم في سماع كلمة الله، فالتهب قلبه وحماسة وقرر الذهاب الى اميركا مع عائلته.
بعد سفر دام 14 شهرا وصلوا الى جزيرة اونالاسكا ولم يجدوا فيها سوى كنيسة مهدمة لا يصلي فيها احد بسبب عدم وجود كاهن مع ان عددا كبيرا من السكان كانوا قد اقتبلوا المعمودية على يد مرسلين سابقين.. بنى الاب يوحنا كنيسة بيديه بمساعدة السكان وكان يعلمهم النجارة والتعليم المسيحي في نفس الوقت. تعلّم بسرعة اللغة المحلية وابتدأ يترجم اناجيل الآحاد والأعياد والصلوات الطقسية. كان يسافر من جزيرة الى اخرى على متن قارب صغير يعظ ويعمّد ويكتب ملاحظات حول الحيوانات والنبات وعادات الشعب. وكان يعامل الكل بمحبة ابوية وصبر كثير. في السنوات الاربع الاولى دوّن قواعد اللغة الأِليوتية التي كانت حتى ذلك الوقت محكية فقط، ونشر الانجيل والتعليم المسيحي وكتاب الصلوات، ووضع كتابا عنوانه "الطريق الى ملكوت السموات" وهو كتاب بسيط عميق يبيّن ان الطريق التي فُتحَت بالمعمودية هي وحدها تؤدي بالتأكيد الى الفرح الأبدي مع المسيح. اشتهر الكتاب حتى انه طبع 47 مرة وتُرجم الى عدة لغات.
بعد عشر سنوات لم يعد هناك وثني واحد في اونالاسكا.. فسافر الاب يوحنا الى سيتكا وهي مستوطنة روسية على ارض قبيلة المحاربين التلينجيت الذين كانوا يقاومون البشارة المسيحية. هنا ايضا تعلّم الاب يوحنا لغة الشعب وعاداتهم واكتشف عندهم ثقافة غنية. لكن لما مات نصف الشعب من مرض الجدري بالرغم من ابتهالات السحرة من أجلهم، ولم يصب اي من الروس بأذى اقتنع الناس بالتلقيح ضد الجدري وابتدأوا يحترمون الروس ويتقبلون تعليم الاب يوحنا. بعد بناء كنيسة الملاك ميخائيل كان الاب يوحنا يمضي وقته بالكتابة والترجمة واعمال النجارة والميكانيك وصنع آلات الموسيقى. وكانت الاشغال اليدوية اسلوبا بشاريا فريدا يعلّم الناس الايمان ومهنة يكسب منها عيشا كريما، فساهمت في جعل الاب يوحنا قريبا من الشعب. اهتم الاب يوحنا ايضا بتأسيس المدارس وتأمين الكتب للتلاميذ0
لما توسعت البشارة سافر الاب يوحنا الى روسيا بغية استدعاء كهنة وتدبير المال لبناء الكنائس. في موسكو التقى المتروبوليت فيلاريت وهو من أبرز الشخصيات الكنسية في روسيا في ذلك الوقت - وقد أُعلنت قداسته السنة الماضية - وكان لأخبار الاب يوحنا الوقع الحسن عند المجمع المقدس الذي قرر دعم الرسالة في ألاسكا.
اثناء ذلك، لما وصل خبر وفاة زوجة الأب يوحنا، ضغط عليه المتروبوليت فيلاريت ليقبل الاسقفية، فرُسم اسقفا على كامتشاتكا (اطراف سيبيريا) والاسكا باسم اينوكنديوس، واعتنت الكنيسة بتربية اولاده الستة0 عاد الى سيتكا بعد ثلاث سنوات ومعه مساعدون وتبرعات كثيرة، وشرع ببناء الكنائس والمدارس وأسس مدرسة اكليريكية0 ثم قام بجولـة رعائية طويلة في ابرشيته الواسعة يسافر في عربة تجرها الكلاب على الثلج او سيرا على الاقدام؛ وكان يتوقف مع مرافقه اياماً عديدة في ملجأ من الثلج بسبب العواصف، يشارك سكان البلاد الاصليين طعامهم ويبيت في خيمهم ويبشرهم ويبني الكنائس.
بقي عشر سنوات في المركز الاول في كنيسة روسيا محققا نهضة روحية ومنظما المؤسسات وبالأخص الجمعية الروسيـة التبشيريـة. لما فقد البصر نهائيا بقي نشيطا في الادارة الكنسية يقيم القداس والصلوات التي حفظها عن ظهر قلب. توفاه الله سنة قبل قداس الفصح بقليل..بركة صلواته فلتكن معنا جميعا".آمين