وسام جديد؟! ده إيه الكرم والجمال والمحبة دي كلها!
أشكرك يا قمرتنا الجميلة ربنا يباركك، ويبارك برنسيستنا الغالية أيضا ويديم المحبة ويسعد دايما قلوبكم. ♥
جئتك أيضا بهدية بسيطة هذه المرة، مجموعة أقوال القديس بَرصَنوفيوس. بما أنك راهبة: فهذا من الكتب القليلة التي يحملها الرهبان دائما. وحيث انتهت أجازتي أخيرا ولا أعلم متى أعود مرة أخرى ـ بالنظر على الأقل إلى هذا الجو الرائع
ـ فقد رأيت أن أرسل إليك هذه الأقوال الجميلة كي تصاحبك لحين عودتي. بل أتمنى أن تكون بجوارك دائما كما تفعل الراهبات وأن تراجعيها كل حين، خاصة إذا أصابك الضيق أو التذمر أو أيا من أهواء القلب المختلفة. (أخبريني فضلا إذا لم يفتح الرابط أو تستطيعي التحميل، علما بأنه على أي حال كتاب صغير).
***
أخيرا أتوقف بوجه خاص عند السؤال الذي ورد بصفحة 64، حيث ذهب أحد التلاميذ إلى قديسنا الكبير ذات مرة يشكو:
زرت أناسا ولم يقبلوني ولم يضيّفوني البتة، وكنت متعبا جدا من شقاء الطريق وأحتاج طعاما!
رد عليه القديس برصنوفيوس:
تذكر مَن هو الذي يهتم بالكل! فإن شاء ذلك يحققه في قلوبهم، وإن لم يقبلوك فاعلم أن الله لم يشأ وليسوا هم السبب. فالمقصود بجميع الأشياء هو امتحان الإنسان وهو يصبر ويعود بالملامة على نفسه ويعلم أنه غير مستحق.
يُذكّرنا هذا ـ والخطاب لقطتنا بوجه خاص ـ بما كنا نقوله منذ أيام: لسنا نحن مَن يقرر حقا العطاء أو المنع يا أختى الغالية وكأن الله يقف متفرجا. بل العكس هو الصحيح: الله ضابط الكل هو الذي يستخدمنا جميعا أدركنا أم لم ندرك. هو الذي "يحققه في قلوبهم" ويرشدهم إليه ويعينهم عليه إن شاء العطاء، وهو الذي ـ إن لم يشأ ـ صرفهم عنه ومنعه عليهم. هذا في غاية الأهمية أن نذكره دائما: لأننا بذلك نرد السلطان إلى صاحبه الحقيقي، فنعيش بالتالي في سلام وفي ثقة وفي قوة لا تعرف قلوبنا الخوف أبدا. وكيف نخاف أو نجزع وقد عرفنا أن الله هو الذي يحكم العالم حقا وليس هذا الشيطان أو ذاك. ليس أيّا من هؤلاء المخابيل والمرضى الذين قد يتحكمون فيما يبدو بمصائر البلاد والعباد أحيانا. هؤلاء بالعكس ضحايا هم أنفسهم، بؤساء في غاية الضعف والخوف والتشوه، ناهيك عن التيه والضلال وفقدان المعنى، أحوج ما يكونون من ثم إلى الصلاة لأجلهم.
وأما المنع ـ بدل العطاء ـ فليس بالضرورة لأننا "غير مستحقين" كما قال قديسنا الكبير. نعم، يجب أن يكون هذا أول ما نفكر به و"نعود بالملامة على أنفسنا" دائما كما علمنا شيخنا. ولكن أيضا، كي لا يصغر الإنسان وينقطع رجاؤه، قد يكون المنع من باب التدريب أحيانا أو التهذيب والتربية لنفس الإنسان، أو قد يكون على الأقل وقفة للتأمل والمراجعة، نحتاجها قبل أن ندخل من جديد إلى دائرة النور وتعود إلينا عطاءات الرب وإحساناته التي لا حد لها.
***
كان هذا على أي حال قولا واحدا بسيطا من أقوال قديسنا الكبير، ومع ذلك انظري كم كتبنا وكم تعلمنا. فهذه هي "الكنوز" حقا يا ست نعومة، مش تقوليلي...
أرجو ختاما أن تعجبك هديتي البسيطة وأن تفيدي منها، كما أشكرك مرة أخرى على الوسام وعلى الزهور وعلى كل هداياكِ الكثيرة هدايا المحبة الجميلة. سلام الرب لكم ونعمته دائما معكم وحتى نلتقي. ♥