مفهوم الكنيسة الأرثوذوكسية كـ "كنيسة تقليدية"، غايب تماماً عن أتباع الكنيسة_القبطية_الحديثة [1]للأسف ... فتلاقي أتباع الكنيسة ديه[3] بيؤمنوا ان لازم يكون فيه نص كتابي عشان تثبت اي تعليم او ايمان او عقيدة،[4] ولو مفيش متقدرش تقره بل يتوجب رفضه، بعبارات اوضح:
(1) بيؤمنوا ان لو مفيش نص كتابى[5] للتعليم يبقى التعليم نفسه مرفوض !
(2) بيؤمنوا ان النص الكتابي فوق التقليد، ويحكم علي التقليد، يعني لو فيه نص كتابي[4]، يبقي حُسِمَ الأمر !
النقطتين دول غلط تماماً في الايمان الأرثوذوكسي الشرقي[6] وفي التسليم التقليدي ...
ناخد مثالين يوضحولكم النقطتين.
-----
المثال الأول: في سفر اشعيا 45: 7 ، بيقول النص الكتابي ان الله هو "خَالِقُ الشَّرِّ" ... لكن يجي القديس اثناسيوس في رده علي الوثنيين الجزء الثالث، يشرح ويأكد ان الله مخلقش ولا بيخلق الشر،[7] ويلوم الوثنيين في نفس الكتاب علي اعتبارهم الله خالق للشر، ويقولهم ان خطأهم ناتج عن فهمهم ان "الشر ليه وجود مستقل" وبسبب ده يشرحلهم "ان كان الله خالق كل شئ، فاليونانيين يعترفون بالضرورة انه صانع/خالق الشر" ، وبعدين يوضحلهم بشكل قاطع ان "الشر لا يأتي من الصلاح ولا حتى هو ناتج عنه".والا بحسب بوصفه يكون الاله "اله شرير" .. يقوم التقليد الارثوذوكسي بالروح العامل في الكنيسة الحية، ورغم وجود النص الكتابي الصريح ان الله خالق الشر، يؤمن ويقر ويسلم ان الله ميخلقش الشر ... وهنا التقليد كان ليه سلطة علي النص الكتابي باعتبار النص الكتابي جزء من التقليد .... ده معناه ان في الارثوذوكسية وجود نص في الكتاب لا يلزم الايمان التقليدي بالانصياع للنص، بل العكس الايمان التقليدي يعيد تعريف معني النصوص حتى لو كانت صريحة مباشرة لتوافق التقليد
-----
المثال الثاني: لما اشتد الصراع بين الارثوذوكسية والاريوسية، الاريوسيين قالوا ان بعض اساقفة مجمع نيقية هرطقوا عشان اقروا ايمانيات ملهاش نصوص في الكتاب المقدس، واشترطوا قالوا يا تجيبوا نص كتابي للي قلتوه يا تبقى هرطقة ... يقوم القديس اثناسيوس في كتابه ضد الوثنيين الجزء الاول يلومهم على طلبهم ده وعلي اشتراطهم ويقول علي الاريوسيين انهم: "يلومون الأساقفة الذين اجتمعوا في نيقية، بسبب استخدامهم [استخدام أساقفة نيقية] لعبارات ليست من الكتاب المقدس" ... وأكتر من كده يقولهم عبارة اصعب، يقولهم الموضوع مش نصوص كتابية، ده الشيطان نفسه بيستدل بالنصوص وقت ما يحب رغم كونه مبتكر الهرطقات، فيقولهم: "الشيطان، وهو مبتكر الهرطقات ومؤلفها، يستعير أقوال الكتب المقدسة كغطاء يتستر من ورائه" ... وعشان كده اقرت الارثوذوكسية عبارات ايمانية حتى ولو ملهاش اصول كتابية زاي "من نفس الجوهر" وزاي "اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير" ... وموقفتش عند: "يا اما نص يا بلاش" ... ده معناه ان في الارثوذوكسية عدم وجود نص كتابي، لا يلزم الايمان التقليدي برفض اي عقيدة بحجة انها مش موجودة في الكتاب، علي العكس، الروح القدس يعمل في رجال الله القديسين علي استعلان الايمان المستقيم ...
-----
ارجع اقرا النقطتين اللي فوق خالص لو تهت في الموضوع ومش واضح ليك فين الفهم الخاطئ في الكنيسة القبطية الحديثة [1]... اللي متبعين الكنيسة ديه من الاقباط مش واخدين بالهم انهم باشتراطهم النقطتين دول يبقوا بيؤمنوا بال Sola Scriptura (معناها: "الكتاب المقدس وحده"، بكونه المصدر الوحيد للعقيدة حسب ايمانهم ) ... اللي هي عقيدة مرفوضة تماما من الأرثوذوكسية ومنبعها بروتستانتي أصيل في قرون متأخرة جداً ... ولكن لانها كنيسة حديثة عمرها مكملش نص قرن [2]فهي لا تفقه الأرثوذوكسية ولا تدرك زيغانها عنها ... والمشكلة الأكبر انها اعادت تعريف الأرثوذوكسية بحسب زيغانها الجهلي ...[3]
-----
الخلاصة: الكتاب المقدس مش حاكم علي التقليد ...
التقليد هو السلطة العليا في الأرثوذوكسية
... وهو اللي انتقى حتى أسفار الكتاب ورفض الأخرى حسب مراجعتها علي التسليم
... لأن الكتاب المقدس هو جزء من التقليد وليس محدد ليه لا بالاقرار ولا بالنفي ... فوجود النص في الكتاب ليس دليل اثبات معتقد، ولاعدم وجود النص دليل نفي ... المنهجية ديه تصلح فقط في الحوار مع الكنائس غير التقليدية ، أنما الايمان التقليدي في الكنيسة الارثوذوكسية الشرقية مبيتبنيش علي نصوص ... نقح المغالطات اللي اقحمتها الكنيسة القبطية الحديثة علي الارثوذوكسية وهي مقحمات متمتش للأرثوذوكسية الشرقية بأي صلة ] إنتهى الاقتباس
++++++++++++++
++++++++++++++
انتهى الاقتباس من زميلى المنسلخ من كنيسته القبطية التى يراها صارت (حديثة) بعد ان انضم الى احدى الكنائس التى اعلنت انشقاقها وانسلاخها من احدى الكنائس فى القرن الحادى عشر فيراها هو [قديمة عريقة]
++++++
_____________________
[1] أقاموا أنفسهم علماء ورؤساء كهنه ومجامع مسكونية يمنحون صكوك السلامة والعراقة والصحة والاصالة حسب رؤئيتهم الخاصة - وعلى (ساحات الانترنت ).
[1] إن مفهومى عن الكنيسة الارثوذوكسية هى الكنيسة القويمة الرأى المستقيمة الايمان - التى لا تعرف خلطاً ولا لوعاً فهى أنا مخطئ فى معرفتى التى تعلمتها فى مدارس الاحد هذه .
[2] يحددون نصف قرن (وهى حبرية البابا شنوده الثالث ) فقط لاغير ممايؤءكد على شخصانية الصراع وسيطره شقاقات اهل كورنثوس [1كو10:1 وـ 1كو3:3] وكأنى بهم عاصروا وفحصوا ومحصوا عصور الاباء السابقين للبابا شنوده الثالث : كيرلس السادس ويوساب مكاريوس وكيرلس الخامس ويؤأنس التاسع عشر : من حيث الادلة والمستندات انها كانت تتبع ملتهم ومنهجهم . فلا دليل ولا منطق . لا يوجد الا المرارة الشخصية والضغينة النفسانية السوداء.
[3] نغماتهم وتلميحاتهم كلها لا تندرج الا تحت بند الاستفزاز والازدراء والاتهامات ..وعندما تبدأ تدافع عن كنيستك ينالك حتما اتهام بالوثنية والحرفية و-التجهيل والتغريب عن فكر الاباء هى الاتهام المؤءكد القاسم المشترك الاعظم - ناهيك عن نغمات - عبيد المطران بيشوى - وسيدك ... و... الى آخره من إغاظات وإستفزازات - بالروح القدس الذى يتكلمون عنه- وكما قلت انت متهم بالطائفية والجهل ولا ارى شئ من الاتهامات لم يصلنى حتى الان.
يداخلنى استفهام غريب عن دور وموقف متروبوليتات وارشمندريتات (كنيستهم ) إذا صح إسم كنيسة
وارثوذوكسيتهم التى يدعونها ..واى مصداقية للحوار اللاهوتى او المسكونى : فهذا الذى يحدث على الانترنت من مظاهر للاقتناص والتجنيد والهجوم - عن اى مسيحية تتكلمون يا حضرات .
وكيف تريدنى فى سلوكى مع الروح القدس ان اقرأ عنه نصاً ترجمه واحد عن باسييليوس الكبير وهو يرسل بذاءاته وشتائمه ومرارته الشخصانية ع الانترنت ام تكون لى علاقة شركة حقيقية حية مع روح الله القدوس ؟؟؟.
[4] لا أدرى هل الزميل قصد أن يذم فحول الله ذمه إلى مدح [تثنية5:23 و يشوع10:24]؟
ان الكتاب المقدس فى عقيدتنا يأتى تاجاً لرأس التقليد .. بل درة هذا التقليد .. لا نستطيع ان نبطل وصية الله بتقليد شيوخنا [مرقس7 ايات 8و9] ففى الفكر الارثوذوكسي القبطى يأتى التقليد متناسقاً متكاملاً متوازناً
تقليد ابائنا شارحاً موضحا كاشفا للكتاب المقدس لا لاغياً له ولا متصالبا معه ولا مخترقاً له... هذه ارثوذوكسيتنا التى تسلمناها من الاباء والامهات من الجدود والجدات لا من خصمكم اللدود [الانبا شنوده] ولا من [المطران بيشوى ] اللذان لولا ألفنا فيهما الامانة والاستقامة والحفاظ على التقليد الموروث ما كان لهما فى نفوسنا هذه المكانة العظيمة التى لا ينال منها كيد الفاشلون.
[5] إن كنيستنا القبطية الارثوذوكسية (التى أراك تهاجمها وتتهما فتمدحها) لا تعتمد فى عقائدها على نص واحد ولا جزئي من نص : وكما هى تتصرف فى نصوص الوحى الالهى تتصرف بالامانة والاكاديمية المتزنة ذاتها فى نصوص أقوال الاباء
فالعقيدة تستمد من عدة نصوص - فى اطار ان الكتاب المقدس طليعة التقليد ودرته وان الالهام الالهى الروحى للكنيسة الكائنة من اقاصى المسكونة الى اقاصيها غير متضارب ولا متعاكس فالكنيسة القبطية لا تعادى أوغسطين لمجرد كونه أسقف هيبون المجاورة لقرطاجنة - غرباً فالمعاديين له - يعادونه على اساس جغرافي وعنصري ....فقط
مخالفين مفهوم الكنيسة وائتلاف الروح القدس ولا يقيمون وزناً للمجامع المسكونية - من حيث تعاطيها مع قانونية الشرطونية الابائية قبولا او رفضاً - فتراهم هم اول المخالفين والتالفين.
وكما فى اى نص تراثى متداول عبر الترجمات ومنحدر عبر التااريخ والجغرافيا - كما فى المخطوطات حتى فى أقوال الاباء - توجد العديد من عيوب النساخة والترجمة والاملاء والنقل ..
فعندنا(..) فى كنيستنا (..) نرى عقائدنا مستمده من دراسة متوازنة قائمة على المحصلة النهائية للتوفيق بين نصوص الوحى الالهى الذى نراه تاجاً ودرة تاج للتقليد الابائي ومجموعات اقوال اباء الكنيسة كلها عبر الاجيال وعبر الامتداد المسكونى قبيل مجمع خلقيدون اللصي الذى مهما اعدتم فحصه (...) يبقي لصي .
[6] زميلي: أن كنيستى القبطية الارثوذوكسية ليست ملزمة بحال برؤئية المؤسسة او الجهة او المكتب الذى تتبعه انت وأمثالك ولاتستمد صكوك الصلاحية من الكيان الناشئ الذى ينتمى اليه ارشمندريتاتك وبروتوسيفيروساتك .
[7] البابا اثناسيوس هنا لا يناقض الوحى لكنه فسر ما يقول وفسر له القديس يوحنا ذهبي الفم
ان [ الشر ] كلمة لها معنيين اثنين
أ] الشر بمعنى الخطية والاثم والدنس والظلم . وده غير مقصود فى هذه الايه وورد فى مقولة يوسف العفيف فكيف أصنع [هذا الشر] العظيم وأخطئ الى الله تكوين9:39
واليك وحدك اخطأت والشر قدامك صنعت مزمور 51 - وكلها بمعنى الخطيئة والاثم والعصيان وهذه لم يخلقها الله وهذا ماقاله اثناسيوس ويوحنا ذهبي الفم .
ب] المعنى الثانى للشر بمعنى الضرر والخسائر والنكبات - كالحريق وكالسبي
وسمى الشر لانه يأتى تابعاً ونتيجة تعقب حتماً النوع الاول - تبعية السبب والمسبب
كما ورد فى تكوين 29:26 وتكوين7:31 وتكوين29:31
وهذا المقصود هنا فى نص اشعياء لانه كان فى ســيـــــــاق ابلاغ شعب الله - الذين اختصهم بالوحى - انهم- لعصيانهم وتمردهم ولمخالفتهم - سيجلبون على انفسهم نكبة هائلة - الشر- الذى هو سبى بابل الذى حصل فعلا 734ق .م فالسبي الى بابل هو نكد عظيم والرب الذى خلق السلام ومنحه لطائعيه .. رتب ان من ثمر افعال الانسان يحصد مازرع... فالزارع شراً (اثما -خطيئة ) يحصد بلية (شر السبي المقصود ) [ أمثال8:22]