سلام في الرب
أخي العزيز أن الروح واحد، هو هو لا يتغير ولا يحل بجزء منه في واحد، ولا يتعدد بكونه في كل واحد، ولا يحل في زمان ويختلف في زمان آخر، بل هو ذات عينه وبشخصه (بأقنومه) يحل في كل واحد في أي زمان وكل مكان في العالم، وهو هو الذي حل على الرسل القديسين هو بعينه يحل على كل واحد فنا ويسكن، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: [ الله حال فينا بسكنى الروح القدس ] ( ضد الأريوسيين 3: 24 )
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي أيضاً في رسالته الأولى عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون 30 :
[ فالمواهب التي يقسمها الروح لكل واحد تُمنح من الآب بالكلمة، لأن كل ما هو من الآب هو من الابن أيضاً. وإذن فتلك الأشياء التي تُعطى من الابن في الروح ( القدس ) هي مواهب الآب. وحينما يكون الروح ( القدس ) فينا، فالكلمة الذي يعطي الروح يكون ايضاً فينا، والآب موجود في الكلمة, وهكذا يكون كما قال: " سنأتي أنا والآب ونصنع عنده منزلاً " ( يو14: 23 ) .
لأنه حيث يكون النور فهناك الشعاع أيضاً. وحيث يكون الشعاع فهناك أيضاً فاعليته ونعمته المضيئة.
وهذا هو ما علَّم به الرسول أيضاً حينما كتب إلى الكورنثوسيين في الرسالة الثانية قائلاً : " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2كو 13: 13 ). لأن هذه النعمة والهبة تُعطى في الثالوث من الآب والابن في الروح القدس، وكما أن النعمة المعطاه هي من الآب والابن، هكذا فإنه لا يكون لنا شركة في العطية إلا في الروح القدس. لأننا حينما نشترك فيه تكون لنا محبة الآب ونعمة وشركة الروح نفسه ] - ترجمت هذه الرسالة من اللغة اليونانية من مجموعة ميني m.g مجلد 26 ، والمنشورة أيضاً باليونانية القديمة والحديثة في سلسلة " آباء الكنيسة اليونانية " منشورات غيرغوريوس بالاماس - تسلونيكي - اليونان - أعمال القديس اثناسيوس مجلد 4 سنة 1975 . وقد ترجمها وقارن بين الترجمات وأعد المقدمة والملاحظات الدكتور موريس تاوضروس - والدكتور نصحي عبد الشهيد ، والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 95 )
ويقول القديس كيرلس الكبير إذ يوضح أن الثالوث القدوس كله يعمل معاً على تقديس المؤمن المسيحي إذ يقول :
[ إنه الروح الذي يوحدنا ويجعلنا متوافقين مع الله، ونواله يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية، ويجعلنا ننال الابن، وبالابن ننال الآب ]
Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 545
[ الروح هو الصورة الحقيقية لجوهر الابن الوحيد، وبحسب قول القديس بولس: " الذين سبق فعرفهم، فهؤلاء عيَّنهم أيضاً ليكونوا متشابهين في صورة ابنه "؛ هؤلاء هم النفوس التي يسكن فيها الروح، والروح يجعلهم مشابهين لصورة الآب، أي الابن. وهكذا بتوسط الابن أُعيدوا إلى الآب الذي الابن مولود منه، وذلك بواسطة الروح ]
Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 541
فالله الثالوث القدوس، يعمل من أجل خلاصنا، والآب والابن يصنعان فينا مسكناً، والروح القدس هو الذي يحقق ويعلن حضور الآب والابن فينا، وهو يقول أيضاً :
[ الروح القدس يعمل فينا بنفسه، إذ يقدسنا حقاً ويوحدنا بنفسه، وباتصاله واتحاده بنا يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]
Tresor,34, P.G. 75, 598
فالروح القدس يسكن بنفسه وبشخصه أي بأقنومه في النفس، ويعمل فيها مباشرة بجوهره وليس من خلال وسيط أو قوة ένέργεια ( إنيرجيا )، إنه يعمل بحضوره الشخصي البسيط أي بذاته، وحضوره هذا يكفي لتجديد النفس، وبعمله في النفس يطهر الجسد أيضاً ويقول القديس كيرلس الكبير :
[ بسبب أن نفسنا يجب أن تغتني بحضور الله، فلا يكفي أن يكون الذي نناله " روحاً " غريباً عن اللاهوت ومختلفاً عنه جوهرياً، إنه يجب أن يكون هو روحه الخاص ]
Dialogue VII sur la trinite, P.G 75, 1093 A
[ وهذه القوة المقدَّسة δύναμην άγιαστικήν التي تنبثق طبيعياً من الآب، والتي تكمَّل الناقصين، نحن نسميها " الروح القدس ". ومن نافلة القول، أن نتخيل أن الخالق لابد أن يقدَّس عن طريق وسيط، ذلك لأن محبة الله للبشر لا تستنكف عن أن تنحني إلى أصغر نفس وأن تقدس بالروح القدس كل ما هو من عمله ... وإن كان الروح القدس لا يعمل فينا بنفسه ούκ αύτουργει وإن لم يكن هو بالطبيعة ما ندركه، وإن لم يكن ما نناله هو نفسه النعمة التي يرسلها لنا، فواضح أن نعمة الروح القدس تُرسَل لنا بواسطة شيء مخلوق، وهذا ليس حقاً.
لأنه إن كان بموسى أو بالملائكة كان الناموس، ولكن بمخلصنا كانت النعمة والحق. لذلك فالروح القدس بنفسه، يعمل فينا، وهو يقدسنا بالحقيقة، ويوحدنا به بالاتصال به، ويجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]
Tresore, ass. 33, P.G. 75, 579 A-C
ويقول في منتهى الوضوح:
[ نحن نصير شركاء الطبيعة الإلهية. ولهذا فنحن – كما يقال – مولودون من الله وقد دُعينا " مؤلَّهين ". وليس فقط بالنعمة ού χάριτι μόνον أننا ارتقينا إلى هذه النعمة الفائقة للطبيعة، فنحن نقتني الله ساكناً وماكثاً فينا .. نحن هياكل الله، وذلك بحسب ما قال القديس بولس، وذلك لأن المسيح يسكن فينا ]
Sur saint Jean, I, 13, P.G. 73, 157 B
ويقول أيضاً :
[ لقد كان في الآباء استنارة غنية جداً بالروح القدس، جعلتهم قادرين على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة المخفيات. ولكن في المؤمنين بالمسيح ليس فقط توجد الاستنارة بالروح القدس، بل هو الروح القدس بذاته – الذي نحن لا نخاف من أن نؤكد على أنه يسكن ويمكث فينا . ]
Sur saint Jean, VII, 39, P.G. 73,737, A-B
____________ملحوظة مهمة جداً، لئلا أحد يفهم خطـأ كالعادة، فيُعلِّق بعيداً عن القصد من كلمة شركاء الطبيعة الإلهية واتحادنا بالله، وتألهنا في المسيح :
لأن المقصود بهذه اللفاظ لا المساواه بالله لا من بيعد ولا من قريب، لأن المقصود بكلمة التأله هو الارتفاع لله بالشركة في الروح القدس، وإصباغ الفضائل الإلهية على الإنسان، أي نلنا كل الأعمال المقدسة أي ثمر الروح، أي عطية المحبة حتى أننا نحب أعدائنا وبذلك نتشبه بالله ولكننا لا نساويه على الإطلاق، وأيضاً نتحد بالله اتحاداً نسبياً وليس اتحاد في المطلق، وهذا هو القصد من الكلام، وفي النهاية كلنا صرنا هياكل تخص الله وسكنى لروحه، ولكن هذا لا ينفي إرادتنا الخاصة، لأن الله يسكن فينا ونحن من نطفأ الروح أو نشعله، نشعله فينا أن كنا نتفق معه ونخضع له، ونطفأه أن كان لا نريد أن نحيا بقوته ونعيش في الخطية طارحين عنا إرادته ولا نخضع لتوجيهاته، فنهلك بسبب عتد القلب وعدم التوبة والخضوع لشخصه القدوس ...
________________________________________
وهذا حوار بين القديس كيرلس الكبير وبين أحد الذين ينكرون لاهوت الروح القدس، ويقولون أن الروح القدس حال في النفس كمجرد فعل أو قوة أو نعمة خارجية
سنرمز لكلام القديس كيرلس الكبير بحرف ( ك )
ولمنكر لاهوت الروح القدس بحرف ( ن )
(ك) [ ألا نقول إن الإنسان على الأرض قد خُلق على صورة الله ؟ ]
(ن) بالتأكيد
(ك) [ فالذي ينقل إلينا صورة الله ويطبعها فينا على غرار ختم، هذا الجمال الفائق على الأرض، أليس هو الروح ؟ ]
(ن) نعم ولكن ليس كإله. بل كواسطة فقط لنعمة الله.
(ك) [ إذن فكأنك تقول ليس هو بنفسه، بل هي نعمة يطبعها فينا ؟ ]
(ن) هذا ما يظهر لي أنه حق
(ك) [ إذن، فكان يجب أن الله يدعو الإنسان أنه خُلق على " صورة النعمة "، بدلاً من دعوته أنه خُلق على " صورة الله ". ولكن من حيث أنه ثَّبت في النفس نسمة الحياة التي نفخها فيه وهي الروح القدس، فقد كُتب أنه خلقه على صورة الله.
ولكن بعد أن فَقَدَ الإنسان قداسته، فحينما أراد أن يسترجعه إلى الجمال الأول القديم فعل ذلك ليس بشكل مختلف عن الشكل الذي خلقه به في الأول. فالمسيح، في الحقيقة، نفخ على الرسل القديسين الروح القدس حينما قال لهم: " اقبلوا الروح القدس ".
فإن كانت هي نعمة كما يقولون إنها معطاة من الروح القدس ومنفصلة عن جوهر الروح، فلماذا لم يقل الطوباوي موسى بوضوح وهو يصف كيف خلق الله الإنسان نفساً حية: إن خالق الكون نفخ " نعمة " بواسطة " نسمة الحياة " التي هي الروح القدس ؟
والمسيح لماذا لم يقل للرسل : أقبلوا النعمة بتوسط الروح القدس ؟
والآن، فالأول ( أي موسى ) قال: " نفخ نسمة الحياة ". فطبيعة اللاهوت هي حياة حقيقية، فما دامت هي تُحيينا حقاً، فنحن بها نتحرك ونوجد؛ أما الثاني ( أي المخلّص ) فيقول فيما بعد: " اقبلوا الروح القدس "، فإن نفس هذا الروح هو الذي يسكن بالحق ويدخل في نفوس المؤمنين، وبه وفيه يُغيرهم إلى الشكل الأول، أي فيه وعلى مثاله هو يجددنا بهذا الشكل إلى أصل الصورة لنعرف شخص الآب والابن.
ولأن الشبه الكامل والطبيعي للابن هو الروح، فنحن إذ نتغير إلى شكل ذاك بواسطة التقديس، فإننا نُصاغ على مثال الشكل نفسه الذي لله. وهذا ما تُعلَّمه لنا كلمات الرسول: " يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم " ( غلاطية 4 : 19 )
إذن فقد تصور المسيح فيهم بالروح، وهو الذي بنفسه يسترجعنا إلى الله. ثم إذ نكون قد تصورنا بحسب المسيح، فإن المسيح يكون منقوشاً ومطبوعاً فينا بالروح، كمثل من هو مماثل طبيعياً للروح، فالروح هو الله، وهو الذي يجعلنا مماثلين لله، ليس بواسطة نعمة وسيطة ( كما يقول منكرو لاهوت الروح القدس الحال في النفس ) ؛ بل هو يعطي نفسه ( بنفسه ) للأبرار في شركة الطبيعة الإلهية ]
(ن) ليس عندي ما أردَّ به على ما قيل.
(ك) [ لقد دُعينا لنكون، وها نحن بالفعل صائرون، هياكل لله ومؤلَّهين. لماذا إذن يتساءل المعارضون ويقولون إننا نشترك في نعمة غامضة ومجردة من الجوهر؟ والأمر ليس هكذا.
لأننا نحن هياكل للروح الذي يوجد ويمكث فينا، وبسببه فنحن بالسوية دُعينا مؤلَّهين، من حيث أننا باتحادنا به، فنحن دخلنا في شركة مع اللاهوت ومع الطبيعة فائقة الوصف، وإن كان الروح الذي يؤلهنا θεοποιοûν بنفسه هو حقاً غريب ومنفصل من جهة لاهوت الطبيعة الإلهية، فإننا نكون قد خزينا رجائنا.
فكيف يتسنى لنا والحال هكذا إذن أن نصير مؤلَّهين وهياكل لله، بحسب الكتاب المقدس، بالروح الذي فينا ؟ لأن ما تجرَّد من كونه الله كيف ينقل هذه الخاصية ( التألَّيه وهيكل الروح القدس ) للآخرين؟ ولكننا نحن بحق هياكل ومؤلَّهين. والروح الإلهي ليس إذن من جوهر مختلف عن جوهر الله έτερούσιον πρός θέον ]
Dialogue VII sur la Trinité, P.G. 75, B-1088 B-1089 D
( دراسات في آباء الكنيسة ص 523 – 524 )
__________________________________________________________
ولابد من أن نُميز بين معنيين في منتهى الدقة وهناك فرق كبير وجوهري بينهم، وهذا لكي يُفهم الكلام في إطاره الصحيح : واللفظتين هما: " الحلول الجوهري " ؛ " الاتحاد الجوهري "
" الحلول الجوهري " معناه أن الروح القدس يحل فينا بجوهره الإلهي الخاص، أي بشخصه هو وليس بآخر أو كمجرد قوة حلت فينا، وهذا المعنى نجده في كتابات القديس كيرلس الكبير عامود الدين وهو يؤيده حسب نص الآية القائلة: " أما تعلمون إنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم " (1كو 3 : 16)
أما عبارة " الاتحاد الجوهري " فهي عن جد خطيرة، لأنها تفتح المجال بأننا نتحول إلى جوهر الله أو نصير من جوهره، وقد حرص القديس كيرلس الكبير في عدم استخدام عبارة " الاتحاد الجوهري " وما يُماثلها فيما يخص علاقتنا نحن بالله وحصر استخدامها فقط بصلة الابن بالآب أو الاتحاد الأقنومي في شخص الكلمة وقد استخدمها كالتالي :
1 – اتحاد الابن بالآب : فهو يدعوه " اتحاداً جوهرياً وطبيعياً " ( أنظر P.G. 74, 561 D; P.G. 75, 1012 A )
2 – اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح : فقد كان شُغله الشاغل ضد نسطور أن يُفرق تماماً بين الاتحاد الأقنومي الذي تم في المسيح له المجد ، وبين الاتحاد بالمشاركة الذي تم فينا .
فهو يدعو الاتحاد الأقنومي الذي تم في المسيح يسوع له المجد :
* " اتحاداً بحسب الجوهر " ένωσις κατ΄ ούσίαν
* " اتحاداً بحسب الطبيعة " ένωσις κατά φύσιν
* " اتحاداً بحسب الأقنوم " ένωσις καθ΄ ύπόστασιν
* " اتحاداً طبيعياً " ένωσις φυσική
بينما يدعو الاتحاد بين النفس والروح القدس :
* " علاقة " σχέσις
* " شركة " συνάφεια
* " اتحاداً نسبياً " ένωσις σχετική
* " مشاركة نسبية " μέθεξις σχετική
* " ارتباط نسبي " κόλλησις σχετική
فلا نستخدم بأي حال من الأحوال عبارة " الاتحاد الجوهري " فيما يخص علاقتنا نحن بالله ...
ويقول القديس غريغوريوس النزينزي : [ لم يعد الروح الآن يحل بقوته فقط كما كان في القديم بل جوهرياً – كما يُقال – هو يُعايشنا ويسكن معنا ] ( عظة 41 عن عيد الخمسين فقرة 11 )
ويقول القديس كيرلس الكبير : [ قد كان في الأنبياء القديسين استنارة شديدة وغنية من الروح تُعلمهم كشف المستقبل ومعرفة الخفيات. أما الذين يؤمنون بالمسيح فلا تسكن فيهم فقط استنارة سخية من الروح، بل نؤكد بثقة أن الروح نفسه هو الذي يحل ويسكن فيهم ] ( MAHE, op. cit p.g. 73, 757 AB )إذن الروح القدس لا يحل فينا طبيعياً أي حسب الطبيعة، ولا يتحد بنا اتحاد أقنومي، بل يسكن فينا ويحل بشخصه ليدخلنا إلى داخل الله ويعطينا يمين الشركة، وهي هبة وعطية بسبب تجسد الكلمة ...
فلنا أن نفرح ونبتهج جداً لأننا آنية الله الخاصة وهياكل لحلول الله ولنا شركة معه بالحب بسبب سكنى الروح القدس فينا ... ولنا أن نحفظ هيكلنا من كل دنس ونخصصه لله الحي بكل حريتنا وإرادتنا ولا نحزن روح الله الذي به نلنا نصيباً وميراثاً مع جميع القديسين وصار لنا دالة البنين عند الله حتى أننا نصرخ بالحب قائلين : " أبانا الذي في السماوات " ...
ونختتم بكلمات القديس كيرلس الكبير :
[FONT="][[FONT="]إن كان الروح يستطيع أن يؤلّه وأن يهب المخلوقات رتبة أسمى من الخليقة[/FONT][FONT="] فهو أسمى من حيث الطبيعة والكرامة، فإذا كان يستطيع أن يؤلّه النفس،[/FONT][FONT="] فكيف يمكن أن يكون مخلوقاً وليس إلهاً، طالما أنه يؤلّه ؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]إن كنا نؤمن بأن الله قد أتى إلينا ، بواسطة [/FONT][FONT="]سكنى[/FONT][FONT="] الروح القدس [/FONT][FONT="]داخلنا[/FONT][FONT="]، فكيف يُمكن أن يكون ( الروح القدس ) مخلوقاً ؟ لأنه غير الممكن أن [/FONT][FONT="]يُقيم [/FONT][FONT="]الله[/FONT][FONT="] داخلنا[/FONT][FONT="] بواسطة مخلوق، إذ أن الله يسمو على الكون ( المخلوق ) . لأنه كما أنه [/FONT][FONT="]بسكنى [/FONT][FONT="]الله [/FONT][FONT="]داخلنا، نُصبح شركاء الطبيعة الإلهية، وليس شركاء الطبيعة المخلوقة،[/FONT][FONT="] هكذا فإذا سكن داخلنا مخلوق، فلن نكون بعد شركاء الطبيعة الإلهية، بل [/FONT][FONT="]شركاء الطبيعة المخلوقة. إذاً فالروح هو إله، طالما أن الله[/FONT][FONT="] يسكن [/FONT][FONT="]فينا بالحقيقة من خلاله[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]][/FONT][FONT="] ( [/FONT][FONT="]تمت الترجمة عن النص اليوناني[/FONT][FONT="]المنشور في مجموعة آباء الكنيسة الذين كتبوا باليونانية[/FONT][FONT="] ( eiie ) [/FONT][FONT="]الصادرة[/FONT][FONT="]في تسالونيكي 1973 المجلد رقم 9 والذي يحمل عنوان " عن الثالوث القدوس[/FONT][FONT="]المساوي ، وتأنس الابن الوحيد " صفحة 431 - 469 ، وقد قام بالترجمة إلى[/FONT][FONT="]العربية الدكتور سعيد حكيم وراجعها الدكتور نصحي عبد الشهيد وصدرت في مايو[/FONT][FONT="] 2007
[/FONT][FONT="]والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 114)[/FONT][/FONT]