- إنضم
- 18 مايو 2007
- المشاركات
- 1,547
- مستوى التفاعل
- 378
- النقاط
- 83
اسندوني باقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا
نش 2 :5___________________________________________________ ___________________________________________
شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. 7 احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء
نش 2:6 , 7_
_________________________________________________ __________________________________________________ __
هذه القطعة من سفر النشيد , هى تعلن بصورة سرية فى أطار النبؤة العجيبة ,علاقة النفس البشرية بعد الخلاص والفداء. تعلن سر الحب وما ثمار هذا الحب الفريد أنه سر الاسرار أو أعظم سر كما عبر عنه القديس بولس فى رسالة أفسس .
الحقيقية لكى ينكشف معنى هذه الايات فى سفر النشيد لابد من الرجوع الى رسالة أفسس الاصحاح الخامس فهو الذى يكشف ولكن بصورة سرية تحتاج الى معونة من نعمة الله القدوس نطلب منه نور ونعمه ومعونه لكى ينفتح ذهننا الروحى لنشعر ونفهم هذا السر.
(هذا السر عظيم ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة. أف 5 : 32)
ما هذا السر ؟ الذى يتكلم عنه بولس من ناحية المسيح والكنيسة؟
كان بولس يتكلم عن الرجل والمرأة,!
(ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب. 23 لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد. 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء اف 5 :22 _ 24)
فقدم أمر للنساء أن تخضعن للرجال وعلل السبب من المسيح والكنيسة ,فيقول كما أن المسيح راس الكنيسة كذلك الرجل رأس المرأة .
ثم وجهه الامر للرجال:
(ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. 28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم.من يحب امرأته يحب نفسه. أف 5 : 25_ 28)
يكشف بولس الرسول طبيعة علاقة الحب بين الرجل والمرأة ولكن هو يضع الاساس بين المسيح والكنيسة بينما بين الرجل والمرآة فهما على هذا المثال فقط.
وهنا يكشف عن طبيعة هذا الحب الفائق والغريب عن أى حب وجد على الارض..
, فيعلن أنه أحبها أولآ وسلم نفسه من أجلها وسفك دمه لكى يطهرها بدمه ,وكما تتزين وتتطهر العروس من أجل عريسها ,كذلك فعل يسوع مع عروسه كنيسته فقد غسلها بالماء ماء المعمودية وتقدست وتجددت بالكلمة الابن الوحيد..
,وبكل الاعمال التى صنعها من أجلها أحضرها لنفسه عروس جميلة مطهرة مجيدة , ليس فيها أى دنس لانه طهرها بدمه القادر أن يطهر الفاجر وينقى من أى خطية, عروس جميلة ليس فيها أى عيب .
ثم يعلن بولس الرسول سر الاسرار سر الحب الالهى العجيب وقد جاء السر مغلف وكأنه يتكلم عن سر الزيجة ولكن هو يتكلم عن ما هو أبعد جدآ من ذلك:
(لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. 31 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.32 هذا السر عظيم ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة اف 5 : 31 _32)
هنا لابد من قلبى صافى معتمد على نعمة الله ومعونته فى فهم قصد الله , قلب مشتاق أن يعيش للمسيح ويكتشف حبه الفائق ,فبالحق هذا سر الاسرار الذى أكتشفه الاباء القديسين وذابوا مع هذا السر وتركوا كل شيئ وتبعوا هذا الحب وهذا السر العظيم .
أنه هو سر أتحاد المسيح بالكنيسة فيقول بولس الحبيب من أجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ( ويكون الاثنان جسدا واحد) :
ونلاحظ أن الكلام الذى يسبق هذا (لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه)
هذا هو سر الاسرار أننا صرنا فى المسيح والمسيح فينا يو 14 : 20
فمن محبتة أنه أخذ طبيعتنا البشرية بكل ما فيها من ضعف _ما خلا الخطية وحدها لانها ليست من طبيعة الانسان_ وجعلها واحدآ معه وبالتالى صرنا نحن اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه , هذا هو السر العظيم فيسوع حبيبيى لم يعد خارج عنى ! أبحث عنه خارج كيانى فى السماء العليا بل صارا داخلى أقلرب منى الى نفسى فى قلبى :
ليحل المسيح بالايمان فى قلوبكم ..
هذه هى المسيحية وهذا هو الطريق لمن يريد أن يعرف الله بالطريقة التى صنعها الله وأرادها للانسان كل من يبحث عن الله خارج قلبه خارج نفسه يبعد أكثر عن الله ,لان الله فى داخله وقريب جدآ منه فقط ينتظر الصدق فى طلبه فقط ينتظر الشوق والاصرار فى طلبه .
يتضح الان معنى محبة المسيح وماذا فعل من أجل العروس التى يحبها .فلقد أتحد بها بسر الخلاص واخذ طبيعتها لتكون فيه الى الابد.. بينما صارت هى جسده واصبحت من لحمه ومن عظامه ومن هنا تظهر جدآ الاية الخامسة من سفر النشيد فى الاصحاح الثانى:
اسندوني باقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا:
______________________________________________
هنا العروس عندما أكتشفت سر الحب العجيب بالطريقة الموضحة كما فى رسالة أفسس صار الحب فيها شيئ فائق يحصرها ويحتويها من جميع الجهات ,صار الحب هو مرض نفسها وعلاجه هو أقراص الزبيب ( الدم الالهى)
والتفاح ( الجسد الالهى)
نعم صار علاج روحها هو فى التناول من سر الدم والجسد .لانها كلما أكلت من هذا السر تثبت أكثر في من تحبه نفسها ويثبت هو أيضآ فيها .كلما عاشت سر التناول يزداد فيها الشوق أكثر اليه والثبات فيه.فهى لم تعد ترى خلاص لمرض نفسها هنا فى هذه الحياة مرض الحب الغامر الا بالتناول من الجسد والدم , فالعريس عارف بما سوف تصير اليه عندما تكتشف الحب الالهى !!
ولهذا أسس لها هذا السر سر التناول والتمتع بالالهيات ونحن هنا على الارض.
شماله تحت راسي ويمينه تعانقني:
_________________________
هذا تكملة توضح احساس قلب العروس بسر الاتحاد بالحبيب ,فعندما شعرت العروس بقيمة اتحادها بحبيبها ,وذاقت حياة الحبيب تسرى فيها , ارادت أن تعبر عن هذا الاتحاد وعن جمال هذا الاتحاد فقالت أنها مع الحبيب فى وحدة فشماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى !!
لقد استقرت البشرية فى حضن المسيح !! رأت العروس بروح النبؤة قديمآ أن الله سوف يتجسد ويصبح فى الانسان والانسان فيه :يو 14 : 20
ولذلك قالت هذا التصور بأن شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى .
والعجيب أن القديس يوحنا الحبيب كان قلبة شفاف جدآ وأدرك ذلك قبل أن يدركه الجميع ولذلك عرف الطريق الى حضن المسيح , فكان دائمآ ما يرتاح فى حضن المسيح فصار قريب من قلب المسيح , وهكذا صارت له الجراء بالمحبة فى معرفة الاسرار فى الوقت التى عجز فيها باقى التلاميذ من معرفتها .
وحتى أنهم فى الوقت الذى لم يتجراء أحد عن سؤال المسيح والاستفسار عن من هو الذى سوف يسلمه , حينئذآ لجوا جميعآ الى القديس يوحنا الذى يتكئ على صدره لكى يستفسر عوض عنهم :
فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه وهو ايضا الذي اتكأ على صدره وقت العشاء وقال يا سيد من هو الذي يسلمك.
يو 21 : 20
وهكذا من عرف الطريق الى حضن المسيح بالحب صار له القدرة على معرفة الاسرار الالهية من المسيح ,ما أعظم هذا سر هو سر الحب الاعظم والذى جعل مكان العروس المفضل هو حضن عريسها .
ومتى دخلت العروس فى حضن عريسها , يملكها سلام فائق للعقل وترتاح جدآ وتنسى كل ما هو حولها ولهذا تقول:
احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء
__________________________________________________ _______________
نعم هى لحظات التجلى ورؤية الحبيب وأنكشاف محبته للنفس , أنها لحظات لاتريد النفس أن تنتهى تريد العروس أن تظل فى حضن عريسها ولا تريد الخروج منه .
لذلك تقول اتركونى هكذا لا تيقظن ولا تنبهن الحبيب اتركوه شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى اتركوه هكذا لانها أعظم لحظات عندى هى وجودى فى حضنه وفى حبه بهذه الصورة الجميلة .
هناك حادث جليلة تؤكد معنى هذه الاية وهى حادثة تجلى المسيح على جبل طابور وفيها ظهر المسيح فى صورة متجلية بالبهاء خطفت قلب بطرس ويوحنا وشعر الجميع بروعة التجلى وارتاح قلب القديس بطرس اذ دخله سلام فائق من رؤيته للمسيح فى هذا المنظر ولذلك قال بكل قلبه .........
هذا هو سر الاسرار لمن يريد أن يعرف طريق الحب الالهى ,لمن يريد أن يختبر ما هو المسيح بالحق واليقين ,لمن يريد أن يتذوق سلام المسيح الذى يفوق العقل هذا كله فى سر الاتحاد بالله من يؤمن يتذوق ومن يتذوق لا يمكن أن يتوقف بل ينتقل من مجد الى مجد .
صلاة:
______________
الهنا الحبيب يسوع حقآ لقد وضحت محبتك بصورة مذهلة أمام قلوبنا , عندما أقتربنا من سر الاسرار . اى سر الاتحاد بك .
فأنت يارب عندما نظرت من السماء وأذ البشرية حزينه وقد سقطت فى الخطية وجلبت الخطية الموت والفساد لها.وصارت تحت حكم الموت ,
فلا ملاك ولا نبى كان يستطيع أن يخلصنا .لاننا كنا فى حاجة الى الحياة لتقضى على الموت والفساد الذى صار فينا ,وانت وحدك الحياة وليس أخر سواك فيه الحياة فى ذاته.
ولقد دبرت سر الفداء والخلاص بصورة عجيبة جدآ فأخليت ذاتك وأخذت شكل العبد .أى تجسدت وتأنست ,أنت غير الجسدى صرت جسديآ ولبست جسدآ , ونزلت على الارض وانت هو هو الله الذى يملئ السموات والارض.
وبهذا صرتا فينا ونحن فيك وقبلت العر عنى وقبلت الصليب بكل جروحه واتعابه ,وسلمت جسدك على الصليب عنى ,ونزف حتى أخر قطرة دم فيه وعندما ظهرت فى صورة الضعف واسلمت الروح .فرح الشيطان وهجم عليك لانه ظن أنك مثل أى أنسان قد فقدت الحياة بالموت على الصليب.
وعندما اصرع اليك حدث له صدمة ضخمة اذ انت الاله وسيدى الكل وانت الحياة ولا تموت بل أبتلعت الموت ودسته وقبضت على الشيطان وقيدته ولغيت سلطانه علينا جميعآ والموت القضية الاساسية هدمته من أجلنا .
وصار موتك محيى لنا جميعآ وحولت صليب العار الى فخر وأنتصار .ومن هذا الوقت يارب انفتح امامنا باب الحياة الى الابد وصرت لنا ضامن الخلاص والحياة كل هذا لانك تحبنا يارب وتعشق طبيعتنا. فلقد ضمنت لنا جميعآ أن نحيا بك الى الابد ولايمكن للموت بعد أن سود علينا .
فنشكرك يارب يا حبيب نفوسنا يا من قدستنا لك وحررتنا من الموت للك وجعلتنا فيك وانت فينا لكى نحبك ونتمتع بك بدون أى عائق .اليوم انفتح حضنك لنا يارب وصار هو مكان الانسان المفضل .من يريد أن يتكئ فيه يتكئ ويعرف كل أسرارك .
ارجوك يا حبيب نفسى أعن ضعف نفسى فأنا نفسى أعمل مثل القديس يوحنا وأتكئ على صدرك واتذوق حبك كما تذوقه هو ولكن أنت تعرف يارب أنى ضعيف وهناك من يجذبنى الى اسفل بعيد عن حضنك .
ارجوك يارب أن تحررنى من ضعفى ومن كل شيئ يعوق نفسى من الاتكاء فى حضنك , انها شهوه فى نفسى أن اتذوق مع يوحنا الحبيب طعم حضنك وصدرك فأعن ضعفى وأجذبنى انت يارب الى حضنك امين.
نش 2 :5___________________________________________________ ___________________________________________
شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. 7 احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء
نش 2:6 , 7_
_________________________________________________ __________________________________________________ __
هذه القطعة من سفر النشيد , هى تعلن بصورة سرية فى أطار النبؤة العجيبة ,علاقة النفس البشرية بعد الخلاص والفداء. تعلن سر الحب وما ثمار هذا الحب الفريد أنه سر الاسرار أو أعظم سر كما عبر عنه القديس بولس فى رسالة أفسس .
الحقيقية لكى ينكشف معنى هذه الايات فى سفر النشيد لابد من الرجوع الى رسالة أفسس الاصحاح الخامس فهو الذى يكشف ولكن بصورة سرية تحتاج الى معونة من نعمة الله القدوس نطلب منه نور ونعمه ومعونه لكى ينفتح ذهننا الروحى لنشعر ونفهم هذا السر.
(هذا السر عظيم ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة. أف 5 : 32)
ما هذا السر ؟ الذى يتكلم عنه بولس من ناحية المسيح والكنيسة؟
كان بولس يتكلم عن الرجل والمرأة,!
(ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب. 23 لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد. 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء اف 5 :22 _ 24)
فقدم أمر للنساء أن تخضعن للرجال وعلل السبب من المسيح والكنيسة ,فيقول كما أن المسيح راس الكنيسة كذلك الرجل رأس المرأة .
ثم وجهه الامر للرجال:
(ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. 28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم.من يحب امرأته يحب نفسه. أف 5 : 25_ 28)
يكشف بولس الرسول طبيعة علاقة الحب بين الرجل والمرأة ولكن هو يضع الاساس بين المسيح والكنيسة بينما بين الرجل والمرآة فهما على هذا المثال فقط.
وهنا يكشف عن طبيعة هذا الحب الفائق والغريب عن أى حب وجد على الارض..
, فيعلن أنه أحبها أولآ وسلم نفسه من أجلها وسفك دمه لكى يطهرها بدمه ,وكما تتزين وتتطهر العروس من أجل عريسها ,كذلك فعل يسوع مع عروسه كنيسته فقد غسلها بالماء ماء المعمودية وتقدست وتجددت بالكلمة الابن الوحيد..
,وبكل الاعمال التى صنعها من أجلها أحضرها لنفسه عروس جميلة مطهرة مجيدة , ليس فيها أى دنس لانه طهرها بدمه القادر أن يطهر الفاجر وينقى من أى خطية, عروس جميلة ليس فيها أى عيب .
ثم يعلن بولس الرسول سر الاسرار سر الحب الالهى العجيب وقد جاء السر مغلف وكأنه يتكلم عن سر الزيجة ولكن هو يتكلم عن ما هو أبعد جدآ من ذلك:
(لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. 31 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.32 هذا السر عظيم ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة اف 5 : 31 _32)
هنا لابد من قلبى صافى معتمد على نعمة الله ومعونته فى فهم قصد الله , قلب مشتاق أن يعيش للمسيح ويكتشف حبه الفائق ,فبالحق هذا سر الاسرار الذى أكتشفه الاباء القديسين وذابوا مع هذا السر وتركوا كل شيئ وتبعوا هذا الحب وهذا السر العظيم .
أنه هو سر أتحاد المسيح بالكنيسة فيقول بولس الحبيب من أجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ( ويكون الاثنان جسدا واحد) :
ونلاحظ أن الكلام الذى يسبق هذا (لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه)
هذا هو سر الاسرار أننا صرنا فى المسيح والمسيح فينا يو 14 : 20
فمن محبتة أنه أخذ طبيعتنا البشرية بكل ما فيها من ضعف _ما خلا الخطية وحدها لانها ليست من طبيعة الانسان_ وجعلها واحدآ معه وبالتالى صرنا نحن اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه , هذا هو السر العظيم فيسوع حبيبيى لم يعد خارج عنى ! أبحث عنه خارج كيانى فى السماء العليا بل صارا داخلى أقلرب منى الى نفسى فى قلبى :
ليحل المسيح بالايمان فى قلوبكم ..
هذه هى المسيحية وهذا هو الطريق لمن يريد أن يعرف الله بالطريقة التى صنعها الله وأرادها للانسان كل من يبحث عن الله خارج قلبه خارج نفسه يبعد أكثر عن الله ,لان الله فى داخله وقريب جدآ منه فقط ينتظر الصدق فى طلبه فقط ينتظر الشوق والاصرار فى طلبه .
يتضح الان معنى محبة المسيح وماذا فعل من أجل العروس التى يحبها .فلقد أتحد بها بسر الخلاص واخذ طبيعتها لتكون فيه الى الابد.. بينما صارت هى جسده واصبحت من لحمه ومن عظامه ومن هنا تظهر جدآ الاية الخامسة من سفر النشيد فى الاصحاح الثانى:
اسندوني باقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا:
______________________________________________
هنا العروس عندما أكتشفت سر الحب العجيب بالطريقة الموضحة كما فى رسالة أفسس صار الحب فيها شيئ فائق يحصرها ويحتويها من جميع الجهات ,صار الحب هو مرض نفسها وعلاجه هو أقراص الزبيب ( الدم الالهى)
والتفاح ( الجسد الالهى)
نعم صار علاج روحها هو فى التناول من سر الدم والجسد .لانها كلما أكلت من هذا السر تثبت أكثر في من تحبه نفسها ويثبت هو أيضآ فيها .كلما عاشت سر التناول يزداد فيها الشوق أكثر اليه والثبات فيه.فهى لم تعد ترى خلاص لمرض نفسها هنا فى هذه الحياة مرض الحب الغامر الا بالتناول من الجسد والدم , فالعريس عارف بما سوف تصير اليه عندما تكتشف الحب الالهى !!
ولهذا أسس لها هذا السر سر التناول والتمتع بالالهيات ونحن هنا على الارض.
شماله تحت راسي ويمينه تعانقني:
_________________________
هذا تكملة توضح احساس قلب العروس بسر الاتحاد بالحبيب ,فعندما شعرت العروس بقيمة اتحادها بحبيبها ,وذاقت حياة الحبيب تسرى فيها , ارادت أن تعبر عن هذا الاتحاد وعن جمال هذا الاتحاد فقالت أنها مع الحبيب فى وحدة فشماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى !!
لقد استقرت البشرية فى حضن المسيح !! رأت العروس بروح النبؤة قديمآ أن الله سوف يتجسد ويصبح فى الانسان والانسان فيه :يو 14 : 20
ولذلك قالت هذا التصور بأن شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى .
والعجيب أن القديس يوحنا الحبيب كان قلبة شفاف جدآ وأدرك ذلك قبل أن يدركه الجميع ولذلك عرف الطريق الى حضن المسيح , فكان دائمآ ما يرتاح فى حضن المسيح فصار قريب من قلب المسيح , وهكذا صارت له الجراء بالمحبة فى معرفة الاسرار فى الوقت التى عجز فيها باقى التلاميذ من معرفتها .
وحتى أنهم فى الوقت الذى لم يتجراء أحد عن سؤال المسيح والاستفسار عن من هو الذى سوف يسلمه , حينئذآ لجوا جميعآ الى القديس يوحنا الذى يتكئ على صدره لكى يستفسر عوض عنهم :
فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه وهو ايضا الذي اتكأ على صدره وقت العشاء وقال يا سيد من هو الذي يسلمك.
يو 21 : 20
وهكذا من عرف الطريق الى حضن المسيح بالحب صار له القدرة على معرفة الاسرار الالهية من المسيح ,ما أعظم هذا سر هو سر الحب الاعظم والذى جعل مكان العروس المفضل هو حضن عريسها .
ومتى دخلت العروس فى حضن عريسها , يملكها سلام فائق للعقل وترتاح جدآ وتنسى كل ما هو حولها ولهذا تقول:
احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء
__________________________________________________ _______________
نعم هى لحظات التجلى ورؤية الحبيب وأنكشاف محبته للنفس , أنها لحظات لاتريد النفس أن تنتهى تريد العروس أن تظل فى حضن عريسها ولا تريد الخروج منه .
لذلك تقول اتركونى هكذا لا تيقظن ولا تنبهن الحبيب اتركوه شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى اتركوه هكذا لانها أعظم لحظات عندى هى وجودى فى حضنه وفى حبه بهذه الصورة الجميلة .
هناك حادث جليلة تؤكد معنى هذه الاية وهى حادثة تجلى المسيح على جبل طابور وفيها ظهر المسيح فى صورة متجلية بالبهاء خطفت قلب بطرس ويوحنا وشعر الجميع بروعة التجلى وارتاح قلب القديس بطرس اذ دخله سلام فائق من رؤيته للمسيح فى هذا المنظر ولذلك قال بكل قلبه .........
هذا هو سر الاسرار لمن يريد أن يعرف طريق الحب الالهى ,لمن يريد أن يختبر ما هو المسيح بالحق واليقين ,لمن يريد أن يتذوق سلام المسيح الذى يفوق العقل هذا كله فى سر الاتحاد بالله من يؤمن يتذوق ومن يتذوق لا يمكن أن يتوقف بل ينتقل من مجد الى مجد .
صلاة:
______________
الهنا الحبيب يسوع حقآ لقد وضحت محبتك بصورة مذهلة أمام قلوبنا , عندما أقتربنا من سر الاسرار . اى سر الاتحاد بك .
فأنت يارب عندما نظرت من السماء وأذ البشرية حزينه وقد سقطت فى الخطية وجلبت الخطية الموت والفساد لها.وصارت تحت حكم الموت ,
فلا ملاك ولا نبى كان يستطيع أن يخلصنا .لاننا كنا فى حاجة الى الحياة لتقضى على الموت والفساد الذى صار فينا ,وانت وحدك الحياة وليس أخر سواك فيه الحياة فى ذاته.
ولقد دبرت سر الفداء والخلاص بصورة عجيبة جدآ فأخليت ذاتك وأخذت شكل العبد .أى تجسدت وتأنست ,أنت غير الجسدى صرت جسديآ ولبست جسدآ , ونزلت على الارض وانت هو هو الله الذى يملئ السموات والارض.
وبهذا صرتا فينا ونحن فيك وقبلت العر عنى وقبلت الصليب بكل جروحه واتعابه ,وسلمت جسدك على الصليب عنى ,ونزف حتى أخر قطرة دم فيه وعندما ظهرت فى صورة الضعف واسلمت الروح .فرح الشيطان وهجم عليك لانه ظن أنك مثل أى أنسان قد فقدت الحياة بالموت على الصليب.
وعندما اصرع اليك حدث له صدمة ضخمة اذ انت الاله وسيدى الكل وانت الحياة ولا تموت بل أبتلعت الموت ودسته وقبضت على الشيطان وقيدته ولغيت سلطانه علينا جميعآ والموت القضية الاساسية هدمته من أجلنا .
وصار موتك محيى لنا جميعآ وحولت صليب العار الى فخر وأنتصار .ومن هذا الوقت يارب انفتح امامنا باب الحياة الى الابد وصرت لنا ضامن الخلاص والحياة كل هذا لانك تحبنا يارب وتعشق طبيعتنا. فلقد ضمنت لنا جميعآ أن نحيا بك الى الابد ولايمكن للموت بعد أن سود علينا .
فنشكرك يارب يا حبيب نفوسنا يا من قدستنا لك وحررتنا من الموت للك وجعلتنا فيك وانت فينا لكى نحبك ونتمتع بك بدون أى عائق .اليوم انفتح حضنك لنا يارب وصار هو مكان الانسان المفضل .من يريد أن يتكئ فيه يتكئ ويعرف كل أسرارك .
ارجوك يا حبيب نفسى أعن ضعف نفسى فأنا نفسى أعمل مثل القديس يوحنا وأتكئ على صدرك واتذوق حبك كما تذوقه هو ولكن أنت تعرف يارب أنى ضعيف وهناك من يجذبنى الى اسفل بعيد عن حضنك .
ارجوك يارب أن تحررنى من ضعفى ومن كل شيئ يعوق نفسى من الاتكاء فى حضنك , انها شهوه فى نفسى أن اتذوق مع يوحنا الحبيب طعم حضنك وصدرك فأعن ضعفى وأجذبنى انت يارب الى حضنك امين.
