(صلاة للقديس سمعان الاهوتي )

مينا إيليا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2011
المشاركات
221
مستوى التفاعل
57
النقاط
0
أضأت بنورك عليا بشعاع ساطع ، فبدي لي كأنك ظهرت لي بكاملك، فكنت بكل نفسي احدق فيك مكشوفاً ، وحينما قلت يا سيد من أنت ؟ سررت أن تتكلم معي أول مرة أنا الضال.
كم تحدثت معي في تلك الليلة برقة ؟ وبينما كنت اقف مندهشاً ومرتعداً فكرت قليلاً في نفسي ما هذا المجد وما هذا البهاء الساطع الذي أراه الان ؟ كيف أخترني انا لهذه النعمة العظيمة ؟ حينها ابتسمت واجبتني أنا الهك الذي صار إنساناً لأجلك ولأنك طلبتني بكل قلبك ستكون من الان وصاعداً أخي ووارث معي وصديقي .
(صلاة للقديس سمعان الاهوتي )
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
حينما نقترب من الله القدوس الحي والمُحيي، باشتياق عظيم إليه، بانسحاق قلب في تواضع، نلتقي حتماً مع الرب القدوس الوديع والمتواضع القلب، الذي أخلى نفسه، آخذاً صورة العبد، وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان أطاع الآب حتى الموت موت الصليب، لأجلنا نحن الفجار الأثمه، والأموات بالخطايا والذنوب، فندخل في لقاء حي نغتسل فيه من خطايانا فنجد أنفسنا داخلين في سرّ صلبه وموته صفحاً حقيقياً عن الخطايا الذي وضعها على نفسه، وبقيامنته وهبنا بره، فنتطهر بإشراق نور وجهه الساطع فنفرح جداً معترفين أننا غير مستحقين لهذه النعمة العظمى الموهوبة لنا منه، ونتعجب ونندهش من هذا التنازل العظيم والعجيب، إذ جعل نفسه معنا واحداً باتحاده بجسم بشريتنا وجل لنا نصيب فيه، فنستمر نشكر ونفرح جداً، لأنه رفع المتضعين، وأجلسنا مع الشرفاء نحن الذين كنا مُحقرين بسبب خطايانا وآثامنا، لذلك صارت صلاة هذا القديس الحلو فرح كل قلب دخل في نفس ذات الحضرة الإلهية وتذوقها لا معلومة إنما خبرة وحياة ظاهرة فيه، وأما من لم يدخلها بعد، فريما يستصعبها أو يأخذها كلاماً أو يُحللها ويمدحها، أو ربما يُغلطها، وهذا كله لأنه لم يذق بعد فرحة هذا اللقاء المُحيي والمعزي للنفس جداً...
فعظيم هو لقاءك يا إلهنا الحي، صار لنا فرحاً ونعيماً حقيقياً، طلبين أن تجعل كل واحد يتذوقه، فيغلق كتبه وأبحاثه لينظر إليك ويرى حسنك ساطعاً بجلال عظيم فتنطبع صورتك في قلبه، حتى كل من يراه يراك وينظرك فيه، فيكون المدح الدائم لغنى مجد نعمتك التي أجزلها الله الآب لنا فيك بكل حكمة وفطنه لتكون مسكوبه لنا في شخصك العظيم فندخل بالسر لهذه النعمة التي نحن فيها مقيمون، فنشكر ونمجد ونحيا بك ولك كل حين، والروح القدس يعطينا ويغيرنا دائماً إليك حسب التدبير...

___________
أخي الحبيب، ليتك تقبل مني كل تقدير مع الشكر لأجل ما كتبته من خبرة وحياة لكل من يُريد أن يدخل لحضرة الله متذوقاً مع جميع القديسين حلاوة النعمة ومجد إشراق نور الله بالمحبة والوداعة، كن معافي في نور إشراق وجه الله المُنير آمين
 
أعلى