سيدتى لا اقصد إرباكك بل عدم إستقرار فكرتك عن الله يجعلنا نتخبط فى إجابتنا،فإما أنك ملحدة لا تؤمنين بوجوده او أنك تؤمنين بوجوده ولكنك تعتبين عليه فى موقف ما،لذا وجب التنويه من حضرتك للوقوف على مشكلتك.حضرتك بس مش فهمت انى مش ملحدة كليا انا شرحتلك فوق
هل قرأتى ووعيتى الكتاب المقدس سيدتى؟مش فهمتنى يعنى بعد 100 سنة من دلوقتى لو حبو يثبتو ان الكهرباء صاعقة اى حد ممكن يتاكد حاجة ثابته عكس ربنا فى فترة معينة كان نشط جدا وفجأة اختفى ؟
الله لم يفقد نشاطه وتفاعله مع البشرية حاشا لله فهو لا يتغير ولكن بعد ان كلمنا قديما بالأنبياء ففى ملء الزمان أى فى الوقت المناسب كلمنا بإبنه يسوع المسيح وكما ترين هى خطوة إنتقالية متقدمة.
مثال للتوضيح: الطفل يتغذى بالرضاعة من ثدى أمه ما دام لا يملك القدرة على إطعام نفسه بنفسه وهذة كانت فترة العهد القديم ولكن بعد نمو الطفل فهو ليس فى حاجة لمن يغذيه بل هو يقوم بالأمر بشكل ديناميكى وهذا ما حدث للبشرية بعد تجسد الرب يسوع،اذن الغذاء الروحى يقع الأن على عاتق الشخص وليس الله،نحن لا نحتاج إلى أنبياء بعد لكى يثبتوا لنا وجود الله بل نحن فى حاجة للإقتناع بأننا نلنا فطامنا على يد الرب يسوع.
تخاطب الله مع انبيائه لم يكن تشريف لهم بل على العكس كان تكليف وفى بعض الأحيان كان تكليف ثقيل ومرهق،الكثير من الأنبياء لم ينظروا لإصطفاء الله لهم على أنه ميزة بل عناء ولك أمثلة فى ذلك موسى قال أنه يتلعثم ولا يستطيع الكلام ،يونان خاف وهرب من دعوة الله،أرميا قال أنه ولد صغير،إيليا هرب إلى الجبال وخاف من قتلة الأنبياء.هى دى المشكلة الانبياء ناس بشر زينا بس هما خدوا كل المزايا فى عصرهم سيبك من الانبياء انا اقل منهم بكتير طيب الناس اللى عصروهم مش ده ظلم ؟؟
إذن كما ترين سيدتى النبوة كانت عمل شاق وليست لوتارى فازوا بها.
مشكلتك تقبع فى تخيير الله أما ان تثبت لى وجودك بطريقة غير طبيعية أو ارفضك إلى الأبد،بالطبع الله لن يقبل المفاوضة والإيمان الشرطى.
كيف اثق فى وجود الرب وسماعه صلواتى وندائى ؟ وكيف اثق فى رضائه عن اختياراتى وطريقى؟
انا لا اعلم عمرك بالتحديد ولكن من الصعب التصديق أن طوال عمرك لم يجيب الله أمنية أو طلب من طلباتك،راجعى حياتك ستجدين أنه كثيرا ما سمع صوت صراخك فى مواقف كنتى فيها هالكة لا محالة.
أما عن إثبات أنه يسمع صلاتك ،فالجواب بإختصار أن الإله الذى يبذل نفسه حتى الموت من اجل عبيده الخطاة لا يضيره أن يستجيب لصلواتهم بل هى واقعيا أسهل وأيسر من الموت لأجلهم،أسألك أن تذهبى إلى قسم الشهادات هنالك موضوع تحت عنوان (عائد من الجحيم) ربما يفيدك فى الرد على تساؤلك عن وجود الله و إستجابته للصلاة.
مثال توضيحى أخر:
عندما ترسلين رسالة قصيرة بالموبايل فكيف تثقين ان المرسل له أستلم الرسالة؟ ليس من الضرورى أن يجيبك برسالة اخرى للتأكيد ولكنك تثقين فى أنه أستلمها وهناك طريقتين للتأكد اولهما خاصية الريبورت التى تعلمك بأنه أستلمها أو ثقتك فى الشبكة فى حالة عدم تفعيلك لخاصية الريبورت،كذلك الله إما أن تثقى فى إستلامه لصلواتك بدون تنبيه أو ان تتاكدى من الريبورت وهو وعده فى الكتاب المقدس أن كل ما تطلبونه يكون لكم.
أما عن كيف ترضين الله فهو ليس بالأمر العسير، لكى أن تتبعى مشيئته وهى واضحة فى الكتاب المقدس ومشيئته ليست قوانين صارمة يجب عليكى إتباعها او معاقبتك إن خالفتيها بل تستطيعين أن تسميها نصائح أبوية يجب عليكى أن تتخذى مسلكها إن أردتِ الخير لذاتك.
سلام المسيح
التعديل الأخير: