كيف اشعر بوجود الله في حياتي

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,519
النقاط
76
بعضنا يقول انا لا اشعر بوجود الله في حياتي والشعور بوجود الله هو ضد الايمان المسيحي فالايمان المسيحي هو الثقة بما يرجى اي ان نثق بالهنا رب المجد يسوع بوجوده اللي مالي الكون وبرجائنا فيه بالملكوت الابدي من هنا على الارض حيث مكتوب( ها ملكوت الله في داخلكم) والايقان بما لا يرى اي اننا لا نرى الله بعيوننا البشرية بل بعيون ايماننا به فهو الله الغير منظور والمدرك والمحسوس لكننا متأكدين بوجوده معنا لانه مكتوب في الكتاب المقدس الاية( لا تخف فانا معك) 366 مرة بما مجموعه في العهدين القديم والجديد وان رب المجد يسوع هو اوفى صديق الالزق من الاخ لكل مؤمن فينا ولكن لا نشعر بوجوده باحساسينا البشرية لانه الله لا يُحس به وانما نؤمن به ومتأكدين بعيون ايماننا به بأنه موجود معنا ولا يفارقنا ولو للحظة واحدة من حياتنا فثق عزيزي المؤمن بالمسيح الموجود معك في دخولك وخروجك حتى وان لم تسأله ذلك لانه هو هكذا وهذه نعمته ومحبته ورحمته اللامحدودتين ولا تقل بانني لا اشعر بوجوده في حياتي فبذلك لا تصدقه وتصدق بوجوده في حياتك وذلك يهينه اضافة الى ذلك فلو تأملت بكل شئ من حواليك ستدرك بان الله موجود وشايل الكون بكلمة قدرته وشايلك على منكبيه وحاططك في نن عينيه وبيحارب عنك ان لزم الامر ومسيج حواليك بسوره الناري وسحابة مجده تظللك ولان ايماننا المسيحي هو ان تصدق ثم ترى لا ان ترى ثم تصدق به
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,173
مستوى التفاعل
1,177
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
سلام المسيح يا ست نعومة الجميلة، لعلك بكل خير وصحة وسعادة. أشكرك على افتقادك وعلى رسائلك ومشاركاتك عموما، كل هذا النشاط الرائع الذي لاحظته مؤخرا. أعتقد أنك الآن يا أمي بحال أفضل قليلا مما كانت عليه الأمور سابقا وقد أسعدني ذلك كثيرا. أقصد بالطبع روحيا وليس حياتيا أو عالميا. ما يدور بالعالم هو فقط "قصة الأنا" وحكاياتها التي لا تنتهي، وفي الحقيقة لا تعني الكثير. المهم هو حال القلب، حال الروح ومدى اقترابها من الله أو ابتعادها عنه. هذا بالتالي هو ما أسعدني، عندما لمحت بعض السكون والهدوء نسبيا في رسائلك. ربنا يباركك يا أمي الجميلة وليكن سلامه ونعمته دائما معك.
***​
بعضنا يقول انا لا اشعر بوجود الله في حياتي والشعور بـ(عدم) وجود الله هو ضد الايمان المسيحي فالايمان المسيحي هو الثقة بما يرجى اي ان نثق بالهنا رب المجد يسوع بوجوده اللي مالي الكون وبرجائنا فيه بالملكوت الابدي من هنا على الارض .......... ولا تقل بانني لا اشعر بوجوده في حياتي فبذلك لا تصدقه وتصدق بوجوده في حياتك وذلك يهينه اضافة الى ذلك فلو تأملت بكل شئ من حواليك ستدرك بان الله موجود وشايل الكون بكلمة قدرته وشايلك على منكبيه وحاططك في نن عينيه وبيحارب عنك ان لزم الامر ومسيج حواليك بسوره الناري وسحابة مجده تظللك ولان ايماننا المسيحي هو ان تصدق ثم ترى لا ان ترى ثم تصدق به
لا يا ست نعومة، سامحيني ولكن ليس هناك طبعا أي "إهانة" لله، حاشا، وليس هذا "ضد" الإيمان كما تعتقدين. حديثك يا أمي طيب جدا وقد أمتعني بالفعل، أشكرك على هذه الرسالة الجميلة. أما من حيث الإيمان فنحن نؤمن بالفعل بكل ما تقولين. نحن نثق بالطبع بإلهنا ونؤمن بوجوده. المشكلة ـ كما أفهمها وأقابلها أحيانا ـ هي أننا ببساطة لا "نشعر" بهذا الوجود في حياتنا، وهذا أمر لا نملكه. هذا ليس بأيدينا. إيماننا سليم، لكنه عقلي نظري بحت. ليس لنا "اختبار" داخلي مباشر أو "خبرة" حية بالله في حياتنا.
أما السبب يا أمي ببساطة فهو أن هناك "جهاز اتصال" يربط بيننا وبين الله، وهذا الجهاز معطوب لا يعمل! إنه "النوس": أعلى قوى النفس وأعظم مَلَكاتها التي خلقها الله بالإنسان وميّزه بها عن سائر الخليقة، أعلى حتى من العقل نفسه. النوس (nous) كلمة يونانية نجدها بالكتاب وعند الآباء ولكن يصعب دائما ترجمتها: نترجمها أحيانا على أنها القلب، أحيانا على أنها الذهن، وأحيانا على أنها النفس أو الروح كلها، حسب السياق والمعنى المقصود في كل حالة.
يقول الآباء عن هذا النوس إنه "عين النفس" أو "عين الروح": كما أن الجسد بدون العين يعيش في ظلام ويتحول صاحبه إلى ضرير يتخبط، كذلك النفس بدون النوس عمياء تتخبط في الظلمة. النوس ـ لأنه يصلنا مباشرة بالله ـ هو مركز الحكمة والوعي والاستنارة والحدس والإلهام والإبداع وحتى النبوة. هو أيضا ما نسميه "البصيرة"، تلك العين الداخلية التي ترى الحقائق وتدركها، لا عن طريق العقل والحواس وإنما بطريقة حدسية مباشرة.
ما الذي حدث إذاً عند المعصية والسقوط؟ وما الذي يحدث كل يوم مع كل خطيئة نرتكبها، ولو حتى بأفكارنا؟ ببساطة ينقطع الاتصال بين الإنسان وخالقه، من ثم يظلم هذا النوس وينطفئ، يظلم قلب الإنسان وذهنه وتظلم روحه كلها!
ولكن ماذا تفعل النفس حين يظلم النوس أو يضعف؟ إنها تلجأ عندئذ إلى "العقل" ليقودها، بينما العقل ـ بدون النوس أو القلب ـ هو نفسه أعمى يتخبط، رهينا أسيرا للحواس، تتقاذفه الأفكار والهواجس وتعبث به الأوهام والخيالات. ولكن هكذا تدريجيا صار الإيمان عقليا نظريا لا اختباريا حيا. صار مجموعة من القواعد والسلوكيات: افعل كذا ولا تفعل كذا. لم يعد إيمانا ينبع من الخبرة الحية والرؤية المباشرة كما كان لدى الآباء مثلا، وإنما صار مجرد "دين" آخر، ومن ثم ـ كأيّ دين ـ صار مذهبا أخلاقيا ومجموعة من العقائد والأفكار المجردة. الدين في الحقيقة، كما يقول اللاهوتي الكبير الأب جون رومانيدس، هو نفسه مرض من أمراض العقل! مجرد أوهام وإسقاطات يخترعها عقل الإنسان ـ عن آله أو آلهة ما ـ ثم يصدقها. ولا عجب بالطبع لأن العقل ـ بدون النوس، بدون المعرفة الحقيقية بالله والاختبار المباشر معه ـ لا يملك أفضل من ذلك!
***
المطلوب بالتالي ـ كي نشعر حقا بوجود الله في حياتنا ـ هو ببساطة أن نشفى يا أمي أولا. المطلوب ـ بالتحديد ـ أن نُعيد هذا النوس أو هذا القلب الكسير المعطوب إلى العمل مرة أخرى، إلى الاستنارة وإلى التواصل المباشر مع روح الله لمعرفته حقا ولاستقبال أنواره ونعمته التي لا حدود لها. تلك هي "رحلة المسيحي" إذا أراد الله حقا، إذا أراد الحقيقة الأسمى بكل هذا الوجود، إذا أراد على الأقل التحرر وأراد الخير والجمال والمحبة والسلام والسعادة.
 

muhelfeki

Member
إنضم
15 أبريل 2022
المشاركات
45
مستوى التفاعل
17
النقاط
8
الإقامة
Egypt
انت لا تشعر بهذا الاله ليه لانك كلما دعوت واردت شىء ما تتفاجىء ان الامور تسير عكس ما تريده
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,519
النقاط
76
IMG_1141.gifIMG_1147.gifIMG_1144.gifIMG_1143.gifIMG_1142.gif
سلام المسيح يا ست نعومة الجميلة، لعلك بكل خير وصحة وسعادة. أشكرك على افتقادك وعلى رسائلك ومشاركاتك عموما، كل هذا النشاط الرائع الذي لاحظته مؤخرا. أعتقد أنك الآن يا أمي بحال أفضل قليلا مما كانت عليه الأمور سابقا وقد أسعدني ذلك كثيرا. أقصد بالطبع روحيا وليس حياتيا أو عالميا. ما يدور بالعالم هو فقط "قصة الأنا" وحكاياتها التي لا تنتهي، وفي الحقيقة لا تعني الكثير. المهم هو حال القلب، حال الروح ومدى اقترابها من الله أو ابتعادها عنه. هذا بالتالي هو ما أسعدني، عندما لمحت بعض السكون والهدوء نسبيا في رسائلك. ربنا يباركك يا أمي الجميلة وليكن سلامه ونعمته دائما معك.
***​
بعضنا يقول انا لا اشعر بوجود الله في حياتي والشعور بـ(عدم) وجود الله هو ضد الايمان المسيحي فالايمان المسيحي هو الثقة بما يرجى اي ان نثق بالهنا رب المجد يسوع بوجوده اللي مالي الكون وبرجائنا فيه بالملكوت الابدي من هنا على الارض .......... ولا تقل بانني لا اشعر بوجوده في حياتي فبذلك لا تصدقه وتصدق بوجوده في حياتك وذلك يهينه اضافة الى ذلك فلو تأملت بكل شئ من حواليك ستدرك بان الله موجود وشايل الكون بكلمة قدرته وشايلك على منكبيه وحاططك في نن عينيه وبيحارب عنك ان لزم الامر ومسيج حواليك بسوره الناري وسحابة مجده تظللك ولان ايماننا المسيحي هو ان تصدق ثم ترى لا ان ترى ثم تصدق به
لا يا ست نعومة، سامحيني ولكن ليس هناك طبعا أي "إهانة" لله، حاشا، وليس هذا "ضد" الإيمان كما تعتقدين. حديثك يا أمي طيب جدا وقد أمتعني بالفعل، أشكرك على هذه الرسالة الجميلة. أما من حيث الإيمان فنحن نؤمن بالفعل بكل ما تقولين. نحن نثق بالطبع بإلهنا ونؤمن بوجوده. المشكلة ـ كما أفهمها وأقابلها أحيانا ـ هي أننا ببساطة لا "نشعر" بهذا الوجود في حياتنا، وهذا أمر لا نملكه. هذا ليس بأيدينا. إيماننا سليم، لكنه عقلي نظري بحت. ليس لنا "اختبار" داخلي مباشر أو "خبرة" حية بالله في حياتنا.
أما السبب يا أمي ببساطة فهو أن هناك "جهاز اتصال" يربط بيننا وبين الله، وهذا الجهاز معطوب لا يعمل! إنه "النوس": أعلى قوى النفس وأعظم مَلَكاتها التي خلقها الله بالإنسان وميّزه بها عن سائر الخليقة، أعلى حتى من العقل نفسه. النوس (nous) كلمة يونانية نجدها بالكتاب وعند الآباء ولكن يصعب دائما ترجمتها: نترجمها أحيانا على أنها القلب، أحيانا على أنها الذهن، وأحيانا على أنها النفس أو الروح كلها، حسب السياق والمعنى المقصود في كل حالة.
يقول الآباء عن هذا النوس إنه "عين النفس" أو "عين الروح": كما أن الجسد بدون العين يعيش في ظلام ويتحول صاحبه إلى ضرير يتخبط، كذلك النفس بدون النوس عمياء تتخبط في الظلمة. النوس ـ لأنه يصلنا مباشرة بالله ـ هو مركز الحكمة والوعي والاستنارة والحدس والإلهام والإبداع وحتى النبوة. هو أيضا ما نسميه "البصيرة"، تلك العين الداخلية التي ترى الحقائق وتدركها، لا عن طريق العقل والحواس وإنما بطريقة حدسية مباشرة.
ما الذي حدث إذاً عند المعصية والسقوط؟ وما الذي يحدث كل يوم مع كل خطيئة نرتكبها، ولو حتى بأفكارنا؟ ببساطة ينقطع الاتصال بين الإنسان وخالقه، من ثم يظلم هذا النوس وينطفئ، يظلم قلب الإنسان وذهنه وتظلم روحه كلها!
ولكن ماذا تفعل النفس حين يظلم النوس أو يضعف؟ إنها تلجأ عندئذ إلى "العقل" ليقودها، بينما العقل ـ بدون النوس أو القلب ـ هو نفسه أعمى يتخبط، رهينا أسيرا للحواس، تتقاذفه الأفكار والهواجس وتعبث به الأوهام والخيالات. ولكن هكذا تدريجيا صار الإيمان عقليا نظريا لا اختباريا حيا. صار مجموعة من القواعد والسلوكيات: افعل كذا ولا تفعل كذا. لم يعد إيمانا ينبع من الخبرة الحية والرؤية المباشرة كما كان لدى الآباء مثلا، وإنما صار مجرد "دين" آخر، ومن ثم ـ كأيّ دين ـ صار مذهبا أخلاقيا ومجموعة من العقائد والأفكار المجردة. الدين في الحقيقة، كما يقول اللاهوتي الكبير الأب جون رومانيدس، هو نفسه مرض من أمراض العقل! مجرد أوهام وإسقاطات يخترعها عقل الإنسان ـ عن آله أو آلهة ما ـ ثم يصدقها. ولا عجب بالطبع لأن العقل ـ بدون النوس، بدون المعرفة الحقيقية بالله والاختبار المباشر معه ـ لا يملك أفضل من ذلك!
***
المطلوب بالتالي ـ كي نشعر حقا بوجود الله في حياتنا ـ هو ببساطة أن نشفى يا أمي أولا. المطلوب ـ بالتحديد ـ أن نُعيد هذا النوس أو هذا القلب الكسير المعطوب إلى العمل مرة أخرى، إلى الاستنارة وإلى التواصل المباشر مع روح الله لمعرفته حقا ولاستقبال أنواره ونعمته التي لا حدود لها. تلك هي "رحلة المسيحي" إذا أراد الله حقا، إذا أراد الحقيقة الأسمى بكل هذا الوجود، إذا أراد على الأقل التحرر وأراد الخير والجمال والمحبة والسلام والسعادة.
 

المرفقات

  • IMG_1147.gif
    IMG_1147.gif
    382.5 KB · المشاهدات: 0
  • IMG_1142.gif
    IMG_1142.gif
    273.1 KB · المشاهدات: 0
  • IMG_1143.gif
    IMG_1143.gif
    414.9 KB · المشاهدات: 0
  • IMG_1143.gif
    IMG_1143.gif
    414.9 KB · المشاهدات: 0
  • IMG_1144.gif
    IMG_1144.gif
    196.5 KB · المشاهدات: 0

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,519
النقاط
76
IMG_1171.gifIMG_1169.gifIMG_1167.gifIMG_1165.gif
سلام المسيح يا ست نعومة الجميلة، لعلك بكل خير وصحة وسعادة. أشكرك على افتقادك وعلى رسائلك ومشاركاتك عموما، كل هذا النشاط الرائع الذي لاحظته مؤخرا. أعتقد أنك الآن يا أمي بحال أفضل قليلا مما كانت عليه الأمور سابقا وقد أسعدني ذلك كثيرا. أقصد بالطبع روحيا وليس حياتيا أو عالميا. ما يدور بالعالم هو فقط "قصة الأنا" وحكاياتها التي لا تنتهي، وفي الحقيقة لا تعني الكثير. المهم هو حال القلب، حال الروح ومدى اقترابها من الله أو ابتعادها عنه. هذا بالتالي هو ما أسعدني، عندما لمحت بعض السكون والهدوء نسبيا في رسائلك. ربنا يباركك يا أمي الجميلة وليكن سلامه ونعمته دائما معك.
***​
بعضنا يقول انا لا اشعر بوجود الله في حياتي والشعور بـ(عدم) وجود الله هو ضد الايمان المسيحي فالايمان المسيحي هو الثقة بما يرجى اي ان نثق بالهنا رب المجد يسوع بوجوده اللي مالي الكون وبرجائنا فيه بالملكوت الابدي من هنا على الارض .......... ولا تقل بانني لا اشعر بوجوده في حياتي فبذلك لا تصدقه وتصدق بوجوده في حياتك وذلك يهينه اضافة الى ذلك فلو تأملت بكل شئ من حواليك ستدرك بان الله موجود وشايل الكون بكلمة قدرته وشايلك على منكبيه وحاططك في نن عينيه وبيحارب عنك ان لزم الامر ومسيج حواليك بسوره الناري وسحابة مجده تظللك ولان ايماننا المسيحي هو ان تصدق ثم ترى لا ان ترى ثم تصدق به
لا يا ست نعومة، سامحيني ولكن ليس هناك طبعا أي "إهانة" لله، حاشا، وليس هذا "ضد" الإيمان كما تعتقدين. حديثك يا أمي طيب جدا وقد أمتعني بالفعل، أشكرك على هذه الرسالة الجميلة. أما من حيث الإيمان فنحن نؤمن بالفعل بكل ما تقولين. نحن نثق بالطبع بإلهنا ونؤمن بوجوده. المشكلة ـ كما أفهمها وأقابلها أحيانا ـ هي أننا ببساطة لا "نشعر" بهذا الوجود في حياتنا، وهذا أمر لا نملكه. هذا ليس بأيدينا. إيماننا سليم، لكنه عقلي نظري بحت. ليس لنا "اختبار" داخلي مباشر أو "خبرة" حية بالله في حياتنا.
أما السبب يا أمي ببساطة فهو أن هناك "جهاز اتصال" يربط بيننا وبين الله، وهذا الجهاز معطوب لا يعمل! إنه "النوس": أعلى قوى النفس وأعظم مَلَكاتها التي خلقها الله بالإنسان وميّزه بها عن سائر الخليقة، أعلى حتى من العقل نفسه. النوس (nous) كلمة يونانية نجدها بالكتاب وعند الآباء ولكن يصعب دائما ترجمتها: نترجمها أحيانا على أنها القلب، أحيانا على أنها الذهن، وأحيانا على أنها النفس أو الروح كلها، حسب السياق والمعنى المقصود في كل حالة.
يقول الآباء عن هذا النوس إنه "عين النفس" أو "عين الروح": كما أن الجسد بدون العين يعيش في ظلام ويتحول صاحبه إلى ضرير يتخبط، كذلك النفس بدون النوس عمياء تتخبط في الظلمة. النوس ـ لأنه يصلنا مباشرة بالله ـ هو مركز الحكمة والوعي والاستنارة والحدس والإلهام والإبداع وحتى النبوة. هو أيضا ما نسميه "البصيرة"، تلك العين الداخلية التي ترى الحقائق وتدركها، لا عن طريق العقل والحواس وإنما بطريقة حدسية مباشرة.
ما الذي حدث إذاً عند المعصية والسقوط؟ وما الذي يحدث كل يوم مع كل خطيئة نرتكبها، ولو حتى بأفكارنا؟ ببساطة ينقطع الاتصال بين الإنسان وخالقه، من ثم يظلم هذا النوس وينطفئ، يظلم قلب الإنسان وذهنه وتظلم روحه كلها!
ولكن ماذا تفعل النفس حين يظلم النوس أو يضعف؟ إنها تلجأ عندئذ إلى "العقل" ليقودها، بينما العقل ـ بدون النوس أو القلب ـ هو نفسه أعمى يتخبط، رهينا أسيرا للحواس، تتقاذفه الأفكار والهواجس وتعبث به الأوهام والخيالات. ولكن هكذا تدريجيا صار الإيمان عقليا نظريا لا اختباريا حيا. صار مجموعة من القواعد والسلوكيات: افعل كذا ولا تفعل كذا. لم يعد إيمانا ينبع من الخبرة الحية والرؤية المباشرة كما كان لدى الآباء مثلا، وإنما صار مجرد "دين" آخر، ومن ثم ـ كأيّ دين ـ صار مذهبا أخلاقيا ومجموعة من العقائد والأفكار المجردة. الدين في الحقيقة، كما يقول اللاهوتي الكبير الأب جون رومانيدس، هو نفسه مرض من أمراض العقل! مجرد أوهام وإسقاطات يخترعها عقل الإنسان ـ عن آله أو آلهة ما ـ ثم يصدقها. ولا عجب بالطبع لأن العقل ـ بدون النوس، بدون المعرفة الحقيقية بالله والاختبار المباشر معه ـ لا يملك أفضل من ذلك!
***
المطلوب بالتالي ـ كي نشعر حقا بوجود الله في حياتنا ـ هو ببساطة أن نشفى يا أمي أولا. المطلوب ـ بالتحديد ـ أن نُعيد هذا النوس أو هذا القلب الكسير المعطوب إلى العمل مرة أخرى، إلى الاستنارة وإلى التواصل المباشر مع روح الله لمعرفته حقا ولاستقبال أنواره ونعمته التي لا حدود لها. تلك هي "رحلة المسيحي" إذا أراد الله حقا، إذا أراد الحقيقة الأسمى بكل هذا الوجود، إذا أراد على الأقل التحرر وأراد الخير والجمال والمحبة والسلام والسعادة.
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,519
النقاط
76
سلام المسيح يا ست نعومة الجميلة، لعلك بكل خير وصحة وسعادة. أشكرك على افتقادك وعلى رسائلك ومشاركاتك عموما، كل هذا النشاط الرائع الذي لاحظته مؤخرا. أعتقد أنك الآن يا أمي بحال أفضل قليلا مما كانت عليه الأمور سابقا وقد أسعدني ذلك كثيرا. أقصد بالطبع روحيا وليس حياتيا أو عالميا. ما يدور بالعالم هو فقط "قصة الأنا" وحكاياتها التي لا تنتهي، وفي الحقيقة لا تعني الكثير. المهم هو حال القلب، حال الروح ومدى اقترابها من الله أو ابتعادها عنه. هذا بالتالي هو ما أسعدني، عندما لمحت بعض السكون والهدوء نسبيا في رسائلك. ربنا يباركك يا أمي الجميلة وليكن سلامه ونعمته دائما معك.
***​
بعضنا يقول انا لا اشعر بوجود الله في حياتي والشعور بـ(عدم) وجود الله هو ضد الايمان المسيحي فالايمان المسيحي هو الثقة بما يرجى اي ان نثق بالهنا رب المجد يسوع بوجوده اللي مالي الكون وبرجائنا فيه بالملكوت الابدي من هنا على الارض .......... ولا تقل بانني لا اشعر بوجوده في حياتي فبذلك لا تصدقه وتصدق بوجوده في حياتك وذلك يهينه اضافة الى ذلك فلو تأملت بكل شئ من حواليك ستدرك بان الله موجود وشايل الكون بكلمة قدرته وشايلك على منكبيه وحاططك في نن عينيه وبيحارب عنك ان لزم الامر ومسيج حواليك بسوره الناري وسحابة مجده تظللك ولان ايماننا المسيحي هو ان تصدق ثم ترى لا ان ترى ثم تصدق به
لا يا ست نعومة، سامحيني ولكن ليس هناك طبعا أي "إهانة" لله، حاشا، وليس هذا "ضد" الإيمان كما تعتقدين. حديثك يا أمي طيب جدا وقد أمتعني بالفعل، أشكرك على هذه الرسالة الجميلة. أما من حيث الإيمان فنحن نؤمن بالفعل بكل ما تقولين. نحن نثق بالطبع بإلهنا ونؤمن بوجوده. المشكلة ـ كما أفهمها وأقابلها أحيانا ـ هي أننا ببساطة لا "نشعر" بهذا الوجود في حياتنا، وهذا أمر لا نملكه. هذا ليس بأيدينا. إيماننا سليم، لكنه عقلي نظري بحت. ليس لنا "اختبار" داخلي مباشر أو "خبرة" حية بالله في حياتنا.
أما السبب يا أمي ببساطة فهو أن هناك "جهاز اتصال" يربط بيننا وبين الله، وهذا الجهاز معطوب لا يعمل! إنه "النوس": أعلى قوى النفس وأعظم مَلَكاتها التي خلقها الله بالإنسان وميّزه بها عن سائر الخليقة، أعلى حتى من العقل نفسه. النوس (nous) كلمة يونانية نجدها بالكتاب وعند الآباء ولكن يصعب دائما ترجمتها: نترجمها أحيانا على أنها القلب، أحيانا على أنها الذهن، وأحيانا على أنها النفس أو الروح كلها، حسب السياق والمعنى المقصود في كل حالة.
يقول الآباء عن هذا النوس إنه "عين النفس" أو "عين الروح": كما أن الجسد بدون العين يعيش في ظلام ويتحول صاحبه إلى ضرير يتخبط، كذلك النفس بدون النوس عمياء تتخبط في الظلمة. النوس ـ لأنه يصلنا مباشرة بالله ـ هو مركز الحكمة والوعي والاستنارة والحدس والإلهام والإبداع وحتى النبوة. هو أيضا ما نسميه "البصيرة"، تلك العين الداخلية التي ترى الحقائق وتدركها، لا عن طريق العقل والحواس وإنما بطريقة حدسية مباشرة.
ما الذي حدث إذاً عند المعصية والسقوط؟ وما الذي يحدث كل يوم مع كل خطيئة نرتكبها، ولو حتى بأفكارنا؟ ببساطة ينقطع الاتصال بين الإنسان وخالقه، من ثم يظلم هذا النوس وينطفئ، يظلم قلب الإنسان وذهنه وتظلم روحه كلها!
ولكن ماذا تفعل النفس حين يظلم النوس أو يضعف؟ إنها تلجأ عندئذ إلى "العقل" ليقودها، بينما العقل ـ بدون النوس أو القلب ـ هو نفسه أعمى يتخبط، رهينا أسيرا للحواس، تتقاذفه الأفكار والهواجس وتعبث به الأوهام والخيالات. ولكن هكذا تدريجيا صار الإيمان عقليا نظريا لا اختباريا حيا. صار مجموعة من القواعد والسلوكيات: افعل كذا ولا تفعل كذا. لم يعد إيمانا ينبع من الخبرة الحية والرؤية المباشرة كما كان لدى الآباء مثلا، وإنما صار مجرد "دين" آخر، ومن ثم ـ كأيّ دين ـ صار مذهبا أخلاقيا ومجموعة من العقائد والأفكار المجردة. الدين في الحقيقة، كما يقول اللاهوتي الكبير الأب جون رومانيدس، هو نفسه مرض من أمراض العقل! مجرد أوهام وإسقاطات يخترعها عقل الإنسان ـ عن آله أو آلهة ما ـ ثم يصدقها. ولا عجب بالطبع لأن العقل ـ بدون النوس، بدون المعرفة الحقيقية بالله والاختبار المباشر معه ـ لا يملك أفضل من ذلك!
***
المطلوب بالتالي ـ كي نشعر حقا بوجود الله في حياتنا ـ هو ببساطة أن نشفى يا أمي أولا. المطلوب ـ بالتحديد ـ أن نُعيد هذا النوس أو هذا القلب الكسير المعطوب إلى العمل مرة أخرى، إلى الاستنارة وإلى التواصل المباشر مع روح الله لمعرفته حقا ولاستقبال أنواره ونعمته التي لا حدود لها. تلك هي "رحلة المسيحي" إذا أراد الله حقا، إذا أراد الحقيقة الأسمى بكل هذا الوجود، إذا أراد على الأقل التحرر وأراد الخير والجمال والمحبة والسلام والسعادة.
IMG_1275.gifIMG_1273.gifIMG_1274.gifIMG_1271.gif
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
8 أبريل 2008
المشاركات
15,315
مستوى التفاعل
4,110
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
انت لا تشعر بهذا الاله ليه لانك كلما دعوت واردت شىء ما تتفاجىء ان الامور تسير عكس ما تريده

قبل ان تطلب منه أي شيء مادي اطلب منه ان يعرفك على ذاته أولاً، حينئذٍ سوف تعرفه و تشعر به.
 
أعلى