فى سنة 1972 كنت شغال فى جزيرة شدوان, ودى جزيرة فى البحر الاحمر بالقرب من راس محمد, وكنا فى حرب الاستنزاف, وكان المشروع تبع المجهود الحربى
المهم لم يكن مسموح لنا بالمبيت فى الجزيرة لكونها منطقة عسكرية, فكنا نركب حاملة دبابات من ميناء الغردقة فى الفجر ..... ونعود فى العصر ... بصفة يومية
وكانت رحلة رائعة .... ففى البحر الاحمر تشرق الشمس من البحر وتغرب فى الجبل .... وكان منظر من المستحيل وصفه, وكانت الدرافيل تصاحبنا فى الذهاب وفى العودة بمرح طفولى مستحيل وصفه
والجزيرة نفسها تحفة من تحف الخالق من المستحيل تخيل جمالها وجمال شعبها المرجانية والاسماك التى تلهو وتاكل فى تلك الشعب ونراها باعيننا وهى على عمق حوالى 10 متر, فالماء بلورى نقى ..... ترى فيه كل شيئ
وحدث ذات يوم ان قامت عاصفة ونحن على الجزيرة .... ورفض القبطان العودة لخطورة الابحار فى هذا الجو .... وبالمناسبة كان هذا القبطان حفيد احمد لطفى السيد .... احد عظماء مصر فى القرن العشرين ...
وجدت نفسى فى موقف لا احسد عليه .... معى حوالى 40 عامل .... ولابد من المبيت على الجزيرة بلا ماء او طعام
اتصلنا بقائد الجزيرة واقتنع انه لابد لنا من المبيت ..... فحدد لنا منطقة المشروع للمبيت واى شخص سيخرج من تلك المنطقة سيتعرض لضرب النار .... وفى نفس الوقت انه لن يستطيع توفير لنا اى اطعمة او ماء .... لان ذلك يتطلب موافقات قياداته
المهم كن معى خيط صيد وفى نهايته سنارة ..... وجلست لأصطاد.... وكنت معتاد على تلك الهواية الرائعة, التى افتقدها الان
وفى خلال ساعة واحدة تم اصطياد ما لا يقل وزنه عن 200 كجم سمك من افخر الانواع .... وتم شواء السمك على النار باستخدام بعض اخشاب المشروع .... وكانت احلى عشوة اكلتها فى حياتى ....
فى احدى المرات كانت السمكة التى علقت بالسنارة سمكة صغيرة نسبيا فكنت اجذبها وانا متذمر .... وفجأة خرج ثعبان بحر والتهمها وعلق هو بالسنارة .... فجاء العمال وساعدونى على اخراجه وكان طوله حوالة متران وقطرة حوالى 20سم ..... كان مخيف .... المهم انهال العمال على راسه بالفئوس حتى قتلوه ..... وكان هناك جندى يراقب الموقف فجاء الينا واخرج سكين كان معه وشق ظهر الثعبان واخرج منه قناة قال لنا انها قناة السم ..... وانه احلى اكله ممكن ان نأكلها .....
السمكة الاخرى التى لن انساها هى سمكة اسمها البراكودا .... وهى سمكة متوحشة وشرسة للغاية حتى انها تفتك باسماك القرش ..... المهم علقت تلك السمكة فى السنارة ... اذ فجأة وجدت الخيط يجذبنى بعنف حتى انه كاد ان يشق يدى ...... فظللت ارواغها وهى تحاول التملص بعنف وقوة شديدة حتى نجحت فى اخراجها .... وبقدر توحشها وعنفها كان قدر جمالها .... فهى سمكة شاهقة البياض .... عيناها رائعة الجمال وواسعة جدا حتى انها تشبه عينى البقرة فى اتساعها .... وكانت تلك السمكة من نصيبى .... وكانت تزن حوالى 5 كجم .......