وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مجهود راااااااااااااااااااااائع ابو تربو

كما عودتنا

ربنا يباركك ويبارك خدمتك الاكتر من رائعه
ربنا يخليكى يا أمى
ميرسى لتشجيع حضرتك
1283979612.gif
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أنهار ماء حي

sacred-jordan-river-0102.jpg


وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، ... تجري من بطنهِ أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)
من الإشارة في لاويين23؛ عدد29 نفهم أنه كان يلحق بعيد المظال، والذي كان سبعة أيام، يوم ثامن. ففي هذا اليوم الثامن وقف يسوع ونادى. لقد وقف الرب ونادى بحقيقتين: الأولى «إِنْ عطش أحدٌ فليقْبل إِليَّ ويشرب»، ولا يزال الرب ينادي. ففي نهاية سفر الرؤيا نقرأ قوله الكريم: «مَنْ يعطش فليأت. ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانًا» ( رؤ 22: 17 ). وما معنى العطش؟ إنه الإحساس بالجفاف والنشوفة؛ إنه حاجة النفس إلى الارتواء الحقيقي. وتحضرني كلمات محفوظة عن ظهر قلب «تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لِينقروا لأنفسهم آبَارًا، آبَارًا مُشقَّقةً لا تَضبط ماء» ( إر 2: 13 ). والعطش هو الحنين إلى الله كما يقول المرنم «كما يشتاق الإِيَّل إِلى جداوِلِ الميِاه، هكذا تشتاق نفسي إِليك يا الله ... متى أجِيء وأتراءى قدَّام اللهِ!» ( مز 42: 1 ، 2). ففي الإقبال إلى الرب يسوع والشرب منه، تسديد حاجة النفس إلى الله.

والحقيقة الأخرى « مَنْ آمنَ بِي، كما قال الكتاب، تجرِي مِن بطنه أنهار ماءٍ حي». الحقيقة الأولى هي الشركة مع المسيح، والحقيقة الأخرى الشهادة للآخرين. وقد رأينا الحقيقتين معًا في المرأة السامرية. فإنها أقبلت إلى المسيح وشربت، ثم إذ امتلأ الإناء ذهبت إلى مواطنيها وشهدت للمسيح.

وشهادة المسيحي الذي امتلأ إنسانه الباطن بالروح القدس، هي للمسيح المُمجَّد في الأعالي بعد إتمام الفداء الأبدي. في ع38 يُشير الرب إلى التعبير «كما قال الكتاب». وأين نجد هذا القول؟ نجده في إشعياء 44 حيث نقرأ «لأني أسكب ماءً على العطشانِ، وسيولاً على اليابِسة. أسكبُ رُوحي على نسلك وبركتي على ذرِّيَّتك».

ويقول يوحنا البشير تعليقًا أو إيضاحًا لأقوال الرب حيث نقرأ «قال هذا» أي الامتلاء فالفيض «عنِ الرُّوحِ الذي كان المؤمنون بِه مزمعينَ أن يقبلوه». إن هذا القول «المؤمنون به» لا يعني الإيمان بالمسيا، بل بابن الله الذي مات وقام ومجَّده الله، كما قال بفمه الكريم «لأجلِ هذا أتيت إلى هذه الساعة. أيها الآب مجِّد اسمك» ( يو 12: 27 ، 28). وقد تم هذا التمجيد بعد صعوده له المجد وجلوسه في يمين عرش الله. فمن هناك، من قمة المجد، وفي يوم الخمسين «أخذ موعد الرُّوحِ القدسِ من الآبِ» وسكبه على المؤمنين الذين كانوا مجتمعين معًا بنفسٍ واحدة، وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع2).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
اشكرك ابنى الحبيب :)
ربنا يبارك خدمتك الجميلة
صلوات العدرا والقديسين تحفظك من كل شرا
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
اشكرك ابنى الحبيب :)
ربنا يبارك خدمتك الجميلة
صلوات العدرا والقديسين تحفظك من كل شرا
ربنا يخليكى يا أمى
ميرسى خالص لتشجيع حضرتك
1283979612.gif
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حَمَل الله

jesus-christ-on-cross-0106-150x150.jpg

هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ( يو 1: 29 )
«حَمَل الله»: لقب مُبارك ومجيد من ألقاب ابن الله ربنا المعبود يسوع المسيح. وما أكثر ما يكلمنا الكتاب المقدس عنه كالحَمَل. وجميع الحملان التي قُدمت كذبائح في العهد القديم كانت تُشير إلى حَمَل الله المبارك. فمثلاً إبراهيم في يومه عندما سأله ابنه: «..أين الخروف للمُحرقة؟» أجابه: «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني». وفي قصة خروف الفصح نرى الرمز المبارك لحَمَل الله فصحنا الذي ذُبح لأجلنا.

وإشعياء تكلم عن حَمَل الله قبل ظهوره بأكثر من سبعمائة سنة لما قال: «.. ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 ).

ويوحنا المعمدان عرفه كالحَمَل فصاح بفرحٍ قائلاً: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم». وبطرس الرسول يكتب عن الفداء الذي ليس بأشياء تفنى .. بل بدمٍ كريم كما من حَملٍ بلا عيب ولا دنس ... معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 - 20).

إن حَمَل الله مستحق لكل عبادة وسجود وكرامة وحمد. وفي سفر الرؤيا نجد هذا السجود، ففيه يُذكر الحَمَل ثماني وعشرين مرة.

إن السجود في السماء سوف يؤدى على طول الأبدية لهذا الخروف الذي ذُبح. على أن الترنيمة التي سوف ترن في أرجاء الأبدية عن استحقاق حَمَل الله للسجود التعبدي إنما تبدأ من الأرض ـ من قلوب المفديين بالدم؛ الذين يعبدونه بالروح والحق. لأنه الآن في وسط أولئك الذين يجتمعون باسمه.

لكن ما أكثر الذين يُسيئون إلى اسمه الكريم! فإن إبليس رئيس هذا العالم يكره ثلاث كلمات، هي: ”الصليب، والخروف، والدم“ وتزداد عداوته على مرّ الأيام. لكن حَمَل الله لم يَزَل هناك في وسط العرش صامتًا صابرًا يترقب توبة الخطاة ورجوعهم إليه، وإن كانت كلمة الله تكلمنا عن محبة حَمَل الله وصبره وطول أناته ولطفه، إلا أنها أيضًا تكلمنا عن غضبه وصرامته.

فالذين يرفضون أن يسجدوا لهذا الحَمَل، والذين ينكرون الرب الذي اشتراهم، سوف يصرخون صرخات مدوية في يومٍ قادم، وقد سجل الكتاب تضرعاتهم التَعِسة عندما يقولون للجبال «اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومَن يستطيع الوقوف؟» ( رؤ 6: 16 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الحقل هو العالم

ABCs-of-Multiculture.jpg

اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ( مر 16: 15 )
ربما تسألني: ”لماذا نذهب بعيدًا قبل أن ينال جميع مَن حولنا الخلاص؟ فهناك الكثير جدًا مما نستطيع أن نعمله في بلادنا.

أحبائي، هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وأنا أقدمها من كلمات الكتاب المقدس: «الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ). الولايات المتحدة ليست هي العالم. بريطانيا ليست هي العالم. الحقل هو العالم كله. لا أظن أنك سمعت عن مُزارع يعمل في ركن صغير من حقله تاركًا بقية الحقل بلا زراعة. المُزارع يعمل في كامل حقله.

هل تعرف ما الذي تقصده حينما تقول إنك لا تؤمن بالعمل المُرسلي؟ أنت بذلك تقول إن بولس ارتكب خطأً، وإنه كان ينبغي أن يترك أجدادنا في أوروبا على حالتهم السابقة كوثنيين، وكان من الأفضل أن يمكث في بلاده، وبذلك كان من الممكن أن تظل أنت أُمميًا وثنيًا. هل هذا ما تراه صائبًا؟ هل أنت آسف لكونك لم تظل وثنيًا؟ لا بد أن هذه هي الحقيقة لو أنك لا تؤمن بالإرساليات!

أتذكر بهذه المناسبة معجزة إشباع الرب يسوع الخمسة آلاف شخص، هل تتذكر كيف جعلهم يجلسون صفًا وراء صف؟ وكيف أخذ الأرغفة والسمكتين وبارك ثم كسَّر وأعطى التلاميذ؟ وأيضًا كيف بدأ التلاميذ من عند طرف الصف الأمامي ثم تحركوا على طول الصف الأول مُعطين لكل شخص طعامه؟ هل تتوقع أنهم استداروا مرة أخرى إلى هذا الصف الأمامي، وهم يسألون كل شخص أن يأخذ وجبة ثانية؟ هل تتوقع شيئًا كهذا؟

لا! كلا وألف كلا! لو أنهم فعلوا هكذا، لكان الذين في الصفوف الخلفية سيعترضون بشكل حاد ويقولون: ”تعالوا هنا. أعطونا بعض المساعدة. نحن نتضور جوعًا؛ هذا ليس عدلاً؛ هذا ليس صوابًا. لماذا يحصل الجالسون في الصفوف الأمامية على وجبتين، بينما نحن لم نحصل حتى على واحدة؟“ وهم سيكونون مُحقين في ذلك.

نحن نتكلم عن البركة الثانية. بينما هم لم يحصلوا على البركة الأولى. نحن نتكلم عن المجيء الثاني للمسيح، وهم لم يسمعوا أبدًا عن مجيئه الأول. ”لماذا يسمع شخص واحد رسالة الإنجيل مرتين قبل أن يسمع كل شخص رسالة الإنجيل مرة واحدة“. نحن نعلم أنه لم يوجد شخص واحد من الخمسة آلاف رجل والنساء والأطفال قد أخذ أكثر من وجبة واحدة إلى أن حصل الجميع على وجبتهم الأولى.

أزوالد سميث
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ويكون مَقْدِساً

Power-of-His-Presence-300x221.jpg


قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مَقْدِساً ... ( إش 8: 13 ، 14)
في أوقات الخطر، ليس هناك ما يؤكد الطمأنينة أكثر من وجود مُدافع قوي وكُفء. وإذا تضافرت قوة ذراعه مع محبة قلبه، ازداد تأكيد الطمأنينة رسوخاً. والرب قد أكد لخاصته حمايته الشخصية لهم في وجه كل ما يتهددهم من أخطار. وهو يحميهم كما تحمي الدجاجة فراخها تحت جناحيها.

يتكلم الرب عن نفسه "كمَقْدِس" لشعبه. كمكان يلجأون إليه ويحتمون فيه من أعدائهم. والمرنم إذ يؤمن بهذا، يقول: "لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته" ( مز 27: 5 ). والمقدس ـ مكان سُكنى الله ـ لا بد أن يكون موضع أمان تام. هكذا كان المقدس بالنسبة للأمير الطفل يوآش حيث بقي مختبئاً في بيت الله ست سنين من وجه عثليا الملكة القاتلة ( 2أخ 22: 11 ،12).

وإشعياء خدم البقية المؤمنة في أيامه، خدمة التشجيع هذه. تنبأ لهم عن خطية الأمة الشنيعة وعن قضاء الله كنتيجة لذلك، لكنه يلوح لهم بأضواء من رحمته تتلألأ عندما يجيء اليوم القاتم.

"قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم ويكون مقْدِساً". فهو يأمرهم أن يثبِّتوا عيونهم ليس على عدوهم الصاعد عليهم كنهر، مياهه قوية وكثيرة، بل على الله القدير. إنه يأمرهم أن يحذروا من عدم الثقة في الرب وعدم التمسك بمواعيده، لأنه حينئذ يصير الرب مقدِسهم، وحينئذ يمكنهم أن يعبدوه، ويمكنهم أن يطمئنوا من جهة عدوهم. قد تخرب المدينة ويُنقَض هيكلها، ويجري الرعب في شوارعها، لكن الرب نفسه يكون مقدِساً لبقية ضعيفة قليلة مؤمنة به. وفي الرب كل ينابيعهم وبالإيمان الواثق فيه يستقون الخلاص.

وحزقيال النبي يقدم التشجيع نفسه إذ يقول "هكذا قال السيد الرب ... أكون لهم مقدِساً صغيراً" ( حز 11: 16 ). وإنها لتعزية لمن هم تحت ضغوط مختلفة. إنها تعزية لقلوبهم أن يعرفوا أن الرب هو مصدر تسنيد وتعضيد لهم. إنه يمسح دموع العيون التي تشخص إليه في وقت الضيق. وهذه المواعيد ثابتة وراسخة وباقية حتى لا تنحني خاصة الرب تحت الشعور بالوحدة والوحشة والانفراد أمام الضيق ووعورة الطريق. وكم يحلو لنفوسنا أن نختبر صدق هذه المواعيد.

وإن كنا نقول إن الرب مَقْدِسٌ لنا، فلتكن أقوالنا لا مجرد بلاغة كلام، بل حلاوة اختبار.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كل مَن لمسه شُفيَ

jesus-christ-0306.jpg



وضعوا المرضى في الأسواق، وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هُدب ثوبهِ. وكل مَن لمسه شُفيَ ( مر 6: 56 )
ربما تسألني: ”لماذا نذهب بعيدًا قبل أن ينال جميع مَن حولنا الخلاص؟ فهناك الكثير جدًا مما نستطيع أن نعمله في بلادنا.

أحبائي، هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وأنا أقدمها من كلمات الكتاب المقدس: «الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ). الولايات المتحدة ليست هي العالم. بريطانيا ليست هي العالم. الحقل هو العالم كله. لا أظن أنك سمعت عن مُزارع يعمل في ركن صغير من حقله تاركًا بقية الحقل بلا زراعة. المُزارع يعمل في كامل حقله.

هل تعرف ما الذي تقصده حينما تقول إنك لا تؤمن بالعمل المُرسلي؟ أنت بذلك تقول إن بولس ارتكب خطأً، وإنه كان ينبغي أن يترك أجدادنا في أوروبا على حالتهم السابقة كوثنيين، وكان من الأفضل أن يمكث في بلاده، وبذلك كان من الممكن أن تظل أنت أُمميًا وثنيًا. هل هذا ما تراه صائبًا؟ هل أنت آسف لكونك لم تظل وثنيًا؟ لا بد أن هذه هي الحقيقة لو أنك لا تؤمن بالإرساليات!

أتذكر بهذه المناسبة معجزة إشباع الرب يسوع الخمسة آلاف شخص، هل تتذكر كيف جعلهم يجلسون صفًا وراء صف؟ وكيف أخذ الأرغفة والسمكتين وبارك ثم كسَّر وأعطى التلاميذ؟ وأيضًا كيف بدأ التلاميذ من عند طرف الصف الأمامي ثم تحركوا على طول الصف الأول مُعطين لكل شخص طعامه؟ هل تتوقع أنهم استداروا مرة أخرى إلى هذا الصف الأمامي، وهم يسألون كل شخص أن يأخذ وجبة ثانية؟ هل تتوقع شيئًا كهذا؟

لا! كلا وألف كلا! لو أنهم فعلوا هكذا، لكان الذين في الصفوف الخلفية سيعترضون بشكل حاد ويقولون: ”تعالوا هنا. أعطونا بعض المساعدة. نحن نتضور جوعًا؛ هذا ليس عدلاً؛ هذا ليس صوابًا. لماذا يحصل الجالسون في الصفوف الأمامية على وجبتين، بينما نحن لم نحصل حتى على واحدة؟“ وهم سيكونون مُحقين في ذلك.

نحن نتكلم عن البركة الثانية. بينما هم لم يحصلوا على البركة الأولى. نحن نتكلم عن المجيء الثاني للمسيح، وهم لم يسمعوا أبدًا عن مجيئه الأول. ”لماذا يسمع شخص واحد رسالة الإنجيل مرتين قبل أن يسمع كل شخص رسالة الإنجيل مرة واحدة“. نحن نعلم أنه لم يوجد شخص واحد من الخمسة آلاف رجل والنساء والأطفال قد أخذ أكثر من وجبة واحدة إلى أن حصل الجميع على وجبتهم الأولى.

أزوالد سميث
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
راعوث والنمو في النعمة

the-fern-and-the-bamboo.jpg

فقالت راعوث الموآبية لنُعمي:
دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل وراء مَنْ أجد نعمة في عينيه ( را 2: 2 )

من قصة راعوث نكتشف سر النمو في النعمة. وفي راعوث2: 2 نجدها تقول لنُعمي: «دَعيني أذهب إلى الحقل وألتقط». وتقول للغلام في عدد7 «دعوني ألتقط». ونقرأ في عدد17 «فالتقطت»، وفي عدد23 أيضًا «فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة».

وتُستحضر أمامنا راعوث كمَن تلتقط فضلات الحِصاد، ولكن ما هو المعنى الروحي للالتقاط؟ لقد وجدت نُعمي وراعوث نفسيهما في وفرة الحصاد. ولكن مهما كان الحصاد وفيرًا، فإنها ما لم تجمع منه فلا تستطيع أن تُطعم جوعها. واستطاعت راعوث بجمعها أن تخصص لنفسها حاجتها وحاجة نُعمي، لأن رب الحصاد قد وفّر لهما بغنى.

أ فلا يمكننا أن نقول كذلك: إن الالتقاط الروحي معناه أن يخصص المؤمن لنفسه البركات الروحية التي منحها الله له. وفي تاريخ إسرائيل أعطى الله لشعبه الأرض ملكًا مطلقًا، وحدودًا متسعة، ومع ذلك قال الله لهم:
«كل موضع تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم». كان عليهم أن يمتلكوا الميراث. ولقد أمكن لبولس أن يقول بثقة عظيمة أن المؤمنين قد بوركوا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح، ولكن هذا لم يمنعه من أن يصلي ليكون في داخلهم عمل خاص، بالروح القدس في الإنسان الباطن، لكي يدركوا ما هو العرض والطول والعُمق .. لكل تلك البركات الروحية ( أف 3: 14 - 21).

إنها لحظة عجيبة عندما يدعونا الرب لنفسه، ونتعلم أن خطايانا قد غُفرت، وأننا خُتمنا بالروح القدس، وصرنا مؤهلين لشركة ميراث القديسين في النور، ومع ذلك فالرسول يتطلع للنمو بواسطة معرفة الله الحقيقية ( كو 1: 10 ).
ويا للأسف، فكم نحن فقراء في التقاطنا، وقليلاً ما دخلنا إلى غنى المسيح الذي لا يُستقصى!

ولإحراز التقدم الروحي، فإنه لا بد من توفر حالة نفس تتميز بالخضوع والاجتهاد والمُثابرة والتأمل، وكل هذا اتصفت به راعوث. وفضلاً عن ذلك، فلا بد من معونات نستقيها من الآخرين لإحراز التقدم الروحي. فقد وجدنا نُعمي والفتيات والحصادين والغلام المُوكَّل على الحصادين، وفي النهاية وجدنا بوعز جبار البأس الغني، ورأيناهم جميعًا بالارتباط براعوث، والجميع بطرق مختلفة قدموا المعونة للالتقاط، ونرى فيهم الوسائل المختلفة التي يوفرها المسيح لدفع النمو الروحي بالنعمة لشعبه المحبوب.

هاملتون سميث
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
خطورة الثقة بالذات

Take-My-hand-270x300.jpg

فأجاب بطرس وقال له: وإن شكَّ فيك الجميع فأنا لا أشُكُّ أبدًا ... ولو اضطررت أن أموت
معكَ لا أُنكركَ ( مت 26: 33 ، 35)

نحن لا نشك مُطلقًا في إخلاص بطرس، ونثق تمام الثقة أنه كان يعني كل ما قاله، ولكنه كان يجهل نفسه. نحن نلاحظ دائمًا أن الجهل والثقة بالذات دائمًا يمشيان جنبًا إلى جنب، أما معرفة الذات فتبدد الثقة بها، وبقدر ما تكون الذات معروفة، بقدر ما يكون عدم الثقة بها عظيمًا.

لو كان بطرس فقط عرف ذاته، وعرف أمياله، ومبلغ قوته الذاتية، لَمَا نطق أبدًا بتلك الكلمات التي سطرها لنا الوحي. ولكنه هكذا كان مملوءًا بالثقة بالذات، حتى أنه عندما أخبره سيده صراحةً عما هو مُزمع أن يفعل، أجاب بسرعة: «وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا ... ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك!».

إن هذا الأمر خطير للغاية، ومملوء بالإنذار والتعليم لنا. كلنا نجهل قلوبنا جهلاً هذا مقداره حتى أننا نستبعد على أنفسنا السقوط في بعض الخطايا الجسيمة، ولكن ليعلم كل واحد منا أنه إذا لم تحفظنا نعمة الله في كل لحظة، فإننا مُعرَّضون للسقوط في أي شيء، إذ فينا الاستعداد الكافي لكل شر مهما اختلف مقداره أو نوعه. وعندما نسمع أي شخص يقول: ”حقًا إني مخلوق مسكين وضعيف وكثير العثرات، ولكن غير ممكن أني أسقط في شر كهذا“. فلنتأكد أن هذا الشخص لا يعرف حقيقة قلبه للآن. وليس ذلك فقط، بل هو في خطر كبير أن يسقط في خطية مُحزنة.
فالأحسن لنا أن نسير متواضعين أمام الله، غير واثقين بذواتنا، بل مُتكلين عليه، فهو سر كل انتصار أدبي في كل الأجيال والعصور. ولو كان بطرس عَلم هذا، لكان نجّا نفسه من سقطته المُريعة هذه، ولكنه كان واثقًا بذاته، والنتيجة كانت أنه لم يسهر ويصلي. وهذا كان دور آخر من أدوار انحداره إلى أسفل. لو كان فقط شَعَر بعجزه الكامل، لكَان سعى للحصول على قوة إلهية، ولكان طرح نفسه بالتمام على الله لكي يجد نعمة وعونًا في حينهِ.

انظر إلى السيد المبارك! مع أنه الله المرتفع إلى الأبد فوق الجميع، ولكنه كإنسان قد أخذ مكان المخلوق، نراه عندما شعر بخطورة الموقف، أخذ يجاهد في الصلاة، بينما بطرس كان نائمًا ( مت 26: 36 - 41).
نعم، إن بطرس قد نام في بستان جثسيماني، بينما كان سيده يقاسي مرارة لم يَذُق مثلها من قبل،
ولو أن أعظم منها كانت تنتظره.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المخدع المهجور

personal-prayer-011.jpg

يا رب، اهدني إلى برِّكَ ... سهِّل قدامي طريقك ( مز 5: 8 )
ذهبت مرة سيدة مؤمنة، إلى أحد رجال الله،
تشكو إليه قلة صلاتها، وعدم شعورها فيها باللذة التي كانت تشعر بها في أيامها الأولى، وأنها قد جاهدت كثيرًا لكي تسترجع حرارة الصلاة الأولى فلم تقدر. فقال لها: ماذا عملتِ؟

قالت: جرّبت كل طريقة ممكنة ولكن فشلت.

قال: كيف صرتِ مسيحية؟

قالت: اجتهدت أولاً لأحرر نفسي من الخطية ولكن فشلت، ولما وجدت ألاّ فائدة من كل مجهود، طرحت نفسي عند قدمي الرب، وآمنت أنه قادر أن يمنحني غفرانًا وسلامًا، فنلت ذلك بسرعة من السيد الكريم.

قال: جرِّبي هذا الأمر عينه في أمر الصلاة.
فعند شعورك بالجمود والظلام لا تجتهدي أن تغيري هذه الحالة بقوتك بل ارتمي أمام السيد مؤمنة بمحبته وقيمة دمه لقبولك لدى الله، وعظمة شخصه كالكاهن العظيم الذي يترفق بالجهّال والضعفاء وهو كفيل بما بقي.

فذهبت من عنده، وبعد أيام أخبرته بأن نصيحته أتت بالثمر المرجو، وأن الإيمان بمحبة وعظمة شخص المخلِّص هو العلاج الشافي لجمود القلب وظلامه.

يا أخي العزيز: إن كنت تريد أن تخلص من حالة الجمود الروحي والصلاة الباردة، الهزيلة، الضئيلة، فلا تستطيع ذلك بناموس موسى، بل بنعمة ذلك الذي أحبك فضلاً، ويحبك فضلاً، وسيحبك فضلاً. إن خلاص الله هبة مجانية، للمؤمن العاثر كما للخاطئ الفاجر «لا تضطرِب قلوبكم .. آمنوا بِي».

لا يضطرب قلبك، جزعًا على حالتك، أو يأسًا من شفائك واستعادة روحانيتك ... آمن بالرب يسوع المسيح، الصديق القديم، فتخلص من هذه الحالة، وثق أنه قادر أن يخلِّص إلى التمام ( عب 7: 25 ). وأنه لأجلك «حي في كل حين»
وأنه «واقف على الباب يقرع»، فادخل مخدعك واغلق بابك،
وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، ولا تنسَ أن تأخذ معك الكتاب المقدس لأن منه سيكلِّمك الله. اقرأ بعض أعداد منه حسب ترتيب قراءتك اليومية، مؤكدًا أن الله يتكلم إليك منه. طبّقه على حياتك ثم أجب الرب، أو أعطِهِ جوابًا عن نفسك، عن حاجتك، عن ضروراتك، مُسلِّمًا له كل شيء،
وليكن طلبك مُحددًا واضحًا، مقدمًا الشكر للسيد لأنه سمعك واستجاب لك.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الأزلي والواجب الوجود

380208166.jpg


قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ( يو 8: 58 )
ما الذي يعنيه قول المسيح: «أنا كائن» قبل إبراهيم؟ إن المسيح لا يقول لليهود: ”قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت“، بل لاحظ عظمة قول المسيح: «قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن». إنها كينونة لا علاقة لها بالزمن، كينونة دائمة!

إن عبارة «أنا كائن» تعادل تمامًا القول «أنا الله» أو «أنا الرب» أو «أنا يهوه» الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية. فهذا التعبير «أنا كائنٌ» هو بحسب الأصل اليوناني الذي كُتب به العهد الجديد ”إجو إيمي“ وتعني ”الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي“. فمَن يكون ذاك سوى الله؟

عندما ظهر الرب لموسى في العلّيقة، كي يرسله إلى بني إسرائيل «قال موسى لله: ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آباءكم أرسلني إليكم، فإذا قالوا لي: ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه». وقال هكذا تقول لبني إسرائيل «أهيه أرسلني إليكم» ( خر 3: 13 ، 14). وعندما تُرجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، فقد تُرجم اسم الجلالة «أهيه»، إلى ”إجو إيمي“. نفس الكلمة التي استخدمها المسيح مع اليهود عندما قال لهم: «أنا كائن»!

وعبارة «أنا كائن» مُشتقة من الفعل ”أكون“، والذي منه جاء اسم الجلالة «يهوه». ولقد تكررت هذه العبارة ”إجو إيمي“ عن المسيح في إنجيل يوحنا 21 مرة (3× 7). كأن المسيح يرى في نفسه، بحسب ما أعلن عن ذاته، أنه هو ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العلّيقة في جبل حوريب، والذي أرسل موسى ليُخرِج بني إسرائيل من أرض مصر.

إن هذا الإعلان الذي ذكره المسيح في يوحنا8: 58 يُعتبر أعظم الأدلة والبراهين على لاهوت المسيح، بحيث لو لم يكن لدينا في كل الكتاب سوى هذا الإعلان لكان يكفي، لكن لدينا العديد من البراهين.

ولقد فهم اليهود جيدًا ماذا كان المسيح يقصد من هذه الأقوال، ولم يكن ممكنًا التجاوب مع ذلك الإعلان العظيم إلا بأسلوب من اثنين: إما أن ينحنوا أمامه بالسجود باعتباره الله، أو أن يعتبروه مجدفًا. وللأسف لقد اختاروا الأسلوب الثاني المدمِّر لهم! ويذكر البشير أن اليهود «رفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا» (ع59) مما يدل على أنهم فهموا ما كان يعنيه المسيح تمامًا، أنه هو الله.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مثال عظيم
stairway-to-heaven.jpg

كونوا مُتمثلين بي كما أنا أيضًا بالمسيح ( 1كو 11: 1 )كونوا متمثلين بي معًا أيها الإخوة ( في 3: 17 )
من المفيد أن نلاحظ الفرق بين هذين التحريضين اللذين يوجههما الرسول بولس:

فالتحريض الأول ( 1كو 11: 1 ) يرتبط بنهاية الأصحاح العاشر، يوضح الطريقة التي بها تمثَّل الرسول المحبوب بالرب.
فالمسيح الفادي قد تخلى عن كل شيء لمجد الله، ومع أنه غني لكنه افتقر لكي نستغني نحن.
فهو الإنسان التاجر الذي ـ وهو يطلب لآلئ حسنة ـ وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، فمضى وباع كل ما كان له واشتراها! (مت13). ومن هنا يحرِّض الرسول المؤمنين ليتمثلوا به في أنه كما يقول: «غير طالبٍ ما يوافق نفسي، بل (ما يوافق) الكثيرين، لكي يخلصوا» ( 1كو 10: 33 ). فالرسول بهذه الطريقة يحاول أن يتمثَّل بالمسيح الذي جاز الطريق قبله، ويرغب الرسول أيضًا أن نعدّ أنفسنا بهذه الكيفية لصالح الآخرين، كما فعل الرب يسوع. ويذكِّرنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى بأن: «مَن قال: إنه ثابتٌ فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضًا» ( 1يو 2: 6 ).

وأما التحريض الثاني فهو يقدِّم لنا فكرة مختلفة ( في 3: 17 )، ويا له من تحريض هام! لقد كان الرسول في السجن عندما كتب هذا التحريض، ومع ذلك فهو يشير هنا إلى ركضه في السباق المسيحي نحو الهدف، فهو يسعى نحو الغرض لأجل الجعالة (الجائزة)؛ جعالة دعوة الله العُليا، واستطاع أن يتطلع إلى اللحظة التي فيها سيُؤخذ في حضرة الرب، الذي سيغير أجساد التواضع هذه ويجعلها على صورة جسده الممجد، تلك اللحظة المجيدة عندما نكون مثله، لأننا سنراه كما هو.

ولا نقدر أن نقول هنا إن الرب سار في هذا الطريق التي يُشير إليها التحريض الثاني، لأن الرب نفسه هو الغرض، على الأرض وفي السماء. والرسول يركض ويحرِّضنا نحن أيضًا على الركض في السباق لكي ننال في النهاية. ولذلك فالرسول هنا يحرِّضنا على أن نتمثل به، ولكنه لا يقول: «كما أنا أيضًا بالمسيح».

ولكن ألاَ يشير هذا التحريض أيضًا إلى البذل والتضحية؟ يقول الرسول المكرَّس لله: «لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ... الذي من أجله خسرت كل الأشياء» ( في 3: 7 ، 8). ما أحوجنا حقًا في أيامنا هذه ـ أيام التراخي وإرضاء الذات والفتور ـ أن نعطي أهمية لهذين التحريضين!
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ما بالكم خائفين؟
Jesus%20Apostles-17.jpg

ثم قال وانتهرَ الرياح والبحر، فصارَ هدوءٌ عظيم ( مت 8: 26 )
أول عبارة تحدثت إلى قلبي في هذه القصة هي: «وإذا اضطرابٌ عظيمٌ قد حدث في البحر حتى غطَّت الأمواج السفينة» ( مت 8: 24 ).

لكن التلاميذ أبدًا لم يكونوا وحدهم، لقد كان الرب يسوع معهم في السفينة المعذبة. ما أجمل هذا الفكر! إن الرب يسوع معنا عندما تضرب وتهاجم الأمواج العاتية سفينة حياتنا. لذلك فهو يفهم ويقدِّر ظروفنا جيدًا. إنه معنا في سفينتنا ويدرك أنه ليس بالأمر التافه ما يُصيبنا عندما يُمتحن إيماننا بالتجارب المتنوعة. إنه يعلم كل شيء، وهذا ما يرفعنا ويشجعنا.

وأما العبارة الثانية فهي ـ بحسب متى ـ «وكان هو نائمًا» ( مت 8: 24 )، وبحسب مرقس «وكان هو في المؤخر على وسادة نائمًا» ( مر 4: 38 )، وبحسب لوقا «وفيما هم سائرون نام» ( لو 8: 23 ). إن وقْع هذه الكلمات الهادئة المُطمئْنة قد أراحت وهدأّت نفسي إلى حد بعيد لا أستطيع وصفه. قد تغطي الأمواج السفينة، وقد تغطي المخاوف القلب كأمواج عاتية تضرب السفينة ضربًا، ولكن إذا كان هو داخل السفينة وكان هو نائمًا هادئًا، فماذا يُخيفني إذًا؟

«ما بالكم خائفين؟» ( مت 8: 26 ) .. «ما بالكم خائفين هكذا؟» ( مر 4: 40 ) .. «أين إيمانكم؟» ( لو 8: 25 ). إذا كان هو ـ تبارك اسمه ـ لا يجد سببًا للخوف، فلماذا نخاف نحن؟

وقد يكون هناك اليوم شخصٌ خائفٌ من أمرٍ ما ويصرخ إلى الرب: «يا سيد .. أما يهمك؟» نعم يهمه .. «فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! اِبكم!» ( مر 4: 39 ).

أحيانًا تكون تجاربنا هي اختبارات خاصة كالمرض، الإحباط، أو ظروف فوق العادية، أو اضطرابات خصوصية، وهذه تبقى سرًا بين الأب وابنه. وأحيانًا تكون ظروف الحياة العادية التي نستشعرها بصورة كبيرة بسبب تجارب قديمة قد خُضناها وتركتنا في إعياءٍ شديد. إن هذه القصة المذكورة في الأناجيل تساعدنا لنفهم أن كل تجربة من الرب هي ”هدية ثقة“ منه لنا. إن الرب يثق أننا، أمام نعمته، نحتمل بالنعمة هذه التجربة ولا نفشل. وأيضًا يساعدنا أن نعرف أن التجربة لا تظل إلى الأبد ”لست أذكر تجربةٍ لم تنتهِ“. إنها أمرٌ عابرٌ. فاسمع الآن كلمات الآب المعزية لك يا مَن افتُديت بالدم الثمين: «أنا الرب حارسها. أسقيها كل لحظة. لئلا يوقَع بها أحرسها ليلاً ونهارًا» ( إش 27: 3 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الرجولة الروحية

Breath-of-the-Almighty-300x219.jpg


اغضبوا ولا تخطئوا ( أف 4: 26 )
يتصف الكنعانيون بوجود الشعر متصلاً في منطقة ما بين الحاجبين، مما يُضفي عليهم مظهر العبوسة والتجهم وقوة الشكيمة، لا سيما في حالة الغضب. وكان من عاداتهم أن يحلقوا ما بين الحاجبين ويجعلوا قَرعة بين العينين لأجل الأموات، أي لإظهار العواطف الإنسانية ومشاعر الحزن نحو أحبائهم المائتين. وكأن لسان حالهم يقول: "إن الحزن على موتانا قد جعلنا أقل قوة وصرامة ورجولة" ( تث 14: 1 ).

أما شعب الله، فكان في مستوى سامٍ ومقدس؛ مستوى القُرب من الله. وهذا القُرب، كان يجب أن يؤثر على عاداتهم وأخلاقهم. فجميع خصالهم وعاداتهم، أعمالهم وتصرفاتهم، طعامهم ولباسهم، الكل يجب أن ينبع من هذا الحق العظيم والامتياز السامي: «أنتم أولاد للرب إلهكم ... لأنك شعب مقدس للرب إلهك» ( تث 14: 1 ، 2)، ولذلك جاءت الوصية أن لا يتشبهوا بشعوب الأرض، وأن «لا تجعلوا قَرَعة بين أعينكم لأجل ميت» ( تث 14: 1 ).

والمدلول الروحي لهذه الوصية الإلهية، هو عدم الحزن المُفرط والمُبالغة في إظهار العواطف البشرية إلى درجة تشويه المظهر الرجولي في حالة وقوع ضربة الموت، باعتبار الموت دخل كقضاء عام نتيجة الخطية ( رو 6: 23 ).

ويقابل هذا، أدبيًا وروحيًا وكنسيًا، عدم المساومة في أمور الله، ومحاولة تخفيف الأمور بغية التقاء وجهات النظر المشتركة، وخاصة في وجود شر أدبي أو ضلال تعليمي يستوجب القضاء الإلهي. فلا يجوز أن يكون عندنا أقل تردد عندما نجد حقوق الله غير مُصانة وخاصة في بيته. ويجب أن تقترن صلواتنا من أجل هذه الأمور بإيجابية التصرف والعلاج. ولا يجوز لنا بأي حال أن نُظهر السلبية وعدم الاهتمام، ونتراخى في الأمر، ونقف على الحياد وكأن الأمر لا يعنينا في شيء، أو كأننا لسنا مسئولين أو حراسًا لمقادس الرب في وسطنا.

أحبائي .. توجد ظروف لا يصلح فيها إلا الغضب المقدس المتقد كالنار. ولا نغالي إذا قُلنا إنه في بعض الحالات، يكون عدم الغضب شرًا لا يليق بالمؤمن الذي يحب الرب ويغار على مجده.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أبفرودتس مريضًا
Mallu-Christian-Songs-300x225.jpg

أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمُتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي ... مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه ( في 2: 25 - 27)
عاش أبفرودتس في فيلبي، وكان مبعوث الجماعة المسيحية فيها. وبولس يتحدث عنه بصفته:

1ـ أخي، 2ـ العامل معي.

3ـ والمتجند معي.

فاللَّقب الأول يتعلَّق بالعاطفة، والثاني بالاجتهاد في العمل، والثالث بالجهاد الروحي. وبالإضافة إلى ذلك يذكر بشأنه بولس أنه «رسولكم، والخادم لحاجتي». وهذا يزوِّدنا بمعلومات قيِّمة أخرى عن شخصيته. لقد كان مستعدًا لأن يقوم بعمل وضيع أو عادي. ففي أيامنا هذه، معظمنا لا يكترث إلا للأعمال وللخدمات الظاهرة والمُحبَّبة. من هنا، كم ينبغي لنا أن نكون شكورين لأجل أولئك الذين ينجزون العمل الرتيب بكل هدوء وبعيدًا عن الأضواء.

لقد كان على أبفرودتس أن يتواضع ويتذلل في معرَض قيامه بالعمل المُضني. لكن الله رفَّعه، إذ سجَّل أخبار خدمته الأمينة في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي، لكي يقرأها جميع الأجيال التالية.

كان القديسون قد أرسلوا أبفردوتس في رحلة قطع فيها مسافة لا تقل عن 1100 كيلومتر، وذلك لمساعدة بولس. فمرض المُرسَل الأمين من جرَّاء ذلك حتى إنه أوشك على الموت. لقد سبَّب له هذا انزعاجًا بليغًا، لا لأن مرضه وصل إلى هذا الحد، بل لخشيته أن يكون القديسون قد سمعوا خبر هذا المرض. ففي هذه الحال، سوف يلومون أنفسهم على إرساله في هذه الرحلة الشاقة، ومن ثم تعريض حياته للخطر. حقًا إننا نرى في أبفرودتس ”قلبًا غير مشغول بذاته“.

وكان أبفرودتس قد مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه. إن لهذا النص قيمة عظيمة في نظرنا، وذلك بسبب ما يسلِّطه من أضواء على موضوع الشفاء الإلهي:

أولاً: وقبل كل شيء، ليس المرض نتيجة للخطية دائمًا. فنحن هنا أمام رجل مرض من جرَّاء قيامه بمسؤولياته بكل أمانة «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت» (ع30).

ثانيًا: إن إرادة الله ليست دائمًا أن يشفي فورًا وبشكل معجزي. إذ إن مرض أبفرودتس قد طال، على ما يبدو، وأن تماثله للشفاء قد حصل تدريجيًا ( 2تي 4: 20 ؛ 3يو2).

ثالثًا: نتعلم أن الشفاء هو عمل رحمة إلهي، وليس شيئًا باستطاعتنا مُطالبته تعالى به كأنه حق من حقوقنا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أبرام ولوط: نُصرة وهزيمة
Mission-of-The-Catholic-Church-300x199.jpg

واسترجع (أبرام) كل الأملاك، واسترجع لوطًا أخاه أيضًا وأملاكه، والنساء أيضًا والشعب ( تك 14: 16 )
إنها حقيقة لا مفر منها أن المؤمن الذي يندمج مع العالم
لا تصبح لديه قوة ضد العالم،
لأنه حيث لا يوجد الإيمان الذي يضع اعتبارات المجد الآتي أمام العين، فلا تكون هناك قوة تغلب العالم الحاضر الشرير.
هذه الحالة نراها في لوط الذي لم يعرف للنصرة طعمًا، إذ كانت حياته كلها سلسلة من الهزائم.
فعندما خرج من وطنه خرج تحت تأثير أبرام وليس على مبدأ الإيمان، ولما جاء الامتحان سقط تحت تأثير المظاهر التي تخلب النظر، وإذ اقترب إلى العالم تأثر به وسكن في سدوم، وأخيرًا بعد سكنه في سدوم، وجد نفسه وحيدًا عندما دارت رحى القتال إذ كان بلا قوة وبلا أصدقاء لمعونته، ولم تكن له قدرة على الاتكال على الله فوقع أسيرًا في يد الأعداء.

لكن بالمُباينة مع لوط الذي اختار لنفسه العالم، وأصبح له أسيرًا، يُستحضر أمامنا رجل آخر، هو أبرام، الذي لم يحب العالم، وغلبه.

لم يكن لوط مستعدًا في يوم الحرب، لكن أبرام الذي كان في حالة الانفصال، كان على أتم استعداد، فكان عنده في بيته غلمانه المتمرنون على الحرب، كما كان هو متهيأً لأن يجاهد الجهاد الحَسَن، ليس كأهل العالم الذين يحاربون لمطامع شخصية، أو للحصول على غنائم عالمية، بل ليسترجع أخاه الذي كان قد سُبيَ.

إن أسلحة محاربتنا نحن المؤمنين ليست جسدية، ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، لكننا نحارب لأجل الحق، ونجاهد لإنقاذ مَن يتعرضون لخطر الانزلاق في العالم أو الذين جرفهم العالم فعلاً.

لقد كان الرسول يعيش على ضوء المجد العتيد، فاستطاع أن يفتخر بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم له، وهو للعالم. لقد عاش مجاهدًا الجهاد الحَسَن، وهاربًا من شِراك الذين يريدون أن يكونوا أغنياء في العالم الحاضر؛ الذين طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة، مجاهدًا لأجل أولئك الذين كانوا في خطر الانزلاق إلى الأركان الضعيفة، فكتب لمؤمني كولوسي قائلاً لهم: «فإني أريد أن تعلموا أي جهاد لي لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية» ( كو 2: 1 ).

وهكذا في رسالة يهوذا نجد روح أبرام في القول «مُبغضين حتى الثوب المُدنس من الجسد».
وأيضًا «أن تجتهدوا لأجل الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين». وبينما نحن نفعل ذلك، نُظهر الرحمة من نحو المؤمنين الذين أسَرهم العالم، فنسعى لاختطافهم من النار ( يه 3: 22 ، 23).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيح كالمَن
jesus-christ-pics-2203.jpg

لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ( يو 6: 33 )
المسيح كالمَن هو طعام المؤمن في البرية والغذاء الروحي الذي يأكله شعب الله المحبوب. ولكن ما معنى المَن عند المؤمن؟ معناه؛ المسيح في الجسد أو المسيح المتضع، لأن «هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت» ( يو 6: 50 ).

فالمن إذًا كان إشارة إلى المسيح المتجسد أو الإنسان الكامل الذي أعلن الآب للعالم. فنعمته، وحنوه، وعواطفه، ورقته، ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره، واحتماله، وطول أناته، ومثاله ـ كل هذه الصفات موجودة في الرب يسوع باعتباره المَن الذي أعطاه الله لنا لنأكله أثناء سيرنا في البرية.

ونستطيع أن نراه مُمثلاً أمامنا في تلك الرسائل التي لها علاقة خاصة بموضوع سير القديسين في البرية «لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه مُحيطة بنا، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع ... فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه» ( عب 12: 1 -3).
وهذا تحريض لنا بأن نأكل من المسيح كالمَن الذي يقوينا وسط التجارب والصعوبات والاضطهادات التي تصادفنا في البرية القاحلة. وعلى هذا المنوال نجد بطرس الرسول يكتب بصفة خاصة إلى العبرانيين في الشتات، ليقودنا إلى المسيح كالمَن «فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته» ( 1بط 2: 21 ).
وأيضًا نجد الرسول بولس في رسالة فيلبى يُطعم إخوته بالمسيح كالمن المتضع، طالبًا منهم أن يكون فيهم الفكر الذي كان في المسيح يسوع .. الذي وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 6 - 8).

أما في الأناجيل فالمَن منتشر حولنا من كل جانب ويسهل علينا أن نجمع منه بحسب إعوازنا المختلفة كل يوم. وفى هذه الأناجيل عينها تتجلى لنا كل مظاهر تلك الحياة العجيبة ـ حياة ذلك الإنسان الكامل الذي هو في نفس الوقت الله ظاهرًا في الجسد.
 
أعلى