تفسير إنجيل لوقا - الأصحاح 8 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 3:
الآيات (1-3): "وعلى أثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الإثنا عشر. وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين. ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وآخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن."

هنا نرى المسيح يوسع خدمته لكل مكان ممكن أن يصل إليه، وقد إتخذ مدينة كفرناحوم مركزاً له يبدأ منها رحلاته للكرازة. يكرز ويبشر بملكوت الله= السيد بوجوده وسط الناس، كان هذا هو ملكوت الله، وبوجوده في قلوبنا، يكون ملكوت الله في داخلنا (لو21:17) أما يوحنا المعمدان فكان يكرز أنه قد إقترب ملكوت السموات (مت1:3) ولاحظ أن المسيح كان يتبعه بعض النساء، وبهذا فالمسيح بدأ مفهوماً جديداً على اليهود، إذ كان اليهود يصلون يومياً "أشكرك يا رب لأنك لم تخلقني عبداً ولا امرأة.."، فكانوا يحتقرون النساء والأطفال. وهكذا كان الأمم يحتقرون النساء. ولكننا هنا نجد المسيح يُكِرم النساء، بل صرن مسئولات عن الصرف، أي المصروفات المادية التي تحتاجها الكرازة. ولاحظ أن المسيح وتلاميذه كانوا فقراء، بل لم يكن معه ما يدفعه للجزية (مت24:17)، ولكننا نرى أن الله يدبر الأموال التي تحتاجها الخدمة. وعموماً فخادم الكلمة يجب أن من يسمعونه يشتركون في سد إحتياجاته. المسيح قدَّم لهن الشفاء، أي هو قدم لهن الروحيات فليس بكثير أن يقدمن الماديات (1كو11:9) العطاء المادي للخدمة يظهر المحبة، هو فرصة لإظهار الحب لله. يكرز= تشير للتعليم. يبشر= تشير لإذاعة الأخبار السارة بأن هناك أفراح سماوية بعد أحزان هذا العالم.. بينما الكرازة قد تشمل اللوم والتوبيخ على الخطية. هنا نرى إتضاع المسيح فمن أشبع الجمع بخمس خبزات، تنفق عليه بعض من النساء.
أسفار الكتاب المقدس
أعلى