مر هذا الأختبار فى حياتى منذ حوالى ثمانى سنوات .... تعرفت على الأستاذ عادل ... نقاش جاء لدهان شقة شقيقتى ..... فى الثلاثينات من العمر ... واستمر تعارفنا بضع سنين ....
عادل كان مصاب بعدة أمراض ... لا أعرف كيف لم يموت بسببها ... فمرض واحد كان كفيل بإنهاء حياته ..... بل أن الألم الذى كان يعانية كان كفيل بإنهاء حياته .... وأخر تلك الأمراض شلل نصفى فى الجزء الأيمن من جسده مع فقدان النطق .....
وحكى لى الاستاذ عادل قصة مرضه .... وقصة شفاءه ... قصة لم اكن اصدقها لولم اعاين بعض نتائجها .... وإليكم القصة ...
بعد اصابة الأستاذ عادل بالشلل .... اخذه بعض المعارف لزيارة دير مارمينا .... وعند بداية الطريق الصحراوى, مصر أسكندرية, شاهد الأستاذ عادل البابا كيرلس على بربريز السيارة الأمامى ... ولأنه فاقد النطق ظل يشير بيده ويصرح لمن حوله ... لكنهم لم يفهموا سبب صراخة.....
فى الطريق زاروا دير ابو مقار ..... وللعجب أدخلهم الدير رغم تشدد رهبان الدير فى استقبال اى زوار ...
وصلت السيارة لدير مارمينا .... وتم حمل الأستاذ عادل لمزار قداسة البابا كيرلس ..... وهناك اجلسوه بجوار صورة قداسة البابا الموضوعة فى صدر المزار من الداخل ... وبدأ الأستاذ عادل فى شجار عنيف مع قداسة البابا بتهتهة لا يفهمه سواه ... لكن بزعيق وشجار ... حتى أن الزوار أعتقدوا أنه مخبول ... حتى أن أحد الزوار ضحك عليه وقال للحاضرين: شوفوا المجنون ده اللى بيتخانق مع صورة .....
لم يبالى عادل بسخرية الحاضرين وظل فى شجاره ... حتى أن زوجته طلبت منه أن يخفض صوته .. فأشار إليها أن تتركه فى حاله ....
فجأة صمت عادل .... وطلب من زوجته أن تقيمه .. وأن تحضر له العكازات ... فسندوه وسار على العكازات وهو ينظر أمامه وكأنه يرى ما لا يراه غيره .... ووصل إلى السلالم التى فى مدخل المزار ..... وبدون مقدمات ... وجدوه يطير لمسافة متر تقريبا .... ويسقط على الأرض ..... ميتاً
تعالى صراخ زوجته وأبنه وأبنته .... وكان هناك طبيب ضمن زوار الدير .. فأتوا به وكشف على نبضه فلم يجد نبضا ... وتعالى صراخ الأسرة ... عادل مات .. كيف يا بابا كيرلس نأتى به حيا ونخرج به ميتا ....
أزدحم المزار بالزوار وجاء رهبان الدير ورئيس الدير, الأنبا كيرلس, على الهرج الذى ساد المزار ....
بعد حوالى عشر دقائق فتح عادل عينيه .... ونظر حوله متعجبا .. لماذا تلك الفوضى ... بهتت الجموع ... فعادل حى ... عاد من الموت ... وتعالت الزغاريط والهتاف .... وعادل ينظر لمن حوله بعجب .... ثم صمت وبحلق بجانبه .... واشار لزوجته أن تساعده على الوقوف .. ساعده الحاضرين .... فوقف ... وبدون العكاكيز ..... نادى زوجته بصوت خافت ... فوجد نفسه ينطق بأسمها ..... رفع يده اليمنى .. فاستجابت يده .... نادى على أبنه فوجد نفسه ينطق باسمه ... ظل يرفع صوته مرة بعد أخرى .. فوجد نفسه ينطق بسهولة .... بل اكتشف أنه واقف بدون مساعدة أحد وسط اندهاش كل الحاضرين ... واكتشف عادل أنه غير مشلول .... فصرخ بعلو صوته ..... أنا خفيت ...أنا خفيت ... أنا خفيت
تجمع كل زوار الدير فى المزار وهم يسمعون عادل وهو يقص ما حدث ..... وقال: أنه اثناء شجارة مع شخص البابا كيرلس فى صورة فوجئ بقداسته واقفا بجوار ..... وأذهل ذلك عادل فصمت ... طلب قداسة البابا من عادل أن يقف .... بابتسامة عذبة لا توصف .... فوقف بالعكازات وبمعونة الحاضرين .... طلب قداسة البابا من عادل ان يسير للخارج وسار قداسة البابا خلف عادل .... وعند سلالم المزار خبط قداسة البابا الأستاذ عادل بعصاته .... فوقع الأستاذ عادل وغاب عن الوعى ..... وعندما أفاق وجد قداسة البابا كيرلس واقفا بجواره ... وما أن حاول أن يشير الأستاذ عادل نحو البابا ليخبر الحاضرين بوجوده .... حتى اختفى قداسته .... وخرج عادل من المزار على قدميه وسط تهليل وتمجيد الحاضرين ..... تاركا كرسيه فى الدير ودون المعجزة فى دفتر الدير ...... وعاد لمنزلة على قدميه .... وقد زالت عن كافة الأمراض الأخرى .....
وللمعجزة بقية