القمص زكريا بطرس:أتمنى العودة لمصر ولا أخشى الاعتقال ولا القتل
القمص زكريا بطرس:أتمنى العودة لمصر ولا أخشى الاعتقال ولا القتل
الله واحد لا شريك له-
لك سلسلة كتب عن أرضية مشتركة بين المسيحية والاسلام.. ماذا تريد أن تقول من خلال هذه الكتب؟
الحقيقة أنني لاحظت أن أحباءنا المسلمين لديهم أفكار مشوهة عن المسيحية، ويطعنونها بالكفر والشرك، كالادعاء بأننا نعبد ثلاثة آلهة، أو نعبد بشرا ... إلى آخر هذه المواضيع التي استقوها من مصادر غير مسيحية مشوهة. ولهذا أردت أن أعطي صورة حقيقية عن إيماننا المسيحي، فنحن لا نؤمن بثلاثة آلهة بل نوحد الله، ونؤمن أنه ذات وله صفات تماما كما يؤمن عامة المسلمين على اختلاف مذاهبهم. فنحن نؤمن أن الله واحد لا شريك له، وأن صفاته الذاتية هي الوجود والعلم والحياة. ونطلق على صفة الوجود تعبير الأب كمصدر للوجود، وعلى صفة العلم تعبير العقل الناطق، وصفة الحياة تعبير روح الحياة. وهكذا كنت أوضح في تلك الكتب شرح وتوضيح بقية المواضيع التي نؤمن بها.
- لماذا تعمد إلى استفزاز المسلمين في محاضراتك وعظاتك بقناة الحياة الفضائية؟
هل تعتبر تساؤلاتي عما في الكتب الإسلامية استفزازا؟ مع العلم أننا لم نعتبر تساؤلات بل واعتراضات الأحباء المسلمين على معتقداتنا أنها استفزاز. لكننا أجبنا عليها بكل سرور وهدوء. أرجو أن تكون تساؤلاتنا فرصة لأصحاب الفضيلة أن يوضحوا لنا ولكل المتسائلين حقائق الأمور التي نسأل عنها.
- يلاحظ أن المواقع المسيحية على الانترنت تأخذ من أقوالك وكتبك دون ان تشير إلى اسمك فلماذا هذا التخفي؟
ماذا تقصد من التخفي هل تقصد أنني أنا الذي أتخفى؟ أم تقصد الذين ينقلون عن الموقع؟ بالتأكيد أنت لا تقصد أنني أنا الذي أتخفى، لأن الموقع معروف أنه باسمى. أما إن كنت تقصد تخفي الناقلين من الموقع، فهذا سؤال لا يوجه إليَّ بل إليهم، لأنني لا أعرفهم ولا أعرف الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك إن كان ما تقوله صحيحا.
لا أدعو للتحول من الاسلام للمسيحية
- هل تريد تحويل المسلمين في مصر إلى المسيحية عبر البال توك؟ وما حجم نجاحك في ذلك؟.
ما اقوم به يندرج تحت مسمى الحوار الديني والتعريف بالأديان. فهل هدف حوار الأديان هو تحويل الناس عن دينهم؟ وهل كان هدف حضرات الشيوخ الأفاضل الذين تكلموا عن عقائدنا المسيحية بالتلفزيونات ووسائل الإعلام ونشر الكتب هو أن يحولوا المسيحيين إلى مسلمين؟ ولماذا يكون الحديث عن الأديان حلال لهم وحرام علينا؟
وبهذه المناسبة أذكرك بما أُعْلِنَهُ دائما سواء في البال توك أو في قناة الحياة وهو أنني لا أبشر بالمسيحية، ولا أدعو إلى التحول من الإسلام للمسيحية، بل أنا أتكلم عن شخص السيد المسيح المحب، حتى لا يحرم أحد نفسه من محبته ونعمته وخلاصه، فليكن الإنسان مسلما أو ملحدا أو أيا من يكون، فقط لا يحرم نفسه من المسيح وهو مذكور أيضا في القرآن ذكرا حسنا.
قصته مع الفتاة المصرية "زينب"
- الفتاة المصرية زينب التي اعتنقت المسيحية ثم عادت إلى الاسلام قالت لوسائل الاعلام إنك وراء ذلك..هل تستهدف بالفعل الفتيات والنساء المسلمات لتنصيرهن ونجحت مع حالات عديدة؟
هذه الفتاة ذكرت في كل وسائل الإعلام وفي العربية نت بالذات بتاريخ (الثلاثاء 21 يونيو 2005م، 15 جمادى الأولى 1426 هـ)
ذكرت ما يلي بخصوص اعتناقها للمسيحية وتركها بيت والديها. فقد وجهت (العربية.نت) إليها هذا السؤال المباشر، وكانت هذه إجابتها التي نشرت في حينها:
* العربية.نت: ـ ما حكاية القس زكريا بطرس معك؟
* زينب: القمص زكريا بطرس من المبشرين على النت، وتعرفت عليه بواسطة ذلك عندما بدأت أدخل على البال توك واتكلم مع الناس واسمع المسيحيات وبدأن يعرفنني عليه، وبصراحة لم يبخل أيضا علي بوقته، وكان من الممكن أن أدخل في أي وقت أريده لأكلم القمص زكريا، إذا كان موجودا، وإذا قلت له إنني أحتاج لأكلمك، يقول مثلا: "أنا في إجتماع الآن، بعد 15 دقيقة سأكلمك" وقبل أن ينتهي هذا الوقت يكلمني فعلا ويقول لي: "خير يا منى.. ماذا تريدين؟" حيث كان اسمي على النت "منى"، فأرد عليه على سبيل المثال: "أنا قرأت هذا الجزء في الانجيل ولم أفهمه" أو أقول له: "أنا لم أفهم موضوعا معينا في المسيحية" فيقوم بالشرح ويحاول أن يقنعني وهكذا.. لم يكن دوره معي أكثر من أنه رأى واحدة قلبها يستميل إلى المسيحية فيقوم بالشرح لها، والحق يقال إنه لم يسع أبدا لأن أخرج من البيت وأترك أهلي. بالعكس عندما عرف أنني تركت البيت قال لواحدة من صديقاتي المتنصرات "أخبريها بأن (أبونا زعلان منك).. لقد تسرعت بخروجك من البيت.. ليس معنى أننا آمنا بالمسيح أن نكسر ونجرح قلوب أهالينا". لم يكن له أي دور في خروجي من البيت ولا في تحولي إلى المسيحية، دوره فقط أنه كان يجيب عن أسئلتي وأعطاني وقته واهتمامه والفرصة في أن أسأل وأعرف وأفكر.
خرجت من المعتقل إلى المطار
- هل كان خروجك من مصر عام 1978 اضطراريا خوفا من القبض عليك.. لماذا خرجت وما الذي كان يخيفك مع أن شهرتك الحالية واتجاهك لم يكونا في ذلك الوقت؟
أولا: أصحح لك العام الذي خرجت فيه من مصر الحبيبة ليس 1978م بل 1989م.
ثانيا: لم يكن خروجي خوفا من القبض عليَّ، لأنني كنت بالفعل معتقلا في سجن طرة لمدة أربعة أيام بدون طعام أو شراب في عام 1989م، وخرجت من المعتقل إلى المطار. وقبلها كنت معتقلا أيضا في عام 1981 في معتقل المرج، حيث دام اعتقالي حوالي سنة، فأنا لا أرهب المعتقلات.
ثالثا: تسأل لماذا خرجت؟ وما الذي كان يخيفك؟ الحقيقة لم أكن أنا هو الخائف، بل حكومة مصر هي التي كانت خائفة من بقائي في مصر، لهذا طلبت من رئاستي الدينية استبعادي إلى خارج البلاد، وفعلا تم نقلي إلى استراليا، فخرجت من المعتقل إلى هناك عام 1989م.
- هل تتمنى العودة إلى مصر وهل يمكن لك أن تزورها في أي وقت أم تخشى من القبض عليك أو من خطر يتهددك؟
نعم أتمنى العودة إلى مصر الحبيبة، فمصر، كما يقال، ليست فقط وطنا نعيش فيه، بل هي وطن يعيش فينا أينما كنا.
وبخصوص سؤالك "أم تخشى من القبض عليك"؟ قلت لك إنني لا أخشى حتى من الموت، بل كل ما يحدث لي هو شرف لا أستحقه، فقد قال السيد المسيح: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عنكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" (متى 5: 11و12)
عرفت الشيخ المحلاوي في السجن
- هل لك علاقة برجال دين مسلمين في مصر؟
المشكلة أن رجال الدين المسلمين يعتبرون المسيحيين كفرة، ويعتبرون رجال الدين المسيحي رؤوس الكفر، فلا يرحبون بأية علاقة بهم، إلا طبعا في المناسبات الاستعراضية . ومع ذلك ربطتني علاقة وطيدة بالشيخ المحلاوي الشهير إمام جامع الرمل بالإسكندرية، إبان تواجدنا في معتقل السادات عام 1981م، فقد أصبت بمغص كلوي نقلت على أثره من معتقل المرج إلى مستشفى القصر العيني بالقاهرة حيث وجدت الشيخ المحلاوي أيضا مقيما هناك، وجمعنا همٌّ واحد فوثق علاقتنا.
صداقتي بتوفيق الحكيم-
تحدثت ذات مرة عن علاقتك وصداقتك بتوفيق الحكيم.. ما هو سر هذه العلاقة وهل حاولت التأثير عليه في اتجاه اعتناق المسيحية وماذا كان رد فعله؟
نعم كان توفيق الحكيم إنسانا فاضلا ومفكرا حرا. ولا أنكر أنني استفدت كثيرا من دراسته الحرة للإسلام. أما عن سر العلاقة معه فبدأت عندما كانت زوجته مريضة وذهبت إلى أطباء في فرنسا وانجلترا دون جدوى، فصليت من أجل شفاءها، ومن هنا بدأت العلاقة. أما عن التأثير عليه في اتجاه اعتناق المسيحية، فقد قلت لك سابقا (في إجابتي على السؤال الرابع) إنني لا أبشر بدين المسيحية، فهذا الأمر لا يهمني على الإطلاق، أنا أتكلم عن السيد المسيح ومحبته ونعمته وخلاصه، بصرف النظر عن التبشير بالدين. ومع توفيق الحكيم وغير توفيق الحكيم نستمتع بالحديث عن المسيح الذي يشهد له القرآن أحسن شهادة.
- هل توافق على ان تستمر الحياة التاريخية للشعب المصري كشعب واحد دون اعتبار لاختلاف الدين؟
ما أجمل القول: "الدين لله، والوطن للجميع" أين ذهب هذا الشعار؟ لِمَ لا يتم الفصل بين الدين والدولة؟ لِمَ لا تترك الحرية الدينية لكل الناس يتبعون ما يؤمنون به سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو حتى الإلحاد؟.. يجب أن لا يجبر الناس على اختيار بعينه، الكل حر، وكل إنسان مسؤول أمام الله عن اختياراته.
- قلت إن الاخوان المسلمين قتلوا شقيقك الأكبر في الأربعينيات.. هل أدى ذلك إلى حالة كراهية شديدة ضد المسلمين والاسلام؟
لو صح سؤالك لكنت قد حملت السلاح ضدهم. ولكني أحمل غصن زيتون السلام والمحبة ناصحا لكل مسلم أن يشغِّل عقله لا أكثر ولا أقل، فيميز الغث من الثمين ويختار ما يقتنع به لفائدته الروحية والأبدية.
- قلت مرة إن قراصنة البال توك يمنعون من استمرار الحوار معك.. ماذا تقصد بهؤلاء القراصنة؟
قراصنة البال توك هم حملة السيوف الذين لا يريدون قيام حوار عقلاني منطقي، ولا يتركون الحرية لمن يريد أن يتحاور معنا ويمنعونه بالتهديد والوعيد. وهم يكمنون في غرف البال توك الإسلامية.
لست "مشلوحا" من الكنيسة-
هل أنت "مشلوح" فعلا من الكنيسة القبطية الأرثودكسية؟
لا. أنا لست مشلوحا من الكنيسة القبطية الأرثودكسية، أنا طلبت تسوية معاشي منذ عام 2003م لكي أتفرغ لرسالة الحب إلى أخواني المسلمين، الأمر الذي لا تستطيع الكنيسة أن تتحمل مسؤوليته لحساسية موقفها. فأنا أتحمل مسؤولية ما أقول.
- ما حكايتك مع الكاتب الصحفي أبو اسلام أحمد عبدالله الذي قيل إنه دخل في حوارات معك عبر الانترنت وانتصر عليك واسترد من المسيحية خلال بعض الحوارات الفتاة زينب؟
أولا: بالنسبة لي لا توجد أية حكايات خاصة بيني وبين هذا الكاتب، أو أي أحد على الإطلاق، فعلاقاتي مع الناس علاقة حوار موضوعي، وليس حوارا شخصيا.
ثانيا: أما بخصوص الانتصار المزعوم، فيا عزيزي نحن لسنا في معركة. لماذا يحاول إخوتنا المسلمون تحويل كل شيء إلى انتصار وهزيمة؟.. لماذا لا يفهمون أن الحوار الراقي هو أن يعبر كل إنسان عن رأيه ثم كل طرف بعد ذلك حرٌّ في أن يعتنق ما يقتنع به. فلو صح ادعاؤه بأنني هزمت فلماذا لم أعتنق الإسلام وقتها؟ ولماذا لم أترك مسيحيتي إلى الآن؟
ثالثا: أما موضوع زينب وادعاؤه بأنه استردها، فقصتها كاملة على موقعكم "العربية.نت " بتاريخ (الثلاثاء 21 يونيو 2005م، 15 جمادى الأولى 1426 هـ). كما ذكرت في إجابتي على سؤال سابق لكم، وقد وردت فيه كلمات زينب نفسها، التي شهدت بدوري الحيادي، وليس الحربي، وهذه هي كلماتها أعيد ذكرها: "الحق يقال إن القمص زكريا بطرس... لم يكن له أي دور في خروجي من البيت ولا في تحولي إلى المسيحية، دوره فقط أنه كان يجيب عن أسئلتي وأعطاني وقته واهتمامه والفرصة في أن أسأل وأعرف وأفكر". فلماذا ادعاء العنترية الكاذبة والتدليس على الناس؟
منقول من العربية نت
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/11/28/29456.htm