الموسوعة العالمية للشعر العربي

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: سيلفيا بلاث / Sylvia Plath




698.jpg
سيلفيا بلاث (1932 – 1963)
سيلفيا بلاث Sylvia Plath شاعرة وروائية أمريكية، ولدت في بوسطن، وتوفيت في لندن، وهي ابنة لمهاجر ألماني عمل أستاذاً في علم الحشرات توفي وهي لا تزال في الثامنة من عمرها، فتركت وفاته أثراً عميقاً في نفسها. تلقت بلاث تعليمها في كلية سميث Smith College، التي عملت أستاذة فيها لاحقاً، وفي جامعة كامبريدج البريطانية. تزوجت من الشاعر والمسرحي الإنكليزي تيد هيوز Ted Hughes عام 1956. نشرت روايتها الأولى «الناقوس الزجاجي» The Bell Jar قبل شهر واحد من إقدامها على الانتحار بعد إصابتها باكتئاب شديد جراء خيانة زوجها لها.

صدرت أول مجموعة شعرية لبلاث بعد وفاتها بعنوان «العملاق» The Colossus عام1960، بالإضافة إلى أجمل مجموعاتها الشعرية «آرييل» Ariel التي عالجت فيها بجرأة الحالات النفسية التي تجتاح عقل الإنسان وتتملكه. وقد كتبت أكثر قصائدها وهي في خضم معاناتها الفقدان والمرض، ومن أشهر أعمالها قصيدة «أبي» Daddy التي يظهر فيها تأثرها بفقدان أبيها، وتجمع فيها صورة الأب والزوج في شخص واحد كأنه إله قاسٍ من زمن الملاحم مخيف بسطوته، فكانت تفرغ مشاعر الغضب والألم لفقدان والدها وخيانة زوجها في صور مؤثرة مروعة. وفي هذه القصيدة، كما في شعرها عامة، يعبر ألمها الشخصي عن آلام الإنسانية جمعاء. فتربط في قصيدتها «حمّى 103» Fever 103 حالتها المرضية بمدينة هيروشيما. وتقول عن هذه المعاناة «أنا خائفة من هذا الشيء الداكن النائم في داخلي. أنا أحس بريشه وهو يتقلب».

عاشت بلاث المأساة قبل أن تكتبها متأثرة بالشاعر ييتس الذي كان يرى أن الإنسان لايعيش الحياة إلا إذا خبر مآسيها، واستخدمت في كتاباتها أكثر الصور سوداوية كالتعذيب والاختناق والتلاشي والدمار. ولعل صورة الناقوس الزجاجي أكثر هذه الصور تكراراً في شعرها، وما سحرها في الناقوس الزجاجي هو تعرجاته وتشوهاته، وكذلك فكرة السجن والشفافية. وصورت بلاث بطلة روايتها «الناقوس الزجاجي» مسجونة تحت هذا الناقوس الذي يكشف ضعفها ويخنقها.

كتبت بلاث قصائد تعكس خبرتها الشخصية مثل «السيدة لازاروس» Lady Lazarus التي استلهمتها من محاولاتها المتكررة للانتحار، و«زنابق التوليب» Tulips التي صورت فيها أيامها في المستشفى بعد خضوعها لعملية جراحية، كما كتبت عن هوايتها في تربية النحل التي ورثتها عن والدها في «لقاء النحل» The Bee Meeting و«وصول علبة النحل» The Arrival of the Bee Box. وكتبت أيضاً تصف الطبيعة المحيطة بمنزلها الريفي في ديفون Devon في «رسالة في تشرين الثاني» Letter in November، وهناك قصائد أخرى كتبتها لطفليها بأسلوب مؤثر وبعاطفة جياشة مثل قصيدة «أغنية الصباح» Morning Song. وقد نُشر الكثير من قصائدها بعد موتها في مجموعات مثل «عبور المحيط» Crossing the Water وآخر مجموعاتها «أشجار الشتاء» (1971) Winter Trees.

كتبت بلاث مجموعة قصص قصيرة ومقطوعات نثرية تحت عنوان «جوني بانيك وكتاب الأحلام المقدس» (1977) Johnny Panic and the Bible of Dreams، ومجموعة رسائل كتبتها لوالدتها بعنوان «رسائل للأهل» (1975) Letters Home.

وقد جمع زوجها هيوز أهم قصائدها وقدم لها في «مجموعة قصائد» Collected Poems نُشرت في عام 1981 ونالت عليها جائزة بوليتزر Pulitzer. كما اشتهر «كتاب السرير» وهو قصص مرحة للأطفال اختلف فيه أسلوبها عن قصائدها السوداوية.

تميز شعر بلاث بالتطرف والحساسية والجرأة، وهو يعبر عن الألم البشري ممزوجاً بنوع من الجنون، إذ تسحتضر في قصائدها جل مشاعر الغضب والألم وتثور وتطلق لخيالها العنان، فتحضر «شياطينها الداخلية» كما تسميها. وتسبر أغوار النفس البشرية بصور مرئية حسية، وتصدم القارئ وتهز مشاعره. ويعد أنصار الحركة النسوية بلاث نموذجاً للمرأة المعذبة الغاضبة في عالم يسيطر عليه الذكور، كما أنها شاعرة المرأة الحديثة
______________
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: روبرت بلاي / Robert Bly




592.jpg
روبرت بلاي (1923 Robert Bly- ) أحد أبرز روّاد حركة التجديد الشعري الأمريكي وأحد أهم شعراء قصيدة النثر الجديدة الأمريكية والتي خرجت عن إسار الصيغة الفرنسية (برنار، بودلير، رامبو)، وصالحتها مع تراثات شعرية أخري، أمريكية (والت ويتمان، إدغار ألن بو) وأمريكية جنوبية (نيرودا، فاييخو) وأسبانية (لوركا)، وألمانية (ريلكه، تراكل).

أصدر أكثر من 41 مجموعة شعرية، لعلّ أشهرها مجموعته المبكرة (الصمت في الحقول الثلجية)، 1962؛ و(مجد الصباح)، 1969، والتي ضمّت قصائده النثرية؛ و(هذه الشجرة ستمكث هنا ألف سنة)، .1985 كذلك كتب في النقد، والفلسفة، والسياسة (مناهضة الحرب الأمريكية في فييتنام بصفة خاصة)، وترجم العديد من الأعمال الشعرية الأوروبية والأمريكية الجنوبية والشرقية (مثل قصائد المتصوّف جلال الدين الرومي).
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: ميخائيل ليرمنتوف / Mikhail Lermontov




598.jpg
ولد الشاعر الروسي العظيم ميخائيل ليرمنتوف في موسكو في عام 1814 لعائلة من طبقة النبلاء. ولم يبلغ ليرمنتوف الثالثة من عمره عندما توفيت والدته ماريا ميخايلوفنا في عام 1817 فاحتضنته جدته في ضيعة تارخاني في مقاطعة بينزا.

وقد حصل ميخائيل على تعليم رائع حيث سافر إلى موسكو في عام 1827 ليلتحق بمدرسة داخلية للنبلاء تابعة لجامعة موسكو. وفي تلك الفترة بالذات بدأ ليرمنتوف بكتابة الأشعار، وباشر بكتابة قصيدة "الشيطان" في عام 1829.

وفي عام 1831 توفي والد ليرمنتوف يوري بيتروفيتش عن 44 عاما فقط. وفي الفترة من عام 1830 ولغاية عام 1832 درس ليرمنتوف في جامعة موسكو، ولكنه ارتحل إلى بطرسبورغ بعد أن فشل في العثور على ما يلبي به متطلباته. أما في بطرسبورغ فقد التحق بالمدرسة العسكرية ليتخرج منها في عام 1834 وينتسب إلى صفوف الحرس الإمبراطوري. وفي الوقت الذي خدم فيه ليرمنتوف ضابطا في "القرية القيصرية" لم ينقطع عن القراءة وكتابة القصائد

وكتب ليرمنتوف الذي اهتز لمصرع شاعر روسيا العظيم الكسندر بوشكين في مبارزة غامضة في عام 1837 قصيدة "موت شاعر" التي حفظها ورددها المعاصرون. لقد أدى احتجاج ليرمنتوف على مقتل الشاعر العظيم في شهر فبراير 1837 إلى إثارة غضب السلطات التي قررت اعتقاله ونفيه إلى منطقة القوقاز بعد إجراء تحقيق معه عقابا على قصيدته التي تداولها الناس في جميع أنحاء روسيا

وفي منفاه البعيد مارس ليرمنتوف إلى جانب كتابة الأشعار الرسم بالألوان المائية والزيتية وأبدع الكثير من اللوحات الجميلة المعبرة

وتمكن ليرمنتوف من العودة إلى مدينة بطرسبورغ بفضل مساعي جدته وشفاعة الشاعر فاسيلي جوكوفسكي. وفي العاصمة (بطرسبورغ) انضم ليرمنتوف إلى حلقة أرستقراطية من الشباب العسكريين وتقرب من أعضاء هيئة تحرير مجلة "المذكرات الوطنية

وفي عام 1840 استطاع مناهضو ليرمنتوف أن يدفعوه إلى المشاركة في مبارزة مع ابن السفير الفرنسي بارانت من تدبيرهم فقررت السلطات نفيه مرة أخرى إلى القوقاز. ورفض القيصر نيقولاي الأول تكريم ليرمنتوف على الرغم من الشجاعة الفائقة التي أبداها في ساحة القتال. وبعد عودته من الإجازة توقف ليرمنتوف في بياتيغورسك للعلاج. وفي هذه المنطقة تشاجر الشاعر مع زميله في الدراسة مارتينوف وقتل في مبارزة معه في أواخر يوليو 1841

ورغم الفترة القصيرة التي قضاها ليرمنتوف في عمله الأدبي والتي لم تتجاوز 13 سنة، والحياة الصاخبة التي عاشها في منطقة القوقاز إلا أنه تمكن من كتابة الكثير من القصائد الجميلة، ومنها "أسير القوقاز"، و"الشركسي"، و"الخريف"، و"الشراع"، و"القرصان"، و"النخلات الثلاث"، و"النبي"، و"الخنجر"،و"الشاعر"، و"الشيطان". كما كتب ليرمنتوف مسرحيتي "حفلة تنكرية"، و"الشقيقان". وأبدع ليرمنتوف رواية "بطل زماننا" التي اشتهر بها في جميع أنحاء العالم، وأثبت من خلالها بأنه دخل تاريخ الأدب الروسي والعالمي ليس كشاعر عملاق فقط بل وكناثر لامع ومؤلف مسرحي بارز
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: والت ويتمان / Walt Whitman




578.jpg
والت وايتمان Walt Whitman
شاعر أمريكي و صحفي ولد عام 1819 ، صنف على أنة أعظم شعراء أميريكا، أهتم بالشعر العاطفي كثيرا.

عاش في نيويورك وعمل في بداية حياته عاملا في مطبعة صغيرة. استطاع بعد فترة أن يكون معلما في إحدى المدارس الريفية. في عام 1838 إنصرف وايتمان عن مهنة التعليم إلى مهنة الصحافة، واشترى بمساعدة مالية من أصدقائه مطبعة صغيرة في بلدته وبدأ بإصدارِ صحيفة أسبوعية أسماها اللونغ آيلندر. أثناء عمله الصحافي، كتب وايتمان في موضوعات متنوعة، تراوحت بين التعليم والموسيقى والأخلاق ومحاربة الإدمان والإرشاد. قصائده وقصصه في تلك الفترة كانت وعظية، تقليدية، عاطفية، تعكس المفاهيم الدينية والأخلاقية والفكرية لعصره. رغم أنه كان ناشطاً سياسياً من مؤيدي الحزب الديمقراطي، غير أنه لم يسع قط إلى تحقيق أية مكانة أو مستقبل خارج إطار الصحافة الأدبية والشعر.

من أعماله: مجموعة أسماها أوراق العشب، وسلسلة قصائد تحت عنوان تتمة الى قرع الطبول كتبها إثر الحرب الاهلية الاميركية. أُصيب بشلل نصفي نتيجة جلطة دماغية، في أوائل عام 1873، وتوفي في عام 1892
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: إيميلي ديكينسون / Emily Dickinson




577.jpg
أميلي ديكنسون
Emily Dickinson
(1830-1886)

ولدت اميلي في امهرست بولاية ماساشوسيتس في الولايات المتحدة يوم 10 ديسمبر 1830، وظلت تعيش في عزلة مع أختها وأمها بالبيت الذي ولدت فيه، عدا فترة قصيرة درست فيها بأكاديمية امهرست، حتى توفيت 15 مايو 1886، مصابة بمرض في الكليتين كانت اميلي امرأة حيوية لكنها منسحبة من الحياة ثم تسكت كلياً منذ أواسط عشرينياتها بعد ذلك انحصر نشاطها في الانخراط بالكورس الكنسي ومراسلة بضعة أصحاب بين الحين والآخر وكتابة الشعر.

وقد حاول عدد من الدارسين معرفة السبب في عزلة اميلي عن العالم داخل بيتها ورصد تجاربها الحميمة ومشاعرها المجردة في الحياة وربما يكون أفضل تفسير هو ان اميلي لم تكن تستطيع كتابة العالم دون الانسحاب منه والسعي لتأمله من بعيد.

بعد وفاة اميلي بفترة تم الكشف عن خبيئة قصائدها التي بلغت 1775 قصيدة.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: إزرا باوند / Ezra Pound




576.jpg
(1885 ـ 1972)
إزرا لوميس باوند Ezra Loomis Pound
أديب وشاعر أمريكي ولد في مدينة هيلي Hailey في ولاية أيداهو Idaho في الغرب الأمريكي، لكنه لم يبق هناك مدة طويلة، إذ رحل والداه به إلى ولاية بنسلفانية حيث بدأ دراسته، ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره انتسب إلى جامعتها، وفي العام التالي بدأ دراسة الأدب المقارن، وحصل على درجته الجامعية الأولى في كلية هاملتون في مدينة كلينتون ، عاد بعدها إلى جامعة بنسلفانية وحصل فيها على درجة الماجستير عام 1906. عمل مدرساً بعض الوقت في الجامعة نفسها ثم شد الرحال إلى أوربة لمدة وجيزة عاد بعدها إلى أمريكة ليبدأ عمله محاضراً في كلية واباش في ولاية انديانة، غير أن هذا لم يستمر طويلاً إذ إنه عاد إلى أوربة عام 1907، وبقي هناك معظم حياته عدا السنين التي قضاها في السجن بعد اتهامه بالموالاة للفاشية.

أصدر باوند أول ديوان شعري له «النور المطفأ» (1908) A Lume Spento في البندقية
صدر ديوانه الثاني «شخصيات» Personae في لندن عام 1909
صدر له أهم عمل تحت عنوان «هيو سلوين موبرلي» Hugh Selwyn Mauberley، وهي قصيدة طويلة تتألف من عدة مقاطع تتصف بالغموض وتتضمن إشارات واقتباسات من أعمال أخرى. وكان لهذه القصيدة تأثير كبير في عدد من الشعراء منهم ت.س إليوتT.S.Eliot في قصيدته «الأرض اليباب» The Waste Land.

وفي إيطالية نشر عام 1925 أول مجموعة من «الأغاني» Cantos. ثم نشر عام 1935 كتاب «جيفرسون و/ أو موسوليني» Jefferson and/or Mussolini.

ومع ماعاناه في سجنه فقد أنجز كتابة مسودة «أغاني بيزا» The Pisan Cantos التي نشرت عام 1948. وحين أعيد إلى أمريكة أجري له فحص طبي فزعمت اللجنة الفاحصة أنه مختل العقل، ووضع في مصح للأمراض العقلية قرب مدينة واشنطن. لكن عمله الشعري نال جائزة بولنغن Bollingen عام 1949
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: بول إيلوار / Paul Eluard




588.jpg
ولد الشاعر في الرابع عشر من كانون الأول من عام 1895 في سانت دينيس في فرنسا وأكمل دراسته في باريس لكنه قطعها بسبب مرض أصاب صدره ولم ينقطع عن مطالعة شعر ويتمان وشعراء المدرسة الاجتماعية الذين كانوا يعبرون عن الحياة الجماعية في المجتمع ..

نشر أول أعماله (قصائد أولى) عام 1913وأعقبها بمجاميع (حوارات عديمة الجدوى) و(قصائد من أجل السلام) وفي عام 1919، انضم الى حركة الدادائية وعقد صداقات مع أراغون وبريتون وتزارا وحين ظهرت حركة السريالية ،انضم اليها أيضا وأصدر لها مجلة "الثورة السريالية "...

ابان ذلك ، كانت اصداراته تتوالى بغزارة وتعلن انضمامه الى الحزب الأشتراكي...
كانت أشعاره محملة بروح المقاومة حتى انه استحق (وسام المقاومة )عام 1944عن قصائده (أهل للحياة)، (في موعد ألماني)،(الى بابلو بيكاسو).شارك ايلوار في مؤتمرت عديدة للسلام وصار في عام 1948داعية للسلام والحرية في عدة دول ولم ينقطع عن المشاركة في المؤتمرات والمظاهرات والكتابة المتواصلة حتى صارع آخر انتكاسة مرضية في 18 تشرين الثاني عام 1952لتنتصر عليه ويغادر الحياة بعدها تاركا شعره أمانة تتناقلها الأجيال
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: شارل بودلير / Charles Baudelaire




579.jpg
Charles Pierre Baudelaire
شـارل پيـير بـودلـير (1821-1867) هو شاعر وناقد فني فرنسي. ويعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم.و لقد كان شعر بودلير متقدما عن شعر زمنه فلم يفهم جيدا الا بعد وفاته.

بودلير بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه ازهار الشر ، مدفوعا بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبري حتي يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال ، وجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من پالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والالمانية الي الفرنسية. والبالاد هو النص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما علي جمود الكلاسيكية.

وفي عام 1861 بدأ بودلير في محاولة لتدقيق اقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب هذه القصائد التي تمثل المدينة اهم ملامحها ، وتعتبر معينا لا ينضب من النماذج والاحلام.

وكان الشاعر شارل بودلير يري ان الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة وهي القصائد التي اضيفت الي ازهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان لوحات باريسية.

لم ينشر ديوان سأم باريس في حياة بودلير ، وهو الديوان الذي لم يتحمس له غوستاف لانسون وسانت ـ بيف ، هذا الديوان الذي اثر تأثيرا عارما في الاجيال اللاحقة.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: سان جون بيرس / Saint-John Perse




593.jpg
سان جون بيرس1887 - 1975 شاعر فرنسا في القرن العشرين
حائز على جائزة نوبل.اسمه الحقيقي ألكسي سان ليجي ليجي.
ولد بجزيرة بوانت لابيتر، إحدى جزر الآنتيل؛ انتقل إلى فرنسا في 1898 لدراسة الحقوق بمدينة بوردو. وفي سنة 1914 إلتحق بوزارة الخارجية حيث تولى عدّة مناصب دبلوماسيّة في بيكين وواشنطن حتى ترقى إلى منصب السكرتير العام لوزارة الخارجيّة.

نشر كتابه الشعريّ الأوّل "مدائح" سنة 1911 تحت إسمه الحقيقي سان ليجي ليجي. وبعدها صمت لمدّة ثلاثة عشرة سنة لم تكن لديه فيها أيّ اتصال بالوسط الشعري الفرنسي

وفي سنة 1924 أصدر كتابه الشعري الثاني "صداقة الأمير" بتوقيع سان جون بيرس وهو اللقب الذي ارتضاه لنفسه ليتخفّى وراءه طوال حياته الأدبية. وفي السنة نفسها نشر قصيدته العتيدة "آناباز".(1) أناباز التي كرسته شاعرا عالميا.

بعدها نراه يصمت مرّة اخرى مدّة ثمانية عشر سنة ثم يصدر قصيدته منفى التي نشرها وبالتوازي في ثلاث مدن كوسموبوليتيّة هي: شيكاغو وبوينس إيريس ومرسيليا- كما ظهرت بباريس في طبعة سريّة. وإثرها ينشر وبشكل متتال: قصائد إلى الغريبة 1943؛ يتلوها بقصيدته "أمطار" 1943، ثم قصيدة "ثلوج" 1944. ويتلوها بقصيدة رياح بعد سنتين أي في عام 1946. وفي سنة 1953 يجمع كل هذه القصائد المطوّلة في كتاب مفرد عنوانه أعمال شعرية.

 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: وليم بليك / William Blake




645.jpg
وليم بليك (William Blake) (1757-1827) شاعرٌ إنكليزيٌ، وُلدَ في لندن وعاشَ فيها طيلةَ حياتهِ، باستثناء السَّنوات الثَّلاثِ الَّتي قضاها في (فلفام) (Felpham) يحضِّرُ الرُّسوم التَّوضيحيَّة لأحد إصدارات (كاوبر) (Cowper) يمتازُ بليك بحساسيَّتهِ العالية وتجاوبه الدَّقيق مع عناصر الطَّبيعة الإنسانيَّة ومع معطيات عصره. وعلى الرَّغم من تأثيره العظيم على الرُّومانسيَّةِ الإنكليزيَّة فقد واجهَ تحدِّياتٍ كبيرةً من تلك المدرسة أو الحركة أو من معاصري تلك الفترة.

حياتُهُ المبكرةُ
كان والدُهُ تاجرَ جواربٍ ناجحاً. وهو الذي شجَّعهُ على تطوير موهبته في التَّذوُّقِ الفنِّيِّ منذ نعومة أظفاره، إذ أرسله إلى مدرسةٍ للرَّسمِ. وفي الرَّابعة عشرة أخذ يتدرَّبُ على يد الحفَّار (جيمس باسير) (James Bassire) وبقي معهُ حتَّى عام 1778. ثمَّ التحق بالأكاديميَّة الملكيَّة وبقي فيها حفاراً على الرَّغم من تمرُّده على جوِّها الخانقْ. وفي عام 1782 تزوَّجَ من (كاترين بوشر) (Catherine Boucher) الَّتي علَّمها القراءة والكتابة والرَّسم إلى أن أصبحت ملازمةً له تساعده في جميع أعماله تقريباً.

كانت (اسكتشاتٌ شعريَّة- 1783) (Poetical Sketches) باكورةَ أعماله، وهي الوحيدة الَّتي نشرها بشكلٍ تقليديٍّ طيلة حياته. فأعماله الرَّئيسةُ قام بحفرها ونشرها بنفسه. أمَّا بقيَّةُ أعمالهِ فقد ظلَّت مخطوطةً إلى أن ابتكر طريقةً لحفرِ النُّصوص والرُّسومات التَّوضيحيَّةِ على نفس الرُّقعة. ولم تلاقِ أعماله الفنِّيَّةُ ولا الشِّعريَّة رواجاً تجاريّاً ولا اهتماماً نقديَّاً إلاَّ بعد سنواتٍ طويلةٍ من وفاتهِ.

أعماله في الفنون البصرية
معظمُ أعماله الحفريَّة ورسوماته التَّوضيحيَّة لأعماله وأعمال ميلتون (Milton) ول (سفر أيُّوب) (The Book of Job) تشيرُ إلى أنَّ هناك جهداً كبيراً مبذولاً فيها.

فهي من جهةٍ واقعيَّةٌ في تمثيلِها للتَّشريحِ الإنسانيِّ وللأشكالِ الطَّبيعيَّةِ الأخرى، ومن جهةٍ أخرى تضجُّ بالخيال المتألِّقِ، وغالباً ما تصوِّرُ مخلوقاتٍ خياليَّةً بتفاصيلها الدَّقيقة ممَّا أدَّى إلى صرف النَّظر عنه لمدَّةٍ طويلةٍ، واعتبارهِ شاذّاً أو أسوأ من ذلك.

ولكنَّ أتباعَهُ أخذوا يزدادون تدريجيَّاً حتَّى أصبح اليوم يلقى تقديراً كبيراً على نحوٍ واسعٍ باعتباره فناناً بصرياً وشاعراً.

أشعارُه النَّاضجة
إذا نظرنا إلى أشعاره فنجده في (أغنيات البراءة – 1789) (Songs of Innocence) و (أغنياتِ التجربة- 1794) (Songs of Experience) ينظرُ بعيني طفلٍ ليرى الأشياءَ ببساطةٍ مباشرةٍ مجرَّدةٍ من العاطفة. ففي المجموعة الأولى (أغنياتِ البراءة) الَّتي تحوي قصائدَ مثل: (الحمل) (The Lamb) و (سعادة الطِّفل) (Infant Joy) و (أغنية الضَّحك) (Laughing Song) يبدو أنَّهُ مأخوذٌ بجماليَّة الحياة وبألمها. وفي المجموعة الثَّانية (أغنيات التَّجربة) الَّتي تحتوي على قصائدَ مثل: (النّمر) (The Tyger) و (حزن الطِّفل) (Infant Sorrow) و (الوردة العليلة) (The Sick Rose) و (لندن) (London) نتلمَّسُ نضوجاً ووعياً عالياً تجاه القسوةِ والظُّلمِ الاجتماعي في العالم؛ إذ يعتبرُ أنَّ البشرَ هم المسؤولون عن ذلك الظُّلم وليسَ القدر. وتزخرُ هذه الأغنياتُ الَّتي تصوِّرُ الحياةَ في سنِّ المراهقة بالمعاني والدَّلالات.

وتجمعُ كُتُبُ (بليك) النَّبويَّةُ (Prophetic Books) بين الشِّعرِ والرُّؤيةِ والنَّبوءة والموعظة. وهذه المجموعةُ تتضمَّنُ: (كتاب ثِل- 1789) (The Book of Thel) و (زواج الجنَّة والجحيم – 1970) (The Marriage of Heaven and Hell) و (الثَّورة الفرنسيَّة- 1791) (The French Revolution) و (أمريكا- 1793) (America) و (أوربَّا)-1794) (Europe) و (كتاب أوريزون- 1794) (The Book of Urizon) و (كتاب لوس- 1795) (The Book of Los) و (ميلتون- 1804-1808) (Milton) و (القدس- 1804-1820) (Jerusalim). ولا تقلُّ جميع هذه الأعمال رؤيةً شموليَّةً للحياة البشريَّةِ عن الحياة البشريَّة ذاتها؛ ففيها نجدُ الطَّاقة والخيال يتصارعان مع الاضطهاد بشكليه الفيزيائي والذِّهني. ونرى (بليك) فيها يحبِّذُ الحبَّ والحريَّة الخالصة، ويمقتُ فلسفة القهر وسيطرة العقلانيَّة- أي أنَّ العقل غير مُسعفٍ بالوحيِ الإلهيَّ هو الهادي الأوحد إلى الحقيقة الدِّينيَّة وهو في ذاته مصدر للمعرفة أسمى من الحواس ومستقلٌّ عنها- (المترجم). لأن هذه السيطرة تساعدُ في تبرير الظُّلم الاقتصاديِّ والسِّياسيِّ الَّذي يمارس على الثَّورة الصناعيَّة.

وقد تشكَّلت الكتب النَّبويَّةُ في العالم الواقعيِّ على نمط انفعالات (بليك) وغضبه، لكنَّها أحياناً تبدو غامضةً بعضَ الشَّيءِ لكونها تمتثل للأسطورة الَّتي يبتكرها الشَّاعر، والَّتي يستقيها من (سويدنبورغ) (Swedenborg) و (يعقوب بوهم) (Jacob Boehme) ومن مصادر صوفيَّةٍ أخرى. وعلى الرَّغم من ذلك، ورغم أنَّه منذ طفولته صوفيٌّ يعتقد أنَّه من الطَّبيعيِّ جدَّاً أن يرى الملائكة وأنبياء العهد القديم ويتحدَّث إليها، فإنَّهُ لم يتخلَّ بأيِّ شكلٍ من الأشكال عن التَّفاصيلِ الواقعيَّة أو يُضحِّ بها لصالح الحياة الصوفيَّة للرُّوح. بل على العكس، فالواقعيَّة الَّتي ترتكزُ عليها حياةُ الكائن البشريِّ كانت لا تنفصل عند (بليك) عن الخيال. والرُّوحانيَّةُ الَّتي هي الله ذاتهُ كانت خيرَ تعبيرٍ عن هذا الكائن.

وها أنذا أقدِّمُ مجموعة أغنيات البراءة منفصلةً عن توءمها أغنيات التَّجربة مجازفاً في ضياع شيءٍ من رونقها الَّذي تكتسبه بعض الأغنيات في إحدى المجموعتين خلال مقارنتها مع توءمها في المجموعة الأخرى. وهذا ما يؤكِّده (د. غ. غيلهام) (D. G. Gillham) إذ يقول: "على الرَّغم من استمتاعنا في أيِّ أغنيةٍ من أغاني المجموعتين على حدة، فمن المحتمل أنَّنا لا نستطيع أن نعي كلَّ مضامينها إلاَّ إذا وضعناها في سياقها وتسلسلها الَّّذي اختاره لها الكاتب في مجموعتها من جهة، وفي مقارنتها مع مثيلتها في المجموعة الثَّانية من جهةٍ أخرى.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: راينر ماريا ريلكه / Rainer Maria Rilke




656.jpg
عُرف الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه المولود بمدينة براغ التشيكية في العام 1875 منذ صباه المبكر بحساسيته المفرطة إزاء العالم المحيط به، وميله الشديد إلى العزلة والانقطاع إلى التأمل. وبعدما تأكد من عدم قدرته على الانضمام إلى حياة الجماعة قرر أن يحيا حياةً بوهيميةً متفردة عمادها الشعر والفنّ والترحال. وتناول ريلكه في أدبه الشعري والنثري موضوعات مختلفة، غنية في تفاصيلها تستند بدرجة رئيسية إلى وقائع حياته المضطربة. لكن ما يتميز به أسلوب ريلكه هو ليس فقط استعراضه للوقائع الحياتية وتجاربه الذاتية، إنما الكيفية التي عالج بها الموضوعات الإنسانية الجوهرية، وذلك عبر رؤية فلسفية عميقة غير قابلة للاندثار، ومنها موضوعات الحبّ والطفولة والحنين والأمل والكراهية والبؤس والعزلة والصداقة والموت. ولعل مفردات الحنين والموت والعزلة كانت طاغية على إبداع الشاعر والناثر في أعماله المبكرة، إثر تجارب قاسية خاضها في طفولته وصباه كوفاة شقيقته الأكبر، وخروجه من المدرسة العسكرية وطلاق والديه، على سبيل المثال. بيد أن تلك المعاناة وجدت، نثرياً، ذروتها القصوى في "يوميات مالته لاورتس بريغه" Die Aufzeichnungen des Malte Laurids Brigge وهذا بالتحديد ما أضفى عليها طابع المعاصرة وجعلها بعيدة تماماً عما هو قومي ألماني محض. وثمة ميزة أخرى تتسم بها أعمال ريلكة المبكرة المعروفة بأجوائها السوداوية المفرطة في اليأس والرعب، وهي أنها يمكن أن تتخذ منحى ساخراً أحياناً مثلما تشهد قصصه بشكل خاص.

الفنّ كمصدر للجمال
وتعود القدرة التصويرية البارعة التي تتسم بها هذه الأعمال إلى انشغال ريلكه بالفنّ المعماري وولعه بالفنون التشكيلية، لاسيما النحت. ولعلنا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن ريلكه نحّات شعري أراد أن يحوّل جمادات العالم الخارجي إلى رموز نفسيه وفكرية، أي أنه أراد محاكاة العالم المستقل عن الذات بصفته مجموعة من الصور الحيّة وذلك عبر عملية التشيؤ الشعري Dinggedicht القائمة على رصد التحوّل في المناخ النفسي من خلال الإسقاط الذاتي على الشيء المستقل نفسه، أي تحويل الجمادات إلى رموز شعرية. فالشجرة لا تعني لريلكة شجرة حتى وأن كتبها على النحو، إنما الأمل أو الحبّ أو الحياة برمتها، وكذلك مع الألوان وتحولات الفصول وغيرها من الرموز الطبيعية. لكن هذه الكتابات غالباً ما تحاكي الأعمال النحتية، مهتمةً بالتفاصيل وما هو هامشي لتبعث فيه الحرارة والحياة. وقد فعل ريلكه ذلك كلّه تيمناً بالنحاتين الكبيرين الإيطالي مايكل إنجلو والفرنسي أوغسطت رودان، الذي اشتغل ريلكه سكرتيراً له بضعة شهور في باريس. ولكي ينحت ريلكه قصائده وقصصه فإنه يحاول انتزاع الأشياء من طابعا السكوني السلبي وتحويلها إلى وحدات إيقاعية وجوديّة وحسيّة، تعبّر عن الذات المحمولة خارجاً، أي أنه يقوم بعملية تطهّر ذاتيه مطّردة بغية تخليص الذات من الأزمات النفسية والتراكمات الفكرية على نحو فنّي. فيمنحُ ذلك الشيءَ المستقل الحريّةَ التامة، لكي يعبّر عن نفسه بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية، ولكي يمنح كذلك الحريةََ التامة لنفسه، باعتباره شاعراً، لإعادة صياغة هذه القراءة الحسيّة صياغةً موضوعيةً وفنيّةً بدرجة خاصة.

كشف الذات
لشيء الوحيد الذي يمكن أن يعتبر تجاوزاً للذات المبتلية بالمعاناة عند ريلكه هو كشف هذه الذات، أي تعريتها إلى حدّ ما، ثم تجسيدها جمالياً، مثلما فعل الفيلسوف نيشته الذي تأثر به ريلكه في أعماله المبكرة. وكان الفنّان الإغريقي، والمغني الإلهي، أورفيوس، هو من أوائل الساعين إلى إعادة صياغة الذات من خلال أناشيده التي كان يسحر بها حتى الأموات ليبعث فيهم الحياة، والذي استعار ريلكه اسمه ليضعه عنواناً لآخر عمل شعري "سونيتات إلى أورفيوس" Sonette an Orpheus، التي جعل منها شاهدة شعرية على قبر الراقصة البارعة فيرا كنوب التي فارقت الحياة وهي لم تبلغ التاسعة عشرة من عمرها، والتي كانت تذكّره بشقيقته التي رحلت قبل ولادته، مما جعل الأمّ تنظر إلى ريلكه بصفته تجسيداً حيّاً لشقيقته، حتّى أنها كانت تجبره على ارتداء أزياء الفتيات قبل دخوله إلى المدرسة العسكرية.

البعد الفلسفي للشعر
كان ريلكه قد وقع في بداية حياته الأدبية تحت تأثير الفلسفة الوجودية ممثلةً بنيتشه وكيركيغارد الذي حاول ريلكه محاكاة تأملاته، فضلاً عن الكثير من الإشارات والإحالات المباشرة، بل حتى التراجم التي تناولت أفكار هذا الفيلسوف الدنماركي. بيد أن أعمال ريلكه لم تقتصر على تمثّل الفلسفة الوجودية، إنما عالجت قضايا إنسانية كبرى مثل الدين والسياسية والثورة الاشتراكية والتغيير الاجتماعي. ومن الملامح البارزة التي اتسمت بها أعماله التي وصفها الكاتب النمساوي روبرت موزيل بأنها من أعظم ما كتب باللغة الألمانية منذ القرون الوسطي، هو المسعى "الأخلاقي" الحثيث لتحويل الأدب إلى دين قائم على الحبّ. والحبّ عند ريلكه هو تخطي الذات الـمُحبّة للوصول إلى مرحلة متقدمة من مراحل الوجود الـمُحَبّ الذي لا يضطر إلى تزييف ذاته إرضاءاً للمحب، بل يجعل الحبّ نفسه كبيراً وعميقاً في قلبه وعواطفه، ليتوافق مع حبّه، محتفظاً في الوقت نفسه بجوهره نقيّاً، رحباً، مستقلاً عن محبة الآخر. فالحبّ إذاً هو الفيض الروحي، الذي يغمر الآخر دون أن يطلبه هذا الآخر. ويتطلب هذا النمط من الحبّ الإلهي البحثَ الصارم عن الله في الذات الإنسانية التي تنزع دائماً إلى الحلول في الذات الـمُحبّة الكبرى، الناضجة والمتخيلة حسيّاً وميتافيزيقياً. وذلك يعني التحرر من القيود الأرضية والاجتماعية كلّها مثلما توحي كتابات ريلكه، بغية تحقيق دين جديد قوامه الحبّ، ولا شيء غير الحبّ. وأصيب ريلكه بمرض سرطان الدم، اللوكيميا، ففارق الحياة عام 1926 في قرية فال مونت بالقرب من بحيرة جنيف.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: إدغار آلان بو / Edgar Allan Poe




581.jpg
إدجار آلان بو (19 يناير 1809 -7 أكتوبر 1849 م)
شاعر وكاتب قصص قصيرة وناقد أمريكي، وأحد رواد الرومانسية الأمريكية. ولد عام 1809 م في مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس. وأكثر ما اشتهر به قصص الفظائع والأشعار، وكان من أوائل كتاب القصة القصيرة، ومبتدع روايات المخبرين (التحري). وينسب إليه ابتداع روايات الرعب القوطي. مات في سن الأربعين، وسبب وفاته ما زال غامضا، وكذلك مكان قبره.

مات والداه قبل بلوغه ثلاث سنوات وهكذا انتقل إلى بيت جديد حيث كان يعيش مع رجل يسمى جون آلان لبقية طفولته.

سافر إلى بريطانيا ودرس هناك لخمس سنوات، بعد ذلك التحق بجامعة فيرجينيا في ولاية فيرجينيا حيث أظهر تفوقا كبيرا في دراسة اللغات والآداب ولكنه اضطر إلى ترك الجامعة بعد ذلك بثمانية أشهر بسبب مشاكل مالية. التحق بالجيش الأمريكي وقبل هذا تم كتابة ونشر شعره. ساعده أصدقاءه وأعطوه الأموال التي احتاج إليها. استمر كتابة الشعر والقصص. حول عام 1832 م انتقل بو إلى مدينة بالتيمور ثم نشر خمس قصص. وفوق هذا كله تزوج في نفس الوقت من ابنة عمته ولم يكن عمر زوجته يتجاوز أربع عشرة سنة. توفيت زوجته عام 1847 م فقضى معظم حياته يعاقر الخمر وفي الحقيقة كان له إدمان على الكحول حتى مات في أحد شوارع مدينة بالتيمور عام 1849 م.

كان يكتب الروايات والقصص القصيرة. من أشهر أعماله:
أشهر قصائده
• حلم داخل حلم (1827)
• تيمورلنك (1827)
• الأعراف (1829) وهي قصيدة مبنية على سورة الأعراف من القرآن الكريم.
• إسرافيل (1831) وهي قصيدة مبنية على القَصَص الإسلامي
• إلى ساكن الجنان (1834)
• الدودة المنتصرة (1837)
• الغراب (1845)
• إلدورادو (1849)

قصصه
• سقوط بيت أشر (1839)
• القلب المليء بالقصص (1843)
• الخنفسة الذهبية (1843) وهي مجموعة قصص.
• القط الأسود (1843)
• بضع كلمات مع مومياء (1845)
• الغرائب.
• الليلة الألف واثنين لشهرزاد (1850)
• قصة من القدس (1850)
• السقوط في الفوضى (1850)
• الثمان أورانج أوتانات المقيدة أو الضفدع النطاط (1850)

سلسلة قصص أوجست دوبان
• جرائم القتل في شارع المشرحة (1841)
• لغز ماري روجيه (1843)
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: آرثر رامبو / Arthur Rimbaud




580.jpg
آرثر رامبو (Arthur Rimbaud ؛ 20 أكتوبر 1854 - 10 نوفمبر 1891)
شاعر فرنسي أثرت أعماله على الفن السريالي.

ولد آرثر رامبو في شارلفيل بفرنسا في عام 1854. بدأ بكتابة الشعر بسن السادسة عشرة، وتميزت كتاباته الأولى بطابع العنف. اتبع مبدأ جمالياً يقول بأن على الشاعر أن يكون رائياً، ويتخلص من القيود الضوابط الشخصية، وبالتالي يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية. دعاه بول فرلين للمجيء إلى باريس، الذي كانت تربطه علاقة مثلي به. لعل أبرز قصائده "قارب السكارى" (عام 1871) التي تحتوي براعة في اختيار الألفاظ والصور الفنية والاستعارات. بين عامي 1872 و 1874 كتب "الاشراقات" (بالفرنسية: Les Illuminations)، وهي مجموعة من القصائد النثرية حاول فيها عدم التمييز بين الواقع والهلوسة. في عام 1873 كتب قصيدة أخرى وهي "فصل في الجحيم" استبدل فيها المقاطع النثرية بكلمات مميزة، وكانت آخر أعماله الشعرية بعد أن بلغ من العمر 19 عاماً.

في يوليو 1873 وفي حالة من السكر أطلق بول فرلين على رامبو رصاصتين، مما تسبب في إصابته بجروح في المعصم. بعد اعتزاله الأدب، قرر رامبو في عام 1875 السفر إلى إثيوبيا والعمل كتاجر. توفي في مارسيليا بفرنسا في العام 1891 بعد أن بترت ساقه.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: فرناندو بيسوا / Fernando Pessoa




819.jpg
فرناندو بيسوا

Fernando Pessoa (1888-1935)

كان كل شيء متوقعاً من الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا، إلا أن يطلق على واحدة من مجموعاته الشعرية عنوان «دكان التبغ»... والحقيقة ان هذه المجموعة التي صدرت سنة 1933 أخذت عنوانها من واحدة من أطول القصائد وأجملها التي تضمها، وهي قصيدة كان بيسوا كتبها سنة 1928 ثم نشرها في صحيفة «برسنسا» في العام نفسه الذي عاد وأصدرها فيه ضمن المجموعة. وإذا كان بيسوا قد عُرف على نطاق واسع في الأوساط الأدبية والشعرية في العالم، منذ ربع قرن، فإنه عُرف كشاعر، ولكن أكثر من هذا: عرف بصفته واحداً من أغرب الشعراء الذين عاشوا في القرن العشرين. وهذه الغرابة لا تنبع من شعره الذي يبدو، على أي حال، عصياً على التصنيف وإن كان يمت الى السوريالية البدئية بأكثر من صلة، بل تنبع من شخصيته نفسها، هذه الشخصية الغريبة المدهشة التي بدت دائماً وكأنها في حال بحث عن الذات. في حال مطاردة لهوية، حقيقية أو مفترضة... وكأن الشاعر كان لا يتوقف عن التساؤل بينه وبين نفسه، وفي شعره خصوصاً: من أنا؟ من تراني أكون. ولعل من الصعب جداً تصور أن بيسوا عرف كيف يجيب عن هذا السؤال في شعره أو في حياته.

ولد في لشبونة سنة 1888، ليموت فيها بعد سبع وأربعين سنة (1935)... لكن طفولته ارتبطت بجنوب أفريقيا التي اصطحبته أمه إليها طفلاً إ ثر وفاة والده، ليعيشا في كنف زوج جديد لها. وهو درس التجارة والإنكليزية في مدينة داربن هناك وأتقن الإنكليزية أكثر من إتقانه لغته الأم، لأنه لم يعد الى البرتغال إلا وهو في السابعة عشرة، ليتنقل هناك بين مهن عدة راسماً في حياته، ومن خلال تلك التنقلات أقنعته التي ستتراكم مهنة بعد مهنة وسنة بعد سنة، لا سيما إذ عمل في تحرير الرسائل للتجار ورجال الأعمال، ما جعل لكل رسالة لوناً وقناعاً انسحب لاحقاً على كتاباته الشعرية وغير الشعرية، هو الذي راح منذ ذلك الحين يتنقل بين الشعر والفلسفة واللاهوت، كما راح يترجم نصوصاً الى البرتغالية ما زاد إحساسه بالأقنعة وتساؤلاته حول هويته الحقيقية. وقاده هذا الى كتابة نصوص كبيرة ولكن أيضاً الى إحساس عميق بالانفصام قاده الى ما يشبه الجنون، لا سيما حين راح يتصور نفسه يهودياً يعاقب أيام محاكم التفتيش. ولعل هذا الهاجس الأخير هو ما قاده الى الاختبار حول صورة له كفاشي يكتب قصيدة تدعو الى ولادة الفاشية في بلده (1917). وهو منذ ذلك الحين لم يتوقف عن الكتابة (ناشراً معظم أعماله الشعرية على حسابه – في وقت صار له فيه، انطلاقاً من انبعاث شهرته في العالم، حواريون يقرأونه ويتجادلون في تحليله، أو حتى يبحثون في صحف ومطبوعات عن نصوص له تحمل عشرات الأسماء المستعارة هو بإعطائهم مؤشرات أولية عنها ويكون عليهم هم إيجادها. بالنسبة إليه، كانت الحياة والكتابة، لعبة واحدة.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: فدريكو جارسيا لوركا / Federico Garcia Lorca




584.jpg
فدريكو جارسيا لوركا (بالإسبانية: Federico García Lorca)
هو أحد أنشط أعضاء "جيل27 ". ولد في الخامس من يونيو1898 ب"فوينتي باكيروسFuente Vaqueros"؛ وهي قرية صغيرة تبعد عن غرناطة ، غرناطته، بعشرين كيلوميترات، من أب فلاح وأم مدرسة أدخلته إلى عالم المعرفة في سن مبكرة، ولم تكن تدري أنها بذلك حكمت عليه. كان والده يمتلك في تلك المنطقة الفلاحية الخصيبة أراض زراعية وضيعات...وسقط في فجر19 غشت من سنة1936 برصاصات آثمة رمته بها بنادق كتائبية حاقدة، خارج غرناطة؛ في منطقة "بيثنارViznar "تحت أشجار الزيتون؛ قرب نافورة،وهو لم يكتمل عقده الرابع.

نلقى دراسته في قريته ثم في "الميريا".أما المرحلة الثانوية فتابعها بغرناطة التي كانت أسرته قد انتقلت إليها؛ غير أنه لم يظهر اهتماما بدراسته، حيث كان همه الأكبر منصبا على القراءة الحرة وكتابة الأشعار إلى جانب العزف على البيانو، مما كان يغضب أساتذته؛ فكان ينال عقابا ظلت ذكرياته محفورة في أعماقه وفي كراسة يومياته: "إنني أعرف الكثير الكثير، لكن في المعهد كانوا يعطونني صفعات هائلة...".

وبعد نجاحه التحق بالجامعة ليدرس الأدب والفلسفة، وقد حدث لفتوره وقلة حماسته خلال هذه المرحلة أن رسب في مادة تاريخ اللغة الإسبانية، لكن الحدث لم يمر في صمت، كما يحدث مع غيره، فأساتذته استاءوا منه كثيرا،وأصدقاؤه استغربوا لما يعرفونه عنه من ذكاء حاد وذاكرة قوية يحسد عليها...أما الصحفي ج.م غانيدو فقد كتب مقالة، لنقل عنها مقالة تنبئية؛ ينبه فيها أساتذته هؤلاء إلى مكانة لوركا الأدبية، وأنه "سيأتي يوم يدرسون فيه شعره ويفسرونه من فوق منابرهم تلك...".

كان من عادة الجامعة أن تنظم، في نهاية كل سنة دراسية،رحلات استطلاعية تثقيفية لطلابها تحت إشراف أساتذة الجامعة أنفسهم، وفي إحدى تلك النهايات نظم "دومينكيث بارويطاDominguez Berueta"؛ أستاذ نظرية الأدب، رحلة إلى قشتالة والأندلس شارك فيها لوركا رفاقه، وقد كان من نتاجها كتابه الأول "انطباعات ومشاهدImpresiones y paisajes" الذي صدر في غرناطة سنة 1918 وهو في العشرين من عمره، وقد صدره بإهداء في ذكرى موت أستاذه "أنطونيو ساغوراAntonio Sagura" وإلى كافة الأصدقاء الذين رافقوه في الرحلة.

وفي سنة 1921 عقد صداقة عميقة وقوية مع موسيقار إسبانيا الكبير"مانويل دي فاياManuel de Falla"الذي تلقى على يديه دروسا في الموسيقى ساعدته على صقل موهبته الموسيقية ونمت في روحه تلك الرغبة الدفينة؛ فاستخدمها، كما ينبغي، في استيعاب وتسجيل الأغاني والألحان الشعبية؛ وبالأخص الأندلسية.

ظل هاجس خفي يعمل في نفسه، وطائر الأحلام يرفرف بأجنحته القزحية محاولا تكسير أسلاك ذاك القفص كي ينطلق بعيدا، بعيدا حيث الحب والدفء والخضرة، وحيث تتجمع كل العصافير المهاجرة حول ينابيع الضوء والمطر الأخضر...ظل هكذا زمنا إلى أن طار إلى مدريد واستقر بها، وفي سمائها لمع نجمه الأدبي وتألق.

ويوم22 مارس1920 تم عرض أولى مسرحياته "الرقية المؤذية للفراشةEl Maleficio de Mariposa" ، لكنها منيت بفشل ذريع، فبقي بعيدا عن المسرح سنوات، إلى أن عاد إليه في فترة كانت فيها إسبانيا يعيش بقوة الحديد والنار، في ظل الحكم القمعي الديكتاتوري لأحد أدعياء الأدب الفاشلين "بريمو دي ريفيراPrimo de Rivera"، فألف مسرحية "ماريانا بينيداMariana Pineda" التي استوحى موضوعها من تاريخ إسبانيا النضالي،وبالضبط من قصة فتاة كانت تسمى "مارياناMariana"، وهي أندلسية ، ومن غرناطة، أعدمت سنة1830

وإذا كانت أولى مسرحياته تعرضت للفشل وأخرسته زمنا؛ فإن ظهور ديوانه الأول " كتاب القصائدLibro de Poemas" سنة1921 بشر بميلاد شاعر جديد؛ كما كتب الناقد "أودولفو سالاثارSalazar" على صفحات جريدة "الشمسEl Sol"، ففيه تتجلى تلك الشفافية في الصور وتنوعها، والبساطة في الأسلوب وعفويته، وبعد قس الرؤى، وغنى في المعنى...إلى جانب نفس وجداني صادق مع إيقاع شبيه بأغاني القرويات وأغاني الغجر.

لقد كان للنجاح الذي حققه ديوانه الأول هذا أن تفتحت أمامه الآفاق الرحبة، وشرعت له أبوابها المنتديات والنوادي...كما انهالت عليه الدعوات ليلقي المحاضرات ويشارك في الأمسيات الشعرية، وأصبح له جمهور واسع يضم جميع طبقات الشعب: من الغجري البسيط إلى المثقف المتخصص؛ ومن جملة ما تلقى دعوة من المركز الفتي بغرناطة؛ حيث ألقى فيه محاضرة حول ديوانه الذي لم يكن قد صدر بعد"قصيدة الغناء الغجريPoena del Cante Jondo"، نظم على إثرها مهرجان كبير دام يومين؛ وكان من إشراف وتنسيق الموسيقار مانويل دي فايا.

وفي ربيع 1929 سافر إلى الولايات المتحدة مارا بباريس فلندن إلى أن وصل إلى عاصمة ناطحات السحب:نيويورك في يونيو؛ حيث عاش كطالب في جامعة كولوميا، ومن على منبرها أعاد بعض المحاضرات التي سبق

وألقاها بإسبانيا، ولحن بعض الأغاني التي استمد روحها من الموشحات الأندلسية ومن الفلامينكو إلى المغنية"أنطونيا ميرثيAntoňia Mirce"،ومن بينها :"الطحانون الأربعة" و"الحاجان الصغيران".

ولما كانت روحة التواقة دوما إلى الحرية، إلى الانطلاق، إلى التحليق بعيدا خارج أجوائها الطبيعية أحيانا، فقد تسلل مرة مبتعدا عن الجامعة، فقادته خطاه الشاردة إلى حي "هارلم"؛ الوجه المشوه والبشع لمدينة الإسفلت والحديد والورق...حيث تورق العفونة ويزهر البؤس والفقر...وحيث تتفتح عوسجات القتل المجاني، وتتأكسد التناقضات، وتتناسل وتتكاثر الخنافيس الإليكترونية في فضاءات الصخب الأسود، وحيث تتفجر أنهار الدم والعرق من أشلاء أجسام الزنوج المتآكلة، وحيث يباع اللحم القديد يثمن بخس، ويدرك الأطفال لحظة الولادة أن لا فردوس هناك ولا حب مجرد، ويعرفون أنهم إلى وحل الأرقام والقوانين العقيمة سوف يذهبون...احتك لوركا بسكان "هارلم" المضطهدين والمصلوبين دوما على أسنة الحياة،وعايش فقرهم الزنجي، ولاعب الأطفال...عاش حياتهم المريرة ورأى عذاباتهم السيزيفية اليومية، فأحس كأنه في غابة نأكل ذئابها خرفانها الوديعة، ورأى كيف تحول المادة الإنسان إلى آلة، إلى رقم، إلى لا شيئ...وكيف تقتل مدينة الورق والإسمنت والحديد إنسانية الإنسان وتمسخ روحه، طهره، براءته،

بساطته، تلقائيته...وقد كان من ثمار هذه الزيارة/الصدمة واحدة من أروع قصائد ديوانه "شاعر في نيويوركPoeta en Nueva York"،وهي قصيدة "نشيد إلى ملك هارلم Oda al Rey Harlem".

وحين زحف صيف 1930 عاد إلى وطنه بعد زيارة قصيرة إلى كوبا...وفي 24 دجنبر من نفس السنة قدمت له مسرحيته "الإسكافية العجيبة"على خشية المسرح الإسباني، ثم ألقى في"إقامة الطلبة" محاضرة حول ديوانه "شاعر في نيويورك" مع قراءة شعرية.

كما قام بجولة مسرحية على رأس فرقة تتألف من الطلبة ومن الفنانين المحترفين ، قدمت خلالها مسرحية"الكوخ"، وقد كان الغرض من هذه الجولة نقل المسرح إلى أبعد قرية، وحتى لا يبقى محتكرا من فئة قليلة.

غير أن عصفوره الداخلي اشتاق إلى نار السفر المقدسة، وحن إلى التحليق في الأجواء البعيدة، البعيدة جدا...غير الأجواء التي تعود عليها؛وهكذا ركب في"عربة من مياه سوداء"؛ وعاد في صيف 1932 إلى أمريكا، وهذه المرة إلى الجنوبية، حيث زار البرازيل، الأوروغواي، الأرجنتين...وفي عاصمة هذه الأخيرة"بوينس أيريسBuenos Aires" استغلت إحدى الفرق المسرحية الكبرى هذه الزيارة وعرضت ثلاثة من أحسن مسرحياته وهي:"عرس الدمBodas de Sangre" و"الإسكافية العجيبةLa Zapatera Prodigiosa" و"ماريانا بينيدا

Mariana Pineda"، كما أعاد المحاضرات التي سبق وألقاها في كل من إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن أكبر كسب حمله معه عند العودة إلى وطنه هو ذاك التعارف المثمر والمتميز، ونلك الصداقة الحميمية التي ربطته بشاعر الشيلي العظيم "بابلو نيروداPablo Neruda" (12/07/1904 – 23/09/1973) الحائز على جائزة نوبل للأدب 1971 ، والتي سجلها كل واحد منهما بأسلوبه الخاص وطريقته المميزة الفريدة. ففي الفصل من مذكرات بابلو نيرود " أعترف أني عشتConfio que he vivido" والمعنون ب"إسبانيا في القلبEspaňa en el Corazón" نجد تسجيلا حيا لذلك اللقاء التاريخي وكأنهما صديقان منذ زمان؛ ذلك أن شهرتهما كانت السباقة، حتى أنهما بادرا جمهور الحضور بمفاجأة أخرست البعض وأدهشت البعض الآخر، وذلك من خلال الحفل ألتكريمي الذي أقامه على شرفهما "نادي القلم" في فتدق "بلاثاPlaza"، وذلك لإفشال مناورة الخصوم.

وحين اغتيل لوركا رثاه نيروذا بقصيدة غاضبة أشد الغضب، نقم فيها على كل شيء ، فقد كان موته المفاجئ وهو في تلك السن وفي أوج عطائه رمية أصابت نصالها منه الصميم.

وفيديركو غارسيا لوركاFederico Garcia Lorca شاعر ومسرحي؛ بل إنه شاعر الأساطير،وشعره فيجوهره رمزي؛ خلف مظهر الفولكلوري والشعبي،:بساطة في الأسلوب وبعد في الرؤى .أعماله تكشف عن مأساة كائن معذب. فلوركا دوما يعارض غريزيا وبصفته الإنسانية تقاليد المجتمع الهشة. من هذا التوتر تتدفق أعماله المتميزة الرمزية، وعالمه هو الليل بكل مهمشيه والمصلوبين على أرصفته. الليل المسكون بأحصنة سوداء حالمة، ليل مقمر دائما وأنثوي لكل مجدب وعقيم..

وقاموس لوركا اللغوي غني بالمفردات العربية: قصر، ياسمين، زيتون، طلح، ليمون، خرشوف، عنبر...حتى كتبه تحمل عناوين عربية: ديوان، قصيدة...
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: الكسندر بلوك / Alexander Blok




691.jpg
الكسندر بلوك

Alexander Blok (1880-1921)
شاعر روسي
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: سيرغي يسينين / Sergej Esenin




696.jpg
سيرغي يسينين Sergej Aleksandrovic Esenin
ولد عام 1895 وتوفي عام 1925.
كان ابن فلاح وأنهى فقط المدرسة الدينية التي يتخرج منها المعلمون للعمل في المدارس الابتدائية.
عاش يسينين حياة قصيرة مليئة بالأحداث الدرامية فقد عاصر ثورتين وحربا عالمية حصدت الملايين من الأرواح البريئة وجلبت المآسي لمن بقي على قيد الحياة في ظل هذه الأحداث العارمة كتب الشاعر ملحمتين "روسيا تمتد" و"روسيا السوفييتية" وقد مد فيهما الشاعر يده إلى قرية كبيرة لم يعرفها من قبل. ولم يستطع الشاعر أن يجتاز وعيه القروي حتى النهاية.

يعود الشاعر إلى التاريخ ومصير الفلاح الروسي محاولا فهم ما تحمله الثورة لهم فكتب ملحمته الشهيرة "بوجاتشوف" وفيها يتفجر سؤال مؤلم: هل ستحمل الثورة مأساة جديدة للشعب كما جرى في ثورة بوجاتشوف؟ وعندما قرأ بوجاتشوف أمام غوركي قال الأخير: جعلني اضطرب حتى التشنج وغصت حنجرتي بالبكاء. ومر الشاعر بأيام مرة وشك وتأرجح وعدم ثقة بالمستقبل فقد انتابته الأحزان والأفكار الكئيبة من جراء الحرب الأهلية التي دامت سنوات وكذلك الدمار الذي لحق بالبلاد ويتساءل الشاعر: "إلى أين يحملنا قدر الأحداث"؟

ملحمته الشعرية "آنا سينجينا" من أضخم الأعمال الفنية وتقوم على أساس غنائي، الحب الأول لابن فلاح عشق شابة جميلة من فئة الأغنياء ولكن هذا التصادم بين المحبوبين يجري على قاعدة الحياة الشعبية الواسعة وصبغ هذه الملحمة بمشاكل اجتماعية حادة استقبلها معاصروه بدهشة وإعجاب.

وصلت إلى روسيا بعد الثورة مباشرة الراقصة الأمريكية ايزدورا دونكان ويقال إنها كانت معجبة برومانسية الثورة من شدة إعجابها قررت البقاء وتأسيس مدرسة للرقص. وقع يسينين الشاب في اسر ذكائها وموهبتها ومظهرها المتطرف. فتزوجا وخرجا في جولة حول العالم وخلال عام ونصف زارا ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وبعد عودته راح ينظر إليه بعين الشك والريبة على الرغم من تصريحاته تغيرت آرائي في وطني بعد زيارتي لأمريكا وهذه الرحلة "زادتني حبا لوطني" وقبل مصرعه التراجيدي في ظروف غامضة كان قد أدمن الخمر وارتياد أماكن اللهو.

عاش يسينين حياة قصيرة، ثلاثون عاما ولكنه ترك إرثا شعريا غنيا منحه الخلود. إن شعره قريب لكل من يقرأه بغض النظر عن قوميته فقبل مصرعه صدرت أشعاره المترجمة في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وفي عدد من البلدان الأوروبية وقد ترجمت أعماله إلى 32 لغة.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: صموئيل بيكيت / Samuel Beckett




703.jpg
صموئيل بيكيت ( 1906 – 1989 ) شاعر ومسرحى وروائى وسينمائي ايرلندى، أكمل دراسته نال جائزة نوبل للادب عام 1969 ولم يذهب لاستلامها غضبا

ولد صمويل باركلى بيكيت في 13 أبريل 1906 بدبلن في أيرلندا لأبوين من البروتستانت وهو الإبن الثانى لهما، كان من صغره متفوقاً في دراسته ومهتماً بالرياضة خاصة لعبة الكريكيت وكان يهوى مشاهدة الأفلام الأمريكية الصامتة كأفلام شارلى شابلن وبوستر كيتون وكان أثر هذه السينما الصامتة كبيراً على أدبه فيما بعد. في عام 1923 التحق بيكيت بكلية ترينيتى بدبلن وتخصص في الآداب الفرنسية والإيطالية وحصل على الليسانس فيهما عام 1927.

حياته
في عام 1928 توجه بيكيت إلى باريس وعمل أستاذاً للغة الإنجليزية بإحدى المدارس هناك، وفى هذه الأثناء تعرف بيكيت على الأديب الأيرلندى الكبير جيمس جويس (1882 - 1941) صاحب رواية (يوليسيس) وأصبح عضواً بارزاً في جماعته الأدبية وصديقاً شخصياً له.

عام 1930 كتب بيكيت دراسة عن الروائى الفرنسى مارسيل بروست (1871 - 1922) صاحب رواية البحث عن الزمن المفقود ثم عاد إلى أيرلندا ليقوم بتدريس الفرنسية بكلية ترينيتى لكنه لم يفضل العمل الأكاديمى وسرعان ماقدّم استقالته.

في عام 1933 توفى أبوه (ويليام بيكيت) وترك له ميراثاً صغيراً، وفى هذه الأثناء كتب المجموعة القصصية (وخزات أكثر من ركلات) وقصصها تدور عن مغامرات طالب أيرلندى يدعى بيلاكوا. في عام 1935 كتب روايته الأولى (مورفى) وبطلها شخصية مضطربة وحائرة بين الشهوة الجنسية وهدفه في الوصول للعدم العقلى بعيداً عن الواقع.

وذات مرة حينما كان يسير في شوارع باريس توجه إلى بيكيت شحاذ مستجدياً صدقة فرفض، فطعنه الشحاذ بسكين وكاد يموت بيكيت، نجا بيكيت من الموت ويقال أن جيمس جويس بنفسه كان يعتنى به في المستشفى، وفى التحقيق لم يتهم بيكيت الشحاذ بأى شئ وكان قد سأله (الشحاذ) عن سبب محاولته تلك فقال الشحاذ: لاأعرف ياسيدى. هذه الجملة التى استخدمها بيكيت كثيراً في مسرحياته خاصة (في انتظار جودو) على لسان الصبى.

في عام 1937 تعرف على طالبة البيانو الفرنسية سوزان ديكوفو دوميسنيل التى ظلت رفيقة عمره وزوجته في وقت لاحق.

وكان بيكيت في أيرلندا حينما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية فعاد إلى فرنسا واشترك في صفوف المقاومة هناك (كمراسل ومترجم) لكن بعد تقدم الألمان واكتشافهم للخلية التى يعمل بها هرب بيكيت وسوزان إلى جنوب فرنسا إلى بلدة روسيليان وعمل بيكيت مزارعا،ً وفى هذا الوقت كتب روايته (وات) التى تدور حول البطل وات الذى يقوم برحلة إلى بيت السيد نوت ويعمل عنده ويقضى أيامه في محاولة التعرف على عالم السيد نوت اللغز وشخصية السيد نوت المعقدة.

وبعد هزيمة الألمان عام 1945 عاد بيكيت وسوزان واستقرا في باريس.

في عام 1946 كتب روايته (ميرسيه وكاميه) وتدور حول عجوزين يتواعدان للقيام برحلة إلى الريف وما أن يصلا هناك حتى يشعران بالحنين للمدينة ويستمر هذا الإرتحال المتواصل. ثم بعد ذلك كتب بيكيت ثلاثيته الروائية الشهيرة (مولوى)(مالونى يموت)(اللامسمى)، كتب الروايات باللغة الفرنسية ثم ترجمها إلى الإنجليزية، وبيكيت معروف بميله للغة الفرنسية رغم أنها لغته الثانية ويقول في ذلك : أفضل الفرنسية لأنك تستطيع الكتابة من خلالها بدون أسلوب.

في عام 1947 كتب بيكيت مسرحيته الشهيرة (في انتظار جودو) والمسرحية تدور حول شخصيات معدمة مهمشة ومنعزلة تنتظر شخص يدعى (جودو) ليغير حياتهم نحو الأفضل وبعد فصلين من اللغو والأداء الحركى والحوار غير المتواصل لايأتى جودو أبداً، المسرحية محملة برموز دينية مسيحية هذا غير اعتمادها المكثف على التراث الكلاسيكى الغربى، والمسرحية تعبر بصدق وببشاعة عن حال إنسان مابعد الحرب العالمية الثانية والخواء الذى يعانى منه العالم إلى الآن.

في عام 1951 كتب المجموعة القصصية الرائعة (قصص ونصوص من أجل لاشئ)، تم نشر مسرحية (في انتظار جودو) عام 1952 وفى العام اللاحق تم عرض المسرحية في باريس ولاقت نجاحاً باهراً، ومن هذه اللحظة أصبح بيكيت مشهوراً ومعروفاً في كل أنحاء العالم.

توفى أخوه الأكبر فرانك عام 1954 وكانت قد توفت أمه عام 1950. عام 1954 كتب مسرحية (نهاية اللعبة) وصاغها في فصلين ثم عاد وجعلها من فصل واحد وتم عرضها في لندن بنفس العام، والمسرحية تدور حول شخصيات مصابة بالعمى والشلل وتعيش في صناديق القمامة أو مكتوب عليها العمل الدائم دون الحصول على راحة، والمسرحية مثلها مثل (في انتظار جودو) فقيرة في الديكور وفى عدد الشخصيات ومعظم النقاد يرون أن هذه المسرحية أعلى من (في انتظار جودو) من جهتى المضمون والتكنيك المسرحي، رغم تفوق شهرة الثانية.

1958 كتب مسرحية (شريط كراب الأخير) وعرضت بلندن بنفس العام والمسرحية تتميز بخصوصيتها الشكلية لأنها تقوم على المونولوج فقط وبطلها شخص واحد يستمع إلى مذكراته التى سجلها على شرائط، مضمون المسرحية يدور أيضاً حول العزلة والشيخوخة والعجز النفسى.

في نهاية الخمسينيات توجه بيكيت للكتابة الإذاعية فكتب لإذاعة البى بى سى أعمال مهمة ومتميزة مثل (كل الساقطين)، (الجمرات)، (الأيام السعيدة).

في 25 مارس عام 1961 تزوج بيكيت من رفيقته سوزان في حفل صغير بلندن.

1963 كتب بيكيت مسرحية بإسم (مسرحية) وسيناريو فيلم قصير بإسم (فيلم) أخرجه المخرج الذى تخصص في إخراج أفلام تلفزيونية عن أعمال بيكيت (ألان شنايدر) وقام ببطولته النجم الأمريكى (بوستر كيتون)، بيكيت توجه إلى أمريكا (للمرة الوحيدة في حياته) ليشرف على الفيلم الذي حصل على جائزة النقاد في مهرجان فينيسيا عام 1965.

عام 1966 كتب العمل الإذاعى (قل يا جو).

عام 1969 حصل بيكيت على جائزة نوبل للأدب، ولما سمعت زوجته بالخبر قالت : إنها كارثة، واختفى بيكيت تماماً ولم يذهب لحفل تسليم الجائزة.

1972 كتب مسرحية (ليس أنا) التى عرضت في نفس العام. وفي العام 1977 كتب أعمال جزء من مونولوج (صحبة).

وفاته
قضى بيكيت فترة الثمانينات منعزلاً في بيته الهادئ وكان أحياناً يتردد على مقهى قريب ليلتقى برفقة أدبية صغيرة وفى عام 1989 ماتت زوجته سوزان وبعدها بشهور في 22 ديسمبر 1989 مات بيكيت بعد تعرضه لأزمة في جهازه التنفسى.

يعد بيكيت أهم كتاب القرن العشرين في مجالات المسرح والرواية وهو بأدبه الممتد لفترة 60 عاماً يعبر أصدق تعبير عن مشاكل انسان هذا العصر.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: هنري ميشو / Henri Michaux




708.jpg
(1899-1984) Henri Michaux
هنري ميشو شاعر ورسام من بلجيكا

ولد هنري ميشو في بلدة نامور في بلجيكا. وخصوصيته تنبع من حبه للأسرار والغموض. عرف كيف يبتعد عن الأضواء وعن الصحافة نأى عن المجد الأدبي عندما رفض نيل الجائزة الوطنية الكبرى للأدب عام 1965. وفضل أن يقرأه عدة مئات من القراء المهتمين -حسب قوله- على أن يقرأه الجمهور الواسع. ولهذا السبب لم تطبع أعماله في سلسلة كتب الجيب المعروفة بشعبيتها وانتشارها إلا بعد وفاته.

لم يكتب مذكراته ولا سيرته الذاتية، وملخص حياته كلها عبر عنه بستة صفحات حملها العنوان التالي. "بعض المعلومات عن تسع وخمسين عاماً من الوجود". ومما قاله عن طفولته في هذه الصفحات القليلة: "كان يضرب عن الحياة، واللعب، والتسلية والتنوع، يكره الأكل، والروائح والتلامس نخاعه الشوكي لا يصنع الدم ودمه لا يعشق الأكسجين فقر الدم. أحلام بلا صور ولا كلمات، جامد، يحلم بالاستمرارية، بأبدية ليس فيها أي تغيير، طريقته في الحياة هي أن يعيش على الهامش، طبيعته المضربة تخيف وتزعج، لذلك كانوا يرسلونه إلى الريف". كما كان يتحاشى الصور أيضاً لشعوره بأنها تختزل المرء وتسجنه في وضعية نهائية ليغدو مجرد صورة جاهزة.

بعد انتهائه من الدراسة سافر كبحار على ظهر سفينة وبدأ بكتابة نصوصه الأولى "حالات من الجنون الدائري" _1922). كتب جزءاً كبيراً من أعماله في النصف الأول من هذا القرن، ونذكر منها: إكوادور (1929)، بربري في آسيا (1933)، الليل يتحرك (1935)، ريشة (1938)، اختبارات وطرد أرواح شريرة (1945)، في مكان آخر (1948)..

عبر في مجمل أعماله عن صعوبة الوجوه وجاءت كتاباته الشعرية سريعة وإيقاعية وقادرة على التعبير عن أقل خلجة من خلجات النفس المتألمة. اهتم على وجه التحديد "بالمساحة الداخلية للنفس"، وتميز أسلوبه بالخيال وحب الحكاية والخرافة واعتاد أن يصوغ شعوره بالضيق على شكل حواريات ساخرة لكي يتمكن من القضاء على هذا النوع من المشاعر.

ازدادت نشاطاته وتزايد عدد قرائه في النصف الثاني من هذا القرن. نشر العديد من الكتب الجديدة، وزاد من نشاطه الفني كرسام وأقام معارض عدة. أراد أن يمضي إلى أبعد حد في معرفة واكتشاف النفس الداخلية وكان سبيله إلى ذلك تعاطي وتجربة أنواع مختلفة من المخدرات. ولكنه أصر دائماً على أن تتم هذه التجارب تحت إشراف طبي.

أراد بالدرجة الأولى أن يعرف نفسه وقال في ذلك: "أكتب لكي أجوب مجاهل قارات نفسي، ولذلك أرسم، وأؤلف وأكتب. أتجول داخل نفسي. المغامرة هي أن تكون على قيد الحياة". لقد كتب ميشو بسبب شعوره بالضيق بالدرجة الأولى وليس للتعبير عن موهبة أو ميول أدبية. لذلك فقد قضى معظم حياته باحثاً عن هواجسه وآلامه الداخلية في محاولة منه للسيطرة عليها. فجاءت أعماله على شكل سلسلة من التجارب والمحن وفي الوقت نفسه، سلسلة من المحاولات للتغلب على هذا الشقاء، بعبارة أخرى: لطرد الأرواح الشريرة فغدت الكتابة بالنسبة إليه "الطريق المباشر من النفس إلى الأشياء".

التقت تجربته الأدبية في أحيان كثيرة مع الحركة السريالية ولكن دون أن تمتزج بها. وقد نشر نصوصاً شعرية عديدة في مجلة القرص الأخضر التي كانت تنشر أيضاً أعمالاً سريالية. مارس هنري ميشو أنواع مختلفة من الكتابة، فجرب القصيدة، والشعر المنثور، والملاحظات والسرد والقصص والمسرحيات القصيرة والألبومات المصورة. كان هذا التنوع بالنسبة إليه وسيلة يحارب بها جموده وانغلاقه على نفسه واختار لغته عنيفة ومباشرة لا تسعى إلى التجميل ونيل الإعجاب، بل إلى تعرية النفس وإزالة الأقنعة في محاولة منه لإظهار ضعف الإنسان وهشاشته. للبحث عن الحقيقة وطرد الأرواح الشريرة.

غير أن رغبته اللامحدودة في الإبحار إلى أعماق نفسه والاقتراب من مشكلة الوجود، دفعت به كما أشرنا، إلى طريق المخدرات التي تركت أثرا واضحاً في كتابات ورسوم تلك الفترة من حياته ونذكر من هذه الأعمال: /الهائج اللامتناهي (1957)، المعرفة عن طريق الهاوية(1961)، تجارب العقل الكبرى (1966). وتميزت هذه الأعمال جميعها بعطش كبير إلى المعرفة، واتخذت أشكالاً مختلفة كالمقالة أو الريبورتاج أو السرد الذي يحلل ويدرس ردود الأفعال المتضاربة للنفس والجسد في أقصى حدودهما تحت تأثير المخدر.

تميزت فترة الخمسينيات بالنسبة لميشو بتغلب الرسم على الكتابة. لأنه شعر بأن الرسم يتيح له الانعتاق من نفسه إلى درجة كبيرة ولم يتعلم تقنيات الرسم مطلقاً، لذلك بقيت رسوماته عفوية ومفاجئة وهنا تكمن أهميتها. لقد رسم ميشو انتقاماً من الكتابة "مع الرسم أشعر بأني شاب، والكتابة تشعرني بالشيخوخة". فالكلمات في سعيها إلى المعرفة تجمد الأشياء وتصوغها في قوالب ثابتة، وهي فضلاً عن ذلك لا تريح من القلق. أما الرسم فهو بمثابة عملية تطهير للغة تستعيد بواسطتها حركاتها وصورها البدائية. وقد ساعده الرسم خاصة على التخلص من قيود اللغة والتعبير عن ألمه العميق عند وفاة زوجته متأثرة بحروق شديدة على أثر حادث تعرضت له.
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
نبذة حول الشاعر: فيليب لاركن / Philip Larkin




994.jpg
فيليب لاركن

Philip Larkin (1922-1985)

ولد فيليب لاركن في مدينة كوفنتري ونشا في بيت يزخر بالكتب لاسيما في الادب الانكليزي الحديث، اذ كان والده مولعاً بقراءة الكتب واقتنائها.

وباقباله على القراءة، عقد لاركن عزمه ومنذ صباه الباكر على هدف معين وهو ان يصبح كاتباً مرموقا. وعلى الرغم من تشجيع والده فانه كان يشعر بان الجو العائلي الذي نشأ فيه يعوزه الدفء والحنان - الشيء الذي نفره من فكرة الزواج كلياً. ويذكر لاركن، انه كان يشعر بالعزلة في طفولته وعزا بعض الدارسين ذلك الى ضعف بصره والى آفة التلعثم التي لازمته حتى حوالي سن الخامسة والثلاثين، مثلما عزا البعض احساسه بالعزلة في اواخر ايامه الى صممه المتزايد.

بعد تخرجه في جامعة اكسفورد، بدأ لاركن النشر في مقتبل شبابه، ومن اعماله الشعرية: "سفينة الشمال - 1945، روايتان في العامين التاليين وهما: "جيل" و"فتاة في العشرين"، وهذه الاصدارات لم تلفت انتباه النقاد اليها إلا بعد مضي سنوات وذلك عندما واتته الشهرة لاحقا مع صدور ديوانه "الاقل انخداعاً - 1955" و"افراح عيد العنصرة - 1964" و"نوافذ عالية - 1974".

يعتبر فيليب لاركن شاعراً مقلاً، ويرى معظم النقاد ان شعره من اجود ما انتجه القرن العشرون، وقد نشر لاركن اضافة الى اعماله تلك، كتاباً عن موسيقى الجاز - 1970، وآخر في النقد الادبي - 1983، وهو يعترف بانه كان في بداية حياته شديد التأثر بوليم بتلرييتس وبالذات بنتاجه الرمزي الرومانتيكي.

وظل طوال مراحل تطوره يهتم بموسيقى الشعر عامة، وان كانت الموسيقى الحالمة التي تميز نتاجه المبكر بل كان يشوبها من النشار المقصود. اما في ديوانه، "الاقل انخداعاً -1955"، فنجد اختفاء الاسى والحزن ليحل محلهما عالم واقعى بالغ التحديد واقرب في دقائقه الى الحياة اليومية في انكلترا وباسلوب تعبير شديد التركيز ومحاولة لمجابهة الحياة بما فيها من قسوة والم ونزاهة وصدق وبدون اللجوء الى الاوهام والخداع، والسبب في ذلك تأثره الكبير بالشاعر توماس هاردي.

لم يكن لاركن يحس بالفشل نتيجة احساسه المبكر بعدم تقدير الجمهور لانتاجه الادبي المبكر فحسب، وانما كان يشعر بالفشل في علاقته بالنساء، والاحباط، في شعره، هو سمة العمر كله: حاضره، مستقبله وماضيه، وهو يلمح بذلك الى وعيه بمشاكله السيكولوجية نتيجة لقراءاته لفرويد وغيره.

والخوف من اقامة علاقة عاطفية تؤدي الى زواج، ناجم عن احساسه في الطفولة بافتقاره الى الحنان، وهذا الخوف من مجابهة الحياة او السعادة رافقه اقبال على الحياة والمجتمع. فهو ينشد الوحدة او العزلة ويخشاهما ايضاً.

ان مأساة لاركن هي مأساة الانسان الحديث الذي فقد الايمان وخلع عن نفسه جميع الاوهام، فلم يجد في حريته ما يعطى معنى لحياته ولا للحياة عامة، لا في تحرره من الدين ولا في حريته في علاقاته مع النساء، ويظل يبحث عن اليقين وهو يعلم ان لا يقين، وتكمن عبقرية لاركن، في التمكن من التعبير عن كل هذا في شعر محكم يستمد جزئياته من واقع الحياة اليومية بين العاطفة الجياشة والانضباط الفني بين البساطة والصدق بعيداً عن الزيف والتعقيد المتعمد
 
أعلى