الغريبة ان نجد الاخوة المسلمين متمسكين اكثر بالايات المنسوخة لتحسين صورة الاسلام امام الغرب وامام انفسهم ومنها اية التى ذكرتها الاخت نسرين لكم دينكم ولى دينى وعندما نرجع لتفسير القرطبى نجد الصاعقة وان الاية التى يتمسك بها المسلمون لكى مايعبروا بها عن مدى احترام الاسلام لحرية اعتناق الدين ورفض ارهاب الاخر انها منسوخة بأية السيف
وكان هذا قبل الأمر بالقتال , فنسخ بآية السيف .
{ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ..}{التوبة 5}.
ويتعجب المسلمون الاوصوليون من الذين يستدلون بالآيات المنسوخة لترك الارهاب (الجهاد فى المسمى الاسلامى) وهو اجبار الغير على اعتناق الدين الاسلامى يأما القتل
ولكن لو رجعنا لكلمة الله سنجد انه حذرنا من الانبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان وهى (لكم دينكم ولى دينى) ولكنهم ذئاب خاطفة (سورة التوبة التى نسخت اكثر من 65% من ايات القرأن ) من ثمارهم تعرفونهم
الله المستعان
عزيزي كان المتقدمون (السلف) من العلماء يريدون بالنسخ ما قد يسميه المتأخرون تخصيصا للعام أو تقييدا للمطلق، أو تفسيرا للمجمل، أو غير ذلك، ولا يعنون به (رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر).
وهذا ما نبه عليه المحققون من أمثال الإمام ابن القيم الحنبلي، والإمام الشاطبي المالكي، وهذا في المغرب، وذاك في المشرق.
يقول الإمام ابن القيم: "ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ، رفع الحكم بجملته تارة، وهو اصطلاح المتأخرين، ورفع دلالة العام والمطلق وغيرها تارة، إما بتخصيص عام أو تقييد مطلق، وحمله على المقيد وتفسيره وتبيينه، حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخا، لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد، فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو بيان المراد بغير ذلك اللفظ، بل بأمر خارج عنه، ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يحصى، وزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحدث المتأخر".
ويقول الإمام أبو إسحاق الشاطبي: "الذي يظهر من كلام المتقدمين أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين، فقد كانوا يطلقون على تقييد المطلق نسخا، وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخا، وعلى بيان المبهم والمجمل نسخا. كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل متأخر نسخا، لأن جميع ذلك مشترك في معنى واحد".
و ايضا للشيخ العلامة بن الباز كلام نفيس في كتابه فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد عن معني مصطلح النسخ عند المتقدمين
هذا اولا
ثانيا كيف يعرف النسخ و ماهي شروطه لقبوله
نقل السيوطي في إتقانه عن العلامة ابن الحصار قوله: "إنما يرجع في النسخ إلى نقل صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن صحابي يقول: آية كذا نسخت آية كذا".
و قول الصحابي: آية كذا نسخت آية كذا، فلا بد لقبوله من ثلاثة شروط:
الأول: أن يصح سنده عن الصحابي.
الثاني: ألا يكون قاله باجتهاد منه، ظنًا منه أن الآية معارضة للآية الأخرى، وقد لا يسلم له بذلك، فهو يكون رأيا منه يعارض برأي غيره.
الثالث: ألا تكون كلمة النسخ جارية على مفهوم المتقدمين، وهو ما يشمل: تخصيص العام، وتقيد المطلق، وتفصيل المجمل، والاستثناء والغاية وغيرها. فكثير من المتقدمين يقولون: آية كذا نسخت آية كذا، ولا يقصد بذلك ما يقصده المتأخرون بكلمة النسخ،
فلم يكن هذا الاصطلاح قد استقر عندهم، كما استقر عند من بعدهم، وهو: رفع حكم شرعي بدليل متأخر
قال: "وقد نحكم به عند التعارض المقطوع به، مع علم التاريخ، لنعرف المتقدم والمتأخر".
قال: "ولا يعتمد في النسخ قول عوامّ المفسرين، بل ولا اجتهاد المجتهدين من غير نقل صحيح، ولا معارضة بيّنة، لأن النسخ يتضمن رفع حكم، وإثبات حكم تقرر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. والمعتمد فيه: النقل والتاريخ، دون الرأي والاجتهاد".
ثالثا ننظر لما قاله القرطبي
وَكَانَ هَذَا قَبْل الْأَمْر بِالْقِتَالِ , فَنُسِخَ بِآيَةِ السَّيْف . وَقِيلَ : السُّورَة كُلّهَا مَنْسُوخَة . وَقِيلَ : مَا نُسِخَ مِنْهَا شَيْء لِأَنَّهَا خَبَر . وَمَعْنَى " لَكُمْ دِينكُمْ " أَيْ جَزَاء دِينكُمْ , وَلِيَ جَزَاء دِينِي . وَسَمَّى دِينهمْ دِينًا , لِأَنَّهُمْ اِعْتَقَدُوهُ وَتَوَلَّوْهُ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَكُمْ جَزَاؤُكُمْ وَلِيَ جَزَائِي ; لِأَنَّ الدِّين الْجَزَاء
قيل انها منسوخة و قيل مانسخ شئ ولا يوجد جزم علي النسخ و الصحيح انها لم تنسخ ومعظم المفسرين لم يقولوا بالنسخ
تفسير ابن كثير
قَالَ لَهُمْ الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين " كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَإِنْ كَذَّبُوك فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَل وَأَنَا بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ " وَقَالَ" لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ " . وَقَالَ الْبُخَارِيّ يُقَال " لَكُمْ دِينكُمْ " الْكُفْر " وَلِيَ دِين " الْإِسْلَام
تفسير الطبري
وَقَوْله : { لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لَكُمْ دِينكُمْ فَلَا تَتْرُكُونَهُ أَبَدًا , لِأَنَّهُ قَدْ خُتِمَ عَلَيْكُمْ , وَقُضِيَ أَنْ لَا تَنْفَكُّوا عَنْهُ , وَأَنَّكُمْ تَمُوتُونَ عَلَيْهِ , وَلِيَ دِين الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ , لَا أَتْرُكهُ أَبَدًا , لِأَنَّهُ قَدْ مَضَى فِي سَابِق عِلْم اللَّه أَنِّي لَا أَنْتَقِل عَنْهُ إِلَى غَيْره . 29565 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْل اللَّه : { لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين } قَالَ : لِلْمُشْرِكِينَ ; قَالَ : وَالْيَهُود لَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه وَلَا يُشْرِكُونَ , إِلَّا أَنَّهُمْ يَكْفُرُونَ بِبَعْضِ الْأَنْبِيَاء , وَبِمَا جَاءُوا بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه , وَيَكْفُرُونَ بِرَسُولِ اللَّه , وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه , وَقَتَلُوا طَوَائِف الْأَنْبِيَاء ظُلْمًا وَعُدْوَانًا , قَالَ : إِلَّا الْعِصَابَة الَّتِي بَقُوا , حَتَّى خَرَجَ بُخْتُنَصَّرَ , فَقَالُوا : عُزَيْر اِبْن اللَّه , دَعَا اللَّه وَلَمْ يَعْبُدُوهُ وَلَمْ يَفْعَلُوا كَمَا فَعَلَتْ النَّصَارَى , قَالُوا : الْمَسِيح اِبْن اللَّه وَعَبَدُوهُ . وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَقُول : كَرَّرَ قَوْله : { لَا أَعْبُد مَا تَعْبُدُونَ } وَمَا بَعْده عَلَى وَجْه التَّوْكِيد , كَمَا قَالَ : { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا } , 94 5 : 6 وَكَقَوْلِهِ : { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْن الْيَقِين } . 102 6 : 7 آخِر تَفْسِير سُورَة الْكَافِرُونَ
تفسير السعدي
{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } .
سلام