† تـــأمـــــــــــلات ميــــــلاديــــــــــــة †

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تسبحة العذراء مريم
Virgin-Mary-Wallpapers-1503.jpg

فقالت مريم: تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى اتضاع أَمَتِهِ. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني ( لو 1: 46 - 48)
لقد قبلت المطوّبة مريم بإيمانها، وتصديقها البسيط، تشريف السماء لها. وأعلنت استعدادها ليعمل الله بها كما يريد. فقالت للملاك: «هوذا أنا أمَة الرب. ليكن لي كقولك» ( لو 1: 38 ). لقد أنعم الله على المطوّبة مريم، وهي آمنت. وهكذا دائمًا عطايا الله للإنسان: إنها مقدمة بالنعمة من جانب الله، وتُقبل بالإيمان من جانب الإنسان.

وما أجمل أن تتميز تلك الفتاة الطوباوية بروح التسبيح والشكر. أ لم تُميّز تلك الروح عينها داود في العهد القديم، وبولس في العهد الجديد؟ فأنت نادرًا ما تقرأ كتاباتهما، إلا وتسمع نغمة الحمد والشكر والتسبيح لله! هكذا هنا نسمع من فم المطوَّبة الحمد لله على نعمته عليها شخصيًا، أن يأتي منها النسل الموعود. كما لم تنسَ أن تُشيد بأمانة الرب لوعوده القديمة ... قالت المطوّبة مريم:

«تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي». ومع أنها أم المخلِّص بحسب الجسد، لكنها تغنت بالله مخلصها، معترفة أنها هي شخصيًا بحاجة إلى خلاصه.

«لأنه نظر إلى اتضاع أمته». ورغم الامتياز الذي أعطاه الله لها، فإنها لا تنسى أصلها، فتتحدث عن اتضاعها. والاتضاع والوداعة هما اللذان يقدّرهما الله، أكثر من أي شيء آخر ( 1بط 3: 4 ). قال أحدهم إن مسيحية الإنسان تُقدّر بمقدار وداعته وتواضعه. ليس الكل أغنياء، ليس الكل متعلمين، وليس الكل أصحاب مواهب. لكن كل أولاد الله يجب أن يتسربلوا بالتواضع.

«لأن القدير صنع بي عظائم». أ ليس حَبَل عذراء لم تعرف رجلاً هو إحدى العظائم؟ ثم أن يأتي منها المسيح مخلص العالم، أ ليس هو أيضًا من ضمن العظائم؟

«ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه». لقد كان لها خبرة بسابق معاملات الله مع شعبه. وكم هو جميل أن ندرس التاريخ المقدس، سواء تاريخ الشعوب أو الأفراد، لنخرج بالدرس والعِبرة. تُرى ما هي العبرة التي خرجت بها المطوّبة مريم؟ لقد أدركت أن التقوى، وهي شيء داخلي لا يراه البشر، يقدّرها الله جدًا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
يسوع .. يخلص

Apr98.jpg

إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك.. فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 20 ، 21)
لم يُزِل كلام الملاك الشكوك من يوسف فحسب، بل تضمّن أيضًا بشارة سارة عن القصد الإلهي من مولد هذا المولود العجيب.

لاحظ القول: «تدعو اسمه يسوع»ثم يقول: «ويدعون اسمه عمانوئيل» (ع23). فالاسم الذي سيُعطي له عند مولده هو يسوع. ثم بعد ذلك سيُدعى عمانوئيل.

وماذا يعني الاسم: «يسوع»؟ إن اسم يسوع يعني: "الرب المخلص". ويضيف الملاك قائلاً: «لأنه (أي ذلك المولود) يخلص شعبه من خطاياهم».

هلا لاحظت المعنى المتضمّن هنا في قول الملاك؟ إن اسمه الرب المخلِّص، لأنه يخلِّص. أ ليس هذا معناه بكل وضوح أنه هو نفسه الرب؟!

واسمه الثاني «عمانوئيل» أي الله معنا. أ ليس هذا أيضًا معناه أنه هو الله؟ لقد قَبِل أن يتجسد ويصير إنسانًا كيما يخلصنا، فيمكننا إذ ذاك أن نقترب إليه ونكون في علاقة معه.

ومن أي شيء يخلِّص ذلك المولود العجيب شعبه؟ إنه لا يخلصهم من الألم أو المضايقات في العالم الآن، كلا، بل إنه يخلِّص شعبه من خطاياهم، تلك الخطايا التي هي سر كل التعب الآن، والعذاب فيما بعد. سر الانفصال الحاضر عن الله، والطرح بعيدًا عن محضره إلى أبد الآبدين. نعم لهذا جاء المسيح؛ لكي يخلِّص شعبه من خطاياهم.

لقد قال هو بفمه الكريم «لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليَخلُص به العالم» ( يو 3: 17 ). وعنه تَرِد تلك الكلمات العظيمة «صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة» ( 1تي 1: 15 ).

ثم أنه إذ يخلّص شعبه من خطاياهم، يمكنه إذ ذاك أن يكون معهم. إنه أولاً يسوع. أولاً مخلص، وبعد ذلك عمانوئيل: الله معنا. فما لم يخلِّص شعبه أولاً لا يمكنه أن يكون معهم، أو بالحري لا يمكنهم هم أن يكونوا في علاقة معه.

الاسم الأول «يسوع» يحدثنا عن حقيقة الخلاص. والاسم الثاني «عمانوئيل» يحدثنا عن نتيجة الخلاص.

عزيزي .. إن خلاص الله الذي أتمَّه المسيح على الصليب، هو عطية النعمة الإلهية مقدمة لك بالإيمان، فاقبلها الآن.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تجسُّد ابن الله

sm011004.jpg


+ «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان منذ الأزل عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان... والكلمة صار جسداً وحلَّ فينا ورأينا مجده، كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمةً وحقّاً» (يو 1:1-14،3 - عن الترجمة القبطية).

هكذا يُعلِن القديس يوحنا البشير الأخبار المُفرحة، فينطق باللاهوت في السطور الأولى من إنجيله.

وتضع الكنيسة الأرثوذكسية هذه الآيات في رأس صلواتها (في صلاة باكر، وفي إنجيل باكر ليلة الميلاد وغيرها) كتعبير عن وكتمهيد لصلواتها وقراءاتها وليتورجيتها.

+ «عظيمٌ هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد» (1تي 16:3).

فالله غير المنطوق به، غير المحدود، غير المنظور، غير المدرَك، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس؛ صار إنساناً.

فهو الإله/الإنسان، الرب يسوع المسيح، الذي سكن وسط البشر على الأرض.

إن البشارة بالتجسُّد الإلهي، بصيرورة ابن الله إنساناً، تُشكِّل مضمون بشارة ابن الله نفسه لليهود أولاً، ثم مضمون الرسالة الإنجيلية للأخبار المُفرِحة التي أعلنها الرسل القدِّيسون للعالم، وهي مضمون وجوهر الأربعة الأناجيل والرسائل الرسولية، وهي أساس المسيحية، وقاعدة تعليم الكنيسة في كل الأجيال.

الرب يسوع المسيح ابن الله الوحيد:

الأخبار المُفرحة للإنجيل هي الأخبار السارة عن تجسُّد ابن الله الذي صار إنساناً، إذ نزل من السماء إلى أرضنا هذه.

إن الإيمان بيسوع المسيح أنه ابن الله، هو الأساس الراسخ أو ”الصخرة“ التي بُنيت عليها الكنيسة، كما أفصح رب المجد بكلماته: «على هذه الصخرة أبني (سأبني) كنيستي» (مت 18:16). وبنفس هذه الأخبار السارة افتتح القديس مرقس الإنجيلي إنجيله: «بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله» (مر 1:1). وكما بدأ القديس يوحنا الإنجيلي إنجيله، هكذا يختمه: «وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو 31:20).

وكل هذه الشهادات نبعت من أصل واحد وهو مضمون بشارة الملاك جبرائيل إلى العذراء القديسة مريم: «القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن الله» (لو 35:1).

وفي معمودية المخلِّص صار صوت من السماء هكذا: «هذا هو ابني الحبيب»، ونفس هذه الشهادة من الآب سُمِعَت في لحظات التجلِّي: «هذا هو ابني الحبيب» (مت 17:3؛ 5:17).

أما بطرس الرسول فقد اعترف: «أنت هو المسيح ابن الله الحي» (مت 16:16)، وعلى هذه الشهادة بُنيت الكنيسة، وصارت هي صخرة الاعتراف بالمسيح ابن الله، وفي الوقت نفسه مضمون كل كرازة وبشارة الكنيسة.

والرب يسوع المسيح نفسه شهد عن نفسه بأنه ابن الله الآب: «كل شيء قد دُفِعَ إليَّ من أبي، وليس أحد يعرف الابن إلاَّ الآب، ولا أحد يعرف الآب إلاَّ الابن، ومَن أراد الابن أن يُعلِن له» (مت 27:11). وهنا يشهد المسيح أيضاً عن نفسه أنه الابن الوحيد لله الآب.

الرب يسوع المسيح هو الابن الوحيد:

ولئلا يُظَن أن كلمة ”ابن الله“ هي وصفٌ عَرَضيٌّ للمسيح، فقد قرنت الأسفار المقدسة بها كلمة ”"الابن الوحيد" - "هومونوجينيس ho-mono-genis"“ أي الابن الوحيد المولود من الآب: «والكلمة صار جسداً وحلَّ فينا ورأينا مجده، كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمةً وحقّاً» (يو 14:1)، و«الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» (يو 18:1).

ثم يُقرِن إنجيل يوحنا التجسُّد بالفداء من الموت، وهو سبب التجسُّد:

+ «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 16:3).

وهو ابن الله الحقيقي:

وكذلك تصف الأسفار المقدسة المسيح بأنه الابن الحقيقي لله الحقيقي:

+ «ونعلم أنَّ ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية» (1يو 20:5).

الرب يسوع المسيح هو الابن ”الخصوصي“ لله، أي الوحيد من جهة مساواته في الجوهر أو من نفس الجوهر الذي لله:

ويستخدم الوحي كلمة idion اليونانية ليُعبِّر عن العلاقة الخصوصية لابن الله مع الآب: «الذي لم يشفق على ابنه (”الخصوصي“ idion)، بل بذله لأجلنا أجمعين» (رو 32:8). فهو ابن الله بالطبيعة من ذات جوهر الآب، وذلك تمييزاً له عن البنوَّة الإلهية التي منحها الله للمؤمنين الذين قبلوا ابن الله، التي هي بحسب وصف آباء الكنيسة: ”أبناء بالتبنِّي“، و”بُنوَّة بالنعمة“.

وهذا الابن الوحيد لله هو الإله الحق، حتى وهو في الجسد: «ومنهم (أي من بني إسرائيل) المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهاً مُباركاً إلى الأبد. آمين» (رو 5:9).

وهكذا يظل ملء اللاهوت في بشرية المسيح: «فإنه فيه يحلُّ كل ملء اللاهوت جسدياً» (كو 9:2).

وقد ثبَّت المجمع المسكوني الأول في نيقية (سنة 325م) هذا الحق الإلهي بالكلمات الواضحة الملهمة في قانون الإيمان المُعتَبَر أنه أساس الإيمان المسيحي: ”نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر“.

لماذا تجسَّد ابن الله؟

دافع وحتمية التجسُّد:

إن الوحي الإلهي يُعلن بوضوح بأن دافع التجسُّد ينبع من صفتين جوهريتين في الله، وهما: 1. الصلاح والأمانة؛ 2. المحبة الإلهية التي هي من صميم طبيعة الله: ”الله محبة“ (1يو 16:4).

وهاتان الصفتان هما اللتان كانتا الدافع الأول للخلقة الأولى للإنسان، وصارتا أيضاً الدافع للخلقة الثانية الجديدة للإنسان.

وكما كان ابن الله، صورة الله الجوهرية، هو الذي به خُلق الإنسان أولاً؛ هكذا صار هو الذي به خلق الله الإنسان جديداً بالتجسُّد.

أما الحتمية فكانت علينا نحن البشر وليس على الله(1): ”نحن الذين نحتاج إلى الإله المتجسِّد لكي يُحيينا بموته بالجسد“، كما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي.

فاحتياجنا للخلاص قابلته محبة الله الفائقة للبشرية: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 16:3).

ويقول القديس غريغوريوس اللاهوتي:

[كان ضرورياً أن يتقدَّس الإنسان ببشرية الإله المتجسِّد، حتى إذا اندحر الطاغي (الشيطان) يُطلقنا الآب أحراراً ويُعيدنا إليه ثانية بتوسُّط ابنه، وكل هذا لمجد الله الآب صانع تدبير الخلاص](2).

والقديس غريغوريوس لا يرى في تدبير الله للخلاص أي شيء آخر غير لطف الله ورحمته وصبره كخالق مُحِب لا يشاء أن يرى خليقته تضيع منه(3).

وهكذا نرتِّل دائماً هذه الترنيمة في التسبحة اليومية ونحن فرحون من تحنُّنه: افرحـوا وتهلَّلوا يـا جنس البشر لأنـه هكذا أحب الله الـعـالـم حتى بذل ابنه الحبيب عن المؤمنين به لكـي يحــيــوا إلى الأبـــد لأنـــه غُـلـِبَ مِــن تحنُّـنه وأرســـل لـنـا ذراعـه العالية (ثيئوطوكية الاثنين)
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عيد ميلاد الاتضاع

jesus20birthjpgcw7.jpg

يشير الكثيرون من الأتقياء إلى ميلاد المسيح في مذود في بيت لحم بأنه ميلاد الاتضاع الإلهي. فقد وُلد في مأوى (إسطبل) الحيوانات خارج المنزل «إذ لم يكن لهما موضع في المنزل» (لو 2: 7)، وُلد في مذود لإطعام البهائم. وحينما أراد الرب يسوع أن يشرح كيف يمكن لأحد أن يحمل النير ويتبعه، قال لهم: «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم».
ونادراً ما يكتشف المسيحيون كيف أن تواضع ووداعة الرب يسوع هما اللذان بهما رَسَمَ الطريق لنا كيف نحيا حياتنا كل يوم. لقد ابتدأ الرب حياته على الأرض في اتضاع ووداعة، وظلَّت حياته كلها في اتضاع ووداعة حتى الصليب، الذي كان هو قمة اتضاعه ووداعته، كما ذكر الإنجيل: «فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع... حيث صلبوه» (يو 19: 18،17).

والتواضع هو الطريق الذي يجب أن يسلك ويعيش فيه المسيحي. ونحن لا يمكننا أن نقبل المسيح والإيمان به إلاَّ من خلال الوداعة والاتضاع («طوبى للمساكين بالروح»، «طوبى للودعاء»، «إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد...»، «فمن وضع نفسه مثل هذا الولد»، «وتسربلوا بالتواضع... فتواضعوا تحت يد الله القوية» - مت 5،3؛ 18: 4،3؛ 1بط 5: 6،5).

وقد وضع الإنجيل أمامنا مثال المسيح في التواضع، كيف وضع نفسه فمجَّده الله (في 2: 9،8). لذلك فإن الفرح والقوة المتدفِّقين من التواضع، هما سر حيوية المسيحي في حياته اليومية.

قد يبدو هذا التعليم سهلاً وواضحاً. ولكن المشكلة أننا لكي نفهم التواضع لابد أن نكون على درجة كبيرة من التواضع! حتى أنه لابد أن نقاوم الكبرياء الذي ينجم عن مناقشتنا وكلامنا الكثير عن التواضع.

فنحن في كلامنا عن التواضع نقف على أرضية زلقة، لأن التواضع لا يمكن البلوغ إليه مباشرة بالكلام. لأن سُمَّ الكبرياء، إذا ما انتبهنا إليه، يجعلنا نبدأ في ملاحظته (الكبرياء) فيمَن حولنا، أي بين أصدقائنا ورفقائنا في العمل وفي ما يُنشر في الجرائد من لهجات تهكُّمية أو صاخبة، أو في روَّاد وقادة الأنشطة المدنية والثقافية والسياسية، الذين لا يمكن أن يعترفوا بضعفهم أو إخفاقاتهم، أو بما يُصيب الكثيرين في نطاق عائلاتنا وعملنا اليومي من حسد، وافتخار، وعطف على الذات.

لكن الاتضاع لا يأتي إلينا عن هذا الطريق، حتى إذا لاحظنا في أنفسنا أدنى تغيُّر في أذهاننا نحو الاتضاع، ففي الحال نقع في الاعتداد بالذات، وهذا هو الكبرياء مُغلَّفاً بالاتضاع. فالاتضاع مثل طفل خجول، فإن بدأنا في التكلُّم عنه، يُغادرنا!

فالاتضاع ليس في أن تُفكِّر في نفسك قليلاً، بل أن تضع نفسك في موضع الأقل أو أقل من الأقل. فحينما قال المسيح مَثَل ”المتَّكأ الأخير“ (مت 14: 10)، أخذ البعض يقفون في آخر صف في الكنيسة، وصاروا يحسون أنهم بهذا قد بلغوا الاتضاع. فقال أحد الآباء الروحانيين: إن المقصود أن نقف في ما هو خلف المتَّكأ الأخير! قاصداً بهذا أن نلغي من فهمنا المعنى الحرفي للآية التي جعلت مثل هؤلاء ينتظرون أن يأتي مَن يدعوهم إلى المتَّكأ الأول: «يا صديق، تعالَ وارتفع إلى فوق» (لو 14: 10). لذلك قال القديس مار إسحق السرياني: ”الذي يتضع لكي يُكرمه الناس، الله يفضحه“.

لهذا، فالسعي يجب أن لا يكون مباشرة لهدف الاتضاع، بل في أن نتعود على عدم الانتباه للنفس: ماذا نفعل؟ وكيف نُعامَل؟ وبدلاً من ذلك أن تكون حياة الإنسان هي: ”الشكر على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال“. إنه نسيان الذات المبارك، وتذكُّر وشُكر الله على نِعَمه وإحساناته لنا كل يوم.

والاتضاع يكمن، لا في الثقة التي نضعها فيما نفعله، بل في الثقة في المحبة التي أظهرها لنا الله في المسيح (رو 3: 22-24). فكلما وضعنا ثقتنا في الله، وسلَّمنا حياتنا ليديه تسليماً كاملاً، وقَبِلْنا كل شيء – رديئاً أو جيداً – بهذا الاعتبار أننا في يديِّ الله؛ كلما قادنا هذا إلى عدم الانتباه إلى أنفسنا في كل وقت: ماذا نفعل؟ وكيف نتصرَّف؟

إن خلاصنا الأبدي لم يكن ممكناً أن يتم بأقل من موت المسيح على الصليب من أجلنا. كان لابد أن يموت المسيح من أجلنا. لكن محبته كانت شديدة جداً من نحونا، حتى أنه احتمل الصليب ورَضِيَ بالموت من أجلنا، مستهيناً بالخزي. كل ذلك من أجل السرور الموضوع أمامه الذي هو خلاصنا (عب 12: 2).

وكلما وضعنا هذه الصورة لاتضاع ووداعة المسيح من أجلنا، كلَّما تحوَّلت حياتنا من الداخل، ودون أن نحسَّ أو نلاحِظ، نقترب شيئاً فشيئاً من تواضع المسيح ووداعته.

? إن ما يفسد جهادنا الروحي، هو أننا نلجأ إلى الكلمات التي نظن أنها هي التي تُدخِلنا إلى الاتضاع. فقد طلب أحد الآباء في البرية من تلميذه أن يقوم بعملٍ ما، فطأطأ التلميذ رأسه وردَّ على مُعلِّمه: ”لستُ مستحقاً يا أبي أن أقوم بهذا العمل“. وبعد أيام كثيرة نَسِيَ فيها الاثنان هذا الموقف، لاحظ الأب أن هذا التلميذ قد أتى عملاً يستحق عليه المراجعة. فلما راجعه، تقول القصة في كتاب ”بستان الرهبان“ أن وجه التلميذ ”احمرَّ كالليث“، أي غضب من مراجعة الأب له. فذكَّره الأب بما قاله من أيامٍ كأنه اتضاع، والآن انكشف أنه كان بالكلام فقط.

وهذا الأسلوب شائع في المجال الديني، أي استخدام ألفاظ التواضع، ظانّاً مَن يستخدمها أنها هي التي تُدخِلنا إلى التواضع. لكن العلاج كامنٌ في كلمات المسيح حينما قرن ”التواضع“ بـ ”الوداعة“. فالوداعة تتميَّز بالبساطة، وبتلقائية التصرُّف الطبيعي. فكلما انطبعت الوداعة على سلوكنا، كلما انساب التواضع في حياتنا دون أن ندري أو نحس، فلا نقع في الكبرياء.

? ومن بين مظاهر الكبرياء المغلَّف بالتواضع، حينما يحس الإنسان في نفسه بازدياد المعرفة الروحية أو بإتيان أعمال مجيدة؛ فإن ذلك ينعكس على الرغبة في التغلُّب على الآخرين في المجادلات. فإذا انعكست الوداعة على حياتنا، فستكون حاجزاً منيعاً ضد هذا الكبرياء المغلَّف بالتواضع.

? والوداعة تدخل ضمن ثمار الروح القدس، كما وردت في رسالة غلاطية 5: 23. فالحياة الممتلئة بالروح لابد أن تظهر فيها ثمرة ”الوداعة“ ومعها ”طول الأناة“ و”اللطف“، وهذه الثلاث ثمار هي التي تحمي التواضع من الانزلاق على أرضية التواضع الزلقة، التي قد تقود إلى الكبرياء المُهلك.

? وحينما نقبل كلمة الله في الإنجيل ونتأملها ونستوعبها، فإنها تدخل عميقاً في قلوبنا وعقلنا وفكرنا، حتى أنها تقودنا لنبدأ أن نعيش الإنجيل تلقائياً، دون أن نحس أننا عملنا برّاً؛ فنسمع صوت المسيح القائل: «متى فعلتم كل ما أُمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطَّالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا» (لو 17: 10).

وهذا هو لُبُّ التواضع. وهذا هو عيد ميلاد الاتضاع.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
رفض المسيح
bethlehmuq8.jpg

أين هو المولود ملك اليهود .... فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه ( مت 2: 2 ،3)
إنه لأمر خطير جداً أن الناس لا يقبلون المسيح مع أنهم في أشد الحاجة إليه. وشهادة المجوس لهيرودس قد أثبتت صدق هذه الحقيقة منذ بداية تجسد ابن الله حيث كان مرفوضاً وغير مرغوب فيه.
لقد سأل المجوس: "أين هو..:؟" "فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه". هل كان المسيح مرغوباً فيه من هيرودس؟
وهل كان الكتبة يريدونه؟ وهل رغب فيه الناس في ذلك الحين؟ الإجابة على هذه الأسئلة:
كلا. أما كان يجب أن أولئك الناس يفرحون عند سماعهم هذه الأخبار؟
أما كان يجب أن توجد عندهم رغبة ليعرفوا أين هو؟ ومَنْ هو؟ يا للأسف!
لم يكونوا مستعدين لقبوله، بل كان لديهم الاستعداد لأن يقولوا "غير مرغوب فيه".

إذا كان أحد القرّاء لم يقبل المسيح بعد، دعني أقول له: إنك يوماً ستحتاج أشد الحاجة إلى المسيح ولكنك لن تناله، ستتلهف على الاقتراب منه كالمخلص ولكنك لن تستطيع حينئذ.
ودعني أسألك: هل الأخبار عن المسيح تزعجك الآن؟ إذاً فأنت مثل هيرودس "فلما سمع هيرودس ... اضطرب".

يا ليتك تضطرب بخصوص نفسك ثم تسأل من كل قلبك "ماذا أفعل لكي أخلص؟". وفي هذه الحالة يجدر بك أن تصغي إلى الكتاب المقدس.

لقد أصغى هيرودس للكتاب المقدس، ولكن ليس لكي يخلص، بل في انزعاجه "جمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية. لأنه مكتوب بالنبي ...".

إنه من الأمور الهامة جداً أنك عندما تريد معلومات ثابتة صحيحة، أن تقصد الكتاب المقدس فهو الحق. وحتى هيرودس الفاجر كان عليه أن يستقي معلوماته منه. ومن أين يمكن للناس أن يحصلوا على النور الحقيقي إلا من الكتاب المقدس.

ومع أن الكهنة والكتبة قد عرفوا كتبهم حرفياً، إلا أنهم لم يعرفوا ذاك الذي شهدت عنه تلك الكتب، فأجابوا سؤال الملك حالاً عن الموضع الذي يولد فيه المسيح، أما ذاك الذي ولد فلم يعرفوه - دلّوا الآخرين عليه دون أن يذهبوا هم إليه.

وهكذا نكون نحن أيضاً إن كنا نعلِّم الآخرين بكلمة الله ونحن غير سالكين فيها.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
خطة الله الواضحة للخلاص

صديقي العزيز: اسمح لي أن اوجه اليك أهم سؤال بل الأهم في الحياة. و اعلم أن على جوابك عن هذا السؤال يتوقف مصيرك الأبدي. أما السؤال فهو: هل أنت مخلص؟ لا أقصد بذلك مدى صلاحك، و لا ان كنت عضوا في كنيسة ما، بل! هل أنت مخلص؟ هل أنت متأكد من انك ستؤخذ الى السماء حين تموت؟

يقول الله انك يجب أن تولد ثانية لكي تذهب الى السماء. هذا ما قاله الرب يسوع لنيقوديموس، حسب يوحنا 3: 7 "يجب أن تولدوا من فوق."

يقدم لنا الله في الكتاب المقدس خطته عن كيف نولد ثانية، و التي تعني كيف نخلص, خطته بسيطة! و يمكنك أن تخلص اليوم! كيف؟

أولا، يجب ان تدرك يا صديقي، بأنك خاطيء. "اذ الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله ." (رومية 3: 23) ولأنك خاطيء فأنت محكوم عليك بالموت. "لأن أجرة الخطية هي موت" (رومية 6: 23) و هذا يعني الانفصال عن الله الى الأبد في الجحيم.

"...وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" (عب 9: 27) و لكن هكذا أحبك الله حتى بذل ابنه الوحيد، يسوع، ليحمل خطيتك و يموت بدلا عنك.

"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية (أي يسوع) خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله." (2 كورنثوس 5: 21)

كان على يسوع ان يسفك دمه و يموت. "لأن نفس الجسد هي في الدم." (لاويين 17: 11) "...و بدون سفك دم لا تحصل مغفرة." (عب 9: 22)

"و لكن الله بين محبته لنا لأنه و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا." (رومية 5: 8)

مع اننا لا نقدر أن نفهم ذلك، لقد قال الله أن خطاياي و خطاياك قد وضعت على يسوع حين مات بدلا عنا. لقد أصبح بديلا عنا. هذا صحيح. و حاشا لله أن يكذب.

صديقي العزيز: ان "الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا." (أعمال 17: 30)

هذا التوبة تعني تغيير الفكر واعتراف الشخص لله مقرا بأنه خاطي، و أيضا يقبل ما فعله يسوع لأجله على الصليب.

سجان فيلبي حسب اعمال 31 و 16: 30. سأل بولس و سيلا قائلا: "يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ فقالا آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص..."

آمن به بكل بساطة على أنه هو الذي حمل خطيتك، و مات بدلا عنك، و دفن و أقامه الله من الأموات.

ان قيامته بقوة تؤكد ان بإمكان المؤمن ان يطالب بحقه في الحياة الأبدية حين يقبل يسوع مخلصا له.

"و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 1: 12)

"لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص." (رومية 10: 13) و كلمة كل من تشملك أنت أيها القاريء العزيز بالذات، و كلمة يخلص تعني، ليس ربما ولا يمكن، بل حتما يخلص.

بكل تأكيد، أنت تدرك بأنك خاطيء، الآن و حيثما كنت، ارفع قلبك بتوبة صادقة الى الله بالصلاة.

نقرأ في لوقا 18: 13 عن خاطيء صلى قائلا: "اللهم ارحمني انا الخاطيء."وهذا نزل الى بيته مبررا." بأمكانك أنت أن تصلي: "اللهم أنا اعترف بأني خاطيء، و أومن بأن يسوع كان بديلا عني حين مات على الصليب. أومن بأن دمه المسفوك وموته ودفنه وقيامته كانت كلها من أجلي. وها أنا الآن اقبله مخلصا لي، أشكرك على غفرانك لخطاياي، و على هبة الخلاص والحياة الأبدية، لأجل نعمتك و رحمتك، آمين."

تمسك بكلمة الله و اطلب خلاصه بالايمان. آمن فتخلص. لا كنيسة ولا محفل، ولا أعمال صالحة تقدر أن تخلصك. تذكر ان الله انجز الخلاص. كاملا!

خطة الله البسيطة للخلاص هي: أنت خاطيء. لذلك، ما لم تؤمن بيسوع الذي مات بدلا عنك، فانك ستقضي الأبدية في جهنم النار. ان أنت آمنت به كمخلصك الذي صلب ودفن وأقيم، فانك تنال غفران جميع خطاياك وعطيته الخلاص الأبدي بالايمان. قد تقول: بكل تأكيد ان ذلك لن يكون بتلك السهولة." نعم، بتلك السهولة! هذه حقيقة كتابية، انها خطة الله و تدبيره. آمن يا صديقي بيسوع واقبله مخلصا لك في هذا اليوم.


ان كانت خطة الله ليست واضحة تماما. اقرأ هذه النبذة مرة تلو الأخرى، دون أن تتركها، الى أن تفهمها. ان نفسك أثمن من كل العالم. "لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه!" (مرقس 8: 36)

تأكد من خلاص نفسك، ان خسرت نفسك فأنك تخسر السماء و تفقد كل شيء، لذا ارجوك! دع الله يخلصك في هذه اللحظة بالذات.

قوة الله ستخلصك، وتحافظ على خلاصك، و تمكنك من أن تحيا حياة مسيحية منتصرة. "لم تصبكم تجربة الا بشرية و لكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا."1 كور 10: 13)

لا تثق بشعورك، فالشعور يتغير. تمسك بمواعيد الله. فهي لا ولن تتغير. بعد أن ننال الخلاص توجد اشياء ثلاثة لنمارسها يوميا من اجل نموك الروحي:
صل – أي كلم الله.
اقرأ الكتاب المقدس – اي دع الله يكلمك.
اشهد – أي تكلم للأخرين عن الله.

يجب ان تعتمد بالماء طاعة لأمر الرب يسوع المسيح كشهادة علنية عن خلاصك، من ثم انصم دون تأخير الى كنيسة تؤمن بالكتاب المقدس. "فلا تخجل بشهادة ربنا..." (2 تيموثاوس 1: 8)


"فكل من يعترف بي (يشهد لي) قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات." (متى 10: 32)
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الحارسون حراسات الليل

v42ro5.jpg

وكان في تلك الكورة رُعاة مُتبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أَضاء حولهم ( لو 2: 8 ، 9)
إننا إذ نتأمل في وصف الكتاب لهؤلاء الرعاة، سنجد ما يوضّح لنا أسباب اختيار الله لهم بالذات لإعلامهم بقصد الدهور، ومُشاركتهم لأسرار العلي. فلقد كان هؤلاء:

(1) رُعاة: والراعي الحقيقي يتميز بكمال القلب ومهارة اليد، ويعمل جاهدًا على إطعام قطيعه وحمايته. والأمة اليهودية في ذلك الوقت بالذات كانت تعاني من كثرة الرعاة الذين يرعون أنفسهم ولم يُشفقوا على الرعية. وإذ انعدمت الأحشاء الرعوية في الرعاة الدينيين للأمة، كان هناك وميض لهذه الأحشاء يبزغ من أحشاء هؤلاء الرعاة المُتبدّين. فلقد كانوا في تعب وكد يسهرون ليلاً ويتعبون نهارًا لخير قطيعهم، فصاروا هم أول مَنْ أُعلن لهم مجد الله.

(2) مُتبدين: تأتي كلمة مُتبدين a biding بمعنى ثابتين أو مستمرين، فرغم صعوبة الرعاية من شمس حارقة بالنهار وبرد قارس بالليل، ورغم ندرة المراعي والاحتياج الدائم للتنقل والترحال، إلا أنهم لم يكلِّوا ولم يتركوا الغنم، بل ظلوا ثابتين على طريقهم في صبرٍ وطول أناة، ومستمرين في عطائهم رغم كل الظروف والمُحبطات. نعم إلى هؤلاء فقط يعلن الله ذاته، إلى الراسخين وغير المتزعزعين.

(3) يحرسون: تأتي كلمة يحرسون keeping watch بمعنى يراقبون، يشاهدون، يلاحظون، ونرى فيهم مَنْ هم نظّار في كنيسة الله. فلهم العيون المفتوحة لملاحظة الضعيف، ولهم النظرة الثاقبة لمراقبة الخطر القادم على الرعية. فإلى هؤلاء الساهرين المراقبين يفتح الله قلبه ويشاركهم أسراره.

(4) حراسات الليل: أي أن دائرة عملهم هي الليل، وما أحلك الليل الذي نجتاز فيه الآن قبيل بزوغ كوكب الصبح المُنير، ليل حالك، ترتفع فيه أصوات الذئاب كالمعلين الكذبة، أمثال شهود يهوه والأدفنتست وغيرهم، إلا أنه لا خوف على القطيع إن وُجد بينهم حرّاس يحرسون حراسات الليل، يمسكون بعصى المواعيد الإلهية، ويلوّحون بسراج كلمة الله، فيحمون القطيع من الأخطار ويُنيرون لهم الطريق. إلى هؤلاء فقط، تستطيع السماء أن تُرسل رسائل من قلب الله.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
وُلد المسيح !

infant-jesus-born-14.jpg

فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 21 )
لقد كان ينبغي أن يكون المخلِّص إنسانًا، لأن الإنسان هو الذي أخطأ ضد الله، وكان ينبغي أن يكون هو الله، فليس سوى الله الذي يقدر أن يخلِّص البشر من خطاياهم. فلقد اختبر الله البشر لآلاف من السنين فثبت فشل الجميع وعجزهم. بل إن أفضل البشر كانوا هم أنفسهم محتاجين لمَن يخلصهم ( لو 1: 46 ، 47، 5: 8؛ 1تي1: 15)، وكان الأسلوب الوحيد لكي يخلِّص الله البشرية الساقطة، هو أن يأخذ ابنه صورة هذا الجنس الذي أراد الله أن يفديه.

ولو لم يصبح المسيح إنسانًا لاستحال عليه أن يموت، فالله له وحده عدم الموت، ولاستحال أيضًا أن يُمثِّل الإنسان أمام عدالة الله ليكون نائبًا عنا.

ولو أن المسيح كان مجرد إنسان لَمَا أصبحت فديته مقبولة ولا كافية. ليست مقبولة، لأن نفسه في تلك الحالة لا تكون ملكه هو، بل ملك الله الذي خلقها، وبالتالي لا يصلُح أن يقدمها لله. ثم إنها ليست كافية لأن الإنسان محدود، وأما الخطأ الذي ارتُكب في حق الله غير المحدود هو أيضًا غير محدود. ولكن حيث أن المسيح هو الله والإنسان في آن، أمكنه أن يكون الوسيط الذي يضع يده على كلينا، فتمت أُمنية أيوب القديمة ( أي 9: 33 )، وأمكنه أن يكفِّر بموته عن خطايا كل المؤمنين، بل وكل العالم أيضًا ( 1يو 2: 2 ).

لنا أن نتعجب وأن نغتبط، فابن الله صار ابن الإنسان، ليجعل بني البشر أبناء الله!

هذا هو السر العظيم: «بالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ). وإننا نقول كما قال أحد القديسين: ”إننا نؤمن بما لا نقدر أن نشرحه. فالمسيح بقيَ ما كانه (الله)، وصار ما لم يكنه قبلاً (إنسان)“. وإن فكّر أحد أن هذا عجيب، يبادرنا إشعياء قائلاً: «يُدعى اسمه عجيبًا» ( إش 9: 6 ).

لقد وُلد المسيح لكي يكون إنسانًا بكل معنى الكلمة. فهو لم يكن ـ كما قال بعض الهراطقة في العصور المسيحية الأولى ـ شَبَحًا أو خيالاً. لا، لكنه ظهر «في الجسد». ولذلك وُلد لكي يكون إنسانًا بكل معنى الكلمة. إن إنسانيته مؤكدة من مولده من امرأة.

نرى عجبًا ...أن الكلمة
صار جسدًا ...هللويا
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
درس الميلاد
infant-jesus-born-13.jpg


وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود ( لو 2: 12 )
إن لوقا2 يتضمن أكثر من مجرد قصة الميلاد، فهذا الأصحاح يعلمنا درس «العلامة» أن الله افتقد شعبه، وأن المخلِّص الذي أتى كان طفلاً صغيرًا مُقمطًا بقطع من القماش ومُضجعًا في مذود.

يا له من شيء فريد!
لماذا لم تكن هناك بروق أو رعود؟ لماذا لم يكن هناك زلزال عظيم؟ لماذا لم يظهر شيء مكتوب في السماء؟
أو على الأقل هالة حول الطفل؟
السبب هو أن العلامة نفسها صوَّرت الأخبار السارة: لقد صار الله إنسانًا ـ ابن الله الأزلي خالق الكون، أخلى نفسه من مظاهر المجد والعظمة الخارجية، وأخذ صورة الإنسان بولادته كطفل صغير. لقد جاء من أعلى مجد السماء إلى أكثر الحالات اتضاعًا على الأرض ـ مُقمطًا كطفل قروي في قطع من القماش ومُضجعًا في مذود حجري لإطعام الحيوانات!!!

ويا للعجب!
أن يتميز المسيح، من بين جميع أطفال بيت لحم باضطجاعه في مذود. مكتوب عن شاول أول ملوك إسرائيل أنه «كان أطول من كل الشعب من كتفه فما فوق» ( 1صم 10: 23 ). أما العلامة المُميزة ليسوع المسيح «أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» ( 2كو 8: 9 ).

وفي أمثال13: 7 نقرأ «يوجد مَن يتغانى ولا شيء عنده، ومَن يتفاقر وعنده غنى جزيل». وكم من أُناس يظهرون على غير حقيقتهم فيفخرون بالغنى الزمني وهم خاوون، أو الغنى الروحي وهم أموات بالذنوب والخطايا. أما ذاك الذي توسد مذود بيت لحم، فقد افتقر وعنده غنى جزيل!!

وهذه العلامة لم تصدق فقط على رسالة الله، ولكنها أثبتت عُمق ومدى محبة الله للبشرية. والسؤال الذي نحب أن نُجيب عليه: ما هي العلامة التي يعطيها الله اليوم لكي يصدق على رسالته في الإنجيل، ولكي يبرهن على محبته المستمرة للناس؟

إنها ليست عروضًا خيالية في السماء أو معجزات عظيمة على الأرض. العلامة الآن مُشابهة لتلك التي كانت حينئذٍ ـ حياة الرب يسوع في الظروف العادية المُحيطة. فالمسيح يعيش داخل كل مسيحي، وأجسادنا تُشبه قطع القماش. وعلى قدر اتضاعنا كمسيحيين ولا شيئيتنا في نظر المُحيطين بنا، على قدر ما تُرى فينا حياة ومحبة المسيح.
هذه هي الطريقة التي اختارها الله لكي يُرى شخصه للعالم اليوم. فهل حياتك علامة تشهد وتُبرهن على محبة الله؟
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ميلاد يسوع ليس مجرد عيد
19931674.gif

هناك جهل بالنسبة للأعياد المسيحية فنحن غالبا نعيش المناسبات الدينية كمناسبة كذكرى لذلك نحتفل بها كذكرى والأشخاص المتشددون يحتفلون بشكل أكبر ونعتقد أنه هذا هو المطلوب منا . ولكن علينا أن نتذكر أنه يجب أن نستقبل الله نفسه ( النعمة الإلهية ) الله يطلب منا الاستعداد لأنه هو المعطي و بذكرى العيد هو يعطي نعم الميلاد إننا نريد أن نصل بعيد الميلاد إلى النعمة الإلهية وأن نلمس حضور الله الذي هو حضور مبارك . نحن ننتظر مجيء المسيح لأننا ننتظر السلام , سلام إيجابي , سلام نمو وازدهار . عندما نحضر للعيد بشكل سطحي ( التنظيف ، الترتيب ، التزيين ،الاحتفال ) نستطيع أن نصل إلى السرور .

لكن الله يعطي الفرح الحقيقي لا نعرف من أين وكيف .

تساؤل ؟؟؟ أين الفرح بطفل ولد في مزود مع الحيوانات وأين الفرح بالنسبة لمار يوسف الذي لم يستطع تأمين بيت لهذا الطفل إذا ولادة المسيح هي بظروف صعبة جدا هناك مصيبة الطفل بمزود وليس بالسرير .

• إن الفرح هنا هو فرح إلهي هناك فرح حقيقي لأن الله يعطي وهو قادر على كل شيء قادر على خلق الفرح مثل النور الذي يأتي من بعد الظلام ، والمسيح هو النور الذي يأتي إلى حياتنا نور السلام والفرح الحقيقي .


ربما سيتوضح الموضوع بشكل أكبر لو سألنا السؤالين التاليين وجوابهما سيعطي مجال فهم الولادة الجديدة .

1- ما معنى عيد الميلاد ؟

2- ماذا تنتظر أنت من عيد الميلاد ؟

1- ما معنى عيد الميلاد ؟

الله رحيم و يهتم بالإنسان الله محبة وعطاء جاء لهذه الدنيا بهذا الأسلوب من أجلنا إن غنى الله يظهر بفقر المسيح ونحصل نحن أيضا على غنى الله وغنى الحياة كلها . المشكلة أننا سطحيين نهتم بأشياء مادية ولا نرى بعضنا بعمق لقد جاء المسيح ليؤسس ملكوت الله على الأرض .

• الإنجيل يشبه ملكوت الله بالفلاح الذي يفلح الأرض و يأخذ أجرا يكاد أن يكفيه إذا كان يعمل عند مالك الأرض . أو إذا كان هو نفسه صاحب الأرض فيربح ما يكفيه لحياة بسيطة ولكن ملكوت الله هو هذا الفلاح ولكن عندما يكتشف فجأة كنز بهذه الأرض كأنه فجأة صار غني سنوات عمل ولن بلحظة واحدة وجد الكنز واكتشف حياته نحن لا نعرف متى نحصل على النعمة الإلهية . تماما كذلك الشخص الذي يمتلك كتاب رائع يحتوي على حكمة إلهية روحية تعلم الإنسان كيف يمشي في هذه الحياة إنه كتاب متميز إذا كنت تعرف القراءة ولكن إذا لم تكن تعرف القراءة لن تستطيع معرفة الحكمة .

التحضير لعيد الميلاد هو طلب لكم حتى تقرؤا هذا الكتاب وفهم روح هذا الكتاب حتى نستقبل نعمة الله . إنسان أعمى عندما تفتح عينيه كيف ستتغير حياته كأنه فعلا قد ولد من جديد . عندما يكون الإنسان لوحده في هذه الدنيا وفجأة يجد شخصا يحبه ويدعمه كم ستتغير حياته نحن بفترة التهيئة لعيد الميلاد علينا أن نفتح قلوبنا .

2- ماذا تنتظر أنت من عيد الميلاد ؟

بولص الرسول يقول الإنسان جسد نفس وروح إنسان كامل متكامل يعيش حياته على مستوى الجسد والنفس والروح في هذه الأيام الحياة الروحية مشغولة لأن الإنسان مشغول بالحياة المادية ومغرياتها فلا يوجد عنده وقت فراغ .طيبون يحبون الله ولكن الدوام وتدريس الأولاد وشغل البيت أريد أن أصلي ولكن لا أستطيع لأنني تعبت كثيرا

• نفس الأمر يحصل بالنسبة لعيد الميلاد نحن نعمل تهيئة جيدة لعيد الميلاد بالزينة والطبخ والطعام (أمور مادية ) لكن إذا ركزنا هنا وكل الطاقات ذهبت بهذا الاتجاه فلن نستطيع أن نلمس الولادة الجديدة هناك نعمة الميلاد نريد الحصول عليها أن نلمس فرح عيد الميلاد وهو أمر غير منظور .

• بعيد الميلاد نفس الأمر من الناحية المادية أو الخارجية نرى امرأة ورجل وطفل أمر عادي ولا يوجد أية علامة هنا ولكن من الناحية العميقة نحن نعرف أن هذا الطفل ليس عادي الملاك عندما أخبر عنه قال علامة الطفل أنه في مزود ونرى أن مريم ليست امرأة عادية لأن روح الله حل عليها وجعل من مريم أما ليسوع و لقد سجد له المجوس والرعاة ليس لأن طفل في مزود فقط بل لأنهم رأوا ا فيه المسيح ونوره .

إذا الناحية المادية مهمة إذ هي تعبر عن شيء آخر أكثر عمقا اجتماع العائلة كلها مصدر للسعادة و لكن علينا أن نعيش عيد الميلاد بعمق أكثر البعد الروحي هو اللقاء مع الرب مع المسيح هناك فرق بين أن نكتب محاضرة عن الصداقة وبين أن نعيش الصداقة فعليا . نفس الفرق بالنسبة للمعرفة عن المسيح و لكن أن نعرف أنه جاء لأجلنا ولد فينا هنا تكون الولادة الحقيقية

• عمق الرياضة الروحية هو الفهم بأنه في عيد الميلاد علينا الحصول على نعمة الميلاد وهي حضور المسيح نفسه بشكل ملموس واللقاء مع المسيح

اطلبوا من الرب أن يأتي إلى حياتكم إلى هذه المغارة إلى هذا المزود و أن نحتفل ليس فقط بأسلوب بشري وأن نولد نحن من جديد مع ولادة المسيح .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الميلاد في بيت لحم

the-nativity-story-07-150x150.jpg

فصعد يوسف ... إلى مدينة داود التي تُدعى بيت لحم .. ليُكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حُبلى. وبينما هما هناك تمت أيامها لتَلِد ( لو 2: 4 )
لقد كان من المناسب أن يولد المسيح في هذه القرية المتواضعة؛ بيت لحم، ليس فقط لأنها القرية التي وُلد فيها داود قبل ذلك بنحو ألف عام، بل لمعنى اسمها. فبيت لحم اسم عبري يعني "بيت الخبز". في هذه القرية وُلد "خبز الحياة".

«وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل».

عندما بنى سليمان هيكله الشهير في أورشليم، ذلك البيت الذي غشاه بالذهب، فقد شعر بضآلة ذلك البيت إزاء مجد الله، فقال لله يوم تدشين الهيكل: «هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت» ( 1مل 8: 27 ). تُرى ماذا كان بوسع سليمان أن يقول، لو علم أن رب الهيكل مُزمع أن يأتي طفلاً مقمطًا مُضجعًا في مذود!

إن ربنا وفادينا المعبود لم تكن حياته كباقي الناس ممتدة من المهد إلى اللحد، بل من المذود إلى صليب العار والقبر المُستعار. فبدأ حياته مُحاطًا بالبهائم وأنهاها مُحاطًا بالمجرمين واللصوص!!

وعبارة «لم يكن لهما موضعٌ في المنزل» تشير إلى الفندق الذي نزل فيه يوسف وخطيبته مريم. لقد أمكن تدبير أماكن للأغنياء في الفندق، أما الفقراء فإنه نظرًا لظروف الازدحام الطارئ بسبب الاكتتاب، لم يجدوا مكانًا. وسيدنا له المجد كان واحدًا من هؤلاء الفقراء. كلا، إنه لم يكن منهم، بل هو الذي قَبِل أن يصير هكذا «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» ( 2كو 8: 9 ).

إذًا فعبارة «لم يكن لهما موضعٌ في المنزل (أي الفندق)» تعلمنا أن فادينا أتى إلى هذه الخليقة التي كوّنتها يداه، لكنه أتى إليها كضيفٍ غريبٍ، بل وغير مُرحَب به أيضًا.

وإذا كان العالم ـ عزيزي القارئ ـ مع اتساعه لم يُعطِ خالقه مكانًا، فهل تعطي أنت لخالقك وفاديك مكانًا في قلبك؟

أم أنك ما زلت تُبقيه واقفًا خارج قلبك ينتظر الدخول، يقرع بقرعات الحب دون أن تفتح له؟ هل قلبك مشغول بسواه، وعندك وقت لكل شيء إلا المسيح؟

عزيزي .. لقد تنازل ابن الله وقَبِل أن لا يكون له مكان على الأرض، ليكون لك أنت مكان في السماء!
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
زيارة الرعاة للمولود الإلهي
the-shepherds-and-the-angel.jpg

قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. فجاءوا مُسرعين ( لو 2: 15 ، 16)
لقد وصل ابن الله إلى الأرض، وها السماء تُعلن لسكان الأرض هذا الخبر العظيم؛ ميلاد المسيح. ولقد وقع اختيار السماء على الرعاة البسطاء لإبلاغهم هذا النبأ ... يا للبشرى! أخيرًا وُلد لنا الفادي المُخلص. ثم قدم الملاك العلامة، فقال: «وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود». يا لها من علامة! بل يا له من اتضاع!

وما أن ظهرت هذه الأخبار المباركة حتى «ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة». فإذا لم يصدّق الناس الأخبار، فالملائكة قد صدقتها، وإذا كانت الأرض غير مُبالية، لكن السماء مهتمة، وينضم جمهور من الجُند السماوي إلى الملاك الذي أعلن الحقيقة السارة، التي هي متممة لهذه الآية «عظيمٌ هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد... تراءى لملائكة».

ولكن، هل كانت الأرض مُبالية؟ لقد تحركت السماء، ولكن على الأرض لم يتأثر أحد سوى أولئك الرعاة القليلين في العدد، الذين هزتهم تلك البشارة، فبعد أن رأوا مجد الرب يضيء حولهم، وسمعوا أنشودة السماء من الملائكة، قال بعضهم لبعض: «لنذهب الآن إلى بيت لحم، وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب». لقد كانوا حقًا حكماء، لقد استيقظوا من غفلتهم وهزتهم البشارة التي سمعوها. وقالوا لنذهب «الآن». ربما بدافع الحرص على رعيتهم راودهم الفكر: "لا تتعجلوا، من الأفضل الانتظار حتى الصباح، لئلا تأتي الذئاب وتفتك بالغنم". ولكن الإيمان يقول: "لنذهب الآن". تُرى ماذا تفيدك الأغنام أيها القارئ، إذا فاتت عليك الفرصة لأن تجد الرب؟ ما فائدة العالم أو الذهب أو الأعمال، إذا لم تربح المسيح؟ «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟».

وأتوا إلى بيت لحم ليس بخطوات مُتباطئة، بل «جاءوا مُسرعين... فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي». لقد صدقوا البشارة وقبلوها، ثم ذهبوا وأخبروا الآخرين عنها. وماذا كانوا يقولون؟ ليس فقط إننا سمعنا عن المخلص، ولكننا وجدناه وشاهدناه. وعلى كل مَنْ وجد الرب المخلّص أن يفعل هذا أيضًا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
موضوع جميل جدا جدا

ميرسي جدا وربنا يعوضك يا ابوتربو
ربنا يخليكى يا تاسونى....
ميرسى لتشجيع حضرتك
بس الفضل لماما هابى اللى بتشجعنا دايماً
أن نجمع موضوعات حلوة
كل سنة وحضرتك طيبة.


163438485.gif
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
" أنت ابني "

1273943112.jpeg

إني أُخبر من جهة قضاء الرب: قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك ( مز 2: 7 )
لقد اقتُبست هذه الآية الهامة في العهد الجديد ثلاث مرات عن شخص الرب يسوع ( أع 13: 23 ؛ عب1: 5؛ 5: 5)، وهذه المرات الثلاث ارتبطت بالتجسد أو بناسوت المسيح، ولكن كل اقتباس منها له اتجاه محدد.

في أعمال13 يقول الرسول بولس: "إن الله ... أقام يسوع، كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك". وهو يقصد بذلك أن الله أقام المسيح لإسرائيل، وليس أقامه من الأموات، ولو أن القيامة وردت في ع34 حيث يُشار أن الله "أقامه من الأموات".

وفي عبرانيين5: 5 يقول الرسول: "كذلك المسيح أيضاً لم يمجِّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك"، وذلك بالارتباط برفعته كرئيس كهنة (بالقيامة من الأموات).

وفي عبرانيين1: 5،6 يقول الرسول: "لأنه لمَنْ مِنْ الملائكة قال قط: أنت ابني أنا اليوم ولدتك؟ وأيضاً: أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً؟ وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله؟" وذلك بالارتباط بمجيئه ثانية لكي يملك.

أي أن هذه الآية الهامة شملت الأزمنة جميعها: الماضي (أع13)؛ والحاضر (عب5)؛ والمستقبل (عب1). ثم إنها عند اقتباسها في أعمال13 ارتبطت بالفكرة المبدئية،

أعني التجسد وظهور المسيح في الجسد، وعند اقتباسها في عبرانيين5 ارتبطت بالفكرة التالية أعني قيامة المسيح من الأموات، وعند اقتباسها في عبرانيين1 ارتبطت بالفكرة النهائية وهي مجيء المسيح ثانية للمُلك. إنها آية عظيمة مرتبطة بهذه الأفكار المجيدة: التجسد، والقيامة، والمجيء الثاني.

وهناك دلالة أخرى في عبرانيين1 لهذا الاقتباس، أعني بها سمو المسيح وتفوقه عن الملائكة "لأنه لمَنْ من الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك؟" ثم يقول: "لمَنْ من الملائكة قال قط: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك". نعم أي ملاك قيل له بالمفرد: أنت ابني؟ وأي ملاك يجرؤ أن يجلس في محضر الله؟ مُحال (قارن لوقا1: 19).

أما المسيح فإنه جالس في ذات عرش الله،
وذلك لأنه ابن الله.
وهذا وذاك من أقوى الأدلة القاطعة على مُعادلة الابن للآب.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الكلمة صار جسدًا

Nativity-Wallpaper-10.jpg

والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب، مملوءًا نعمة وحقًا ( يو 1: 14 )
بتجسد الكلمة، ذاك الذي كان عند الله، وكان هو الله، والذي كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيءٌ مما كان ( يو 1: 1 -3) أمكن تحقيق ثلاثة مطاليب مُلحّة:

أولاً: لقد رأينا الله: يقول الوحي: «والكلمة صار جسدًا، وحلَّ بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمة وحقًا ... الله لم يَرَهُ أحدٌ قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 14 – 18).

ثانيًا: ولقد شاركنا المسيح في ظروفنا: إن تجسد ابن الله واجتيازه وادي الألم، يعني بالنسبة لنا أن الله ليس فقط يعرف ظروفنا من مُطلق علمه كالله الخالق، بل يعرفها لأنه اختبر الحزن والألم نظيرنا. لقد أتى المسيح إلى الأرض التي تنبت الشوك والحسك، وشاركنا البشرية، وتجرَّب في كل شيء مثلنا ما خلا الخطية. و«في ما هو قد تألم مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المُجرَّبين» ( عب 2: 18 ).

ثالثًا: ولقد مات المسيح ليفدينا: وهذا هو الغرض الأكثر أهمية في تجسد المسيح. فلقد صار جسدًا لكي يموت كفارة وبديلاً عن البشر. ولاحظ أنه لو كان المسيح مجرد إنسان، لا حتاج هو لمَنْ يفديه. بكلمات أخرى ما صلح ـ تبارك اسمه ـ في تلك الحالة أن يحل المشكلة، لأنه سيكون هو نفسه جزءًا من المشكلة. لقد كانت أجرة الخطية موت ( رو 6: 23 )، ولقد اجتاز الموت إلى جميع الناس ( رو 5: 12 )، فهل يمكن للمائت أن يفدي غيره من الموت؟ لكن حمدًا لله، فإن ابن الله القدوس، الذي ليس فيه خطية، أتى لكي يرفع خطايانا ( 1يو 3: 5 ). «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس» ( عب 2: 14 ).

وعندما نقول إن «الكلمة صار جسدًا» وإن «الله ظهر في الجسد»، لا نعني أن الله بالتجسد قد تحول إنسانًا، حاشا. فليس عند الله تغيير ولا ظل دوران. لكن ابن الله قَبِل أن يتخذ له جسدًا، دون أن يكف أن يكون ما هو عليه من الأزل وإلى الأبد. والمسيح لم يكن على الأرض مجرد إنسان لا أكثر ولا أقل، كلا، فلقد بقى في لاهوته كما هو من الأزل وإلى الأبد، لكنه اتخذ بالإضافة إلى ذلك جسدًا به شاركنا في بشريتنا، دون أن يشاركنا في الطبيعة الساقطة الجانحة إلى العصيان والمطبوعة بطابع الضعف والخطية.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ملء الزمان

222448216.gif

ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني ( غل 4: 4 ، 5)
لعلك عزيزي القارئ تتساءل: ما المقصود بملء الزمان؟ «ملء الزمان» هو الوقت الذي انتهى فيه اختبار الإنسان. لقد اختُبر الإنسان تحت ظروف متعددة. اُختُبر في حالة البراءة فسقط وصار مُذنبًا، واُختُبر بدون ناموس فكان بلا ناموس، واُختُبر تحت الناموس فكسره. عندئذ نفَّذ الله أسرار قلبه منذ الأزل، وأرسل ابنه إلى هذا المشهد، وأصبح ابن الله إنسانًا، حتى ـ وهو إنسان ـ يبارك الإنسان الساقط ويفديه ويُحضره إلى الله. إن الإنسان بكل علمه واختراعاته وأبحاثه لم يجد الله. لقد ضلّ عن الله في السقوط نتيجة الخطية ولم يجده بعد ذلك، حتى الناموس لم يسد احتياجاته، لأن الناموس لم يكن إعلان الله عن ذاته، بل كان إعلانًا لحالة الإنسان وعما هو الإنسان، وليس إعلانًا عما هو الله.

وربما يقول: ألم يعرف الإنسان الله في الخليقة؟ والإجابة هي: لقد عرفه إلى حد ما، ولذلك فهو بلا عذر كما يوضح الرسول في رومية1: 20، فإن قدرته ولاهوته يُعرفان بالخليقة، ولكن هذا ليس ما هو الله في ذاته. «السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يُخبر بعمل يديه» ( مز 19: 1 )، ولكن هذا ليس هو الله بكامل صفاته. فإنني إذا عرضت عليك يومًا لوحة رائعة، فإنك قد تتأملها بإعجاب وتقول: يا له من فنان رائع، هذا الذي أبدع ورسم هذه اللوحة! يا لها من فكرة! ويا لها من مقدرة فنية هذه التي أنتجت مثل هذه اللوحة! وإذا حدث وأريتك تمثالاً آخر نحته هذا الفنان نفسه وأنتجته نفس اليدان، وتأملت في مقدرة هذا الفنان نفسه، على استخدام الأزميل في التمثال كما الفرشاة في اللوحة، فإنك لا شك تقول: يا له من رجل بارع! عندئذ أقول لك: إنه بارع ولكنه يدمن الخمر، ويقسو على أولاده ويتركهم يتضورون جوعًا. عندئذ تفهم أنه بالرغم من صوره ونحته، فإن صفاته الأدبية أسوأ ما يكون. وهكذا ندرك أننا لا نستطيع أن نفهم الإنسان
ونعرفه من أعمال يديه.

هكذا الله لا يمكن أن يُعرف تمام المعرفة عن طريق خليقته «الله لم يره أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 18 ).

ولا يمكن لنا أن نعرف الله، إلا في شخص الابن المبارك؛ ربنا يسوع المسيح ـ تبارك اسمه.

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيح هو الله

856838203.gif

الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس ( في 2: 6 ، 7)
يمكننا أن نتتبع آيات عديدة في الكتاب المقدس في كل من العهدين القديم والجديد، تذكر صراحة عن المسيح أنه هو الله.

في العهد الجديد: «وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا» ( مت 1: 22 ، 23).

«في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» ( يو 1: 1 ).

«احترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه» ( أع 20: 28 ) ونحن نعرف أن الكنيسة تُنسب إلى المسيح، فيقول «كنيستي» (ارجع إلى متى 16: 18).

«وبالإجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ).

«إلى الذين نالوا معنا إيمانًا مساويًا لنا، ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح (أو إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ـ ترجمة تفسيرية)» ( 2بط 1: 1 ).

«ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية» ( 1يو 5: 20 ).

وفي العهد القديم: «كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب مُلكك» ( مز 45: 6 ) وهي الآية المُقتبسة عن ابن الله في عبرانيين1: 8 «لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا مُشيرًا، إلهًا قديرًا (أو الله القدير)، نفس التعبير في العبري الوارد في إشعياء10: 21 «أبًا أبديًا، رئيس السلام» ( إش 9: 6 ).

ونلاحظ أن المسيح ليس مجرد إله، بل هو الله، وليس مجرد ”سيد“ بل هو «الرب» أي «يهوه»، لكنه حبًا بنا، ولكي يتمم فداءنا، أتى في صورة العبد، صائرًا في شبه الناس.
له كل المجد.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
طوبى للتي آمنت
the-nativity-story-03-150x150.jpg

فلما سمعت أليصابات سلام مريم ... قالت مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك ... فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب ( لو 2: 41 -45)
لقد نالت العذراء مريم من أليصابات تطويباً مثلثاً:

فأولاً: بمجرد أن دخلت مريم إلى بيت زكريا الكاهن، وسمعت أليصابات سلامها، حتى صرخت بصوت عظيم وقالت: "مباركة أنتِ في النساء". وكم أنعشت هذه العبارة نفس مريم وهي تستمع إلى العبارة ذاتها للمرة الثانية، فإنها هي نفسها التي كان جبرائيل الملاك قد قالها لها.

ثانياً: "مباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟". لاحظ أنه وهو ما زال جنيناً تدعوه أليصابات ربها.

ثالثاً: "فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب". لقد عرفت أليصابات أن ما حدث لرَجُلها من عدم النطق، كان سببه عدم إيمانه. والآن بالمقابلة مع ذلك تقول أليصابات لمريم الوديعة والبسيطة "طوبى للتي آمنت". نعم إن كان عدم إيمان زكريا قد توبَّخ من السماء، فها أليصابات الممتلئة من الروح القدس تمدح إيمان مريم.

وكم نقرأ في أسفار العهد القديم من قصص رجال ونساء "مشهود لهم بالإيمان"، وبالإيمان نالوا المواعيد (عب11). وبين هذا الجمهور المبارك نجد اسم المطوَّبة مريم يلمع. فلا غرابة أن تصرخ أليصابات بصوت عظيم قائلة "طوبى للتي آمنت".

والآن أخي العزيز، أتعرف شيئاً عن هذا الإيمان الثمين؟ أتعرف شيئاً عن إيمان مختاري الله ( تي 1: 1 )؟ قال الرسول يعقوب إن الله اختار فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان ( يع 2: 5 ). ذلك أن الذهب الذي يلمع الآن، لن ينفع في العالم الآخر، أما الإيمان فسيلمع هناك وينفع، لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله ( عب 11: 6 ).

وعندما تنتهي الحياة هنا، لتبدأ التي لا تنتهي، سيُقدِّر الملايين، بعد فوات الأوان، قيمة الإيمان! عندئذ كم ستصبح لهذه العبارة التي قيلت قبل ميلاد المسيح "طوبى للتي آمنت" وقول الرب الذي قيل بعد قيامته من الأموات "طوبى للذين آمنوا" ( يو 20: 29 ) رنينهما العالي وصداهما المرتفع!

عزيزي، فقير جداً كل من لا يمتلك الإيمان في الرب يسوع المسيح، ولو كان يمتلك ثروات الدنيا وكنوزها. فاطلب هذه العطية من الله، اطلبها الآن، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً.

 
التعديل الأخير:
أعلى