أختي المعانة
بارك الرب معاناتك التي ستكون سبب خلاصك.
لقد قرأت الموضوع بصفحاته الإحدى عشر - كل ما كتبتيه وكل الردود المفيدة للإخوة والأخوات وسررت بتجاوبك مع الردود.
احسنت صنعا بإقتنائك الكتاب المقدس لأنه كلمة الله، وكلمةُ الله حقٌ وحياة. أسألك يا أختي أن تصلي الى الله بكلمات بسيطة ولكن من كل قلبك كل مرة قبل أن تبدائي بقراءته، طالبة من الله أن يظهر لك الحقيقة.
اوافق الأخ مولكا مولكان بأن تبدئي ببشارة القديس يوحنا، ولو كان الكتاب يحتوي العهد القديم أيضا (ليس الأناجيل فقط) إقرئي أولا الثلاث إصحاحات الأولى من سفر التكوين لأن فيها قصة خلق الإنسان وسقوطه ووعد الله له بالخلاص، الذي سترينه في بشارة يوحنا.
كأول مشاركة لي في موضوعك، سأنهج طريقا مبسطا لأوصل لك ما نؤمن به، مبتدئة من الأساس. وسأبتعد عن الإقتباسات من الكتاب المقدس، وعن الكلام عن جوهر الله وعن الثالوث الأقدس حاليا. وسأتوجه نحو بعض النقاط التي أثرتيها:
* عقيدتنا ترتكز على الفداء الذي تم بشخص السيد يسوع المسيح وهو الله الذي ظهر بالجسد. فهم العقيدة ليس فوق العقل لو أراد الإنسان أن يفهمها.
* نؤمن أن المسيحية هي الحق لأنها هي المسيح، والسيد المسيح قد برهن لنا بدون أدنى شك أنه هو الطريق (الأوحد الى الله) والحق (الله هو الحق المُطْلَقْ) والحياة (الله هو الحياة ولا حياة بدون الله)
* وإيماننا هذا مبني على أساس الحقائق التي أعلنها الله عن ذاته بنفس كلماته واصطلاحاته كما جاءت في النبوءات التي تحققت بتفاصيلها بالسيد المسيح.
* الحياة الأبدية لا "تعادل الجنة في الآخرة عند المسلمين" بل هي حياة كل البشر بعد الموت لأن حياتنا على الأض أيامها معدودة. فإما تكون الحياة الأبدية مع الله في ملكوته أو حياة أبدية بعيدة عن الله وهذا هو الفناء الذي تخافين منه ولا تريدنه لنفسك.
* القدر كلمة غير موجودة في إيماننا. لأنها تجعل الله ظالما. نؤمن أن الله خلق الإنسان لكي يشاركه مجده ولكي يكون في صحبته، وليس لكي يجربه أو يعبده وفي النهاية من أخطأ يذهب إلى النار الأبدية.. لأن هذه النار ليست معدة للإنسان، بل لإبليس وملائكته.. وهذه أوّل وأهم تأكيد في العقيدة المسيحية حول الإنسان. لقد خلق الإنسان على صورته ومثاله ومعنى هذا الكلام أنه أعطاه إرادة حرة وله الخيار في إستعمالها، والحرية تعني أن نطيعه أو نعصيه بإختيارنا. وهذه أكبر كرامة أعطاها الله للإنسان أنه عامله كإبن وليس كعبد ليس له خيارا سوى الطاعة والعبادة، ولكن مع الحرية تكون المسؤولية التي تترتب عليها نتائج الإختيار.
* وإبليس إستنتاجك عن ابليس صحيح. هو حسد الإنسان على هذه الميزة وأراد له السقوط مثلما هو سقط .
* الموت لم يكن عقابا من الله بل كان النتيجة الحتمية لإساءة الإنسان في ممارسة حريته، لأن الله أوصاه أنه لو أكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشر فأنه موتا سيموت. أنتبهي أختي الى أن الله لم يقل له "إذا أكلت سأموتك" بل "موتا ستموت" كما يقول اب لأبنه "لو لعبت في النار تحرق نفسك" وليس "سأحرقك".
فالإنسان إذن إختار بحريته أن يصدق كلام ابليس الكذاب فوضع نفسه تحت سلطانه وأنفصل عن الله، وكان هذا هو الموت الذي تكلم عنه الله والذي كان له تبعاته من الشقاء وتعب العيش. والموت الجسدي هو محصل الموت الأول - إنفصال الإنسان عن الله مصدر كل حياة.
موت الجسد هو أكبر تعبير عن رحمة الله ومحبته للإنسان وإلا لعاش الإنسان الى الأبد في الشقاء بعيدا عن الله. ولكن الله الذي أحب الإنسان فوق ما يتصوره العقل البشري أعد له الخلاص بتجسد السيد المسيح الذي كفر عن خطيئة الإنسان الأول (آدم وحواء) بأن طاع الله الآب طاعة كاملة حتى الموت على الصليب فتحمل آلام الموت وهو المنزه عن أي خطيئة، ولذلك لم يكن للموت سلطان عليه فقام من الموت بقوة لاهوته في اليوم الثالث، وبقيامته من الموت انتصر على الموت وصعد الى السماء بالجسد الذي اتخذه ليكون هو أول إنسان يعود الى الله بالجسد. وكل من قبل السيد المسيح معترفا به الها ومخلصا له واعتمد في موته في المعمودية ينهض من الموت الجسدي الى الحياة الأبدية مع الله.
هذه بكل بساطة هي المسيحية. وهي ليست لفئة معينة من الناس بل لكل الناس، لأن الخالق واحد وكل البشر سيكون معه واحدا، والسيد المسيح قال:
[q-bible]يوحنا الأصحاح 10 العدد 16وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.[/q-bible]