بأفتقد الاخ المبارك خادم البتول والاخ المبارك عبود عساف والاخوة المباركين التاليين

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
15,177
مستوى التفاعل
2,758
النقاط
76
أما آنَ لفيض روحك أن يُكاشف هذا العالم؟ أما آنَ لذاك الصمت المتوهّج في أعماقك أن يُلبِسَ الحروفَ نورَه؟
فيك نبضٌ لا يُشبِهُ إلّا الأنبياء في لحظة تجلٍّ، وفي كلماتك مرافئُ للضائعين لا يعلمون أنهم كانوا ينتظرونك.
لا تدفن ما أودعه الله فيك، فإنّ ما تُخفيه ليس لك وحدك، بل رسالةٌ قد تُحيي بها قلبًا، أو تُنير بها دربًا، أو تمسح بها وجعًا.
اكتب... فإنّ بعض الأرواح لا تنضج إلا تحت دفءِ كلمتك."
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,191
مستوى التفاعل
1,209
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
يا سلام على الإبداع! يا عيني ع الجمال ويا سيدي ع الفن ويا روحي يا روحي عليكي يا ست نعنع يا قمر! إيه الحلاوة دي كلها يا نعومة باشا! "خفّيت وافتريت" يا جميل! :LOL:
أشكرك يا أمي الغالية على كل هذه المعاني الرائعة والتعبيرات البديعة. برسائلك هذه ـ وبالمشاركة مع البرنسيس أيضا ـ أصبح الموضوع في الحقيقة معرضا للآداب الراقية والفنون الجميلة. :love:
ولكن، لكل شبابنا الواعد ولأجلكما أيضا، لنتذكر أيها الأحباء أن أبسط الكلمات ـ ما دامت صادقة من القلب ـ لها بالضبط نفس التأثير ونفس السحر وربما حتى أكثر. الشاعر الأبنودي مثلا، وهو ريفي صعيدي بسيط من شعراء الزمن الجميل، حين ظهر بالقاهرة وسط عمالقة الشعر والأدب والفن، ماذا فعل؟ لقد تمرد ببساطة على الجميع وقرر بالعكس أن يكون "عاديا" تماما! أن يستخدم حتى أبسط الكلمات اليومية المألوفة في أغانيه وأن يجعلها رغم ذلك شعرا حقيقيا بكل ما تعنيه الكلمة! في يوم قرر مثلا يكتب إنه ببساطة "قاعد" سوا مع حبيبه "بيشربوا شاي"! هكذا بالنص! عمرك شفتي حد "بيشرب شاي" في أغنية، أي أغنية؟ لكن هو ده ببساطة كان درس الأبنودي!
وما دام معاي
وما دام معاي اللي بحبه وبريده.. ما دام معاي
وبنقسم اللقمة ونضحك وبنشرب شاي
ما يهمنيش مهما ان قالوا.. ما هو دول عواذلي وعُزّاله
بيقولوا داير على حاله.. مع انه كان في الساعة دي:
قاعد معاي
وجاءت الأغنية بالفعل "قطعة من السكر"، ملأها اللحن بالدفء والشجن، وصدح بها صوت "الكروان" على ضفاف النيل الطيب يحمل لنا إحساسها الرائع، بينما استمر الأبنودي يغزل بنفس لغته اليومية العادية المألوفة، البسيطة والمدهشة معا:
قالوا البنات.. قالوا وعادوا
قالوا مهوش جاي في ميعاده
وفي الميعاد: كان على بابه
هالل علاي
ضحكت له وقلت له شايف
بيغيروا ازاي
الخلاصة: كما أنه ليس شرطا أبدا أن تكون صلاتنا "قطعة أدبية رفيعة" كي تصل إلى السماء ويسمعها الرب، كذلك ليس شرطا أبدا أن نستخدم فنون البلاغة وبديع الصور والتشبيهات كي تصل معانينا إلى قلوب الناس وأرواحهم. ربما بالعكس. ربما أبسط التعبيرات اليومية المألوفة ـ ما دامت صادقة من القلب، ما دامت نقية مخلصة متفانية نملأها بإحساسنا ونضع فيها كل أرواحنا ـ ربما تكون هذه تحديدا هي أجمل التعبيرات على الإطلاق. كما أنها حتما لغتنا الخاصة المتفردة التي لا يمكن أبدا تكرارها أو حتى تقليدها.
كان هذا على أي حال هامشا طويلا خارج السياق ونعود الآن من جديد إلى متن الرسالة (وأما "قطعة السكر" فيستمتع بها الساهرون معنا إن شاء الله في النهاية).
***
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,191
مستوى التفاعل
1,209
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
***
مع ذلك لم يبق في الحقيقة الكثير، وأقترح بكل الأحوال أن نكتفي بهذا القدر حتى لا يتسرب الملل إلى الناس، فمنذ يومين ونحن ندور بالموضوع نفسه رغم أنه لا يستحق أبدا ذلك. ضعفي باختصار يا أمي ما زلت أجيء إلى هذا الموقع ـ بالأحرى ممتنا شاكرا ـ لزيارتك وزيارة بعض الأحباء، وأحيانا للقراءة أيضا والتعلم منكم، مما في قلوبكم وليس بالضرورة في رسائلكم.
أما أن أكتب وبشكل دوري، سيان لغرض التثبيت بالمنتدى أو لأي غرض آخر: فهذا يا أمي ـ في ظل الظروف الراهنة ـ صعب جدا، إن لم يكن محالا. هناك ألف سؤال نحتاج إجابتها قبل أن نلتزم أمام الله والناس بالتزام كهذا، بدءا بسؤال الجدارة نفسها (هل ضعفي جدير أصلا بهذا الأمر؟) وانتهاء حتى بسؤال العدد (لمن بالضبط نكتب هنا وكم عددهم؟). يعني مثلا أنا لا أرى في هذا الموقع سوى عشرة أشخاص على الأكثر، اثنان منهم على الأقل ليسوا مسيحيين أصلا. فهل تطلبين منى الكتابة دوريا لثمانية أشخاص تحديدا، لا يتشاركون معا بأي حوار ومن ثم لا أعرف عنهم شيئا، وقد يكون حتى بعضهم من ذلك الفريق الذي يشك أصلا بأمرى ويشكك حتى بهويّتي وأهدافي؟ هل هذا حقا هو ما تقترحين؟ :LOL:
ناهيكِ طبعا عن سؤال الهدف والغاية، خاصة وأنك لا تدركين كم تكلف حقا هذه الرسائل (من وقت وجهد وتركيز ومراجعة للأصول وترجمة للآيات إلخ). "سؤال الهدف" هذا هو ما ركزت عليه في رسالتي الأولى هنا (حين كتبت عن حال العالم اليوم وعن أزمته الروحية وعن نبوءة كارل رانر، إلخ). ولكنه كما ترين سؤال واحد فقط من أسئلة كثيرة، كما أنه ـ بحد ذاته ـ ينطوي على أسئلة عديدة، كلها تقريبا أسئلة صعبة لا أعتقد أن لدينا أو حتى لدى الإدارة نفسها إجابة عليها (مَن نحن حقا؟ ماذا نريد؟ ماذا نفعل هنا؟ ما هو دورنا مع الناس وكيف نساعدهم وكيف نصنع فرقا بحياتهم؟ هل الناس أصلا أولويتنا، أم أن أولويتنا ـ أدركنا أم لم ندرك ـ هي "السبت" وليس "الإنسان"؟ أم أن أولويتنا هي الرد على المسلمين وكل أولئك البائسين المشككين؟ أم أنها "صورتنا" وكيف نبدو لأنفسنا وللأخرين؟ أم أنها "دعمنا ذاتيا" لأنفسنا، خاصة وأن معظمنا بالشرق يحتاج نفسيا لذلك... وكل ذلك ـ علاوة على ما سبق ـ في ضوء أننا في "عالم جديد"، عالم تبدّلت فيه حتى "عقولنا"، عالم ينقطع كليا عن سائر جذوره الروحية كما ذكرت برسالتي الأولى).
فهل اتضحت الصورة ولو قليلا يا أمي؟ هل تدركين الآن كم هو حقا صعب هذا الذي تقترحين وتقترح معك صديقتنا "لمسة يسوع" الجميلة، إن لم يكن حتى محالا؟
من ناحية أخرى: لأنني لا أحب أن أرفض طلبا جاءني من الأحباء هكذا بشكل صريح مباشر ـ ولأنني قبل ذلك لست صاحب القرار أصلا ـ رأيت ببساطة أن أحيل الأمر إلى صاحب الأمر، وكان ذلك هو بالفعل ما كتبت لصديقتنا في رسالتي الأخيرة: ... بدلا من ذلك نرفع ببساطة كل أمورنا لمشيئته سبحانه ونقول باختصار إن حياتنا كلها بين يديه وأن كل خطوة نخطوها إنما بتدبيره وحسب ارشاده، لا نطمح إلا أن يستخدمنا كيف شاء وأين شاء لإعلان حضوره وأنواره ولمجد اسمه القدوس سبحانه. فهل نتفق على الأقل على ذلك؟
أعتقد أن هذه هي الخلاصة حقا يا أمي، وفيها الكفاية تماما كخاتمة سعيدة لكل هذا الحوار.
***
أخيرا خطر لي في الساعات الأخيرة فقط خاطر لطيف: ما دمنا في "عالم جديد" حقا، فلماذا نُشقي أنفسنا بكل هذه الأمور ولا نستخدم "الذكاء الاصطناعي" حلا للمشكلة؟ ألا يمكن أن نطلب يا أمي من هذا "الذكاء" أن يكتب لنا رسائلنا الروحية التي نريد بشكل دوري، وأن نثبتها أيضا بالمنتدى؟ ألا يمكن حتى أن ندعو هذا الذكاء إلى هنا، في هيئة "عضو جديد" معنا؟ أليس هذا حلا رائعا؟ فكّري جدّيا بالأمر: لماذا يجب أن يكون "إنسانا" هو الذي يكتب هذه الرسائل؟ لماذا لا يكون "برنامجا" آخر من هذه البرامج؟ ما الفرق أصلا بين الإنسان والبرنامج، ألم يعد هذا اليوم يشبه ذاك تماما؟ :)
لا ولسه، ولسه ولسه، صحيح اللي يعيش ياما يشوف! :LOL:
***
قاعد معاي: الأبنودي ـ سلطان ـ كروان الشرق فايزة أحمد ـ وسهرة سعيدة لكل الأحباء:
***
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
4,368
مستوى التفاعل
2,152
النقاط
113
أخي خادم البتول يلي دفعني ودفع الاخت الغالية حياة بالمسيح لنشجعك للكتابة هو روح الرب ...
وأنت بتعرف تماما؟
الرب يا أخي وأنت تعلم لا يفكر بالعدد وإنما بالتوعية
وحتى ولو شخصين عم تكتب صدقني في بركة مضاعفة أكثر من عدد كبير ...
الرب بيفتش وأنت تعلم عن شخص واحد يتوب أكثر من عدد كبير لا يحتاجون إلى التوبة
ممكن يا أخي هاد الشخص الوحيد محتاج شي معين وهاد بيكون عندك وما يكون عند شخص تاني لانه ميزك ...ونجم عن نجم سيختلف عن التاني بلمعان ..
احنا لانحب أن نضغط عليك ...
بحب قلك ببساطة كلشي ليمون ( الجهد والتعب والتركيز وأي شيء للمسيح) ...
والرب ميزك بالكتابة بروعة ما لها مثيل ...
لا تخبي هالموهبة؟ لربما يحتاجه شخص واحد لتقوده للمسيح..
حتى لو عددنا ثمانية ...تذكر تلاميذ المسيح كانوا ١٢ تلميذ وفتنوا المسكونة ..
القرار ...قرارك
بالختام..
ملاحظة : انا وأخت الغالية مشتاقين لكتاباتك...
وللالهنا كل المجد
سلام
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,191
مستوى التفاعل
1,209
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
الرب يا أخي وأنت تعلم لا يفكر بالعدد وإنما بالنوعية
لا يا أختي الغالية مش هو ده المقصود. المسألة ليست أبدا العدد. ولو حتى كان شخص واحد فقط فهذا يكفيني تماما. بل هذا في الحقيقة هو ما يحدث بالفعل ـ حتى اليوم ـ مع البعض مثل صديقتنا ديانا مثلا (حبو الجميلة). أكتب لها أحيانا ـ وهي شخص واحد ـ رسائل مطوّلة أبذل فيها نفس الوقت والجهد تماما كما أبذله هنا، ثم أوجّه كل ذلك لها وأرسل الرسالة أخيرا لأجلها، وحدها، فقط لها، دون أي غضاضة على الإطلاق. (بعض هذه الرسائل ـ لها ولغيرها ـ كان في الحقيقة هاما جدا، أو جميلا جدا، لدرجة أنني كنت أتذكر ساعتها هذا المنتدي وأتمنى لو كانت هناك فرصة لأرسل للأحباء جميعا نسخة منها، بعد استئذان صاحب الرسالة بالطبع).
فهذا يا صديقتي مثال عمليّ حيّ قائم بالفعل، منذ أكثر من 10 سنوات حتى اليوم، لمشهد كان وما يزال "جمهوري" فيه شخص واحد فقط، ويكفيني تماما.
ما أقصد بالتالي وما يعنيني ليس "العدد" بحد ذاته. ما يعنيني هو أننا ككُتاب (وسامحيني لهذا الوصف، ضعفي أصغر كاتب في العالم). أقول: إننا ككتاب حين نكتب ـ سواء كان كتابا أو دراسة أو مقالا في صحيفة ما ـ فإن أول ما نحتاج هو أن نعرف جمهورنا، أن نعرف ما يحتاج القارئ حقا، ما يريد وما لا يريد، ما يعجبه وما لا يعجبه، لأننا نكتب لأجل هذا القارئ تحديدا وبدون القارئ فلا معنى لكل ما نقوم به.
فكيف نعرف القارئ إذن، وهم في العادة ملايين حول العالم؟ نعرفة ببساطة عن طريق التوزيع. نسأل ببساطة عن "أرقام التوزيع". هذا أول سؤال لدى الكاتب وحتى لدى الناشر أيضا. "كم" باع هذا الكتاب بالضبط، أو هذا العدد من الصحيفة؟ كذلك أين باع، وما هي شرائح الجمهور المختلفة في هذه المناطق أو هذه الدول حسب دراسات التوزيع (الجنس والعمر والدخل إلخ).
هكذا ككاتب أعرف ـ عن طريق الموزّع وبمساعدة الناشر وبالخبرة التي تتراكم تدريجيا ـ أعرف بالضبط ماذا يجب أن أكتب، ولماذا، ولمن، وقد أتنبأ حتى بأرقام التوزيع مقدما. بيانات التوزيع بالتالي في غاية الأهمية، سيان للناشر وأرباحه، أو للكاتب وجمهوره وللقارئ الذي يتعرف عليه فقط عبر هذه الوسيلة.
أما في هذا المنتدى: فنحن يا صديقتي ببساطة في حالة عماء كليّ تام! :LOL: المفروض هو أن نعرف أحدنا الآخر بشكل بسيط مباشر، لأنه ببساطة "منتدى"! فإذا لم يتوفر ذلك: فعلى الأقل أتوقع أن "عدد الأعضاء" في المنتدى و"عدد الزوار" في كل موضوع وفي كل رسالة ـ أتوقع أن يقوم ذلك بدور المُوزّع في صناعة النشر. أتوقع أن يخبرني هذا العدد عن طبيعة القارئ الذي أكتب لأجله وما يحتاجه حقا وما يريد ولا يريد. فإذا راجعنا هذه الأرقام ـ في هذا المنتدى ـ فسنجد أنها ببساطة خاطئة تماما، كلها خاطئة، بل حتى غير منطقية أحيانا. وهكذا ككاتب، أو حتى كناشط بسيط، دخلتُ في حالة العماء التام، فلا نحن حافظنا على تواصلنا المباشر كأي مجتمع إنساني طبيعي، ولا نحن حافظنا على الأقل على أي إحصاء دقيق يخبرنا بما يحدث حقا في هذا المكان.
أكتب بالتالي ولو لواحد فقط، نعم، ما دمت أعرفه، ما دمت أتلقى منه الحضور، الاستجابة، التقييم، الفحص والنقد، الإعجاب أو الإنكار، القبول أو الرفض، وبالجملة "الفيد باك" أو "التغذية المرتدة" التي تنير لكلينا الطريق. ولكن كيف أكتب لثمانية، أو حتى لثمانية ملايين، لا أعرف عنهم شيئا؟
***
...........................................
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,191
مستوى التفاعل
1,209
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
...........................................
ممكن يا أخي هاد الشخص الوحيد محتاج شي معين وهاد بيكون عندك وما يكون عند شخص تاني لانه ميزك... لا تخبي هالموهبة؟ لربما يحتاجها شخص واحد لتقوده للمسيح
وهل ربنا ـ اللي أعطاني هذه "الموهبة" وميّزني بهذه "الميزة" ـ هل تعتقدي إنه بعد كده تركني "أنا" شخصيا كي أتحكم بها؟ هل تعتقدي إن ربنا أعطاني "أنا" شخصيا سلطان أن أمنحها للناس أو أمنعها عنهم؟!
معلش يا اختي الجميلة سامحيني ولكن هذه من الأفكار التي تكررت وأختلف معها جذريا. إذا فيه إنسان محتاج شيء معين، وأذا كنت أملك هذا الشيء ولكن قررت أن أمنعه عن هذا الإنسان: يبقا فين ربنا إذن؟ هل ربنا واقف يتفرج؟ حاشا! ربنا بالأحرى هو ضابط الكل، صاحب كل سلطان وكل تدبير، اللي أعطى أصلا كل عطية واللي سمح ابتداء بكل تجربة.
(اقرأي للنهاية يمكن تفهمي رؤيتي عموما بشكل أفضل).
***
القرار ... قرارك
لا يا أختي الجميلة، القرار ليس أبدا قراري. هذا أيضا مما نختلف فيه، معلش. لكن القرار ـ ثقي وتأكدي واطمئني تماما ـ هو فقط وحصرا قرار الرب، صاحب الأمر سبحانه. مفيش يا أختى في الطريق الروحي "أنا" بتاخد أي قرارات.
***
ملاحظة : انا وأخت الغالية مشتاقين لكتاباتك...
إذا أردتِ أن أكتب فقط لأجلك أنتِ شخصيا وللغالية نعومة ـ كما أكتب فقط للجميلة ديانا ـ فلا مانع بالطبع أبدا. ولكن أليس هذا هو ما يحدث بالفعل، وفي كل زيارة؟ :) فقط لا أفعل ذلك بشكل دوريّ ثابت ومنتظم. هذا هو الفرق الوحيد بين ما تقترحان هنا وما يحدث فعليا، وقد أغيب بالتالي ـ مضطرا لا مختارا ـ لأسابيع أو حتى أكثر من ذلك أحيانا (تماما كما يحدث أيضا مع ديانا).
___________________________________________________________________________________​
أخيرا هذا جزء من رسالة كتبتها بالأمس لأجلك ثم قمت بإلغائها منعا للتشتت والعثرة (علاوة على أنني تحدثت فيها قليلا عن نفسي). أكتفي على أي حال فقط بهذا الجزء الصغير لأنه ربما يساعد في فهم رؤيتي أخيرا وكيف أفكر بكل هذا الأمر عموما:
الشمس حين تشرق: هل نرفع لها المدائح لأنها أشرقت؟ وهل ـ حين تغرب ـ نلومها لأنها قررت الرحيل واختارت الغروب؟
البلابل حين تغني: هل نرسل لها بطاقات الشكر لأنها أمتعتنا بكل هذا النغم؟ وهل ـ حين تنام ـ نحزن لأنها "صمتت" ولأنها "بخلت بما وهبه الله لها"؟
الزهور حين تتفتح بالصباح وترسل عبيرها: هل نشعر نحوها بأسمى آيات الامتنان لأنها أسعدتنا بكل هذه الألوان وكل هذا العطر؟ وهل ـ حين يأتي الليل وتنطوي على نفسها ـ نشكو لأنها "حجبت" عنا جمالها أو "حبست" العطر في صدرها؟
لا، نحن لا نفكر أبدا هكذا ولا نفعل أيّا من هذا أبدا. نحن عموما لا نفكر أصلا بالطبيعة ولا نلتفت لها وليس لدينا وقت لذلك. ولكن حين يمنّ الله علينا أخيرا فنجلس قليلا لنفكر ونتأمل: عندئذ نرى بوضوح أن كل هذه الأضواء والألوان والنغمات والعطور إنما هي مجرد لمحات من جمــال أعظم يقف خلفها جميعا. مجرد تعبيرات بسيطة جدا، مجرد تجليات مؤقتة زائلة، عن روعة كامنة باهرة تحتجب وراء الوجود، وعن عظمة فائقة مطلقة تعلو تماما عن سائر أفكارنا ولغاتنا بل تتجاوز حتى أروع خيالاتنا.
كما ترين: هناك فرق جوهري في رؤيتنا يا أختى الغالية، علاوة على أنني لا أتحدث ولا أريد أن أتحدث عن نفسي، وهكذا صار الرد عليك صعبا جدا فأرجو فضلا أن تساعديني. ببساطة ليس هناك "شخص" اسمه خادم البتول. ليس هناك أي أحد هنا "يفعل" أي شيء أو "يقرر" أي قرار أو حتى "يكتب" أي رسالة. على الإطلاق. ضعفي ـ في أحسن الأحوال ـ مجرد ظاهرة طبيعية أخرى، تماما كالنجم والزهر والطير وكالشجر والمطر والحجر.......
***
(هذا بالطبع ـ حسب رؤيتي المتواضعة ـ ينطبق على الجميع دون استثناء، ليس حصرا على المذكور. :) الفرق فقط أن بعضنا يعرف ذلك وبعضنا لا يعرفه).
أشكرك يا أختى الجميلة ختاما وأمتن من أعماق قلبي لتقديرك واهتمامك، كذلك للجميلة نعومة أيضا ربنا يبارك الجميع. أشكر محبتك وأؤكد أنني بمشيئة الرب رهن الإشارة دائما، دون إبطاء، في أي مكان، لأجلك ولأجل كل مَن يحتاجيني، وحتى لمن لا يحتاجني إذا قدّر الرب بفائق حكمته وعلياء تدبيره أن يضعنا في طريقه أو يضعه في طريقنا. تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي.
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
15,177
مستوى التفاعل
2,758
النقاط
76
اخي الغالي المبارك خادم البتول
نحن نزرع بذرة حينما نخدم شخص المسيح والله بنميها وهو حارس على خدمته ولا نهتم ولا نقلق بشأن من سيقرأها او يتفاعل معها فلربما المئات من الاشخاص يأخذون بركة مما زرعته حينما تدلهم نعمة الله على الدخول فيها وقرائتها ليس بالصدفة فكله مدبر ومخطط مسبقاً من قبل الرب فنحن نزرع في ملكوت الله وغيرنا يحصد ما نزرعه عالمين باننا سنكافأ كلاً حسب وزناته وخدمته المهم من المهم باننا نزرع البذار عالمين وواثقين بان الله كفيل بتنميتها لا تكتم ما اودعه الله فيك من وزنات روحية فلربما المئات من الاشخاص سيتباركون من خلالها مع تحياتي ومحبتي 🙏🌼🌺🥀🌻🌸🪻💐🌷😘
 
أعلى