تأملات روحية يومية

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

السبت 28 كانون الثاني


«إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.» (يوحنا 17:13)

كل معلّم أو مبشّر بالإيمان المسيحي ينبغي أن يمارس ما يبشّر به. يجب أن يقدّموا للعالم مثالاً حياً للحق. مشيئة الله هي أن يصبح الكلمة جسداً ويحل بشعبه.

يتأثّر العالم بالأعمال أكثر من تأثّره بالكلام. فقد كتب إدجار جيست، «أُفضّل أن أرى موعظة من أن أسمع واحدة في يوم ما.» أو كما يقال أحياناً، «حياتك صارخة إلاّ أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقول.»

قيل عن أحد المبشّرين أنه عندما كان يعظ كان الناس كانوا يتمنّون أن لا يغادر المنبر، لكن عندما كان بعيداً عن المنبر تمنّى الناس ألاّ يعتليه ثانية.

قال أيرونسايد، «لا شيء يقفل الشفاه كما الحياة.» وفي نفس الموضوع كتب هنري دراموند، «الإنسان رسالة.» وأضاف كارلايل شهادته الشخصية بقوله: «الحياة المقدسة أفضل وسيلة للشهادة عن الله في عالم الواقع. تحمل الكلمات ثقلاً عندما تكون مدعومة من حياة الشخص.» بينما قال ستانلي جونز، «يصير الكلمة جسداً فينا قبل أن يصير قوة من خلالنا.» وعبّر عن هذا أيضاً أوسوالد تشامبرز، «اذا أنا وعظتُ الأمر الصحيح لكن إن كنت لا أحياه فأكون كمَن لا يُخبر الحقيقة عن الله.»

نعلم أن الرب يسوع المسيح هو الكامل فقط في عمل ما يعظ به. لم يوجد أي تناقض بين رسالته وبين حياته. عندما سأله اليهود، «من أنت؟» أجابهم قائلاً، «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ.» (يوحنا 25:8). كانت سيرته مرادفة لكلامه.

كان أخوان يحملان شهادة الدكتوراة، أحدهما واعظاً والآخر طبيباً. جاءت يوماً امرأة تعاني من مشكلة إلى الواعظ لكنها لم تَعلم أي منهما يسكن ذاك البيت. عندما فتح الواعظ الباب، سألته المرأة، «هل أنت الدكتور الذي يعظ أم الذي يمارس الطب؟» تأثّر الواعظ بهذا السؤال وتجدّدت في نفسه ضرورة الحياة مثالاً لما يُعلِّم.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 29 كانون الثاني


«لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً.» (فيليي 12:3)

رأينا في درس البارحة أن سلوكنا ينبغي أن يتماثل مع إيماننا. لكن لكي نحصل على توازن في هذا الموضوع يجب أن نضيف أمرين.

أوّلاً، يجب أن نعترف أنه لا يمكننا أن نحيا حق الله بكل كمال ما دمنا في هذا العالم. بالرغم من أننا قد بذلنا جهدنا، لا نزال مضطرين للقول أننا خُدّام بطّالين. لكن يجب أن لا نستغل هذه الحقيقة عُذراً لفشلنا أو لمستوانا المتدنّي. واجبنا أن نستمر في المحاولة لسد الفجوة ما بين شفاهنا وحياتنا.

الإعتبار الآخر هو ما يلي: الرسالة دائماً أعظم من الرسول، بغض النظر من هو. قال أندرو موري، «نحن، خدّام الرب، عاجلاً أم آجلاً سوف نعظ بكلمات لا نستطيع أن نتمّمها بأنفسنا.» وبعد خمسة وثلاثين سنة من كتابة كتابه (الثبوت في المسيح) قال، «أريدكم أن تفهموا أن المؤلّف يُقتاد أحياناً لقول أكثر ممّا اختبره. لم أختبر عندها كل ما كتبت عنه. ولا يمكنني القول أنني قد اختبرت الكل حتى الآن.»

حق الله عظيم وَسامٍ. إنه سماوي وكما كتب جاي كينج، «يسبّب الخوف من لمسه لئلاّ يفسده بعقل فاسد.» لكن هل يصح ألاّ نعلنه لأننا لا نستطيع أن نصل إلى ذروته المرتفعة؟ بالعكس تماماً. ينبغي أن نُعلنه، حتى ولو ندين أنفسنا بعمل ذلك. مهما فشلنا في اختباره بأنفسنا، نجعله طموح قلوبنا.

نشدّد ثانية على هذه الإعتبارات التي يجب أن نستخدمها عذراً لتصرّفنا الذي لا يليق بالمخلّص. لكن ينبغي أن تحفظنا من دينونة لا مبرّر لها لرجال الله لأن رسالتهم تسمو في بعض الأحيان إلى مستويات لا يستطيعوا هم أنفسهم الوصول إليها. وينبغي ألاّ تمنعنا من إبداء مشورة الله الكاملة مع أننا لم نختبرها بالكامل. يعرف الله قلوبنا. يعرف إن كنا نمارس المُراءاة والنفاق أو طموحين ومتحمّسين.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاثنين 30 كانون الثاني


«لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلَّهِ.» (أخبار الأيام الثاني 15:20)


يتحتّم على جندي الصليب أن يتوقّع الهجوم عليه عاجلاً أم آجلاً. كلّما أعلن حق الله بشجاعة أكثر وأظهر الحق واضحاً في حياته، يتعرّض للمزيد من الهجوم. قال أحد شيوخ أصحاب فكرة التقديس، «الذي يقف الأقرب إلى جانب قائده يكون هدفاً مؤكّداً للسهام.»

سيتّهم بأمور لم يقترفها. ستمزّقه النميمة، والشائعات والكلام في غيبته. سيُنبَذ ويُستهزأ به. هذه معاملة العالم ومع الأسف الشديد تكون أحياناً من الزملاء المؤمنين.

مهم أن نتذكّر في مثل هذه الظروف أن المعركة ليست معركتنا بل لِلّه. ويجب أن نطالب بالوعد من سفر الخروج 14:14، «الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأنْتُمْ تَصْمُتُونَ.» وهذا يعني أننا لسنا ملزمين بالدفاع عن أنفسنا أو الهجوم. الرب يبرّرنا في الوقت المناسب.

كتب ف. ماير يقول: «كم وكم نخسر بسبب كلمة! كن هادئاً، كن صامتاً، إن ضربوك على خدّك الأيمن فحوّل لهم الآخر أيضاً. لا تنتقم. لا تهتم لسمعتك أو لشخصك لأنهما في يديه، وأنت يمكن أن تفسدهما عندما تحاول أن تحافظ عليهما.»

نجد في يوسف أفضل مثال لمن لم يحاول أن يبرّر نفسه عندما اتَّهم زوراً. سلّم أمره لِلّه، والله قد أظهر براءته ورفعه إلى مراتب عُليا.

شهد أحد خدّام المسيح الطاعن في السِّن أنه أسيء إليه مرّات عديدة خلال سني حياته. لكنه دائماً صلّى كلمات استعارها من القدّيس أوغسطين، «يا رب، أنقذني من شهوتي لتبرير نفسي.» وقال أن الله لم يفشله في تبريره وإظهار المذنبين.

الرب يسوع المسيح كان المثال الأسمى. «وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ.» (بطرس الأولى 23:2).

هذه هي رسالة اليوم. غير ملزمين بالدفاع عن أنفسنا عندما نُتهَّم زوراً. المعركة للرب. هو يقاتل عنّا. ينبغي أن نحافظ على صمتنا.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الثلاثاء 31 كانون الثاني


اسمعوا! هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته ( مر 4: 3 ، 4)



يشرح لنا الرب نفسه مَثَل الزارع فيقول: «الزارع يزرع الكلمة، وهؤلاء هم الذين على الطريق، حيث تُزرع الكلمة، وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم» ( مر 4: 14 ، 15).

فالطريق يُشير إلى حالة قلوب بعض السامعين. إنها نوعية من الناس لا يكترثون كثيرًا بما يسمعونه، إنهم مُصابون بحالة من الاستخفاف وعدم الاستعداد لقبول الكلمة، وهذا ما يجعل الشيطان يُبادر، وبكل سهولة، كما يذكر لنا البشير متى «ويخطف الكلمة» ( مت 13: 19 )!

فرغم أن الكلمة وصلت إلى القلب، إذ إن كلمة الله تناسب حاجة قلب الإنسان بغض النظر إن كان يقبلها أو لا يقبلها، لكن لأنهم عديمو الانتباه وغير مُبالين، سرعان ما يخطف الشيطان ما زُرع على سطح القلب ولم ينغرس فيه. وما أكثر النفوس التي يهيئ لها الله فرصة تلو فرصة، فيها يسمعون كلمة الله المُخلِّصة ( يع 1: 18 )، والمطهِّرة ( أف 5: 26 )، لكنهم بكل أسف يسمحون للشيطان أن ينزع الكلمة، إذ هم أصلاً غير جادين لاستقبالها! ألا نرى في هيرودس مثالاً لذلك. لقد كان مُغرمًا بسماع كلام يوحنا المعمدان، بل كان يسمعه بسرور ( مر 6: 20 )، ولكنه لم يكن عنده استعداد قط أن يتجاوب معه، بل عندما تحرَّك ضميره وتوبَّخ من يوحنا، نجده يزيح يوحنا من أمامه ويُدخِله السجن، بدلاً من أن يعترف بخطئه ويتوب ( لو 3: 19 ، 20)!!​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاربعاء 1 شباط


«...إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ.» (كورنثوس الثانية 4:4)


ينبغي ألاّ ننسى أن الإنجيل هو الأخبار السارة لمجد المسيح. أجل، إنه يتكلم عن ذاك الذي صُلب والذي دُفن. لكنه الآن ليس على الصليب وليس في القبر. لقد قام، وصعد إلى السماء وهو الإنسان المُمجَّد عن يمين الله.

لا نُقدّم المسيح على أنه النجار من الناصرة ولا الخادم المتألم من الجليل. ولا نقدّمه بالوجه الجميل صانع الخير كما في الفنّ الديني الحديث.

نكرز برب الحياة والمجد. هو الشخص الذي رفّعه الآب وأعطاه اسماً فوق كل اسم. ولاسمه تنحني كل ركبة ويعترف به كل لسان رباً لمجد الله الآب. مُتوّجاً بالمجد والكرامة، أميراً ومخلّصاً.

كثيراً ما نجلب له العار بعظات كرازتنا. نرفع الإنسان بمواهبه ونخلق انطباعاً أنّ الله محظوظ ليكون عنده إنسان كهذا ليخدمه. نجعل الأمور تبدو كأن الإنسان يقوم بخدمة جليلة للرب عندما يضع إيمانه به. لم يكن هذا هو الإنجيل الذي كرز به الرسل. قالوا ما معناه: «أنتم مذنبون بقتل الرب يسوع المسيح. أخذتموه وبأيديكم الأثيمة صلبتموه على خشبة. لكن الله أقامه من الموت ومجَّده وأجلسه عن يمينه في السماء حيث هو اليوم هناك بجسد مُمجَّد من اللحم والعظام. يحمل صولجان السلطة على العالم بيده الحاملة آثار المسامير. وسيأتي ثانية ليحكم العالم بالبر. فمن الأفضل لك أن تتوب وترجع إليه بالإيمان. ليس من طريق آخر للخلاص. لا يوجد اسم آخر تحت السماء، قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نَخلُص.»

كم نحتاج إلى نظرة جديدة للإنسان في مجده! واللسان يخبر بالأمجاد العديدة التي تتوّج جبينه! وبالتأكيد يكون عندئذ كما كان في يوم الخمسين، يرتجف الخطاة أمامه ويصيحون، «أيها الإخوة، ماذا ينبغي أن نعمل؟»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الخميس 2 شباط



«لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.» (كورنثوس الثانية 6:4)



«أشرق الله فينا...للإنارة.» نرى هنا أننّا لسنا آخر من يتلقّى بركات الله بل نحن قنوات. لأن عبارة «أشرق في» تشير إلى تجديدنا. عند الخليقة أمر الرب النور ليشرق، بينما في الخليقة الجديدة هو نفسه أشرق في قلوبنا.

لكنه لم يشُرق فينا لنكون أنانيين ونخزِّن فينا بركاته الفياّضة. بل عمل هذا لتكون معرفة مجده بوجه المسيح من خلالنا للآخرين. وبهذا المعنى تكلم بولس الرسول كيف أن الله «يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ» (غلاطية16:1). يعلن الله ابنه فينا لكي نعلنه نحن بدورنا للآخرين. عندما فُتحت عيناي على هذا الحق قبل سنوات كتبت على غلاف كتابي المقدس:
إن كان الناس يرون يسوع المسيح من خلالك فقط، فماذا يروا يا ماكدونالد؟

ليس عجباً إذ قال مكفيرسون: «الكرازة سامية وعظيمة وعمل فوق طبيعي إذ تُعلَن من شخص إلى شخص عبر مجموعة من الأشخاص، شخص الرب يسوع المسيح الأبدي.» وعبّر عن ذلك من خلال حادثة للملك جورج الخامس الذي كان يخطب في الإذاعة وتصل كلماته إلى الولايات المتحدة. وفي أثناء ذلك قُطع أحد الأسلاك في محطة نيو يورك ممّا أدى إلى اضطراب شديد بين طاقم العاملين. ثم خطرت فكرة لعامل جديد شاب يدعى هارولد بما يجب عمله. أمسك بطرفي السلك المقطوع وبكل شجاعة وثبات بينما مرّ التيار الذي يحمل الخطاب الملكي، مرَّ في جسده ذلك التيّار الكهربائي بقوة مائتين وخمسين فولتاً، وهزّ جسده هزاً شديداً من رأسه حتى أخمص قدميه مُسبّباً له آلاماً مبرحة. لكنه لم يترك السلك. فقد قبض بشدة على السلك بكل تصميم حتى يستمع الناس للخطاب الملكي.

إجعلنا يا رب أن نكون قنوات
ليرى فينا الناس عجائبك
في كل يوم وكل ساعة.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 3 شباط


«وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأُعْطِيَ بَخُوراً كَثِيراً لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ...» (رؤيا 3:8)

نؤمن أن الملاك في هذا العدد هو الرب يسوع المسيح نفسه وخدمته هنا مليئة بالتعزية والتشجيع لنا. ماذا يعمل؟ يأخذ صلوات جميع القديسين ويضيف لها البخور الثمين ويقدمها لله الآب.

نَعلَم جيداً أن صلواتنا وتسبيحاتنا غير كاملة. لا نعرف كيف ينبغي أن نُصلّي. كل ما نعمله ملطخ بالخطية وبدوافع خاطئة وبأنانية.

«قدِّس الساعات التي نقضيها بالصلاة على ركبتينا
نرجو أن نُرضي فاحص القلوب بترانيم تسبيحنا
أسكب غفرانك علينا»

قبل أن تصل عبادتنا وتشفعاّتنا إلى الله الآب تمرّ عبر الرب يسوع. يُزيل كل ما هو غير كامل لكي تصل أخيراً إلى الآب نقّية. ويحدث أمر عجيب آخر. يُقدّم البخور مع صلوات القديسين. ويمثل البخور طيب شخصه وعمله الكاملين. وهذا يعطي القوّة لصلواتنا
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 4 شباط



«لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هَكَذَا لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ.» (مزمور15:73)




كان كاتب المزامير يمرّ في أزمة صعبة. فقد رأى أن الشرير يزدهر في العالم بينما كانت حياته كابوساً من الصعاب والآلام. ابتدأ يشك في عدالة الله، في محبة الله وفي حكمة الله. كان يبدو له أن الله يُكافيء الشرير ويعاقب الصديق.

لكن آساف أوجد حلاً مشرّفاً. لم يرغب في أن يُعدّد شكوكه لئلاّ يُعثر أحداً من أولاد الله.

ربما جميعنا نتساءل أحيانا ونبدي شكوكنا. وخاصة عندما نكون في مرحلة تحمّل، بينما وكأن كل شيء سينهار فوق رؤوسنا فيسهل علينا التساؤل عن عناية الله. فماذا ينبغي أن نعمل؟

ينبغي ألاّ نمنع عن أنفسنا المشاركة بشكوكنا مع أحد المؤهّلين روحياً لطلب المشورة والإرشاد. وكثيراً ما لا نرى النور في نهاية النفق حيث يكون جلياً للآخرين ويمكنهم إرشادنا إليه.

يجب علينا أن نتبع القاعدة التي تقول، «لا تشكّ أبداً بالظلام بما قد أُعلن لنا في النور.» ينبغي ألاّ نفسّر كلمة الله حسب الظروف، مهما كنُاّ محبطين. بل ينبغي أن نفسّر ظروفنا بكلمة الله ونتحقق أن لا شيء يمكن أن يفسد مقاصد الله أو يلغي وعوده.

لكن فوق كل شيء ينبغي ألاّ نظهر شكوكنا في كل مكان بسبب الخطر الكامن في معثرة أحد صغار يسوع الذين قال عنهم: «ومَن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يُعلّق في عنقه حجر الرحى ويُغرق في لجة البحر» (متى 6:18).

مواضيع إيماننا لا تُعد ولا تُحصى بينما شكوكنا قليلة إن وُجِدت. لذلك دعونا نشارك إيماننا. وكما قال جوتيه:

«أعطني مستندات إيمانك وحافظ على شكوكك لنفسك، يكفيني ما عندي.»
 
التعديل الأخير:

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 5 شباط


«قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.» (أيوب 2:42)

لا يصعب أمر على الرب. يمكن للإنسان أن يكون شرّيراً، لكن لِلّه طرُقه. يمكن أن يتكلّم الإنسان كثيراً، لكن الكلمة الأخيرة لِلّه. يُذكّرنا سليمان بقوله: «لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ» (أمثال30:21). ويضيف أرميا قائلا: «لأَنَّ أَفْكَارَ الرَّبِّ تَقُومُ.» (إرميا29:51).

قرّر إخوة يوسف التخلُّص منه ببيعه لجماعة من الإسماعيليين المديانيين. لكن ما عملوه حقاً كان تتميم إرادة الله. لقد جهّز الإسماعيليّون وسيلة نقل يوسف إلى مصر حيث ارتقى إلى وظيفة وزير ومنقذ لشعبه.

بعد أن استعاد الرجل المولود الأعمى بصره عندما آمن بالمخُلّص، طرده اليهود من المجمع. هل كان هذا نصراً لهم؟ كلاً، يسوع يقوده خارجاً في أي حال لأنه هو الراعي الصالح «فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا» (يوحنا 3:10). فهم وفّروا على يسوع مجهود إخراجه.

ولقد وصل شرّ البشر ذُروته عندما أخذوا الرب يسوع وسمّروه على الصليب وأماتوه. لكن بطرس ذكّرهم أنه أُنقذ بفضل «مَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ» (أعمال 23:2). لكن الله تفوّق على جريمة الإنسان الكبرى برفع المسيح ليكون رباً ومخلصاً.

قصّ دونالد بارنهاوس عن صاحب أملاك ثريّ كان له أشجارٌ يانعة في بستانه، لكن كان له عدو لدود قال: «سأقطع إحدى شجراته لأُسبّب له ألماً» وفي ليلة مظلمة تسلّل من فوق السياج وانتقى أجمل الأشجار، ثم عمل بمنشاره وفأسه يقطع الشجرة. وفي الصباح الباكر رأى شخصين عن بُعد قادمين من فوق التلّة على ظهر جواديهما ولاحظ أن أحدهما كان صاحب البستان. وبسرعة دفع الشجرة وتركها تسقط، لكنه علق بأحد الأغصان ممّا أسقطه على الأرض مُسبّبا له جراحاً بليغة سببّت موته. لكنه وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة همس قائلا، «لقد قطعت شجرتك الجميلة»، فنظر إليه صاحب البستان نظرة شفقة وقال: «يرافقني مهندس لأننا نريد أن نبني بيتاً وكان من الضروري أن نقطع شجرة ليكون مجالاً للبناء، وكانت تلك هي الشجرة التي عملتَ طوال الليل لتقطعها».
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاثنين 6 شباط


" كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط ، خادعين نفوسكم " ( يعقوب 1 : 22 )

فى أيام النهضات الروحية ، أو عشيات أعياد القديسين ، تمتلئ الكنائس بالشعب ، وتلتهب النفوس بالعظات الروحية النارية ، على فم خدام ممتلئين بالروح القدس ، ولكن بعد إنتهاء تلك النهضات أو العشيات ، ترجع تلك الحشود إلى حياة الفتور والكسل الروحى الشديد !! وأوضح مثال لذلك ما يعترى - أغلب المؤمنين – من فتور روحى فى فترة الخماسين المقدسة ، بعدما كنا فى أوج حرارتنا الروحية أيام البصخة المقدسة ( أسبوع الألآم والجمعة العظيمة ) .

فكأن حضور الجماهير الغفيرة ، ما هو إلاّ عادة دورية ، لأن الكلمة لم تدخل إلى القلب ، وبالتالى لم تستمر وتثمر فى المعاملة والسلوك .

ولنأخذ الدرس من البتول الحكيمة " مريم " التى قال عنها الوحى المقدس : " إنها كانت تحفظ كلام الله ، متفكرة به فى قلبها " ( لو 2 : 19 ) .

ووصف داود النبى المؤمن الحكيم بأنه " يلهج فى ناموس الرب نهاراً وليلاً " ( المزمور الأول ) .

ويحذرنا القديس يعقوب الرسول ، من مجرد سماع العظات والتلذذ بها ، وبما فيها من قصص وروايات ، وكلمات بليغة ، ولكن بلا تنفيذ للوصايا ، والأقوال الروحية ، فيقول : " كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط ، خادعين أنفسكم " ، لانه إن كان أحد سامعاً الكلمة ( العظة ) وليس عاملاً ، فذلك الشخص يُشبه رجلاً ناظراً وجه خلقته فى مرآة ، فإنه نظر ذاته ( بما فى وجهه من أتربة ) ومضى ، وللوقت نسى ما هو ( عليه وجهه ) " ( يع 1 : 22 - 24 ) .

ثم يضيف بقوله : " ولكن من اطلع على الناموس الكامل ( العهد الجديد ) ناموس الحرية ( التحرر من الخطية ) ، وثبت ، وصار ليس سامعاً ناسياً ، بل عاملاً بالكلمة ، فهذا ( المُطيع للوصية ) يكون مغبوطاً فى عمله " ( يع 1 : 25 ) .

ويؤكد معلمنا القديس بولس الرسول ، نفس المعنى بقوله : " لأن ليس الذين يسمعون الناموس ( كلام الله ) هم أبرار ، بل الذين يعملون بالناموس ، هم يُبررون " ( رو 12 : 13 ) .

ويحذر الرب يسوع كل خادم ، وكل مؤمن يتكلم بكلام الله دون أن يعمل به ، فيقول : " ليس كل من يقول لى : يارب يارب يدخل ملكوت السموات ، بل الذى يفعل إرادة أبى ، الذى فى السموات" ( مت 7 : 21 ) .

كما يقول رب المجد أيضاً : " لماذا تدعونى يارب يارب ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله ؟! " ( لو 6 : 46 ) .

ويطوب الرب كل من يسمع ويعمل بالوصايا ويقول : " طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه " ( لو 11 : 28 ) .

ويقول أبونا الكاهن فى أوشية الإنجيل بالقداس الإلهى " فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ، بطلبات قديسيك "
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الثلاثاء 7 شباط


«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ» (غلاطية 20:2)


لم يمت المسيح على الصليب بدلاً منّي وحسب بل أيضاً نيابة عّني. لم يمُت لأجلي فقط، بل عندما مات هو مُتُ أنا أيضاً بصورة ما. كل ما كنت به كابن آدم، كل ذاتي الشريرة غير المتجدّدة سمِّرتْ على الصليب. وبسبب الله أصبح تاريخي كإنسان في الجسد مُنتهياً.

لكن هذا ليس كل شيء. عندما دُفنتُ يسوع دفنت أنا أيضاً. لقد إتحَّدتُ مع المسيح في القبر. وهذا يُمثلّ إزالة «أنا» العتيق من نظر الله للأبد.

وعندما قام المسيح من الموت، قُمت أنا أيضاً. لكن هنا تتغيّر الصورة. لم يقُم الذي دُفن، ليس الذات العتيقة. كلاّ، بل الإنسان الجديد الذي في المسيح الحي فيّ. قُمت مع المسيح لأسير في جدّة الحياة.

يرى الله كل هذا كحدث وضعي. والآن يريده أن يكون عملياً في حياتي. يريدني أن أعتبر أنني مررت في دائرة الموت هذه، الدفن والقيامة. لكن كيف أعمل هذا؟

عندما تأتيني التجربة ينبغي أن أستجيب كما تستجيب الجثّة الهامدة لغواية الشر. لا رَد فعل. كأن أقول، «لقد مُت عن الخطية. أنت لست سيّدي فيما بعد. أنا ميّت بالنسبة لك.»

يوماً بعد يوم ينبغي أن أعتبر أنّ ذاتي الفاسدة قد دُفنت في القبر مع يسوع. وهذا يعني أنني لن أكون منشغلاً بالتفحصّ الدائم لذاتي. لن أبحث في ذاتي عن أي شيء ذات قيمة، وسوف لا يخيب ظنّي إن لم أجد سوى فسادها.

وأخيراً، سأحيا كل لحظة كمَن قام مع المسيح إلى جدّة الحياة وطموحات جديدة، رغبات جديدة، دوافع جديدة، حرية جديدة وقوة جديدة.

يخبرنا جورج مولر كيف فهم هذا الحق في التمثُّل بالمسيح:
متَّ في يوم من الأيام. متَّ عن جورج مولر، عن أفكاره، عما يحب وعما يلذ له وعن إرادته، متُّ عن العالم، عن استحسانه أو انتقاده، عن استحسان أو انتقادات اخوتي وأصدقائي، منذ ذلك الوقت أدرس كيف أُظهر نفسي مستحسَنا لدى الله.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 8 شباط


«مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ.» (متى 30:12)

قال يسوع هذه الكلمات عن الفريسّيين. لقد اقترفوا لتوهّم الخطية التي لا تُغتَفر، يعمل العجائب ببعلزبول، رئيس الشياطين، بينما في الحقيقة صُنعت جميعها بقوة الروح القدس. لقد بدا الآن واضحا أنّهم لن يقبلوه كمسّيا إسرائيل ومُخلّص العالم. ولأنهم لم يتّخذوا موقفاً إلى جانب المسيح، فهُم بالتأكيد ضدّه. لم يخدموا إلى جانبه بل عملوا ضدّه.

لا يوجد موقف مُحايد من شخص الرب يسوع المسيح. لا توجد إمكانية للوقوف على السياج. يكون الإنسان مع يسوع أو ضدّه. كل من يقول أنه لم يُقررّ بعد فقد اتخذ قراره.

عندما يتعلّق الأمر بما يختص بالمسيح فلا يكون هناك حل وسط. في المسيحية الكتابية توجد بعض المجالات التي يمكن بها وجود اختلافات بالرأي، لكن ليس هنا. يُذكّرنا أ. توزر بقوله: «لا يوجد جدال في بعض الأمور.» ينبغي أن نتمسّك بثبات في ألوهية المسيح المُطْلقَة، ولادته من عذراء، ناسوته الكامل، طبيعته الخالية من الخطية، موته البديلي عن الخطاة، قيامته بالجسد، صعوده إلى يمين الله ومجيئه الثاني. عندما لا يلتزم الشخص بهذه العقائد الأساسية فيكون قد اعتنق شِبه مُخلصّ – أي لا مُخلّص بالمرّة.

قال أحد الشعراء بهذا المعنى:

يجازيك الله حسب اعتقادك بيسوع
حيث لا يمكنك أن تحمل عنه فكرتَين متناقضتَين
فإن لم تحمل الفكر الصحيح
الذي يُظهره الله لك
يكون غضب الله من نصيبك.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 9 شباط



«مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا.» (لوقا 50:9)

يُظهر لأولّ وهلة أن هذا العدد يتناقض مع العدد السابق، لكن لا تناقُض البتة. هناك كان يسوع يتكلم إلى الفريسيّين غير المؤمنين قائلاً، «إن لم تقفوا إلى جانبي فأنتم ضدّي.» لكن هنا يختلف الأمر. لقد منع التلاميذ شخصاً يُخرج الشياطين باِسم يسوع وكان عُذرهم أنهّ ليس منهم فقال لهم يسوع: «لا تمنعوه، فمن ليس علينا فهو معنا.»

عندما يتعلّق الأمر بالخلاص يكون كل من ليس مع المسيح ضدّه. بينما في الخدمة فكل من ليس ضدّه فهو معه.

لا يدعونا الله لنُقاوم الذين يخدمون الرب. نعيش في عالم واسع وفيه مجالٌ واسعٌ لجميع الذين يخدمون دون أن يدوسوا على أقدام بعضهم البعض. ينبغي أن نقبل من كل قلوبنا كلمات المخُلّص «لا تمنعوه.»

لكن نلاحظ أنهّ في نفس الوقت لم يَطلُب يسوع من يوحنا والآخرين أن ينضمّوا إليه. يستعمل البعض أساليب لا تروق لغيرهم. يُشددّ البعض على جوانب مختلفة في عظاتهم. البعض مُتنوّر أكثر من الآخر. يتمتع البعض بحرية ليعملوا أشياء بينما آخرون يشعرون بتأنيب الضمير لها. لا نتوقّع أن يَتقَولب المؤمنون بقالبنا. لكن يجب أن نفرح لكل انتصار للإنجيل كما عمل بولس. فقد قال: «أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. فَهَؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقاً. وَأُولَئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً» (فيلبي 15:1- 18).

يتساءَل سام شوميكر عن هذا المبدأ التعليمي، «متى سنتعلّم أنه في حرب النور ضد الظلمة في أيامنا، نحتاج إلى دعم من حلفاء لا يتمتّعون بذوقنا الشخصي، ونتعلّم أيضاً أنه ينبغي على جميع المؤمنين أن يعملوا معاً ليشكلّوا قوة تخترق عواصف ضد المسيح.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 10 شباط


«وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ...» (غلاطية 16:5)


ماذا يتضّمن بالضبط السلوك بالروح؟ ليس كما يعتقد البعض أنه مُعقَّد وغير عملي. إليك مثالاً كيف تكون مسيرة يوم بالروح.

أولاً، تبدأ يومك بالصلاة. تعترف بكل خطية تعرفها في حياتك، وهذا يجعل منكَ إناءً نقياً جاهزاً لاستخدام الرب. تقضي وقتاً في التسبيح والعبادة، وهذا يُحضِّر روحك نحو الرب. تسلّمه قيادة حياتك، وهذا يجعلك حاضراً ليحيا الرب فيك. بتكرار هذا العمل من التكريس فإنك «تتوقّف عن التخطيط غير الضروري وتترك قيادة حياتك بين يديه.»

ثم تقضي وقتاً تتغذّى على كلمة الله. وهنا تحصل على مسار مختصر لإرادة الله في حياتك. ويمكن أن تحصل على إشارة خاصة لإرادته لك في ظروفك الحالية.

بعد انقضاء وقت التأمل هذا، قُم بأي عمل يدوي تجده يديك. وعادة ما تكون هذه الواجبات اليومية الروتينية العادية الكثيرة. وهنا تختلف نظرة العديد من الناس. يعتقد البعض أنّ السلوك بالروح غريب عن ملابس العمل. وفي الواقع فإن السلوك بالروح يتكوّن من الأمانة والنشاط في عملك اليومي.

تعترف بخطيتك وتتركها خلال النهار حالما تعي وجود خطية في حياتك. تُسبّح الرب عندما تتذكر بركاته. تطيع كل دافع لعمل الخير وترفض الوقوع في تجربة شريرة.

ثم تتقبل ما يأتيك خلال النهار كأنه إرادة الله لك. التوقُّف عن العمل يكون فرصة للخدمة. خيبة الأمل تصُبح موعداً مع الرب. إلإتصالات الهاتفية، الرسائل، الزوّار والضيوف تأتي كلها ضمن خطة الله لك.

اقتَبسَ هارولد وايلديش هذا التعريف في أحد كتبه:
«بينما تترك كل حمل خطاياك وتعتمد على عمل المسيح الكامل، أترك كل حمل حياتك وخدمتك وتوكَّل على الروح القدس العامل فيك الآن.»

تنازَل عن نفسك، في كلّ صباح، ليقودك الروح القدس واستمر في التسبيح والاسترخاء تاركاً إدارة حياتك له. داوم على هذه العادة طوال النهار، معتمداً عليه بفرح ومطيعاً له بتواضع، منتظراً أن يُرشدك، أن يُنيرك، يُوبّخك، يُعلمّك، يَستخدمك ليعمل مشيئته بواستطك. إعتمد على عمله فيك كحقيقة واقعة دون إعطاء أي إعتبار لما تبصره أو تشعر به. هلمّ نثق ونطيع الروح القدس كقائد لحياتنا ونتوقّف عن أعباء محاولة تدبير حياتنا بأنفسنا، عندها يظهر ثمر الروح فينا، كما يشاء، لمجد الله الآب.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 11 شباط


«مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ.» (عبرانيين 12:4)


عندما يتكلم الكتاب المقدس عن التركيب الثلاثي للإنسان، يكون الترتيب دائما: الروح، النفس والجسد. لكن عندما يستخدمه الناس يتبعون على الأغلب الترتيب التالي: جسد، نفس وروح. لقد قلب الإنسان ترتيب الله رأساً على عقب. يضع الإنسان الجسد أوّلاً، ثم النفس ويضع الروح آخر الكل.

شطرا الإنسان اللاّ ماديّتين هما الروح والنفس. تُمكِّن الروح الإنسان من الشركة مع الله. بينما تتعلقّ النفس بالعواطف والإنفعالات. مع أنه يصعب علينا التمييز بالتفصيل ما بين الروح والنفس، يمكننا وينبغي أن نتعلّم أن نميِّز بين كل ما هو روحي وما هو نفسي.

فما هو الروحي إذا؟ الكرازة التي ترفع المسيح. الصلاة لِلّه بواسطة يسوع المسيح بقوة الروح. الخدمة المدفوعة بالمحبة للرب وبقوة الروح القدس. العبادة التي بالروح والحق.

وما هو النفسي؟ الكرازة التي تجذب الإنتباه للإنسان، لمقدرته الخِطابيّة، الحضور القوي أو الذكاء. صلاة ميكانيكيّة بدون إشراك حقيقي للقلب مبنية لتترك انطباعاً على الناس. خدمة عُيِّنت للذات، تقوم بهدف الكسب المادي، تفعيل أساليب جسدية. عبادة تدور حول مواد مساعِدة مرئية بدل الحقائق الروحية غير المرئية.

ماذا ينبغي أن تعمل كنيسة الله بما يتعلّق بالأبنية المكرّسة، بزجاج النوافذ الملّون، الملابس الكهنوتية، ألقاب الشرف، الشموع، البخور وكل باقي الزخارف. ماذا ينبغي أن تعمل الكنيسة بنفقات الدعاية، بجمع الأموال لدفع الإيجار والرواتب، بالتحايُل بالإنجيل، باتباع الشخصيّات وبالنفقات الباهظة على الموسيقى.

الدعايات التجارية بالمجلات المسيحية تكفي لتظهر كم نفسيّين أصبحنا.

يضع بولس الرسول فاصلاً بين الخدمة التي من ذهب أو فضة أو حجارة كريمة والخدمة التي من الخشب أو العشب أو القش. (كورنثوس الأولى 12:3). كل ما هو روحي يصمد أمام نار الله الفاحصة. كل ما هو نفسي يحترق بالنار.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاحد 12 شباط


«لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ» (يوحنا 21:4)

كان جبل جرزيم مركز العبادة عند السامريين. أمّا بالنسبة لليهود فكانت مدينة أورشليم حيث وضع الله اسمه. لكن يسوع أعلن للمرأة السامرية عن ترتيب جديد. «تأتي ساعة وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.»

لا يوجد مكان مُعينّ واحد في العالم مُخصصّ للعبادة. في نظامنا الديني حلّ الشخص المقدس محل الموقع المقدس. يسوع المسيح هو المركز الذي يجمع حوله شعبه. لقد تحققت كلمات يعقوب حين قال: «وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ» (تكوين 10:49).

نجتمع إليه. لا يجذبنا إلى بعضنا البعض بناية مكرسة بنوافذ ملونة وموسيقى الأورغن. لا نجتمع حول إنسان مهما كان موهوباً أو بليغاً. يسوع المسيح هو القوة المغناطيسية الإلهية.

المكان على الأرض غير مهم، يمكن أن نجتمع في كنيسة، في بيت، في حقل أو في كهف. في العبادة الحقيقية ندخل بالإيمان إلى الهيكل السماوي. هناك الآب السماوي. هناك الرب يسوع. هناك الملائكة في مهرجان احتفالي. هنالك قدّيسو العهد القديم. وهناك قدّيسو عهد الكنيسة الذين ماتوا. ولنا الامتياز أن ندخل إلى هذه الجماعة العظيمة لنسكب قلوبنا عبادة لِلّه بواسطة الرب يسوع بقوة الروح القدس. وهكذا بينما أجسادنا لا تزال على الأرض نرتفع بالروح عالياً «بعيداً بعيداً فوق العالم القلِق المتحارِب في الأسفل.»

هل يتناقض هذا مع قول الرب يسوع، «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، هناك أكون في وسطهم» (متى 20:18)؟ كلاّ، بل هذا هو الحق أيضاً. فهو حاضر بطريقة خاصة بين شعبه المجتمع باسمه. يحمل صلواتنا وتسبيحاتنا ويقدّمها للآب. يا له من إمتياز ليكون الرب يسوع في وسطنا.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاثنين 13 شباط


«لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً.» (رومية 8:13)

يجب ألاّ نرى هذا العدد وكأنه يمنع من أي شكل من أشكال الديون. لا يمكننا التهرّب في مجتمعنا اليوم من فواتير الهواتف، الغاز، والكهرباء والماء. وفي ظروف مُعينّة نكون تلاميذ أفضل عند شراء بيت بالأقساط وبهذا يكون أكثر عدلاً من أن ندفع نفس الأقساط بدل دفع إيجار البيت. ومن المستحيل اليوم إدارة عمل دون الحصول على بعض القروض والديون.

لكن هذا العدد حتماً يمنع أعمالاً أخرى. يمنع الوقوع في الديون عندما تكون فُرص التسديد ضعيفة. نُمنَع من الإقتراض لنشتري سلعة تَخسر من قيمتها حالاً. نُمنع من تراكم الديون فوق طاقتنا. نُمنع من الإستدانة في أمور لسنا بحاجة إليها. نُمنع في الغرق تحت الديون حتى رؤوسنا، نقع تحت تجربة للإنفاق فوق طاقتنا خاصة عندما يكون بحوزتنا بطاقة استدانة. نُمنع من إضاعة مال الرب عندما نُطالب بدفع فوائد مصرفية عالية عند عدم تسديد ديوننا.

هدف هذا العدد أن يُنقذنا من مطالبات دائنينا الملحّة، من مشاكل مادية نابعة من الإنفاق الذي يفوق قدرتنا، ومن قضايا الإفلاس في المحاكم إذ أن كل هذه تُشوّه شهادتنا المسيحية.

وبصورة عامة ينبغي أن نمارس مسؤوليتنا المالية بالعيش المتواضع وفي نطاق قدرتنا، متذكّرين دائماً أن المدين يكون بمثابة عبد للمُقرض. (أمثال 7:22).

الدين الوحيد الملزم لنا هو محبتنا لبعضنا البعض. نحن ملزمون بمحبة غير المؤمن ومشاركته بالإنجيل (رومية 14:1). ملزمون بمحبة الإخوة وبذل أنفسنا لأجلهم (يوحنا الأولى 16:3). هذا النوع من الدين لا يقاضينا أمام القانون. بل بالأحرى تتمة للناموس كما يقول بولس الرسول.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 14 شباط


«وَالآنَ يَا رَبُّ انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ.» (أعمال 29:4)

عندما كان المؤمنون الأوائل واقعين تحت الاضطهاد لم ينتظروا أن تتغيّر ظروفهم لكنهم مجّدوا الله وسط هذه الظروف.

كثيراً ما نفشل نحن أن نحذو حذوهم. نؤجّل عملنا إلى حين تتحسن الأحوال. نرى الصعاب حجارة عثرة بدل أن تكون حجارة عبور وسط الصعاب. نعتذر عن استسلامنا وفشلنا بأن الظروف لم تكن مواتية ومثالية.

لا يندمج الطالب بعمل الرب منتظراً تخرّجه. ثم ينشغل بالغرام والزواج. ثم تأتي ضغوطات العمل والعائلة لتبقيه بعيداً عن الخدمة. يصمّم أن ينتظر حتى يتقاعد عن العمل وثم يقدّم كل حياته للرب. وعندما يصِل سنّ التقاعد يكون قد فقد الطاقة والرؤيا وينغمس في حياة الفراغ.

أو ربّما نجد أنفسنا مُجبرَين على العمل مع أناس يسلبوننا بطرق مغلوطة. ربّما هؤلاء يجلسون في مراكز قيادة في الكنيسة. ومع أنهم أمينون ويعملون بِجَد، نلاحظ أنهم غير متسامحين. فماذا نعمل؟ ننزوي جانباً منتظرين القيام ببعض خدمات الدفن من الدرجة الأولى. لكن هذا لا يفيد. أناس كهؤلاء يعمّرون طويلاً. انتظار خدمة الدفن لا تأتي بنتائج.

لم ينتظر يوسف خروجه من السجن لكي يحقّق حياته، كان يخدم الله في داخل السجن. أصبح دانيال بطلاً لِلهّ بينما كان في سبي بابل. لو انتظر حتى ينتهي السبي لفاته الوقت. بينما كان بولس مسجوناً كتب رسائل أفسس، فيليبي، كولوسي وفيلمون. لم ينتظر لتتحسن ظروفه.

الحقيقة البسيطة هي أن الظروف لن تكون أبدا مثالية في حياتنا هذه. ولا يوجد أي وعد للمؤمن بأن الظروف ستتحسن. وهكذا ففي الخدمة وفي الخلاص، الآن هو وقت مقبول.

قال لوثر: «يبدو أن كل من يرغب انتظار تحسُّن المناسبة للقيام بعمله، لن يجدها.» وقال سليمان الحكيم مُحذرّاً: «من يرصد الريح لا يزرع، ومن يراقب السحب لا يحصد» (الجامعة 4:11).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 15 شباط


«اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ.» (الجامعة 1:11)

يُستعمل الخبز هنا مجازاً ليعني القمح الذي يصنع منه الخبز. كان القمح يُنثر على وجه الماء عند الفيضان في مصر. وعند انحسار الماء يبدأ بالنمو ولكن الحصاد لا يكون حالاً بل «بعد أيام كثيرة.»

نعيش اليوم في مجتمع «فوري»، نريد نتائج فورية. عندنا قهوة فورية، شاي، حساء وشوفان. كذلك عندنا حساب فوري في المصرف وإعادة فورية لبرامج تلفزيونية.

لكن لا يكون الأمر كذلك في الحياة المسيحية والخدمة. لا نُكافأ على أعمالنا الحسنة فوراً. ولا تستجاب صلواتنا دائماً حالاً. ولا نرى نتائج خدمتنا حالاً.

يستعمل الكتاب المقدس الدورة الزراعية مثالاً للخدمة الروحية. «خرج الزارع ليزرع »، «أنا غرست، وأبولُّس سقى ولكن الله كان يُنمِّي»، «أولا نباتا، ثم سنبلاً وثم قمحاً ملآن في السنابل.» تكون العملية تدريجية تمتد على فترة من الزمن. ينمو الكوسا أسرع من البلّوط، لكنه بحاجة لوقت.

لذلك توقُّع نتائج فورية لأعمال الخير التي نعملها لا يكون واقعياًّ. توقُّع إستجابة فورية لصلواتنا لا تدل على النضج. ليس من الحكمة أن تطلب تصميماً من شخص يسمع الإنجيل لأول مرة. الإختبار العادي يكون بالعطاء، بالصلاة والخدمة بلا كلل على مدى فترة من الزمن. تعمل هذا واثقاً أن عملك للرب لا يكون عبثاً. وبعد فترة ترى النتائج، لكي لا تنتفخ كبرياء لكن تمتلئ تشجيعاً لتستمر في عملك. لا تُعرف النتائج الكاملة حتى نصل السماء حيث المكان الأفضل والمؤكد لنرى ثمار تعبنا.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 16 شباط



«أَيْضاً فِي الضِّحْكِ يَكْتَئِبُ الْقَلْبُ.» (أمثال 13:14)


لا شيء كامل في هذه الحياة. يختلط الضحك بالحزن. في كل قطعة ماس عيب ما. لكل شخص عيب في شخصيته. كما أنه في كل تفاحة دودة كذلك في الحياة.

يحسن أن يكون الإنسان مثاليّاً، لقد وضع الله فينا اشتياقاً للكمال. لكن يحسن أن نكون واقعيين، إذ لن نجد الكمال المطلق تحت الشمس.

يسهل على الصغار الإعتقاد أن عائلتهم هي الوحيدة التي فيها نزاعات. أو أن والديهم هم الوحيدون الذين لا يملكون شخصية تلفزيونية ساحرة.

يسهل علينا الوقوع في الإحباط من شركة كنيستنا المحلية، ونعتقد كل الوقت أن كل شيء مزدهر في الكنيسة الأخرى عبر الشارع.أو يسهل قضاء العمر كله بالتفتيش عن أصدقاء مثاليين تماماً. نتوقّع الكمال في الآخرين مع أنه لا يمكننا أن نكون نحن كاملين بأنفسنا.

ينبغي أن نواجه الحقيقة كما هي إذ لكل فرد هفواته الشخصية، ظاهرة عند البعض أكثر منها عند الغير. كل ما ارتفع مركز الشخص تبدو عيوبة واضحة جليّة. وبدل أن يخيب أملنا من أخطاء الغير يكون من الأفضل أن نشدد على المميزات الحسنة في المؤمنين الآخرين. وتوجد هذه في كل واحد أيضاً. لكن تجتمع هذه الصفات الصالحة جميعها في شخص واحد هو الرب يسوع المسيح.

أعتقد أن الله قد تركنا مع رغبة للكمال يصعب الرضى عنها هنا على الأرض لكي ننظر إلى الذي بلا عيب أو خطية. يجتمع فيه كل جمال الأخلاق. لا خيبة أمل فيه.
 
أعلى