وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كرامة الخدمة الحقيقية

1249733783.jpg


إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ ( يو 12: 26 )

من الأمور المهمة التي ينبغي أن نعرفها جيدًا أنه من الممكن أن يكون هناك ”شغل“ كثير دون أن تكون هناك أية خدمة. والخادم الحقيقي هو الذي يصنع مشيئة سيده ومسرته. فقد يخدم خادم من الصباح إلى المساء في كد وتعب، ولكن ليس كما يريد سيده ولا حسب مسرة قلبه. فهل هذا يُحْسَب خادمًا؟ هل تعبه هذا يُحْسَب خدمة؟

إن المطلوب في الخادم، قبل كل شيء، هو أن يكون في خضوع، فلا يمارس إرادته الذاتية واستحسانه البشري في الخدمة، وأن يكون صاحيًا واعيًا لا يتخلَّف بعدم فهم عن ما هي إرادة الله الصالحة، وأن يكون نشيطًا فيؤدي الخدمة بغيرة متوقدة متوثبة. وعلى كل هذه أن يكون مُحبًا؛ بالمحبة يَخدم، ومن نبع المحبة تفيض خدمته.

تأمل أصحاب داود الثلاثة الذين شقُّوا المَحَلَّة، واستقوا ماء من بئر في قبضة الأعداء ( 2صم 23: 14 -17)، لقد فهموا مشيئة مسيح الرب، وبالمحبة المضحية في خضوع ووعي وغيرة خدموه مُخاطرين بأنفسهم، فأُكْرِمُوا. لقد جاءوا بخدمتهم إلى سيدهم فرحين بعملهم خدمةً له تُشبع قلبه. إنهم لم يعلنوا عنها ولم يطبِّلوا ويزمِّروا مفتخرين بما عملوا، بل كان فرحهم في أنهم صنعوا مسرة داود. والرب يسوع يقول: «إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي» ( يو 12: 26 )، فهل نحن على استعداد لأن نتبعه في الطريق الذي انتهى به إلى الرفض، وحَملِْ العار خارج المَحَلَّة؟

ويجب أن ندرك تمام الإدراك أنه من المُلذ لقلب الرب وأكثر بركة لقلوبنا أن نكون «في شركة معه».
هذا أفضل من أن نخدمه مجرَّد خدمة. ونحن نقرأ عن البعض أنهم «تركوا كل شيء وتبعوه» هذه هي روح الخدمة الحقيقية. ويا لها من بركة عظيمة عندما يستحوذ الروح القدس على القلب، ويكشف عن جمال وكمال وصفات «ابن الله»، حتى يشبع به القلب، ويزدري بكل شيء عَداه! لأنه لا يوجد شيء يمكنه أن يطرد العالم من قلوبنا غير حلول المسيح فيها.

ليتنا نجتهد أن نكون مرضيين عنده ونصنع مرضاته. هذه هي الخدمة الأعظم التي نؤديها لسيدنا. وشرف هذه الخدمة يمكن أن يكون من نصيب أي مؤمن؛ الصغير والضعيف مثل الكبير والموهوب، الجميع يمكنهم ذلك إن جنَّدوا الإرادة لإشباع محبته.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
سوداء وجميلة

5841942941.jpg


أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ ... لاَتَنْظُرْنَ إليَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأنَّ الشَّمْسَ قَدْ لوَّحَتْنيِ ( نش 1: 5 ، 6)

يمكننا أن نرى في فعل حرارة الشمس التي لوَّحت العروس إشارة إلى تأثير معاملات الله معنا وتدريباته لنا بالآلام، فإنه علاوة على معاملاته الحُبية الحلوة معنا، هناك طرق وتدريبات إلهية مُذللة لنفوسنا، وهذه جوهرية ولازمة لنا كتلك أيضًا.

إن كل طرق الله وتدريباته وإن كانت مُذلة لنفوسنا، وتجعلنا ندرك حقارتنا في ذواتنا، إلا أنها تُجمِّل حياتنا بسجايا وفضائل روحية جليلة القدْر.
نعم إن التأديب، وإن كان أليمًا ولكنه «أخيرًا يعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» لأنه «لأجل المنفعة، لكي نشترك في قداسته» ( عب 12: 10 ، 11).

إن ما جعل الرسول بولس وضيعًا في عيني نفسه كما في عيون آخرين أيضًا كان في الواقع ربحًا روحيًا له، فقد استطاع مقاوموه أن يقولوا عنه بأن «حضور الجسد ضعيف، والكلام حقير» ( 2كو 10: 10 )، ولكنه إذ كان ضعيفًا فقد حلَّت عليه قوة المسيح. فإن كان السواد ظاهرًا فيه، فإن الجمال كان باهرًا أيضًا إذ اجتذب قلوب المؤمنين لأنهم رأوا فيه جمال المسيح يسوع ( غل 4: 14 ). فإذا كانت طرق الله وتدريباته أليمة ومُذلة، إلا أنها تنقي حياتنا من كل ما هو من الجسد ومن كل ما لا يليق بالعروس، بل بالحري تُكسب النفس جمالاً روحيًا مقدسًا.

إن كل جمال يزيِّن حياة العروس إنما هو من الوجه الواحد نتيجة لمعاملات المسيح الحُبية الحلوة، ومن الوجه الآخر نتيجة لمعاملات الله التأديبية المؤلمة، وإن ما يذللنا ويحقِّرنا في أعين ذواتنا، يمهّد السبيل للتمتع بغنى نعمة المسيح.

لقد اختبر أيوب قديمًا كيف أن شمس التجارب قد لوَّحته فقال: «حَرِش جلدي عليَّ وعظامي احترَّت من الحرارة فيَّ» ( أي 30: 30 )، وقد كان هذا لازمًا له لتنقيته من الاعتماد على بره الذاتي، وإزالة ما كان في نفسه من زهو. كان لازمًا أن تحرقه الشمس بحرارتها اللافحة حتى يذبل «لأن الشمس أشرقت بالحرّ، فيبَّست العُشب، فسقط زهره وفَنيَ جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضًا في طُرقه»، وماذا تكون نتيجة هذه التدريبات؟
«طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكَّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه»
( يع 1: 11 ، 12).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الفرصة الضائعة
7607077904.jpg


اذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ ( أع 24: 25 )

فيلكس الوالي رغم شره الواضح، إلا أن نعمة الله أتاحت له أن يتعامل مع الرسول بولس ويسمع منه كلامًا هامًا عن خلاص نفسه، فكان كلام بولس معه مُركِّزًا على مستقبله الأبدي، وعن موقع حياته من الرب يسوع، الأمور التي كان هذا الوالي يتجاهلها ولم تكن في حساباته قط.

كلَّمه بولس عن البر وعن التعفف وأخيرًا عن الدينونة ورهبتها حيث النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا يموت.

تأثر فيلكس بالكلام وارتعد، لكنه للأسف أجَّل أخطر قرار وقال لبولس:
«اذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك». ولم يُخبرنا الكتاب أنه حصل على وقت، والآن هو في أشد الندم في الهاوية على هذه الفرصة الثمينة التي أهدرها ليس برفضه لها بل بتأجيله لقبولها.
فقد كان عنده وقت لأمور كثيرة لن يتوقف عليها خلاصه الأبدي، ولكن أهم وأخطر شيء لم يكن عنده وقت له.

عزيزي .. ربما سمعت عظات كثيرة لكثير من الخدَّام، آسف أن أخبرك أن سماعك للوعظ فقط ليس كافٍيًا.

ربما في سماعك لبعض العظات تأثرت لكن هذا التأثر بدون أخذ قرار رجوعك للرب ليس كافٍيًا.

ربما اقتنعت أنه يجب أن يكون لك رجوع حقيقي للرب ولكن ليس الآن بل غدًا، لكن اقتناعك هذا لن يفيد طالما لم ترجع إلى الرب بعد.

فها شخص كان له كل هذا، ومع ذلك هلك، رغم أنه تأثر، وذلك لأنه لم يعطِ لأمور الله وقتًا وأجّل أخطر قرار. ولأنه لم يسمع لقول الكتاب الذي يعرِّفنا أن وقت الخلاص ليس غدًا ولا حتى بعد ساعات، بل «الآن» ... «هوذا الآن وقت مقبولٌ. هوذا اليوم يوم خلاصٍ» ( 2كو 2: 6 و3).
فهل تأتي قبل فوات الأوان؟
icon7.gif

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أمجاد الصليب
9561295225.jpg


ﭐلآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ ( يو 13: 31 )

انظر كيف تمجد الله في الصليب:

هل الله بار وعادل في دينونته للخطية؟ لقد أظهر الصليب ذلك بأجلى بيان. هل الله محبة كاملة للخاطئ المسكين؟ لقد أظهر الصليب ذلك بكل جلاء.
هل كان جلال الله يقتضي أن يتبرر ضد الخطية العاصية؟ لقد فعل الصليب ذلك مع تبرئة الخاطئ الأثيم.
هل الله حق، وقد قال إن الموت يتبع الخطية، في حين قال الشيطان ـ ولا زال يقول ـ غير ذلك؟
فأين تجد الشهادة قوية أكيدة على صدق قول الله كما تجدها في الصليب حيث مات ابن الله المبارك كإنسان؟

ومع ذلك فقد حصّل لنا بموته ـ تبارك اسمه ـ حياة بعيدة عن متناول الموت والدينونة. وهل كانت خطاياي تضغط عليَّ حتى لم أكن أجرؤ على رفع رأسي؟ لقد رُفعت عني جميعها، بحيث أستطيع أن أرى الله في النور بلا خوف. لقد برهن على محبته، وأستطيع أنا بدوري أن أتمتع بهذه المحبة. ففي الوقت الذي فيه أظهر الإنسان بغضه الشديد لله بقتل ابنه، أظهر الله كامل محبته للإنسان ببذل ابنه ليرفع الخطية البادية في قتله!

ثم أين ظهرت الطاعة كما ظهرت على الصليب؟ وأين بانت المحبة لنا كما بانت على الصليب؟
وأين تجلَّت رغبته في تمجيد أبيه كما تجلَّت هناك؟ وهكذا تمجد الابن، وتمجد الله فيه في كل ناحية من نواحي طبيعته، أي في محبته وبره وحقه وجلاله. الكل ظهر وتجلى على الصليب بصورة مجيدة باهرة.

وماذا كانت النتيجة؟ لقد أبطل سلطان الموت وخوفه من جهة المؤمن. فالموت ما هو إلا طريق المؤمن إلى الفردوس. والخطايا التي كان يخشاها، لأن في أعقابها الدينونة، قد رُفعت ومُحيت، وهو يعلم أن الله يحبه ـ يحبه هكذا حتى بذل ابنه نيابة عنه لينقذه من الهلاك. إنه يعلم أن الله ليس عنده شيء يحسبه عليه لأن المسيح قد حمل الكل، ويعلم أن الله أمين وعادل حتى يغفر جميع خطاياه.

ومع ذلك، فهل الخطية شيء هيِّن لدى الشخص الذي له هذا السلام التام مع إله المحبة؟
إنه بسببها مات ابن الله.
لقد حصل المؤمن على كل البركات والمزايا العظمى والثمينة بفضل ذلك العمل الذي يجعل الخطية أبغض شيء لنفسه، والذي يربط قلبه بالرب يسوع الذي رضيَ أن يتألم هكذا لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
بنعتذر خالص لتوقف مشاركات الموضوع بسبب أسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد
كل سنة وانتم ف المسيح

تابعوا وصلواتكم من اجلنا...
آمين
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أليصابات
2324179862.jpg

فَلَمَّا سَمِعَتْ أليِصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنيِنُ فيِ بَطْنِهَا..وَصَرخَتْ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ..، وَمُبَارَكَةٌ هيَ ثمرة بَطنِكِ ( لو 1: 41 ، 42)

إن ارتباط كل من زكريا وأليصابات ويوحنا له دلالات روحية هامة. فمعنى اسم «زكريا» ”الرب يذكر“، و«أليصابات» معناه ”قسم الرب“، و«يوحنا» معناه ”الرب حنَّان“.

وها هو الرب يذكر قسَمه الذي أعطاه لإبراهيم، حيث في نسله (أي المسيح) تجيء البركة، وها هو على مبدأ النعمة يعطيهم يوحنا المعمدان الذي يهيئ الطريق أمام المسيا؛ الرب يسوع المسيح.

وعندما بدأ حَبَلها، أخفَت أليصابات نفسها خمسة أشهر قائلة: «هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إليَّ، لينزع عاري بين الناس» (ع25).
وبالتأكيد ـ خلال هذه الأشهر الخمسة ـ كانت أليصابات تعظم نعمة الله التي اتجهت إليها. وفي الشهر السادس من حَبَلها زارتها العذراء مريم، وعندما دخلت العذراء وسلَّمت عليها، حدث هذا الأمر العجيب؛ أن يوحنا المعمدان الذي كان له ستة أشهر جنينًا، ارتكض بابتهاج في بطن أمه، أي أنه قفز وكأنه انحنى ليقدِّم السجود للرب يسوع الذي كان في بطن العذراء.

ومن هنا، وبفم وقلب ممتلئان بالروح القدس، صرخت أليصابات بصوتٍ عظيم، ونطقت بتسبحتها العظيمة. وأول عبارة نطقت بها أليصابات للعذراء هي:
«مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك!» (ع42). ولنلاحظ جيدًا قولها: «مباركة أنتِ في النساء»، وليس ”على النساء“.
وهنا نجد الفرق بين التطويب والسجود، فالسجود هو للرب وحده فقط، أما التطويب فيخص كل المؤمنين ( مت 5: 3 - 12).

كان تواضع العذراء عجيبًا كونها ذهبت إلى أليصابات، ولكن تواضع أليصابات أعجب، فقد تعجبت ـ في تواضعها ـ عن كيف تنازلت العذراء حتى تأتي لزيارتها، وهي التي شرَّفها الرب أن تكون والدة المسيا الملك، من نسل داود (ع43).

لقد تميَّزت أليصابات بفهم روحي عميق، فقد أدركت أن ذلك الشخص العجيب المحمول في بطن العذراء هو ربها وسيدها، الذي لم يكف لحظة واحدة أن يكون «حاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته» ( عب 1: 3 )، فنطقت بتلك العبارة العجيبة: «مِن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟» (ع43).

وفي ختام تسبحتها طوَّبت أليصابات مريم لإيمانها أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب (ع45).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عودة اليقين والسلام

1220203675.jpg


ثم قال لتوما هات اصبعك إلى هنا ... ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً ( يو 20: 27 )

في هذه الحادثة نجد أن توما يمثل الأقوال التي قالها بطرس: "لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر ..." ( 2بط 1: 9 ) حيث نجد في توما عدم التصديق والشك في شهادة التلاميذ عن الرب المُقام في ذلك الاجتماع الذي تغيب عنه توما، وعبثاً حاول التلاميذ إقناعه، لكنه لم يقتنع ليس لأن المشكلة في التلاميذ بل المشكلة في توما ذاته. وإن جوابه "إن لم أُبصر في يديه أثر المسامير ... لا أومن".

ومن كلمات توما نجد ليس فقط عدم التصديق، بل التمسك برأيه ووضع شروط عديدة يريد أن يتحقق منها أولاً ثم يؤمن. فهو يقول أولاً: أريد أن أرى يديه ومن ثم أرى أثر المسامير.
فنسأل توما: هل يكفيك هذا؟
قال لا، بل أريد وضع أصبعي في أثر المسامير. وإن افترضنا أنك وضعت أصبعك في أثر المسامير، هل يجعلك هذا تؤمن؟ قال لا، أريد أن أضع يدي في جنبه وعندها أومن. وهكذا استمر توما ثمانية أيام في حالة الشك والضعف.

وربما أنت أيها القارئ نظير توما، لكن ليس لمدة ثمانية أيام، بل ثمانية شهور أو أكثر! لكننا نقرأ أنه بعد ثمانية أيام جاء يسوع إلى التلاميذ وتوما معهم. وهنا نجد بداية العلاج إذ كان توما حاضراً معهم، والسؤال كيف اقتنع توما أن يحضر هذا الاجتماع؟
لا ندري، لكن المهم أنه جاء للمكان الصحيح وهذه أول خطوة في العلاج.
وقد حضر الرب خصيصاً لتوما حيث قال له هات اصبعك إلى هنا وابصر، حيث كان توما في وضع كأنه أعمى وقصير البصر ليس له وسيلة لرؤية الأشياء إلا عن طريق اللمس باليد نظير الأعمى، أو قصير البصر الذي يتعرف على الأشياء من خلال اللمس. ثم قال له الرب هات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً.
وهنا صدّق توما دون أن يضع أصبعه أو يده بل اكتشف أنه أمام الرب القدير الذي كان سامعاً أقواله، وما نطق به من كلمات الشك، فصرخ ربي وإلهي!

والرب يقول لك هات آخر ما عندك من ذرة الإيمان، وهات أصغر ما عندك - أصبعك أو يدك، وتعال أبصر محبتي لكي تعود إلى حالة اليقين والسلام.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أرضعوهم لبن الكلمة
5789976599.jpg


وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا..عَلى قَلبِكَ، وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ، وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ... ( تث 6: 6 ، 7)
أعظم الأعمال التي يمكن أن نعملها في هذا العالم هي التي تؤول إلى منفعة أبدية. ولا شيء تحت الشمس يثبت ويدوم إلا ما له علاقة بالفداء الذي صنعه ربنا يسوع المسيح.

كل مكسب وكل غنيمة وكل فرح وكل شبع تحت الشمس لا بد يُسدل عليه ستار الختام وينتهي خبره مهما طال أمده. أما كل ما له علاقة بالفداء الذي صنعه الرب يسوع المسيح بدمه، كل زرع من الله بالروح القدس لا بد يثبت ويدوم.


من أجل ذلك إن كنا بالغريزة نحب أولادنا ونحب خيرهم فليس أكثر خيرًا وأوفر ثمرًا من أن نراهم وقد حصلوا على الحياة الأبدية والخلاص من دينونة الله المُعلنة على جنس آدم الساقط. هذا هو المكسب الأبدي والنصيب الذي لا يُنزع أبدًا.


هذا هو فكر الله من القديم وقد عبَّر عنه حين قال لموسى: «ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقُصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم» ( تث 6: 6 ، 7).


وإذا كنا نهمل تربية أولادنا على مبادئ الكلمة الإلهية، ولا نكلِّف أنفسنا أي جهد في سبيل توصيلها إليهم بقدر ما يعطينا الرب من نعمة، فكيف نضمن حصولهم على أغلى بركة نرجوها لهم؟


إن رجالاً ونساء خدموا الله خدمات مباركة جدًا وربحوا أجرًا جزيلاً جدًا بسبب الجلسات العائلية المباركة حول الرب لدراسة الكلمة وللصلاة. وفي بيوت كثيرة مباركة يمثل المذبح العائلي ركنًا مقدسًا لأجل بركة الأولاد والوالدين على السواء.


إن ”سبرجن“ الرجل الذي خدم سيده وربح آلاف النفوس بمواهبه التبشيرية والتعليمية يقول إنه مديون لأُمه التقية التي علَّمته منذ نعومة أظفاره طريق المكتوب. كانت تعلِّمه قراءة آيات الكتاب المقدس، وكانت تصلي مع أفراد العائلة. وفي ختام الجلسة كانت تسأل كل واحد منهم عن مدى الوقت الذي سوف يمر قبل أن يتعرف بالرب ويقبل خلاص الله من يده المُحبة. وكان ”سبرجن“ حتى في شيخوخته يذكر كلمات أُمه، ويذكر ترنيمتها المفضَّلة التي كانت ترنمها كثيرًا بعد كل جلسة مباركة مع أولادها، وفيها تقول:


ما أعظم العملْ ما أكرم الهدفْ

تستصغر الجهودْ يُستعذب التعبْ
إذ تجمع الخرافْ إلى الراعي العظيمْ
ويسكـن البنونْ منازل النعيـمْ

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الظهور بالمجد

8351055863.jpg


وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ.. وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ، ...وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ
مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً ( أس 8: 15 )

في المشهد الذي يصفه هذان العددان ( أس 8: 15 )
نرى صورة في غاية الجمال لربنا يسوع في مجيئه لخلاص شعبه الأرضي من ضيقتهم الأخيرة.
تأمل ذلك الرجل الذي أُعدَّت له الخشبة لكي يُصلَب عليها. وانظر التغيير العجيب الذي تم في ظروفه؛ إنه الآن يلبس اللباس الملكي، وتاج الذهب على رأسه!

مردخاي“ معناه ”الرجل الوضيع“، وهو من هذه الناحية يضع أمامنا ذاك الذي مع أنه الله، ولكنه بالنعمة تنازل ليصير إنسانًا «الذي إذ كان في صورة الله، لم يَحسِب خُلسةً أن يكن مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبدٍ، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» ( في 2: 6 -8).

كان ذلك عندما حجب قوته وستر مجده واستطاع أن يقول: «أما أنا فدودةٌ لا إنسان» ( مز 22: 6 )، حتى إن أعداءه لم يقدِّروه أقل تقدير، وباعه يهوذا بالثمن الذي يُباع به عبد.

إنه بملء النعمة تنازل ليكون بالتمام كما كان مردخاي، وضيعًا في عيني الإنسان، «محتقرٌ ومَخذولٌ من الناس». ولكن كما رُفّعَ مردخاي اليهودي من مكان الاتضاع إلى ذروة المجد، هكذا نقرأ عن ذلك المُحْتَقَر والمَخْذُول من الناس:

«لذلك رَفَّعَهُ الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل رُكبة ممن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 9 -11).
فكما أنه تواضع أكثر من أي إنسان، بل وصل إل أعمق مكان في الاتضاع، هكذا رُفع إلى أعلى مكان؛ إلى يمين عرش الله. وكما كان الصوت المرتفع أمام مردخاي، وهو في موكب نُصرته في شوارع المدينة، بأمر الملك هو:
«هكذا يُصنَع للرجل الذي يُسرُّ الملك بأن يُكرمه»، هكذا إرادة الله الآن أن: «يُكرِم الجميع الابن كما يُكرمون الآب» ( يو 5: 23 ).
والذين يرفضون ذلك الآن، سيعترفون في المستقبل «أنَّ يسوع المسيح هو ربٌ»، وليس هنا في الأرض فقط، حيث لا يزال مرفوضًا، ولكن حتى الذين فارقوا مشهد هذا العالم، وهم الآن في الهاوية، سيعترفون به ويجثون أمامه كرب.

نعم، سيأتي سريعًا من السماء ذاك ”المُستتر في الله“، ويُستعلن بقوة ومجد كثير، وفي نفس مشهد عاره وآلامه وموته، سيتمجَّد من الجميع.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الله هو الذي يُبرِّر
8417155672.jpg


مَنْ سَيَشْتكَيِ عَلَى مُخْتاَرِي الله؟ الله هُوَ الَّذِي يُبرِّرُ ( رو 8: 33 )

إن أعظم حقيقة تحت الشمس هي أن الله بواسطة دم المسيح يستطيع أن يُبرِّر الفاجر. والتبرير الذي يعطيه الله لا يمكن أن ينزعه أحد. إذا حكم القاضي ببراءتي، فمَن له سلطان أن يدينني بعد؟ إن بررني الله، فمَن يستطيع أن يشتكي عليَّ؟ «مَن سيشتكي على مُختاري الله؟
الله هو الذي يُبرِّر».
إن تبرير الله هو الجواب الكافي للضمير المُتعب. بهذا التبرير نستطيع أن نقف ضد هجمات الشيطان والأشرار. بهذا التبرير نقابل الموت في هدوء. بهذا التبرير سنقوم (لو دخلنا القبر) في غلبة. بهذا التبرير سندخل بيت الآب ونوجد إلى الأبد.

أيها العزيز .. إن الرب يستطيع أن يمحو كل خطاياك، حتى ولو كنت قد غرقت في الخطية إلى هامة رأسك فإنه يستطيع بكلمة واحدة أن ينتزع الإثم ويقول لك «أريد فاطهر». إن الرب غافر عظيم.

إني أؤمن بغفران الخطايا. فهل تؤمن أنت كذلك؟
إن الرب يستطيع الآن أن يقول لك: «مغفورة لك خطاياك. اذهب بسلام».
وإذا فعل ذلك فلا قوة في السماء أو على الأرض أو تحت الأرض تستطيع أن تضعك تحت شُبهة، ومن باب أولى تحت غضب.
لا تشك في قوة محبة العلي. قد لا تستطيع أن تسامح صديقك إذا أخطأ إليك خطأً بسيطًا بالنسبة لما تُخطئ أنت به إلى الله. ولكن يجب ألاّ تكيل قمح الله بكيلتك.
إن أفكاره وطرقه تعلو فوق أفكارك وطرقك أكثر من علو السماء فوق الأرض.


تقول: ”إنه لمعجزة عظيمة أن يسامحني الله“.
نعم الأمر هكذا هي معجزة سامية، ولذلك هو يعملها لأنه الله الذي يعمل الأعمال العظيمة الفائقة الإدراك والمعرفة التي لا ننتظرها نحن.

عندما كان ينظر الذين لدغتهم الحية إلى تلك الحية المُحرقة المعلَّقة على الراية، كانوا يُشفون على الفور، وهكذا الحال مع كل شخص ينظر إلى المسيح المصلوب. يقول الرب: «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15).
ليتك تؤمن أيها القارئ العزيز بكلام الرب هذا فتختبر صدقه عمليًا في نفسك.
icon7.gif

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
بصلئيل وأهوليآب
8868834995.jpg


اُنْظُرْ. قَدْ دَعَوْتُ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي.. بِاسْمِهِ .. لِيَعْمَلَ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ. وَهَا أَنَا قَدْ جَعَلْتُ مَعَهُ أُهُولِيآبَ ( خر 31: 1 - 6)
في اختيار الرب لبَصَلْئِيلَ وأهُولِياب للخدمة، نجد ثلاثة أمور هامة:

أولاً: الدعوة بالاسم: فيقول الرب: «انظر. قد دعوت بصلئيل بن أُوري بن حور... باسمه». وأيضًا «وها أنا قد جعلت معه أُهوليآب بن أَخيساماك»، من ذلك نفهم أن الخادم لا بد أن يدعوه الرب باسمه ولا يخرج من تلقاء نفسه.

ثانيًا: إعداد الخادم للقيام بالخدمة فيقول الرب: قد ملأته من:

1- روح الحكمة: لقد ملأه الرب من هذه الحكمة التي من فوق ( يع 3: 17 ). والعبد الذي يقوم بالخدمة داخل البيت يجب أن يكون أمينًا حكيمًا، ليُعطي العبيد رفقاءهُ الطعام في حينه ( مت 24: 45 ).

2- روح الفهم: إن الرب يعطي فهمًا للعاملين معه، وكما يوصي الرسول ابنه تيموثاوس، يقول له: «افهم ما أقول. فليُعطِكَ الرب فهمًا في كل شيء» ( 2تي 2: 7 ).

3- روح المعرفة: المعرفة تعني الاستنارة والبصيرة الروحية لكل مَن يستخدمه الرب. ويقول الوحي في أفسس1: 17، 18 «كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته، مُستنيرة عيون أذهانكم».

ثالثًا: تحديد نوع الخدمة التي يقوم بها الخادم ( خر 31: 4 ، 5). فيقول له الرب: «لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس، ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب. ليعمل في كل صنعة» ( خر 31: 4 ، 5).
ويقول الوحي: «ليكن كلُّ واحدٍ بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضًا، كوُكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة» ( 1بط 4: 10 ).

مما سبق نفهم أن الرب أعطى بصلئيل وأهوليآب ثلاثة أمور لكي يخدما:
وهي روح الحكمة، روح الفهم، المعرفة. لكن أعظم خادم وطأت قدماه أرضنا؛ الرب يسوع، يقول عنه الروح القدس في إشعياء11: 1، 2 «ويخرج قضيبٌ من جذع يسى، وينبت غصنٌ من أُصوله، ويحل عليه روحُ الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب». يحِلُّ عليهِ، ليس فقط روح الحكمة والفهم والمعرفة، لا ثلاثة خصال وفضائل فقط، بل سبعة، إذ إنه الكامل وحده.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الصلاة في الروح

5671736947.jpg


مُصَلّيِنَ فيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ ( يه 1: 20 )

من البديهي أن يكون المُصلي في الروح قد نال سُكنى الروح القدس لسبب إيمانه القلبي بالمسيح كالمخلِّص الوحيد والغافر لكل خطاياه غفرانًا أبديًا.
إن الصلاة في الروح هي أن يكون للروح القدس السيادة الكاملة على أفكار وعواطف وإرادة المُصلي أثناء الصلاة.

3- وبالتالي يكون المُصلي مُعبرًا عن كل ما يتوافق مع فكر الله ومشيئته، فنصلي بما يريد أن يصنعه ويتممه الرب لحياتنا وخدمتنا.

4- إن الصلاة في الروح تعني أن نصلي في إطار كلمة الله والفهم الصحيح لها، بحيث لا يوجد تعارض بين ما تُعلنه كلمة الله وبين ما نطلبه في صلواتنا.

5- إن الصلاة في الروح تعني في المقام الأول الاهتمام بما يختص بالأمور الروحية والإلهية لأن هذه الأمور لها الأولوية في اهتمامات الروح القدس.

6- إن صلاتنا لأجل أنفسنا وذواتنا ليست لإضافة المزيد لِما نرغبه أو نتمناه، بل إننا نصلي لأجل احتياجاتنا الحقيقية في ظروفنا الحاضرة.

7- وبالتالي، فإن الصلاة في الروح ليست هي محاولة تسخير الله وقدرته ليعمل لنا ما نريده. فليست الصلاة في الروح مجالاً لاستعراض عضلاتنا الروحية أمام أنفسنا أو أمام الآخرين.

8- إن الصلاة في الروح تُخرجنا من دائرة الاهتمام والمشغوليات بذواتنا، بل إنها تقودنا للاهتمام بأحوال وظروف المؤمنين من حولنا.

9- إن الصلاة في الروح تُنير وتوضح لنا الطريق التي نسلكها والقرارات التي يجب علينا أن نتخذها بشأن أمور حياتنا وخدمتنا.

10- إن الصلاة في الروح تهَبنا قدرات إيمانية لفهم وتمييز طرق وأساليب إبليس، ومن ثم القدرة على مقاومته وتحقيق الغلبة والنُصرة عليه.

11- إن الصلاة في الروح تمنحنا الثقة واليقين التام بأن الرب مُستمع لصلواتنا ويستجيب لطلباتنا في الوقت المناسب، وبالطريقة والأسلوب الذي يمجِّد الرب.

12- إن الصلاة في الروح ليست حالة مؤقتة نمارسها بين الحين والآخر أو في ظروف خاصة، بل يجب أن تكون هي الطابع الذي تتميز به حياتنا الروحية.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
هو قد فعل
8334647789.gif


يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرِّهِ شَعْبًا سَيُولَدُ بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ ( مز 22: 31 )
«قد فعل» ( مز 22: 31 ).
عندما تُرجمت هذه العبارة في الترجمة السبعينية، تُرجمت بذات الكلمة التي وردت في يوحنا 30:19 “تتلستاي Tetelestai” وتعني «قد أُكمل»، وهي تلك العبارة التي نطق بها المسيح قبل أن يُنهي حياته على الأرض. ونلاحظ أن المسيح لم يَقُل أنا انتهيت، بل أنا أنهيت.

نعم لقد أكمل العمل. ولم تكن كلمته هذه قبل أن يُسلم الروح، صرخة يأس أو أنّة تحسر، كالتي ختم بها كثير من عظماء الرجال حياتهم، بل هي صيحة ظَفر، وصرخة انتصار.

يقول العارفون إن هذه العبارة على عهد المسيح كان يقولها العامل والتاجر والقائد والفنان. فعندما ينهي العبد عمله كان يخبر سيده بأنه أنجز المأمورية التي كلَّفه بها، مستخدمًا هذه الكلمة بعينها “تتلستاي”.
وكذلك كان يقولها التاجر عندما يسدد الحساب الذي يلزمه سداده، ويقولها القائد العسكري عندما يسير في موكب الانتصار، ويقولها الفنان عندما ينهي عمله الفني ويضع لمساته الأخيرة عليه. والمسيح كان هو العبد الكامل الذي مسرة الرب بيده نجحت ( إش 53: 10)، وهو التاجر الذي سدَّد كل ديون مفدييه، كما كان هو القائد الذي هزم الشيطان وسحق رأس الحية، وكان هو الفنان الذي أبدع عمل الخلاص العظيم. ولذلك فليس عجيبًا أن يقول وهو فوق الصليب: «قد أُكمل».

والله عندما يعمل عملاً فحتمًا سيكون هذا العمل كاملاً. فالله ليس كالبشر الذين عادةً عندما يعملون عملاً لا يكملونه، أو على أقل تقدير لا يهتمون “بتشطيبه”. وما أكثر المشاريع العظيمة والكبيرة التي أنجزها الناس ثم تركوها دون اللمسات الأخيرة. أما المسيح فإن الإنجيل الذي يتكلم عن لاهوته (إنجيل يوحنا) يسجل شهادة ثلاثية عن إكماله العمل. ففي بدايته يَرِد قول المسيح:
«طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمَلَهُ» (4: 34)، ثم قبل مضيه إلى الصليب، وبلغة الثقة قال لأبيه: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (17: 4)، ثم من فوق الصليب قال: «قد أُكمل» (19: 30).

عند دخول المسيح إلى العالم يقول «هَنَذا أجيءُ ... لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 5-9)، وفي ختام حياته قال: قد أكملـت!

وليس فقط أن المسيح أكمل العمل الذي كُلِّف به، بل إن لاهوته أعطى قيمة غير محدودة لعمله.
ولو لم يكن المسيح هو الله، لَمَا أمكنه أن يعمل العمل الكامل على الصليب.
icon7.gif

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
شريك الخدمة

3907142542.jpg


لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا
هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا ( في 2: 4 )

قبل أن يُعلّم الرسول بولس الأحباء في فيلبي هذا المبدأ الراقي، سبق وعمل بها هو شخصيًا. فها هو بولس الرسول يضع خادمًا شابًا في الصورة معه! بكل اتضاع وحب.

دعونا نتأمل كم من المرات التي امتدح فيها تيموثاوس، ذلك الخادم الناشئ، في رسائله!
كيف أكرمه واعتبره كأنه ند له.

لنلاحظ كيف شجعه وقرر أن يأخذه معه: ليكون شريكًا له في خدمة سيده المحبوب. نقرأ هذه الأقوال المُعبِّرة والمؤثرة «فأراد بولس أن يخرج هذا معه، فأخذه» ( أع 16: 3 ). لماذا اختاره بولس؟ لم ينجذب إليه بسبب موهبة متميزة أو شخصية قوية ولا فصاحة فذة، بل لكونه قد التمس فيه إخلاصًا وإيمانًا عديم الرياء وسيرة عطرة، إذ «كان مشهودًا له من الإخوة الذين في لِسترة وإيقونية».

أنظروا كيف يصف شخصه: حيث نفهم أن تيموثاوس كان أكثر الناس إدراكًا لتوجهات وطريقة بولس في الخدمة «فأطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي. لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس، الذي هو ابني الحبيب والأمين في الرب، الذي يذكِّركم بطُرقي في المسيح كما أُعلِّم في كل مكان، في كل كنيسة» ( 1كو 4: 16 ، 17).

تأملوا كيف يصف خدمته، بأنها عمل الرب: «ثم إن أتى تيموثاوس، فانظروا أن يكون عندكم بلا خوفٍ، لأنه يعمل عمل الرب كما أنا أيضًا» ( 1كو 16: 10 ).

اسمعوا، كيف يُلقّبه ويقدمه للقديسين: «فأرسلنا تيموثاوس أخانا، وخادم الله، والعامل معنا في إنجيل المسيح، حتى يثبِّتكم ويَعظكم لأجل إيمانكم» ( 1تس 3: 2 ).

دعونا نرى كيف يمتدح إخلاصه للرب ولشعب الرب ولخادم الرب: «لأن ليس لي أحدٌ آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص، إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح. وأما اختباره فأنتم تعرفون أنه كولدٍ مع أب خدَمَ معي لأجل الإنجيل» (فيلبي2: 20، 21)

أَ ليس هذا سلوكًا مسيحيًا رائعًا وراقيًا أن نقدم بعضنا بعضًا في الكرامة؟ ألا نتوق أن يعود النموذج الذي رسمه سيدنا لنراه في حقل الخدمة؟ أ لم يُرسلهم اثنين اثنين؟ ألا يحتاج الخادم لشريك معه يرافقه، يشجعه ويصلي معه؟ خادمان يحملان النير معًا في خدمة السيد العظيم بحب وبساطة واتضاع.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
البئر عميقة

5813126373.jpg

لاَ دَلْوَ لَكَ، وَالْبئرُ عَمِيقَةٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ المْاَءُ الْحَيُّ؟ ( يو 4: 11 )

ربما كانت هذه الكلمات هي أصدق ما قالته السامرية أثناء حديثها مع الرب يسوع له كل المجد، وبالطبع هي كانت تقصد بئر يعقوب التي كان الرب جالس عليها أثناء حديثه معها، لكن الروح القدس قصد أن يدوِّنها لنا؛ ليشير إلى الفراغ العميق الذي تعاني منه كل نفس بشرية لم ترتوِ بعد من الماء الحي، ولم تشبع بعد من الخبز النازل من السماء - ربنا الغالي يسوع المسيح - فعطش النفس البشرية عميق جدًا ولا يملؤه إلا الله وحده، هذا العطش هو الذي جعل مارك توين يقول:
”من المهد إلى اللحد لا يعمل الإنسان شيئًا إلا بهدف واحد، وهو أن يحصل على سلام العقل والراحة الروحية“. كما قال عنه فيشر المؤرخ الشهير: ”هناك صرخة في النفس لا تجد لها استجابة في العالم“. إنه الفراغ الذي جعل زكا يطلب أن يرى يسوع ( لوقا 19: 3 ). وهو ذات الفراغ الذي جعل نازفة الدم لما سمعت بيسوع جاءت إليه (مرقس5: 27)، وجعل المرأة الخاطئة تأتي باكية عند قدميه من شدة الاحتياج وعمق الفراغ والعطش.

القارئ العزيز:

كن صادقًا مع نفسك في هذه اللحظات، ربما تشعر بالفراغ يملأ نفسك وأنك تحيا حياة بلا طعم ولا هدف ولا معنى، وربما تكون قد أضعت سنوات من حياتك في البحث عن معنى السعادة وطريق الراحة والسلام ولم تجده، وربما جرَّبت شرورًا كثيرة باحثًا عن لحظات للنشوة والسعادة فاكتشفت أنها تزيدك تعاسة وحزنًا وفراغًا.
أشير عليك أن تأتي الآن للمسيح مُعلنًا ومعترفًا أن البئر عميقة وأن الفراغ والعطش يملآن قلبك، طالبًا منه غفرانًا لخطاياك واثقًا أن في صليبه كل الكفاية لك، وفي دمه كل التطهير لخطاياك السالفة، واعلم «أنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت» (رومية10: 9).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
دعوة أليشع

5712094567.jpg


قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إيلِيَّا وَكَانَ يَخْدُمُهُ ( 1مل 19: 21 )
أليشع معناه: ”الله المخلِّص“، وعجيب أن نرى أليشع، بخلاف جميع أنبياء العهد القديم، يُستخدم لإظهار نعمة الله المطلقة، ورحمته لشعب مُذنب، ليكون في هذه الحالة ظلاً لربنا يسوع الذي لما جاء إلى هذا العالم كان يجول يصنع خيرًا.

كانت نتيجة خدمة إيليا أن أظهرت الخراب الكامل، والعجز المُطلق في قيام الشعب بمسؤوليته نحو الله، وفشلت كل مساعيه في وسط شعب غارق في عبادة الأوثان. وعوضًا عن أن يوقع الله القضاء على هذا الشعب، نراه يُظهر له النعمة المطلقة، وكان أليشع هو الإناء المُختار لذلك.

أول إشارة تَرِد عن أليشع نجدها في رد الرب على إيليا يوم أن كان يائسًا من عدم نجاح خدمته، وبناء على ذلك طلب منه الله أن يمسح أليشع بن شافاط نبيًا عوضًا عنه.

وإطاعةً للرب مسح إيليا الشخص الذي اختاره الرب عوضًا عنه. الله لا يحابي بالوجوه، وفي اختيار خدامه لا يتقيد بالعظماء. قد يأخذ صبيًا صغيرًا من وراء الغنم ليرعى شعبه، وقد يستخدم فتاة صغيرة لتكون سبب بركة لرجل عظيم، وهنا يختار الرجل الفلاح ـ أليشع ـ الذي كان وراء المِحراث ليكون نبي عصره.

ونلاحظ أيضًا أن الله لا يدعو لخدمته الأشخاص الكسالى، فأليشع لما دُعي كان «يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه، وهو مع الثاني عشر» ( 1مل 19: 19 ).
وداود لما مُسح ملكًا، كان يرعى غنم أبيه، وكذلك تلاميذ المسيح لما دُعوا، كانوا يلقون شباكهم في البحر.

على هذا الرجل العامل ألقى إيليا رداءه، ومعنى إلقاء الرداء هو أن الشخص الذي أُلقيَ عليه الرداء سيأخذ مكان الشخص الذي ألقى الرداء عليه ليعمل عمله.
هكذا فهم أليشع الرجل المُستنير الذهن، فهم الغرض من ذلك إذ نقرأ «فترك البقر وركض وراء إيليا».
لكننا نلاحظ أنه وإن كان الاستعداد الإلهي الذي أُعطِيَ من الله لأليشع متوفرًا في قلبه لاتباع إيليا، إلا أن عوامل طبيعية كانت في قلبه من شأنها أن تُعيقه عن اتباع إيليا في الحال. وهذا واضح من قوله:
«دعني أقبِّل أبي وأمي وأسير وراءك»، فأجابه إيليا إجابة يُستَدل منها على مسؤولية أليشع وحده ـ دون سواه ـ عن تلبية دعوة الله له، إذ قال له:
«اذهب راجعًا، لأني ماذا فعلت لك؟»، فمن عمل أليشع نفهم أنه لم ينظر إلى الوراء بل ضحى بما له أيضًا، إذ نقرأ: «ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه».
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

سؤال واحد ورؤيتان

185132641.jpg


وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئًا؟ فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ ( مر 8: 23 ، 24)

في معجزة شفاء الأعمى التي انفرد مرقس البشير بذكرها ( مر 8: 22 -26)، وهَبَ الرب بركة البصَر للأعمى، ثم سأله: «هل أبصر شيئًا؟».
وإجابة الرجل أظهرت أنه كان يرى الأشياء على غير حقيقتها، وأكبر من حجمها الطبيعي «أُبصر الناس كأشجار يمشون»، الأمر الذي استلزم بركة ثانية من الرب «وضع يديه أيضًا على عينيه، وجعله يتطلع.
فعادَ صحيحًا، وأبصرَ كل إنسان جليًّا».
لقد مرَّ هذا الأعمى في حالة وسَطْ بين عدم الرؤية على الإطلاق، وبين رؤية كل شيء جليًا.

وهناك كثير من المؤمنين يُعانون من هذه الحالة؛ عدم وضوح الرؤية، وعدم القدرة على التمييز. هم ليسوا عميانًا، لأنهم يبصرون، ولكن المشكلة كما يصفها الرسول بطرس: «هو أعمى قصير البصر» ( 2بط 1: 9 ).
وهذه الحالة تحتاج إلى العلاج الذي لا يوجد إلا عند واهب بَركة البصر الحقيقي، والذي يستطيع أيضًا أن يَهَب بركة البصيرة الحقيقية لنميّز الأشياء التي نبصرها، والتي هي استنارة الذهن الداخلي أو القلب «مُستنيرة عيون أذهانكم (قلوبكم)، لتعلموا ...» ( أف 1: 18 ).
لقد لمس الرب هذا الرجل «فعادَ صحيحًا، وأبصرَ كل إنسان جليًا».

ونفس السؤال سأله الرب قديمًا لإرميا: «ماذا أنتَ راءٍ يا إرميا؟». وكانت الإجابة: «أنا راءٍ قضيب لوز»، فقال الرب له: «أحسنت الرؤية» ( إر 1: 11 ، 12). ومن «عصا هارون التي أفرخت .. وأنضجت لوزًا» ( عد 17: 7 ، 8)، نفهم أن ”قضِيب اللَوْز“ يرمز إلى ”إله القيامة“ «المسيح ... الذي مات، بل بالحري قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله، الذي أيضًا يشفع فينا!» ( رو 8: 34 ).
وما أحسنها رؤية!
إنها رؤية مصحوبة بالتمييز الصحيح. أما عن مظاهر الرؤية الصحيحة والتمييز الروحي، فنقول:
(1) أول ما نرى، نرى أنفسنا على حقيقتها، ونعرف كم نحن ضعفاء في ذواتنا، وكم أن الجسد الذي فينا فاسد ( رو 7: 18 ).

(2) نرى الرب يسوع بكل أمجاده وكمالاته المتنوعة في المجد «نراه مُكللاً بالمجد والكرامة» ( عب 2: 12 ).

(3) نرى ما لنا من أمجاد مستقبلة تنتظرنا. لقد تمتع إبراهيم بالبصيرة الروحية فكان «بالإيمان ... ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله » ( عب 11: 9 ، 10).

ليت الرب الذي وهَبنا بركة البصَر الروحي، يهَبنا أيضًا بركة البصيرة الروحية حتى ”نميِّز الأمور المتخالفة
(الممتازة والسامية).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
دم المسيح
2751660658.jpg


فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا.. ( عب 10: 29 )

يا له من موضوع!
مَنْ يستطيع تقدير دم المسيح أو يدرك نتائج سفكه؟
إن كل ما نحن عليه كمؤمنين، وكل ما سنكون عليه.
كل ما لنا، وكل ما سيكون لنا، إنما ترتب كله على الدم الذي سُفك على صليب الجلجثة.

هذا الدم قد باعد إلى الأبد بين جميع الذين وثقوا فيه وبين فوهات جحيم أبدي، وفتح لهم أبواب بيت الآب بمنازله الكثيرة إلى الأبد. هذا الدم جعلنا أبيض من الثلج وقرَّبنا من الله. إن ثياب الربوات الكثيرة من الملائكة في هذا الكون العريض، قد تشع كالبرق اللامع، لكن ثياب مفديي الله المُبيَّضة في الدم وهَّاجة بدرجة أعظم، ولمَّاعة بمجد أكثر من ثياب رئيس الملائكة.

فلا اللسان يستطيع أن يصف، ولا القلم يستطيع أن يكتب عن نتائج سفك ذلك الدم، وعن الثمر العجيب الذي نتج عن تلك الذبيحة الواحدة. نتائج تخص الله، ونتائج تخص الإنسان، متنوعة وفي تنوعها لا تُحَد.

إن قيمة ذلك الدم الثمينة والعظيمة قد وفّت إلى التمام وبالكمال جميع مطاليب الله:
كل مطلب للناموس، وكل عَوز للإنسان. إنها قد وضعت أساسًا أو بالحري هي أساس استعلان مجد الله الكامل في كل الأبدية، وأساس بركة شعب الله إلى الأبد.

إن فضل دم المسيح يمس أقصى أعالي السَّماوات، وقيمته لها تقديرها هناك بدرجة نعجز عن إدراكها هنا. لكن في الوقت المعين ستُستعلن قوة ذلك الدم في كل العالم.
إن كل ورقة خضراء، وكل زهرة متفتحة، والحملان المَرحة والأسد الأليف، ومُلك السلام والرخاء المبسوط على كل الخليقة في يوم المجد الألفي؛ كل هذه سوف تعلن القوة الفادية لدم الصليب.

ومن الجهة الأخرى فإن العواقب التعيسة للخطاة المحتقرِين لهذا الدم الكريم ستأتي حتمًا بأهوالها وسينوءون بحملها.

كل هذا صحيح، وهوذا النصف لم يُخبَر به، فإن الأبدية ذاتها لن تكفي لاستكشاف ما عمله الدم، عندما نكون في محضره المجيد، مُتغيّرين إلى صورته، له المجد، سنواجه مجدنا الدائم اللانهائي، وحينئذٍ نبتدئ نتحقق ـ بصورة مختلفة ـ قيمة ذلك الدم.

ولكن ما أروعه أمرًا أن نتفكَّر في الآلاف العديدة من المسيحيين بالاسم الذين لم ينتفعوا بهذا الدم شيئًا.
آلاف من هؤلاء يتبعون طريق قايين؛ أول مَنْ قدَّم ذبيحة بلا دم ورفض طريق الله للخلاص.
ليتنا نصلي نحن من أجل خلاصهم، ونسعى إلى توصيلهم لمعرفة إنجيل المسيح.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

علامات مجيء المسيح

5939586716.jpg


وَفيِمَا هُوَ جَالِسٌ..تَقَدَّمَ إلَيْهِ التَّلاَميِذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هيَ عَلَامَةُ مَجِيئِك،وَانقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ ( مت 24: 3 )
حديث الرب الوارد في متى 24؛ 25 هو أكمل وأروع حديث عن نهاية العالم.
ولا نهاية لحديث الناس عن هذا الموضوع الخطير. علماء في الفلك، وعلماء في الطبيعة، وعلماء في اللاهوت يكتبون عن نهاية العالم، ولا قيمة تُذكر لِما يكتبون، فهم يتخبطون خبط عشواء؛ وأما الكتاب المقدس فليس كذلك.

إنه «الكلمة النبوية» ( 2بط 1: 19 )، ونحو ثلثه نبوات تتحدث عن المستقبل بكلام في منتهى الدقة. الكتب الأخرى تحدثنا عما تم في الماضي، وتتفاوت في دقتها
بعضها عن بعض.

أما الكتاب الوحيد الذي يحدثنا عن المستقبل فهو الكتاب المقدس، وذلك لأنه كتاب الله، ولا فرق عند الله بين الماضي والحاضر والمستقبل.

والرب بهذه النبوة الجامعة أنهى خدمته كنبي، وكان عتيدًا أن يمضي إلى الصليب ليمارس عمله الكهنوتي، ثم بعد القيامة يصعد إلى السماء ليواصل خدمته الكهنوتية لأحبائه المؤمنين في الأقداس السماوية، وهو ذكر هنا أنه سيعود في نهاية الدهر ليؤسس ملكوته السعيد.
وبذلك هو يتمم وظائفه الثلاث التي لأجلها مُسِح:
أن يكون هو صوت الله الأخير للبشر، ثم أن يقوم بعمل الفداء وعمل الشفاعة، وأخيرًا أن يملك مُلك البر والسلام على كل العالم.

وأسئلة التلاميذ هنا لها علاقة معًا، ولها علاقة بما قاله المسيح في ختام الأصحاح السابق: «لا ترون وجهي حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب». ولهذا كان سؤالهم، إن كنت ستأتي ثانيةً فما هي علامة مجيئك؟ لقد كان مجيئه الأول على وشك أن يُختم بصليبه. لكن المسيح أشار إلى مجيئه ثانية، وفي هذا المجيء سيجلس كالملك على كرسي مجده، فتنتهي فترة الملكوت السري، وبالتالي ينتهي الدهر الحاضر، ليبدأ الدهر الآتي.

ونتعلم من بقية أجزاء العهد الجديد أن مجيء الرب سيكون على مرحلتين: الأولى هي الاختطاف، وهو سري، ولأحبائه فقط ليأخذهم إلى بيت الآب ( يو 14: 1 -3؛ 1كو15: 51، 52)؛ والمرحلة الثانية هي الظهور، وهو علني، وستراه كل عين، حيث سيأتي لكي يملك على كل الأرض ( رؤ 1: ).

عزيزي: هل أنت مستعد لمجيء المسيح الذي قد يحدث في أية لحظة. إن المسيح في هذا الحديث لم يكتفِ بإنارة أذهان تلاميذه من جهة الأحداث المرتبطة بمجيئه، لكن في مرات كثيرة أكد على ضرورة السهر، حيث إنه سيأتي في لحظة لا يتوقعونها.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أُمَّة تشبعت بالإنجيل

7648432347.jpg


أَ لَكُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُونَ، وَلَكُمْ آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُونَ، وَلاَ تَذْكُرُونَ؟ ( مر 8: 18 )

قرأت مؤخرًا مقالاً في مجلة مسيحية كان يُشير إلى أمريكا باعتبارها دولة قد تشبعت بالإنجيل، وذلك لأن تقريبًا كل شخص فيها لديه إمكانية الوصول إلى أخبار الخلاص السارة بسهولة، إما عن طريق الراديو أو التليفزيون، أو الكرازة في الكنائس.

وحين قرأت هذا المقال لم أتفق مع الكاتب، لكني لم أعرف وقتها لماذا. هناك شيء ما مفقود لكني لم أستطع أن أضع أصبعي عليه.

وفي صباح اليوم التالي، وفي اجتماع لدراسة الكتاب المقدس مع بعض رجال الأعمال المؤمنين، عرفت ما هو هذا الشيء المفقود. فبينما كنا نناقش الآية التي في صدر المقال، قال أحد الرجال إنه لمدة سنين كانت لديه أُذنين لكنه لم يكن يسمع الأمور الروحية.

فبالرغم من أنه قد وُلد ونشأ في بيت مسيحي، وكان يحضر الاجتماعات بانتظام، ويواظب على الشركة مع الشباب، ويحضر المؤتمرات، إلا أنه لم يفكر من قبل في الأمور الأبدية حتى أعطاه أحدهم نبذة بعنوان ”كيف تخلُص“.

ربما كان الوسَط المحيط به مُشبعًا بالأخبار السارة لسنوات، لكن الآن فقط بدأت هذه الأخبار تغوص بداخله.

وحين تحدَّث إلى والديه قالا له: بكل تأكيد أنت مُخلَّص لأننا عائلة مسيحية. وحين تكلَّم مع راعي كنيسته كانت نفس الإجابة: طالما أنت من جماعتي فأنت مُخلَّص. لكن بالرغم من كل هذه التأكيدات من الآخرين كان يعرف في قرارة نفسه أنه هالك لأنه لم يحدث له أن حسب نفسه ميتًا عن الخطية، ولم يسبق له أن صرخ للمسيح ليخلِّصه. وخلال كل هذه السنوات كانت له الآذان التي تستبعد الله ولا تستمع لصوته.

وحين سمعت شهادته أدركت الخطأ في المقال الذي قرأته. إذ إن النتيجة التي توصَّل إليها خاطئة؛ فقد استنتج أنه طالما أن الأخبار السارة في متناول الجميع فلا داعي أن نوجهها لكل شخص بمفرده. غير أن إتاحتها للجميع لا تضمن أن تُسمَع وتُطبَّق بشكل شخصي. فكونك في عائلة مسيحية أو كنيسة تعرف الحق وتنادي به، أو تعيش في مجتمع يخاف الله، ولك أصدقاء مؤمنين، فهذا لا يعني أنك أنت أيضًا مسيحي بالحق.

فالشيء الوحيد الذي يجعلك مسيحيًا ويُخلِّصك في الأبدية هو العلاقة الشخصية الحية مع الرب يسوع المسيح.
فهل لك عزيزي القارئ هذه العلاقة؟
 
أعلى