وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

العريس آتٍ

698441537.jpg


صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ، قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ. حَبِيبِي هُوَ شَبِيهٌ بِالظَّبْيِ.. ( نش 2: 8 ، 9)
مع أن سفر نشيد الأنشاد لا يتناول علاقة المسيح بالكنيسة التي كانت سرًا في زمان العهد القديم، لكن الإيمان يمكنه أن يُطبِّق تشبيه العريس والعروس المذكور في هذا السفر على علاقة المسيح مع الكنيسة.

ونحن مدعوون لاستماع صرخة نصف الليل: «هوذا العريس مُقبلٌ» ( مت 25: 6 )، هذا متى كنا متعلمين من الروح. فهلم بنا نخرج للقائه. لقد تناهى الليل، وتقارب النهار، ونحن الآن في آخر لحظات من أيام غربتنا، وبعد قليل جدًا سيأتي الآتي ولا يُبطئ ( عب 10: 37 ). وسنرى ذاك الذي نحبه الآن مع أننا لم نَره. وعلينا الآن أن نقوم ونقف على المرصد وعلى الحصن، لأن مجيء الرب قد اقترب، وخلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا.

إن يوم الحصاد البهيج قريب، وعين الإيمان ترى العلامات. ومتى قرب الربيع يتساقط ورق التين، وتزهر الكروم، ويتعطر الهواء برائحتها. فهل ترانيم تسبيحنا وأناشيد سرورنا توافق قلب ربنا القادم إلينا سريعًا؟
إن نفسه في حنين إلى عروسه، وها نحن سمعنا صوته ينادينا، ورغبة إله الرجاء أن يملأ قلوبنا بالفرح والسلام في الإيمان. لقد طال صبره وهو ينتظر ثمرة تعبه، ولذلك فهو يقول: «قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي» ( نش 2: 10 ، 13).

فنحن أعزاء جدًا على قلب الرب الذي يغمرنا بتعبيرات شوقه ليستنهض حبنا له.
وكلما ازدادت خبرتنا به، وتعرَّفنا عليه، وكنا له صادقين، وفي مجده متفرسين بوجه مكشوف، نتغير بالرب الروح من مجدٍ إلى مجد، إلى اليوم الذي سيُغيرنا فيه إلى صورته، ويُعطينا المجد الذي أخذه من الآب، حتى عندما يأتي ليتمجد في قديسيه ويُتعجَّب منه في جميع المؤمنين، سنسطع ببهائه وجمال مجده، وتُصبح ترنيمتنا ترنيمة محبة مستديمة، ويصير تسبيحنا تسبيحًا متصلاً لا انقطاع فيه.

والرب سيحفظنا إلى يوم مجيئه في أمان، ويُخبئنا في محاجئ الصخر، فلا تمتد إلينا يد الأذى ولا ينزل بنا سوء.

فما لنا ننحني تحت الهم بينما حياتنا مُستترة مع المسيح في الله، ونفوسنا في ستر المعاقل؟

ليتنا بالإيمان نرفع عيوننا فنُعاين جماله، ونُصغي لنغمات صوته الرخيم، فتشبع نفوسنا كما من شحمٍ ودسم، ويُصبح هو الكل في الكل لنا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيح والإنجيل

533529244.jpg


لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ ( مر 2: 21 )
الرب يسوع لم يأتِ الى هذا العالم لكي يضيف
شيئًا لديانة سابقة.
ولم يأتِ ببرنامج إصلاحي لتصحيح أشياء خاطئة.
ولم يأتِ لكي يُضيف لمسة جديدة تحسن سلوكيات الإنسان. إنجيل المسيح ليس برنامج تصحيح بل هو خلق كيان جديد.

إنجيل المسيح ليس مجموعة من الشرائع التي تعالج ثغرات فشل سابقيه في إصلاحها، ولا هو إضافة كتاب
جديد لكتب سابقة.
إنجيل المسيح ليس ترقيع الجزء المعيب في ثوب الكيان البشري بقطعة جديدة، إنما إنجيل المسيح ينسج ثوبًا جديدًا خيوطه من نوع فريد ومجيد، صنعة خالق حاذق ماهر.

طالما حاول البشر تجميل الأجزاء المعيبة ليجعلونها مقبولة وجذابة، ولا يدرون أن الثوب كله مصبوغًا بالخطية التي أفسدت ألياف خيوطه، وتغلغلت بين لُحمته وسداه.

خدع الشيطان الناس بمكره الأثيم بأنه عرض عليهم ثياب الدين ليضلهم فيظنوا أنهم قد صاروا مقبولين في عيني الله. فأرسل رسله الكاذبين الذين ابتدعوا إصلاحاتهم المزعومة للثوب الذي ضرب فيه الفساد.

وكل بدعة جاءت برقعة، واهمين الناس أن الثوب قد صار أفضل وأجمل، بينما كان يزداد بترقيعه قبحًا وفسادًا وضعفًا.

كل أديان البشر التي اخترعها الشيطان، سَعَت لتغيير سلوكيات الإنسان من الخارج بينما الخراب في قلب الإنسان كما هو، والفساد قد ضرب جذوره في أعماق الكيان، ولم يعلموا أن التغيير والتجديد لا يأتي من الخارج، بل بتغيير القلب في الداخل. تلك هي المعجزة التي يصنعها الله بخلاصه العظيم.

كفوا عن الإنسان! كفوا عن برامج البشر الفاشلة! السيد الرب قد أعد حلاً شاملاً وكاملاً في إنجيل نعمة الله الذي من خلاله قدم ثوبًا جديدًا برمته.

فالإنسان الساقط الميت ينال حياة جديدة عندما يأتي إلى الآب بالمسيح؛ ابن الله المخلِّص الوحيد.

أيها القارئ العزيز .. إن كنت تبتغي التغيير الحقيقي، تعال الى المسيـح كما أنت بآثامك، بضعفك وعجزك. كُف عن محاولاتك العليلة التي أتعبتك. كف عن ترقيع الثوب القديم برقع جديدة فيصير الحال أردأ.

تعال إلى المخلِّص الوحيد واعترف بخطاياك وعجزك وفقرك الشديد، واقبل بالإيمان خلاصه العظيم. آمن أن الرب يسوع دفع أجرة خطاياك فوق الصليب. هذه بشارة عظيمة لك. الرب سيغير قلبك ويعطيك قلبًا جديدًا فتولد من الله، وتصير في المسيح خليقة جديدة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى

تعال إلى المخلِّص الوحيد واعترف بخطاياك وعجزك وفقرك الشديد، واقبل بالإيمان خلاصه العظيم. آمن أن الرب يسوع دفع أجرة خطاياك فوق الصليب. هذه بشارة عظيمة لك. الرب سيغير قلبك ويعطيك قلبًا جديدًا فتولد من الله، وتصير في المسيح خليقة جديدة.

ميرسى ياابنى وجبه روحيه جميلة
ربنا يبارك خدمتك
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
المسيح والإنجيل



لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ ( مر 2: 21 )
الرب يسوع لم يأتِ الى هذا العالم لكي يضيف
شيئًا لديانة سابقة.
ولم يأتِ ببرنامج إصلاحي لتصحيح أشياء خاطئة.
ولم يأتِ لكي يُضيف لمسة جديدة تحسن سلوكيات الإنسان. إنجيل المسيح ليس برنامج تصحيح بل هو خلق كيان جديد.

إنجيل المسيح ليس مجموعة من الشرائع التي تعالج ثغرات فشل سابقيه في إصلاحها، ولا هو إضافة كتاب
جديد لكتب سابقة.
إنجيل المسيح ليس ترقيع الجزء المعيب في ثوب الكيان البشري بقطعة جديدة، إنما إنجيل المسيح ينسج ثوبًا جديدًا خيوطه من نوع فريد ومجيد، صنعة خالق حاذق ماهر.

طالما حاول البشر تجميل الأجزاء المعيبة ليجعلونها مقبولة وجذابة، ولا يدرون أن الثوب كله مصبوغًا بالخطية التي أفسدت ألياف خيوطه، وتغلغلت بين لُحمته وسداه.

خدع الشيطان الناس بمكره الأثيم بأنه عرض عليهم ثياب الدين ليضلهم فيظنوا أنهم قد صاروا مقبولين في عيني الله. فأرسل رسله الكاذبين الذين ابتدعوا إصلاحاتهم المزعومة للثوب الذي ضرب فيه الفساد.

وكل بدعة جاءت برقعة، واهمين الناس أن الثوب قد صار أفضل وأجمل، بينما كان يزداد بترقيعه قبحًا وفسادًا وضعفًا.

كل أديان البشر التي اخترعها الشيطان، سَعَت لتغيير سلوكيات الإنسان من الخارج بينما الخراب في قلب الإنسان كما هو، والفساد قد ضرب جذوره في أعماق الكيان، ولم يعلموا أن التغيير والتجديد لا يأتي من الخارج، بل بتغيير القلب في الداخل. تلك هي المعجزة التي يصنعها الله بخلاصه العظيم.

كفوا عن الإنسان! كفوا عن برامج البشر الفاشلة! السيد الرب قد أعد حلاً شاملاً وكاملاً في إنجيل نعمة الله الذي من خلاله قدم ثوبًا جديدًا برمته.

فالإنسان الساقط الميت ينال حياة جديدة عندما يأتي إلى الآب بالمسيح؛ ابن الله المخلِّص الوحيد.

أيها القارئ العزيز .. إن كنت تبتغي التغيير الحقيقي، تعال الى المسيـح كما أنت بآثامك، بضعفك وعجزك. كُف عن محاولاتك العليلة التي أتعبتك. كف عن ترقيع الثوب القديم برقع جديدة فيصير الحال أردأ.

تعال إلى المخلِّص الوحيد واعترف بخطاياك وعجزك وفقرك الشديد، واقبل بالإيمان خلاصه العظيم. آمن أن الرب يسوع دفع أجرة خطاياك فوق الصليب. هذه بشارة عظيمة لك. الرب سيغير قلبك ويعطيك قلبًا جديدًا فتولد من الله، وتصير في المسيح خليقة جديدة.
شكرا يا ابوتربو....
تئمل جميل...الرب يبارك حياتك....
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كتاب الكتب وكتاب الأجيال

348583276.jpg


إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ ( مز 119: 89 )

هذا الكتاب المقدس عجيب من كل وجه.
كتاب قديم جدًا ولكنه دائمًا جديد. يتجه الخطاب في كثير من أجزائه إلى أجيال مضت واندثرت كل معالمها، ولكن لا زالت تؤثر فينا قوة ملاءمته لحالتنا الخاصة في يومنا الحاضر. وكما انطبق على ما كان قديمًا، هكذا ينطبق على ما نراه في يومنا الحاضر.
كلماته وأسلوبه كأنها صيغت خصيصًا لنا وفي أيامنا. بل كل جيل حكم على هذا الكتاب نفس الحكم الذي نقرره الآن.

هو كتاب الله ويحتوي على كامل إعلانه تعالى. فيه يتكلم الله إلى كل واحد منا رغم اختلاف طبقاتنا. فينا الرفيع وفينا الوضيع، فينا الغني وفينا الفقير.
فينا العالِم وفينا الجاهل، فينا الكبير وفينا الصغير، ومع ذلك كل منَّا يقرأ نفس الكتاب الواحد ليأخذ لنفسه طعامًا يوافقه ويُشبعه.

فيه للأطفال لبن عقلي عديم الغش، وللبالغين ذوي الأفهام الواسعة الناضجة طعام قوي ـ وفضلاً عن ذلك فإن لكلمة الله خاصية أخرى تتفرَّد بها دون كل كتابات البشر، وهي أنها «حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرَق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونيَّاته» ( عب 4: 12 ).

إنها تخاطب القلب وتكلم الوجدان، وتصل إلى النفس، وتبلغ إلى أعماق مخبآت الفكر وتحكم على كل ما فينا.

تناول الكتاب المقدس مواضيع واسعة تناثرت على أُفق عريض جدًا. تكلَّم عن الإنسان في كل أدوار تاريخه حتى المستقبل منها، ووصف المدنية العصرية كما وصف حضارات قديمة، وفي الحالين يورِد الوصف الدقيق.

وتكلَّم الكتاب عن حقيقة القلب البشري كلامًا ينفر منه غير المُخلَّصين وبسببه يحاربونه، وإن قرأوه فعلى سبيل محاولة وجود أي نقص أو تناقض فيه، لا لشيء إلا لأنه يحكم عليهم وعلى العالم الذي انصبت فيه قلوبهم.

وفي هذه الصفة يشترك الكتاب المقدس ـ الكلمة الحية ـ مع ربنا يسوع المسيح ابن الله ـ الكلمة الحي ـ فإن الناس أبغضوه بلا سبب سوى أنه كلَّمهم بكل الحق، وسوى أنه شهد بكلامه وبحياته وبخدمته وبتصرفاته، شهادة حية ضد العالم وأهل العالم، فقاوموه بشدة وأسلموه لحكم الموت على الصليب.

هذا الكتاب المقدس، كتاب قوي الأساس والبنيان كالصخرة التي تلاطمت حولها أمواج الأفكار الكُفرية، وارتدت عنها واهنة عاجزة تاركة إياها في ثباتها الأبدي وقوتها الإلهية. وتنحسر الموجة في جيل لتعود مُزمجرة في جيل آخر.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيا المتألم

164210302.jpeg


أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ ..، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ ( مت 11: 2 ، 3)
يُمكنا أن نتابع خطين متميزين تجري فيهما نبوات العهد القديم من جهة عمل المسيَّا الموعود به من الله.

أحد هذين الخطين يتكلم عن مجيء المسيَّا في جلال مجده ليكسر النير عن شعبه القديم، ويثبّت دعائمه بالقوة والمجد، والخط الآخر يتكلم عن مسيَّا متألم متضع يموت مصلوبًا كأنه مهزوم من ضعف.

فليس فقط كان محتومًا أن المسيّا يأتي في صورة عبد يهوه البار، بل كان لا بد أن يذهب إلى ما هو أكثر من ذلك. كان لا بد أن يذهب إلى الصليب ويموت. والذي نراه في مزمور 24 «مَلك المجد» وأمامه تفتح الأبواب الدهريَّات هو هو الذي نراه في مزمور 22 صارخًا قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»

ولماذا شك يوحنا؟ كان المعمدان ينتظر أعمالاً عظيمة وخطوات تحريرية جبارة يقوم بها مسيَّا، ليكسر نير روما، وتتم على يديه المواعيد العظمى التي وعد الله بها الشعب، فلما قُبض عليه وألقى في السجن، بدأت الشكوك تدب في قلبه. لقد أرسل يوحنا رسلاً إلى المسيح يقول له: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟». ويمكننا أن نُبَسِّط السؤال على الوجه التالي: ”نسألك أيها السيد، هل أنت الذي به تتم النبوات العظيمة المختصة بسيادة ونهوض هذا الشعب؟ نحن الآن تحت سيادة دولة أجنبية، ونتطلع إلى مُنقذ وعَدنا الله به، وعلى يديه يصنع لنا الله خلاصًا بآيات وعجائب، وكنا نظن أنك أنت الآتي، لكن ها أنا قد أُلقيت في السجن وأنت تصرف وقتك بين الجموع معلِّمًا عن التواضع والوداعة، وهذا ما لا يتفق ونبوات الكتاب، فهل ننتظر آخر يأتي بعدك؟“

هذا معنى سؤال المعمدان. والرب بكل نعمة أرسل جوابًا إليه في السجن قائلاً:
إنه يشفي الأعمى والأعرج والأبرص والأصم ويُقيم الموتى ويكرز بالإنجيل للمساكين، وأضاف عبارة صغيرة في آخر الجواب قائلاً: «وطوبى لمَن لا يَعثُر فيَّ»

والمعنى المُبسّط لهذه العبارة هو: ”طوبى لمَن لا يَدَع عينيه تبهران بلمعان الشمس التي سوف تشرق على كل الأرض، لدرجة أنه يغض النظر عن كوكب الفداء
الذي لا بد أن يظهر أولاً.
طوبى لمن لا تشغله نبوات ظهوري المجيد لدرجة أنه يرفض المسيَّا الآتي وديعًا، لكي يتمم الشق الأول من النبوات التي تكلَّمت عنه“.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
القانون الذهبي

621591518.jpg

فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النِّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيضًا بِهِمْ، لأنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأنْبِيَاءُ ( مت 7: 12 )

إن ما يميز المعلِّم العظيم والذي ليس مثله معلِمًا، أنه لم يُعطنا مبادئ سامية راقية يصعب فهمها ولا نعرف كيف نطبِّقها، كما أنه عوض أن يعطينا قوانين كثيرة تشمل تفصيلات عديدة في تعاملاتنا مع الآخرين، فإنه أعطانا مبدأً واضحًا وسهلاً يحل مئات المُعضلات، بل وأكثر من ذلك أعطانا نفسه كالنموذج والقدوة في السلوك والحياة.

إن المسيحية ليست مجرد عقيدة بل حياة. وهي ليست مشغولة فقط بما يجب أن نعرفه ونؤمن به، بل أيضًا بما يجب أن نفعله، ليس فقط ما نفعله من نحو الله أو حتى مع إخوتنا المؤمنين، بل من نحو الناس بصفة عامة.

حقًا إنه مستوى راقٍ ما قاله المسيح هنا:
«فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا
أنتم أيضًا بهم».
وتَرِد هذه الآية في الترجمة التفسيرية هكذا:
”إذًا كل ما تريدون أن يعاملكم الناس به، فعاملوهم أنتم أيضًا. هذه هي خُلاصة تعليم الشريعة والأنبياء“.

ليس معنى ذلك أننا سنفعل ما نفعله منتظرين أن يرُّد الناس علينا نفس العمل، فإن امتنعوا امتنعنا، بل إننا نستمر في عمل الخير بلا فشل ( غل 6: 9 )، وكلمات الرسول بولس تملأ قلوبنا بيقين المكافأة «عالمين أن مهما عمل كل واحدٍ من الخير فذلك يناله من الرب» ( أف 6: 8 ).

فهل من غرابة إذًا أن اتفق المفسّرون جميعًا على تسمية هذه الآية بالقانون الذهبي.
ولو سألنا أنفسنا: لماذا المشاكل بين الناس؟
ولماذا الخلافات بين العائلات؟ ولماذا الحروب الأهلية والحروب الدولية؟ أَ ليس لأن كل الناس يفعلون تمامًا عكس كلام الرب هنا على خط مستقيم.

فلو أن كل شخص وضع نفسه في الجانب المقابل، وسأل نفسه بإخلاص:
ماذا كنت أحب أن الناس يعاملونني به لو كنت في ذلك الجانب الآخر، أما كانت النزاعات كلها تنتهي؟!

لا بل إني أقول: ما كانت النزاعات كلها ستنتهي والمشاكل ستُحل فقط، بل كانت ستسود الحياة الفاضلة التي تستحق أن تُدعى حياة حقًا.
عندها كانت ستختفي المرارة ويعم الهناء، يذهب البُخل ويأتي السخاء، تضمحل الخيانة ويسود الوفاء، وهو ما سيتم حتمًا عن قريب تحت مُلك رب السماء.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كأس أم سيف؟

1136298220.jpg


فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟ ( يو 18: 11 )

بينما كان لبطرس سيف في يده، كان لسيدنا كأس في يده! وفي حين حاول بطرس، ولو عن غير قصد، أن يُقاوم مشيئة الله، نجد ربنا المعبود في طريق الطاعة لهذه المشيئة!

في السيف الذي في يد بطرس نرى صورة لرفض الواقع والظروف، لكن في الكأس التي في يد الآب نرى التسليم التام بما سمحت به العناية الإلهية.

السيف يتعامل مع المنظور والعيان، أما الكأس فنرى فيها تعاملاً مع غير المنظور بالإيمان.
السيف يُعلن رفض صاحبه لأن يتألم، وهذا الرفض قد يحمل إيذاء للغير. لكن الكأس تُعلن قبول الألم ورفض إيذاء الآخرين ( يو 18: 10 عب 2: 9 )، السيف له نتائج مدمرة، لكن نتائج الكأس فيها مجد كثير (عب2: 9).

ونحن نواجه مواقف عجيبة كثيرة في رحلة الحياة، تُرى هل نواجهها بسيف الرفض، أم بكأس الخضوع؟

صحيح أن الكأس الخاصة التي كانت لربنا يسوع ليلة الآلام، لن تواجهنا. لكن صحيح أيضًا أن يدي أبينا المُحب كثيرًا ما تُقدم لنا كؤوسًا ممزوجة بالمرار لأجل المنفعة. والفارق بين حياة يعقوب، وأسلوب يوسف في حياته، يُرينا هذا الفارق عينه. فبينما عاش يعقوب طويلاً يُلوِّح بسيف إرادته الذاتية تارة، ويستعمله تارة أخرى، حاصدًا للمرار، نجد يوسف يتحمل نصيبه من الألم الكثير لسنوات طويلة دون شكوى أو تذمر. فقد كان يقبل الكأس من يد القدير، الأمر الذي عبَّر عنه يوم عرَّف نفسه لإخوته بالقول: «لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم» ( تك 45: 5 ).

وبعد موت أبيه عاد ليُطمئن إخوته بكلمات تكشف ليس فقط عن أنه كان يأخذ الألم في حياته من يدي سيده، لكن أيضًا عن ثقته في أن من ورائها كلها بركات عظيمة «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا» ( تك 50: 20 ). حقًا «قولوا للصدِّيق خير!» ( إش 3: 10 )، «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 ).
وما أعظم المجد الذي كان ينتظره في نهاية
رحلة الآلام هذه!

لنضع السيف في غمده إذًا، ولنقتفي أثار خطوات سيدنا، ونقبل الكأس من يد الآب، ففي هذا راحة لنا، وتمجيد لإلهنا، وخير جزيل ينتظرنا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ربنا يباركك على المشاركة الجميلة الرب يعوض تعبك في المسيح يسوع
لكي تاتي بثمر ثلاثون وستين ومائة
آمين
ميرسى تاسونى للمرور والمشاركة الطيبة
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
فبراير

1268210309.jpg

أَ تُريد أن تَبْرأ؟أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ..بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ ( يو 5: 7 )

هل كان هذا حقًا الجواب على سؤال الرب؟
هل سأله الرب عن البِرْكَة؟ هل تطوَّع ليساعده عند النزول إلى البِرْكَة؟ هل سأله عما له من القوة، أو عن مبلغ المساعدة التي يريدها من الآخرين؟
أَ لم يكن سؤال الرب مختلفًا بالمرة عن كل هذا؟ «أَ تُرِيدُ أن تبرأ؟»؛ أي أَ تريد أن تنال الشفاء بدون مجهود منك، وبدون مساعدة إنسان أو ملاك؟

هذا كان المعنى الحقيقي للسؤال. ولكن لأن ذلك الشخص المريض كان مشغولاً بمجهوده الذاتي، ولأنه كان ينتظر أنه قد يتمكن يومًا ما ـ بقوته ـ أن يصل إلى البِرْكَةِ متى تَحَرَّكَ المَاءُ، لم يستطع الإجابة على سؤال الرب الإجابة الصريحة الصحيحة.

أَ لم تكن مدة الثماني والثلاثين سنة، على طولها، كافية لأن تُعلّمه حقيقة حالته ومبلغ ضعفه؟
أَ لم تكن كافية لأن تُعلّمه أن الإنسان لا تزداد قوته بازدياد عمره، بل بالعكس؟
إنه بكل أسف لم يتعلَّم هذين الأمرين. لذلك عندما خاطبه ابن الله كان فكره مشغولاً بنفسه، بما يعمله هو أو بما يساعده الآخرون على عمله.

وهكذا الحال الآن. فالخاطئ في رغبته للخلاص كثيرًا ما يتحول فكره إلى نفسه فلا يستطيع الإجابة على هذا السؤال: «أ تريد أن تبرأ؟» إجابة صحيحة.

ففي انشغاله بنفسه يُجيب قائلاً: ”إني أجتهد في الحصول على ذلك“. وكأن الخلاص في نظره يتوقف على مجهود يبذله هو. لذلك ينتظر أنه يومًا ما يكون أكثر أهلية للخلاص من الوقت الحاضر، فيستطيع عندئذٍ أن يقدِّم نفسه لله لكي يخلُص، وهو في ذلك ينسى أن كل يوم يضيف إلى كمية خطاياه مقدارًا آخر، وأنه بتوالي الأيام يزداد قوة في عمل الشر. لقد بدأ الإنسان حياته شريرًا، وكل ساعة تمر من حياته يُضيف فيها آثامًا وذنوبًا وخطايا إلى قائمة شروره السابقة. فكيف إذًا ينتظر أن يتحسن، أو أن يقدِّم نفسه لله في حالة القبول يومًا ما؟ ماذا يفعل إذًا؟
يفعل هذا:
يعترف بخطاياه وبعجزه الكامل، وبعدم استحقاقه لشيء إلا الدينونة. يوقف مجهوده، ويثق في المخلّص العظيم الذي أعطاه الله لنا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص.

ليت الروح القدس يعمل في قلبك ـ أيها القارئ ـ إن لم تكن قد تصالحت مع الله إلى الآن، حتى تأتي إليه، واثقًا في عمل المسيح لأجلك، طارحًا أوزارك عند قدمي ذلك المخلِّص المُحب العظيم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الرجوع والخضوع

634254932.jpg


فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ .. وَقَالَ: يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ.. ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي ( تك 16: 7 - 9)

ما أعظم النعمة الإلهية!
إن ”ملاك الرب“ ـ والذي هو نفسه الرب يسوع المسيح في إحدى ظهوراته قبل التجسد ـ يُذكَر للمرة الأولى في الكتاب المقدس بالارتباط بهاجر؛ الجارية المصرية المسكينة. أما المكان الذي وجدها فيه، فقد كان
«على عين الماء في البرية»، والتي تُدعى في ع14 «البئر»، وهي تُشير إلى ذاك الذي يُعطي الماء الحي؛ الماء الذي مَنْ يشرب منه لن يعطش إلى الأبد، بل يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية ( يو 4: 14 ). وعن هذا المكان نلاحظ:

أولاً: إنه في البرية: وليس وسط مسرات العالم وملذات هذه الحياة يُمكننا أن نجد المسيح. ولن تستطيع أبدًا النفس التي لم ترفض التمتع الوقتي بالخطية، أن تتقابل مع المُخلِّص. ولكن في البرية، إذ نعتزل عن جاذبيات الأرض، المُعبَّر عنها بحالة البرية، هناك يتقابل المُخلِّص مع الإنسان الخاطئ.

ثانيًا: أن الملاك التقاها على عَيْنِ الماء: وعَيْن الماء ترمز إلى الكلمة المكتوبة. وألا تجتذب كلمة الله التفات القلوب والنفوس التي أعيَتها الخطية، لتطلب الرب بنشاط واجتهاد؟ هذه النفوس نناشدها أن تحوّل نظرها عن الإنسان، و”تُفتش الكتب“ لأنها هي التي تشهد للمُخلِّص ( يو 5: 39 ).

ثالثًا: عند هذه البئر ظهر ملاك الرب لهاجر «فدَعَت اسم الرب الذي تكلَّم معها: أنت إيلُ رُئي. لأنها قالت: أ ههنا أيضًا رأيتُ بعد رؤية؟» (ع13، 14). وهكذا المسيح، الذي تتكلَّم عنه البئر، يقول: «الذي رآني فقد رأى الآب» ( يو 14: 9 )، ففيه وحده يُستعلن الآب بالتمام.

رابعًا: نلاحظ هنا أمرين فيما يتعلَّق بهاجر: (1) قال لها الملاك: «يا هاجر جارية ساراي»، فهذه صفتها الحقيقية، ولم يَقُل لها ”يا امرأة أبرام“ (ع8). (2) أمَرَها الملاك «ارجعي إلى مَولاتك واخضعي تحت يديها» (ع9). إن النعمة تملك بالبر. كانت النعمة هي التي بحثت عنها، وكان البر هو الذي أشار عليها ماذا تفعل. ولا يمكن أن تعمل النعمة على حساب البر. النعمة تُعضد وتقوي، لكنها لا تدعونا أن نهمل مسؤولياتنا نحو الله ونحو القريب.

هل يوجد شخص قد هرب وترك موقعه، ولم يَعُد يقوم بواجبه؟
لمثل هذا تأتي كلمة الرب: ”ارجع ... اخضع“.
إن الطريق الوحيد للبركة الإلهية، وللسلام والسعادة، أن نعود بالتوبة والخضوع.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
وضع يحتاج إلى تصحيح

1027671381.gif


يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ ( مز 23: 1 )

هل فقدت بهجة خلاصك؟ .. نعم.

هل فقدتَ لهيب حبك وغيرتك للرب؟ .. صحيح.

أخي .. هل تشتاق إلى رَّد نفسك؟ .. بشدة.


إن كنت بحق تشتاق إلى رَّد نفسك، وإلى المحبة الأولى، فيجب أن تعلَم هذه الحقيقة التي يختبرها كل مؤمن، وهي أنه كثيرًا ما يفشل أي مؤمن في اتباع الراعي. تُرى لماذا؟ السبب الحقيقي لهذه الحقيقة، والوضع المؤسف هو أن طريق الراعي طريقًا ضيقًا لا مكان فيه للثقة بالنفس، ولا لعمل الإرادة الذاتية. وإذ أستصعب التخلي عنهما، أختار لنفسي طريقًا آخر، وأترك الرب ـ الذي أُحبه ـ في الطريق الضيق.

وعندما أبعُد عن الراعي، تبدأ مشاعري في الخمول ولهيب محبتي يبرد، وبالتالي شركتي معه تقل، وخدمتي له تضمر، وأدرك ساعتها أنني أحتاج إلى رَّد نفسي، وأحاول جاهدًا أن أعيد الشركة فأصلي، وأواظب على حضور الاجتماعات، وألتجئ إلى كل وسائط النعمة، هذا مع احتفاظي بثقتي في نفسي، وعمل إرادتي دون التحقق من مشيئة الله في حياتي. وللأسف دون أن أنتبه إلى السبب الحقيقي للمشكلة.

هنا مكمَن الخطر. فلا يمكن أبدًا أن تُرَّد نفسي إلا وأنا في معيته؛ أي في الوضع المتوافق معه تمامًا. وما هو ذلك الوضع؟
هو أن أتخلى - أولاً - عن تمسكي بثقتي في نفسي وألقي عني إرادتي، وأخلع ثوب الكبرياء الذاتية البغيضة، وأرتمي على الرب مُجرَّدًا من كل فكر مستقل، خاليًا من كل ثقة بالذات، نافضًا عن نفسي كل اعتداد بها.

صحيح أنني في هذا الوضع الجديد أكون مُهيأً لرَّد النفس، لكن لا يمكنني رَّد نفسي، الرب ... راعيَّ ... هو الذي يقوم برَّد نفسي. قالت “نُعْمِي”: «إني ذهبت .. وأرجعني الرب» ( را 1: 21 )؛ أنا قُمت بفعل الذهاب، والرب قام بفعل الإرجاع.

مرة أخرى، هل تريد أخي المؤمن أن تعود إلي محبتك وتكريسك وخدمتك الأولى؟
إذًا توقف من فضلك قليلاً، وبأمانة راجع حالتك، واكشف قلبك أمام الله، مُرتميًا بالتمام على نعمته، وبتواضع حقيقي اتكل عليه وحده، وهو سيقوم برَّد نفسك، فهذه هي مهمته التي أخذها على عاتقه، وسيقوم بها على أكمل وجه.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
استعد للمستقبل

993355884.jpg


فِرْعَوْنُ ... يَأْخُذْ خُمْسَ غَلَّةِ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي الشَّبَعِ.. َيَخْزِنُونَ .. وَيَحْفَظُونَهُ. فَيَكُونُ الطَّعَامُ ذَخِيرَةً.. ( تك 41: 36 )
حلم فرعون مَلك مِصر حُلمين، وإذ اهتم بمعرفة معنيهما التجأ إلى حُكمائه والسحرة ( تك 41: 8 ). كلاَّ يا صديقي إنَّ العالم لا يستطيع أنْ يُعطيك معلومات حقيقية عن طرق الله، أو قصده، فإذا أردت أنْ تتعلَّم أفكار الله عليك برجال الله وكلمته.

وإذ كان يوسف له فكر الرب، استطاع بسهولة أنْ يُفسر الأحلام. سوف يكون أولاً سبع سنين من الخير الكثير ثم يتبعها سبع سنين أُخر من الجوع الذي لا نظير له.

وكانت نصيحة يوسف في غاية البساطة. في أثناء سنين الوفرة ادَّخر للمستقبل. آه! استعد للمستقبل، هذه هي الفكرة.

استعد للمستقبل يا صديقي. أنا لا أقصد أمور هذه الحياة، فأنت تعلم أنَّ لا أحد يُمكنه أنْ يُؤمِن المستقبل في هذه الحياة. معظم الناس الذين نراهم، مشغولين جدًّا وجادين في رغبتهم في تقدمهم الزمني في هذا العالم.

آه لو كانوا في مثل هذا الاجتهاد بخصوص حياتهم الأبديَّة. إنَّهم حريصون جدًّا على الأمور الزمنية حتى إنَّهم يتجاهلون الأبدية تمامًا.
سمعت عن واحد عملاق في ”البيزنس“ وكان ناجحًا بصورة مُذهلة. ذات صباح أتاه صديق قائلاً: ”هل سمعت عن الموت المؤسف الذي أصاب الأستاذ براون؟“ فأجاب: ”براون مات! براون مات!“ وأضاف متهكمًا: ”لماذا لا أملك أنا وقت لكي أموت، أنا بعيد جدًّا عنه، فأنا مشغول جدًّا“.
ثم انحنى ليربط حذاءه، وسقط على الأرض ميتًا!

عزيزي: يمكن أنْ يكون الدور عليك.
فهل أنت جاهز؟ هل أنت مستعد؟ هل تغيرت؟
هل التفتّ إلى الرب؟ آه يا صديقي، استعد للقاء إلهك. لقد كان يوسف حكيمًا إذ أخبر فرعون أنْ يحتاط من أجل المستقبل. وأنا أريدك أنْ تكون جاهزًا للأبديَّة. أريدك أنْ تستعد لأهم لحظة في كل حياتك.
عندما سوف تضطر إلى الخروج من هذا العالم. ما هو الموت للمسيحي؟ إنَّه العبور للمجد.
لكن ما هو الموت للخاطئ؟ يمكنك أنْ تجاوب ”لا أعرف“، فأنا أعرف أشخاصًا قالوا إنَّه لا يمكن معرفة هذا الأمر لكني واثق أنَّك تستطيع أنْ تعرف، لأنَ الله كشف في كلمته عن مستقبل الخطاة «الذين سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته» ( 2تس 1: 9 )؛ لأن نصيبهم «في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني» ( رؤ 21: 8 ).
يا له من مصير مرعب!
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
داود .. صورة للمسيح (2)

334809263.jpg


يَا مَفِيبُوشَثُ ... لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ ( 2صم 9: 6 ، 7)

تأملنا في الاسبوع الماضي في داود باعتباره صورة رمزية للرب يسوع المسيح، ونواصل اليوم المزيد من التأملات:

5- كانت الكلمة الثانية التي نطق بها داود أكثر جمالاً: «لا تخف» ( 2صم 9: 7 ).
وهذا التعبير كثيرًا ما يتكرر في كلمة الله. فاستخدمه الله عندما تكلم مع كلٍّ من: أبرام ( تك 15: 1 )، إسحاق ( تك 26: 24 )، يعقوب ( تك 46: 3 )، يشوع ( يش 8: 1 )، وكذلك استخدمه الرب يسوع مع تلاميذه القلقين ( لو 12: 32 )، وعندما تكلم ـ كالمخلِّص المُقام ـ مع يوحنا الذي سقط عند رجليه كميت ( رؤ 1: 17 ). بنفس هذا التعبير طمأن داود مفيبوشث.

واستكمل داود قائلاً: «فإني لأعملَنَّ معك معروفًا من أجل يوناثان أبيك» ( 2صم 9: 7 ).

6- لم يكتف داود بما قاله من كلمات سابقة، بل استطرد قائلاً: «وأرُّد لكَ كل حقول شاول أبيك» ( 2صم 9: 7 ). فلم يكتفِ داود بمنح الحياة لمفيبوشث، والذي كان في حكم الموت، بل أعطاه أيضًا ميراثه المفقود. ومرة أخرى نرى داود رمزًا لمَن «فيهِ أيضًا نلنا نصيبًا (ميراثًا)» ( أف 1: 11 ). فهذه الصورة التي نراها هنا، لا يمكن أن تكون رُسمت بيد فنان بشري.

7- بالإضافة لكل ما سبق، وهَب داود مفيبوشث وضعًا مُكرَّمًا عندما قال: «أنت تأكل خبزًا على مائدتي دائمًا ... كواحدٍ من بني الملك» ( 2صم 9: 7 ، 11).

عندما اكتشف الابن الضال أنه ”محتاج“، وأنه على وشك أن ”يهلِك جُوعًا“ عاد إلى بيت أبيه حيث وجد ”العِجْل المُسَمَّن“ ( لو 15: 14 ، 17، 23).
وهذا يُرينا كَرَم الله وصلاحه عندما يُغدق على الخطاة المُفلسين بغنى نعمته الفائق ( أف 2: 7 ).

فالله في صلاحه عندما يُعطي، يُعطي أفضل ما عنده، وليس أقل من إعطائنا أفضل ما عنده يُمكنه أن يشبع قلبًا تعوَّد أن يُعطي «كل عطية صالحة، وكل موهبة
تامة» ( يع 1: 17 ).
فلم يأكل مفيبوشث على مائدة داود باعتباره ضيفًا أو غريبًا، بل باعتباره أحد أفراد العائلة المَلَكية. وهذا هو أيضًا مقامنا «أُنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!» ( 1يو 3: 1 ).
فما ربحه مفيبوشث كان أكثر مما خسره. وما ربحناه نحن في المسيح أكثر بكثير مما خسرناه في آدم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
بعتذر عن عدم اضافة التاملات الفترة السابقة
نكمل بنعمة المسيح

صلوا من اجل الخدمة
 
أعلى