تفسير سفر عاموس - الأصحاح 6 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 7:
ويل للمستريحين = هم الأغنياء والأقوياء الذين لا يخيفهم شئ ولا حتى فكرة الدينونة. هم المطمئنين = في حياتهم المترفة يظنون أن مراكزهم وغناهم يحميانهم. إن انتشار الرخاء والسلام في إسرائيل إلى جانب العبادة المزدهرة في بيت إيل وسائر المعابد، هذه العبادة التي تغضب الله، وَلَّدَ طمأنينة سياسية كاذبة، فعاشوا مستريحين يظنون أنه لا عقاب ولا دينونة، هم ظنوا أن غناهم دليل رضا الله عليهم، ولماذا لا يرضى الله وهم يقدمون ذبائحهم بهمة ونشاط. نقباء أول الأمم = نقباء أي الأشخاص البارزين وهم في إسرائيل التي يعتبرونها أول الأمم فهم شعب الله المختار. هذا الشعور هو ما نبه له القديس بطرس (2بط4:3) ولكن كيف يطمئنون وهم في شرورهم ؟! وهؤلاء يأتي إليهم بيت إسرائيل = أي هم في مراكزهم العالية يأتي إليهم كل بيت إسرائيل يطلبون العدل والحماية. هؤلاء خدعتهم عظمتهم ولذلك في آية (2) يشير لهم الله بأن يتأملوا في مدن كانت حصينة وقوية أكثر منهم لكنها هلكت ودُمَّرت. كلنة = غالباً هي كلنو (أش9:10) وهي مدينة عظيمة على نهر دجلة وهي قديمة بناها نمرود وهي الآن خراب. وحماة = في سوريا ولقد افتخر سنحاريب بأنه أباد ألهتها أي خربها (2مل34:18) وجت = وهذه قد خربها حزائيل منذ فترة وجيزة (2مل17:12) وعلى كل من يفتخر بقوته وعظمته أن ينظر لمن كان أكبر منه وأين هو الآن. وفي (3) تبعدون يوم البلية = هذه إحدى الوسائل التي بها يزداد إطمئنانهم، فهم يصورون لأنفسهم أن يوم البلية بعيد، ولذلك فليستمتعوا اليوم بل إذ هم يظلمون فهم يقربوا مقعد الظلم = هم بظلمهم لأخوتهم المساكين يقربون زمن مجيء أشور عليهم وأشور هي مقعد الظلم لهم. وهم انغمسوا في كل الملذات الجسدية (4-6) أسرة من عاج بينما الفقراء ينامون عرايا. ويأكلون عجولاً من وسط الصيرة (المعلف) أي أسمن العجول. والفقراء ينامون جوعي. وهؤلاء الجوعى العرايا مظلومين من قبل هؤلاء الأغنياء. واله يتعجب على حالهم!! كيف يطمئنون هكذا نوماً وشراهة في الأكل وخرابهم ودينونتهم قادمة. وهم هاذرون مع صوت الرباب= أي موسيقي خليعة. وقد يكونون في لهوهم يستخدمون التراتيل الدينية لا للتوبة إنما للسخرية. ولذلك يقول لهم كداود. ولكنه يقولها بألم فشتان الفرق بين من يرتل بخشوع كداود وبين من يهذر مثلهم. وهم يشربون خمراً ويبذرون أموال الفقراء في أدهانهم. وأخر الخطايا المذكورة لا يغتمون على إنسحاق يوسف = يوسف يشير لإسرائيل ككل. وكان عليهم أن يحزنوا على الخراب القادم لا أن ينغمسوا في شهواتهم. ولنعرف أن الله يحزن على هلاكنا (بكاء المسيح على قبر لعازر) (وعلى أورشليم). فكيف لا نحزن نحن على هلاك نفوسنا ونفوس الآخرين. وماذا تكون عقوبة هؤلاء (7).. السبي. بل سيكونون أول المسبيين = هذه بلغة التهكم أي سيحتفظون بمقامهم الأول لكنهم سيكونون أول المسبيين. ويزول صياح المتمددين = أي المتمددين في الولائم يحتسون الخمر وهم يصيحون ويهذرون وحين يأتي السبي سيزول منهم كل سبب لهذا الصياح وهذا الفرح الزائف.
العدد 8- 11:
أني أكره عظمة يعقوب = أي كبرياء يعقوب فالكبرياء عمل الشياطين. والله يقسم أن يُسلَّم هؤلاء المتكبرين، وحين يقسم الله فالأمر خطير. والله وصل لأن يكره قصورهم = لأنها مملوءة ظلماً. ولأنهم يفتخرون بها. وبسببها يزداد كبرياؤهم. وهؤلاء الذين يكرههم الله يكون هلاكهم هلاكاً تاماً. إذا بقي عشرة رجال في بيت واحد أنهم يموتون = أي إذا نجو من سيف العدو يموتون بالوبأ أو بالمجاعات. وهناك صورة أخرى للهلاك التام = إذا حمل أحداً عمه = أي إذا مات أحد ولم يوجد من يحمله سوى عمه فالمعنى أن كل الشباب قد ماتوا، ولم يتبقي سوى هذا العم العجوز الذي يضطر لحمل جثة هذا الميت. ومُحِرُقُه = الشخص الذي يحرق الجثة. وفي بعض الأحيان كان الحريق للإكرام فيحرق بخور وأطياب حول الجثة (2أي14:16 + 19:21 + أر5:34) ولكن يبدو هنا أن الحريق كان بسبب الوباء المتفشي في الأرض لكثرة الموتي. وحامل الجثة يسأل أعندك بعد؟ أي هل عندك أحد حي بعد. يقول ليس بعد.. اسكت فأنه لا يذكر اسم الرب وفي ترجمة أخرى "لا نجرؤ أن نذكر اسم الرب " كأنهم لا يريدون أن يذكروا أمام الرب أن هناك أحياء باقين حتى لا يلتفت لهم الرب ويميتهم. أي جهل هذا !! أما كان أسهل أن نتصالح مع الله عوضاً عن أن ندخل مع الله في خصومة. وفي (11) الله سيهدم كل البيوت كبيرة أو صغيرة.
العدد 12- 14:
هل تركض الخيل على الصخر أو يحرث عليه بالبقر = لقد تقست قلوبكم فصارت كالصخر، وأي محاولة لإصلاحكم محكوم عليها بالفشل. والمحاولات هي نبوات الأنبياء وإنذاراتهم الدائمة لهم ودعوتهم للتوبة. ولكن كل محاولات الأنبياء المشبهة هنا بركض الخيل وحرث البقر هي محاولات يائسة لأن قلوبهم صارت كالصخر. وبقساوة قلوبهم = حولتم الحق سماً= ذلك بقضائكم المعوج وظلمكم حولتم الحكم المفروض أن يكون حق إلى سم. وهم حولوا ثمر البر لإفسنتين = الله أعطاهم إمكانيات وناموس ليسلكوا بالبر ويفرح الله ببرهم لكن بسلوكهم المعوج صاروا كالإفسنتين المر أمام الله. وفي (13) هم فرحون بقوتهم وقروناً = هي إشارة للقوة، وكأنهم متصورين أنهم في قوتهم لن يطولهم شئ ولن يصيبهم أذى. وأن الإنذارات لهي إنذارات فارغة لن تتحقق. وعقوبتهم ستكون أمة تضايقهم من حدودهم الشمالية (مدخل حماة) حتى حدودهم الجنوبية (وادي العربة)
أسفار الكتاب المقدس
أعلى