المقالة العشرين: نشأة النصوص المحلية (الجزء الاول).
اعداد: lll athenagoras lll
1. نشأة النصوص المحلية (Local Texts):
سنبدأ حوارنا عن انتقال النص اليوناني باستخدام انجيل مرقس كمثال فاذا قبلنا نظرية نشأته في روما فاننا نستطيع ان نقول ان الكنيسة في روما امتلكت المخطوطة الاصلية له.[1]
و حيث ان روما مدينة كبيرة فانه قد يوجد فيها عدد من الكنائس كل منها يرغب في نسخة من بشارة الانجيل.
لذلك فليس من غير المحتمل ان ينسخ من المخطوطة الاصلية لانجيل مرقس عدة نسخ لهذه الكنائس.
و في هذا الزمان فان المسيحيين من المناطق الاخرى في الامبراطورية قد سمعوا عن امتلاك كنيسة روما لهذه المخطوطة فانهم اما سألوا من اجل نسخة لهم او ارسال ناسخ الى روما ليقوم بالمهمة.
و بحلول القرن الثاني الميلادي فان نسخ من انجيل مرقس قد وجدت طريقها الى المراكز المسيحية الكبرى مثل انطاكية, اورشليم, قيصرية, الاسكندرية و افسس.
و بالرغم من ان نمط المواصلات في القرن الاول الميلادي كان بدائياَ بالمقارنة بعصرنا الا اننا لا يجب ان ننسى ان الامبراطورية الرومانية قد طورت نظام مدهش للطرق.
التجارة, الاقتصاد, الحملات الحربية, خدمات البريد, السفر الشخصي و تواصل الافكار بين البلاد المحيطة بمنطقة البحر المتوسط كانت واسعة.
هذه ايضاَ سمحت بالانتشار السريع للاعمال الادبية بما في ذلك مخطوطات العهد الجديد.
في دراسة للعالم الدون ابب عن انتقال الرسائل الرسمية و الخاصة في العالم اليوناني الروماني (Greco-Roman) قد صدقت على ما ذكر كما يلي:
فحسب الدون ابب "فان الرسائل قد تسافر حوالي 800 ميل في شهرين او 350 ميل في 36 يوم او 125 ميل في ثلاثة اسابيع او حوالي 400 ميل في اربعة عشر يوم او 150 ميل في اربعة او ستة او سبعة ايام او خمسة عشر ميل في نفس اليوم".[2]
سيناريوهات مماثلة لانتقال المخطوطات تكررت في المراكز المسيحية ايضاَ.
فمثلا عندما استلمت كنيسة الاسكندرية نسخة من انجيل مرقس فان نساخاَ قد انتجوا نسخاَ اضافية من المخطوطة التي امتلكوها.
بالمثل يمكن تتبع هذه العملية للاناجيل الاخرى و رسائل البولس.
في هذا الوقت عدد من النصوص المحلية (Local Texts) قد تطورت في المراكز الكبيرة للمسيحية المحيطة بالبحر المتوسط: روما, قرطاج في الغرب, الاسكندرية في مصر, قيصرية, انطاكية, بيزنطة في الشرق.
و بالاساس فان المخطوطات التي انتشرت في منطقة جغرافية معينة اخذت صفات متشابهة و بالتالي طورت نوع نص (text-type) اختلف بقدر ما عن انواع النصوص في المناطق الاخرى.
من انواع النصوص الشائعة الاسكندري (Alexandrian) و البيزنطي (Byzantine) و الغربي (Western) و القيصري (Caesarean).
ان وجود هذه المراكز المسيحية تجعلنا نقدر كم النشاط البحثي الواقع في مرحلة ما بعد الرسل.
1. مدينة الاسكندرية: كان لها تأثير كبير على دراسة و انتاج مخطوطات العهد الجديد و تطوير الفكر اللاهوتي تحت رئاسة كليمندس و اوريجانوس.
2. مدينة قيصرية: بالمثل لعبت دور استراتيجي في تطوير التقليد النصي للعهد الجديد.
لجأ اوريجانوس الى هذه المدينة بعد خروجه من الاسكندرية و هناك اسس المدرسة التفسيرية المشهورة حيث افنى نفسه في العمل الادبي و الوعظ.
يوسابيوس اسقف قيصرية المشهور ومؤرخ الكنيسة الاولى قد تعلم على تقليد اوريجانوس.
ويقول الاند ان مدينة قيصرية زمان يوسابيوس في بداية القرن الرابع كانت بلا شك مركز هام في انتاج المخطوطات حيث صدر المرسوم الامبراطوري من الملك قسطنطين بامداد الكنائس في مدينته الجديدة القسطنطينة العاصمة بالمخطوطات[3].
3. مدينة انطاكية: استمرت ايضاَ انطاكية كمركز هام النشاط الادبي واللاهوتي في سوريا.
يتحدث التقليد عن احد اللاهوتيين لوسيان 312م. حيث ارتبط اسمه بنشأة النص الكويني (koine) الذي صار اخيراَ النص البيزنطي (Byzantine) الامبراطوري.
يقول الاند انه في مدينة انطاكية "قد تم صقل الاسلوب الفني لنص العهد الجديد ونقح كنسيا و امتد باخلاص".[4]
لقد صارت عملية الانتقال اكثر تعقيداَ عندما بدأت تختلط النصوص المحلية في منطقة ما مع نصوص محلية من مناطق اخرى.
فان ناسخ من مدينة الاسكندرية كمثال حصل على مخطوطة من مدينة روما وقارن هذه المخطوطة بالمخطوطة التي يستخدمها.
ناسخ اخر من مدينة بيزنطة (Byzantium) و هى اسم اخر لمدينة القسطنطينية (Constantinople) حدث معه نفس الشئ مع مخطوطة من قرطاج و هكذا.
في كل حالة يقوم الناسخ بتحرير ومراجعة و انتاج نص مختلط (mixed text).
ان التطور من النص الاصلي ثم النص المحلي الى النص المختلط قد تثبت خلال عصر الاضطهاد للكنيسة تحت حكم الاباطرة الرومانيين داكيوس (Decius) فيما بين عامي (249-251)م. و فالريان (Valerian) فيما بين عامي (253-260)م. و دقلديانوس (Diocletian) فيما بين عامي (284-305)م.
تحت حكم دقلديانوس كمثال فان محاولات منظمة بدأت في اضطهاد الكنيسة المسيحية عن طريق تدمير المخطوطات وابنية الكنائس و رعاة الكنيسة.
لقد صور يوسابيوس بوضوح حرق الكتب المقدسة علنياَ و اضطهاد الشهداء في الاسكندرية.
و يقول "كل هذه الامور تمت فينا عندما نظرنا بأعيننا الى بيوت الصلاة تهدم الى اساساتها و الكتب المقدسة تطرح للنيران في وسط الاسواق".[5]
و يقول ايضاَ "ان المراسيم الامبراطورية صدرت في كل مكان توصي بان تسوى الكنائس بالارض و الكتب المقدسة تدمر بالنيران".[6]
و عندما صارت الديانة المسيحية هى الديانة الرسمية للامبراطورية تحت حكم الامبراطور قسطنطين في القرن الرابع تأسست الكنائس الجديدة عبر الامبراطورية.
و صارت تنسخ المخطوطات باحتراف وتقارن مع المراكز الاخرى. فقد كلف قسطنطين بنسخ خمسين نسخة من الكتب المقدسة لاجل الكنائس في القسطنطينية.
عدد من الدارسين يعرف المخطوطة الفاتيكانية بانها احد هؤلاء النسخ الخمسين بالرغم من الدليل غير حاسم.
4. مدينة القسطنطينية: صارت هى المركز الديني في كنائس الشرق التي تتحدث اليونانية. المخطوطات من المناطق الاخرى وجدت طريقها الى العاصمة ثم قورنت بالمخطوطات الاخرى. كل هذا العمل النقدي انتج النص الموحد (standardized text).
هذا كان تطور هام في الدراسات النصية لانه بحلول القرن الثامن صار النص البيزنطي هو الشكل الكنسي السائد للعهد الجديد في كل العالم المتحدث باليونانية والذي صار اساس النص المستلم (Textus Receptus).[7]
النص المستلم (received text) المحرر بواسطة ايرازموس صار هو اساس طبعة الملك جيمس (King James Version) عام 1611م.
تصنيف و علاقات النسب بين المخطوطات (Classification and Genealogical Relationships):[8]
بالنسبة للعهد الجديد فحيث كان ينسخ عبر الامبراطورية الرومانية فقد ظهرت قراءات متميزة في منطقة ما او اقليم وبناء على هذا الاساس فانه يمكن تجميع معظم المخطوطات في ثلاثة نصوص عريضة (Text-Types) و هى النص الاسكندري (Alexandrian), الغربي (Western) و البيزنطي (Byzantine).
اما بالنسبة للنص القيصري (Caesarean) فقد كان يعتقد لعدة عقود انه يضمن نصا رابعا في الاناجيل فقط.
كل من انواع النصوص هذه يحدد على اساس الدرجة العالية من الاتفاق بين مخطوطات معينة في مجموعة من القراءات المميزة.
1. النص الاسكندري (Alexandrian Text-Type):
لقد اخذ هذا الاسم لان معظم المخطوطات التي تنتمي لهذا النوع من النصوص يأتي من مصر و في وقت ما كان يعتقد ان النص الاسكندري كان عبارة عن اصدار منقح يرجع لاواخر القرن الثالث الميلادي قام به علماء الاسكندرية على نص العهد الجديد.
الا ان الاكتشاف الحديثة خاصة للبرديات (P46), (P75) اظهرت ان هذا النص كان موجود بالفعل قبل نهاية القرن الثاني.
"وهذا يعني ان النص الاسكندري ناتج عن عملية نسخ و نقل مسيطرة و مراقبة بعناية".[9]
اما بالنسبة لمصادر النص الاسكندري فتنقسم لمجموعتين كما يلي:
أ. المصادر الاولية (Primary): ويطلق عليه احيانا النص المحايد (Neutral) كما اسماه ويستكوت-هورت او النص الاسكندري الاولي (Pro-Alexandrian) كما اسماه الاند.
كما في البردية (P46), (P66), (P75), والمخطوطات السينائية (א), الفاتيكانية (B), العلامة اوريجانوس.
ب. المصادر الثانوية (Secondary): و يطلق عليه النص الاسكندري (Alexandrian) كما اسماه ويستكوت-هورت او النص الاسكندري المتأخر (Later Alexandrian) كما اسماه الاند.
كما في المخطوطات (C), (L), الواشنطونية (W), (33), (892), (1739), و اباء الاسكندرية المتأخرين مثل ديدموس.
2. النص الغربي (Western Text-Type):
يتساوى مع النص الاسكندري في الاقدمية لكنه اوسع انتشار جغرافياَ مصادره الرئيسية نشأت من شمال افريقيا و ايطاليا و الغول (Gaul) و سوريا و مصر.
لقد اخذ النص الغربي اسمه نظرا لان مصادره ارتبطت بالغرب في روما وشمال افريقيا و الغول (Gaul) الاان الاكتشافات التالية اظهرت ان هذا النص كان اوسع انتشارا في انحاء الامبراطورية الرومانية و يعتقد انه نشأ في الشرق وربما في مصر.[10]
الا ان النص الغربي يفتقر الى التجانس والتماسك الذي يتميز به النصين الاخرين. و يبدو انه يمثل نصاَ غير منظم في نسخه و ترجمته.
ويتميز بالتمديدات التوفيقية (harmonistic tendencies) حيث نجد ان النص الغربي اطول بـ 8% عن النص الاسكندري في سفر اعمال الرسل.
كما يتميز النص الغربي باعادة الصياغة (paraphrasing), استبدال المترادفات (substitution of synonyms), الاضافات و مجموعة صغيرة من المحذوفات.
3. النص البيزنطي (Byzantine Text-Type):
و يعرف ايضاَ بالنص الكويني (Koine), النص السرياني (Syrian), النص الاغلب (Majority) ويمثل 80% من المخطوطات المعروفة.
بالرغم من وجود بعض القراءات البيزنطية القديمة الا ان النص البيزنطي ظهر في منتصف القرن الرابع بين عدد من اباء ميدنة انطاكية.
و هكذا فان النص البيزنطي هو النص الاكبر و المتأخر في الثلاثة نصوص ويعتبر ثانوياَ في قراءاته المتميزة [صقل النحو (smoothing out grammar), التزويد بكلمات و ضمائر, توفيق الفقرات (harmonization), ازالة الغموض, دمج القراءات (conflation) الموجودة في النص الاسكندري والغربي].
ايضاَ يعتبر النص البيزنطي "الاقل قيمة في استعادة النص الاصلي".[11]
ان ظاهرة علاقات النسب بين المخطوطات ليست مهمة فقط في تصنيف المخطوطات لكن في تقييم المخطوطات ايضاَ.
عند تقييم المخطوطات فهذا يعني "ان المخطوطات يجب ان توزن و لا تعد"[12].
و لانه 10000 نسخة من خطأ هى خطأ فان عدد مخطوطات نوع نص معين التي تدعم قراءة محددة هى ذات اهمية قليلة.
ان قراءات المخطوطات و انواع النصوص يجب ان تقدر على اساس المنشأ و الصفة و بعض الاعتبارات الاخرى.
و هذا يفسر لماذا يوضع النص البيزنطي في مرتبة اقل من حيث الاهمية عن النصين الاخرين بالرغم من انه يمثل 80% من كل المخطوطات المعروفة.
[1] Patzia, The making of the New Testament : Origin, collection, text & canon P.131
[2] Eldon J. Epp, Gordon D. Fee, Studies in the Theory and Method of New Testament Textual Criticism P. 287
[3] Aland and Aland, Text of the New Testament, p. 66
[4] Ibid., P. 64 " was polished stylistically, edited ecclesiastically, and expanded devotionally ".
[5] Eusebius, ecclesiastical history VIII.2 "All these things were fulfilled in us, when we saw with our own eyes the houses of prayer thrown down to the very foundations, and the Divine and Sacred ******ures committed to the flames in the midst of the market-places".
[6] Ibid., " royal edicts were published everywhere, commanding that the churches be leveled to the ground and the ******ures be destroyed by fire ".
[7] Metzger, Text of the New Testament, p. 170 " the prevailing ecclesiastical form of the New Testament throughout the Greek-speaking world, and eventually constituted the basis of the Textus Receptus".
[8] Black & Dockery, Interpreting the New Testament: Essays on Methods and Issues P.50
[9]Ibid., "Thus it appears to represent the result of a carefully controlled and supervised process of copying and transmission".
[10] Ibid., "Discoveries since then, however, have made clear that this early textual tradition was widely disseminated throughout the Roman Empire and may have originated in the East, perhaps in Egypt "
[11] Ibid., "Thus it is the largest and latest of the three major text-types and, in view of the obvious secondary character of many of its distinctive readings,29 also the least valuable for recovering the original text".
[12] Ibid., "MSS must be weighed rather than counted ".
متى و أين ظهرت هذه العائلات ؟؟
هذه المعلومات متاحة بدرجة كبيرة من الثقة من خلال الترجمات القديمة والاقتباسات الكتابية لاباء الكنيسة الاوائل.
توجد اقدم ترجمات للعهد الجديد في ثلاثة لغات و هى السريانية و اللاتينية والقبطية.
1. اللغة السريانية: سادت في اقليم سوريا خلال ازمنة العهد الجديد و لعدة قرون بعدها.
اجزاء اساسية من العهد الجديد باللغة السريانية ظهرت ليس متأخرا عن منتصف القرن الثاني.
الترجمة السريانية من هذه الفترة و في المجمل تتبع النص الغربي (Western Text-Type) و لكنها تتضمن قراءات من النص القيصري (Caesarean) بصفة عرضية.
2. الكثيرين تحدثوا باللغة اللاتينية خلال هذه الازمنة المبكرة في مناطق غرب البحر المتوسط بما في ذلك شمال افريقيا وايطاليا.
الترجمة اللاتينية القديمة نشأت في حوالي عام 150م. و من الواضح انها تتبعت مخطوطات يونانية من العائلة الغربية (Western).
3. الترجمة القبطية القديمة نشأت حوالي عام 200م. في ارض مصر.
المخطوطات من هذا النوع تقع في خط قراءات العائلة الاسكندرية (Alexandrian).
لذلك فان الترجمات القديمة تعكس الثلاثة انواع من النصوص التي ظهرت بنهاية القرن الثاني الميلادي.
و بتتبع كتاب الكنيسة الاوائل الذين اقتبسوا من الكتب المقدسة فانه يؤكد هذه الازمنة والاماكن لهذه العائلات الثلاثة.
العلامة ترتليان من اباء القرن الثاني الميلادي في شمال افريقيا, ايرينيؤس من اباء الكنيسة في القرن الثاني باسيا الصغرى, ايطاليا و الغول (Gaul) وتاتيان من الكنيسة السريانية في القرن الثاني الميلادي كمثال للاباء الذين تتبعوا قراءات النص الغربي.
كليمندس الاسكندري من اباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي اقتبس عادة قراءات النص الاسكندري في كتاباته.
العلامة اوريجانوس من اباء الكنيسة في القرن الثالث الذي قضى سنواته الاخيرة في قيصرية اختار القراءات التي تنتمي لعائلة النص القيصري.
اذن هناك دعم قوي يثبت ظهور عائلات النص القيصري, الغربي و الاسكندري في هذه المناطق المنفصلة بنهاية القرن الثاني.
و لكن اين كان النص البيزنطي ؟؟
ان غياب الاشارات المميزة لهذه العائلة خلال القرون الاولى للعصر المسيحي ملفت للنظر.
ان اقدم دليل لهذه العائلة يوجد في الترجمات باللغة السريانية و يرجع للقرن الرابع او الخامس فيما يعرف بالبشيطا (Peshitta).
و اقدم كاتب اقتبس من الكتب المقدسة ويعكس قراءات نص هذه العائلة هو القديس يوحنا الذهبي الفم الذي عاش خلال القرن الرابع و بداية الخامس.
ان الظهور المتاخر للنص البيزنطي (Byzantine Text-Type) ادت الى الاستنتاج بان هذا النص لم يكن له وجود كعائلة متميزة قبل القرن الرابع.
"ان النص البيزنطي نص اطول نتيجة مجهودات لتضمين اكبر عدد من القراءات من العائلات الاخرى".[2]
ليس كل العلماء يقبلون الظهور المتأخر للنص البيزنطي. القليل يجادل بقوة من اجل وضع النص البيزنطي في القرن الثاني كما في العائلات الاخرى.
احد هؤلاء العلماء ستورز (Sturz) الذي اعد قائمة بمائة و خمسين قراءة بيزنطية مميزة (distinctly Byzantine) وجدت في برديات القرن الثاني و الثالث الميلادي.
الا ان هذه القائمة تتضمن قراءات ربما ظهرت عرضياَ بغير قصد دون تاثير من عائلة النص.
شواهد انواع النصوص (Witnesses):[3] 1. شواهد النص البيزنطي (Byzantine Text-Type):
أ. في الاناجيل:
المخطوطة الاسكندرية (A), (E), (F), (G), (H), (K), (M), (P), (S), (U), (V), و المخطوطة الواشنطونية (W) في انجيل متى و (لوقا 8: 13-24: 53), (υ), (γ), (δ) ماعدا انجيل مرقس, (ψ), (ω) ومعظم المخطوطات ذات الخط الصغير, ترجمة البشيطا السريانية (Peshitta) و القوطية (Gothic), القديس يوحنا الذهبي الفم (Chrysostom).
ب. الاعمال:
المخطوطة (H), (L), (P), (S) ومعظم المخطوطات ذات الخط الصغير, ترجمة البشيطا السريانية (Peshitta) و القوطية (Gothic), القديس يوحنا الذهبي الفم (Chrysostom).
جـ. رسائل الجامعة:
المخطوطة (H), (K), (L), (S), (42), (398) ومعظم المخطوطات ذات الخط الصغير, ترجمة البشيطا السريانية (Peshitta) و القوطية (Gothic), القديس يوحنا الذهبي الفم (Chrysostom).
4. شواهد ما يعرف بالنص القيصري (Caesarean):
البردية (P37), (P45) في مرقس, والمخطوطة الواشنطونية (W) في (مرقس 5: 31-16: 8), (θ), (0188), العائلة (f1)=[(1), (22), (118), (131), (209), (872), (1278), (1582), (2193)], العائلة (f13)=[(13), (69), (124), (174), (230), (346), (543), (788), (828), (983), (1689)], (28), (157), (565), (700), (1071), (1275), (1604), الترجمة الجورجية (Georgian), الارمنية (Armenian), السرياني الفلسطيني (Palestinian), يوسابيوس القيصري, كيرلس الاورشليمي (Cyril-Jerusalem).
التعريف بانواع النصوص (Recognition of Text Types):[4]
+ العالم هـرمان فون سودن (Hermann Freiherr von Soden):
لقد قام العالم فون سودن بتصنيف انواع النصوص و باختصار كما يلي:
1. النص الكويني (Koine): و هو معرف بحرف (K=kappa) من الكلمة اليونانية (κοινη) و هو يتطابق مع النص السرياني كما اسماه ويستكوت-هورت و المعروف بالنص البيزنطي.
2. النص الهيسيخي (Hesychian): ويختصر بالحرف اليوناني (H=Eta) من الكلمة اليونانية (ησυχιος) حيث ينسب عملية تنقيح النص (recension) للاسقف المصري هيسيخيوس (Hesychius).
ويتمثل في المخطوطات الفاتيكانية (B) والسينائية (א) و الترجمات القبطية وغيرها و هو يكافئ النص النص المحايد و الاسكندري كما اسماه ويستكوت-هورت.
3. النص الاورشليمي (Jerusalem):
و يرمز له بالحرف اليوناني (I=Iota) من الكلمة (ιεροσαλυμα) و يتمثل في المخطوطة البيزية (D) و غيرها. وهو يكافئ النص الغربي.
+ هيلمان ستريتر (Burnett Hillman Streeter):
كما دفع ستريتر فيما بين عامي (1874-1934)م. بفكرة تجميع المخطوطات في اتجاه التعريف بالنصوص المحلية (Local Texts).
كانت نظريته بان مجموعات المخطوطات يمكن تعريفها كممثل للنص السائد في المراكز المسيحية المختلفة و هذه النصوص باختصار كما يلي:
1. مدينة الاسكندرية (Alexandria):
و ينسب الى التنقيح الذي قام به الاسقف هيسيخيوس عام 307م. و يوجد في المخطوطات الفاتيكانية و السينائية واخواتهما و هو يكافئ النص المحايد والاسكندري كما اسماه ويستكوت-هورت.
2. مدينة انطاكية (Antioch):
و يوجد في السرياني القديم
3. مدينة قيصرية (Caesarea):
و يوجد في المخطوطة (θ), و العائلات (f1), (f13), و في نص اوريجانوس بعد انتقاله الى مدينة قيصرية عام 232م.
4. مدينة ايطاليا و الغول (Italy & Gaul):
و يوجد في المخطوطة البيزية (D) واخواتها.
5. مدينة قرطاج (Carthage):
و يوجد في مخطوطات اللاتيني القديم.
هذين النصين الاخرين يكافئان النص الغربي كما اسماه ويستكوت-هورت.
6. مدينة بيزنطة (Byzantium):
ربما انتج هذا النص لوسيان الانطاكي (Lucian of Antioch) عام312م. ويوجد في المخطوطة الاسكندرية (A) في الاناجيل و في المخطوطات ذات الخط الكبير (Uncials) المتأخرة و مخطوطات الخط الصغير (Manuscules) و يكافئ النص السرياني كما اسماه ويستكوت-هورت و في النص المستلم (Textus Recetus) ايضاَ.َ
و من هذه جميعها "فان النص الاسكندري الموجود في المخطوطة الفاتيكانية (Codex Vaticanus) و السينائية (Codex Sinaiticus) هو الافضل".[5]
+ هانز ليتزمان (Hans Lietzmann):
و في اعمال ليتزمان فيما بين عامي (1875-1945)م. فقد اتجه الى دراسة رسائل البولس (Pauline Letters).
و في هذه الاعمال نجد ان ليتزمان قال ان البرديات المبكرة لمجموعة تشيستر بيتي خاصة البردية (P46) المؤرخة لعام 200م. هى مثال هام جدا يظهر نوع المخطوطات لاسفار العهد الجديد التي انتشرت في القرن الثاني و الثالث الميلادي.
ايضاَ المخطوطات التي استخدمها اباء الكنيسة في القرن الثالث مثل كليمندس الاسكندري 200م. اوريجانوس 253م. كانت من هذه النوعية.
هذه النوعية من المخطوطات كانت هى الاساس الذي اعتمدت عليه الترجمة القبطية في مصر و الترجمة اللاتينية في الغرب.
و في القرن الرابع بالاسكندرية قام هيسيخيوس الاسقف و الشهيد (قد ذكره جيروم) بعمل تنقيح للنص معتمدا على عدد من البرديات حيث وازن بين القراءات و انشأ نصا جيدا. حيث صار هو النص الرسمي لبطريركية الاسكندرية.
اخيرا اجتمعت قراءات النص (H) والغربي في شكل متأخر و شامل للنص الذي ساد في العالم بيزنطي من سوريا الى القسطنطينية.
من هذه العائلات الثلاث استنتج ليتزمان ان النص الكويني (koine) هو نص ثانوي و النص الغربي قديم لكن تقيمه لابد ان ينبثق من خلال المعايير الداخلية مع اعتبار القراءات المتفردة اما النص المصري فهو اصلي لكن حتى في قراءاته لابد من الحكم عليه من خلال الاحتمالات الداخلية.
[1] Thomas, How to choose a Bible version : An introductory guide to English translations P.58
[2] Ibid., " It is a longer text, and its length, at least in part, results from an effort to include as many readings as possible from the other families ".
[3]Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.63
[4]Finegan, Encountering New Testament Manu******s: A Working Introduction to Textual Criticism. P.70
[5] Ibid., " Of them all, the Alexandrian text, found in Codex Vaticanus and Codex Sinaiticus, is the best ".
المقالة الثانية و العشرين: نشأة النصوص المحلية (الجزء الثالث).
اعداد: lll athenagoras lll
نظريات تاريخ مخطوطات العهد الجديد (Theories of the History of New Testament Manu******s):[1]
احد النتائج المؤكدة (assured results) في النقد النصي لفترة طويلة كانت قناعة هورت بالنص المحايد (Neutral Text) هذا كان نتاج عملية تنقيح مدروسة في الاسكندرية باواخر القرن الثالث و بداية القرن الرابع.
هذا الرأي اكتسب قبولا بعد استخدام بوسيت (Wilhelm Bousset) دليل البرديات المبكرة التي اظهرت ان هذه النصوص المبكرة شهدت حالة اكثر اختلاطأ بين انواع النصوص عما اقترحه هورت.
ان النشاط التنقيحي للنساخ المسيحيين في الاسكندرية انتج نص المخطوطة الفاتيكانية (B) و المخطوطة الاسكندرية (A) عملية التنقيح هذه ارتبطت باسم هيسيخيوس الذي مات شهيدا في اضطهاد دقلديانوس.
و حيث انه لم توجد برديات مبكرة تحتوي على نوع نص نقي فان العلماء نادوا ما عرف بنص ما قبل التنقيح (pre-recensional) او النص الاسكندري الاولي (proto-Alexandrian).
في عام 1961م. نشرت البردية (P75) التي تعود لاواخر القرن الثاني و اوائل القرن الثالث و تحتوي على اجزاء اساسية من انجيل لوقا و يوحنا.
اظهرت دراسة كارلو مارتيني (Carlo M. Martini) للبردية (P75) مدى التقارب الشديد بين هذه البردية مع المخطوطة الفاتيكانية (B).
مما ادى الى القول بان "نص المخطوطة الفاتيكانية له وجود بالفعل في القرن الثاني الميلادي"[2].
و هنا يظهر تساؤل هل البردية (P75) ناتجة عن عمل تنقيحي (a revised text) ؟؟
الاجابة لا... و ذلك للاسباب التالية:
1. وجود 76 قراءة غير مصححة و بدون معنى مما يدلل على ان الناسخ انتج المخطوطة بدون مراجعة جدية.
2. كل من التقارب بين البردية (P75) والمخطوطة الفاتيكانية (B) و طبيعة الخلاف الموجود يطرح فكرة وجود مخطوطة "سلف مشتركة" (common ancestor).
فاذا كانت البردية (P75) ليست نص مراجع انتج في القرن الثاني و لا هى نتاج عملية تنقيح فاننا يجب ان نستنتج بديلا ثالثا و هو ان "راي هورت كان صحيحا بالاساس عندما افترض ان النص المصري هو تقليد محفوظ بعناية و ليس ناتج عن عملية تنقيح على الاطلاق"[3].
"هذه المخطوطات تمثل شكلا نقيا لعملية حفظ لخط متصل نقي ينحدر من النص الاصلي"[4].
المنظور الديناميكي للانتقال النصي (dynamic view of textual transmission):[5]
يقترح الدون ابب (Eldon J. Epp) نظرة ديناميكية لانتقال نص العهد الجديد حيث يقول ان هناك ثلاثة مجموعات من النصوص المبكرة و هى:
1. مجموعة النص "B": و هى تمثل اقدم مجموعة من المخطوطات المبكرة و التي يمكن تحديدها في الخط المتصل بين البردية (P75) و المخطوطة الفاتيكانية (B) و بالتوازي مع [البردية (P66), السينائية فيماعدا انجيل يوحنا, المخطوطات (L), (33), البردية (P46) و المخطوطة (1739) في البولس].
هذه المجموعة معروفة تقليدياَ بالنص المصري او الاسكندري او المحايد.
2. مجموعة النص "D": و هى تتكون من ثلاثة برديات و مخطوطة خط كبير احدة ترجع لما قبل القرن الرابع تتضمن انجيل لوقا و الاعمال [(P48), (P38), (P69), (0171)].
هذه المجموعة معروفة تقليدياَ بالنص الغربي.
3. مجموعة النص "C": و هى المجموعة تقف في المنتصف بين المجموعتين "B" و "D" هذا النص باقي في مجموعة للاناجيل في البردية (P45) والمخطوطة (W).
يتحدث الدون عن مجموعة رابعة.
4. مجموعة النص "A": تتضمن المخطوطة الاسكندرية (A) لكنها ليست ضمن المجموعات المبكرة حيث لا تحتوي على ممثل من البرديات المبكرة.
هذه المجموعة لها دعم من برديات تعود الى القرن السادس و ما بعد البردية (P84), (P68), (P42).
و يجادل ابب ان هذه المجموعات تمثل ثلاثة انواع نصوص محددة التي وجدت حوالي عام 200م.
و يقول: "تلميحات عديدة في برديات العهد الجديد تطرح ان عمليات توحيد النص (standardization) وجدت بالفعل في نهاية القرن الاول او بداية القرن الثاني لانتقال النصوص المسيحية مثل شكل المجلد (codex) وتقنية الاختصارات المقدسة (nomina sacra) و الوجود المحتمل لاماكن نسخ المخطوطات (******oria)"[6].
"عمليات التوحيد هذه تجيز لنا ان نقول بان برديات العهد الجديد المبكرة لها اسلاف (antecedents) ترجع الى قرن اقدم من زمن هذه البرديات"[7].
طرق تجميع مخطوطات العهد الجديد (Method in Grouping New Testament Manu******s):[8]
اقترح كولويل عدة مصطلحات فنية محددة لتجميع المخطوطات و هى:
1. العائلة (family): و هى اصغر مجموعة معرفة و هى ايضاَ متجانسة نسبياَ.
ان المخطوطات التي تصنع العائلة (family) عادة متقاربة في الزمان والمكان كما انها تتفق الى حد كبير في قراءاتها التي تنبثق نسبياَ (genealogically) من المخطوطة "الام" (archetype) التي منها انحدرت هذه المخطوطات.
و من امثلة هذه الفئة العائلة (f1)
2. العشيرة (tribe): هي مجموعة متوسطة في حجمها اكبر من العائلة (family) و اصغر من نوع النص (text-type).
المخطوطات التي تشكل العشيرة (tribe) تعرض بما لايدع مجال للشك علاقات متبادلة الا ان نموذج قراءات هذه المجموعة معقد الى حد ما.
و من امثلة هذه المجموعة ما يعرف بشواهد النص القيصري.
3. نوع النص (text-type): هو اكبر مجموعة مرتبطة بالمخطوطات. هذه الفئة تطبق على ثلاثة مجموعات كبيرة للشواهد الاسكندرية و الشواهد الغربية و الشواهد البيزنطية.
و يقسم فريدريك كينيون (Kenyon) هذه المجموعات حسب التالي:[9]
1. نوع النص "Alpha": تتطابق مع ما يعرف بالنص البيزنطي (koine) ويقترب مع نص المخطوطة الاسكندرية في الاناجيل.
2. نوع النص "Beta": و هو ما يعرف بالنص الاسكندري و يقترب مع نص المخطوطة الفاتيكانية.
3. نوع النص "Delta": يشير الى ما يسمى بالنص الغربي و يقترب من نص المخطوطة البيزية.
و يقترح كينيون ايضاَ:
4. نوع النص "Gamma": و هو الحرف الثالث من الابجدية اليونانية ويتفق مع النص القيصري و يقترب من نص المخطوطة (Codex Koridethi) و لكن هذه الفئة مع المخطوطات المرتبطة بها يتعامل معها على اساس انها عشيرة (tribe) عن كونها نوع نص (text-type).
طرق تأسيس العلاقات الكمية بين أنواع النص من مخطوطات العهد الجديد (Method in Establishing Quantitative Relationships between Text-Types of New Testament Manu******s):[10]
اما عن كيفية التعرف على المخطوطات من حيث انتسابها معاَ في عائلة او عشير او نوع نص فهى حسب الخطوات الثلاث التالية:
الخطوة الاولى: هى تمهيدية و تعتمد على مرجعية تعددية القراءات (multiple readings).
حيث تعد قائمة بالقراءات على الاقل من الاشكال الثلاثة المعروفة الاسكندري, الغربي, و البيزنطي ثم يتم تحليل المخطوطة عن طريق حساب عدد الاتفاقات التي تظهرها المخطوطة مع كل نوع نص.
الخطوة الثانية: هى تاسيس اتفاق المخطوطة موضوع الدراسة في نقطة القراءات الغريبة و الموافقة و تلك الغير موجودة في المجموعات الاخرى.
الخطو الثالثة: هى تأسيس اتفاق المخطوطة موضوع الدراسة مع نفس نوع النص بأغلبية كبيرة في كل الحالات حيثما وجدت قراءة بين المخطوطات اليونانية.
ما يهمنا في هذا الموضوع هو مدى التشارك في القراءات بغض النظر عن حكم هذه القراءة كونها اصلية او معطوبة.
[1] McKnight, The face of New Testament studies: A survey of recent research P.65
[2] Ibid., "The discovery of P75 showed that the text of Codex B existed already in the second century ".
[3] Ibid., "Hort was basically correct when he surmised that the Egyptian text type is a carefully preserved tradition and not a recension at all ".
[4] Ibid., "These MSS seem to represent a ‘relatively pure’ form of preservation of a ‘relatively pure’ line of descent from the original text ".
[5] Eldon J. Epp, Gordon D. Fee, Studies in the Theory and Method of New Testament Textual Criticism P. 274-297
[6] Ibid., "Several hints, found in the NT (and in other Christian) papyri themselves, suggest that standardization procedures were in existence already in the late first or early second century for the transmission of Christian texts, such as the codex form, the nomina sacra techniques, and the possible presence of ******oria".
[7] Ibid., "These standardization procedures permit us to claim that our very earliest NT papyri had antecedents or ancestors as much as a century earlier than their own time".
[8] Ernest Cadman Colwell, Studies in methodology in textual criticism of the New Testament P. 1-25
[9] Frederic G. Kenyon, The Text of the Greek Bible P. 197
[10] Ernest Cadman Colwell, Studies in methodology in textual criticism of the New Testament P. 26-62
المقالة الثالثة و العشرين: معايير النقد النصي (الجزء الاول).
اعداد: lll athenagoras lll
7. معايير النقد النصي (Principles Of Textual Criticism):
اذا اخذنا احد الامثلة المذكورة في موضوع الاخطاء النسخية العارضة او المقصودة فان السؤال التالي يطرح نفسه ... كيف نقرر اي القراءات هى الاصلية؟
من المعروف انه توجد قراءة وحيدة هى الاصلية.
لقد طور علماء النقد النصي نظام من المعايير (Criteria) التي ترشدهم خلال البحث في تحديد الصياغة المحتملة للنص الاصلي.
يقول مايكل هولمز (Michael Holmes) "ان القراءة التي تفسر سبب وجود القراءات الاخرى هى الاصلية"[1].
ان الادراك الكامل لمهمة اعادة بناء نص العهد الجديد الشاقة من بين الاف المخطوطات التي تتضمن عشرات الالاف من القراءات يمكن ان تستمد من دراسة كيفية مباشرة الناقد النصي لعمله.
ان الادلة المتاحة للنقد النصي في نوعين خارجي و داخلي.
أ. الدليل الخارجي (External Evidence):
ان الدليل الخارجي يسعى لتحديد اي القراءات هى المدعومة بأكثر الشواهد موثوقية من المخطوطات اليونانية والترجمات القديمة واقتباسات الاباء.[2]
معظم هذه الشواهد يمكن تجميعها في واحد من ثلاثة عائلات اساسية حسب القراءات المختلفة الموجودة:
- النص الاسكندري (Alexandrian Text): قد سميت هكذا لانه يبدو انه ظهر في الاسكندرية و حولها بمصر ويمثل في غالبية البرديات و لعديد من مخطوطات الخط الكبير مثل الاسكندرية و الفاتيكانية والافرايمية والترجمات القبطية واباء الاسكندرية المعتبرين مثل كليمندس واوريجانوس.
يتميز النص الاسكندري بالقراءات الاقصر والاكثر صعوبة و بالتصحيحات النحوية المشذبة.
بالرغم من ان العديد من الباحثين يفضلون النص الاسكندري الا ان البعض الاخر وضعوا قراءاته في موضع تساؤل خاصة حينما تقف في جانب وحيدة.
و يجب ان نشير الى ان الاكتشافات الحديثة جعلت النقاد النصيين المعاصرين الى طرح النص المحايد حسب ويستكوت-هورت جانباَ.
و بكلمات عملية فهذا يعني ان المخطوطات القديمة مثل السينائية والفاتيكانية قد تكون على خطأ.
- ما يعرف بالنص الغربي (Western Text): يمثل في المخطوطة ذات الخط الكبير (D) واللاتيني القديم و السرياني القديم والقليل من الشواهد الاخرى مثل ايرينيؤس و ترتليان و جيروم.
و في العموم يتميز النص الغربي بالتمديدات التوفيقية (harmonistic tendencies) والاضافات حيث نجد مثلا ان النص الغربي اطول بحوالي 8% في سفر اعمال الرسل عن النص الاسكندري.
ان الباحثين مستمرين في مناقشة كل من اصل وقيمة النص الغربي و الغالبية متحيرين في قبول القراءات التي تتضمن دعم غربي فقط.
- النص البيزنطي (Byzantine Text): يتمثل في غالبية المخطوطات اليونانية و معظم اباء الكنيسة المتأخرين.
هذا النص محفوظ في المناطق القديمة للامبراطورية البيزنطية حالياَ تركيا, بلغاريا, اليونان, البانيا و يوغسلافيا سابقاَ.
و بحسب ويستكوت-هورت فان النص البيزنطي يعتبر الاقل قيمة بين انواع النصوص.
قراءات النص البيزنطي توصف بانها مصقلة و محببة حيث خففت القراءات الصعبة.
بعض الباحثين مازالوا مستمرين في مناصرة هذا النص بكونه الاقرب الى الاصل و حتى الباحثين الذي يفضلون النص الاسكندري قد يترددون في رفض القراءة البيزنطية بطريقة آلية.
و في الواقع فان قراءات النص البيزنطي قد توجد في شواهد قديمة جدا و من المرجح ان تكون اصلية.
و لتوظيف هذه الشواهد لنص العهد الجديد فقد طور الباحثين قواعد محددة تسمى قوانين (canons) الدليل الخارجي.
و هناك ثلاثة انواع من الادلة الخارجية. يتفق العلماء النقد النصي على "ان معرفة عمر او التوزيع الجغرافي للشواهد المبكرة بالقطع تضمن ايجاد النص الاصلي"[3].
يؤكد جوردن في "انه من الجدير بالملاحظة معظم الباحثين يقولون ان 90% من كل القراءات لنص العهد الجديد قد وصلت لقرار نهائي لانه في معظم الحالات نجد ان القراءة التي تفسر كيف ظهرت القراءات الاخرى هى ايضاَ مدعومة بأفضل الشواهد المبكرة"[4].
1. الدليل الزمني (Chronological Evidence):
ان تاريخ نوع النص (ليس بالضرورة تاريخ المخطوطة) هام جداَ. و في العموم فان اقدم نوع نص هو الافضل عن المتأخرين.
يقول ميتزجر "في العموم فان اقدم المخطوطات يرجح ان تكون خالية من الاخطاء التي تظهر نتيجة تكرار النسخ"[5].
2. الدليل الجغرافي (Geographical Evidenvce):
ان التوزيع الاوسع للشواهد المستقلة التي تتفق في دعم قراءة معينة هى المفضلة في العموم عن الشواهد ذات العلاقة القريبة.
و يقول ميتزجر "ان اتفاق الشواهد مثلا من انطاكية و الاسكندرية و الغول (Gaul) التي تدعم قراءة معينة هى ذات اهمية اكبر عن شهادة الادلة التي تمثل مكان واحد"[6].
3. الدليل النسبي (Genealogical Evidence):
شواهد القراءات توزن و لا تعد فقط من اجل توضيح جدارتها.
و يقول ايضاَ ميتزجر "ان اعداد الشواهد التي تدعم قراءة معينة لا يثبت بالضرورة تفوق هذه القراءة"[7].
و يذكر دافيد الان بلاك قوانين الدليل الخارجي كما يلي:[8]
1. تفضيل القراءة المؤكدة باقدم المخطوطات. و عموماَ المخطوطات الاقدم اكثر اهمية من المتأخرة في تأسيس النص.
هذا القانون يجب ان يستخدم بحذر لانه ربما تعرض المخطوطة الاقدم نصاَ معطوب بينما النسخة المتأخرة ربما تعكس شكل نص اكثر موثوقية.
فمثلا المخطوطة 1739 من القرن العاشر تحفظ نصاَ قريباَ من البردية (P46) من القرن الثاني.
لذلك فمن الضروري ان نفرق بين تاريخ المخطوطة و تاريخ قراءتها حيث ان تاريخ القراءة هو الاهم.
انه من الضروري ايضاَ ان نتذكر انه حتى اقدم المخطوطات اليونانية قد تعرضت لعمليات تنقيح كما في الكل.
2. تفضيل القراءة المدعومة بانتشار جغرافي متباعد. ان القراءات المنتشرة جغرافياَ هى المحتلة ان تكون اصلية عن القراءة المحفوظة في مكان واحد.
فمثلا القراءة التي تلقى دعما من روما واسيا الصغرى و قيصرية وشمال افريقيا هى الاقرب الى الاصل عن القراءة المدعومة فقط بالشواهد الاسكندرية.
3. تفضيل القراءة المدعومة باكبر عدد من انواع النصوص. قاعدة هامة للتذكر "اكبر عدد من انواع النصوص التي تدعم قراءة فهناك احتمال أكبر ان تكون اصلية"[9].
ب. الدليل الداخلى (Internal Evidence):
يوجد نوعين من الادلة الداخلية و هى الدليل النسخي و يعتمد على سلوك الناسخ و الدليل الجوهري و يعتمد على اسلوب الكاتب.
الا ان القانون الاساسي للدليل الداخلي هو: "ان القراءة التي تفسر اصل القراءات الاخرى هى الاقرب ان تكون اصلية"[10].
1. الدليل النسخي (Tran******ional Evidence):
و يسمى ايضاَ الاحتمال النسخي (tran******ional probability) حيث انه يهتم بالاخطاء النسخية و يعتمد على معايير محددة:
- القراءة الاكثر صعوبة (the more difficult reading) هى الافضل. الميل الى التصحيح النسخي من اجل انتاج قراءة محسنة ظاهرياَ عن طريق المزج بين الظهور المحسن مع غياب حقيقتها.
و هنا يقول ميتزجر ان التعبير "اكثر صعوبة يعني اكثر صعوبة بالنسبة للناسخ الذي يدفع من اجل عمل تصحيح"[11].
- القراءة الاقصر (the shorter reading) هى الافضل. الا اذا ظهرت نتيجة الحذف العرضي للسطور نتيجة تشابه النهايات (parablepsis) او حذف مقصود لجزء على خلفية نحوية, طقسية ولا هوتية.
"و القياس هنا هو ان الناسخ من المرجح انه يضيف للايضاح عن انه يحذف من النص"[12].
يؤكد ذلك ايضاَ الدون ابب و جوردن في حيث يقولا "القراءة الاقصر هى غالباَ الاصلية لان النساخ يميلون الى الاضافة الى النص"[13].
- القراءات الاكثر تنافراَ لفظياَ (the more verbally dissonant) للمقاطع المتوازية سواء كانت تستشهد بالعهد القديم او من مواضع مختلفة لنفس الاحداث (كما في الاناجيل) هى الافضل.
"هناك ميل نسخي من اجل توفيق المواضع المتنافرة لحدث معين مسجل في الكتاب المقدس"[14].
و يؤكد ذلك دافيد الان بلاك حيث يقول "ان هناك ميل من النساخ لجعل النصوص المتوازية لكي تتوافق مع بعض"[15] كما في الصلاة الربانية بين انجيل متى وانجيل لوقا.
- التركيب او التعبير او الكلمات الاقل تهذيب نحوياَ هى الافضل لان النساخ يميلون الى تبسيط النحو الخشن و تحسين تعبيرات الكتاب المقدس.
[2] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.32
[3] Epp & Fee, Studies in the theory and method of New Testament textual criticism P.14"knowing the age or geographical distribution of early witnesses in no way guarantees finding the original text ".
[4] Gordon D. Fee, “The Textual Criticism of the New Testament "it is noteworthy that for most scholars over 90 percent of all the variants of the NT text are resolved, because in most cases the variant that best explains the origin of the others is also supported by the earliest and best witnesses".
[5] Metzger, A textual commentary on the Greek New Testament (4th rev. ed.) (xxiv) " In general, earlier manu******s are more likely to be free from those errors that arise from repeated copying ".
[6] Ibid., "The concurrence of witnesses, for example, from Antioch, Alexandria, and Gaul in support of a given variant is, other things being equal, more significant than the testimony of witnesses representing but one locality".
[7] Ibid., " Mere numbers of witnesses supporting a given variant reading do not necessarily prove the superiority of that reading ".
[8] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.32
[9]Ibid., " the greater number of text types in support of a reading, the greater probability of its originality ".
[10] Ibid., " the reading that best explains the origin of the other readings is probably original ".
[11] Metzger, A textual commentary on the Greek New Testament (4th rev. ed.) (xxiv). " Here “more difficult” means “more difficult to the scribe,” who would be tempted to make an emendation ".
[12] Geisler & Nix, A general introduction to the Bible. Includes indexes. P.476 "The premise is that a scribe is more likely to add for clarification than to delete material from the text".
[13] Epp & Fee, Studies in the theory and method of New Testament textual criticism P.14 "the shorter reading is often the original one, because the scribes tended to add to the text ".
[14] Ibid., "There was a scribal tendency to harmonize divergent accounts of a given event recorded in ******ure ".
[15] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.33 "The tendency of scribes was to make parallel texts conform with each other ".
المقالة الرابعة و العشرين: معايير النقد النصي (الجزء الثاني).
اعداد: lll athenagoras lll
[FONT="]2. الدليل الجوهري ([FONT="]Intrinsic Evidence[FONT="]):
[FONT="]و يسمى ايضاَ الاحتمال الجوهري و هو العنصر الاكثر ذاتية في طرق النقد النصي.[/FONT]
[FONT="]حيث يعتمد على احتمالية ترجيح ما كتبه الكاتب و يحدد من خلال:[/FONT]
- [FONT="]اسلوب الكاتب خلال الكتاب و في كل المواضع.[/FONT]
- [FONT="]سياق النص في الفقرة.[/FONT]
- [FONT="]تناغم القراءة مع تعليم الكاتب في اماكن اخرى بما في ذلك الكتابات القانونية الاخرى[/FONT]
- [FONT="]تأثير خلفية الكاتب السابقة مثل الخلفية الارامية لتعليم الرب يسوع.[/FONT]
[FONT="]و يقول دافيد الات بلاك "ان الكلمات او التعبيرات التي تخرج عن التوافق مع سلوك واسلوب الكاتب مشكوك فيها عموماَ اذا وجدت فيها قراءة"[FONT="][1][/FONT].[/FONT]
[FONT="]و يضيف بلاك قائلا "تفضل القراءة التي توافق سياق الكلام و المفهوم اللاهوتي للكاتب"[FONT="][2][/FONT].[/FONT]
[FONT="]و كما هو متصور فان اعتبارات كل من العوامل الخارجية و الداخلية المستخدمة في عملية النقد النصي ليست مجرد علم تقني لكنها فن مرهف ايضاَ.[/FONT]
[FONT="]و هذا حقيقي خاصة عندما يوجد تعارض بين الادلة.[/FONT]
[FONT="]القليل من المشاهدات تساعد المبتدئ في الاطلاع بعملية النقد النصي:[/FONT]
- [FONT="]في العموم الدليل الخارجي اكثر اهمية من الدليل الداخلي لانه اكثر موضوعية عن الاخر.[/FONT]
- [FONT="]و مع ذلك فان القرارات يجب ان تأخذ كل من الدليلين في الاعتبار وتقيمهما بعناية. [/FONT]
[FONT="]و يقول جرينلي بكلمات اخرى "اذا لوحظ ان الدليلين في تعارض ظاهري فانه يجب اتخاذ حل توفيقي. اذا تم تجاهل الدليل الخارجي و الاعتماد كلياَ على الدليل الداخلي قد يؤدي الى قرارات ذاتية جدا. وفي نفس الوقت لا يجب ان نعتمد على الدليل الخارجي دون اي اعتبار مناسب للدليل الداخلي لانه لا توجد مخطوطة او نوع نص معتمد بالتمام"[FONT="][3][/FONT].[/FONT]
- [FONT="]"و لان النقد النصي هو فن كما هو علم ايضاَ فمن المفهوم انه في بعض الحالات نجد بعض الالعلماء سيصلون الى تقديرات مختلفة من حيث اهمية الادلة"[FONT="][4][/FONT].[/FONT]
[FONT="]كما هو الحال في الموضوعات الاخرى عندما تتضمن العوامل الموضوعية والذاتية.[/FONT]
- [FONT="]يرتب جليسون ارشر ([/FONT][FONT="]Gleason Archer[/FONT][FONT="]) العوامل الخارجية والداخلية و في حالة وجود تعارض فانه يجب اتخاذ الالوية حسب الترتيب التالي:[/FONT]
[FONT="]1. [/FONT][FONT="]القراءة الاقدم هى المفضلة[/FONT]
[FONT="]2. [/FONT][FONT="]القراءة الاكثر صعوبة هى المفضلة.[/FONT]
[FONT="]3. [/FONT][FONT="]القراءة الاقصر هى المفضلة.[/FONT]
[FONT="]4. [/FONT][FONT="]القراءة التي تفسر الاخريات هى المفضلة[/FONT]
[FONT="]5. [/FONT][FONT="]القراءة الاوسع انتشار جغرافياَ هى المفضلة.[/FONT]
[FONT="]6. [/FONT][FONT="]القراءة التي تتفق مع اسلوب وطريقة الكاتب هى المفضلة.[/FONT]
[FONT="]7. [/FONT][FONT="]القراءة التي لا تعكس ميل عقيدي هى المفضلة.[FONT="][5][/FONT][/FONT]
[FONT="]و في النهاية يختتم دافيد الان بلاك كلامه ويقول انه بالطبع يجب التدرب على الحذر في تطبيق هذه القوانين.[/FONT]
[FONT="]في الواقع انه ليس من غير الشائع ان يتعارض قانونين او اكثر و من ثم فانه لا يمكن تطبيق هذه القوانين بطريقة ميكانيكية او بدون تفكير.[/FONT]
[FONT="]"و في النهاية اذا لم يتم التوصل الى قرار نهائي فانه يجب الانتباه الى الدليل الخارجي حيث انه اقل ذاتية و اكثر موثوقية"[FONT="][6][/FONT].[/FONT]
[FONT="]الجدال حول المنهج ([/FONT][FONT="]The Debate over Method[/FONT][FONT="]):[FONT="][7][/FONT][/FONT]
[FONT="]مع رفض المنهج الزمني لهورت الذي فيه تتخذ قراءة الشاهد المصري الا اذا اثبت الدليل الداخلي انها ثانوية فقد ظهر منهج يسمى "المنهج الانتقائي" ([/FONT][FONT="]Eclectic[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="]"و هذا يعني بالاساس ان النص الاصلي للعهد الجديد يتم اختياره قراءة قراءة باستخدام كل قوانين النقد بدون اعتبار لمخطوطة او نوع نص"[FONT="][8][/FONT].[/FONT]
[FONT="]"و بغض النظرعن بعض الاستثناءات فان معظم الاختلافات بين النصوص النقدية تنتج عن تنوع درجة وزن الدليل الخارجي"[FONT="][9][/FONT].[/FONT]
[FONT="]و من ناحية يوجد نوع من الانتقاء عندما تتساوى المعايير فانه يميل الى تتبع هورت وتبني قراءات الشواهد المصرية.[/FONT]
[FONT="]و يمكن ملاحظة ذلك بدرجة كبيرة في طبعة لجنة الكتاب المقدس ([/FONT][FONT="]UBS[/FONT][FONT="]) وبدرجة اقل في النصوص اليونانية وراء طبعة ([/FONT][FONT="]RSV[/FONT][FONT="]=[/FONT][FONT="]Revised Standard Version[/FONT][FONT="]) و([/FONT][FONT="]NEB[/FONT][FONT="]=[/FONT][FONT="]New English Bible[/FONT][FONT="]) حيث تعطى الشواهد الغربية اعتبارات اكبر.[/FONT]
[FONT="]و على الجانب المقابل هناك المنهج "الانتقائي الراديكالي" ([/FONT][FONT="]Rigorous Eclecticism[/FONT][FONT="]) وقد قام بتطبيقه د. كيلباتريك و تلميذه ك. اليوت.[/FONT]
[FONT="]حيث لا يضعون اي اعتبار لوزن المخطوطات على الاطلاق و لكن يضعون كل اختيار منفرداَ على قواعد الدليل الداخلي.[/FONT]
[FONT="]الصعوبة التي تواجه هذا المنهج ان النتائج تعتمد على تفضيل الباحث للمعايير الداخلية حيث يعطي كيلباتريك واليوت اهمية اكبر لاسلوب الكاتب على الاحتمالية النسخية.[/FONT]
[FONT="]درجة التأكد النسبية ([/FONT][FONT="]relative degree of certainty[/FONT][FONT="]):[FONT="][10][/FONT][/FONT]
[FONT="]من اجل ان نتعرف على درجة التأكد النسبية في فكر لجنة الكتاب المقدس للقراءات المتخذة في النص فان حروف محددة تضمنت بين اقواس في بداية كل مجموعة من القراءات النصية:[/FONT]
[FONT="]الحرف [/FONT][FONT="]{A}[/FONT][FONT="]: [[/FONT][FONT="]تدل على ان القراءة مؤكدة] - الحرف [/FONT][FONT="]{B}[/FONT][FONT="]: [[/FONT][FONT="]تدل على ان النص مؤكدة تقريباَ] - الحرف [/FONT][FONT="]{C}[/FONT][FONT="]: [[/FONT][FONT="]تدل على ان اللجنة وجدت صعوبة في تحديد اي القراءات توضع في النص] - الحرف [/FONT][FONT="]{D}[/FONT][FONT="]: [[/FONT][FONT="]و تحدث نادراَ وتدل على ان اللجنة وجدت صعوبة كبيرة في الوصول الى قرار].[/FONT]
[FONT="]مثال توضيحي:[FONT="][11][/FONT][/FONT]
[FONT="]نذكر هنا مثال (كولوسي 1: 2)[/FONT]
[FONT="]"[/FONT][FONT="]الى القديسين في كولوسي، و الاخوة المؤمنين في المسيح. نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح[/FONT][FONT="]".[/FONT]
[FONT="]ان النص اليوناني يتضمن عدة قراءات مدعومة بدليل من المخطوطات كما يلي:[/FONT]
[FONT="]1. [/FONT][FONT="]"الله ابينا".*[/FONT]
[FONT="]2. [/FONT][FONT="]"الله ابينا و الرب يسوع المسيح".[/FONT]
[FONT="]3. [/FONT][FONT="]"الله ابينا و ربنا يسوع المسيح".[/FONT]
[FONT="]4. [/FONT][FONT="]"الله ابينا و يسوع المسيح ربنا".[/FONT]
[FONT="]انه من الطبيعي و المنطقي ان نتساءل عن ماذا كتب القديس بولس؟ و متى ظهرت هذه القراءات؟ و بواسطة من؟.[/FONT]
[FONT="]ان علماء النقد النصي قد تدربوا على تفسير دليل المخطوطات من اجل اصدار قرارات عقلانية عما تكون هى القراءة الاصلية.[/FONT]
[FONT="]في هذه الحالة نجد انهم قد انهوا هذا العدد هكذا "نعمة لكم و سلام من الله ابينا". ومؤكدين ان هذه الاضافة لا مبرر لها بالرغم من وجودها في افضل المخطوطات.[/FONT]
[FONT="]و يستنتج بروس ميتزجر انه اذا كان هذا المقطع "والرب يسوع المسيح" اصلي فانه لايوجد سبب من اجل حذفه. "لذلك فهو ربما كان اضافة من الناسخ لكي يتوافق النص مع اسلوب بولس الرسول في مواضع اخرى"[FONT="][12][/FONT].[/FONT]
[/FONT]
[FONT="][FONT="][1][/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.33 "Words or phrases that are clearly out of harmony with an author’s writing habits or diction are generally suspect if a variant is involved ".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][FONT="]Ibid[/FONT][FONT="]., "[/FONT][FONT="]Prefer the reading that best fits the context and/or the author’s theology[/FONT][FONT="] ".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][6][/FONT][FONT="]Black[/FONT][FONT="], New Testament textual criticism : A concise guide P.33"[/FONT][FONT="] If in the end you are still undecided, you should pay special attention to external evidence, as it is less subjective and more reliable[/FONT][FONT="]".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][7][/FONT][FONT="] Epp & Fee, Studies in the theory and method of New Testament textual criticism P.16[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][8][/FONT][FONT="] Ibid., "[/FONT][FONT="]the original text of the NT is to be chosen variant by variant, using all the principles of critical judgment without regarding one MS or text-type[/FONT][FONT="]".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][9][/FONT][FONT="] Ibid., "[/FONT][FONT="]Despite a few notable exceptions, most of the differences that remain among critical texts result from a varying degree of weight given the external evidence[/FONT][FONT="]".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][10][/FONT][FONT="] Metzger, A textual commentary on the Greek New Testament (4th rev. ed.) (xxiv).[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][11][/FONT][FONT="] Patzia, A. G. The making of the New Testament : Origin, collection, text & canon P.147[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][12][/FONT][FONT="] Metzger, A Textual Commentary on the Greek New Testament, P.619 "added by copyists who assimilated the text to Pauline usage ".[/FONT][/FONT]