المرشد العربي في النقد النصي للعهد الجديد
سلسلة مقالات دورية في النقد النصي
المقالة الخامسة و العشرين: مناهج النقد النصي.
اعداد: lll athenagoras lll
8. مناهج النقد النصي (Methodologies of Textual Criticism)
مناهج معاصرة (Contemporary Methodological Approaches):[FONT="][1]http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn1
ان اعمال لخمان قد وضعت حد فاصل في عملية تطبيق المنهج الكلاسيكي للنقد النصي من حيث الاعتماد بشدة على المنهج النسبي (genealogical) او الشجري (stemmatic). هذا المنهج ينشد اعادة بناء (stemma) او شجرة عائلة للمخطوطات الباقية ثم بالعمل للوراء من خلال فروع التقليد لتحديد المخطوطات الافضل التي عليها ستتأسس طبعة ما.
اما اعمال ويستكوت-هورت و الاكتشافات و التطورات الحديثة فمنذ وقتهم نجد انه قد جعلت من الواضح بوفرة ان المنهج الكلاسيكي قد اصبح غير عملي في حالة العهد الجديد. و ذلك لان:
1. العدد الضخم للمخطوطات المتضمنة.
2. الانتشار الموجود للنصوص المختلطة (cross-pollination) داخل تقليد النص.
هناك عامل أخر متعلق بهذا المجال ان معظم المخطوطات الباقية بدون مخطوطات سلف او خلف مباشرة. لذلك فان الروابط النسبية (genealogical links) مفقودة من اجل اعادة بناء شجرة عائلة كاملة.
و كما يلاحظ ميتزجر "ان وجود نماذج من النسخ المعروفة لمخطوطات اخرى نادرة جدا مما يطرح بأن نسبة قليلة جدا من المخطوطات قد نجت"[FONT="][2]http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn2
و يحدث هذا عندما يستخدم ناسخ مخطوطات للنسخ منهم (exemplars) فقد يتبع احدهما ثم الاخرى او ان يصحح الناسخ نسخته الجديدة من اخرى مختلفة قد تكون اقدم او احدث من مخطوطته الاولى التي بدأ النسخ منها. لذلك فان سلاسل النسب المنحدرة من مخطوطة ما مختلطة غالباَ.
و بكلمات اخرى فهذا يعني ان معظم المخطوطات او مجموعة من المخطوطات قد على صواب او العكس (نظرياَ) حتى المخطوطات ذات الجودة الاقل قد تحفظ قراءة حقيقية.
و بالتالي فقد ظهر منهج يوصف بالمنهج ’الانتقائي المنطقي’ (reasoned eclectism). احيانا يسمى النقد المنطقي (rational criticism) حسب لاجرانج او "المنهج النسبي-المكاني" (local-genealogical method) حسب الاند. هذا المنهج تطبيق كل قواعد و معايير المنهج الكلاسيكي المتقدمة على قاعدة "فقرة-فقرة".
لا يوجد مبدأ او قاعدة تطبق بطريقة ميكانيكية (الية) حيث ان كل قراءة يجب ان تدرس بناء على صفاتها و تفردها.
الاختلافات في مناهج النقد النصي الان هى مسألة اختلاف في الاحكام من جهة الوزن النسبي (relative weight) المعطى للدليل الخارجي (المخطوطات نفسها) في مقابل الدليل الداخلي (الاعتبارات الخاصة بسلوك واخطاء و ميول النساخ بالاضافة الى اسلوب و فكر الكاتب).
فمثلا نجد ان النص اليوناني طبعة لجنة الكتاب المقدس الرابعة (UBS4) يميل الى اتباع قراءة شواهد النص الاسكندري عندما تتساوى اوزان المعايير الاخرى.
هناك ايضاَ منهج ’الانتقاء المحافظ’ الذي يعتمد على الاعتبارات الداخلية ظاهرياَ بشكل حصري و تعطي قدر قليل ان وجد للدليل الخارجي حيث تتعامل مع المخطوطات كمستودع للقراءات.
يقول اليوت ’انا اعتقد انه من المناسب ان نعيد بناء النص الاصلي بتطبيق المعايير الداخلية ... و حسب هذا المنهج ... فان المخطوطات هامة اساساَ كشواهد للقراءات’[FONT="][3][/FONT]
و من الجانب الاخر هناك ’منهج النص الاغلب’ (Majority Text Method) المتمثل في النص اليوناني حسب النص الاغلب كما في النص اليوناني الاغلب طبعة هودجز-فارستد (Hodges -Farstad).
هذا المنهج يسعى لاظهار اي ميل للدليل الداخلي و يجادل في ان اي قراءة مدعومة بغالبية المخطوطات يتعين ان تكون مقبولة كالاصل. لكن هذا المنهج يتجاهل نقطة ان المخطوطات يجب ان توزن ليس ان تعد فقط حيث ان 10000 نسخة من خطأ ليست الا خطأ.
و يرد بلاك-دوكري ايضا ان فرضية هودجز (بان انتقال نص العهد الجديد قد تم تحت ظروف طبيعية و لم تحدث عراقيل في تاريخ انتقال النص) هي خطأ و يقولا ان ’تاريخ انتقال النص قد تمت عرقلته و يذكر مثال تدمير مخطوطات ومكتبات كاملة خلال عصور الاضطهاد و فتوحات المسلمين’[FONT="][4][/FONT]
اذا اخذ تاريخ النص بجدية فانه من المستحيل ان يعتمد على المعايير الداخلية لوحدها او المعايير الخارجية فقط. بل يتم الاعتماد على الحقائق في كل حالة فنجد ان منهج الانتقاء المنطقي (reasoned eclecticism) يطبق مزيج بين الاعتبارات الداخلية و الخارجية في تقييم صفات كل قراءة في ضوء دليل المخطوطات و العكس صحيح من اجل الحصول على نظرة متوازنة للموضوع للتخلص من الميول الذاتية.
يوجد حالياَ اربعة مناهج في النقد النصي يمكن تتبعها بين دارسي العهد الجديد.
كل منهج من هذه المناهج المعاصرة يمكن تحديدها باسماء دارسيها. وهى كما يلي:
المنهج الانتقائي الراديكالي (Radical Eclecticism) - المنهج الانتقائي المنطقي (Reasoned Eclecticism) - المنهج المحافظ المنطقي (Reasoned Conservatism) - المنهج المحافظ الراديكالي (Radical Conservatism).
ان المصطلح ’انتقائي’ (Eclectic) يعني ان الباحث يتجه الى دراسة كل قراءة نصية اعتمادا على صفاتها بدلا من التتبع لمخطوطة واحدة او مجموعة مخطوطات[FONT="][5][/FONT].
اما المصطلح ’محافظ’ (Conservative) فيستخدم هنا للرجوع الى النص البيزنطي التقليدي او النص المستلم[FONT="][6][/FONT].
مناهج النقد النصي
أ. المنهج الانتقائي الراديكالي (Radical Eclecticsm): ويتبعه العالمان كيلباتريك (Kilpatrick) واليوت (Elliott).
ان المنهج الانتقائي الراديكالي يتعلق بما يعرف بالنص ’الانتقائي النقي’. حيث انه يفضل النص المؤسس فقط على الدليل الداخلي.
و مؤيدي هذا المنهج يجادلون في ان تاريخ نص العهد الجديد لا يمكن تتبع اثره لذلك فان اي نوع نص (text-type) لا يحمل اي وزن.
و من ثم فإن اي قراءة في اي مخطوطة قد تكون هى القراءة الاصلية حيث لا توجد افضلية لمخطوطة او مجموعة مخطوطات.
دارسي المنهج الانتقائي يختارون القراءة الافضل من حيث المناسبة مع سياق النص سواء في الاسلوب او الفكر.
هذه الرؤية التي تبناها الدارسين البريطانين قد انتقدت من خلال تجاهلها لقيمة الدليل الخارجي خاصة المخطوطات اليونانية.
ب. المنهج الانتقائي المنطقي (Reasoned Eclecticism):
و يتبعه العالمان بروس ميتزجر (B. M. Metzger) وكارت الاند (K. Aland).
ان المنهج الانتقائي المنطقي يقدر ان نص العهد الجديد مؤسس على كل من الدليل الداخلي والدليل الخارجي معاَ دون اي افضلية لأي مخطوطة او نوع نص.
هذه الرؤية للنص متمثلة في النص اليوناني نسله-الاند (Nestle-Aland) ولجنة الكتاب المقدس (United Bible Societies).
هذا المنهج يظهر تفضيل لمخطوطات النص الاسكندري. وهذا التفضيل يعتمد بالاساس على نظرية ويستكوت-هورت من حيث ان النص البيزنطي هو دمج (conflation) للنصين الاسكندري والغربي.
و ان تفوق النص الاسكندري على النص الغربي يظهر في الدليل الداخلي.
و ينتقد هذا المنهج من حيث انه يقدم ’نص مستلم جديد’ (a new Textus Receptus) اي شكل قانوني لنص العهد الجديد[FONT="][7][/FONT].
جـ. المنهج المحافظ المنطقي (Reasoned Conservatism)
و من العلماء المؤيدين لهذا المنهج ستورز (H. A. Sturz).
ان ما يعرف بالمنهج المحافظ المنطقي يقدر ان انواع النصوص الرئيسية متساوية في الاقدمية والاستقلال حيث ترجع الى القرن الثاني الميلادي.
ومثل المنهج الانتقائي المنطقي نجد ان المنهج المحافظ المنطقي ينظر بأهمية الدليل الخارجي والداخلي.
و لكن بعكس المنهج الانتقائي المنطقي نجد ان المنهج المحافظ المنطقي يهتم بتتبع النص الاسكندري ويصر على انه لا توجد افضلية لنوع نص على الاخرين لكنه بدلا من ذلك يؤكد على التوزيع الجغرافي لانواع النصوص.[FONT="][8][/FONT]
الدارسين الذين يتبنون هذه الرؤية يجادلون بأن النص البيزنطي اقدم من عمر اقدم مخطوطات النص البيزنطي بالقرن الخامس.
لذلك إن مؤيدي هذه الرؤية يعتبرون ان النص البيزنطي هو شاهد قديم ومستقل لنص العهد الجديد.
و يعتقدون بأن القراءة التي تجمع على غالبية انواع النصوص هى ممثلة للنص المخطوطات الاصلية.
المنهج المحافظ المنطقي ينتقد من ناحية استعادة النص البيزنطي (الذي يعتقد العديد في انه معطوب).
د. المنهج المحافظ الراديكالي (Radical Conservatism)
من العلماء المؤيدين لهذا المنهج هودجز (Z. Hodges) وفارستد (A. Farstad).
ان ما يعرف بالمنهج المحافظ الراديكالي يقدر ان النص البيزنطي هو الاقرب الى النص الاصلي للعهد الجديد.
ان الدارسين الذين يؤيدون هذه الرؤية يفضلون قراءة غالبية المخطوطات التي تمثل النص البيزنطي بالطبع.[FONT="][9][/FONT]
العديد من هؤلاء الدارسين قد انتجوا نسخة الملك جيمس الجديدة (New King James Version) التي اعتمدت على النص المستلم محافظة على التقليد بداية من طبعة ويليام تندال (William Tyndale) عام 1525م. ثم بعد ذلك في طبعة الملك جيمس (King James Version) عام 1611م.
هذا المنهج ينتقد من حيث كونه ميكانيكي الى حد كبير من ناحية تجاهله لحقيقة ان المخطوطات يجب ان توزن ولا تعد فقط.
اخيراَ ينبغي ان ندرك ان علماء النقد النصي قد يتبنون منهجين او اكثر من هذه المدارس فيؤدي الى نتيجة مركبة.
بالمثل ايضاَ فان هذه المدارس قد تتغير عبر الزمن نتيجة تزايد العلماء والمعارف الجديدة.
و في النهاية ينبغي ان نقر بأنه:[FONT="][10][/FONT]
1. لا يوجد نوع نص معصوم (text-type) او يفضل على غيره بسبب تفوق موثوقيته المفترضة.
2. كل قراءة يجب ان تختبر من حيث صفاتها الخاصة.
3. القراءات التي تفسر وجود القراءات الاخرى تستحق الافضلية.
[/FONT]
[/FONT]
سلسلة مقالات دورية في النقد النصي
المقالة الخامسة و العشرين: مناهج النقد النصي.
اعداد: lll athenagoras lll
8. مناهج النقد النصي (Methodologies of Textual Criticism)
مناهج معاصرة (Contemporary Methodological Approaches):[FONT="][1]http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn1
ان اعمال لخمان قد وضعت حد فاصل في عملية تطبيق المنهج الكلاسيكي للنقد النصي من حيث الاعتماد بشدة على المنهج النسبي (genealogical) او الشجري (stemmatic). هذا المنهج ينشد اعادة بناء (stemma) او شجرة عائلة للمخطوطات الباقية ثم بالعمل للوراء من خلال فروع التقليد لتحديد المخطوطات الافضل التي عليها ستتأسس طبعة ما.
اما اعمال ويستكوت-هورت و الاكتشافات و التطورات الحديثة فمنذ وقتهم نجد انه قد جعلت من الواضح بوفرة ان المنهج الكلاسيكي قد اصبح غير عملي في حالة العهد الجديد. و ذلك لان:
1. العدد الضخم للمخطوطات المتضمنة.
2. الانتشار الموجود للنصوص المختلطة (cross-pollination) داخل تقليد النص.
هناك عامل أخر متعلق بهذا المجال ان معظم المخطوطات الباقية بدون مخطوطات سلف او خلف مباشرة. لذلك فان الروابط النسبية (genealogical links) مفقودة من اجل اعادة بناء شجرة عائلة كاملة.
و كما يلاحظ ميتزجر "ان وجود نماذج من النسخ المعروفة لمخطوطات اخرى نادرة جدا مما يطرح بأن نسبة قليلة جدا من المخطوطات قد نجت"[FONT="][2]http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn2
و يحدث هذا عندما يستخدم ناسخ مخطوطات للنسخ منهم (exemplars) فقد يتبع احدهما ثم الاخرى او ان يصحح الناسخ نسخته الجديدة من اخرى مختلفة قد تكون اقدم او احدث من مخطوطته الاولى التي بدأ النسخ منها. لذلك فان سلاسل النسب المنحدرة من مخطوطة ما مختلطة غالباَ.
و بكلمات اخرى فهذا يعني ان معظم المخطوطات او مجموعة من المخطوطات قد على صواب او العكس (نظرياَ) حتى المخطوطات ذات الجودة الاقل قد تحفظ قراءة حقيقية.
و بالتالي فقد ظهر منهج يوصف بالمنهج ’الانتقائي المنطقي’ (reasoned eclectism). احيانا يسمى النقد المنطقي (rational criticism) حسب لاجرانج او "المنهج النسبي-المكاني" (local-genealogical method) حسب الاند. هذا المنهج تطبيق كل قواعد و معايير المنهج الكلاسيكي المتقدمة على قاعدة "فقرة-فقرة".
لا يوجد مبدأ او قاعدة تطبق بطريقة ميكانيكية (الية) حيث ان كل قراءة يجب ان تدرس بناء على صفاتها و تفردها.
الاختلافات في مناهج النقد النصي الان هى مسألة اختلاف في الاحكام من جهة الوزن النسبي (relative weight) المعطى للدليل الخارجي (المخطوطات نفسها) في مقابل الدليل الداخلي (الاعتبارات الخاصة بسلوك واخطاء و ميول النساخ بالاضافة الى اسلوب و فكر الكاتب).
فمثلا نجد ان النص اليوناني طبعة لجنة الكتاب المقدس الرابعة (UBS4) يميل الى اتباع قراءة شواهد النص الاسكندري عندما تتساوى اوزان المعايير الاخرى.
هناك ايضاَ منهج ’الانتقاء المحافظ’ الذي يعتمد على الاعتبارات الداخلية ظاهرياَ بشكل حصري و تعطي قدر قليل ان وجد للدليل الخارجي حيث تتعامل مع المخطوطات كمستودع للقراءات.
يقول اليوت ’انا اعتقد انه من المناسب ان نعيد بناء النص الاصلي بتطبيق المعايير الداخلية ... و حسب هذا المنهج ... فان المخطوطات هامة اساساَ كشواهد للقراءات’[FONT="][3][/FONT]
و من الجانب الاخر هناك ’منهج النص الاغلب’ (Majority Text Method) المتمثل في النص اليوناني حسب النص الاغلب كما في النص اليوناني الاغلب طبعة هودجز-فارستد (Hodges -Farstad).
هذا المنهج يسعى لاظهار اي ميل للدليل الداخلي و يجادل في ان اي قراءة مدعومة بغالبية المخطوطات يتعين ان تكون مقبولة كالاصل. لكن هذا المنهج يتجاهل نقطة ان المخطوطات يجب ان توزن ليس ان تعد فقط حيث ان 10000 نسخة من خطأ ليست الا خطأ.
و يرد بلاك-دوكري ايضا ان فرضية هودجز (بان انتقال نص العهد الجديد قد تم تحت ظروف طبيعية و لم تحدث عراقيل في تاريخ انتقال النص) هي خطأ و يقولا ان ’تاريخ انتقال النص قد تمت عرقلته و يذكر مثال تدمير مخطوطات ومكتبات كاملة خلال عصور الاضطهاد و فتوحات المسلمين’[FONT="][4][/FONT]
اذا اخذ تاريخ النص بجدية فانه من المستحيل ان يعتمد على المعايير الداخلية لوحدها او المعايير الخارجية فقط. بل يتم الاعتماد على الحقائق في كل حالة فنجد ان منهج الانتقاء المنطقي (reasoned eclecticism) يطبق مزيج بين الاعتبارات الداخلية و الخارجية في تقييم صفات كل قراءة في ضوء دليل المخطوطات و العكس صحيح من اجل الحصول على نظرة متوازنة للموضوع للتخلص من الميول الذاتية.
يوجد حالياَ اربعة مناهج في النقد النصي يمكن تتبعها بين دارسي العهد الجديد.
كل منهج من هذه المناهج المعاصرة يمكن تحديدها باسماء دارسيها. وهى كما يلي:
المنهج الانتقائي الراديكالي (Radical Eclecticism) - المنهج الانتقائي المنطقي (Reasoned Eclecticism) - المنهج المحافظ المنطقي (Reasoned Conservatism) - المنهج المحافظ الراديكالي (Radical Conservatism).
ان المصطلح ’انتقائي’ (Eclectic) يعني ان الباحث يتجه الى دراسة كل قراءة نصية اعتمادا على صفاتها بدلا من التتبع لمخطوطة واحدة او مجموعة مخطوطات[FONT="][5][/FONT].
اما المصطلح ’محافظ’ (Conservative) فيستخدم هنا للرجوع الى النص البيزنطي التقليدي او النص المستلم[FONT="][6][/FONT].
مناهج النقد النصي
أ. المنهج الانتقائي الراديكالي (Radical Eclecticsm): ويتبعه العالمان كيلباتريك (Kilpatrick) واليوت (Elliott).
ان المنهج الانتقائي الراديكالي يتعلق بما يعرف بالنص ’الانتقائي النقي’. حيث انه يفضل النص المؤسس فقط على الدليل الداخلي.
و مؤيدي هذا المنهج يجادلون في ان تاريخ نص العهد الجديد لا يمكن تتبع اثره لذلك فان اي نوع نص (text-type) لا يحمل اي وزن.
و من ثم فإن اي قراءة في اي مخطوطة قد تكون هى القراءة الاصلية حيث لا توجد افضلية لمخطوطة او مجموعة مخطوطات.
دارسي المنهج الانتقائي يختارون القراءة الافضل من حيث المناسبة مع سياق النص سواء في الاسلوب او الفكر.
هذه الرؤية التي تبناها الدارسين البريطانين قد انتقدت من خلال تجاهلها لقيمة الدليل الخارجي خاصة المخطوطات اليونانية.
ب. المنهج الانتقائي المنطقي (Reasoned Eclecticism):
و يتبعه العالمان بروس ميتزجر (B. M. Metzger) وكارت الاند (K. Aland).
ان المنهج الانتقائي المنطقي يقدر ان نص العهد الجديد مؤسس على كل من الدليل الداخلي والدليل الخارجي معاَ دون اي افضلية لأي مخطوطة او نوع نص.
هذه الرؤية للنص متمثلة في النص اليوناني نسله-الاند (Nestle-Aland) ولجنة الكتاب المقدس (United Bible Societies).
هذا المنهج يظهر تفضيل لمخطوطات النص الاسكندري. وهذا التفضيل يعتمد بالاساس على نظرية ويستكوت-هورت من حيث ان النص البيزنطي هو دمج (conflation) للنصين الاسكندري والغربي.
و ان تفوق النص الاسكندري على النص الغربي يظهر في الدليل الداخلي.
و ينتقد هذا المنهج من حيث انه يقدم ’نص مستلم جديد’ (a new Textus Receptus) اي شكل قانوني لنص العهد الجديد[FONT="][7][/FONT].
جـ. المنهج المحافظ المنطقي (Reasoned Conservatism)
و من العلماء المؤيدين لهذا المنهج ستورز (H. A. Sturz).
ان ما يعرف بالمنهج المحافظ المنطقي يقدر ان انواع النصوص الرئيسية متساوية في الاقدمية والاستقلال حيث ترجع الى القرن الثاني الميلادي.
ومثل المنهج الانتقائي المنطقي نجد ان المنهج المحافظ المنطقي ينظر بأهمية الدليل الخارجي والداخلي.
و لكن بعكس المنهج الانتقائي المنطقي نجد ان المنهج المحافظ المنطقي يهتم بتتبع النص الاسكندري ويصر على انه لا توجد افضلية لنوع نص على الاخرين لكنه بدلا من ذلك يؤكد على التوزيع الجغرافي لانواع النصوص.[FONT="][8][/FONT]
الدارسين الذين يتبنون هذه الرؤية يجادلون بأن النص البيزنطي اقدم من عمر اقدم مخطوطات النص البيزنطي بالقرن الخامس.
لذلك إن مؤيدي هذه الرؤية يعتبرون ان النص البيزنطي هو شاهد قديم ومستقل لنص العهد الجديد.
و يعتقدون بأن القراءة التي تجمع على غالبية انواع النصوص هى ممثلة للنص المخطوطات الاصلية.
المنهج المحافظ المنطقي ينتقد من ناحية استعادة النص البيزنطي (الذي يعتقد العديد في انه معطوب).
د. المنهج المحافظ الراديكالي (Radical Conservatism)
من العلماء المؤيدين لهذا المنهج هودجز (Z. Hodges) وفارستد (A. Farstad).
ان ما يعرف بالمنهج المحافظ الراديكالي يقدر ان النص البيزنطي هو الاقرب الى النص الاصلي للعهد الجديد.
ان الدارسين الذين يؤيدون هذه الرؤية يفضلون قراءة غالبية المخطوطات التي تمثل النص البيزنطي بالطبع.[FONT="][9][/FONT]
العديد من هؤلاء الدارسين قد انتجوا نسخة الملك جيمس الجديدة (New King James Version) التي اعتمدت على النص المستلم محافظة على التقليد بداية من طبعة ويليام تندال (William Tyndale) عام 1525م. ثم بعد ذلك في طبعة الملك جيمس (King James Version) عام 1611م.
هذا المنهج ينتقد من حيث كونه ميكانيكي الى حد كبير من ناحية تجاهله لحقيقة ان المخطوطات يجب ان توزن ولا تعد فقط.
اخيراَ ينبغي ان ندرك ان علماء النقد النصي قد يتبنون منهجين او اكثر من هذه المدارس فيؤدي الى نتيجة مركبة.
بالمثل ايضاَ فان هذه المدارس قد تتغير عبر الزمن نتيجة تزايد العلماء والمعارف الجديدة.
و في النهاية ينبغي ان نقر بأنه:[FONT="][10][/FONT]
1. لا يوجد نوع نص معصوم (text-type) او يفضل على غيره بسبب تفوق موثوقيته المفترضة.
2. كل قراءة يجب ان تختبر من حيث صفاتها الخاصة.
3. القراءات التي تفسر وجود القراءات الاخرى تستحق الافضلية.
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="]Black & Dockery[/FONT][FONT="], Interpreting the New Testament: Essays on Methods and Issues P.54[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="]Metzger[/FONT][FONT="], Manu******s, 54[/FONT]
[FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="]Elliott[/FONT][FONT="], Keeping Up P.43[/FONT]
[FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="]Black & Dockery[/FONT][FONT="], Interpreting the New Testament: Essays on Methods and Issues P.55 [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]The history of transmission has been radically dislocated; examples include the destruction of MSS and entire libraries during times of persecution and the Muslim conquests[/FONT][FONT="] ".[/FONT]
[/FONT]
[FONT="][FONT="][5][/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.36 "The term “eclectic” means that the scholar tends to view each textual variant on its own merits instead of blindly following one manu****** or group of manu******s"[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][6][/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.36 "[/FONT][FONT="]The term “conservative” is used here to refer to a generally high view of the traditional Byzantine text type and/or the Textus Receptus[/FONT][FONT="] ".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][7][/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.36 "This approach has occasionally been criticized for producing a new “Textus Receptus”—a canonized form of the New Testament text ".[/FONT][/FONT]
[FONT="][FONT="][8][/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.37 "However, unlike Reasoned Eclecticism, which tends to follow the Alexandrian text, Reasoned Conservatism insists that no single text type can be preferred over all others, and instead emphasizes the geographical distribution of the text types".[/FONT][/FONT]
[/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.37 "Scholars who hold to this view prefer the reading of the majority of manu******s, which are, of course, mainly Byzantine".[/FONT]
[/FONT]
[FONT="][FONT="][10][/FONT][FONT="] Black, New Testament textual criticism : A concise guide P.37 "At the very least, it must be conceded that (1) no single text type is infallible or to be preferred because of its supposed superior authority; (2) each reading must be examined on its own merits; and (3) readings that best explain other variants merit our preference".[/FONT][/FONT]
[/FONT]