تأملات روحية يومية

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين 11 تموز


«لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً.» (فيليي 12:3)


سلوكنا ينبغي أن يتماثل مع إيماننا. لكن لكي نحصل على توازن في هذا الموضوع يجب أن نضيف أمرين.

أوّلاً، يجب أن نعترف أنه لا يمكننا أن نحيا حق الله بكل كمال ما دمنا في هذا العالم. بالرغم من أننا قد بذلنا جهدنا، لا نزال مضطرين للقول أننا خُدّام بطّالين. لكن يجب أن لا نستغل هذه الحقيقة عُذراً لفشلنا أو لمستوانا المتدنّي. واجبنا أن نستمر في المحاولة لسد الفجوة ما بين شفاهنا وحياتنا.

الإعتبار الآخر هو ما يلي: الرسالة دائماً أعظم من الرسول، بغض النظر من هو. قال أندرو موري، «نحن، خدّام الرب، عاجلاً أم آجلاً سوف نعظ بكلمات لا نستطيع أن نتمّمها بأنفسنا.» وبعد خمسة وثلاثين سنة من كتابة كتابه (الثبوت في المسيح) قال، «أريدكم أن تفهموا أن المؤلّف يُقتاد أحياناً لقول أكثر ممّا اختبره. لم أختبر عندها كل ما كتبت عنه. ولا يمكنني القول أنني قد اختبرت الكل حتى الآن.»

حق الله عظيم وَسامٍ. إنه سماوي وكما كتب جاي كينج، «يسبّب الخوف من لمسه لئلاّ يفسده بعقل فاسد.» لكن هل يصح ألاّ نعلنه لأننا لا نستطيع أن نصل إلى ذروته المرتفعة؟ بالعكس تماماً. ينبغي أن نُعلنه، حتى ولو ندين أنفسنا بعمل ذلك. مهما فشلنا في اختباره بأنفسنا، نجعله طموح قلوبنا.

نشدّد ثانية على هذه الإعتبارات التي يجب أن نستخدمها عذراً لتصرّفنا الذي لا يليق بالمخلّص. لكن ينبغي أن تحفظنا من دينونة لا مبرّر لها لرجال الله لأن رسالتهم تسمو في بعض الأحيان إلى مستويات لا يستطيعوا هم أنفسهم الوصول إليها. وينبغي ألاّ تمنعنا من إبداء مشورة الله الكاملة مع أننا لم نختبرها بالكامل. يعرف الله قلوبنا. يعرف إن كنا نمارس المُراءاة والنفاق أو طموحين ومتحمّسين.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الثلاثاء 12 تموز



«لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلَّهِ.» (أخبار الأيام الثاني 15:20)




يتحتّم على جندي الصليب أن يتوقّع الهجوم عليه عاجلاً أم آجلاً. كلّما أعلن حق الله بشجاعة أكثر وأظهر الحق واضحاً في حياته، يتعرّض للمزيد من الهجوم. قال أحد شيوخ أصحاب فكرة التقديس، «الذي يقف الأقرب إلى جانب قائده يكون هدفاً مؤكّداً للسهام.»

سيتّهم بأمور لم يقترفها. ستمزّقه النميمة، والشائعات والكلام في غيبته. سيُنبَذ ويُستهزأ به. هذه معاملة العالم ومع الأسف الشديد تكون أحياناً من الزملاء المؤمنين.

مهم أن نتذكّر في مثل هذه الظروف أن المعركة ليست معركتنا بل لِلّه. ويجب أن نطالب بالوعد من سفر الخروج 14:14، «الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأنْتُمْ تَصْمُتُونَ.» وهذا يعني أننا لسنا ملزمين بالدفاع عن أنفسنا أو الهجوم. الرب يبرّرنا في الوقت المناسب.

كتب ف. ماير يقول: «كم وكم نخسر بسبب كلمة! كن هادئاً، كن صامتاً، إن ضربوك على خدّك الأيمن فحوّل لهم الآخر أيضاً. لا تنتقم. لا تهتم لسمعتك أو لشخصك لأنهما في يديه، وأنت يمكن أن تفسدهما عندما تحاول أن تحافظ عليهما.»

نجد في يوسف أفضل مثال لمن لم يحاول أن يبرّر نفسه عندما اتَّهم زوراً. سلّم أمره لِلّه، والله قد أظهر براءته ورفعه إلى مراتب عُليا.

شهد أحد خدّام المسيح الطاعن في السِّن أنه أسيء إليه مرّات عديدة خلال سني حياته. لكنه دائماً صلّى كلمات استعارها من القدّيس أوغسطين، «يا رب، أنقذني من شهوتي لتبرير نفسي.» وقال أن الله لم يفشله في تبريره وإظهار المذنبين.

الرب يسوع المسيح كان المثال الأسمى. «وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ.» (بطرس الأولى 23:2).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاربعاء 13 تموز




«أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.» (يوحنا الأولى 1:4)



نعيش في عصر تتكاثر فيه الفِرق الدينية بسرعة عجيبة. وفي الواقع لا توجد فِرَق جديدة لكن معظمها ما هي إلاّ أشكال مختلفة من الجماعات الهرطقية التي ظهرت في زمن العهد الجديد. جديدة فقط بأسمائها وليس بمعتقداتها.

عندما يطلب إلينا يوحنا أن نمتحن الأرواح، يعني بقوله هذا أننا ينبغي أن نمتحن جميع المعلّمين على ضوء كلمة الله لنعرف أولئك المعلّمين الكذبة. وهذه هي المجالات التي تنفضح فيها عملية التزوير في هذه الفِرق. لا يمكن لأي فرقة أن تنجح هذه الإمتحانات.

تعاليم الكتاب المقدس عن معظم هذه الفِرق مصابة بخطأ قاتل. لا يقبلون الكتاب على أنه كلمة الله المعصومة أو إعلان الله الأخير للإنسان. يُعطون سُلطة متساوية لكتابات زعمائهم. يدعون بأنّهم حصلوا على إعلانات جديدة من الرب ويتباهون «بحق جديد.» ينشرون الكتاب المقدس بترجماتهم التي تحرِّف وتعوِّج الحقائق. يقبلون صوت التقاليد كأنها معادلة للكلمة. يشرحون كلمة الله بالخداع.

معظم الفِرق تعلِّم هرطقات بما يختص بربّنا. ينكرون أنه الله، أو الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس. يمكن أن يعترفوا أنه ابن الله لكن هنا يقصدون أنه غير معادلاً لله الآب. غالباً ما ينكرون أن يسوع هو المسيح، ويعلّمون أن المسيح كان تأثيراً إلهيًّا حل على يسوع الإنسان. وينكرون ناسوت المخلّص الخالي من الخطية.

مجال ثالث تدين به هذه الفِرق يختص بطريق الخلاص. ينكرون أن الخلاص بالنعمة بالإيمان بيسوع المسيح. وكل منهم يعلّم إنجيلاً خاصاً بهم، أي أن الخلاص بالأعمال الصالحة والأخلاق الجيدة.

عندما يقف مناداة هذه الفِرق على أبواب بيوتنا، ماذا ينبغي أن يكون ردّنا؟ لا يترك لنا يوحنا مجالاً للتردّد، «فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ.» (يوحنا الثانية 11،10)
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 14 تموز




«بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.» (كورنثوس الثانية 2:4)




تعرّفنا في الدرس السابق على ثلاثة مجالات تفضح هذه الفرق أنفسها على أنها غير حقيقية في الإيمان المسيحي الذي سُلّم مرّة واحدة للقديسين. هناك صفات أخرى تتّصف بها هذه الفِرق التي ينبغي ألاّ نعيها فقط بل أيضا نتجنّبها في كنائسنا.

فمثلاً هنالك القادة الذين يقيمون من حولهم فرقة شخصية، بحيث يضعون أنفسهم كممسوحين وعجائبيّين. يتمتّع البعض بقوة التأثير ويمارسون السُلطة المُطلقة والقاسية على جمهورهم طالبين الخضوع التامّ ويهدّدون بالعقاب المهيب لمن يفشل في الطاعة.

غالباً ما يدعون أنهم يمتلكون الحق، يفتخرون بمميّزات خاصة فيهم وينتقدون كل من لا يتّفق معهم. يدّعي بعضهم أنه يملك أفضل العقائد وهكذا يكون صاحب الكلمة الأخيرة. ويلمحون أن لا أحد يمكن أن يكون سعيداً ما لم ينضم إلى أسرارهم.

يحاولون عزل أعضاء جماعتهم عن تعاليم أخرى، عن كل من يعترف أنه مؤمن أو عن كل كتاب لم يكتبه قادتهم.

يحدّدون طريقة حياة ناموسية تصبح كوسيلة عبودية. يُساوون ما بين القداسة وممارسة بعض الطقوس التي يقوم بها الأشخاص بقواهم الذاتية بدل الحياة المقدسة.

يستغلّون الناس ماديّاً عن طريق وسائل ومناورات سيكولوجية ذكية. يعيش قادتهم حياة بذخ ورفاهية بينما الكثير من الناس معدومين لحد الفقر.

كثير من هذه الفِرق يسرقون الخراف، يقومون بغزوات على مؤسسّات دينية بدل محاولة الوصول إلى من لا ينتمون لكنيسة ما.

يشدّدون على عقيدة واحدة أو بضع عقائد مهملين المجالات المهمة في الإعلانات الإلهية.

يعتبرون كل من يُعلّم الحق عدوّاً لهم. وهكذا يسأل بولس أهل غلاطية الناموسيين، «أَفَقَدْ صِرْتُ إِذاً عَدُوّاً لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟» (غلاطية 16:4).
 

besm alslib

لتكن مشيئتك
عضو مبارك
إنضم
28 يناير 2010
المشاركات
5,712
مستوى التفاعل
298
النقاط
83
تأملات روحية يومية



17 تموز

«وَأبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ ألْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ». (تكوين 3:12)

عندما دعا الله ابراهيم ليكون رئيساً لشعبه الأرضي المختار، وعده أن يبارك أصدقاء ذاك الشعب ويلعن أعداءه. وعلى مر السنين عانى الشعب اليهودي من عداوة شديدة وتمييز، لكن لعنة الله لم ترتفع عن اللاساميّة أبداً.


تآمر هامان على إبادة الشعب اليهودي في بلاد فارس. لقد أغوى الملك ليُصدر أمراً لا يمكن تغييره. وقد بدا ولأوّل وهلة أن كل شيء يسير في صالحه. لكن ظهر ما لم يكن في الحسبان. لقد تعثّر المتآمر من خيبة الأمل إلى الفشل حتى لاقى عقابه بالإعدام شنقاً على العامود الذي أعده لشنق مردخاي اليهودي.


وقد قام أدولف هتلر بإحياء اللاساميّة دون تعلّم الدرس ممّن سبقه.
لقد أنشأ برنامجاً شيطانياً ليمحو اليهود في معسكرات التركيز، في غرف الغاز، في الأفران وفي القتل الجماعي.
وقد بدا أن لا شيء يمكن أن يوقفه.
لكن التيار تغيّر ومات موتاً مخزياً مع عشيقته في ملجأ في برلين.


ستصل اللاساميّة إلى ذروتها المفزعة خلال الضيقة العظيمة.
سيسلّم اليهود للعذاب وللموت، سيكونوا مكروهين من الأمم. سيُقتَل العديدون دون رحمة.
لكن هذا البرنامج سيُقطع عند مجيء الرب يسوع المسيح.

سيقضي على الذين اضطهدوا شعبه، والذين مدّوا يد العون لإخوة يسوع اليهود سيدخلون ملكوته.


ينبغي ألاّ يسمح المؤمن الحقيقي لروحه أن تتلطّخ بأي أثر من اللاساميّة لأن ربّه ومخلّصه وصديقه الحقيقي والصادق كان ولا يزال يهودياً.

لقد استخدم الله الشعب اليهودي لكي يعطي وليحفظ كلمته.
ومع أن الله قد تخلى عنهم مؤقّتاً لأنهم رفضوا المسيح مخلّصاً لهم، لكنه لا يزال يحب شعب اليهود إكراماً لآبائهم.
فلا يتوقّع كل من يكره اليهود أن يحصل على بركة من الله في حياته أو في خدمته.




لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الجمعه 15 تموز




«فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً.» (متى 13:9)



يهتم الله بطريقة معاملتنا للآخرين أكثر ممّا بعدد طقوسنا الدينية التي نمارسها. يفضّل الرحمة على الذبيحة.

يضع الخُلق العملي فوق الطقوس. ربما من الغرابة أن نقرأ أن الله لا يرغب بالذبائح لأنه هو أوّل من وضع أسُس نظام الذبائح. لكن لا تناقض. صحيح أنه أمر الناس أن يأتوا بالذبائح والتقدمات، لكنه لم يقصد أبداً أن تأخذ هذه مكان العدل والمودّة. «فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ.» (أمثال 3:21)

صرخ أنبياء العهد القديم ضد كل من مارَس كل الطقوس الصحيحة لكنه خدع وظلم أقرباءه. قال لهم أشعياء أن الله قد كره محرقاتهم وأعيادهم ما داموا يظلمون اليتامى والأرامل (أشعياء10:1-17). قال لهم أن الله يطلب أن يعاملوا عمّالهم بعدل، أن يطعموا الجائع ويكسوا الفقير (أشعياء 6:58، 7). ما لم تكن حياتهم مستقيمة فيمكنهم تقديم رأس كلب أو دم خنزير (أشعياء 3:66).

طلب عاموس من الشعب أن يتوقّفوا عن ممارساتهم الدينية لأن الله مستمر في كراهية هذه الطقوس إلى أن يجري العدل والرحمة كالتيار القوي (عاموس 21:5-24). وحذّر ميخا من أن الله يريد أكثر من الطقوس، يريد حق العدل، الرحمة والوداعة (ميخا 6:6 -8).

لقد وبّخ الرب يسوع الفريّسيين في أيامه لأنهم كانوا يتظاهرون بالتديّن بالصلوات الطويلة بينما يطردون الأرامل من بيوتهن (متى 14:23). لقد قدّموا لِلّه عشر النعناع من بساتينهم، بينما هذا لن يحل مكان عمل العدل الإيمان (متى 23:23) يكون عملنا بلا قيمة إن كنا نأتي إلى الرب بتقدمات بينما لأخينا شيئٌ علينا (متى24:5)، يقبل الله التقدمة فقط بعد أن نصلح الأمور. حضور الكنيسة بانتظام لن يُغطّي على عدم أمانتنا في أشغالنا خلال الأسبوع ما فائدة تقديم سلّة من الحلويات لوالدتنا يوم عيد الأم بينما نعاملها معاملة سيئة خلال السنة، أو نهدي قميصاً لوالدنا في يوم عيده بينما كنا لا نظهر له المحبة والإحترام في أوقات أخرى.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



السبت 16 تموز



«خلّص يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ.» (مزمور 1:12)


الناس الأمناء صنف مُعرّض للإنقراض، يختفون سريعاً من الجنس البشري. إن كان داود يبكي زوالهم في أيامه، ترى ماذا كان يقول لو عاش في أيامنا؟

غير الأمين يطلب مقابلة، ثم لا يلتزم بالوقت مقدّماً أعذاراً، أو لا يحضر أبداً. يوافق على تعليم مجموعة في مدرسة الأحد، لكنه لا يُعيّن بديلاً عنه عند عدم تمكّنه من الحضور. لا يمكن الإعتماد عليه. لا يمكن الوثوق بكلامه. فلا عجب أن قال سليمان، «سِنٌّ مَهْتُومَةٌ وَرِجْلٌ مُخَلَّعَةٌ الثِّقَةُ بِالْخَائِنِ فِي يَوْمِ الضِّيقِ» (أمثال 19:25).

يطلب الله رجالاً ونساء أمناء. يريد وكلاء أمناء ليهتمّوا بأموره (كورنثوس الأولى 2:4). يريد معلّمين مُخلِصين ليُعلمّوا حقائق الإيمان المسيحي العظيمة (تيموثاوس الثانية 2:2). يريد مؤمنين مُخلِصين للرب يسوع، يشاركونه رفضه يحملون صليبه. يطلب أناسا لا يتنازلون عن ولائهم لكلمته الموحاة، المعصومة والأبدية. يريد مؤمنين مُخلِصين لكنيستهم المحلية، بدل التنقُّل من كنيسة إلى أخرى كالبدو المتديّنين. يريد قديسين مُخلِصين لباقي المؤمنين ولغير المؤمنين أيضاً.

كما في الفضائل الأخرى يكون يسوع مثالنا المجيد. هو الشاهد الأمين والحقيقي (رؤيا 14:3)، الكاهن الأعلى الرحوم والأمين فيما يختص بأمور الله (عبرانيين 17:2)، أمين وعادل ليغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم (يوحنا الأولى 9:1). كلامه حق، وعده صادق وطريقه معتمد عليه أبداً.

يضع الله أهمية على الأمانة بعكس العديد من الناس. امتدح الرب يسوع أمانة تلاميذه قائلاً، «أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً» (لوقا 29،28:22). والمكافأة الأخيرة للأمانة هي سماع وسامه، «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ...أُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى 21:25).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين 18 تموز



«وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.» (صموئيل الثاني 23:2)



كان داود مبتهجاً عندما جاء بتابوت العهد إلى أورشليم ووضعه في خيمة الإجتماع التي أعدّت خصّيصاً لذلك. وقد رقص الملك أمام الرب بكل ما أعطي من قوة عالماً أهمية هذا الإنجاز العظيم واللحظة المجيدة في كل أعماله. وقد قامت زوجته، ميكال، بالسخرية منه لأنها اعتبرت ذلك معيباً لسلوكه. ونتيجة لموقفها المنتقد لم تلد ولداً حتى يوم موتها.

نتعلّم من هذا أن روح الإنتقاد تنتج العقم. وطبعاً عندما نقول هذا، لا نعني الإنتقاد البنّاء. إن يكن الإنتقاد محقاً ينبغي أن نرحّب به ونستفيد منه. قليلون هم الأصدقاء المحبّون إلى حد إعطاء الإنتقاد المفيد.

لكن الإنتقاد الهدّام يمكن أن يكون مدمّرا. يمكن أن يدمر عمل الله في حياة شخص ما ويُبطِل تقدّم سنين طويلة في لحظة واحدة.

في الحادث المذكور يمثّل تابوت العهد المسيح. ويتّخذ مكانه في أورشليم يمثل يسوع متوّجاً في قلوب البشر. عندما يحدث هذا، لا يستطيع المؤمن الممتليء بالروح إلاّ أن يعبّر عن حماسه. وهذا يحرّك عادة عداوة غير المؤمنين وأحياناً يثير انتقاد مؤمنين آخرين. لكن روح الإنتقاد تقود حتماً إلى العقم.

لا تقود إلى العقم في حياة الفرد فقط، بل إلى كل الكنيسة أيضاً. فمثلاً، كنيسة يتعرضّ الشباب فيها دائماً لتياّر من الإنتقاد الشديد. يُنتقدوا في طريقة لباسهم، في تصفيف شعرهم، في صلواتهم العلنيّة وفي موسيقاهم. وبدل تدريبهم بكل صبر تتوقّع القيادة منهم أن يكونوا حالاً ناضجين. وسريعاً ما ينجرف هؤلاء الشباب بعيداً إلى كنائس ودودة أكثر وتترك تلك الكنيسة لتموت على الكرمة.

فلنتعلّم الدرس ونحترس من مثال ميكال أن الانتقاد الشديد لا يضرّ الضحية فقط لكنه ينتقم من كل من يمارسه. وذلك الإنتقام هو العقم الروحي.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الثلاثاء 19 تموز





«لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً». (يوحنا الأولى 17:4)


هذه إحدى حقائق العهد الجديد التي تهزّنا بجرأتها المطلقة. لن نجرؤ أن نلفظ الكلمات لو لم نرها في الكتاب المقدس. لكن هذا حق مجيد، يمكننا أن نبتهج ونفرح بها.

كيف نتشبَّه بالمسيح في هذا العالم؟ تتوجَّه أفكارنا أوّلاً تلقائياً إلى ما لا نشبهه، لا نتشارك معه في مميّزات ألوهيّته، مثل قوته الكليّة، معرفته الكليّة وحضوره الكلي. تملأنا الخطية والفشل بينما هو كامل. لا نحب كما يحب هو، ولا نغفر كما يغفر هو.

كيف نشبهه إذن؟ يستمر العدد ليشرح. «بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً». لقد عملت محبة الله في حياتنا لكي لا نرتعب من الوقوف أمام دينونة كرسي قضاء المسيح. وسبب ثقتنا هو أنه عندنا هذا الشيء المشترك مع المخلّص. الدينونة أصبحت خلفنا. نحن مثله فيما يختص بالدينونة. لقد أخذ دينونة خطايانا على الصليب وحل مشكلة الخطية إلى الأبد. لأنه أخذ عقاب خطايانا فلن نحتمله نحن. فيمكننا أن نرنّم وبكل ثقة، «الموت والدينونة من خلفي، النعمة والمجد أمامي، كل أعباء الدينونه تدحرجت على يسوع، هناك فَقدَتْ كل قوتّها.» وكما أن الدينونة قد صارت ماضياً بالنسبة له، كذلك تكون لنا أيضاً ويمكننا القول، «لا دينونة، لا جحيم لي، لن ترى عيني عذاباً ولا ناراً، لا حكم عليَّ لأن الرب الذي يحبنّي يحميني تحت جناحيه.»

لا نتشّبه به فقط بما يختص بالدينونة لكن أيضاً بما يختص بالقبول أمام الله. نقف أمام الله بنفس النعمة التي فيها يقف المسيح لأننا فيه. «قريب جداً من الله لأنني في شخص ابنه أكون قريباً كقُربه هو.»

وأخيراً، نُشبهه لأن الله الآب أحبّنا كما أحب المسيح. في صلاته قال الرب يسوع، «أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي» يوحنا (23:17). لذلك لا نبالغ حين نقول، «لا يمكن أن أكون عزيزاً أكثر على الله لأنه بالمحبة التي فيها أحب ابنه أحبّني أنا أيضاً.»

وهكذا وببركة حقيقية كما أن المسيح، كذا نحن في العالم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ميرسى يا امى للتاملات الجميلة
ربنا يبارك خدمتكم

آميـــــــــــــــــــن
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 20 تموز




«اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ.» (أمثال 24:18)



مع اختلاف الترجمات الحديثة لهذا العدد تقول إحدى الترجمات الإنجليزية القديمة أنه ينبغي العناية بالصداقة. تنمو وتزدهر بالرعاية لكنها تموت بالإهمال.

كتبت إحدى المجلاّت في مقالها الإفتتاحي، «الصداقة لا تأتي صدفة، ينبغي العناية بها والعمل عليها. الصداقة لا تُبنى على الأخذ فقط بل على العطاء أيضاً. ليست للأوقات الحسنة فقط بل أيضاً للاوقات الصعبة.

لا نُخفي حاجاتنا عن الصديق الوفي. ولا نلتصق بصديق لنحصل على العون فقط.

الصديق الوفي جدير بالإحتفاظ به. إنه يقف إلى جانبك، عندما تكون مُتّهماً زوراً. يمدحك على كل ما تستحقّه للمدح، ويكون صريحاً معك فيما تحتاج من الإصلاح. يبقى قريباً على مدى السنين يشارك في أفراحك وأحزانك.

المحافظة على التواصل أمر ذا أهميّة. ربما عن طريق الرسائل، الكرتات، اتصال هاتفي أو زيارات. ولكن الصداقة طريق ذات مسلكين. إذا تهاونت دوماً في إجابة الرسائل، فكأنني أقول أن الصداقة لا تستحق الإستمرار. أو أنا مشغول جداًّ. أو لا أرغب بأن تزعجني. أو أكره كتابة الرسائل. صداقات قليلة يمكنها البقاء في ظل الإهمال هذا المستمر.

رفض الإتصال يكون عادة شكلاً من أشكال الأنانية. نفتكر بأنفسنا فقط، في الوقت وفي المجهود والثمن. الصداقة الحقيقية تفكّر بالآخرين- كيف يمكن أن نشجّعهم، أو نعزّيهم، أن نبهجهم أو نساعدهم، كيف يمكن أن نقدّم لهم الطعام الروحي.

كم نحن مديونون لأصدقاء عديدين الذين جاؤونا بالكلمات المرفقة بالروح عندما احتجنا ذلك. مررت بأوقات كنت أشعر بانحطاط وخيبة أمل في الخدمة المسيحية. أحد الأصدقاء الذي لم يكن يعلم البتة عن عزمي المثبط كتب لي رسالة مبهجة حيث اقتبس من أشعياء 4:49، «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي.» كانت تلك الكلمات التي احتجتها لترفع من معنويّاتي وتعيدني إلى العمل.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 21 تموز





«مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ». (بطرس الأولى 7:5)


ممكن أن تحيا حياة طويلة في الإيمان لكنك لم تتعلّم أن تلقي كل همّك على الرب. يمكن أن نحفظ آيات عديدة عن ظهر قلب أو نعظ للآخرين، لكننا لم نمارس هذا الوعد في حياتنا. نعرف لاهوتياً أن الله يعتني بنا، مهتم بأمورنا وهو قادر أن يهتم بأعظم قلق يمكن أن نتخيّله. ومع كل هذا نُصرّ على تقلّبنا وقلقنا في فراشنا ليلاً، منزعجين، متهيّجين ونفتكر بالأسوأ.

ليس من الضروري أن تسير الأمور هكذا. لديَّ صديق يواجه مشاكل ووجع رأس أكثر من أي منّا. لو كان ليحتمل كل هذا بنفسه لصار كالمجنون. ماذا يفعل؟ يأخذ أموره إلى الرب ويتركها هناك، ينهض عن ركبتيه، يدخل فراشه، يرنّم بضع أعداد من ترنيمة ثم يهجع إلى النوم دون عناء.

قال بيل برايت مرّة لصديقه ليروي إيمز، «ليروي، لقد وجدت تعزية كبيرة في بطرس الأولى 7:4. استنتجت في حياتي أنني يمكن إمّا أن أحمل أثقالي بنفسي أو يحملها يسوع عنّي. لا يمكننا نحن الإثنين أن نحملها، ولهذا صمّمت أن أُلقي أثقالي عليه.»

صمّم إيمز أن يجرّب بنفسه. كتب يقول، «دخلت غرفتي وابتدأت بالصلاة. وعملت تماماً كما قال لي بيل. كنت ولمدّة أشهر طويلة أعاني من وجع في معدتي. فابتدأت أشعر أن الألم بدأ يتركني. لقد اختبرت إنقاذ الرب. كلاّ، لم تفارقني المشكلة ولا زالت حتى اليوم. لكن الحِمل زال. لا أقضي ليالي قلقاً أو أغفو متألمّاً.

أستطيع بكل أمانة أن أواجه الأحمال بروح فرحة وشاكرة من كل القلب.»

يستطيع أغلبنا أن نتماثل مع الشخص الذي كتب، «إنها إرادة الرب أن أُلقي همّي عليه كل يوم. ويطلب منّي ألاّ أُلقي إيماني. لكننّي أتصرّف بحماقة عندما أؤخذ على حين غرّة فألقي بإيماني وأحمل همومي.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الجمعه 22 تموز




«هَا أَنَا يَا رَبُّ...َإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». (لوقا 8:19)



حالما فتح زكّا قلبه للرب يسوع، أعلنت له الغريزة الإلهية أنه ينبغي التعويض عن الماضي. يبدو من الآية أن هنالك شك إن كان قد خدع أحداً، لكن من المعقول أن نظن أن كلمة «إن» تعني «بما أننّي» في حياة جباية الضرائب الغني. لقد حَصَّلَ أموالاً بالخداع، لقد عرف ذلك، وقد صمّم أن يقوم بعمل ما في هذا الأمر.

التعويض عقيدة كتابية جيّدة وممارسة كتابية صالحة. عندما نولد من جديد يجب أن نعيد إلى صاحب الحق الأشياء التي أخذناها بالظلم. الخلاص لا يحرّر الشخص من تصحيح أخطاء الماضي. إن اقترفت سرقة أموال قبل الخلاص فإن نعمة الله تطلب إعادة هذه الأموال. حتى الديون المستحقّة على الشخص من أيام الماضي ينبغي ألاّ تُمحى بالولادة الجديدة.

قبل بضع سنوات، عندما خلص المئات في مدينة بلفاست من مواعظ المبشّر نيقيلسون، كان على المصانع المحلية أن تبني سقائف ضخمة لخزن أدوات العمل التي أعادها المؤمنون الجدد.

سقائف عملاقة تلزم في هذا البلد لخزن الغنائم التي أخذها أفراد الجيش فقط. دون الحديث عن تسرّب العديد من الأدوات والمعدّات والبضائع بطُرق غير شرعية من المصانع، المكاتب والمخازن.

كل تعويض يقوم به المؤمن ينبغي أن يعمله باِسم الرب يسوع. فمثلاً، «سلبتك هذه المعدّات عندما عملت عندك قبل سنوات، لكنّني نلت الخلاص وتغيّرت حياتي بواسطة الرب يسوع المسيح. لقد وضع على قلبي أن أعيد هذه المعدات وأطلب منك الصفح.» وبهذه الطريقة يكون المجد للمخلّص لأنه هو صاحب المجد.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت23 تموز



«...كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجاً فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ». (أعمال 15:5)



عرف الناس أن خدمة بطرس كانت خدمة قوية. أينما كان يذهب، كان يتم شفاء مرضى. فلا عجب إذ أراد الشعب أن يقترب إلى ظلاله. لقد حظي بنجاح كبير.

كل منا يلقي ظلاَّ معينّاً وحتماً نؤثر في حياة الذين نتّصل بهم. كتب هيرمان ميلفل: «لا يمكننا العيش لأنفسنا فقط. تتّصل حياتنا بآلاف الخيطان الغير مرئية وعلى طول هذه الأنسجة تجري أعمالنا كأسباب لتعيد إلينا نتائج.»

أنت تكتب إنجيلاً، فصلاً كل يوم. بالأعمال التي تقوم بها، وبالكلمات التي تقولها. يقرأ الناس ما تكتب، سواء حقيقية أم لا. فإذاً، ما هو الإنجيل بالنسبة لك؟

أجاب أحدهم عندما سُئل عن أحب إنجيل لديه فأجاب: «الإنجيل بحسب أمّي» وقد قال جون ويسلي مرّة، «تعلّمت عن المسيحية من أمّي أكثر ممّا تعلّمته من كل لاهوتيّي إنجلترا.»

أمر يستحق اليقظة حيث أنه يوجد من ينظر إلى كل منا ويقول بنفسه مفكّراً: «هكذا ينبغي أن يكون المؤمن المسيحي.» يمكن أن يكون إبناً أو ابنة، صديقاً أو جاراً، معلّماً أو تلميذاً. أنت مثاله الأعلى وبطله المفضل. يراقبك عن قرب أكثر ممّا تعتقد. حياتك في العمل، في الكنسية، حياتك في الصلاة - جميع هذه نموذجاً للمحاكاة لمن يلاحظك. يريد أن يستظل بظلّك.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاحد 24 تموز




«وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْماً دُونَ يَوْمٍ وَآخَرُ يَعْتَبِرُ كُلَّ يَوْمٍ، فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ.» (رومية 5:14)


يعتبر البعض يوماً بعّينه مقدساً بينما البعض الآخر يعتبر كل الأيام مقدسة.

كان اليهود الذين يعيشون تحت الناموس يعتبرون يوم السبت أو اليوم السابع مقدّساً. منعهم الناموس من العمل في ذلك اليوم وحدّد السفر. وطُلب منهم تقدمات إضافية.

لم يُطلب من المسيحيين الذين يحيون تحت الناموس أن يحفظوا يوم السبت. جميع الأيام مقدسة عندهم بالرغم من اعتقادهم بوجود مبدأ يوم للراحة في الكلمة. لا يُدانوا لعدم حفظ السبت. (كولوسي 16:2).

اليوم الأول من الأسبوع، أي يوم الرب، يبرز في العهد الجديد لعدّة أسباب. فيه قام الرب يسوع (يوحنا 1:20). بعد قيامته التقى بتلاميذه في مرتين متتاليتين في أيام الأحد (يوحنا 26،19:20). حلّ الروح القدس في أليوم ألأول، كان حلول الروح القدس سبعة آحاد بعد عيد البواكير (لاويين 16،15:23، أعمال 1:2) الذي يرمز إلى قيامة المسيح (كورنثوس الأولى 23،20:15). اجتمع تلاميذه في اليوم الأول من الأسبوع لكسر الخبز (كورنثوس الأولى 2،1:16). لكن هذا اليوم ليس مُلزِماً مثل السبت، لكنه يوم اميتاز. نتحرر من أشغالنا اليومية يوم الأحد ونستطيع أن نكرّسه لربّنا بطريقة لا نخصّص بمثلها باقي الأيام.

بينما نتمتّع بالحرية لنعتبر جميع الأيام متساوية بالقداسة، لا نتمتّع بالحرية يوم الأحد لنقوم بأي عمل يمكن أن يعثر الآخرين. إن كان تصليح السيارة، أو العمل في الحديقة، أو لعب الكرة يعثر آخرين فينبغي أن نتنازل عن هذه الأعمال التي نعتبرها ممكنة. وكما يقول بولس الرسول، «فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضاً بَعْضُنَا بَعْضاً بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهَذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ» (رومية 13:14).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاثنين 25 تموز



«وَرَأى الرَّبُّ أنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا. وَأمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِراً.» (تكوين 31:29)


هنالك قانون تعويض سارياً في العالم. وبحسب هذا القانون فكل من يعاني من نقص مُعيّن في جهة ما يُعطى إعانة للموازنة في ناحية أخرى. يمنع هذا القانون أن يحصل شخص ما على كل المنافع. ما ينقص فتاة في جمالها تعوَّض عنه في حكمة عملية. لا يتمتّع رجل ما بمزايا رياضية، يمكن أن يحصل على صفات أفضل ممّا لو كان رياضياً. الشعراء ليسوا دائماً عملييّن كما أن الفنانين لا يستطيعون دائماً إدارة أعمالهم المالية.

عندما رأى الله أن يعقوب يحب راحيل أكثر من ليئة، جعل ليئة مثمرة أكثر. وبعد سنين عديدة عمل هذا القانون في حياة حنّة وفننّة. أحب ألقانا حنّة أكثر من فننّة، لكن وُلد لفننّة أولاد وأماً حنّة فلم تلد (صموئيل الأول 1:1-6).

مع أن السيدة فاني كروسبي حرّمت من نعمة البصر، حازت على موهبة ذروة في الترنيم. ترانيمها ميراث للكنيسة. كان ألكساندر كرودنز يعاني من اكتئاب شديد لكنه قويٌ لينتج كتاب تفسير يحمل اسمه.

هذا مؤمن لا يستطيع الوعظ، لا يملك موهبة ليقف أمام الجمهور. لكنه ميكانيكيٌ ماهرٌ، ويستطيع أن يحافظ على سلامة سيارة الواعظ لتعمل جيداً. عندما تصاب السيارة بعطب ما، يرفع غطاء المحرك، يُدخل رأسه تحته ويصلّي.

ينبغي أن نتّفق مع من يقول أن قانون التعويض هذا لا يعمل تماماً في هذه الحياة. هنالك عدم مساواة وظلم. لكن هذه الحياة ليست كل شيء. لم يُكتب الفصل الأخير بعد. عندما يزيح الله الستار ويسمح لنا برؤية العالم الآخر ندرك النقاط تُسوّى المسائل وتنقلب الموائد. فمثلاً، نسمع إبراهيم يقول للرجل الغني، «يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ» (لوقا 25:16).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الثلاثاء 26 تموز




«فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ» (متى 36،35:10)




لا يتكلم الرب هنا عن القصد المباشر من مجيئه بل عن نتائح محتملة. ويقول أنه حينما يصمّم البعض أن يتبعه، يمكن أن يتوقّعوا اضطهاداً مريراً من أقربائهم وأصدقائهم. وهكذا فلم يأت ليلقي سلاماً بل سيفاً (عدد 34).

لقد أكّد التاريخ على صحّة هذه النبوة. ففي كل مرّة يرجع الناس فيها إلى المخلص المحبّ والحيّ، يلاقون الإساءة والعداوة. لقد تعرّضوا للسخرية، للحرمان من الإرث، للطرد من البيت، للطرد من وظائفهم وفي حالات كثيرة تمّ قتلهم.

الإضطهاد غير منطقي. فمثلاً، أب ابنه مدمن على المخدّرات. لكن هذا الإبن قد أدار ظهره للمخدرات وأصبح يخدم المسيح. نعتقد أن الأب سيكون فرحاً. كلاّ. فهو يستشيط غضباً. ويقول بكل صراحة أنه يتمنى لو أن ابنه بقي على ما كان عليه قبلاً.

خلص آخرون من المسكرات، من الجريمة، من الإنحراف الجنسي ومن الفرق الشيطانية. اعتقد هؤلاء أن ذويهم لن يكونوا مبتهجين فقط بل سيصيرون مؤمنين أيضاً. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. مجيء الرب يسوع يجلب الإنقسام إلى العائلة.

ترْك ديانة الأهل لاتباع المسيح تشعل الإنفعال الشديد. فمثلاً، يمكن أن تكون العائلة يهودية بالإسم فقط، لكن أن يصبح فرد من هذه العائلة مسيحياً يثير انفجاراً عاطفياً شديداً. تعتبر الشخص مرتدّاً، خائناً وحتى منضمّاً إلى هتلر عدو اليهود. التعليل المسيحي والاحتجاج يقع على آذان صمّاء.

في عائلات مسيحية عديدة، التحوّل إلى المسيح يُعاقب بالموت. لا ينفذ العقاب من الحكومات بل من ذوي الشخص بطرق وحشية وتعذيب وقتل في النهاية.

مع كل هذا فإن اعترافات المؤمنين الجدد وبصبرهم وقوة احتمالهم للكراهية وللإضطهاد، يدرك الآخرون مدى فراغ حياتهم وديانتهم ويتّجهون إلى المسيح بالتوبة والإيمان. وهكذا تعلو المرتبة بالمقاومة وتزدهر بالإضطهاد.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاربعاء 27 تموز




«وَهَا أَنْتَ لَهُمْ كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ» (حزقيال 32:33)



إحدى التناقضات في إعلان كلمة أن الناس يغرمون بالمتكلم وليس بالرسالة التي تتطلب القيام بعمل ما من جانبهم.

وينطبق هذا على الوعظ الكنسي. يُعجب الجمهور بالواعظ. يتذكّرون نكاته وأمثلته. أو يتعلّقون بطريقة لفظه. مثل تلك المرأة التي قالت أنها تكاد تبكي كلما سمعت الواعظ يقول تلك الكلمة المباركة «بلاد ما بين النهرين». لكنهم يُصابون بالشلل عند كل ما يتعلّق بالطاعة. عندهم مناعة ضد القيام بعمل. يصابون بالتخدير عند سماع الصوت الممتع.

وهذا أحد الأعراض المألوفة عن خدّام الإرشاد. هنالك البعض الذين يتمتّعون بارتياح سرّي عندما تقدّم لهم المشورة. يزدهرون لكونهم مركز الإنتباه لساعة من الزمن. يتمتّعون كثيراً برفقة المستشار حتى أنهم يصبحون مزمني الإستشارة.

من المفروض أنهم جاءوا يطلبون النصيحة. لكنهم في الواقع لا يريدون النصيحة. لقد صمّموا في قلوبهم. يعرفون ما يريدون أن يعملوا. إن تتفق نصيحة المرشد مع رغباتهم، فيتقوّون. وإلاّ يرفضون نصيحته ويستمرّون في التعنّت بطريقهم.

كان الملك هيرودس ينتمي لهذه الفئة من الهواة. كان يتمتّع بالاستماع ليوحنا المعمدان (مرقس 20:6) لكنه كان سطحياً. لم يكن قصده أن يسمح للرسالة أن تغيّر حياته.

يكتب إيرون لوتزر، «لقد اكتشفت أن معظم المشاكل المحبطة في مساعدة من يأتون في طلب الإستشارة هي أن أغلبهم لا يريدون التغيير. طبعاً مستعدّون للقيام بإصلاحات صغيرة خاصة إذ يقعون في مشاكل بسبب سلوكهم. لكن معظمهم راضون عن خطيّتهم ما دامت لا تفلت من يدهم. وعادة ما يفضّلون أن يبقى عمل الله في حياتهم أقل ما يمكن.»

لقد نجح بعض المستشارين أن يطوّروا استراتيجية لسد الهوّة ما بين السمع والعمل. يعطون طالب المشورة مهمة معيّنة- عملاً يجب أن يقوم به قبل أن يحضر الجلسة التالية. وهذا يتخلّص من عدد من غير الجديّين. يمنع هدر الوقت لكليهما.

خطير جداً أن نصل إلى مسرح الحياة حين نسمع كلمة الله ولا نحرّك ساكناً. ينبغي أن نصلّي لنكون حسّاسين لصوت الرب ومستعدّين للقيام بكل ما يأمرنا به.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الخميس 28 تموز



«لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» (أشعياء 7:55)




يرتجف الخاطئ خوفاً من أن الله لن يقبله. يشكّ التائب المرتدّ في قدرة الله على النسيان. لكن العدد أعلاه يذكّرنا أن الراجعين إلى الرب يقابَلون برحمة كثيرة ومغفرة أكيدة.

يتضح هذا الأمر في قصة تظهر مراراً عبر السنين التي فيها تتغيّر التفاصيل لكن الرسالة واحدة. قصة ابن عاق ترك بيت أبيه وسافر إلى نيويورك وعاش في الخطية والعار، أخيراً وصل إلى السجن. وبعد أربع سنوات في السجن، أُفرج عنه وأراد جداً أن يعود إلى البيت. لكن كان الخوف يعذّبه خشية ألاّ يقبله والده. لم يكن ليستطيع أن يتحمّل خيبة الأمل من رفضه.

أخيراً كتب رسالة إلى والده دون إعطاء عنوان البريد المسترجع. قال أنه سيستقل القطار يوم الجمعة التالي. إن رغبت العائلة في قبوله يجب أن يعلّقوا منديلاً أبيض على شجرة البلّوط أمام البيت. واذا لم يرى منديلاً، بينما يمر في القطار، يستمر في السفر.

ها هو الآن في القطار، عابساً ومنزوياً خوفاً ممّا ينتظره. وحدَث أن جلس إلى جانبه أحد المؤمنين. وبعد عدّة محاولات غير ناجحة، استطاع المؤمن أن يحمله على فتح قلبه ويحكي قصّته. يبعدون الآن حوالي خمسين ميلاً عن بيته. هذا الإبن العاق ما بين الخوف والأمل. أربعين ميلاً. يفكّر بالعار الذي جلبه على والديه، وكيف أحزنهما. ثلاثين ميلاً. تمرّ السنون الهباء في ذهنه. عشرين ميلاً. عشرة أميال. خمسة أميال.

وأخيراً يظهر البيت. يجلس منذهلاً. كانت شجرة البلوط مغطّاة بقطع من القماش الأبيض ترفرف في الهواء. ينهض من مقعده، يحمل حقيبته ويستعد لمغادرة المحطة.

هذه الشجرة ترمز طبعاً للصليب. أذرع ممدودة ومكسوّة بوعود لا تُعَد ولا تحصى للغفران، توميء للخاطيء التائب أن يعود إلى البيت. يا له من استقبال إلى بيت الآب. يا لها من مغفرة غير محدودة عندما يصمّم الهائم على الرجوع.
 
أعلى