وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
موت المسيح
1136298220.jpg

وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ ... لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ ( عب 2: 9 )

لقد صُولِحنا مع الله بموت ابنه ( رو 5: 10 )، فتجسُّده، أي أخذه طبيعة إنسانية لم يكن ليصالحنا مع الله، كما لم يكن ممكنًا أن يُزيح عنا خطايانا. لم يكن السبيل إلى ذلك إلا بموته.

ولقد كان لازمًا أن ابن الله يصير إنسانًا ليموت. ولكن صيرورته إنسانًا شيء، وموته على الصليب شيء آخر. كان لا بد أن يصير إنسانًا، وكان لا بد أن يعيش ويعمل على هذه الأرض لمدة 33 سنة.

كان يتعين عليه أن يعتمد في الأردن، وأن يُجرَّب في البرية. وفي أي نقطة بين المذود والصليب، كان بمقدوره، لو أراد، أن يعود إلى الآب، حيث مناخ القداسة والمحبة الفائقة. ولكن الذي حتَّم موته هو حُبُّه السرمدي اللا نهائي. لم يكن للموت سلطان عليه، ولكنه لما أراد أن لا يعود إلى المجد وحده، كان لزامًا عليه أن يموت « إن لم تَقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ).

ولما أراد أن يصطحبنا معه إلى المجد، كان ضروريًا أن يموت «لأنه لاقَ بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آتٍ بأبناءٍ كثيرين إلى المجد، أن يُكمَّل رئيس خلاصهم بالآلام» ( عب 2: 10 ). ولكي يفتح لنا طرِيقًا حدِيثًا حيًّا إلى محضر الله، كان لا بد أن يموت «فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرَّسه لنا حديثًا حيًا، بالحجاب، أي جسده» ( عب 10: 19 ، 20).

إن موت المسيح هو أساس كل البركات التي حصلنا عليها:

هل كنا أمواتًا نحتاج إلى حياة؟ لقد بذل جسده من أجل حياة العالم «أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكلَ أحدٌ من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» ( يو 6: 51 ).

هل كنا مُذنبين نحتاج إلى عفو وغفران؟ «بدون سفك دم لا تحصُل مغفرة!» ( عب 9: 22 ).

هل كنا أعداء نحتاج إلى مصالحة؟ لقد كان «صولحنا مع الله بموت ابنهِ» ( رو 5: 10 )، وهكذا صار لنا سلام مع الله.

وبالاختصار، إن موت المسيح هو الذي منحنا كل الهبات والبركات، وبدون موته لم يكن لنا شيء على الإطلاق.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عُشٌّ في شعرك

277045630.jpg


وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً،.. ( يع 1: 14 ، 15)

هناك عبارة مشهورة تقول: ”إنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من أن تطير فوق رأسك، لكنك بكل تأكيد تستطيع أن تمنعها من أن تبني عُشها في شعرك“.
وهذا يوضح ما يجب على كل واحد منا أن يفعله ليتغلب على ميول الجسد ورغباته.
فسواء كانت التجربة هي أن تفكر أفكارًا رديئة، أو تذهب إلى حيث لا يجب أن تذهب، أو أن تعمل ما لا يجب عمله، فإن القاعدة التي تنطلق منها كل شهوة شريرة هي العقل غير الخاضع لإرادة الله.
وبينما نحن نسلك في هذا العالم، فإن التجارب ستأتينا في صمت وبسرعة ودون توقع منا، كما تأتي الطيور أحيانًا في أسرابٍ كاملة.

وفي الكتاب المقدس فإن الطيور عادةً تُستخدم لتمثل الشر. وبينما نحن لا نستطيع أن نمنع التجارب الشريرة والشهوات المختلفة من أن تعبر أذهاننا، إلا أننا نستطيع أن نأخذ خطوات حاسمة لنبعدهم عنا، بمجرد أن يحاولوا أن يتخذوا لهم مسكنًا في عقولنا.
وقطعًا ليس لدينا عُذر لنسمح للأفكار الخاطئة أن تمكث في رؤوسنا فترة تكفي لتجعلها تحبل وتلد نوايا خاطئة وتصرفات شريرة.

وبينما نجد في هذا القول المأثور الطريقة التي بها نتعامل مع الأفكار الشريرة، فإن الأعداد الموجودة أعلاه من رسالة يعقوب تخبرنا عن الخطية ونتائجها، إذا سمحنا لها أن تعشش في عقولنا. وبولس أيضًا يؤكد على عواقب الخطية إذ يقول إن أجرة الخطية هي موت ( رو 6: 23 ).

فكيف إذًا نبعد الخطية عنا؟ إننا نفعل ذلك عندما نستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح ( 2كو 10: 5 )، ونترك له المجال ليحكم على كل فكر هل هو صحيح أم خاطئ. إن حضور الرب في قلوبنا لا بد وأن يُعطينا تمييزًا، وهل تستطيع الخطية أن تستقر في عقولنا أو نستخدمها إذا كان لنا فكر أو ذهن المسيح؟ ( 1كو 2: 16 ).

عزيزي: تُرى هل تركت أية طيور تبني أعشاشها فوق رأسك؟ هل استسلمت للتجربة؟
هل وصلت الخطية إلى أفكارك وشرعت في التأثير على تصرفاتك؟
لو كان الأمر كذلك فتذكَّر 1يوحنا1: 9 «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم». اعترف بذلك فورًا، وتذكَّر أننا نبدو أغبياء وبلا فائدة لله عندما تكون أعشاش الطيور هذه فوق رؤوسنا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
دورات البكرة

402706908.jpg


بِالقَضِيبِ يُخْبَطُ الشُّونِيزُ . وَالكَمُّونِ بِالْعَصَا ... فَيَسُوقُ بَكَرَةَ عَجَلَتِهِ ( إش 28: 27 ، 18)
(1) الكمون:

إن تلك الحبة الدقيقة صورة لمَن يحملون في نفوسهم طابع الرقة والإحساس المُرهف.
فتلك النوعية تتأثر سريعًا وبقوة بمعاملات الله الرقيقة والتي تُشبه رقة العصا مع حبات الكمون.

(2) الشونيز:

هو نوع من النبات يُطلق على بذاره ـ حبة البَرَكة ـ فبالقضيب يُخبط الشونيز، والرب يستخدم قضيب الأرض الناشفة حيث الجدوبة والوحشة ـ مزمور65: 10. ففي برية يهوذا بعيدًا عن قصور الملوك ورفاهيتها تتعلم النفس كيف تجد الخصب والري رغم الجدوبة والقيظ! وكيف تتلذذ بالشَحم والدسم رغم الجوع والفاقه! وكيف يترنم القلب في سكون الليل الرهيب!

(3) القمح:

على القمح دارت البكرة. ويا له من دوران! فقد دارت البكرة قديمًا على يعقوب وكادت أن تزهق روحه حتى صرخ قائلاً: «صار كل هذا عليَّ؟»

عزيزي .. قد تكون تحت وطأة ضغوطًا نفسية، أو ألَمَّت بك أزمة صحية، أو تعرضت لخسائر مادية، أو عدم الاستقرار في عملك زمنيًا أو في بيتك عائليًا، أو ظلمًا اجتماعيًا ...
يا رب: ما لهذه البكرة تأبى التوقف عن الدوران؟

لأن حكمة الله من دوران البكرة أن يختفي كل ما هو من الإنسان، ويلمع كبريق الذهب كل ما هو مودَع من الله في أعماق النفس.

عندما سؤلت أخت تقية عن ظروفها الصعبة ورَّد فعلها، قالت:

”إن كل ضيقة تحدث لي تسبب لي عَجبًا. لأنني أنتظر وأرى كيف يحلها الرب وكيف يُخرجني منها. إنني أقف جانبًا كالمتفرجة، وأرى دائمًا محبة الله وعنايته التي لم تَخب في يومٍ واحد. وكل مرة أراه يحلها بطريقة مختلفة عن سابقتها، وقد تعلَّمت الآن بخبرتي أنه بطريقة أو بأخرى لا بد ان يجعل الله كل الظروف تمر بسلام“.

* ليس بالضرورة أن أفهم الأمر بتفاصيله، ولكن عليَّ أن أسير خطوة خطوة في جو الشركة واثقًا في حكمة الله المطلقة، وحتمًا ستكون البركة من نصيبي.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الطريق والحقّ والحياة

1032017715.jpg


أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ( يو 14: 6 )

كان مُزارعًا عائدًا إلى منزله في المساء، في يوم عاصف، وفي طريق مُغطّى بالثلوج الكثيفة. وكانت السماء مليئة بالغيوم والسُحب القاتمة.
وفجأة اكتشف أنه ضلَّ الطريق، فساورته المخاوف. ولكن بعد فترة، رأى في الثلوج آثار حديثة لعربة أخرى يجرّها حصانين؛ فعاد إليه الأمل والرجاء في أن يجد الطريق، وأسرع بعربته حتى أدرك العربة التي أمامه. فتحوّل إليه قائد العربة الأمامية وناداه قائلاً: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابه المزارع وقال: لقد ضللت الطريق!
أريد فقط أن أتبعك وأرى الطريق.
فقال الأمامي: ولكنني أنا أيضًا ضللت وأبحث عن الطريق! وصُدم هذان الرجلان عندما أدركا موقفهما.
ولولا أن جاءت رياح شديدة، أزالت السحب والغيوم، وجعلتهما يريان نجم القطب الجنوبي، لهلكا. وبفضل النجم السماوي فقط، استطاعا أن يجدا طريقهما ويعودا كلٌّ إلى منزله.

عزيزي: ألا نُشبه أحيانًا كثيرة المُزارع في هذه القصة؟ أ لسنا كثيرًا ما نبحث عن الطريق خلف الآخرين؟ أ لسنا نجري وراء الناس في طرقهم بحثًا عن الطريق، لنكتشف في النهاية أنهم هم أيضًا بشر مثلنا ضلوا الطريق! «كلُّنا كغنمٍ ضللنا، مِلنَا كل واحدٍ إلى طريقه» ( إش 53: 6 ). لنتوقف ونسأل أنفسنا: إلى أين تقودنا الطريق التى نسلكها؟
إننا إذا قَبلنا الرب يسوع المسيح مُخلّصًا شخصيًا، وتبعناه ( 1بط 2: 21 )، فإنه سيقودنا حتمًا إلى حياة في أمان، وأبدية سعيدة مباركة. لقد قال، وما أصدق قوله: «أنا هو الطريق والحق والحياة» ( يو 14: 6 ).

فإذا شعرت بأنك تائه وضائع ضللت الطريق، فإني أرجوك ألا تتبع عقيدة أو إنسانًا، مهما عَلا شأنه، بل تعال إلى المسيح لتعرف الطريق، وتنال الحياة الأبدية.

إن الرب يسوع المسيح هو «الطريق»؛ الطريق الوحيد إلى الآب «ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي» ( يو 14: 6 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ «الحق»؛ ويا له من ضمان لنا في هذا العالم، حيث إبليس، المُخادع الأكبر، ينسج حبائل الغش ليصيد بها الغافل. فالرب، الذي هو الحق، هو كفايتنا لنفحص به فلسفات البشر واقتراحات العدو، التي تجد قبولاً ورواجًا بين الناس. وهو ـ له كل المجد ـ «الحياة»؛ «الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» ( 1يو 1: 2 )، والتي هي هِبة الله لكل مَن يؤمن بابنه.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الخصي الحبشي
909140755.gif


وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هَذَا: مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ.. ( أع 8: 32 )
بعد قضاء الطوفان الذي وقع على العالم القديم «كان بنو نوح الذين خرجوا من الفُلك سامًا وحامًا ويافث ... ومن هؤلاء تشعَّبت كل الأرض» ( تك 9: 18 ، 19).

ومن هنا نرى أن إنجيل نعمة الله كُرز به لكل العالم مُمثلاً في هؤلاء الثلاثة؛ فالخصي الحبشي من نسل حام (أع 8)، والرسول بولس من نسل سام (أع 9)، وقائد المئة التي من الكتيبة التي تُدعى الإيطالية من نسل يافث (أع10). فيا لعظمة نعمة الله!

ويبدو أن هذا الخصي الحبشي وزير كنداكة ملكة الحبشة كان أُمميًا متهوِّدًا. ونرى فيه الاختيار، ثم الكرازة له بإنجيل نعمة الله مصداقًا للقول: «فكيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟» ( رو 10: 14 ). وهنا تتجلَّى نعمة الله في الاختيار. فيُطلب من فيلبس أن يترك كرازته الناجحة في السامرة، لكي يذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أُورشليم إلى غزة التي هي بريَّة.

وهنا نجد الخادم الأمين ينقاد بروح الله وليس بالعمل الناجح. فربما تعلَّل أن العمل في السامرة ناجح، وكيف يتركه ويذهب إلى البرية، لكن فيلبس يمثل لنا الخادم الأمين الذي يطيع صوت الرب، فنقرأ أن فيلبس «قام وذهب».

وعندما تقابل مع الخصي وجده يقرأ الكتاب.
فالكرازة الناجحة تكون من الكتاب المقدس، وليس من القصص والحكايات.
وكان السِفْر الذي يقرأ فيه الخصي هو سفر إشعياء أصحاح 53 الذي يتكلَّم عن صليب المسيح الذي هو قلب الإنجيل؛ الإنجيل الذي هو «قوة الله للخلاص» ( رو 1: 16 )، لأنه بدون الإيمان بصليب المسيح ليس هناك خلاص.

وهكذا نعمة الله العجيبة أعدَّت كل شيء لخلاص هذا الخصي. فأعدَّت له الكارز، وأعدَّت الفصل الذي يكرز منه الكارز. وهنا رافق الروح القدس كرازة فيلبس، وفتح الرب قلب الخصي وقَبِلَ المسيح؛ والدليل على ذلك أنه طلب من فيلبس أن يُعمِّده «فأمر أن تقف المركَبة فنزلا كِلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمَّده. ولمَّا صعِدا من الماء، خطف روح الرب فيلبس، فلم يُبصره الخصي أيضًا، وذهب في طريقه فَرحًا» ( أع 8: 38 ، 39).

لقد ذهب الخصي إلى أورشليم ومن أورشليم نقرأ أنه رجع إلى الحبشة، لكن لا نقرأ أنه رجع فرحًا. لكن بعد أن آمن بالرب يسوع «ذهب في طريقهِ فَرحًا».
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
هدية (ناردين) مريم

91051212.jpg


لِمَاذَا تُزْعِجُونَ المَرْأَةَ؟ فإَنـَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا ( مت 26: 10 )
أولاً: محبة مريم وهديتها: إن المحبة للمسيح دائمًا تجد النور الإلهي الذي يهدي طريقها ويوجهها إلى ما هو مناسب تمامًا في اللحظة المناسبة. والمحبة تتبع هذا النور غير عابئة بتشويش البشر. وهكذا شقت محبة مريم للمسيح طريقها وسط كل كراهية اليهود. وها هي قد وصلت بهديتها الغالية إلى رأس السيد نفسه.

ثانيًا: قيمة الهدية والسجود: 1- عملاً حسنًا. ذُكرت حادثة مريم (مر14) بين مكائد رؤساء الكهنة وخيانة يهوذا. وهكذا فالوحي يوضح لنا أن لفتة الأمانة والحب كانت أحسن تعويض بين أحداث المكر والخيانة. فما أروعه إنعاش لنفس مجروحة جدًا! وليس هذا فقط، ولكن ما أحسنه عملاً رأى فيه تبارك اسمه نموذجًا ضئيلاً جدًا لِما سيفعله هو على الصليب! كسرت مريم القارورة وامتلأ البيت من رائحة الناردين، وهكذا إذ كُسر قلبه امتلأ الكون كله بل بيت الآب وعرشه من رائحة المحبة الإلهية .. ما أكرمه!! حقًا ما أحسن ما استطاعت مريم أن تعمله آخذة بقلب الرب أعلى بكثير من شبح الخطية الرهيب إلى كمالات عمله وروائح السرور المتصاعدة لأبيه، والأمجاد الإلهية التي ستفوح بعد قليل. مباركة هي في عملها!!

عزيزي .. وأنت وأنا .. ماذا يا تُرى عملنا من أجله؟؟

2- دهنت بالطيب جسدي. ما أروع تمييز مريم وهي تسكب الطيب على رأس الرب فينزل على جسده الكريم. واعتبر تبارك اسمه هذا تدهينًا لجسده. فهو لم يُدهَن بالطيب بعد هذا. وها هي مريم قد سبقت وفعلت. حقًا إن المحبة المضحية يصاحبها ذكاءً روحيًا.

3- عملت ما عندها: قيَّم يهوذا ناردين مريم بثلاثمائة دينار، وأما السيد العظيم فقيَّمه بأنها عملت ما عندها.

لا يمكن للمحبة أن تتجلى إلا عندما يُكسر كل غالِ.

ثالثًا: مكافأة الهدية. ما أحلاها مكافأة مريم، وقلب الرب يتجاوب مع سجود مريم بإعلانات إلهية فورية؛ فنراه يعلن عن موته (تكفينه) وأن جسده الكريم لن يطيّب مرة أخرى. كما أعلن مكافأتها بتخليد اسمها مع الكرازة بالإنجيل.

أحبائي: هذه هي هدية محبة مريم للسيد؛ سجودها وناردينها. وإعلانات الروح القدس هي أعظم هدية يقدمها الروح للنفس الساجدة بحب.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
هذا فعلَهُ العَسكَر
1408605452.gif


يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ ( مز 22: 18 )
مزمور22 يتكلم في نصفه الأول عن آلام المسيح التي قاساها من يد الله لأجل الإنسان.
والرب ينطق وهو على الصليب بأول عبارة يُفتتح بها المزمور «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» مُعبِّرًا بذلك عن إحساساته ومشاعره. لكن بالنسبة للنبوة الواردة في يوحنا 24:19 عن اقتسام ثياب المسيح والاقتراع على لباسه نجد الوحي يسبقها بعبارة «ليتم الكتاب القائل». فالمسيح لم ينطق بكلمات هذه النبوة، لكن الروح القدس، في صاحب المزمور، سبق فأخبر بالآلام التي للمسيح وهو على الصليب. إذًا هنا شهادة الروح القدس عن انطباق النصف الأول من هذا المزمور على المسيح المتألم. أما النصف الثاني فيحدثنا عن النتائج العجيبة للصليب. نتائج مصوغة في شكل تسبيح وسجود، والتي إلى الآن لم تُستعلن في ملئها وكمالها. ولكنها لا بد أن تتم في حينها.

في يوحنا 24:19 نجد كل استخفاف واستهتار من جانب العسكر، بصليب المسيح. أَوَ ليس هذا الاستهتار ينتشر في العالم في يومنا الحاضر؟ كانوا عند الصليب تستحوذ عليهم شهوة المكسب المادي، كما كانت فيهم روح المقامرة. هذه الأمور كانت تشغل قلوبهم، وإلى جوارهم رب الحياة يضع حياته لأجل الناس. وكم في المسيحية اليوم من شبان وشيوخ تستحوذ عليهم هذه الروح العالمية عينها، فتعمي أعينهم عن أن يروا، وتَصُم آذانهم عن أن تسمع المسيح متكلمًا بالخلاص، وصانعًا للسلام، ومقدمًا للجميع حياة أبدية بلا ثمن!

«هذا فعله العسكر» .. ويا له من تتميم للنبوات! إن العسكر لم تكن عندهم أية فكرة عن أن ما كانوا يعملونه يومئذٍ هو عين ما أُوحيَ به في النبوات من أجيال عديدة سبقت. وإنها لحقيقة خطيرة أن نتأمل في أن جميع نبوات العهد القديم والجديد على السواء، والتي لم تتم حتى الآن، سوف تتحقق في حينها المناسب. والإنسان لا يستطيع أن يغيِّر هذه الحقيقة على الإطلاق، ولو أنه يستطيـع ـ بدون قصد ـ أن يدفع الحوادث. وهذا اليقين من جهة تتميم مواعيد الكتاب يقترن عند المؤمن المفدي بالبركة. وهذا اليقين عينه بالنسبة لغير المؤمن يقترن بالدينونة، وكل تتميم لأية نبوة من نبوات الكتاب سيكون لمجد الله والمسيح. ليتنا جميعًا ننتظر بفرح وصحو إتمام كل نبوة الكتاب.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
يتأنَّى علينا

1006544465.jpg


لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ ... لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ ( 2بط 3: 9 )

هل أريد أن أعرف ما هي الخطية؟
ليس لي إلا أن أنظر إلى الصليب.
هل أريد أن أعرف ما هو البر؟
وما هي البغضة بلا سبب؟ والمحبة بلا حد؟ والخطية ودينونتها؟ الخلاص والسلام؟ الغضب الإلهي ضد الشر؟
الرضاء الإلهي الكامل ومسرته فيما مجّد الله تمجيدًا كاملاً وإلى الأبد؟ ليس لي إلا أن أتطلع إلى هناك ـ إلى الصليب.

ثم هل أريد أن أعرف الضعف والموت مع التسليم الاختياري، وليس مجرد تسليم الضعف والعجز؟
وهل أريد أن أرى القوة الإلهية التي واجهت الشر وأبطَلته؟ هناك أيضًا أرى العالم ثائرًا بقوة الشيطان للتخلُّص نهائيًا من إله المحبة، ثم أرى الله، بواسطة هذا العمل ذاته، مُخلِّصًا الإنسان وعاملاً الصلح والسلام بدم ابنه، كما هو مكتوب: «لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين ـ خوفًا من الموت ـ كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15).
ولقد تلاقى في الصليب الخير والشر بكل قوتهما وأشكالهما لكي تنتصر المحبة إذ تقاسي من الشر مرة ليكون للخير قوته الكاملة إلى الأبد.

وهل تسأل، أيها القارئ العزيز، لماذا إذًا نحن لا نزال في عالم كهذا؟
ها أنا أجيبك: إن الكتاب يُخبرنا أن الله في نعمته لا زال يقود النفوس إلى الاستفادة من هذه الفرصة والانتفاع بها.
إن العالم الذي نعيش فيه عالم بؤس وحزن وظلم.
فإذا كان الله يتداخل لتغييره، فلا بـد له أن يأتي بالدينونة وينهي زمان الرحمة. وهذا ما لا يريد أن يفعله طالما هناك من له أُذن للسمع. وهو لذلك يسمح بالشر أن يستمر إلى حين. ونحن، ولو أنه قد يتحتم علينا أن نتألم أثناء وجودنا في العالم، يجب علينا من هذه الناحية أن نفرح لأن الله لا زال سامحًا ببقاء هذا العالم، لأنها لا زالت فرصة رحمة مُقدمة للآخرين.
إن النهاية ستكون فرحًا أبديًا في عالم أفضل بما لا يُقاس. فالمسيح قد مضى ليُعد مكانًا لنا، وسيأتي مرة ثانية ليأخذنا إليه حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا.
هكذا يكتب بطرس: «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قومٌ التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أُناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ).:flowers:
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
نداء الحكمة

110024900.jpg


اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ. ذَبَحَتْ ذَبْحَهَا..أَيْضًا رَتَّبَتْ مَائِدَتَهَا. أَرْسَلَتْ جَوَارِيَهَا تُنَادِي.. ( أم 9: 1 - 3)

الأعداد الستة الأولى من هذا الأصحاح تصوِّر لنا صورة رائعة عن طريقة انتشار إنجيل نعمة الله بواسطة المؤمنين الذين جالوا يبشرون بالكلمة ( أع 8: 4 ).
ففي سفر الأعمال نرى ”الحكمة تبني بيتها“؛ قديسو الله يجتمعون معًا، ولهم قلبٌ واحدٌ ونفسٌ واحدةٌ، في وحدة غالية جذبت الآخرين ليتمتعوا بها ( أع 4: 32 - 35).

«الحكمة ... نحتَتت أَعمدتها السبعة» ... والأعمدة السبعة التي نحتتها الحكمة تُرى واضحة في رسالة يعقوب3: 17 «وأما الحكمة التي من فوق فهي أولاً طاهرة، ثم مُسالمة، مترفقة، مُذعنة، مملوَّة رحمةً وأثمارًا صالحة، عديمة الريب والرياء».

أما لماذا يستخدم الوحي كلمة «نَحَتَتْ»؟
فذلك لأن هذه الصفات ليست فينا بالطبيعة، بل تحتاج، من جانب المؤمن، إلى اجتهاد وتدريب جاد، وعمل جاد دؤوب لتظهر في حياة المؤمن.

أما عن كونها «أعمدة» فذلك يُشير إلى جاذبيتها للناظرين.

«الحكمة ... ذبحت ذبحَها» .. هذا يعني أنها مهتمة بتقديم حاجة النفوس.
فما هو هذا الطعام؟
هذا يذكِّرنا بذبيحة ربنا يسوع المسيح.
وهكذا فإن الكنيسة لديها أخبار مُفرحة وعجيبة عن الغفران والفداء الأبدي بواسطة هذا الذبيح المبارك.

«الحكمة .. مزجَت خمرها».. والخمر الممزوجة يشير إلى قيمة وغلاوة دم المسيح الثمين والذي يضمن فرحًا طاهرًا للمؤمن، وإن كان قد كلَّف المسيح آلامًا لا يُنطَّق بها.

«الحكمة ... أيضًا رتَّبت مائدتها» .. والمائدة المُرتبة تحدثنا عن الإعداد التام والكافي لشبع كل نفس جائعة تؤمن بالمسيح كخبز الحياة. ويا لها من وليمة عظيمة ومُدهشة رتبتها الحكمة للمدعوين الكثيرين.
فمن بين أطباق المائدة نستطيع أن نتذوق:
الغفران، والفداء، والتقديس، والحياة الأبدية، وأكثر من ذلك كثيرًا.

«الحكمة ... أرسلت جواريها» .. وها هي الحكمة تُرسل رسلاً بأخبار الإنجيل السارة لكل مَن يقبلها.

يا ليتنا نكون ”جواري الحكمة“، فنذهب لندعو الجهال (البسطاء)؛ أولئك الذين لم يتمتعوا بالحكمة، ليأتوا ويقبلوا مجانًا بركة الله العظمى.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حواء وامرأة لوط

812146627.jpg


اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلا تَهْلِكَ ( تك 19: 17 )

عندما أخرج الملاكان لوطًا وامرأته، كان كلامهما مُوجَّهًا إلى لوط. ولماذا؟ لأنه هو رب الأسرة وهو المسؤول عما يجرى فيها. وفي هذا درس لكل أب أوكَله الرب على مسؤولية من جهة زوجته وأولاده، حيث سيُعطي حسابًا عن ذلك.

هل كان قدوة صالحة أمامهم؟ هل استحضر الله إلى البيت؟ هل علَّمهم مخافة الرب؟
هل حذَّرهم من نتائج الخطية؟
هذه الأوامر تبدأ بـعبارة «اهرب لحياتك» وتُختم بأن يهرب إلى الجبل، وبين الأمرين بالهرَب يأتي الأمر:
«لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة».
وإذا نظر إلى ورائه فهناك الهلاك، وإذا وقف في أي جزء من دائرة الأردن فهو مُعرَّض أيضًا للهلاك، وهذا ما حدث مع امرأة لوط لا مع لوط نفسه. ومن المؤكد أنه حذَّر زوجته وابنتيه من النظر إلى الوراء، شاعرًا بخطورة الموقف. ولكن بالرغم من ذلك «نظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح» (ع26). لقد تباطأت خطواتُها قليلاً عنه حتى لا يراها، ثم خَطَفَت نظرة سريعة للوراء نحو سدوم، وفي الحال تحوَّلت إلى عمود ملح. ولم تكن هي أول امرأة تنظر من وراء رجلها، لأن حواء كانت هي الأسبق في فعل هذا الأمر. وفي الحالتين، وإن توارَت المرأة عن رجلها وفعلت ما تريد، فهل يمكن أن تتوارى عن نظر الله؟

ونستطيع أن نقول عن هذه المرأة التي لا نعرف اسمها، إنها كادت أن تنجو لكنها هلكت، بينما نستطيع أن نقول على اللِّص الذي كان مُعلقًا بجوار الرب إنه كاد أن يهلك لكنه خلُص. ففي لحظاته الأخيرة، وهو محكوم عليه بالموت، تطلَّع إلى المُخلِّص بنظرة إيمان وحصل على الخلاص. بينما امرأة لوط، وهي خارج دائرة الهلاك، وعلى وشك الإفلات منه تمامًا، بنظرة عدم إيمان للوراء، فاجأها هلاكٌ بغتةً، بالرغم من أن سُبُل النجاة جميعها كانت مكفولة لها.

إن علة الهلاك تتمثَّل في عدم الإيمان وعدم تصديق أقوال الله. لقد شكَّت في جدِّيَّة القضاء الذي سمعت أنه سيحل بسدوم. وكانت تشعر أن الدنيا من حولها سلامٌ وأمان.
لم تقتنع بالتحذير والرسالة أن الرب قد أرسل الملاكين ليُهلكا هذا المكان، مثلما حدث مع حواء قديمًا عندما قالت لها الحيَّة: «لن تموتا!» ( تك 3: 4 )، وفي الحالتين «مَن لا يُصدِّق الله، فقد جعله كاذبًا» ( 1يو 5: 10 ).
وما أخطر عدم الإيمان!
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أَدخَلَني إِلى حِجَالِهِ

787469315.jpg


أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ ( نش 1: 4 )

قيل إن الحجال هو موضع يُزيَّن بالثياب والأسرّة والستور للعروس، أو ستر العروس في جوف البيت، أي غرفة خاصة للتزيين . نلاحظ أن العريس هو الذي أدخل العروس الي هذا الموضع لانها تقول «أَدخَلَني».

وهو أدخلها لأنه أحبها، ولكي يقوم بكسائها بأفضل الثياب، وتزيينها بأفضل الزينات حسب ما يتفق مع مقام العريس، وليس بحسب حالة العروس. إننا في حزقيال16: 1-14 نجد حالة العروس قبل دخولها غرفة التزيين: فهي مطروحة بكراهة نفسها، ومَدوسة بدمها، وعريانة، ولكن مرّ عليها عريسها وكان زمانها زمن الحب، فبسط ذيله عليها، وستر عورتها، ودخل معها في عهد، وحمَّمها وغسَّلها من دمها، ومسحها بالزيت، وألبسها المُطرز، وحلاَّها بالذهب.

تخيَّل معي حالتها قبل وبعد دخولها الحجال، أي غرفة التزيين الخاصة بالملك. لقد كانت محبة العريس لعروسه الأرضية مرتبطة بالزمن ( حز 16: 8 رؤ 1: 5 )، لكننا نراها لم تبتهج وتنبهر بالهِبات، بل بالحري بمانح الهبات، فنسمعها تقول: «نبتهج ونفرح بكَ. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبُّونك». لكننا نحن العروس السماوية الكنيسة، وإن كنا ترابيين، وفي آدم الأول أمواتًا كالرمم، لكننا نتغنى الآن: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمهِ، وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين» ( 2تي 1: 9 ، 6؛ أف5: 25).
ومحبة العريس لنا ليس لها ارتباط بالزمن نهائيًا (2تي1: 9؛ رو8: 29؛ أف1: 4).

والوحي يصف العروس السماوية في رؤيا21: 2:

(1)«مقدسة» لأنها امتلكت طبيعة الله القدوس ( 2بط 1: 4 ).
(2) «جديدة» لأن كل شيء يبقي جديدًا إلي الأبد ( 2كو 5: 17 ).
(
3) «من السماء» .. «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» ( يو 17: 16 ).
(4) «من عند الله» ... «كانوا لك وأعطيتهم لي، وقد حفظوا كلامك» ( يو 17: 6 ).
(5) «مُهيأة» والذي هيأها الله نفسه.
(6)
«كعروسٍ» وسوف تظل عَرُوس إلي الأبد.
(7) «مُزيَّنة لرَجُلها» أي شخص المسيح ـ تبارك اسمه. لكن أ لعل كل هذا يُبهرنا؟ أم نقول كما قالت العروس: «نبتهج ونفرح بك. نذكُرُ حبَّك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك»؟
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أَيِّلَةِ الصُّبْحِ

729277201.jpg


لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى «أَيِّلَةِ الصُّبْحِ». مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ ... إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ( مز 22: 1 )

التعبير«أَيِّلَة الصُّبْحِ» لم يَرد في كل الكتاب المقدس إلا في عنوان مزمور22، ولو أن اليهود فيما بعد استخدموه للتعبير عن الصباح الباكر.
والأرجح أن داود هو الذي أنشأ هذا التعبير الشعري الجميل.

ويُقال في تفسير ذلك إن منطقة يهوذا التي تقع فيها قرية بيت لحم، حيث تربى داود، هي منطقة مُحاطة بالجبال، وكان داود يرعى أغنام أبيه في مروج تلك الجبال، وهو ـ كأي راعي غنم ـ بينما يحرس أغنامه في الليل، كان يتطلع بشوق إلى بزوغ الفجر، فيأمن على خرافه من الخطر، ويأنس هو من وحشة الليل.
وإن كان منظر غروب الشمس مَهيبًا، إلا أن شروقها أكثر بهجةً. ولأن داود كان شاعريًا مُرهف الحس، فكان يتخيَّل الأشعة الأولى للشمس عند شروقها من خلف جبال يهوذا الشرقية كأنها قرون الأيِّل، وبذلك صار شائعًا أن يُطلق على أشعة الشمس الأولى في الصباح الباكر «أَيِّلَة الصُّبْحِ».
فها بعد الليل البَهيم، تنفذ أشعة الشمس ناشرة ضياءها، مُبددة ظلمة الكون بهذا المشهد الخلاب الذي يُشبه على نحو كبير قرون الأيِّل.

يمكننا أيضًا أن نفهم معنى هذا التعبير «أَيِّلَة الصُّبْحِ» بطريقة أخرى. فكأن الشمس ماتت في الليل فاتشحت الطبيعة بالسواد، وأتى الظلام، ولكن في الفجر ها هي قد قامت من جديد فملأت الأرجاء بنورها الوضاح.

وهذان هما الأمران المشغول بهما مزمور22؛ أعني بهما موت الرب وقيامته. ولو كان المسيح مات ولم يَقُم، ما كان أسوأ تلك القصة! ما كنا ندعوها إذ ذاك قصة الحب السرمدي، بل مأساة كل الدهور.
ولكن شكرًا للرب إذ إن الحب تمجد وقهر الموت. من أجل ذلك كان مناسبًا للغاية أن يُعنوِن داود هذا المزمور الذي يصور لنا آلام الرب وهو يتجرَّع غصص الموت، بهذه الكلمات: «أَيِّلَة الصُّبْحِ».

هذا المزمور بناء على ما سبق، ليس موَّالاً حزينًا لليل بلا إشراق. ولا هو مرثاة لمأساة بلا رجاء، بل هو أُغنية صبح أتى في أعقاب ليل «عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنُّم» ( مز 30: 5).
نعم إنها أنشودة فجر القيامة بلحنه المُبهج «أُخبر باسمك إخوتي. في وسط الجماعة أُسبِّحك».
لذلك فإنها «لإمام المُغنين (المسيح) على أَيِّلَة الصُّبْحِ (القيامة)». فالمسيح نفسه هو «أَيِّلَة الصُّبْحِ».
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الوكِيل الأمِين الحكِيم

567529027.jpg



فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ ( لو 12: 42 )

يجب أن يتصف كل خادم للرب بعدة صفات:


(1) وكيل: الوكيل هو شخص له سَيِّد وكّله وائتمنه على وكالة لينوب عن سَيِّده في الاهتمام بهذه الوكالة. هكذا كل خادم هو وكيل من الرب لخدمة إخوته المؤمنين، ويومًا ما سيُعطي حساب وكالته ( لو 16: 2 ). أما عن دائرة هذه الوكالة فهي كل شيء: الوقت، الصحة، المال، الوزنات الطبيعية، المواهب الروحية .. إلخ.

(2) أمين: الأمانة هي أول صفة مطلوبة في الوكيل «ثم يُسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا» ( 1كو 4: 2 ). سيُسأل الوكيل ليس فقط عن ماذا عمل؟ بل ولماذا عمل؟ وكيف عمل؟ ودوافع كل عمل يُؤدى هنا على الأرض، سوف يُكشف أمام السَيِّد في يومٍ قريبٍ قادم. ونعترف أن الأمانة في هذه الأيام عُملة صعبة ونادرة «أكثر الناس ينادون كل واحدٍ بصلاحه، أما الرجل الأمين فمَن يجده؟» ( أم 20: 6 )، لكن ليتنا نراعي الأمانة في كل شيء.

(3) حكيم: والمقصود ليس الحكمة الانسانية، بل «الحكمة التي من فوق» ( يع 3: 15 )، وهذه الحكمة تظهر في تقديم طعام مناسب، وبقدر مناسب، في وقت مناسب، لمن وكّله السَيِّد عليهم «ليعطيهم العلوفة في حينها؟»

(4) يُقيمه سَيِّده: هو لا يُقيم نفسه، وغير مُقام من الناس، ولكنه مُقام من سَيِّده. لقد برهن الرسول بولس على رسوليته للكورنثيين مؤكدًا لهم أنه: «رسول ليسوع المسيح بمشيئة الله» ( 1كو 1: 1 ؛ 2كو1: 1)، وقال للغلاطيين إنه: «رسولٌ لا من الناس ولا بإنسان، بل بيسوع المسيح والله الآب» ( غل 1: 1 )، ويذكر ذلك أيضًا لتيموثاوس في آخر رسائله «بولس، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله» ( 2تي 1: 1 ).

(5) يُقِيمه .. على خَدَمهِ: واضح أنه مُقام من سيِّده على خَدَمهِ وليس فوق خَدَمِهِ. فالأمر متعلّق بالخدمة وليس بالسيادة والسلطان. قال الرسول بطرس: «أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم (وليس عليكم)، أنا الشيخ رفيقهم (وليس عليهم) ... ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا ... لا كمَن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية» ( 1بط 5: 1 -3). فالشيوخ هم بين الرعية، والرعية بين الشيوخ، ولا توجد رياسات ولا سيادات، ولا تسلُّط على قطيع الرب.

ليتنا نتعلَّم هذا ونُمارسه عمليًا في الوكالة التي وكّلنا الرب سَيِّدنا عليها.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مَجْدي ورافعُ رأسي

367495731.jpg


هوذا واحد من أولاد الله في شدة وكَرب، تغمره سلسلة من الأزمات الخانقة. فابنه المحبوب ”أَبْشَالوم“ يقوم عليه ويفتن عليه المملكة، ويغتصب منه العرش ( 2صم 15: 12 ). و”أَخِيتُوفَل“ مُشيره وموضع ثقته ينضم إلى الفتنة، ويطلب قتله ( 2صم 15: 12 ، 13). وهكذا خرج داود و«كان يصعد باكيًا، ورأسهُ مُغطى، ويمشي حافيًا» ( 2صم 15: 30 ). ولكن مهما يكن ظلام الأيام، ومهما يكن شر الأعداء الثائرين، ومهما تكن ضخامة الحيَل الشيطانية، فالله نفسه «تُرْسٌ» للمؤمن ( مز 3: 3 ).
والكلمة «تُرْسٌ» هنا تَرِد في الأصل بمعنى: ”تُرْسٌ محيطٌ“؛ أي حِمى يحيط بالمؤمن من كل جانب.
حِمى تام ودفاع كامل. هكذا قال الله قديمًا لأبرام: «لا تخف يا أبرام. أنا ترسٌ لكَ» ( تك 15: 1 ). ويتغنى موسى في نشيده الوداعي: «مَن مثلكَ يا شعبًا منصورًا بالرب؟ تُرس عونِك وسيفِ عظمتكَ فيتذلل لك أعداؤك، وأنت تطأ مرتفعاتهم» ( تث 33: 29 ).

والرب ليس ترسًا فقط، بل هو أيضًا «مَجْدٌ»؛ «مجدي ورافع رأسي»، إذ من الرب استمد داود كرامته المَلَكية، وهو يعلم أن الله لا بد وأن يرُّد له كرامته وعزته. فإن المؤمن الواثق بالرب يستطيع أن يخاطبه قائلاً: «أنت يا ربُّ ... مجدي»، تمامًا كما كان المجد يضيء قديمًا للشعب في ذات السحابة التي كانت تظللهم.
ومن ثم يقدر أن يزيد على هذا قوله: «ورافع رأسي». فليست الكبرياء هي التي تمنح القديس رأسًا مرتفعًا، رمز العزة والكرامة، ولا حتى مجرد الشجاعة الطبيعية، بل إدراكه الحقيقي لله «أهيه» الكائن إلى الأبد. الاسم الذي حمله موسى قديمًا إلى قومه قائلاً:
«أهيه أرسلني إليكم»، وما في ذلك الاسم من مدلول القدرة على الخلاص.
ومن هنا استطاع داود أن يصرخ إلى الرب، واثقًا أنه يُجيبه من «جبل قُدسهِ» كناية عن ”صهيون“ مقر التابوت، باعتبارها المركز الذي فيه يمارس الرب سيادته الأرضية ( مز 2: 6 ).

بيد أن هذا ليس معناه أنه قد نجا من الضيق، فقد كان داود هاربًا من ”أَبْشَالوم“، طريد البرية، يتعقبه أعداؤه، لكنه يحدثنا في هذا المزمور كيف استطاع أن يستودع أمره لله. وإنه أمر عظيم أن نفعل ذلك في تجاربنا، فلا نعتز بقوة نتصوَّرها في نفوسنا فنستند عليها، أو إمكانيات نعتمد عليها، بل نستودع الكل بين يدي إلهنا القادر على الخلاص من كل الضيقات.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عرش الدينونة

1301152758.jpg


ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! ( رؤ 20: 11 )
ما أرهب العرش المُشار إليه في هذه الأعداد! إنه عرش دينونة رهيبة، حيث لا نعمة ولا رحمة.
لهذا العرش مطالب، ولكن يا للأسف فإنه لا يوجد في ذلك الوقت مَن يوفيها. يقول «وانفتحت أسفارٌ ... ودِينَ الأمواتُ مما هو مكتوبٌ في الأسفار بحسب أعمالهم» (ع12).

تلك الأسفار مدوَّن فيها تاريخ كل واحد من الخطاة الذين رفضوا نعمة الله، عندما كانوا أحياء على الأرض. وسوف لا تكون مُغالطة أمام ذلك العرش، كما أن كل شخص سيُدان بحسب أعماله.

ويتصوَّر البعض أن الدينونة ستكون بسبب رفض الإنجيل فقط، ولكن الواضح هنا أن كل واحد سيُدان «بحسب أعماله». لا شك أن رفض الإنجيل أينما كُرز به يضع السامعين الرافضين تحت الدينونة، ولكن هذه الدينونة ستكون بحسب أعمال كل واحد. ويقول الرسول بولس:
«فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض. الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذي هو عبادة الأوثان، الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية» ( كو 3: 5 ، 6).
وفي هذه الكلمات، كما في غيرها مما ذُكر في مواضع أخرى، نرى أن غضب الله يأتي على أبناء المعصية لأجل خطاياهم. يا له من حق خطير، أن كل واحد يموت في خطاياه غير تائب، ولا يؤمن إيمانًا حقيقيًا بالرب يسوع المسيح، لا بد وأن يُدان على جميع أعماله، ما ظهر منها وما استتر.
وسيقف جميع الخطاة بضمائر مستيقظة وذاكرة حاضرة، وسيظهرون في نور ذلك العرش الذي لا يختفي منه شيء، ولا يمكن أن يهرب من أمامه أحد.

وما أرهب الوقوف أمام عرش الدينونة!
كم من الأصوات ستُسمع هناك من الملايين المحتشدة قائلة: «ويلٌ لي! إني هلكت».
ولكن يا للأسف فإنه لا يوجد هناك مذبح، ولا واحد من السرافيم طائرًا بجمرة، ولا نعمة ولا رحمة (إش6). يوجد بحيرة النار، التي هي المقر الأبدي لرافضي المُخلِّص، المقر الأبدي لمَن عاشوا في الخطية بدون تقدير لقداسة الله ولدينونته العادلة.
إن كل مَن يقف أمام ذلك العرش العظيم الأبيض ستكون عاقبته نارًا لا تُطفأ ودودًا لا يموت.

أيها القارئ العزيز، إن كنت لم تسلِّم قلبك للمسيح للآن، ليتك تهرب من الغضب الآتي بقبولك، من كل قلبك، خلاص الله الكامل بعمل ابنه المحبوب على الصليب.
 

روزي86

كتكوتة المنتدي
عضو مبارك
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
45,853
مستوى التفاعل
1,167
النقاط
0
الإقامة
cairo
.كيف اميز صوت الله ؟
.
.
.
.
... .
.
.
صوت الله هو الصوت اللى (تسبقه) صلاة و (تعقبه) راحة
 

روزي86

كتكوتة المنتدي
عضو مبارك
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
45,853
مستوى التفاعل
1,167
النقاط
0
الإقامة
cairo
ثـق ان جـمـيـع احـتـيـاجـاتـك سـتـأتـيـك دون ان تـطـلـب ....

ولـتـكـن صـلاتـك لا طـلـبـا بـل حـبـا ...

وان لـم يـكـن فـيـك هـذا الـحـب صـلـي لـكـي يـعطـيـك الـرب ايـاه ...
... ...
قـل لـه بـأسـتـمـرار اعـطـنـي يـارب ان احـبـــــك

بـقـلـم قـداسـة الـبـابـا شـنودة
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أَحْشَاء المسيح

942277441.jpg


«فَإِنَّ الله شَاهِدٌ لِي»:
أي أن الله يعلم صِدق أشواق الرسول بولس العميقة والكثيرة، والتي لا ينقلها الحبر والورق، بل الله الذي يعلم دوافع القلوب.

«كيف أشتاق إلى جميعكم»:
تتكرر كثيرًا كلمة «جميعكم» في الأصحاح الأول من رسالة فيلبي: «الطلْبة لأجل جميعكم» ( في 1: 4 )، «أفتكر هذا من جهة جميعكم ... أنتم الذين جميعكم شُركائي في النعمة» ( في 1: 7 )، «أشتاق إلى جميعكم» ( في 1: 8 )، «فإذ أنا واثقٌ بهذا أعلمُ أني أمكُث وأبقى مع جميعكم» ( في 1: 25 ). وهكذا نرى تقدير الرسول لجميع القديسين على السواء؛ الصغار والكبار، الخدام والمخدومين، الأغنياء والفقراء.

«في أحشاء يسوع المسيح»:
إنها نوع من المشاعر، ترتقي وتسمو عن العواطف البشرية فعواطف الناس منقوصة وهزيلة، سرعان ما تتقلب، تارة تجود وتارة تمنع. وبسبب الخطية الساكنة فينا كثيرًا ما تكون باردة ومتبلدة، فهي مشاعر محدودة وجامدة بالقياس لأحشاء المسيح.

أحشاء المسيح هي تلك المشاعر العميقة التي تترفق بالضالين وترجو رجوعهم بشوق وحنين. هي فيض من العواطف الحانية تجاه المتألمين ومنكسري القلوب. وتتجه لغير المستحقين وتعطي أهمية للمنبوذين والمحتقرين. أحشاء المسيح تملأ القلب بحب نقي، بلا رياء، تجاه كل القديسين بصرف النظر عن أعراقهم أو خلفياتهم، لا تفرِّق بين جنس ولون، لا تفرِّق بين غني وفقير، مشهور أو مغمور. وإن كانت تتدفق بشكل قوي نحو المساكين، وتعطي أولوية للمنحنين والمتضعين.

ومن له أحشاء المسيح، تكون محبته غير مشروطة كسيده، رقيق المشاعر، يفرح مع الفرحين ويبكي مع الباكين، لا يطيق النميمة أو كلام المذمة، بل يحلو له جدًا أن يفتكر في كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة وإن كان مدح.

وبولس، كيهودي الأصل، كان من أولئك اليهود الذين بينهم وبين الأمم عداوة قديمة وبغضة شديدة. ولم يكن يتصوَّر أبدًا أو يخطر على باله لحظة - وهو في زمان الجهل - أنه سيأتي يومًا يتعلق بحب شديد بمثل هؤلاء المكدونيين الأمم، المُحتقرين من جنس اليهود.
نعم، ما كان ممكنًا أن تكون له هذه المشاعر الصادقة والحانية، وهذه الأشواق القلبية العميقة، إلا في
أحشاء يسوع المسيح.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كلمة الله والسعادة

1394620541.jpg


لا توجد سعادة وراحة فكر في ما هو غير مضمون، وخاصة إذا كانت المسائل غير المضمونة تتعلق بنا.

والطريقة الوحيدة التي بها نحصل على السلام في وسط الأمور غير المتيقنة، هي أن نعرف شخصًا يهمه أمرنا، على أن يكون هذا الشخص له سيطرة كاملة على هذه العناصر غير المضمونة، وأن نكون واثقين أن هذا الشخص سيستخدم قوته لصالحنا، حتى يمكننا أن نترك بثقة كل شيء بين يديه.

ونحن نعرف الآن أنه توجد أمور كثيرة لا يستطيع الإنسان أن يجد لها حلاً:
مِن أين أتى الإنسان؟ ولماذا وُجد على الأرض؟ وهل الموت قفزة إلى عالم مجهول؟ هل الموت ينهي كل شيء، أم أن هناك شيئًا ما بعد الموت؟ ما هو معنى الحياة؟ هل نحن مجرد لعبة في يد القَدَر نُسيَّر رغمًا عن أنفسنا، ولا نستطيع أن نعرف مصيرنا؟
هل هذه الخليقة وُجدت بمحض الصُدفة؟ أم أن هناك خالقًا لا يُحَد عِلمه، يهتم بنفسه بصالحنا، ويدبر تدبيرًا لفائدتنا؟ هذه الأسئلة وكثير غيرها تحير عقول الكثيرين وتملأهم بالشكوك والقلق. مِن أين نحصل على جواب مضمون؟
إن تحولت إلى الفلاسفة والحكماء والعلماء ودارسي الطبيعة، فأية إجابة تحصل عليها؟ إنك لا تجد إلا مجموعة من النظريات المتناقضة التي تجعل الإنسان أكثر حيرة وقلقًا.

إذًا أين يتحول المرء ليجد إعلانًا مضمونًا عن الحق؟
لن تجد سوى جوابًا واحدًا وهو الكتاب المقدس، كلمة الله المُنزَّهة عن الخطأ. إنه الكتاب الوحيد الذي له قوة مُجددة عجيبة في قارئيه. الرجال المتوحشون، السكارى المُدمنون، تحولوا بالآلاف إلى آباء وأزواج متعقلين محبوبين. النساء الساقطات تحولن إلى نساء تقيات، الذين كانوا ينفثون شرورًا وجرائم أصبحوا ودعاء كالحملان، اللصوص أصبحوا مُحسنين مُحبين للخير، المُخادعون والمُتعسفون خلصوا وأصبحوا أُمناء يوثَق بهم. والملايين من البائسين والتعساء أصبحوا يغنون فرحين عن طريق الرسالة التي تحتويها صفحات الكتاب المقدس. لم يسجل المختصون في العالم تقريرًا عن أي كتاب في تأثيره للخير مثل الكتاب المقدس. في هذا الكتاب فقط تجد الحق مُعلنًا. فيه فقط تجد أمورًا يقينية. إنه الكتاب الوحيد الذي يبين سر السعادة الحقيقية، السر الذي يمنح السلام في الحياة ويمنح السلام في ساعات الموت. ولن تجد إنسانًا يهمل كلمة الله، وينال سلامًا حقيقيًا، وسعادة حقيقية.
 

Bent avakerolos

New member
عضو
إنضم
30 نوفمبر 2011
المشاركات
146
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
علم لسانى يارب ليك يغنى ويقول كلام جديد غير اللى فات جميل هو كلام الرب تلذذ بالرب يسوع وهو يعطى سئل قلبك
 
أعلى